تحدّاه أصحابه أن يتصل بالطورائ.
كان من النوع الذي يخاف التورط في حماقاتهم، لكن إرغامه على ذلك لم يكن صعباً.
ففي النهاية. إنه مجرد إتصال...
رفع السماعة، ضغط على الأرقام بينما كان قلبه يخفق مع كل زر أضعاف سابقه.
حتى أصبح عالقاً في خط الهاتف. كان الرنين يتغلغل في أذنه وكأنه قوة مغناطيسية ما...و فجأةً توقف.
لقد رُفِعَت السمّاعة في الجانب الآخر.
صوت نفس عميق.
فقط..شخص ما يتنفس. لا صوت آخر.
لم ينطق أحد بأي كلمة. الصمت جاثم على روح الصبي، وكأنه بات يخنقه.
بدأ أصحابه في تحفيزه للكلام، "قُل أي شيء!"، قُل أن الخبز احترق"، "قُل-" (
صبية؟ ).
جاء الصوت الغليظ من سماعة الهاتف. صوت يدل على أنه لن يكون سعيداً بالجواب!
صمت الجميع. كان الصبي مذعوراً يشير بإصبعه للبقية بالتزام الصمت . بدأ العرق يسيل على جبهته.
أغلق سماعة الهاتف بهدوء. ثم قال لهم وهو يهم بالهرب "إركضوا!"
ذُعِر الصبية و بدأوا بالصراخ و الركض!
فقد كانوا يعلمون، على عكس الصبي الآخر ، أن الذي تحدث إليهم
لم يكن بشراً سوياً..!
صار كل واحد منهم يركض في حالة من الفوضى. ثم مالبثوا حتى تسمروا جميعاً في أماكنهم.
إنه صوت شاحنة الإطفاء.
لقد وصلت الشاحنة في وقت قياسي لخلو الشارع من السيارات. فهذا الحي مهجور منذ عقد من السنين!
صنعت الشاحنة طريقها إلى منتصف الساحة التي تواجد فيها الأطفال.
ثم توقفت صافرة الإنذار. لم يخرج أحد من الشاحنة بعد، فبدأ الأطفال في الهمس:
- هل يجدر بنا أن نتحرك؟
- لا تفعل! لعله سيلاحقنا بالشاحنة ثم يهشمنا!
- أنت على حق..
- هيه يا فتى، أنت من كان معه على خط الهاتف. خاطبه!
-م-ماذا! أ-أنا؟! ل-لن أفعل!!
....
كانت الشمس قد قاربت على الغروب حين وصل رجال الشرطة إلى المكان.
لم يجدوا سوى 9 جثث متفحمة، وطفل شاحب اللون مسمّر عينيه في اتجاه الشمس.
حاولت جاهدة
""
التالي:
مكان يعج بالنساء ويصدح بأنغام الموسيقى و الأقدام الراقصة. إنه مكان مخصص للمناسبات السعيدة.
لكن، ليس بعد اليوم، فيقال أن هنالك أرواح معذبة تسكنه الآن.
.
المفضلات