مشاهدة نتيجة التصويت: اي قصة صاحبها سيكون رابح النزال الفضائي؟

المصوتون
13. لا يمكنك التصويت في هذا التصويت
  • ثمن

    5 38.46%
  • حب في المريخ

    8 61.54%
مشاهدة النتائج 1 الى 17 من 17
  1. #1

    تحدي (خارج غلاف الأرض)

    p_221ye4l1

    خارج غلاف الأرض...الكوكب الأم
    دار نزال استمر لأيام

    هناك في الفضاء
    حيث لا جاذبية لتضم قرارة أجسادنا
    ولا هواء يسكن فراغ رئاتنا
    ولا ضوء ينير عيوننا المشحوذة بالعزم والاصرار

    دار التحدي
    بيني أنا ( RedRosa) والأنسة (مجوكهـ)

    ونتاجه كان قصتان
    وأنتم صرتم الحكم ...فأحكموا بيننا عدلا







  2. ...

  3. #2

    ثمن

    وقف متأملاً للطبيعة الخلابة حوله، النباتات ممتدة إلى أبعد ما تصل عيناه، عبقها المميز يبث فيه النشاط، وألوانها الفريدة تضيف سحراً وجواً ملائماً لتهدئة نفسه المضطربة. لا زال يبحث عن الإجابة المناسبة، عقله وقلبه في نزاع لم ينتهي، لكلٍ منهما وجهة نظر تحدد مصيره المحتوم، بل مصير جميع الذين يعرفهم.

    قرر إعطاء نفسه فرصة أخرى للتفكير، أعاد كل ما جرى ببطء في عقله مستشعراً كل كلمة قيلت وكل حدث حصل، لربما هذه الطريقة ستنفعه أخيراً وتريه الصواب قبل أن يفوت الأوان.

    تذكر حديث ذلك المتبجح، كان يهابه، يخاف لقاءه ويتجنبه بالهرب والاختباء بين النباتات التي تغمر الكوكب بأكمله، لكنه وصل إليه، وأخبره بمطلبه: قم بإبادتهم وستنال العفو.

    حرك يده المكبلة بسوارين إلكترونيين ملتصقان ببعضهما بفعل القوة المغناطيسية. ملامحه دلت تماماً وأوضحت كرهه لخطة هذا الرجل، أي حيوان يظنه ليتخلى عن بني جنسه مقابل حياته هو!

    تقلبت الكلمات في داخله مراراً، لكنه لم يجد مبرره كافياً ليرتكب هذه الجريمة في حق البقية! أبعد عينيه عنه، إن ابتسامته الماكرة ترعبه وتجعله يكره نفسه ويحقد على أفكاره ومطالبه، لماذا يستطيع هذا اللئيم معرفة رغبته الحقيقة! كيف تفقه لأمنيته بالبقاء على قيد الحياة؟

    إلا أن السؤال الحقيقي الذي يدور في باله الآن، لماذا عليه هو أن يتحمل ذنباً اقترفه آخرون، لماذا يجب أن يموت الجميع من أجل خطأ جسيم قام به الجشعون من بني جنسه؟ لو كان له الخيار لاختار إبادتهم أيضاً.. فهي الطريقة المثلى للقضاء على مثل هذا الفساد.. لكنه بالطبع لن يضم الأبرياء إلى القتلة المتوحشين!

    خطواته تباطأت حينما أقفلت تلك الذكرى كل سبيلٍ له في الهرب من الواقع، تردده هذا لن ينجح سوى في خلق مزيدٍ من المشكلات والضحايا.

    كيف سوَّل البشر لأنفسهم المطالبة بأراضٍ ليست لهم، تلويثها بمخلفاتهم وإصدار القوانين بإرادتهم؛ لتحدث هذه المجازر! ألم يفكروا ولو قليلاً بأن الحظ حالفهم في إيجاد مكان مناسب ليقيهم الأرض الملوثة بالأوبئة والأمراض القاتلة؟ لماذا عليهم أن يتمردوا ويفرضوا سيطرتهم على كوكبٍ ليس لهم ولن يكون!! ألم يكفهم ما ارتكبوه من أخطاء على وطنهم! أليس من المضحك أن يظنوا بأنهم قادرين على إدارة هذا الكوكب بأكمله؟ فهنالك شعب يمكنه أن يبيد المكان ويفر هارباً دون أن يصاب أحدهم بخدشٍ واحد.. كما أنهم قد دمروا الأرض وأفسدوا كل خيراتها.. ليس من المعقول أن يفكر أي أحد بأنهم سيحافظون على هذه البيئة النقية من أفكارهم المسمومة!

    هل من الأفضل أن يبيدهم حقاً! يمحو كل خطأ قد يصيب الكوكب ويهدد حياته الجديدة؟ وهو خلال أداءه لتلك المهمة سيسدي للسكان الأصلين معروفاً إن حافظ على حياتهم بقتل بني جنسه. فهم من اقترف الخطá لذا.. هم من يستحقون القتل والإعدام، هؤلاء الغرباء لم يؤذوهم حينما أتوا في بادئ الأمر، أظهروا سعادتهم باستقبال الجميع كضيوف، وسكان جدد، وجيران لهم، كانوا ظرفاء جداً وطيبين ليتقبلوا جنساً غيرهم يستهلك مواردهم. والآن هم لا يريدون سوى حماية بني جنسهم من السيطرة القاتلة!

    حدق في الجهاز الكروي القابع في يده، هو السبيل الوحيد لبقاءه على حياته، ربما يجب أن يضحي بالأبرياء ليعود كل شيء إلى طبيعته، فلكل شيء ثمن، وهذا هو ثمن محو القتلة من هذا العالم.

    عليه فقط أن يضغط على الزناد وفي ثوانٍ فقط ستتحول ملابسه لدرعٍ قوي يحميه من الإنفجار القاتل عندما يجتمع ببقية البشر في مدينتهم الخاصة بهم.

    ظل يردد طوال الطريق عبارة واحدة أجبر ترددها على لسانه ليمنع عقله من التفوه بما يُفقده عزمه على تأدية المهمة أخيراً: ضغطة زنادٍ واحدة وينتهي الأمر!

    ما كان عليه أن يختار السير على الأقدام وسيلته للوصول، لكنه تذكر بأن الخيارات ليست مفتوحة أمامه فالمواصلات قد مُنعت عنه، حُرِّم عليه لمسها بعدما خطط للهرب وفشل فشلاً ذريعاً سمح لذلك الرجل المجنون بإمساكه.

    دقائق طويلة مرت قبل أن يصل إلى المبنى العملاق والذي يضم في هذه اللحظة كل من بقي على قيد الحياة من سكان الأرض. أخفى جهازه الكروي الصغير في جيبه وارتدى ابتسامة هادئة، دخل وجلس في مقعده المعتاد.

    الحياة أصبحت نظامية جداً، بل خانقة إلى حد الموت؛ فالقواعد ازدادت بشكلٍ ملحوظ، لكل فردٍ منهم كرسي واحد لا يستطيع الجلوس على غيره، كحال بقية أشياءه. سواء كانت ملابسه، منزله أو حتى طبقه ووجبة طعامه. كما لو أنهم يضعون الحواجز بين الجميع ليضمنوا سلامتهم حين يحصل أي شيء؛ يبدو أنهم لا يريدون أن يرتبطوا بأي شخص ولا يكنوا لأي أحد مشاعر صداقة أو أخوة، الكل يبحث عن سلامته وحده!

    التردد قد اكتساه ثانيةً، هل رغبته في قتلهم حقيقية؟ إنه لا يزال غير مستوعبٍ للأحداث الجارية، ربما كانت مجرد خيال تشكل في عقله من فرط الملل، فلا حواسيب تعمل كما عهدها ولا هوايات يستطيع ممارستهǺ التكنولوجيا هنا مرعبة حقاً. رغم أنه لم يفكر يوماً بأنها ستكون كذلك، بل أبدى دائماً حبه الشديد واستمتاعه بتفحص الاختراع الجديد مهما كان، وذلك كان سبب إفلاسه الدائم!

    إن كل شيء مُتعبٍ حقاً.. إن قتل كل هؤلاء.. إلى من سيلجÿ وبمن سيجتمع؟ برفقة من سيعيش؟ هل.. هل من الأفضل له أن يهرب! بالتأكيد لن يستطيع.. وإن لم يقم بتأدية مهمته خلال العشر دقائق القادمة فإن قائد قوات سكان هذا الكوكب سيدمر المكان على الفور ودون تردد.. لقد أمهله هذه المدة حتى يستطيع هو قتلهم والفرار بجلده من خطر الإعدام للعيش حياة رغيدة مع أفرادٍ لا يعرفهم.. أمن الأفضل أن يموت معهم؟ ربما كان هذا مصيره المحتوم، هم فقط هربوا منه عندما هاجمهم على الأرض، وها هو ذا يهاجمهم ثانيةً.. ربما حان وقت الموت حقاً! ليس من حقه النضال من أجل العيش على حساب بني جنسه! عليه أن يلقى حتفه معهم، فإن كان الأبرياء سيقتلون ثمناً لإبادة أخطاء المتوحشين والأشرار، عليه أن يؤدي مهمته بكونه شخصاً بريئاً يتلقى عقابه الذي لا يستحقه!

    التمعت عينيه، هل سيواجه الموت الآن!؟ عليه فقط أن لا يجعل ملابسه تتحول لدرع يحميه من نيران التفجير وقوته.

    أخرج من جيبه جهاز التفجير وضغط الزناد، أعاده لمكانه وأغمض عينيه منتظراً الموت بهدوء.

  4. #3
    حب في المريخ

    عندما يكون هناك يوما فيه انت عند حافة القبر تنتظر الدفعة الأخيرة لتهوي داخلة وتلتحف الترب وتُنسى بعدها هناك وحيدا الى الابد. لكن يجرك امل شخص عزيز ليبعدك عن الحافة ويلقيك الى الحياة مجددا بعيدا عن المقبرة.
    منذ بعدها سوف لن تسرف خمس دقائق الغفوة بعد رنين المنبه في هاتفك الخليوي بل ستنهض فورا لتؤدي مراسيم الصباح ولن تسرف الكلمات عن اخبار الاهل والجيران حول مائدة الطعام بل ستتناول فطورك من فورك وتودع الاهل وتنطلق الى المستقبل
    ولن تهدر صحتك في كسل استقالة الحافلات بل ستقطع الطريق سيراً سوف لن تفوت مداعبة ضوء شمس الصباح الى وجنتيك ولن تفوت حنان نسمات هواء الصباح وهي تعانق رئتيك ولن تفوت هتافات العصافير وهي تبث لك الطاقة
    لتعطيك القوة والامل والفكرة التي ستسقيها لمن ستقابل أينما كانت وجهتك
    هكذا انا سرت نحو وجهتي (مركز علاج امراض السرطان)
    لست هناك كطبيبه ولست كممرضة ولا اعمل في قسم التحليلات ولا الاشعة او السونار ولا حتى الصيدلة او كعاملة نضافه
    أنا هناك لعلاج نفوس المرضى من اليأس وانقطاع الامل
    انا هناك لأسرد قصتي على كل مريض كرقية لبث الحياة فيه مجددا
    لا استلم مرتب على هذا انه عمل تطوعي فأنا بعد تلك الحادثة نذرت روحي لشكر الله بتلك الطريقة
    وأنتم عندما ستسمعون قصتي لن يبقى بينكم لائم ولا مشكك بصلاحية عقلي
    اليوم انا مضيفة لأربعة مرضى من الفئة الربيعية في العمر
    يمكنكم الانضمام لهم عسى ان تكون قصتي رقية لعلاج ما بكم من علل أنتم أيضا
    بدئت قصتي منذ معرفتي بأنني مصابة بمرض خبيث وهو لوكيميا الدم او ما يعرف بسرطان الدم ومنذ يومها تغيرت حياتي.
    اخذ المرض ما اخذ من صحتي كما اخذ من حبي للحياة وصبري.
    استهلك كل طاقة شبابي هدرا كما استهلك كل هباتي حتى بت عليلة يائسة ترتقب الموت دون عداه.
    فانا كنت يائسة جدا كما يئس امي واخوتي لكن ابي كان طويل الصبر عتيق الايمان لم يفقد الامل ابداً فهو بقي ينبش الأرض والسماء بحثا عن حياة ابنته.
    مراكز صحية ومستشفيات عالمية ونصائح من الانترنت وحتى العطار في الحي. طرق كل باب يطرقه بشر للعلاج ولم يفتأ يبحث
    وأنا كنت اطيعه مرة من باب الاحترام والحب لأبي ومرة من باب عدم امتلاك طاقة النقاش لكن ابدا ليس من باب الامل او التمني
    حتى جاء ذاك اليوم الذي انقطعت به السبل وأغلقت به كافة الأبواب
    فلم تعد حياة ترجى لتلك الابنة المصابة وكنت حينا اترقب امر واحد أخير وهو يأس ابي لأسلم نفسي للقبر كما كنت شبه المتأكدة ان من اليأس بات أبي قريب.
    لكن لم تجري الأمور كما كنت ارتقب.
    فمن العدم جاء سبب أعاد الحياة لأمال ابي وبدد معالم اليأس.
    رغم ان هذا كان ظرب من الجنون وما كنت لأوافق ابداً ولا حتى بالبابين التي ذكرتهما سابقا لكن كلمات ابي عندما قال (ان كنتِ ستمتين بكل الأحوال فلتكن إذا ميتة مميزة ليعلم العالم انكِ مميزة كما نعلم نحن).
    قد تبدو كلمات مبهمة ومثيرة للريبة لكن ليس لمن يعرف الطريق الذي يدفعني له أبي بحثا عن علاج.
    في صباح السابع من يناير اتصلت امرأة من مركز امراض السرطان بالسيد شاكر الذي كان جالس على الكنبة سانداً عكسية على فخذاه حاضنا رأسه بين كفيه متفكراً فهو يراجع خريطة ما برأسه، خريطة للطرق والابواب التي طرقها بحثا عن علاج لمرض ابنته هبة عسى ولعله يكون قد نسي باب ما او طريق ما لم يبحث به.
    رن الهاتف مطولا ولايزال السيد شاكر لم يرد وكأنه لم يسمعه او ربما هو فقد شهيته لسماع صوت أي أحد مهما يكون المتصل
    لكن ليست عادة السيد شاكر ان يجعل ثقل التفكير يزيحه عن الواقع لذا امسك الهاتف وضغط زر الإجابة وقال (مرحبا من المتصل)
    ردت المرأة (سيد شاكر أنا كاثرين من مركز علاج السرطان)
    رحب بها السيد شاكر بتثاقل (اهلا انسة كاثرين)
    كان صوت كاثرين مربك ومتلعثم بشكل واضح (اهلا .... اتصلت لأخبرك .... ان هناك خطوة ربما تريد لهبة ان تقوم بها ...بشأن العلاج)
    هذا جعل السيد شاكر ينتفض من الكنبة ويقف مزيح عن صدره حجارة اليأس التي اثقلت أنفاسه ليستعيد تنفسه السريع
    قال (ما هو؟)
    كاثرين (يصعب شرح هذا سيدي ...لكن ان اردت مقابلة الطبيب سوف يشرح لك الامر)
    ما كانت لتنهي كلامها حتى أطلق حماس السيد شاكر وعدا بالتواجد الفوري
    قال (سأتي حالا) واغلق الهاتف قبل ان ترد
    بلا حتى لحظة تأمل او استيعاب فما يجر السيد شاكر ليس عقلا يحتاج أجزاء من الثانية ليفكر بل كان يجره حب ابوي اهداه له الله.
    أسرع نحو المركز ليقابل الطبيب
    قال الطبيب (سيد شاكر.... الامر ليس كتجربة هينة او سهلة)
    رد السيد شاكر مستعجلا (حسننا ما هي)

    امهله الطبيب (قبل ان اخبرك اريدك ان تعلم انها ستكون احدى اثنتين اما العلاج او موت محتم ونسبة التعالج هي اثنان او ثلاثة من مئة فقط)

    رد السيد شاكر معللاً (أساسا نحن كنا قد فقدنا حتى الواحد من المئة ... أطلعني على ما لديك)
    أكمل الطبيب (أيضا لتعرف انها مالم تنجح قد لن تكون هناك حتى جثتها بين يديك لتدفنها)
    رد السيد شاكر (حسننا)
    بدأ الطبيب يشرح ماهية الفكرة (المركز الطبي مع المركز الفضائي يدرسون إمكانية العلاج بعناصر المريخ ويحتاجون لعينات من المرض)
    هذه اثار انتفاضة السيد شاكر (هل سيجربون عليها عناصر المريخ؟)
    (بل سيأخذونها معهم الى المريخ ما ان توافق)
    (محال) يقولها السيد شاكر منتفض من جلوسه (انها مريضة ولن تحتمل سفر على الأرض كيف بسفر عبر الفضاء)
    يطأطأ الطبيب رأسه (سيتكفلون هم بتدريبها على ما يلزم وحمايتها كما يلزم فكما تعلم هم بكل الأحوال امالهم ان يعودوا بها الى الأرض وهي حية ومتعافية. لكن ان لم تنجح فلا يسعهم حمل جثتها طريق العودة بل ستبقى في المريخ)
    يتفكر شاكر (لكن .... هذا صعب)
    يسرف الطبيب (أجل فأنت لست اول من عرض عليه الامر يمكنك الرفض ببساطة فنحن نضع بحسباننا الرفض عند كل عرض)
    خرج السيد شاكر من المركز مشلول الفكر لا يريد غلق باب الامل بيده لكن من يعطي ابنته عينة تجارب.
    ان كان هذا الامل الوحيد بنجاتها فماذا يفعل وان ماتت هو لا يسعه حتى استبصار وجهها مرة أخيرة قبل دفنها
    توجب على السيد شاكر ان يستعين بالكثير من الايمان والقليل من الجنون ليوافق على هذا العرض ويقوم بطرحه على ابنته هبه المريضة
    كما استعان بالكثير من الحكمة ليسطر تلك المقولة (ان كنتِ ستموتين بكل الأحوال فلتكن إذا ميتة مميزة ليعلم العالم أنكِ مميزة كما نعلم نحن)
    بتلك المقولة أقنعني ابي ان أوافق على تلك التجربة التي يصعب وصفها بكلمات من لغة البشر ولا من لغة المريخ حتى
    استغرقت أمور الاستعداد للرحلة الفضائية شهرا تقريبا ليتقرر انطلاق الرحلة في العشرين من فبراير توجها نحو المريخ ستستغرق الرحلة من ستة الى سبعة شهور
    والبقاء على المريخ سيكون لشهر ثم رحلة العودة التي سأكون بها اما حية بمعنى الكلمة او قد فارقت روحي الحياة وجسدي فارق الأرض للأبد.
    مسافر الفضاء ليس كمسافر الأرض ليس عليه جمع حاجياته في حقيبة فهو لا يرتدي ما يرتديه عادتا على الأرض ولا يأكل ما يأكل عادتا على الأرض ولا يستهلك ما يستهلكه عليها.
    إذا ما كان علي اصطحاب أكثر من جسدي وقلادة فضية صغيره علقها ابي على عنقي ككلمة وداع او ربما امل ضعيف باللقاء.
    دخلت محطة الفضاء ولُقنت ما يجب ان اُلقن وعُرفت بما يجب ان اُعرف ومن يجب ان اتعرف كل ما في المكان غريب، المبنى واثاثه وسكانه وحتى لغتهم لكن ما كان هناك شيء ليرعبني او يثير بنفسي غرابة فمن عجنت فكرها لتخفف غرابة ما ستراه بعد المميت لن يثير غرابتها شيء بوجه الحياة او هكذا ظننت انا.
    ساعات ثم اقتدت للمركبة الفضائية ولم تكن كمركبة اطلاقا لم أكن بصحة نفسية ليشد انتباهي شيء عدا ما بدى على أجساد رفاق الرحلة من صحة وقوه افتقدتها انا لسنين وعدا ما يُرى في عيونهم من ثقة وأمل معدومان في عيني انا
    فور دخولي المركبة رُكنت على سرير طبي في إحدى الغرف التي بدت كغرفة مستشفى لا أكثر.
    كنت مطيعة جدا قليلة الأسئلة سريعة الانصياع افعل ما يطلب مني بصمت مطلق
    (مرحبا هبة ... أنا الدكتورة سيرين, انا احدى رفيقاتك بهذه الرحلة لذا اعتبريني اختكِ يمكنك قول ما تشائين لي وطلب ما تشائين مني)
    اومئت إيجابا وأنا أحدق بامرأة شقراء بنظارة طبيه تهيئ حقنة
    اسرفت (هل لي بذراعك؟)
    انا مددت لها ذراعي بلا استفسار
    قالت وهي تزرع دبوس الحقنه بمعصمي (انها حقنة منوم ...ستنامين مدة الإقلاع حتى تستقر المركبة في الفضاء)
    اومئت إيجابا انا لتسرف حديثا هي اثناء دفعها سائل الحقنه الى جسدي (سنختصر عليك الجزيء المؤلم من الرحلة)
    لحظات بقيتها أحدق بالسقف قبل ان أغط في سبات لم استفق بعدها الا على صوت سيرين وهي توقظني (هبه... استفيقي ...انتهى وقت المنام)
    استفقت لأجد طاولة طعام أمامي
    اسرفت سيرين (لقد نمتي ليوم ونصف يتوجب عليكِ النهوض واكل الطعام)
    ليس استغراب وأنما فقط سؤال ذات لما تبدو المدة لحظات فقط؟
    أعرضت بعد نهوضي (لا اشعر بالجوع)
    سيرين (يجب ان تأكلي)
    لازلت معرضة ليس عنادا وانما فقط اختصارا بعدم فعل مالا داعي لفعله بالنهاية كان موتي محتم أذا لما الاسراف بالطعام.
    تنهدت سيرين وضغطت زر التواصل لتقول (دكتورة ديالا هل يمكنك التدخل هنا)
    صدر الرد من جهاز التواصل (حسننا)
    لحظات قليلة ليفتح باب الغرفة وتدخل أمرأه سمراء طويلة
    استعلمت (ما الامر؟)
    ردت عليها سيرين متذمرة (ترفض ان تأكل)
    حدقت بي ديالا بنظرة لا وديه ابدا وسألت (لمǿ)
    رددت عليها (رحلتكم طويلة ... احفظوا طعامكم بدل التبذير)
    أطلقت سيرين تنهيدة وقالت مغادرة (سأتركها لك)
    تقدمت ديالا لتصير امام السرير وحدقت بعيني بنظرة صارمة قاسيه وقالت (حسب لكِ وزن فرد في المركبة فلا نريد موتكِ جوعا في الطريق بلا جدوى على الأقل موتي بعد وصولنا وتجربة عنصر او اثنين عليكِ)
    لم اتي انا بأي رد على تلك النبرة القاسية
    انسحبت الى الطاولة والتقطت طبق البطاطا وقدمته نحوي
    نظرتها اجبرتني على اخذه
    لتسرف (هذا ليس من اجلك فقط فكري كم سيكون عدد الناجين إذا ما نجحنا باكتشاف الدواء)
    ثم اومئت لي بأن ابدأ الاكل
    مرة ثانية نظرتها اجبرتني على الائتمار بإمائها وبدئت تناول الطعام
    لتسرف هي مجددا (أيضا فكري بأنانيه أيضا, هل تريدين الموت في الفضاء وتبقى جثتك تسبح في الفضاء على الأقل موتي على المريخ لندفنك هناك, من يدري ربما يزورك أحد سكان المريخ ويترك زهرة على قبرك)
    رسمت كلماتها الأخيرة ضحكة على فمي
    لتتبعها ابتسامة على فمها وترفع كفها وتمسح على رأسي
    وتسرف (اعدك سوف اصنع لك قبرا بارز من تراب المريخ واكتب اسمك على شاهد القبر)
    لم تكن الكلمات ذات معنى ودي لكن نبرتها استقبلها قلبي بشكل ودي ليترك في جسدي بعض الراحة والسكون.

    لم تكن لستة أشهر أن تمر مر السحاب بل كانت لتكون طويلة كفاية للتعرف على الموجودين والتعايش معهم وصنع العلاقات الوطيدة لكن ليس بقدر ما توصلت اليه علاقتي بديالا فرغم ما تعرف هي به من صرامة وما انا عليه من حساسية الا اننا بتنا صديقتين وباتت هي كهف الراحة من تعب الرحلة وتعب المرض.
    بعد مائة وثلاثة وتسعون يوما دخلت ديالا غرفتي مستبشرة (أبشري... بقي ساعات ونصل غلاف المريخ)
    ابتسمت انا (جيد ...أذا لا زلتي عند وعدك بأن تجربي علي عنصرين من المريخ ثم تدفنيني فيه؟)
    أطلقت هي ضحكة خفيفة وقالت مازحة (اجل لازلت بوعدي)
    ثم واجهت عيني بنظرة ود مطلق لا تشابه نظرة القسوة في اول لقاء واسرفت حديثا (سابقا كنتي جوهرتي الثمينة التي ببيعها لتجاربي سأجني الشهرة والثروة... الان بتِ اختي العزيزة التي اريد بيع ابحاثي لها لأحصل عليها سليمة معافاة من مرضها)
    انا بادلتها نظرة الود وقلت باسمه (وانت الشيء الجميل الوحيد الذي سأذكره من هذه الرحلة وانا في عالم الأموات)
    ردت (سأحرص ان لا يكون الوحيد)
    ثم اسرفت وهي تعد حقنة المنوم (الان يا جميلة عليك النوم حتى نستقر على المريخ)
    وانا سلمت نفسي لها واستسلمت للنوم لأستفيق بعد يومان على صوت سيرين مجددا
    وهي توقظني هاتفة (هبة ... استفيقي ...وصلنا المريخ...ليس هناك وقت لإسرافه في النوم)
    نهضت من السرير مسرعة سألت (أين ديالǿ)
    ردت بحماس مستعجل (لقد خرجت الى المريخ لتستخلص عناصر التجارب مع الفريق)
    أنا اغفلت عجلتي وجلست على السرير محاولتا العودة الى لحظه النهوض البطيء لأستوعب الأمور ببطيء
    لكن سيرين كانت لاتزال مستعجلة
    (أرجوك تناولي طعامك بسرعة وتحممي واشربي الدواء ...أريد اللحاق بالفريق في رحلة استخلاص العناصر)
    هنا انا استوعبت عجلتها (حسننا) حاولت الإسراع ما استطعت لتنتهي مهمة سيرين معي سريعا وتأخذ وقتها في اللحاق بالفريق
    بعد أن غادرت سيرين أنا خرجت من غرفتي ألي غرفة اشبه بغرفة معيشة حيث وجدت المريضين الاخرين هناك كانا ينتظران نتائج بحوث الفريق بحماس وأمل لم أملكه أنا.
    حييتهما وجلست وصرت أدير ببصري حول المكان بصمت فعلاقتي بهما ليست وطيدة كما كانت العلاقة بينهما.
    فجأة لفت انتباهي شعور غريب وكأنما هناك جسد مر من جانبي ثم دار حولي ثم مر بينهما ثم اختفى
    تسارعت نبضات قلبي وأربكني ذاك الشعور جدا فسألت (هل شعرتما بهذǿ)
    رد أحدهم (بماذǿ)
    قلت (ذاك الشيء)
    رد كلاهما بنظرات استفهام فهمتها إجابة بأنهما لم يشعرا بما شعرت لذا قمت ودرت ببصري حول المكان بحثا ثم توجهت لغرفتي.
    بقيت ادور بغرفتي متفكره رغم أنه كان شعور غير ملموس بحواس لكن كأن شعور قوي جدا كالحقيقة التي تغلب كل الحواس.
    مر الوقت وأنا أحاول تناسي وتجاهل الامر وتكذيب مشاعري حتى جاءت ديالا الى غرفتي
    وكأنت تحمل مصلا بيدها وكانت سعيدة ومستبشرة (أنظري... أنها عينة أولية لقد اعددتها وسنجربها الان)
    لم يكن فكري يدور حول ما عنته كلمة عينة أولية من امل بالشفاء فقد كان تفكيري كله يدور حول ذاك الشعور وتساءلي هل أخبر ديالا به او لا, لكن هي لم تهم بالا لعدم تفاعلي فقد ظنته ظربا من اليأس المعتاد مني
    ساعدتني لأستلقي على السرير وركبت ما ركبت من أجهزة الفحص على جسدي
    ثم حقنت المصل بجسدي وبقيت تراقب وتراقب لم أكن اهم بالا بمجريات النتيجة رغم انني كنت املك رغبة لا بأس بها بسماع النتيجة


  5. #4
    طال الامر ثلاث ساعات او أكثر واسفا كانت النتيجة سلبيه مما رسم الإحباط الشديد على وجه ديالا رغم انني اثناء هذا عقدت العزم على اخبارها بما شعرت لكن بعد رؤية ذاك الإحباط فظلت ايثاره.
    بعدها مر أسبوع ولا تزال ديالا تصنع المزيد من المصول من عناصر مختلفة وتركيبات مختلفة حتى انها جربت مزج عناصر المريخ بعناصر الأرض لصنع مركبات جديدة.
    جربت ما جربت وحاولت قدر ما حاولت وللأسف لم تكن هناك نتيجة إيجابية واحده بخصوصي.
    أما بخصوص المريضان الاخران فقد تم شفاء أحدهما تماما لذا قرر الطاقم تتويج هذا النجاح بحفل في المركبة لذا تجمع الكل في القاعة يمرحون ويتسامرون وتعزف بالأجواء تلك الموسيقى الهادئة
    الكل يبارك للمريض الذي تعافى ويأمل ان يكون نصيبنا انا والأخر بالأيام القادمة
    رؤية المريض الأول قد تعالج رسم بقلبي بصيص امل طفيف جدا
    رافقت ديالا طوال الوقت اشاطرها بصيص أملي وتشاطرني سعادتها بهذا النجاح وتبث بي المزيد من الامل.
    ما كانت ألا لحظات غابت بها عني ديالا لتلتحق بمجموعة الاطباء ونقاشهم حول النجاح ونتائج البحوث.
    لأبقى وحدي ادور ببصري حول المكان والأشخاص ثم فجأة ذاك الشعور لكن هذه المرة ليس شيء واحد بل عده أشياء.
    وكأنها كتل جسديه تتخاطف بين الأشخاص. أستطيع الشعور بها وكأنما اراها بعيني او اسمعها بأذني
    لكن لم يكن الإحساس سمع ولا بصر, يصعب شرح ذاك
    فجأة شعور وكأنما شيء توسد ظهري وأحاط كتفاي
    فزعت من مكاني بصرخة والتفت لكن عيني لا تبصر شيء ولايزال الشعور
    توالت صرخاتي رعبا لتجر انتباه كل من في الحفل.
    سارعت ديالى لي بقلق (ما الامر هبه)
    اجبتها بتوتر ورعب (الا تشعرين بهم؟)
    استفهمت بحيرة (من؟)
    اجبتها (هم ألا تشعرون بهم...انهم حولكم جميعا)
    رفعت يدي الى كتف ديالا
    (هنا الا تشعرين ان شيء لمس كتفك؟ انه يفعل)
    أومئت ديالا سلبا صحت انا بتوتر (بل انه موجود...لما لا تشعرون بهم)
    حاولت ديالا عناقي لتهدئتي ثم جرتني الى غرفتي
    سألتني (ما الامر هبة عما تتحدثين ...بما تشعرين)
    شرحت لها موضحة ما كان (أنه شعور وكأنما أشخاص تمر بالمكان تتلمس الموجودين وتدور حولهم)
    ارتسمت علامات الاستفهام على وجه ديالا (كيف رئتيهم؟)
    اجبتها (ليس بعيني ولا بسمعي. لكنني اشعرهم كما اشعر بوجودك الان)
    (هل هناك أحدهم هنǿ)
    اومئت إيجابا
    اسرعت الى الخزانة وأخرجت جهاز الأشعة وصارت تجوب به في الغرفة وهي تحدق بالشاشة
    ديالا (أن كان كائن حي سيظهر هنا)
    بقيت تجوب المكان بالجهاز ولا ترى شيء
    فجأة شعرت بان هناك شيء أمسك بيدي وتخللها
    وكأنها يد تحضن يدي ولكن ليست بطريقة حضن البشر وكأنما تحضنها من الداخل. تحضن الاعصاب الحسية والاوردة والخلايا كل على حده. أنه شعور يفوق قدرتي للوصف
    ناديت ديالا (ديالا ...يدي)
    تقدمت ديالى نحوي وقربت جهاز الاشعة من يدي لكن لا شيء عليه عدى يدي.
    تركت الجهاز ارضا وأمسكت يدي (هبه ...ماذا يحصل)
    (أشعر بأنه يمسك يدي أكثر من شعوري بمسكتك انت ليدي)
    نظرت ديالا الى وجهي لترى الدموع المتسربة من عيني خوفا
    قامت بحضني بشده لأسلم أنا لها عنان رباطة جأشي واصير انحب بشده في حضنها ولا يزال ذاك الشعور ممسك بي وكأنما يحضنني هو الاخر ولكن يحضنني من داخلي من صميم احشائي ليبقيني خائفة ناحبه حتى فقدت وعيي نائمة إثر كثرة البكاء.
    استفقت بعدها لأجد نفسي على سرير بقربي تجلس ديالا سألتها عن اخر المستجدات قالت انه تم تسليم المهمة لفريق بحث ليكتشفوا ما هيه هذا الشيء.
    بعدها مرت الأيام والأيام ومدة بقائنا على المريخ تكاد تنتهي
    عولج المريض الثاني وتوج نجاح ثاني به وما أزال انا بوضعي كما انا
    والمدة كانت ستنتهي وبقائنا في المريخ كان بقي له يومان. ولا زلت لم تعالج لي علة ولم يعرف ماهية ذاك الشعور. بعضهم اعزاه كعرض جانبي بسبب ما تم تجربته علي من عناصر المريخ والأخر اعزاه توهم وتهيئ المرضى.
    انا لم يكن تأملي كبير لذا ان تلاشى فلن أصاب نفسيا لكن ديالا التي كانت تملك جبال من الآمال التي انهدت كلها فهي تبدو بحال يرثى لها لذا انا الازمها معظم الوقت لأواسيها كيف تم قلب الحال؟ لا أعرف.
    ذهبت لغرفة ديالا لاجدها عاكفة أمام جهاز حاسب تحاول حل معادلات وربط عناصر
    (مرحبا ديالا)
    (اهلا هبة)
    (ماذا تفعلين؟)
    (استغل أخر ساعات اليوم في العمل فبحلول الغد ستنتهي فرصتي بالعمل)
    (لا بأس...ستحصلين على فرصة ثانية برحلة ثانية وستتمكنين من اكتشاف عناصر أكثر)
    حررت بصرها من شاشة الحاسبة لتحدق لوجهي بعينيها المغرورق في الدموع (ليس وكأنني سأحصل عليك مجددا)
    ابتسمت لها (فقط لا تنسي أن تكتبي أسمي على شاهد القبر)
    قلت هذا وانا أقوم من امامها متحركة خروجا
    اثناء خروجي صادفت سيرين تدخل الغرفة لتتواجه اعيننا وترمقني بنضرة الأسف والشفقة تلك
    فالكل هنا بات ينظر لي بحسرة فبحلول الغد سيكون عليهم حقني بالسم ليسلموني لتراب المريخ ويتركوني عائدين للوطن.
    أنا كنت مسلمة للواقع. بالنهاية ايماني يخبرني ان الموت واحد على المريخ او على الأرض هو ذات الموت. ولست نادمة على هذه التجربة فعلى الأقل تعرفت بها على شخص كديالا.
    توجهت الى غرفتي وتوسدت وسادتي وتلحفت لحافي وتركت نفسي للنوم فهو اقصى ما يمكنني فعله.
    لم اغفو الا لحظات حتى أيقضني شعور وكأن شخص ما يمسك بي
    رفعت رأسي من الوسادة وجلست
    لم يكن عيني ترى أحد ولا سمي يسمع أحد ولا بشرتي تلمس أحد لكن وعيي يدرك ذاك الشعور اقوى من إدراك حواس
    شعرت به اقترب كأنما شخص يقترب مني ويلف ذراعيه حولي ويحتضنني. لكنه تخللني لأشعر ذات الشعور الذي شعرته سابقا بيدي لكن هذه المرة بكامل جسدي رأسي صدري أطرافي كامل جسدي. وكأنما كل خلية منه تحضن على حده لتملئ بذاك الشعور من الحب والأمان. كل خليه على حدة تماما
    ارخيت نفسي لأوقع رأسي مجددا على الوسادة وذاك الشعور مستمر
    لكن هذه المرة لم أكن مرتعبة ولا مربكة ولا بي أي رغبة للصراخ ولا حتى للتفوه بكلمة. انه شعور وكأنما انت تبات في حضن الحبيب بل أجمل
    لحظات ثم انسحب ذاك الشعور مني وكأنما أفلتني ليتركني اعود في غفوتي وابات فيها لساعات
    لا ستفيق بعدها بشعور وكأنما شعور طفل ولد مجددا وهو يطلق عنان رئتيه بأول نفس حياة.
    شعور ابقاني جالسة على سريري ساكنه اتأمل بذاك الشيء الذي يدور حولي ولا اعرف انا ماهيته
    جاءت ديالا لتجرب مصل أخير ابتكرته كأمل أخير
    دخلت غرفتي فرأتني بذاك السكون ظنتني اموت من فرط اليأس
    لكن عكس ذألك كنت
    قال (لقد احظرت دواء جديد. وهذه المرة هناك أمل كبير بأن ينجح)
    اومأت لها سلبا (لا داعي لهذا)
    ارتسمت على وجهها علامات استفهام
    أسرفت (تم علاجي...)
    ترك هذا على وجهها ذهول
    لأكمل انا (قومي بفحصي لتتأكدي)
    كان بي شعور صادق انني تم علاجي من مرضي
    اسرعت ديالا وقامت بما يلزم من فحوص
    تحاليل واشعة وسونار والمزيد المزيد لتكتشف ان ما قلته حقيقة فأنا فعلا لم اعد مصابة
    هذا ترك ديلا بذهول لتستدعي كل من على المركبة وتخبرهم بما ترى، ولأسرد انا مجريات ما حصل. بقي الكل بين مصدق ومكذب.
    اخذ البعض يحاول تحليل المجريات ووضع نظريات بين الوهم والخيال والبعض ترك ايمانه بالمعجزات يفسر المجريات
    لكن لم يكن الوقت يوسع علينا بل كان يجرنا بحبال الى نهاية الرحلة
    لنعاود الانطلاق من المريخ الى الأرض.
    سألتني ديالا قبل ان تغرس بمعصمي حقنة المنوم
    (هل لايزالون هنǿ)
    اومأت إيجابا
    (كيف يمكنني أن أشكرهم) قالت مبتسمة
    اومئت لها بلا أعرف
    أسرفت وتسرب سائل الحقنة لمعصمي
    (اكيد هم يعرفون مدى امتناني ...فهم كائنات من طاقة)
    رددت عليها (أنهم سكان المريخ)
    منذ ذاك الوقت للآن لاتزال هناك الرحلات والبحوث لمعرفة ماهية المعجزة التي عالجتني. وصنع الفرص لمقابلة تلك الكائنات والبحث حول كيفية استشعارها كما استعرتها انا.
    لا يهم كم سيطول هذا. لكن بما انني أؤمن بأنهم موجودون فانا متأكدة انهم سيجدونهم وسيعرفون وقتها كيف يعالجون كل مصاب منكم.
    المهم ان نبقي املنا كبير فالله يوما ما سيهيئ لنا سبل الحياة ولو على ايدي سكان المريخ.

  6. #5
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    ماشاء الله عليكن مبدعات ماشاء الله
    فعلا تستحقين ان ارفع لكن القبعة ريتا و مجوكه

    القصتين جميلتين وعندما قرأت الاولى و جزء من الثانية و توقفت حتى ارجع لتكملة و التصويت كنت أرى صوتي للاولى لكن القصة الثانية مع انها طويلة الا انها اخذت قلبي خخخخخخخ

    كلهن جميلات فعلا و تستحقين التصويت لكن بما ان لازم اختار واحدة سأختار الثانية

    موفقات ريتا و مجوكه و ان شاء الله نشوف لكن قصص أخرى

    في امان الله...

    attachment
    ربي يسعدكم إدارة التون على التوقيع الحلو embarrassed





    شكراً للخرندعية، الهولمزية، الجميلة، الزعيمة دارك شادو انها عاقبتني بصفتي (مفيش مني) من 2017 الى الآن 2020biggrin


  7. #6
    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

    يا لها من فكرة تحدي مُميزة!
    القصتان في منتهى الروعة، أحببتهما كثيراً واستمتعتُ أثناء القراءة
    جُزء الوصف واختيار الكلمات وإيصال مشاعر البطل في القصة الأولى قد راق لي كثيراً
    لكن الثانية راقت لي أكثر، لا أعلم لماذا حقيقةً
    فكرة القصة كانت جديدة وذات طابع مميز
    حاكته كاتبته بإتقان!

    أتمنى التوفيق لكليكما مجوكة وروزا!
    أختكما: يومي~

    في أمان الله

  8. #7

  9. #8

  10. #9
    السلام عليكم
    شكرا على الدعوة
    احببت القصتين والاختيار بينهما صعب جدا
    لكن اختياري وقع على الاولى
    بالتوفيق

  11. #10

  12. #11
    حجز..
    وتحمست اكثر لان تاج (الذي لا اصدق انه يحب قراءة القصص laugh) قال ان القصتين رائعين
    وانا اؤمن بانهما مذهلتين لأنني اعرف كاتبتهما الماهرتين
    اتشوق للقراءة فعلا
    embarrassed


    attachment

    { لا تدع مرّات سقوطك تمنعك عن النهوض! }




  13. #12
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة ~پورنيما~ مشاهدة المشاركة
    حجز..
    وتحمست اكثر لان تاج (الذي لا اصدق انه يحب قراءة القصص laugh) قال ان القصتين رائعين
    وانا اؤمن بانهما مذهلتين لأنني اعرف كاتبتهما الماهرتين
    اتشوق للقراءة فعلا
    embarrassed
    خخخخخخخخ انا من القراء بس في مكسات لم التفت للقصص ههههههه
    لو اقول لك اني احيانا امضي اسابيع اقرأ قصة تصدقي؟ >>هذه مجلد مش قصة خخخخخخ

  14. #13

  15. #14




    ماشاء الله ابداع بمعنى الكلمه !
    راقت لي الاولى لتميز السرد والوصف فيها
    ولثانيه لتميز الفكره لدرجه انني صدقتها laugh

    لدي فضول لاعرف كاتب كل من القصتين ؟ cheeky
    + تم التصويت للثانيه
    بالتوفيق لكماا 1ظ






  16. #15
    اهلا وسهلا نونا
    نورتينا

    راح تعرفي ان شاء الله بعد كم يوم

  17. #16
    Never Mind vF7v7e
    الصورة الرمزية الخاصة بـ الصوت الحالم









    مقالات المدونة
    2

    أفضل وصف - مسابقة مداد أفضل وصف - مسابقة مداد
    نجم القصص والروايات 2016 نجم القصص والروايات 2016
    مسابقة من المتحدث؟ مسابقة من المتحدث؟
    مشاهدة البقية
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    عناصر التحدي كانت مميزة و استطاعت كل منكما أن تضع الفكرة في قالب قصصي جميل gooood

    أحببت الوصف و السرد في الأولى و راقني الأسلوب كثيراً
    و أعجبتني الفكرة في الثانية على الرغم من وجود الأخطاء اللغوية
    التي استوقفتني أكثر من مرة خصوصاً في استخدام كلمة تسرف

    من بين مواضيع التحدي التي قمت بالتصويت فيها كان موضوعكما أكثر ما حيرني
    احترتُ لا أعلم هل أرجح الفكرة أم الوصف؟ فكلاهما عنصر مهم في القصة
    و أخيراً صوتي سيذهب لـ ثمن لأن الوصف و اللغة
    مهمان جداً للتعبير عن الفكرة سواء أكانت مميزة أو غير ذلك

    بالتوفيق لكما tongue
    أول إصدار لي في جرير وفيرجن
    attachment

  18. #17
    تم التصويت~
    اخترت القصة الأولى لأن الوصف والسرد اعجبني
    أتمنى لكما التوفيق biggrin
    أمّـا عَلِمـتَ كيــفَ خَبُـتَ الضِياء؟
    وَوَهـنَ النبــضُ بعدَ
    الرَحيــل..




بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter