هزت روكسي رأسها إيجابا وقالت:أجل ... طيبة القلب ولكن الظروف صنعت منها إنسانا يسمى إكس ... العلاقة التي جمعتني بها جعلتني أقلب الموازين ... ففي حين كنت أنا بحاجة لمساعدة من أي شخص ... رأيت أن حسناء هي من يحتاج مساعدة حقيقية ... لذلك بقيت معها لأحميها من خبث الثلاثي هارد وماكسي ... وإن كنت في الحقيقة لا أستطيع ذلك ! ..
سكتت قليلا ثم قالت:في الأيام الأخيرة بدا أن صبر بلاك بدأ ينفذ ... فعجل بانتقامه ... اكتشفت أنه كان يعطي حسناء سجائر مملوءة بالمخدرات ... ذلك حدث بالصدفة وبهفوة من حسناء ... وحين أخبرتها بأن المواد هي مخدرات وأن بلاك يحاول إيذاءها لم تصدقني ... واتهمتني بالغيرة منها ... غير أننا بالنهاية تصالحنا ونسينا الأمر .. أو هذا ما ظننته من جهتي أنا ... فحسناء لم تنس ... فحاولت التأكد بطرقها الخاصة إن كان بلاك حقا يخدعها ... وقد اختارت الطريق الأسرع والأكثر غباء لذلك... وهو أنها سألته مباشرة ... فنفى بلاك الأمر ببساطة ... وجعل من نفسه مظلوما لا ظالما .. ألبس التهمة بشادي ...وطلب من حسناء أن تتأكد بنفسها ... عندها .. حصل ما حصل .... وجدت حسناء رقم ذلك الرجل في حقيبة شادي ... و إن كنت لا أعرف كيف وصل إليها ... ثم اتصلت على رجل لا شك أن بلاك جعله دمية في مسرحيته الخبيثة ... فمثل أنه يعرف شادي فاقتنعت إكس أكثر ... واقتنعتم أنتم بالمقابل ... بينما في الحقيقة شادي ليس سوى ضحية للعبة حاكها بلاك بأسمك أنواع خيوطه ...
ظلت وئام تحدق بروكسي لفترة طويلة غير قادرة على استيعاب ذاك الكم الهائل من المعلومات الغريبة ... ولكنها شيئا فشيئا بدأت تفهم ما يحدث ...
ثم سألت روكسي:لماذا تخبرينني بكل هذا ؟؟ ...
ابتسمت روكسي بحزن وقالت:أنا أحسدك يا وئام ... لديك أصدقاء رائعون يستحقون إخلاصك وصداقتك.. من ضمنهم شادي الذي أتمنى أن تعود علاقتك به كما كانت ... شادي كان يوما ما صديقي الذي أحب وأحترم ولكن الظروف فرقتنا ... وأنا أعرفه جيدا ... شاب طيب لا يستحق إلا كل الخير ... لا أريد لشجارك أن يستمر معه فهو مظلوم ...
وئام:ولكنه ....
قاطعتها روكسي: كان بحاجة لمن يقف بجانبه ويسانده ... لذلك شعر بالانكسار ولم يدافع عن نفسه .. كان يجب أن تقدري الظروف الخانقة التي دفعته لأن لا يقول شيئا...
وئام:مستحيل أن أسامحه ... بغض النظر عما قلته وعن كونه ضحية لا أكثر ... لقد جرح مشاعري أكثر من مرة ... إنه لا يقدر ..
روكسي:بالعكس ... إن القسوة هي الطريقة التي يستخدمها شادي مع أصدقائه ليعبر عن اهتمامه بهم ...
رفضت وئام تصديق الأمر فقال:هل هذا هو ما جئت للحديث عنه ؟؟
تنهدت روكسي بيأس وقالت:قلبك أطيب من هذا فلماذا ترغمينه على القسوة ؟؟... على كل .. لن أضغط عليك ... وسأخبرك لماذا أردت الحديث معكم .... ولا تقاطعيني من جديد...
أردفت:كما قلت .. بسبب ما حدث البارحة ... وجدت أن الشجار لن ينفع أيا من الطرفين فاقترحت على حسناء أن نقيم هدنة بيننا ... رفضت في البداية فأقنعتها بأنها الطريقة الأمثل لتجنب المشاكل معكم ، وفي نفس الوقت اختبار صدق نوايا بلاك ... أخبرنا بلاك بالفكرة ... ولشدة دهائه عرف ما كنا نخطط له ... فوافق ليقنع حسناء بطيبته وإخلاصه لها .. وأنه مستعد للتضحية حتى ببعض من مبادئه لأجلها .... وتم الأمر .. اتفقنا والثلاثي هارد على أن نعقد هدنة بيننا ... لا شجار فيها ولا مشاكل ... ولأجل تعزيز ذلك ... اقترح بلاك أن نذهب اليوم معا في نزهة !!
وئام باستغراب لم يفارقها مذ جلست:هدنة .. ونزهة ؟؟؟
ثم أضافت بشك وبقليل من الغضب:إنها أحد خططكم للإيقاع بنا .. صحيح ؟
هزت روكسي رأسها نفيا ثم قالت :حقيقة لا أعرف ...
وئام باستنكار:لا تعرفين ؟؟؟؟
روكسي:أجل.......... أستطيع أن أضمن لك بأن نوايا حسناء هي الخير فقط ... لأنها تعبة وبحاجة للراحة ... أما بشأن الثلاثي هارد وماكسي فلست مرتاحة ..
وئام:ما دام الأمر كذلك فكيف تطلبين منا طلبا كهذا؟؟
روكسي:أنا فقط أنفذ المهمة التي طلبوا مني تنفيذها ... أنت وأصدقاؤك أحرار في خياركم ...
وئام:الأمر صعب جدا .... هدنة؟؟؟؟
روكسي بهدوء:اسمعيني وئام ... قد تكون هذه فرصة جيدة ... بلاك حتى لو كان مثيرا للمشاكل هو لا يتراجع عن كلمة قالها ... خصوصا حين يقولها لإقناع حسناء بشيء معين ... أرجوك وافقي ...
قطبت وئام حاجبيها بتفكير ثم قالت:أنا لا أعترض على فكرة الهدنة نفسها .. بالعكس .. أنا موافقة عليها .. وأرى أن الرفاق سيوافقون عليها كذلك ... لكن ... قصة النزهة هذه لا أظن أحدا سيقتنع بها !
قالت روكسي:لقد اشترط بلاك لإعلان الهدنة بيننا أن تنفذوا هذا الأمر ... فقط كتعبير عن ولائكم كما عبرنا نحن عن حسن نوايانا بتقديم اقتراح كهذا ... هاه ؟؟ ... ما رأيك ؟؟؟؟
أجابتها وئام بعد تفكير طويل:أظنني موافقة ... ولكن يبقى أن أخبر الأصدقاء بذلك ...
روكسي:ولا تنسي شادي !
ظهر الامتعاض على وجه وئام وقالت:أيجب أن يأتي معنا أصلا؟؟
أومأت لها روكسي بنعم ... ثم نهضت معلنة نهاية الحديث ... وقبل ذهابها قالت:ولكن... كوني حذرة وئام ...كونوا جميعا حذرين ... قد يبدي رفاقي اللطف في النزهة في حال ذهبنا ... ولكن لا تجعلوا ذلك يخدعكم ...
غادرت روكسي المكان تاركة وئام في حيرة ما بعدها حيرة ...
لقد وقعت على عاتقها مسؤوليتين ، أولاهما إقناع رفاقها بأمر الهدنة والنزهة كونها أفضل حل ..
أما الثانية ... فهي اتخاذ قرار بشأن شادي الذي باتت تعرف عن حياته بعض الأشياء وإن كانت لا تزال غاضبة عليه ...
.
.
.
يتبع في البارت القادم
أتمنى أن يعجبكم البارت وإن كان مملا – هكذا أراه-...
بانتظار ملاحظاتكم وانتقاداتكم ..
وكذلك توقعاتكم لما قد يحدث لبسام وفراس ... أو ما قد يحدث في النزهة في حال وافق الأبطال عليها... مع أني أشك في أن أحدكم قد يستطيع توقع شيء بشأنها ... لأن الأحداث التي ستكون بها ستقلب القصة رأسا على عقب ...
ذلك لأننا في الربع الأخير من القصة ... إذ أن مشاكل الأبطال ستبدأ بالاحتدام ثم تنفجر .. وبعدها ستحل ... وربما لن تحل لبعضهم !!!
سأعود لتصحيح الأخطاء الإملائية قريبا .. لأني لم أراجع البارت
تحياتي
المفضلات