تطرق للمرة المليون الباب الخطأ ..
اعترف أنك لا تملك صديقا يحتمل بكاءك هذه الساعة ..
و أن القدر لم يعطف عليك بحبيب يكون كنفسك ..
و أن وسادتك نفسها تقوم بالهمس في أذنك ..
أن ارفع عني رأسك المثقلة بهمك ..
إنك الذي تضم الجميع كدمية قطنية ..
لكنك إذا ما وقفت مطعونا بوجعك نظر الجميع لك و كانك صبارة !
إنك صديق الليل الذي يجده الجميع ..
الخالي
قَد تَعتقِد يا أَبي أني مَا عُدت أُحدثكَ كالسَابق لأنكَ ما عُدت تَروقُ لِي
وَ أني ما عدتُ أجلِس علَى قَدماكَ حياءاً فلقَد كَبرت فِي العُمر
و أنِي أَصبحتُ أتَحدث بلُغة رَسمية معَك لأَن رَجل مَا آخر قَد إحتَل قَلبي
و قَد تَعتقِد أنِي مَا عدتُ بِحاجَة لَك و أنِي لا أكْتَرث إن كُنت سَتبقَى أو سَترحل
لأنِي أصْبحتُ مَسؤُلة عَن نَفسِي فَبما سَتنفعُني بعْد أن وَصلتُ لِمَى وصَلت
تَقول خُوذَة: أنَا اصِيص زُهورْ ..
تقول رصاصة: لِي سِن مُدببَة لُو غَمسَنى جُندِي
فِي بُقعَة دَم سَيرسُم لَوحة ويُصبِح فَناناً ..
وتَقولُ الطَائِرة:
آه حِين أَمر فَوق شَجرة أُريد أنْ أكسِر الأَوامِر وأنَام فِي عش مَع العصَافيْر ..
وتقُول البُندقِية:
لُو تقَّلبونَنِي علَى فَمِي أُصبِح عُكّازاً لِلعجَائز ..
يَقولُ
وَداعاً أَيها الغَريب
كَانتْ إِقامتُك قَصيره لَكنهَا كَانت رَائِعه
عسَى أَن تَجِد جَنّتكْ التِي فَتشتَ عَنها
وَداعاً أَيها الغَريب
كَانتْ زِيارتُك رَقصه مِن رقصَات الظِل
قَطره مِن قَطراتِ النَدى قَبل شُروق الشَمس
لَحناً سَمعناهُ لِثوانِي مِن الدغل
ثُم هَززنَا رُؤوسَنا وَ قلنَا إِننا تَوهمنَاه
وَداعاً أَيها الغَريب
بِسم الله الرَحمنُ الرَحيمْ ..~
سلامًا لِصديقٍ طرَق البابَ فَوجدَه مُغلقًا فَعذرَ و أَمهلَ و صبرَ و رابَط و أبَى الانْصرافَ ..
و مكثَ غير بعيدٍ يتحيّن فُرصة ، و يَترصّد ثغْرة حتّى رأَى نِصفَ انفِراجة فَانتهزَها ..
و جازَ و عبرَ و اختَرق و مرّ إلى قُلوبنَا , فأنارَ و منحَ و طَبطبَ و أحيَا و أعانَ و عوّضَ و احتَوى ..#