السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولًا اعتذر عن الإطالة ولكن بسبب ظروف الدراسة فأتمنى أن تعذروني
هنا من لم يقرأ الجزء الأول
باسم الله نبدأ:
أدخلوني قسم العمليات وأنا قلق جدًا مما لا أعلمه، هل سأموت؟ ... لا اعتقد !
فالعملية سهلة وبسيطة وليست معقدة او حتى متوسطة .. فلن يستخدموا المشرط... لكن أليس من الممكن أن تزيد جرعة المخدر؟
أليس من الممكن أن يحدث خطأ ويدخلوني مكان مريض أخر ويبترون قدمي؟
كل هذه الوساوس كانت تراودني مما كنت اسمعه في الاخبار واقرأه في النت.. لكني تعوذت بالله من الشيطان وهدأت قليلًا.
بعدما اغلقوا باب القسم قاموا بوضع شيء على رأسي كي يغطي شعري، ثم قاموا بنقلي إزى سرير متحرك اخر لكي يدخلوني إلى الغرفة. لم يسمحوا لي بالتحرك فقد كانو هم من يقومون بحملي بالملاءة وينقلوني على السرير الآخر، ولكن بحكم أن حالتي لا تقارن بمن يدخلون هذه الغرفة عادة فلا بأس بأن اساعدهم في نقلي !
بعدما وضعوني على السرير الجديد قاموا بأخذي إلى داخل القسم ووضعوني جانبًا حتى ينهون الإجراءات، لم تأخذ وقتًا حتى قاموا بأخذي مرة أخرى إلى غرفة العمليات !
نعم فقد كانت كما تصورتها، جدرانها خضراء، سرير العمليات يتوسطها وحوله اجهزة قياس الضغط ونبضات القلب وما إلى ذلك من معدات.
نقلوني للمرة الثالثة إلى السرير الأخير.
بعدها بدؤوا بتركيب أجهزة قياس نبضات القلب والضغط و و و إلخ. فسمعت بعدها صوت نبضات قلبي ..تيت....تيت....تيت.
ثم جاء أول طبيب، ألا وهو طبيب التخدير. ألق علي التحية وأخذ يتسامر معي - كي يزيل عني جو القلق - ثم بدأ عمله بسؤال: متى آخر مرة تناولت فيها طعام؟
قلت له أنا كانت العاشرة صباحًا ولم أتناول سوى حلوى، قال لي حسنًا هذا جيد. ثم اخذ بتعبئة الإبرة كي يقوم بتخديري. وأنا كلي اصرار وعزيمة أن أقاوم المخدر بشتى الطرق، لا أحب أن يتحكم عقار في ويجعلني أنام في ثوانٍ معدودة وأنا أصارع نفسي ساعات حتى أتمكن من النوم ليلًا !
تم تعبئة الإبرة وأخذ يدي التي تحتوي على تلك القطعة.
+++
القطعة التي أقصدها:
هذه قطعة يقومون بوضعها في يد المريض لكي يقومون بحقن ما يريدون واخذ عينات دم كما يريدون دون الحاجة إلى ( تخريم ) المريض كلما أرادوا وضع دواء أو أخذ عينة.
+++
ووضع الإبرة في القطعة وأخذ يضغط على الإبرة ... وفجأة قال : ( يانهار إسود !! )
وابحثوا عني في ذلك الوقت .. قلت في نفسي لقد اختلطت عليه الإبر وقام بإعطائي شيء قاتل بالخطأ وأنا ميت لا محالة.
وتسمعون نبضات قلبي تتسارع تيت تيت تيت تيت تيت.
واخذتوا أتلوا الشهادة مرارًا وتكرارًا في نفسي، لكني وجدته قام بإزالة القطعة وأمر الممرضات بإحضار قطعة أخرى وقال لي: إنها مسدودة
لا تدرون كم وددت أن أقوم و ... أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
أخذ يبحث طويلًا عن عرق في يدي كما فعل الذين من قبله لكي يضعون القطعة للمرة الأولى .. فيدي لا تظهر بها العروق بسهولة.
وعندما وجده ووضع القطعة قام بأخذ إبرة جلوكوز كي يختبرها هل تعمل أم لا، قال: جيد إنها تعمل.
فأخذ إبرة التخدير وقام بوضعها في يدي .. وانتقل المخدر من الإبرة إلى جسدي.
شعرن كأن الثلج يسري في عروقي، كان بارد ، ولكن يجعلك تشعر بشعور رائع !
قمت بأخذ نفس عميق استعدادًا للصراع مع المخدر، قمت برمش عيني مرة واحد .. وعن الرمشة الثانية أغمضت في غرفة العمليات وفتحتها في غرفة الإنعاش !!
هزمت هزيمة ساحقة .. أخذني في لمحة بصر ! .. كأني كنت أتقاتل مع ( اتشيغو ) بطل أنمي بليتش وهو في وضعية الهولو ! .. أو مع ( لوفي ) بطل أنمي ون بيس وهو في وضعية الجير سكند !
أخذت الأوهام تدور في رأسي والهلاوس بأني مع اصدقائي أقوم بلعب الاكس بوكس تارة وتارة أخرى أني في المدرسة. لم استطع استوعاب أي شيء يدور حولي. فقد كنت اسمع وأرى بصعوبة سقف الغرفة التي كنت بها ولكن لم استطع ادراك أي شيء.
أتت ممرضة لإيقاظي وكانت تقول لي: قومي يا بيراس ! ( قوم يا فراس )
لأثبت لكم أني لم اكن استوعب ما تقصده... اختلط علي معنى كلمة ( قوم ) مابين الاستيقاظ من النوم و الوقوف على قدمي !
أخذت أحاول الجلوس ولكن ما إن ارتفع ظهري حتى شعرت بصدمة كهربائية في عمودي الفقري ولكن الممرضة سارعت بسندي واعادتي لوضعية النوم. لكنها لم تتعلم للأسف وقامت بعد قليل بمناداتي مرة أخرى قائلة: بيراس يالله قومي.
فحاولت الجلوس مرة أخرى لكنهي أخذت بإعادتي إلى وضعية النوم، وأخذ الموضوع يتكرر مرارا وتكرارا حتى سألت نفسي: ما هذه البلاهة ؟! تقول لي قم ثم تعيدني مرة أخرى ؟!
ولكن مع كل هذا فقد أحسست بشعور رائع جدا .. وهو أثار المخدر ... فقد جعلني اشعر بشعور لا يمكن وصفه.
وبعد مرور مدة ليس بطويلة بدأت استوعب ما يحدث، نظرت إلى يدي ووجدتها ملفوفة ببديل للجبس يتميز بالصلابة والخفة في نفس الوقت لدرجة أني لم أشعر به.
ثم أتاني طبيب التخدير أو ملاذ لا أتذكي فألقى التحية وقام بسؤالي عن حالي وكيف أشعر وما إلى ذلك لكي يطمئن.
قلت له: إن المخدر رائع !
قال لي: نعم فهو يجعلك تدخل عالم أخر !
ولكن مع أني تحدثت إليه فأثار الهلوسة لم تذهب بعد .. فقمت بطلب منه بعض من المخدر لكي أخذه معي !
قام بالضحك ثم قال: لا يمكنك ذلك
بعد أن أفقت قاموا بأخذي إلى خارج قسم العمليات حيث كان أهلي ينتظرونني كما تركته وما إن فتح الباب حتى قاموا إلي مسرعين يطمئنون على حالي .. شعرت كم كانوا قلقين علي.
وذهبوا معي إلى الغرفة التي كنت بها ولكن لمن نكمل نصف الطريق حتى غرقت في نوم عميق دون أن أشعر.
كل ما سمعته أثناء وصولنا الغرفة أن أبي كان يحاول إيقاظي لكن أمي قالت له: إتركه فأثار المخدر لا تزال موجودة.
ظللت نائمًا لفترة ولم أستيقظ إلا على صوت أصدقائي.. سامي وحمزة وعبدالله .. بالتأكيد تتذكرون عبدالله من الجزء الأول
قاموا بإحضار ورود وزهور ووضعوها بالغرفة وقاموا بالإطمئنان على حالي وقمنا بالكلام والضحك حتى جاء أبي وتحدثوا معه قليلًا ثم ذهبو إلى منازلهم.
وأخيرًا قامت المستشفى بإحضار وجبة العشاء لي !! .. فقد كنت جائعًا جدًا فأنا لم أأكل شيء منذ الصباح.
أخذت أكل وأقلب في التلفاز وتوقفت عند MBC Action وأخذت أشاهد الأفلام .. وبين الحين والآخر يأتون ليقيسوا لي الضغط والحرارة.
بالطبع لم أكن لأخرج من المشفي في نفس اليوم لذلك اضطر أبي وأمي للرحيل لأن أختي الصغرى كانت تبلغ من العمر ١٠ أشهر فلا يوجد من يستطيع الجلوس معي ... قلت لا بأس وذهبوا وتركوني وحيدًا، كان الوقت منتصف الليل .. أخذت أشاهد التلفاز وأتحكم بالسرير حتى احترفتها و أصبحت أخصائي أسرة مستشفيات
بعد مرور ساعة مللت ونمت مرة أخرى << ألم تكفيني الساعات التي نمتها؟
استيقظت الساعة الخامسة فجرًا مع صوت فتح باب الغرفة ووجدت ممرضين دخلوا وقالوا: ماذا هناك؟
لم أدري ما يقصده وما الذي أتى به أصلًا؟
ونظرت إلى نفسي .. وجدت الدماء تملأ يدي وملابسي وملاءة السرير !
صدمت من المنظر بالفعل !... ما الذي حدث؟
بعدما استوعبت الأمر ونظرت إلى يدي وجدت القطعة قد سقطت ويبدوا بسبب ذلك قد نزف الدم من يدي حتى حدث ما حدث.
ولكن الحمد لله لم تكن الكمية كبيرة بالفعل فقد انتشارها بطريقة عرضية هي ما جعلت الموقف يبدوا وكأني فقدت جزء كبير من دمي.
ويبدوا أيضًا أني ضغطت زر الإستدعاء دون قصد ولذلك أتو، فزر الاستدعاء بجانبي تماما.
ذهبت إلى الحمام أكرمكم الله وقمت بغسل وجهي ويدي بعد معاناة وخرجت وجدتهم قاموا بتغيير الملاءة والغطاء وتجهيز ملابس أخرى لكي أرتديها وساعدوني على تغيير ملابس المستشفى.
وسرعان ما أتوا ليأخذوا قياس ضغط الدم ودرجة الحرارة .
بعدما انتهوا من كل شيء أكملت نومي بسلام.
وأتى اليوم التالي وأتى أبي وقام بإجراءات الخروج وبحمد الله خرجت من المستشفى.
وبعد مرور شهر عدت مرة أخرى وقرروا اجراء عملية أخرى ليزيلوا القطع المعدنية وفي نفس يوم العملية خرجت من المستشفى ولله الحمد
هكذا وقد انتهت قصتي مع غرفة العمليات.
في لقاء جديد بإذن الله ولكن في قسم الرويات
بإنتظار ردودكم ونصائحكم وملاحظاتكم.
في أمان الله
المفضلات