تغير الدنيا عظة
09-09-2010, 10:25
شبهات وجوابها (اختلاف امتي رحمه)!
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكرت احد الأخوات الفاضلات ان الأختلاف رحمه وقلت لها ان الألباني رد على هذا القول ردا حازما في كتابه
صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير الى التسليم كأنك تراها الطبعه الرابعه عشر وعندما وصلت الى رده وجدته طويلا وقلت اكتبه في موضوع لتعم الفائده
والله نسأل الأخلاص والقبول
حديث طالما كرره رادين به عن انصار السنه(اختلاف امتي رحمه) فماقولك في هذا الحديث <السؤال نقلته بتصرف والتالي نصا من كلامه رحمه الله
والجواب من وجهين
الأول ان الحديث لايصح بل هو باطل لا اصل له قال العلامه السبكي ((لم اقف له على سند صحيح ,ولاضعيف ,ولاموضوع))
قلت وانما روي بلفظ
((...اختلاف اصحابي لكم رحمه)
و((اصحابي كالنجوم؛فبأيهم اقتديتم اهتديتم))
وكلاهما لايصح الأول واه جدا والأخر موضوع وقد حققت القول في ذلك كله في (سلسلة الأحاديث الضعيفه والموضوعه)رقم 58,59,61
الثاني ان الحديث مع ضعفه مخالف للقرآن الكريم فأن الآيات الوارده فيه _في النهي عن الأختلاف في الدين والأمر بالاتفاق فيه _اشهر من ان تذكر
ولكن لابأس من ان نسوق بعضها على سبيل المثال قال الله تعالى (ولاتتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)
وقال (ولاتكونوا من المشركين (31)من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون )
وقال (ولايزالون مختلفين (118)الا من رحم ربك) فأذا كان من رحم ربك لايختلفون وانما يختلف اهل الباطل .,فكيف يعقل ان يكون الأختلاف رحمه؟!
فثبت ان هذا الحديث لايصح لاسندا ولامتنا وحينئذ يتبين بوضوح انه لايجوز اتخاذه شبهه للتوقف عن العمل بالكتاب والسنه الذي امر بها الأمه
وقال اخرون:اذا كان الاختلاف في الدين منهيا عنه؛فماذا تقولون في اختلاف الصحابه والائمه من بعدهم ؟وهل ثمة اختلافهم واختلاف غيرهم من المتأخرين؟
فالجواب نعم؛هناك فرق كبير بين الأختلافين ويظهر ذلك في شيئين :
الأول: سببه
والآخر:اثره
فأما اختلاف الصحابه ؛فأنما كان عن ضروره واختلاف طبيعي منهم في الفهم ؛لا اختيارا منهم للخلاف ,يضاف الى ذلك امور اخرى كانت في زمنهم,استلزمت اختلافهم ثم زالت من بعدهم (1),ومثل هذا الأختلاف لايمكن الخلاص منه كليا ,ولايلحق اهله الذم الوارد في الآيات السابقه ومافي معناها ؛لعدم تحقق شرط المؤاخذه ,وهو القصد او الاصرار عليه
واما الاختلاف القائم بين المقلده؛فلا عذر لهم فيه غالبا ,فأن بعضهم تتبين له الحجه من الكتاب والسنه, وانها تؤيد المذهب الآخر الذي لايتذهب به عاده ,فيدعها لا لشيء الا لأنها
خلاف مذهبه ,فكأن المذهب عنده هو الأصل ,او هو الدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ,والمذهب الآخر هو دين اخر منسوخ !
واخرون منهم على النقيض من ذلك, فانهم يرون هذه المذاهب _على ما بينها من اختلاف واسع -كشرائع متعدده ؛كما صرح بذلك بعض متأخريهم (2):لاحرج على المسلم ان يأخذ من
ايها شاء ,اذ الكل شرع! وقد يحتج هؤلاء وهوؤلاء على بقائهم في الأختلاف بذلك الحديث الباطل((اختلاف امتي رحمه)), وكثيرا ما سمعناهم يستدلون به على ذلك !
ويعلل بعضهم هذا الحديث ويوجهونه بقولهم :ان الاختلاف انما كان رحمه؛لأن فيه توسعه على الأمه! ومع ان هذا التعليل مخالف لصريح الآيات المتقدمه ,وفحوى كلمات الأئمه السابقه؛فقد جاء النص عن بعضهم برده
(1)راجع ((الاحكام في اصول الأحكام)لابن حزم ,((وحجة الله البالغه))للدهلوي او رسالته الخاصه بهذا البحث ((عقد الجيد في احكام الاجتهاد والتقليد))
(2)انظر ((فيض القدير )) للمناوي (209/1),او ((سلسلة الأحاديث الضعيفه))(76/1)و 77)
قال ابن القاسم
((سمعت مالكا والليث يقولان في اختلاف اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم :ليس كما قال ناس ((فيه توسعه))؛ليس كذلك انما هو خطأ وصواب))
وقال اشهب
((سئل مالك عمن اخذ بحديث حدثه ثقه عن اصحاب رسول الله اتراه في ذلك في سعه؟
فقال لاوالله حتى يصيب الحق ,ما الحق الا واحد ))
((ولو كان الصواب في وجهين متدافعين؛ماخطأ السلف بعضهم بعضا في اجتهادهم وفتواهم,والنظر يأبى ان يكون الشئ وضده صوابا كله
اثبات ضدين معا في حال....اقبح مايأتي من المحال
فثبت ان الخلاف شر كله ,وليس رحمه ,ولكن منه مايؤاخذ عليه الأنسان كخلاف المتعصبه للمذاهب ومنه مالايؤاخذ عليه؛كخلاف الصحابه ومن تابعهم من الأئمه؛حشرنا الله في زمرتهم؛ووفقنا لأتباعهم فظهر ان اختلاف الصحابه هو غير اختلاف المقلده
وخلاصته
ان الصحابه اختلفوا اضطرارا ,ولكنهم كانوا ينكرون الأختلاف ,ويفرون منه ماوجدوا الى ذلك سبيلا
واما المقلده_ فمع امكانهم الخلاص منه ولو في قسم كبير منه _فلايتفقون ولايسعون اليه ,فشتان اذا بين الاختلافين
ذلك هو الفرق من جهة السبب
واما الفرق من جهة الأثر ؛فهو اوضح ؛وذلك ان الصحابه رضي الله عنهم -مع اختلافهم في الفروع - كانوا محافظين اشد المحافظه على مظهر الوحده,بعيدين عن كل البعد عما يفرق الكلمه, ويصدع الصفوف
ثم اني اختصرت شيئا من رد الشيخ حتى لايطول الموضوع
واقول سبحان الله منذ القدم اتى الرد على هذا الحديث الباطل من الأمام مالك وغيره وكثير منا الى الآن متمسكين به وقبل فتره قرأت الكتاب وتبين لي هذا والحمدلله اولا واخير
وصلى الله على نبينا محمد
حجب موقع الأسلام سؤال وجواب اضطرني الى كتابته ولكن قدر الله وماشاء فعل
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكرت احد الأخوات الفاضلات ان الأختلاف رحمه وقلت لها ان الألباني رد على هذا القول ردا حازما في كتابه
صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير الى التسليم كأنك تراها الطبعه الرابعه عشر وعندما وصلت الى رده وجدته طويلا وقلت اكتبه في موضوع لتعم الفائده
والله نسأل الأخلاص والقبول
حديث طالما كرره رادين به عن انصار السنه(اختلاف امتي رحمه) فماقولك في هذا الحديث <السؤال نقلته بتصرف والتالي نصا من كلامه رحمه الله
والجواب من وجهين
الأول ان الحديث لايصح بل هو باطل لا اصل له قال العلامه السبكي ((لم اقف له على سند صحيح ,ولاضعيف ,ولاموضوع))
قلت وانما روي بلفظ
((...اختلاف اصحابي لكم رحمه)
و((اصحابي كالنجوم؛فبأيهم اقتديتم اهتديتم))
وكلاهما لايصح الأول واه جدا والأخر موضوع وقد حققت القول في ذلك كله في (سلسلة الأحاديث الضعيفه والموضوعه)رقم 58,59,61
الثاني ان الحديث مع ضعفه مخالف للقرآن الكريم فأن الآيات الوارده فيه _في النهي عن الأختلاف في الدين والأمر بالاتفاق فيه _اشهر من ان تذكر
ولكن لابأس من ان نسوق بعضها على سبيل المثال قال الله تعالى (ولاتتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)
وقال (ولاتكونوا من المشركين (31)من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون )
وقال (ولايزالون مختلفين (118)الا من رحم ربك) فأذا كان من رحم ربك لايختلفون وانما يختلف اهل الباطل .,فكيف يعقل ان يكون الأختلاف رحمه؟!
فثبت ان هذا الحديث لايصح لاسندا ولامتنا وحينئذ يتبين بوضوح انه لايجوز اتخاذه شبهه للتوقف عن العمل بالكتاب والسنه الذي امر بها الأمه
وقال اخرون:اذا كان الاختلاف في الدين منهيا عنه؛فماذا تقولون في اختلاف الصحابه والائمه من بعدهم ؟وهل ثمة اختلافهم واختلاف غيرهم من المتأخرين؟
فالجواب نعم؛هناك فرق كبير بين الأختلافين ويظهر ذلك في شيئين :
الأول: سببه
والآخر:اثره
فأما اختلاف الصحابه ؛فأنما كان عن ضروره واختلاف طبيعي منهم في الفهم ؛لا اختيارا منهم للخلاف ,يضاف الى ذلك امور اخرى كانت في زمنهم,استلزمت اختلافهم ثم زالت من بعدهم (1),ومثل هذا الأختلاف لايمكن الخلاص منه كليا ,ولايلحق اهله الذم الوارد في الآيات السابقه ومافي معناها ؛لعدم تحقق شرط المؤاخذه ,وهو القصد او الاصرار عليه
واما الاختلاف القائم بين المقلده؛فلا عذر لهم فيه غالبا ,فأن بعضهم تتبين له الحجه من الكتاب والسنه, وانها تؤيد المذهب الآخر الذي لايتذهب به عاده ,فيدعها لا لشيء الا لأنها
خلاف مذهبه ,فكأن المذهب عنده هو الأصل ,او هو الدين الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ,والمذهب الآخر هو دين اخر منسوخ !
واخرون منهم على النقيض من ذلك, فانهم يرون هذه المذاهب _على ما بينها من اختلاف واسع -كشرائع متعدده ؛كما صرح بذلك بعض متأخريهم (2):لاحرج على المسلم ان يأخذ من
ايها شاء ,اذ الكل شرع! وقد يحتج هؤلاء وهوؤلاء على بقائهم في الأختلاف بذلك الحديث الباطل((اختلاف امتي رحمه)), وكثيرا ما سمعناهم يستدلون به على ذلك !
ويعلل بعضهم هذا الحديث ويوجهونه بقولهم :ان الاختلاف انما كان رحمه؛لأن فيه توسعه على الأمه! ومع ان هذا التعليل مخالف لصريح الآيات المتقدمه ,وفحوى كلمات الأئمه السابقه؛فقد جاء النص عن بعضهم برده
(1)راجع ((الاحكام في اصول الأحكام)لابن حزم ,((وحجة الله البالغه))للدهلوي او رسالته الخاصه بهذا البحث ((عقد الجيد في احكام الاجتهاد والتقليد))
(2)انظر ((فيض القدير )) للمناوي (209/1),او ((سلسلة الأحاديث الضعيفه))(76/1)و 77)
قال ابن القاسم
((سمعت مالكا والليث يقولان في اختلاف اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم :ليس كما قال ناس ((فيه توسعه))؛ليس كذلك انما هو خطأ وصواب))
وقال اشهب
((سئل مالك عمن اخذ بحديث حدثه ثقه عن اصحاب رسول الله اتراه في ذلك في سعه؟
فقال لاوالله حتى يصيب الحق ,ما الحق الا واحد ))
((ولو كان الصواب في وجهين متدافعين؛ماخطأ السلف بعضهم بعضا في اجتهادهم وفتواهم,والنظر يأبى ان يكون الشئ وضده صوابا كله
اثبات ضدين معا في حال....اقبح مايأتي من المحال
فثبت ان الخلاف شر كله ,وليس رحمه ,ولكن منه مايؤاخذ عليه الأنسان كخلاف المتعصبه للمذاهب ومنه مالايؤاخذ عليه؛كخلاف الصحابه ومن تابعهم من الأئمه؛حشرنا الله في زمرتهم؛ووفقنا لأتباعهم فظهر ان اختلاف الصحابه هو غير اختلاف المقلده
وخلاصته
ان الصحابه اختلفوا اضطرارا ,ولكنهم كانوا ينكرون الأختلاف ,ويفرون منه ماوجدوا الى ذلك سبيلا
واما المقلده_ فمع امكانهم الخلاص منه ولو في قسم كبير منه _فلايتفقون ولايسعون اليه ,فشتان اذا بين الاختلافين
ذلك هو الفرق من جهة السبب
واما الفرق من جهة الأثر ؛فهو اوضح ؛وذلك ان الصحابه رضي الله عنهم -مع اختلافهم في الفروع - كانوا محافظين اشد المحافظه على مظهر الوحده,بعيدين عن كل البعد عما يفرق الكلمه, ويصدع الصفوف
ثم اني اختصرت شيئا من رد الشيخ حتى لايطول الموضوع
واقول سبحان الله منذ القدم اتى الرد على هذا الحديث الباطل من الأمام مالك وغيره وكثير منا الى الآن متمسكين به وقبل فتره قرأت الكتاب وتبين لي هذا والحمدلله اولا واخير
وصلى الله على نبينا محمد
حجب موقع الأسلام سؤال وجواب اضطرني الى كتابته ولكن قدر الله وماشاء فعل