The killer-101
06-01-2008, 14:40
الحمدلله رب العالمين، والصلاه والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.
اما بعد..
اخواني في الله يقول صلى الله عليه وسلم في حديث طويل(( تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشده))
وهذه الوصيه قالها اخشى الناس لرب الناس، واعلم الناس بما لرب الناس من جلال وكمال، واصدق الناس في الوصيه للناس. وهي من حديث طويل حيث ركب ابن عباس رضي الله عنهما، مع رسول الهدى عليه الصلاه والسلام على حمار.
فقال لابن عباس، وهو في مقتبل العمر، شاب في اول الطريق لا يعلم ما الله صانع به، فاختليها رسول الله فرصه ، واهتبلها سانحه نادره، فقال لابن عباس
((يا غلام))
فالتفت الغلام، واستمع الغلام، وانصت الغلام.
قال: ((يا غلام اني اعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشده، اذا سألت فسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله واعلم ان الامه لو اجتموا على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك ، وان اجتمعوا على ان يضروك لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الاقلام وجفت الصحف))رواه الترمذي بسند صحصح.
ما احسن الحديث!
وما اعظم الوصيه!
وما اجل الخطاب!
تعالوا معنا ايها الاخوه الى دعوته عليه السلام ، وكيف علم اصحابه ان يعرفوا الله في الرخاء ليعرفهم في الشده.
وهذه سنه الله في الخلق: ان من تعرف على الله في الرخاء عرفه في الشده ، ولذلك كانت امنيه الصالحين قديما وحديثا، انبياء ومن دونهم ، ان يحفظهم الله في الشده.
· يقول ابراهيم عليه السلام: (( والذي اطمع ان يغفر لي خطيئتي يوم الدين)) طمع في رحمه الله ، ونسي جهوده وبذله، ونسي الصالحات التي قدم، وعد نفسه مذنبا، فقال : (( والذي اطمع ان يغفر لي خطيئتي يوم الدين))
وابراهيم عاش الرخاء حافظا لله يوم اعرض الناس عن الله، كان مصليا متوجها موحدا حنيفا مسلما، ولم يكن من المشركين.
الناس يسجدون للأصنام ، وهو يسجد لله
الناس يتعلقون بالاوثان، وهو يتعلق بالله
الناس يقدسون الخرافه وهو يقدس الله
فجمعوا له الحطب، واوقدوا له النار, لا صاحب , ولا صديق ، ولا ركن، ولا ناصر الا الله.
(( انا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياه الدنيا ويوم يقوم الاشهاد * يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنه ولهم سوء الاشهاد))
قال ابن عباس: (( حسبنا الله ونعم الوكيل)) قالها ابراهيم لما القي في النار فنجاه الله، وقالها محمد عليه السلام لما قيل له: ((ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمه من الله لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم))
فهل قال شبابنا: حسبنا الله ونعم الوكيل، لما اتتهم الهموم والغموم، ولما رأوا المعاصي والفتن والحوادث، وهل قالته الفتيات والنساء؟
لينقلب الجميع بنعمة من الله لم يمسسهم سوء.
فوقع ابراهيم في النار فأصبحت بردا وسلاما بفضل الله، لانه حقق
( تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشده).
· ولد موسى عليه السلام في زمن كان فيه فرعون يقتل الابناء، فأين تخفيه امه؟
فانقطعت بها الحبال الا حبل الله, فأخذت ابنها ووضعته في تابوت، ثم القته في اليم تنفيذا لأمر الله سبحانه ثم فزعت لفراقه، وحزنت فاستأنست لما ربط الله على قلبها.
ولكن اين يذهب موسى ذلك الطفل الصغير، الذي لا يعرف ان يأكل، او يشرب, او يتكلم, او ان يدافع عن نفسه؟
لقد ذهب الى بستان رجل من الناس، وترك البساتين حول نهر النيل، وذهب الى بستان الطاغيه فرعون!!
فتأخذه الجواري فيضعنه بين يدي الطاغيه المجرم، فاراد قتله، فمنعته آسيه زوجته المؤمنه الصادقه، التي عرفت الله في الرخاء فعرفها في الشده.
يقول اهل العلم: عذبها فرعون يوم طلبها ان تشهد انه الله الذي لا اله الا هو ، فكفرت به، وقالت لا اله الا الله.
فسمر يدها في الارض, فما وجدت الماً
فوضعها في الشمس، فاتت الملائكه تظلها بأجنحتها.
يـــــــــــا حـــافظ الآمــال انت منعـــتني
وعدا الظلوم علي كي يجتاحني فمنعتني
فانقاد لي متخشعا لمــا رآك نــــــصرتني
فلما رأت موسى احبته قالت لفرعون(( قرت عينٍ لي ولك )) اترك الولد لعله ان يكون بمثابه ولد لنا ( لانهما عقيمان).
فقال قرة عين لك انتِ، اما انا فلا.
قال اهل العلم: لو قال قره عين لي لأقر الله عينيه بموسى.
وعاش موسى عليه السلام والله يحفظه لانه كان من المخلصين ، محققا لقوله: (( تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشده)).
ودارت الايام ، وقتل رجلا خطأ ، وفر هاربا لا يمك شيئا، جائعا مريضا غريبا.
ولذلك اورد اهل السير ان موسى عليه السلام, لما ورد ماء مدين ، وسقى للجاريتين عاد الى الظل، ورفع يديه وبكى, وقال:( ربِ انى لما انزلت الى من خير فقير)
...
وعاش، وتزوج ابنه الرجل الصالح، بعد ان اتته على استحياء تدعوه لابيها؛ فقال: تعالي ورائي ودليني على الطريق.
سبحان الله! يا للحياء! يا للروعه! يا لمراقبه الله!
فهل تصور شبابنا هذا الموقف ، موقف موسى عليه السلام و الجاريه التي اتت تدعوه، ثم هو يكون امينا معها، وحافظا لعهد الله.
وهل علم بعض شبابنا هذا المبدأ وهم الذين اطلقوا نظرهم الى الحرام، ونظروا الى الاجنبيات ، وانتهكوا الحرمات، واغضبوا رب الارض والسماوات، وأكثروا في الخطيئات.
فأرسل الله موسى رسولا الى فرعون الطاغيه، سبحان الله.
هو يفر من الطاغيه, والله يريد منه ان يواجهه في موقف الرساله,
وفي موقف تحدي .. فخاف موسى.
ولكن؛ لانه تعرف على الله في الرخاء فقد عرفه في الشده، فقال له ولاخيه: ((لا تخافا اني معكما اسمع وارى).
وبعد ان تلاقى عليه السلام ، بالسحره في مشهد رهيب مكشوف امام الناس، اوجس في نفسه خيفه من سحرهم، فقال له تعالي: (( لا تخف انك انت الاعلى))، فنصره الله وحفظه من كيدهم ، لانه عرفه في الرخاء.
فهرب من فرعون ، فطارده الطاغيه بجنود كالجبال، الى ان وصل موسى وقومه الى البحر، فخاف قومه ان يدركهم فرعون وجنوده، فقال: (( كلا ان معى ربي سيهدين))، لانه علم ان الله سينقذه هنا ، كما انقذه سابقاً، لانه تعرف عليه في الرخاء، فعرفه في الشده.
فأنقذه الله، كما هو معلوم، واغرق عدوه.
اما بعد..
اخواني في الله يقول صلى الله عليه وسلم في حديث طويل(( تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشده))
وهذه الوصيه قالها اخشى الناس لرب الناس، واعلم الناس بما لرب الناس من جلال وكمال، واصدق الناس في الوصيه للناس. وهي من حديث طويل حيث ركب ابن عباس رضي الله عنهما، مع رسول الهدى عليه الصلاه والسلام على حمار.
فقال لابن عباس، وهو في مقتبل العمر، شاب في اول الطريق لا يعلم ما الله صانع به، فاختليها رسول الله فرصه ، واهتبلها سانحه نادره، فقال لابن عباس
((يا غلام))
فالتفت الغلام، واستمع الغلام، وانصت الغلام.
قال: ((يا غلام اني اعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشده، اذا سألت فسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله واعلم ان الامه لو اجتموا على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك ، وان اجتمعوا على ان يضروك لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الاقلام وجفت الصحف))رواه الترمذي بسند صحصح.
ما احسن الحديث!
وما اعظم الوصيه!
وما اجل الخطاب!
تعالوا معنا ايها الاخوه الى دعوته عليه السلام ، وكيف علم اصحابه ان يعرفوا الله في الرخاء ليعرفهم في الشده.
وهذه سنه الله في الخلق: ان من تعرف على الله في الرخاء عرفه في الشده ، ولذلك كانت امنيه الصالحين قديما وحديثا، انبياء ومن دونهم ، ان يحفظهم الله في الشده.
· يقول ابراهيم عليه السلام: (( والذي اطمع ان يغفر لي خطيئتي يوم الدين)) طمع في رحمه الله ، ونسي جهوده وبذله، ونسي الصالحات التي قدم، وعد نفسه مذنبا، فقال : (( والذي اطمع ان يغفر لي خطيئتي يوم الدين))
وابراهيم عاش الرخاء حافظا لله يوم اعرض الناس عن الله، كان مصليا متوجها موحدا حنيفا مسلما، ولم يكن من المشركين.
الناس يسجدون للأصنام ، وهو يسجد لله
الناس يتعلقون بالاوثان، وهو يتعلق بالله
الناس يقدسون الخرافه وهو يقدس الله
فجمعوا له الحطب، واوقدوا له النار, لا صاحب , ولا صديق ، ولا ركن، ولا ناصر الا الله.
(( انا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياه الدنيا ويوم يقوم الاشهاد * يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنه ولهم سوء الاشهاد))
قال ابن عباس: (( حسبنا الله ونعم الوكيل)) قالها ابراهيم لما القي في النار فنجاه الله، وقالها محمد عليه السلام لما قيل له: ((ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمه من الله لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم))
فهل قال شبابنا: حسبنا الله ونعم الوكيل، لما اتتهم الهموم والغموم، ولما رأوا المعاصي والفتن والحوادث، وهل قالته الفتيات والنساء؟
لينقلب الجميع بنعمة من الله لم يمسسهم سوء.
فوقع ابراهيم في النار فأصبحت بردا وسلاما بفضل الله، لانه حقق
( تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشده).
· ولد موسى عليه السلام في زمن كان فيه فرعون يقتل الابناء، فأين تخفيه امه؟
فانقطعت بها الحبال الا حبل الله, فأخذت ابنها ووضعته في تابوت، ثم القته في اليم تنفيذا لأمر الله سبحانه ثم فزعت لفراقه، وحزنت فاستأنست لما ربط الله على قلبها.
ولكن اين يذهب موسى ذلك الطفل الصغير، الذي لا يعرف ان يأكل، او يشرب, او يتكلم, او ان يدافع عن نفسه؟
لقد ذهب الى بستان رجل من الناس، وترك البساتين حول نهر النيل، وذهب الى بستان الطاغيه فرعون!!
فتأخذه الجواري فيضعنه بين يدي الطاغيه المجرم، فاراد قتله، فمنعته آسيه زوجته المؤمنه الصادقه، التي عرفت الله في الرخاء فعرفها في الشده.
يقول اهل العلم: عذبها فرعون يوم طلبها ان تشهد انه الله الذي لا اله الا هو ، فكفرت به، وقالت لا اله الا الله.
فسمر يدها في الارض, فما وجدت الماً
فوضعها في الشمس، فاتت الملائكه تظلها بأجنحتها.
يـــــــــــا حـــافظ الآمــال انت منعـــتني
وعدا الظلوم علي كي يجتاحني فمنعتني
فانقاد لي متخشعا لمــا رآك نــــــصرتني
فلما رأت موسى احبته قالت لفرعون(( قرت عينٍ لي ولك )) اترك الولد لعله ان يكون بمثابه ولد لنا ( لانهما عقيمان).
فقال قرة عين لك انتِ، اما انا فلا.
قال اهل العلم: لو قال قره عين لي لأقر الله عينيه بموسى.
وعاش موسى عليه السلام والله يحفظه لانه كان من المخلصين ، محققا لقوله: (( تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشده)).
ودارت الايام ، وقتل رجلا خطأ ، وفر هاربا لا يمك شيئا، جائعا مريضا غريبا.
ولذلك اورد اهل السير ان موسى عليه السلام, لما ورد ماء مدين ، وسقى للجاريتين عاد الى الظل، ورفع يديه وبكى, وقال:( ربِ انى لما انزلت الى من خير فقير)
...
وعاش، وتزوج ابنه الرجل الصالح، بعد ان اتته على استحياء تدعوه لابيها؛ فقال: تعالي ورائي ودليني على الطريق.
سبحان الله! يا للحياء! يا للروعه! يا لمراقبه الله!
فهل تصور شبابنا هذا الموقف ، موقف موسى عليه السلام و الجاريه التي اتت تدعوه، ثم هو يكون امينا معها، وحافظا لعهد الله.
وهل علم بعض شبابنا هذا المبدأ وهم الذين اطلقوا نظرهم الى الحرام، ونظروا الى الاجنبيات ، وانتهكوا الحرمات، واغضبوا رب الارض والسماوات، وأكثروا في الخطيئات.
فأرسل الله موسى رسولا الى فرعون الطاغيه، سبحان الله.
هو يفر من الطاغيه, والله يريد منه ان يواجهه في موقف الرساله,
وفي موقف تحدي .. فخاف موسى.
ولكن؛ لانه تعرف على الله في الرخاء فقد عرفه في الشده، فقال له ولاخيه: ((لا تخافا اني معكما اسمع وارى).
وبعد ان تلاقى عليه السلام ، بالسحره في مشهد رهيب مكشوف امام الناس، اوجس في نفسه خيفه من سحرهم، فقال له تعالي: (( لا تخف انك انت الاعلى))، فنصره الله وحفظه من كيدهم ، لانه عرفه في الرخاء.
فهرب من فرعون ، فطارده الطاغيه بجنود كالجبال، الى ان وصل موسى وقومه الى البحر، فخاف قومه ان يدركهم فرعون وجنوده، فقال: (( كلا ان معى ربي سيهدين))، لانه علم ان الله سينقذه هنا ، كما انقذه سابقاً، لانه تعرف عليه في الرخاء، فعرفه في الشده.
فأنقذه الله، كما هو معلوم، واغرق عدوه.