.
.
.
كانت السّاعة الثّامنة مساءً عندما خَرجت السّيدة تاركةً ثلاثَ أولادِها في المَنزل الكّبير ذاك ، قاصِدةً سَهرة صديقاتِ طفولَتها بعد افتراقٍ دامَ خمسة عَشر سنة .. هذا اللّقاءُ المُفاجئ كان ضَرورياً بالنّسبة لها ، وما جَعلها مُطمئّنة هو فقط وجودُ الولد الأكبر في غرفته ، المُتوسّط مع جِهاز التّكنلوجيا الحديثَ ذاك ، والأصغر الذي يبلُغُ من العُمر 8 أشهر فقط نائِماً بجانِبِ أخاه .. مالذي من المُمكِنِ أن يَحصُلَ مع هذه الأجواء المُسالِمة ؟
( هُو ) يستمتِعُ في مُشاهدة فيديو عن طِفلٍ يسبَحُ في بركة كبيرة بكلّ رشاقة ، الأمر الغير مصدّق أنّ الطفل كان بعمرِ أصغر إخوته ، كيفَ لطفلٍ بثمانِ أشهر يسبَحُ من دونِ أن يغرق ؟ أيّ بالِغٍ سيفكّر بمنطقيّة ، لكنّ الولد الأوسط ذي الأربع سنوات لم يفكّر بهذه الطريقة .. كانَ مبهوراً ، مُلتمعةٌ عيناها بإعجابٍ لهذه القُدرة التي ظنّها فطرية ، وكَم كان ذكيّاً عندما غافَلَ أخاهُ الأكبر ، حامِلاً الطّفل النائِم بكل بساطة .. فَتحَ البابَ الرّئيسي للمنزل مُتوجّهاً نحو بركة السّباحة الخاصّة بهم .. وكاللّعبة البلاستيكية رّمى أخاهُ في أعمق جزءٍ مُنتظراً تَحّقق الظاهرة العلمية الخارقة التي شاهَدها في الفيديو الظّريف قبل قليل ..
{ أترُكُ لكم حُريّة التّعليق .
المفضلات