السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالكم أعزائي اشتقت لكم
. .
هاقد اقتربت العشر الأواخر من رمضان اعاده الله عليكم بالخير ونلتم ثوابه بإذنه
وددتُ اليوم الحديث عن أمرٍ يتعلق بحياتنا اليومية التي لا تخلوا من المواقف والمنغصات
التي تثير الأعصاب وتولد الغضب بل قد ينتهي المطاف بك مجنوناً
التسامح مع الغير ,,
لا تخلوا الحياة من هؤلاء من يتسببون لنا بالإزعاج او يتعاملون بطريقة غير لائقة او يخطئوا في حقنا
وفوق هذا لا يكترثون لمشاعرك أو أنك اقل شأناً
بالعادة هؤلاء الأشخاص افتقدوا للضمير والشعور بالندم واتسموا بالأنانية وفقدوا أهم مافي الأخلاق
وهي حسن الجوار وفن التعامل واللباقة ومراعاة مشاعر الآخرين
قد تجد نفسكَ من تفاجئك بأسلوبهم او لأنك ببساطة لست مثلهم تعجز عن الرد عليهم ويراودك شعور
سئ ومزعج قد يعكر عليك بقية اليوم او كلما رأيت هذا الشخص
عندها تفكر وتتخيل لو أنك رددت عليه بأسلوبه وتعيد تصوير المشهد في ذهنك مراراً وتكراراً
وتتمنى لو عاد الزمن لترد بشكل مختلف
لكنكَ يا صديقي مخطئ ان ظننت أن تعامل مثل هؤلاء المستفزين بأسلوبهم لأنك ببساطة
لن تصبح مختلفاً عنهم وقد تعتاد مع الوقت لا شعورياً لتصبح مثلهم
وإليكم خطواتٍ للوصول للتسامح والسلام الداخلي
أولاً :
عليك أن تدركَ بأن عجزك عن الرد لا يُعدُ إحراجاً لك او اثبات قوتهم بل هو دليل أصالة
معدنك الذي يَعِفُّ عن اللَّغو حتى لو كان رأي الكثيرين حولك بأنك الأضعف او نلت سخرية البقية
ثانياً :
من الحكمة ان تصبر على الأذى وتعطي فرصاً عدة لمن امامك ,, وهل هناك أعظم
من نبينا الكريم والذي صبر وتحمل أذى جيرانه عندما كانوا يلقون الأوساخ امام بيته
ثالثاً :
عليك أن تتمسك وتفخر باخلاقك ومبادئك وان تحافظ على هدوءك فلا يتلفظ لسانك
او تستخدم يدك بما لا يعكس حقيقة طيبتك وأخلاقك
رابعاً :
حاول أن تفهم هؤلاء الأشخاص مع الوقت وحاول أن ترى جوانب إيجابية لهم فكثيراً
ما تكون صورتهم الظاهرة تخفي وراءها حقيقة أخرى
فمثلا قد يكون هناك شخص ساخر ومزعج وجارح لكنه خير من تلجا له وقت الشدة
هناك من مر بظروف قاسية او ماضٍ غير طباعه وجعلها بهذا السوء
كذلك قد تكتشف نقاط ضعف تجعلك تشعر بالشفقة على هذا الشخص عندها
لن تجد لأيلوبه وكلامه قيمة او وزناً
خامساً :
لا تنفعل في الرد واظهر بروداً يغيظهم ويشعرهم ان صوتهم العالي وتفننهم بالاستفزاز
ليس له اي أثر وصدقوني هذا ما يسمى بالحرب الباردة او التجاهل وهو ما يغيظهم من الداخل
سادساً :
الإنسان ليس شيطاناً خالصاً ولا ملاكاً منزهاً فلو كان لذلك الشخص ماضٍ وأفضال
عليك فلتتذكرها ولتشفع له أمام أخطائه في حقك
إننا في عالم ينقلب في الصديق عدواً وبالعكس والمصالح لها دور كبير في ذلك
فحاول ألا تكون أنت من يبدأ العداوة فأنت أسمى من ذلك
سابعاً :
كل ما سبق هي أساليب للتسامح مع الأخرين , وليس بالضرورة "المُسامَحة"
فقد لا تسامح أحدهم من أخطأ في حقك بقوة او جرحك جرحاً عظيماً او أقدم على خيانتك
, مع ذلك فإنك تتحلى بروح التسامح وتنسى ذلك الماضي وتتوقف عن كرهك له بل تمسحه
من ذاكرتك نهائياً وتمضي في طريقك وكأن ذلك الشخص لم يكن
ثامناً :
تذكر دائماً أنه مهما كانت خسارتك كبيرة أو تعرضت لظلم أن الله خير من يعوض
لك خسارته , وأن الصبر والدعاء مفتاح الفرج , وبان لك ثواباً في الدنيا وفي الآخرة
كما وعدنا المولى الكريم بعطائه
تاسعاً :
استمرار الحزن والإشفاق على الذات والشعور بالانهزامية يولد الغضب والحقد
والرغبة بالانتقام ويحولك لإنسان ناقم وقد يمحو الفضائل الطيبة والمعدن النقي في اعماقك
لذا لا بأس من البكاء والغضب اليوم بعدها فلتنظر للسماء وترقب شمساً جديدة
تمحو سحب الحزن والكآبة والعمر لحظات وقصير بما يكفي فلا تضيع ما تبقى منه
ناقماً شاعراص بضعفك بل حاول ان تستغل كل لحظة في عيش مستقبل جديد وفكر
كيف تجمع شتات ذاتك وتبحث عن سعادتك
وأخيراً , السلام الداخلي
إنه ذلك الشعور عندما يصفى القلب ويرتاح العقل وتطمئن النفس غير مكترثة
بالطاقة السلبية التي تبثها المشاعر السلبية مهما بلغت حدتها
حين تكون الروح شاكرة للفضائل ومستصغرة لشِرار الأمور
عندها تنام مرتاح البال في منتصف الإعصار
إن الوصول للسلام الداخلي يتطلب وقتا وجهداً للتدرب عليه فكل ما عليك
يا صديقي أن تسامح قدر استطاعتك او تتسامح وتنسى السلبيات وتفكر وتخطط بالغد
كما ان التأمل والاسترخاء بشكل يومي يساعد على تصفية الذهن
,,
الأسئلة
1- كيف تتعامل مع من يتعامل معك باسلوب مستفز عادة ؟
2- ما هو مفهومك عن السلام الداخلي ؟
3- هل تتحلى بالسلام الداخلي ؟
4- رأيكم بالموضوع وأي إضافة أو تعليق ؟
لكم مني كَّل الوِد
بيلاداندي
المفضلات