أنا حرف الرثاء،
سل عني أينما شئت
وكيفما أردت ..
وستعرفني،
بذاك الكَهل الشاجن!
فأنا في كل الأزمان أعيش،
وعلى كل بقاع الحزن أرسو ..
************
أُولد في صحوة الأسى،
بين جموع البَلِيّة
أُلتحفُ بحسرة القنوطِ
زوال الأمسِ ..
لأحبو على القرح عيشي
مُثقلاً بآهات الفقدِ ..
غاديًا بعدها في منسية المُحتضرِ،
.. أيامًا ، وربما سنينا !
-وياليتها المنية لا المنسية!-
************
أنا حرف الرثاء!
ترى في حروفي صور وجودي!
فرائي مع الراحلين مُتبعة،
مُتعبة!
وثائي مع الثكالى مُهوِّنة،
مُهانة!
ألفي وهمزتي في مبيت الذكرى مُجمعة،
مع أرقهم ساهرة ،
صارخة!
-أذنبي أني بموتهم أعيش؟-
************
وعجبًا لحياتي فيما تمضي!
أي الهول تعيش؟
أي القلوب هذه التي تزور ؟
فذاك يدعوني لأحيك سراب فقيد الشوقِ،
وذاك ينبش بي تراب راحل المنية
فما إن أرتد عن السراب إلا وأكون ظله!،
وما أنبش التراب إلا وأكون معه المدفونَ!
فما الجزاء ؟
غير بسمة النسيان ..
-أظنهم أني بسعادتهم سَعيد ؟-
يا لهفة النفس، إن كان في حضور الرثاء سعادة،
لا غيابه!
************
فها أنا حرف الرثاء!
أرثوك حالي ..
فارحمني من كل هذا ،
واحمل كفني ..
وأقم صلاة المرحوم على حرفي،
لا تُقم ..
نسيت أن لا نهاية لهذا الكمد في عيشكم!
فكيف لعزائكم أن يكون عزاءً
من غير حرف الرثاء ؟
//
15/9/2017
* لا أميل لقراءة الرثاء ولا كتابته كثيرًا، عدا أني قبل نصف سنة تقريبًا قرأت نصوص رثاء عدة، قادتني لكتابة خاتمة النص أولاً! وظل النص في النسيان منذ تلك الفترة حتى حاولت إكماله للوصول إلى إلهام الخاتمة.
لا أشعر بذاك الرضى مما كتبته، لكن سرتني محاولة تحريك مزاجه قليلاً ، أعني قلمي.
بالأخير شكرًا لحسن القراءة.
المفضلات