((7))
السلام عليكم و رحمة الله
اليوم أسطورتنا تقبع تحت أطنان و أطنان من المياه الباردة
أسطورة لطالما كانت احدى ابشع كوابيس بحارة الزمن الماضي
لذلك ادعوا الله ألا يستيقظ هذا الوحش من نومه الطويل لتتمكن رحلتنا من الوصول بسلام الى الشاطيء
و لذلك .. الى موضوعنا
الكراكن - Kraken
لقد وصف الكراكن من قبل الكثير من علماء الطبيعة المشهورين , اريك حونتوبيدن - Erik Pontoppidan و هو أُسقف في Bergen , بأن الكراكن هو أضخم حيوان بين جميع المخلوقات على الاطلاق .و هذه بالتأكيد ليست مبالغة فالـكراكن كان (و ما زال ) و احداً من أضخم الكائنات التي جائت عبر الأزمان.هل هنالك أكثر من واحد ؟ ماهو جنسه ؟ كم فترة حياته ؟ و الكثير من الأسئلة المهمة جداً تبقى بدون أجوبة .. لأن هذا الكائن قد شوهد آخر مرة منذ حوالي أكثر من قرن .
الكراكن بالتعريف : وحش بحري خرافي اسكندنافي .
الوصف لهذا الكائن غير دقيق وناقص ,ربما لأن هذا الكائن أضخم من اللازم لكي تكون عنه فكرة أو دراسة لائقة ( الا اذا أخذنا الرؤية من الجو بعين الاعتبار ),أو ربما لأن البحارة البؤساء الذين تقاطعوا مع هذا الكائن قد مروا بتجربة غاية بالسوء !الا ان بعض الكتب و الأقاويل تصفه بأشكال مختلفة .. اما كحوت عملاق أو كائناً يشبه السلحفاة , الا ان الغالبية أجمعت على انه كائن ذو مجسات هائلة , جسده يصل لطول ميل (1,6 كم ),دائري الشكل .. أي بصورة أقرب لخيالنا العصري فهو يبدو كأخطبوط أو حبار مهول الحجم !
في احدى الحالات النادرة التي يشق فيها الكراكن طريقه نحو السطح فانك ببساطة ستخلط بينه و بين جزيرة اعتيادية ( كما كان يحدث في قصص السندباد و قصص أوديسيوس في الأوديسة ), هذ الخطأ الفادح كان البحارة يدفعون ثمنه غالياً جداً حيث تبدأ المأسآة بالتزول الى سطح هذه الجزيرة و من ثم ايقاد النيران , بالطبع هذ الفعل كان يوقظ الكائن الجبار و يدفعه للنزول تحت سطح البحر مكوناً دوامة كبيرة تسحب السفينة و ركابها الى قاع البحر . و في بعض الأحيان يستطيع هذا الكائن اغراق السفن بمجساته العملاقة حيث يسحبها للأسفل , الأذرع قد يصل طولها الى أعلى من صارية السفينة.
لاحقاً ربط الكراكن في الانجيل بمخلوق آخر يدعى لوثيان -Leviathan ((و هو وحش بحري يرمز للشر في كتبهم حسبما يزعمون )), و رمز له أهل الشمال بثعبان البحر Jormungandr.
لقد كان بحارة الشمال يجعلون مقدمة سفنهم بشكل تنين أو أفعى بحرية لتجنب خطر الوحوش التي تقطن تلك المناطق
بريسيوس و أندروميدا - PERSEUS AND ANDROMEDA
أندروميدا كانت أميرة أثيوبية الابنة المحبوبة للملك "سيفيس - Cepheus " و الملكة " كاسيوبيا - Cassiopeia " مزهوة جداً و كانت تدعي ان جمالها يفوق جمال " جونو -Juno "(ملكة السماء في أساطير الرومان).رداً على هذه الاهانة فقد ارسل " نبتون -Neptune " (اله البحر عند الرومان و يسمى بوسايدن -Posidenعند الاغريق )وحشاً بحرياً ليرعب شواطيء أثيوبيا .
عندها قام الملك المفزوع باستشارة "أمون - Ammon " عرَاف " جيوبتر - Jupiter "( اله الرعد عند الرومان و يسمى زيوس -Zeus عند الاغريق ) و الذي أخبرهم أن نبتون لن يهدأ غضبه حتى تضحي الملك بابنتها العذراء " أندروميدا - Andromeda " الى الوحش البحري . و بذلك فقد ربطت الفتاة البائسة الى صخرة قريبة من الشاطيء لتلفت انتباه الوحش .
ميدوسا راسها ذا الأفاعي المتعددة التي تحول كل من ينظر اليها الى حجر
" بريسيوس - Preseus " و الذي قد فرغ لتوه من قتل الأفعى الجرجونية ميدوسا , كان يطير فوق شواطيء أثيوبيا ممتطياً البيجاسوس عندما راى الأميرة على تلك الصورة . في البداية عندما راى الأميرة مقيدة الى الصخور حسبها تمثالاً من المرمر لم تقع عليه أشعة الضوء بعد , و دموعها الحارة تنزل من عينيها .قبل أن يدرك وقع في حبها مباشرة , لذلك رفرف حولها و ناداها بأن تخبره باسمها و اسم بلدها و لماذا هي مقيدة بالسلاسل .
في البداية لم ترد الفتاة عليه و انما اخفت ما بدا من جسدها بيديها احتشاماً و عندما الح بريسيوس باسئلته خافت و لم يكن لها الا ان انهمرت دموعها مدراراً من جديد , بالنهاية أخبرته باسمها و اسم بلادها و كيف أن امها كانت واثقة من جمالها الذي جلب عليها و على بلادها الدمار .
تحولت كلمات اندروميدا الى صرخات فزع عندما بدأت المياه ترتج و خرج منها ذاك الوحش البحري العملاق في ذات اللحظة التي كان فيها بريسيوس يحلق فوق قصر الملك و الملكة اللذين كانا يواجهان أصعب لحظات حياتهما , اخبرهما أنه سيقضي على الوحش لكن بشرط أن يزوجوه من ابنتهما أندروميدا , و بالطبع ما كان منهما الا ان وافقا , عاد بريسيوس باللحظة المناسبة التي خرج فيها الوحش من الاعماق عندها أخرج بريسوس رأس الأفعى ميدوسا ووجهه باتجاه الكائن البحري الذي رفع رأسه تجاه الحركة المفاجئة بالأعلى ليرى رأس ميدوسا و عندها اطلق صرخة هائلة و تحول الى حجر يغرق بالأعماق .
أين يسكن الكراكن ؟
يبدو أن هذا الكائن يقيد حركته في حدود بحار الشمال و انه كان يكثر التردد على بحر اسكندنافيا تحديداً.يقال انه يجانب العمق النرويجي و يقيم في الشق الجيولوجي الذي يقطع قشرة القارة حتى حدود نورواي . لكن في بعض الحالات .. فقد شوهد بعيداً عن موطنه .بحارة اسكندنافيا القدماء من الفايكنج و غيرهم معتادون على الوحوش و المسوخ التي يعج بها البحر من ثعابين البحر الكبيرة و قد كانوا يبلغون عنها بانتظام الا أن الكراكن كان الأكبر و الأكثر رعباً.
العديد من السفن التي كانت تضيع بلا أثر أو تصل دون بحارتها (و لم يسرق منها شيء ) كانت تحسب في عداد المفترسين من قبل الكراكن, لكن هذا الأمر اصبح اقل بكثير في الزمن الحالي .
كما أن الكراكن قادر على سحب السفن بأكملها فانه قادر على افناء راكبيها بصمت متقن . يقال ان سفينة ماريا سيليت -Maria Celeste التي وجدت في منتصف البحر خالية على عروشها .. قد هوجمت من هذا الوحش !
يعتبر بحر الشمال من اكثر البحار التي ينتشر على سطحها التلوث , من المحتمل جداً ان هذا التلوث قد دفع بالكراكن الى ان يسكن في نقطة اعمق من المحيط و ربما يكون التلوث قد قتله أيضاً! لكن ان كان مايزال على قيد الحياة قد يكون في حالة من التعليق -Dormant أو السبات الطويل ( مثل السبات الشتوي للحيوانات) ..لكن سباته هذا لن يدوم للأبد...
بعض سكان تلك المناطق قلقون من العمليات التي تجري هناك من اجل التنقيب عن البترول و عن الغاز الطبيقي , قلقون لانها من الممكن ان توقظ الكائن النائم من سباته العميق و بالتالي يمكنك تصور المأسآة التي يمكن ان تحدث ..
الا ان هنالك أساطير معينة تتحدث عن وجود اثنين من هذا الكراكن في كل الوجود و أنهما خلقا مع خلق البشرية و قد قدر لهما أن يموتا عندما تفنى البشرية كلها ..
عرفت بعض أنواع الحبار العملاق بقتالها الشرس مع الحيتان و بالأعلى صورة لجلد حوت العنبر بعد صراعه مع حبار عملاق , يمكنك رؤية آثار ماصات الحبار على الجلد .
المفضلات