السلام عليكم ورحمة الله وبركاته~
كيف حالكم جميعاً يا أعضاء مكسات؟؟
أرجو أن تكونوا في أتم الصة والعافية
اليوم أحببت أن أقدم لكم قصتي لـ شهر مارس التراجيديا
القصة كما تبدو طويلة لكن أرجو أن تقرؤا إلى نهايتها ومتأكدة أنها ستعجعكم^^
لا أعلم ربما
ستكون الأحداث البدائية من المغامرات قليلاً لكن الحزن في النهاية والتي ستتناسب مع طابع الشهر
والآن بدل الإطالة سأقدمها لكم وأرجو أن تنال إعجابكم^^
في أعماق الغابة الكثيفة كان الجو هادئاً جدا يبعث على الراحة والطمأنينة..
هدوء قاتل يلف تلك الغابة الخضراء التي لطالما تميزت بكثافتها وارتفاع تلك الأشجار الشاهقة،
تدفق ضوء الشمس من بين أوراقها الكثيفة واخترق أعماق الغابة لتتناثر خيوطها الذهبية في أحضان الغابة الجميلة
على ضفاف نهر جارٍ بمياه زرقاء ينتهي بشلال وجد طريقه إلى نهر آخر..
وتنعكس أشعة الشمس على صفحة المــــاء الصافيـــة وقد صفعتها بِرِقَّة لتتلألأ كالألماس،
وقد احاطت بها الاشجار الطويلة على ضفافها وكستها رونقاً..
وصورة الأشجار الساكنة التي بدت انعكاسها واضحة جداً في النهر وكأن مــاء النهــر الزجاجي أكسبها وضوحاً وشفافية أكــثر من الحقيقة..
هبّ نسيم بارد ليأخذ معه رذاذ مياه النهر وتنثره على الأعشاب باردة
وتداعب فروع الأشجار والأعشاب الصغيرة وتطاير أوراق الأزهار الجميلة وهي تحمل رائحتها الزكية وتفوح شذاها في الأرجاء،
لقد كان مكاناً جميلاً وبطبيعة خلابة أجمل من أن يصفها كلمات عاجزة.
وعلى ضفة النهر..
ساد الهدوء في المكان فلا يُسمع غير هزيز الرياح وحفيف الأشجار,
لكن كسر حاجز الصمت والهدوء ضجيج قريب من هناك، وشيئا فشيئاً يتعالى صوت الصرخات..
....: ها هما لا تدعوهما يهربان
....: امسكوا بهاذين المجرمين
ومع اقتراب الاصوات تقترب من المكان فتاة شابة لم تتجاوز السابعة عشرة تمسك بيد فتىً
يبدو في الخامسة عشرة من عمره ولاشك أنه أخاها الأصغر ويبدو ذلك من التشابه الذي بينهما..
خصلاتها السوداء اللامعة كانت مربوطة على شكل ذيل فرس لتبدو أجمل وتتلاعب الرياح بشعرها
كلما تقدمت خطوة إلى الأمام وبريق يلمع في عينيها الزرقاوتين لانعكاس اشعة الشمس عليهما،
بينما تطاير أطراف فستانها ذات لون أحمر قرمزي يصل إلى مستوى ركبتيها وترتدي سترة سوداء فوق فستانها
وبنطالا أسوداً، وهي تجري مسرعة ممسكة بيد شقيقها وكأنها فريسة هاربة قد أفلتت من بين براثن الذئاب المفترسة!!
وربما كان كذلك فكثيرون يلحقون بهما وشرار تتطاير من أعينهم..
لم يلتفتا إليهم للحظة ودون أن يقفا للراحة بعد جري مسافة طويلة جدا للهرب من قبضة هؤلاء الجنود الذين
لا نعلم سبب مطاردتهم لشابين لم يتجاوزا العشرين حتى!!
الإرهاق بدى جلياً على ملامحها الجميلة إلا انها تخفي تعبها عن شقيقها كي لا يقلق عليها مع أنه قد علم ذلك حين نظرت إلى وجهها..
قطرات العرق كانت تتصبب من جانب وجهها وعيناها ذابلتين من التعب بينما دقات قلبها تتسارع كأنها تجري بسرعة الرياح
وربما من الخوف أو من التعب فقد كانت تتنفس بصعوبة وتلهث إلا انها لم تتوقف واكملت جريها مع أن خطواتها بدأت تتباطأ رويداً رويدا،
بينما كان شقيقها يحدق بها وهو يعلم بأنها قد أُرهِقت تماما ولمحات القلق تعلو وجهه..
ما إن شعرت بنظراته الخاطفة نحوها حتى التفتت إليه وابتسمت قليلاً رغماً عن القلق والخوف اللذان يعتليها
وهي تقول بنبرة متعبة وقد دمج صوتها مع صوت لهاثها: لا تخف إيهان.. سوف ننجوا من قبضة هؤلاء الأشرار..
وسوف نكشف الحقيقة أمام الجميع.
فارتسمت ابتسامة جميلة على محياه الوسيم وهو يقول: لست خائفاً على الإطلاق.. تعاملينني وكأنني لا أزال طفلاً صغيراً.
عندها اتسعت ابتسامتها ثم أشاحت بوجهها إلى الأمام إلا أنها سمعت صوته القلق: لا بد انكِ متعبة ناهامي..
لنأخذ استراحة فقد أجهدتِ نفسكِ كثيراً ولـ..
وقبل أن يضيف حرفاً واحداً صرخت قائلة دون أن تلتفت إليه وهي تقطب حاجبيها: أيها الغبي.. سيمسكون بنا..
إلا أنها التفتت إليه ونظرة حنونة في عينيها وهي تقول بأسى: آسفه.. إن كنت متعباً فسأتوقف لأجلك.
فارتسم ابتسامة هادئة على شفتيه وقال: لست كذلك.
ما إن قال ذلك حتى اتسعت الابتسامة على محياه وافلت يده من يد شقيقته ناهامي ليمسك هو بيدها
ثم تقدمها قليلاً وقفز على غصن ثخين معها وممسكاً بيدها..
ما ان استقر على الغصن قال وهو ينظر إليها بحنان: أنتِ متعبة لذا قد حان دوري لأهرب بكِ!!
ثم قفز قفزة طويلة إلى غصن شجرة أخرى بعيدة قليلة وخصلاته السوداء الداكنة تتمايل في كل جهة
مع كل قفزة وعيناه الزرقاوتان الجميلتان تحملان نظرات متألمة وحاقدة على كل ما يتجرعه من آلام بعد فقده لأغلى
وأعز الأشخاص إلى قلبه ومع كل آلمه يشعر بحزن نحو أخته التي كانت الوحيدة بجواره واعتنت به
كل تلك السنوات وهي تتجرع آلاما تلو اخرى لأجل حماية شقيقها الأصغر وفي سبيل كشف الحقيقة المُرة لشعب هذا البلد مع انها لم تنجح حتى الآن..
كان يفكر في كل ذلك وتلكما العينان تجمع الكثير من الدموع وكأنها تحاول أن تذرف وتتساقط على خديه
إلا يحاول إخفاءها ويشد قبضة يده الحانية على يد أخته ويمسكها بقوة وبكل دفء وحنان
كي لا تفلت منه وترحل كما رحل الآخرون ليتجرعا مرارة الألم،
ولازال يفكر حتى غاص في تلك الأفكار وتعمق فيها فقد نسي كل شيء حوله ولم يدرِ ما يجول حوله،
رأى ظلاماً مخيفاً أمامه فشعر بنبضاته تتسارع إلا ان ما أخرجه من عالم الرعب
هو صوت أخته القلقة التي نظرت إليه نظرات خائفة: ما بك يا عزيزي؟
ما إن قالتها حنى ارتفعت حاجباه قليلاً إلا أنه أنزلهما والتفت نحوها بابتسامة باهتة وقال مطمئناً إياها: لا شيء.. لقد كنت أفكر
ثم أشاح بوجهه إلى الأمام وهو يقول: يبدو اننا ابتعدنا كثيرا.. لا خطر في أن ننزل إلى الأسفل الآن بدل القفز مثل القردة.
قهقهت ناهامي بصمت وهي تضع يدها على فمهاً بينما هو أمسك بيدها بقوة أكبر ثم قفز حتى استقر على الأرض
فاعتدل في وقفته وأفلت يدها، حينئذٍ بدأت ناهامي تسير بخطى سريعة بينما هو لحق بها والأخرى تقول مقطبة حاجبيها:
علينا أن نسرع.. حتى لو ابتعدنا فهم لازالوا يلحقون بنا وسيبحثون عنا حتى لو ابتعدنا.. علينا ألا نسمح لهم
بالقبض علينا فنحن بريئان ولن نقع فريستين في قبضتهم أبداً أبداً.
فأدخل إيهان يديه في جيب بنطاله الأسود وأخفض رأسه بهدوء لتغطي خصلاته السوداء عينيه ولحق بها،
وقد كان يرتدي سترة بلون أحمر أبقى أزرارها مفتوحة من الأمام فتباين قميصه الأبيض الذي يرتديه تحت سترته
بينما طوى أكمام سترته إلى نصف ساعده وقد وصل إلى مستوى مرفقه تقريباً،
كان اللون الأحمر يليق به كثيرا فقد ازداد وسامته مما هو عليه.
مشى خلفها وخصلاته تتمايل في كل جهة وانعكاس الشمس عليها تغطيها لمعاناً وهو يقول بنبرة جادة:
ألا يجب علينا أن نغير الطريق ونأخذ اتجاه الغابة.. سيجدوننا لو بقينا هنا
فتوقفت عن السير لتستدير نحوه وتقول بابتسامة ساحرة: أنت محق.. لنذهب إلى الـ...
وقبل أن تضيف حرفاً واحداً اتسعت حدقتا عينيها إلى أقصى انبلاج لهما لتصرخ قائلة وبأعلى صوتها: احـــذر.
ما إن سمعت صرختها ارتفعت حاجباه قليلاً ولم يفهم ما تقصده
إلا بعد أن اندمج صوتها الصارخ بصوت إطلاق النار الذي دوى في المكان!!
....: انتبــهـــي
ما إن التفت ورأى تلك الرصاصة القادمة نحو شقيقته ناهامي بسرعة البرق والأخيرة تحاول حمايته
حتى صرخ بتلك الكلمة بقوة ليدير بجسده إليها ويلف ذراعيه حولها ليحميها هو بدلاً عنها بجسده من تلك الرصاصة القاتلة!!
....: إيـــــــــــــهــــــــــــان!
تطايرت قطرات الدماء القرمزية وتناثر على الأرض..
اتسعت حدقتا عينيه إلى أقصى انبلاج لهما وتوقف عن الحركة تماماً بعد أن أصابته تلك الرصاصة القاتلة..
بينما الأخرى تقف مصدومة وقد تجمد الدم في عروقها ولم تعد تقدر على الحركة وعيناها اللتان تترقرقان
فيهما دموع متلألئة تحدقان بملامحه المتألمة وتسمع أنينه الصامت وقطرات العرق ترتسم على جانبي وجهه،
وهو ينزف دماً إثر إصابته بتلك الطلقة في كتفه وقريباً جدا من قلبه.
ابعد يداه عنها بعد ان ارتخيا بالكامل وبدأ شيئا فشيئاً يفقد القدرة على الوقوف وكأن الأرض تدور به،
جفناه بدآ يتقاربان وقد انطفأ الأنوار في عينيه وتلاشى النظر ولم يعد يرى شيئاً..
بدأ يترنح من الألم ويتهاوى ليسقط جسده على الأرض جثة هامدة بلا حراك والدماء تصنع بركة تحته.
نزلت الدموع كالشلال وتساقطت على خديها قطرات حارقة، والنسمات تأخذ رذاذها لتدعها تتناثر على وجهه
الذي يميل إلى جانب آخر وشعره منسدل على عينيه مبيناً أنه لم يعد يشعر بتلك الدموع،
حينئذٍ لم تعد قدماها تحملانها فسقطت على ركبتيها جاثية ودموعها تسيل مرتسمة خطوط رفيعة على خديها
وأنينها يخنقها وبكاؤها المبحوح يتعالى وهي تصرخ باسمه نداءً له لكن من يسمعها فلا حياة لمن تنادي!!
وضعت يدها على جسده لتهزه لعله يشعر بها وهي تناديه بنبرة كالهمس بالكاد يُسمع كصوت إنسان مخنوق:
إيهان.. إيهان أيها الاحمق.. لماذا فعلت ذلك لماذǿ؟..
وبدا صوتها يتعالى مع صوت بكائها: لماذا أنقذتني؟؟.. كان بإمكاني فعلها لولا تهورك.. كنا سننجو معاً.. لمـــــــــــــاذااااااǿ؟؟
ومع تلك الصرخات تهب رياح تأخذ قطرات دموعها وتتطاير معها آخذة في طياتها الكثير من الحزن والحقد ومشاعر متخالطة لا أحد يشعر بها،
ومن مكان آخر يقترب ألائك الذين أطلقوا النار وهي لا تفعل شيئاً غير الجلوس بجانبه.
وماهي إلا لحظات حتى ابتسم له الحظ، فها هو يشعر بدموعها الحارقة وهي تتساقط على وجهه
ليفتح عينيه ببطء ويتلاشى السواد من عينيه، حرك رأسه إلى الأمام وظل يتأمل ملامحها القلقة والحزينة
بعينين نصف مفتوحتين وهو مستلقٍ على الأرض بجسد لا يقدر على تحركه، حتى بدأ الوعي يعود إليه شيئًا فشيئًا..
انهمرت دموعها وبدأت تبكي كطفلة فقدت والديها وهذا ما حدث بالفعل،
انحنت إليه وخصلاتها الناعمة تلامست بالأرض وعانقته بقوة وهي تقول بصوت مبحوح: كيف امكنك المخاطرة بحياتك؟؟..
ثم ابتعدت قليلاً لتنظر إلى ملامحه الهادئة وعينيه الذابلتين وألم يحمله تلك النظرات بينما قطرات العرق تتصب من جبينه
ليقول بنبرة إنسان يصارع الموت وبصوت أشبه بالهمس: لقد فعلتِ.. كل شيء.. لأجلي فقط.. ربما.. حان دوري.. لأخاطر بحياتي.. من اجلك!
إلا انها صرخت في وجهه وهي تقطب حاجبيها بينما دموعها قد خانت تلك النبرة الموبخة: أحمق.. لقد.. تصرفت كمجنون فقد عقله أيها الـ..
وقبل ان تضيف حرفاً واحداً سُمع صوت دوي صاخب وصرخات من بعيد ووقع أقدام متسارعة،
اجل إنه صوت إطلاق النار وهم قد عادوا ثانية.. إنهم ألائك الجنود الأشرار الذين يدعون انهم يفعلون كل خير
لأجل الوطن إلا انهم حقيقة لا يفعلون غير قتل الأبرياء وهم لا علاقة لهم..
مسحت دموعها ورفعت رأسها وبنظرات قلقة وحاقدة في نفس الوقت قالت: يا إلهي.. ألائك الوحوش ثانية..
ألم يفدهم ذاك الدرس شيئاً.. علينا التحرك بسرعة.
ما إن قالت ذلك حتى وقفت بسرعة وهي تحاول أن تفعل شيئاً لأجل شقيقها والهرب معاً إلا أنها لم تستطع
وقد فات الأوان بعد أن حاصرهما الجنود وهم يوجهون أسلحتهم نحوهما..
لم يظهر عليها الخوف أبداً وقطبت حاجبيها وهي تصرخ بكل حقد: كيف تجرؤن على إطلاق النار؟؟لن تجنوا بفعلتكم هذه.
وما إن قالتها حتى نزلت قطرات الدموع الغاضبة على خديها وقد هجمت عليهم كأسد هائج وكأن الغضب والحقد
قد جعلتا منها فتاة أخرى، فها هي تلكم واحداً بقبضتها فتسقطه وتستدير وتركل الآخر بقوة حتى جعلته يطير بعيداً
ويصدم بجذع شجرة وفي نفس الوقت تتفادى ضرباتهم وطلقاتهم النارية ببراعة واستمرت في إسقاطهم واحداً تلو الآخر
وهي تعض على شفتيها بقوة كأن لهيب الحقد يشتعل في قلبها وتشهق محاولة إيقاف دموعها الخائنة بلا جدوى.
وبينما هي كذلك كان إيهان لا يزال مرمياً على الأرض ودماؤه ينزف بشدة بينما عيناه الذابلتان تحدقان بأخته
برغبة في مساعدتها مع أنه لا يستطيع التحرك حتى لكنه على علم بأنها لن تهزمهم وحدها بهذه السهولة..
حدق فيها مطولاً وبنظرات متألمة وحاقدة وسرعان ما تحرك قليلاً ليرفع جسده الذي بدى مخدراً تماماً بكل صعوبة
والألم يكاد يقتله، ومد يده ليسندها بشجرة قريبة ويحاول الوقوف مع أن العرق بدأ يتصبب من شدة الألم واسنانه تحتك ببعضها،
إلا أنه مع المحاولة استطاع أن يقف مسنداً ظهره بالشجرة وهو يحمل بندقية في يده وقد أخذها من جندي قد طار من ركلة ناهامي ووقع بجانبه.
وفي نفس الوقت كانت ناهامي قد أصيبت في ذراعها وقد أمسك بها جنديان وحاصروها من كل جهة
وهي لا تعلم ما تفعل الآن فقد حدث ما كان يتوقعه إيهان تماماً .
عندها قال الجندي الذي كان يمسك بذراعها بقوة كي لا تفلت وقد رسم ابتسامة ساخرة ومتغطرسة على وجهه: انتهت اللعبة أيتها الصغيرة
فقال الآخر بعجرفة: سوف ينتهي حياتك أيها القاتلة.
فصرخت بقوة ودموعها تنهمر بحرقة وقالت تلك الكلمات وهي تجرحها من الداخل: أوغــــاد.. لن تنالوا مني.. أبداً
في تلك اللحظة كان إيهان يرمقهم بنظرات حاقدة ونيران تتأجج في داخله بينما شرار تتطاير من عينيه مبيناً الغضب
الذي وصل إلى قمته..
رفع البندقية التي في يده وصوبها نحو الجندي الذي يمسك بها دون أن يعلم أحد به وأغمض أحد عينيه
بينما فتح الأخرى لينظر من خلال المنظار الموجود أعلى البندقية بنظرة تتطاير شرارها بنية قتل،
وما إن صوب عليه تماماً بدأ يضغط على الزناد شيئاً فشيئاً كي لا يخطأ الهدف وقطرات تنساب على وجهه مرتسمة خطوط رفيعة
على جانبي وجهه، ولم يلاحظه أحد حينها غير ناهامي التي رأته واقفاً ممسكاً ببندقيه ويصوبها نحو أحدهم،
بدى القلق على ملامحها إلا أنها لم تستطع قول شيء حتى لا يراه أحد.
وما إن كاد إيهان يضغط على الزناد بالكامل حتى اقترب منه أحدهم من الخلف في غفلته وقد ارتسمت ابتسامة خبيثة
على محياه وجمع يديه وعقد أصابعهما فرفعهما للأعلى..
....: احذر
صرخت بقوة لتنبهه بوجود شخص خلفه إلا ان ذلك بعد ضرب الرجل مؤخرة رأسه بقوة بقبضتا يديه
حتى اتسعت حدقتاه واهتز جسده بالكامل ليسقط على الأرض،
وقعت البندقية من يده وقد انطلقت الرصاصة نحو السماء ودوت صوت إطلاق النار وهنا فقط انتبه إليه الجميع..
....: إيــــهـــــان
صرخت منادية له ودموعها المتلألئة تتطاير وهي تمد يدها نحوه إلا أنها لم تستطع التقدم إليه بسبب ألائك الجنود المتوحشون
بينما هو كان ينظر إليها بعينين نصف مفتوحتين وابتسامة بالكاد ارتسمت على محياه وهو مرمي على الأرض
وقد تلطخت سترته الحمراء بدمائه القرمزية،
ولم يرَ شيئاً من خلال عيناه اللتان قد تقارب جفناهما غير شقيقته ناهامي وهي تمد يدها محاولة الاقتراب منه
ودموعها المنهمرة قد رسمت خطوط رفيعة على خديها بينما الجنود يجرونها من الخلف وهي تحاول الافلات منهم لأجله
ويسمع صرخاتها المتتالية والتي تحمل مشاعر متألمة بين حروفها وقد اندمج كلماتها بصراخها وشهيقها..
....: إيـــهـــان.. لا.. أرجوكم.. اتركوني للحظة فقط.. لست خائفة من الموت.. سأذهب معكم عن أردتم.. اتركوني.. سيموت.. إيــــــهــــــــــان!
وشيئاً فشيئاً تبتعد ناهامي من أمام ناظريه وتتلاشى في عينيه وبدأ جفناه يتقاربان وصوتها الصارخ باسمه
هو آخر ما يسمعه قبل أن يذهب إلى عالم آخر ويفقد الشعور بكل شيء.
المفضلات