PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : القصيدة الألبـيرية



Tails~SaN
06-04-2011, 14:14
بسمـ الله الرحمن الرحيم

أقدمـ لكمـ القصيدة التي تضـم أكثر من 100 بيت للـشاعر الأندلسي أبي أسحاق الأبيري
وهو كان يقدمه لأبنه للـعلم


تَفُتُّ فُؤَادَكَ الأَيَّامُ فَتَّا *** وَتَنْحِتُ جِسْمَكَ السَّاعَاتُ نَحْتَا

وَتَدْعُوكَ المْنَونُ دُعَاءَ صِدْقٍ *** أَلاَ يَا صَاحٍ: أَنْتَ أُرِيدُ أَنْتَا

أَرَاكَ تُحِبُّ عِرْساً ذَاتَ خِدْرٍ*** أَبَتَّ طَلاَقَهَا الأَكْيَاسُ بَتَّا

تَنامُ الدَّهْرَ وَيْحَكَ فِي غَطِيطٍ *** بِهَا حَتَّى إِذَا مِتَّ انْتَبَهْتَا

فَكَمْ ذَا أَنْتَ مَخْدُوعٌ وَحَتَّى *** مَتَى لاَ تَرْعَوِي عَنْهَا وَحَتَّى؟

" أَبَا بَكْرٍ" دَعَوْتُكَ لَوْ أَجَبتَا*** إِلَى مَا فِيهِ حَظُّكَ لَوْ عَقَلْتَا

إِلَى عِلْمٍ تَكُونُ بِهِ إِمَاماً *** مُطَاعاً إِنْ نَهَيْتَ وَإِنَ أَمَرْتَا

وَيَجْلُو مَا بِعَيْنِكَ مِنْ غِشَاهَا *** وَيَهْدِيكَ الطَّرِيقَ إِذَا ضَلَلْتَا

وَتَحْمِلُ مِنْهُ فِي نَادِيكَ تَاجاً*** وَيَكْسُوكَ الْجَمَالَ إِذَا عَرِيتَا

يَنَالُكَ نَفْعُهُ مَا دُمْتَ حَياً*** وَيَبْقَى ذِكْرُهُ لَكَ إِنْ ذَهَبْتَا

هُوَ الْعَضْبُ المُهَنَّدُ لَيْسَ يَنْبُو *** تُصِيبُ بِهِ مَقَاتِلَ مَنْ ضَرَبتا

وَكَنْزٌ لاَ تَخَافُ عَلَيْهِ لِصّاً*** خَفِيفَ الْحَمْلِ يُوجَدُ حَيْثُ كُنتَا

يَزِيدُ بِكَثْرَةِ الإِنْفَاقِ مِنْهُ *** وَيَنْقُصُ إِنْ بِهِ كَفّاً شَدَدْتَا

فَلَوْ قَدْ ذُقْتَ مِنْ حَلْوَاهُ طعْما*** لآثَرْتَ التَّعَلُّمَ وَاجْتَهَدْتَا

وَلَمْ يَشْغَلْكَ عَنْهُ هَوىً مُطَاعٌ *** وَلاَ دُنْيَا بِزُخْرُفِهَا فُتِنْتَا

وَلاَ أَلْهَاكَ عَنْهُ أَنِيقُ رَوْضٍ *** و لا خِدرٌ برَبرَبه كَلفُتا

فَقُوتُ الرُّوْحِ أَرْوَاحُ الْمَعَانِي *** وَلَيْسَ بِأَنْ طَعِمْتَ وَلاَ شَرِبْتَا

فَوَاظِبْهُ وَخُذْ بِالْجِدِّ فِيهِ *** فَإِنْ أَعْطَاكَهُ اللهُ انتَفَعْتَا

وَإِنْ أُعْطِيتَ فِيهِ طَوِيلَ بَاعٍ *** وَقَالَ النَّاسُ: إِنَّكَ قَدْ عَلِمْتَا

فَلاَ تَأْمَنْ سُؤَالَ اللهِ عَنْهُ *** بِتَوْبِيخٍ : عَلِمْتَ ؛ فَهَلْ عَمِلْتَا؟

فَرَأْسُ الْعِلْمِ تَقْوَى اللهِ حَقّاً*** وَلَيْسَ بِأَنْ يُقَالَ: لَقَدْ رَأَسْتَا

وَأَفْضَلُ ثَوْبِكَ الإِحْسَانُ لَكِنْ *** نَرَى ثَوْبَ الإِسَاءَةِ قَدْ لَبِسْتَا

إِذَا مَا لَمْ يُفِدْكَ الْعِلْمُ خَيْراً *** فَخَيْرٌ مِنْهُ أَنْ لَوْ قَدْ جَهِلْتَا

وَإِنْ أَلْقَاكَ فَهْمُكَ فِي مَهَاوٍ *** فَلَيْتَكَ ثُمَّ لَيْتَكَ مَا فَهِمْتَا

سَتَجْنِي مِنْ ثِمَارِ الْعَجْزِ جَهْلاً *** وَتَصْغُرُ فِي الْعُيُونِ إِذَا كَبِرْتَا

وَتُفْقَدُ إِنْ جَهِلْتَ وَأَنْتَ بَاقٍ *** وَتُوجَدُ إِنْ عَلِمْتَ وَلَوْ فُقِدْتَا

وَتَذْكُرُ قَوْلَتِي لَكَ بَعْدَ حِينٍ *** إِذَا حقّاً بِهَا يَوْماً عَمِلْتَا

وَإِنْ أَهْمَلْتَهَا وَنَبَذْتَ نُصْحاً *** وَمِلتَ إِلَى حُطَامٍ قَدْ جَمَعْتَا

فَسَوْفَ تَعَضُّ مِنْ نَدَمٍ عَلَيْهَا*** وَمَا تُغْنِي النَّدَامَةُ إِنْ نَدِمْتَا

إِذَا أَبْصَرْتَ صَحْبَكَ فِي سَمَاءٍ *** قَدِ ارْتَفَعُوا عَلَيْكَ وَقَدْ سَفُلْتَا

فَرَاجِعْهَا وَدَعْ عَنْكَ الْهُوَيْنَى *** فَمَا بِالْبُطْءِ تُدْرِكُ مَا طَلَبْتَا

وَلاَ تَخْتََلْ بِمَالِكَ وَالْهُ عَنْهُ *** فَلَيْسَ الْمَالُ إِلاَّ مَا عَلِمْتَا

وَلَيْسَ لِجَاهِلٍ فِي النَّاسِ مُغْنٍ *** وَلَو مُلْكُ الْعِرَاقِ لَهُ تَأَتَّى

سَيَنْطِقُ عَنْكَ عِلْمُكَ فِي مَلاءٍ *** وَيُكْتَبُ عَنْكَ يَوْماً إِنْ كَتَمْتَا

وَمَا يُغْنِيكَ تَشْيِيدُ الْمَبَانِي *** إِذَا بِالْجَهْلِ نَفْسَكَ قَدْ هَدَمْتَا

جَعَلْتَ المَالَ فَوْقَ الْعِلْمِ جَهْلاً *** لَعَمْرُكَ فِي الْقَضِيَّةِ مَا عَدَلْتَا

وَبَيْنَهُمَا بِنَصِّ الْوَحْيِ بَوْنٌ *** سَتَعْلَمُهُ إِذَا " طَه " قَرَأْتَا

لَئِنْ رَفَعَ الْغَنِيُّ لِوَاءَ مَالٍ *** لأَنْتَ لِوَاءَ عِلْمِكَ قَدْ رَفَعْتَا

لَئِنْ جَلَسَ الْغَنِيُّ عَلَى الْحَشَايَا*** لأَنْتَ عَلَى الكَوَاكِبِ قَدْ جَلَسْتَا

وَإِنْ رَكِبَ الْجِيَادَ مُسَوَّمَاتٍ *** لأَنْتَ مَنَاهِجَ التَّقْوَى رَكِبْتَا

وَمَهْمَا افْتَضَّ أَبْكَارَ الْغَوَانِي *** فَكَمْ بِكْرٍ مِنَ الحِكَمِ افْتَضَضْتَا؟

وَلَيْسَ يَضُرُّكَ الإِقْتَارُ شَيْئاً *** إِذَا مَا أَنْتَ رَبَّكَ قََدْ عَرَفْتَا

فَمَاذَا عِنْدَهُ لَكَ مِنْ جَمِيلٍ *** إِذَا بِفِنَاءِ طَاعَتِهِ أَنَخْتَا

فَقَابِلْ بِالْقَبُولِ لِنُصْحِ قَوْلِي *** فَإِنْ أَعْرَضْتَ عَنْهُ فَقَدْ خَسِرْتَا

وَإِنْ رَاعَيْتَهُ قَوْلاً وَفِعْلاً *** وَتَاجَرْتَ الإِلَهَ بِهِ رَبحْتَا

فَلَيْسَتْ هَذِهِ الدُّنْيَا بِشَيْءٍ *** تَسْوؤُكَ حِقْبَةً وَتَسُرُّ وَقْتَا

وَغَايَتُهَا إِذَا فَكَّرْتَ فِيهَا *** كَفَيْئِكَ أَوْ كَحُلْمِكَ إِذْ حَلَمْتَا

سُجِنْتَ بِهَا وَأَنْتَ لَهَا مُحِبٌّ *** فَكَيْفَ تُحِبُّ مَا فِيهِ سُجِنْتَا؟

وَتُطْعِمُكَ الطَّعَامَ وَعَنْ قَرِيبٍ*** سَتَطْعَمُ مِنْكَ مَا فِيهَا طَعِمْتَا

وَتَعْرَى إِنْ لَبِسْتَ بِهَا ثِيَاباً *** وَتُكْسَى إِنْ مَلاَبِسَهَا خَلعْتَا

Tails~SaN
06-04-2011, 20:15
:(