PDA المساعد الشخصي الرقمي

عرض كامل الموضوع : حكاية حب



هانزو
13-07-2006, 10:25
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
وبعد:

هذه حكاية حب ، معطرة و مؤطرة بالإيمان ، أي عطرها الإيمان ، و إطارها الإيمان ، قد يقول قائل : آه .. فهمت .. لا بد أنه حب في الله ، بين أثنين من المؤمنين الصالحين ، أحب كل منهما أخاه في الله ، أملا في أن يكونا من السبعة الذين يظلهم الله في ظله ، يوم لا ظل إلا ظله ، يوم القيامة ، و لكننا نقول له : لا ، إنه حب بين رجل و امرأة ! بين زوجين صالحين طاهرين ، إنه الصحابي الجليل : عويمر بن زيد ( أبو الدرداء ) رضي الله عنه ، أما زوجته ، فإسمها : خيرة بنت أبي حدرد ( أم الدرداء الكبرى ) .
كان ذلك الحب قائما على الصلاح والتقوى والورع ، كانت أم الدرداء امرأة جميلة حسناء ، وكان ذلك الجمال ، محفوفا بدين وصلاح وتقوى الله ، فقد كانت من فضليات النساء ، و عقلائهن ، وذات رأي راجح ، وفكر صائب ، وكانت عابدة ناسكة ، ومن أعرف النساء بحق زوجها .
كان أبو الدرداء رضي الله عنه ، يحبها حب المؤمنين الصالحين ، الذين يعرفون أن الدنيا ليست دار بقاء ، ولكنها دار فناء ، فقد سألته يوما أن يأتي لها بخادم تخدمها ( كلمة خادم في اللغة ، تطلق على الأنثى و الذكر )
. ورغم أنه كان يومئذ قادرا على أن يأتي لها بخادم ، لكنه كره لها ذلك ، بسبب حديث سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حيث قال : ( لا يزال العبد من الله وهو منه ما لم يخدم ، فإذا خدم وجب عليه الحساب ) ، فكره أبو الدرداء ذلك خوفا عليها ، فعل ذلك حبا فيها ، وليس بخلا عليها ، و الدليل على ذلك أنه لم يرضى لإبنته حياة ناعمة .
فقد أراد يزيد بن معاوية أن يتزوج إبنته ( الدرداء ) خطبها يزيد ، فرده أبو الدرداء ولم يقبله زوجا لإبنته ، خاف على إبنته من النعيم ، خشي أن يؤثر في دينها ، فمن الذي يرتضيه لإبنته زوجا ؟ بعد أن رفض ابن معاوية بن أبي سفيان ؟
أراد أحد جلساء يزيد أن يتقدم لها للزواج منها ، فقال ليزيد بن معاوية ، تأذن لي في أن أتزوجها ؟
قال له يزيد : ويلك ، و لكن الرجل ألح عليه ، قائلا : فأذن لي ، فأذن له ، فلما ذهب الرجل إلى أبي الدرداء وافق على ذلك ، وزوجه إبنته .
تعجب الناس من أمره ، و لكن أباء الدرداء ، وضح لهم الأمر قائلا : فما ظنكم بالدرداء إذا قام على رأسها الخدم ، و نظرت في بيوت يلتمع فيها بصرها ، أين دينها منها يومئذ .
هكذا رضي الله عنه كان يحب إبنته فخاف على دينها ، وكان يحب زوجته فخاف على دينها ، ولم يأت لها بخادم ، وكانت زوجته تحبه حبا شديدا ، حتى أنها كانت تتمنى أن يكون أبو الدرداء زوجا لها في الجنة ، حتى إنها توجهت إلى الله بالدعاء أن يحقق لها هذه الأمنية فقالت : اللهم إن أبا الدرداء خطبني فتزوجني في الدنيا ، اللهم فأنا أخطبه إليك فأسألك أن تزوجنيه في الجنة ، أي : تزوجني إياه في الجنة ، سمعها أبو الدرداء وهي تتوجه إلى الله بهذا الدعاء ، فقال لها : فإن أردت ذلك و كنت أنا الأول – أي إذا مت أنا الأول – فلا تزوجي بعدي .
سألته أم الدرداء : إن احتجت بعدك ، فهل آكل من الصدقة ؟ هل تقبل الصدقة كي تأكل منها ؟ قال : لا ، و لكن إعملي وكلي ، قالت : فإن ضعفت عن العمل ؟ قال : التقطي السنبل ، و لا تأكلي الصدقة .
مات رضي الله عنه قبل زوجته ، كانت وفاته بدمشق سنة إثنين و ثلاثين هجرية ، في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه ، كانت أم الدرداء رضي الله عنها ذات حسن وجمال ، فلما مات زوجها خطبها معاوية بن أبي سفيان ، فقالت : لا والله لا أتزوج زوجا في الدنيا ، حتى أتزوج أبا الدرداء إن شاء الله عز وجل في الجنة ؟

anime-lover
13-07-2006, 16:06
بارك الله فيك يا أخى لأنك وضحت نقطة هامة هى أن الإسلام لم يمنع الحب بين الذكر و الأنثى بل بالعكس فهو يشجعه و لكن فى حدود الإيمان و التقوى بعكس ما يظنه الناس فى هذه الأيام بأن الحب يجب أن يكون محاطا بالمعاصى فلينظروا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم كيف كان يتعامل مع السيدة خديجة رضى الله عنها

هانزو
14-07-2006, 04:06
شكرا على مرورك أخي الكريم

تسلم