*
كُن واثِقًا قبل أن تبدأ القِراءة.. أن هذه الرسالة قبل أن تصِلَكَ واجهت العديد من المتاعِب - الشاي الذي لوَّث جوانبها البيضاء والوحل الذي وقعت عليه والمطر الذي بلّل غلافها - ، وقبل ذلِكَ تم تمزيقُها وشطبُها عشرات المرّات حتى انتهت بنتيجتها الحاليّة!
كم هو صعب إرسال رسالة واحِدة إليكَ؟ كالشجاعة التي استغرقت مني وقتًا طويلًا.. وكسوء خطِّي الذي دائما ما تتذمَّر منه حينما أرسل إليك خطابات ورقية، وكبشاعة الجمل التي أصيغها دون خبرة مسبقة!
ما هو مؤلم أنَّ معاشي قد تم الحسم منه ما يقارب الخُمُس، وهو لأنَّني أثناء انشغالي بكتابة هذه الاستقالة - ولسوء الأحوال الجوية - تغيّبت عن مهامّي الشاقة، كنتُ لأُطالِب بعدم حسمِها لكن النقاش معكَ طويلًا لن يعود بالنفع حقًا وهذا أمرٌ يجب عليكَ الاعتراف به من صميم قلبك!
هه.. مثير للسخرية أنني لن أتمكَّن من قول هذا في وجهِك، وما يثير السخرية أكثر أن الجزء الأخير من الفقرة السابقة قد سال حبره بسبب انسكاب الشاي عليه، لا بأس، لم يكُن عليكَ معرفة ما تم تدوينه فيها حقًا.
أزفر زفرة طويلة وأنا أختتم هذه الرسالة الّتي تطلّبت مني أسبوعًا.. كُن رقيق القلب واقبل استقالتي!
- على الهامش : مديري العزيز، ليس مسموحًا لكَ رفض هذه الاستقالة مهما كنت مُديرًا كبيرًا!
- يرجى عدم الرّد..................
المفضلات