السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حال الجميع؟
أتمنى أن تكونوا بألف خير
جئت بمقطع آخر وأريد أن أعرف إن كانت ردات الفعل فيه من قبل الشخصيات منطقية
ضحكت باولا وهي تلتفت إليه للحظة:
ـ هنالك مقهى رائع بالقرب من هنا، ما رأيك في الذهاب إليه؟
لحظات حتى جلسا على إحدى الطاولات المزينات بشرشف أبيض ذو زهور متنوعة الألوان والمخيطة بعناية على أطرافه. قلبا صفحات قائمة الطعام حتى وجدا ما يشبعهما ولم ينسيا القهوة والعصير.
أخرج هاتفه وأرسل لصديقه ليون على الفور:
"هل وجدت شيئاً مفيداً؟"
ثوان حتى أجابه:
"كلا، ليس الكثير.. لكن السيد روجو قد كذب بشأن بدء عمل المربية كما توقعنا."
"لكن لماذا قد يفعل ذلك؟ هل نسي؟ أم أنه فقط يريد إخفاء الحقيقة؟"
"لا أعلم، لن أستطيع مواجهته بتلك الحقيقة لكنني ذاهب إليه لأبحث عن أي دليل في غرفة جاكوبو."
"حسناً إذاً.. "
قاطع عليه مواصلة كتابة رده وصول رسالة آخرى من ليون:
"أظن بأن الأمر متعلق بعمل السيد روجو. ربما تلقى تهديداً الآن!"
كتب في هاتفه بعد أن مسح ما كان ينوي إرساله:
"لا تنسى أن تخبرني بما يحدث."
لكنه فوجئ برد ليون، كان ابتسامة تُخرج لسانها فاكتفى بالضحك ثم أرسل قنبلة لصديقه.
أعاد هاتفه لمكانه حالما لمح النادل يحضر طعام فطوره، تساءلت باولا بفضول:
ـ لماذا لم يأتي ليون إلى هنا؟
ـ يعمل على قضية مهمة!
أضافت بعبوس:
ـ لن يحضر حفل تخرجي؟
رفع كتفيه وهو يجيبها:
ـ لا أعلم! فالقضية التي يعمل عليها لا تحتمل التأخير.
فردت باستياء:
ـ لكنه وعدني!!
ضحك غوس وأنهى طعامه سريعاً ثم تناول قطعة علكة أخرجها من جيبه الآخر، كادت أخته أن تسأل لكنه أجابها على الفور كأنه يدافع عن علكته المفضلة:
ـ أجل إنها بطعم الكرز الذي تكرهينه دون سبب!
ضحكت على جوابه السريع لسؤالها المكتوم. تناولت آخر لقمة من فطورها وارتشفت بعض القهوة. فاجأها نهوض غوس من مكانه بعدما همس وملامحة متسعة بدهشة شديدة:
ـ إيزابيلا هنا!
اتجه نحو طاولة قريبة، يجلس عليها ثلاثة أشخاص يتناولون الفطور باستمتاع وبعض الأحاديث المتبادلة تدور بينهم في حين وآخر.تردد قبل أن ينطق بابتسامة قلقة؛ خوفاً من ردة فعلهم:
ـ مرحباً.. إيزابيلا، روزاليندا ودييغو!
التفت الثلاثة لمُقَاطِعهم فإذا بملامحهم السعيدة تتحول للضيق الشديد، تجاهلته بيلا وأكملت تناول طعامها وهي تحدق في صحنها الممتلئ. ألقت روز نظرة قلقة عليها بينما رد دييغو بشيء من البرود رغم الابتسامة التي أحسن رسمها على شفتيه:
ـ أهلاً غوستافو! ما الذي أتى بك لفرنسا؟
حاول الأخير بكل جهده الابتسام، أجاب وهو يشير برأسه لأخته التي تنظر إليه باستغراب وفضول:
ـ حفلة تخرج باولا.
ـ آوه حقاً! مبارك لها إذاً.
أومأ غوس وألقى نظره لبيلا، كان يود قول الكثير ككل مرة يقابلها فيها.. إلا أنها ستصده بالتأكيد، لكن لا بد من المحاولة:
ـ كيف حالكِ إيزابيلا؟
أجابته ببرود دون أن تُكلف نفسها عناء الالتفات إليه:
ـ بخير كما ترى.. لكن أعذرني يجب أن أذهب لدورة المياه.
نهضت من مكانها وسارعت روز باللحاق بها إلا أنه استوقفها قبل أن تبتعد أكثر:
ـ لحظة واحدة.. ليـ...
قاطعته على الفور وهي تلتفت بحدة غير معهودة منها:
ـ إنه ليس كما تظنان!
اكتفت بإلقاء تلك العبارة وأكملت طريقها برفقة روز التي تلقي نظرة على غوس ودييغو كل ثوانٍ معدودة حتى دخلتا دورة المياه الفارغة.استندت بقلة صبر على المغسلة، ربتت صديقتها على ظهرها فطمأنتها بعد تنهيدة قصيرة منزعجة:
ـ لا تقلقِ أنا بخير، لكنني فقط.. لم أتوقع رؤيته هنا.
فردت محاولة التخفيف عنها :
ـ حسناً إذاً لننسه ونخرج من هنا لنبدأ جولتنا! لن نراه ثانيةً.
أصدرت صوتاً ضئيلاً وخافتاً يدل على موافقتها لاقتراح روز، استجمعت روحها المرحة في دقائق عدة ثم ألقت نظرة على نفسها في المرآة، كانت ترتدي فستاناً أزرق اللون، صُنع من الفرو الدافئ ليناسب الجو البارد، تركت شعرها الناعم منسدلاً مزينة إياه بزهرة اصطناعية زرقاء كلون الفستان والحقيبة، لم تنسى روز أن تضيف بعض لمسات المكياج الخفيفة على وجهها الجميل مما أظهر حُسنها أكثر فبشرتها الحنطية قد كانت أكثر ما يميزها ويجعلها فريدة في جمالها الآخاذ.
ارتسمت ابتسامة واسعة على شفتيها الكرزيتين، ثم غادرتا دورة المياه عائدتين لطاولتهم. لحسن حظهما فقد ترك غوس المقهى مع باولا، ولم يعارض دييغو رغبتهما في بدء جولتهما المُنتظرة.
* الشخص الذي يتحدثون عنه هو "كما يظنون" شخص سيء وقد يكون مجرماً لذا يحاولون تحذير صديقتهم القديمة منه كالعادة لكنها لا تصدق أن الشخص الذي يرعاها قد يكون كذلك.
شكراً لكم مقدماً
وفي أمان الله ورعايته وحفظه
المفضلات