قبع في ركن زنزانته وأراح رأسه على ذراعيه المتشابكين..
فجأة انفتح باب الزنزانة ، وعلا صوت جهوري يقول: فلان الفلاني..(حارس الشرطة هذا شكله مضحك)..
هذا ما جال بفكره ، وهو يقف في تثاقل ويسير باتجاه الباب المفتوح..
(لقد حانت اللحظة إياها وهو يحاول أن يتشاغل عن كل شيء حتى جريمته التي ألقته في السجن وحكمت عليه بالأعدام..)
مقلته خالية من أي دموع..
(هل تريد شيئاً ما قبل تنفيذ الحكم؟)
أوقف هذا السؤال الزمن بالنسبة للجميع ما عدا هو..
(ليس لي إلا زوجتي..ولا أريدها أن تراني في حالتي هذه..)
(ردد الشهادتين اذن..)
وتم كل شيء في سرعة..نعومة..انسيابية عدا شيئاً واحداً..
عندما نفذ الحكم واختطف الحبل روحه..
كانت لحظة ألم حقيقية..
(استيقظ..)
قالتها زوجته والدموع تغق وجهها..
وقف في سرعة قائلاً:
(الحمدلله..لقد انتهى الكابوس..)
قالها في مرح ثم انعقد حاجباه..إنه في سجن ، نظر لجسده فوجده متسربلاً بالبذلة الحمراء..
(هذا مارغبته..أن ترى زوجتك..وها هي البائسة..)
(أين أنا؟)
(في حجرة الأعدام..)
ونظر فيما حوله..لقد أدرك الحقيقة..
أدرك أن الكابوس لم ينته..
وإنما بدأ..
الآن.
* * *
المفضلات