السّلامُ عَليكُم وَرحمَة اللهِ وَبرَكاتُه ...
إِخوَتي ، أَخَواتي ، روّاد قسم الشعر والخواطر الكرام .. نسألُ الله تعالى أنْ تكونوا بخير ..
صورةٌ في البالْ .. تلوحُ من الخيالْ ~
كان جالسًا هُناك .. على عتبة رصيف الأمنيات..
ودّ لو يتسوّل من الأيام شيئًا من فرحْ... لكنّه يخشى المزيد من الخذلان ..
همهم في نفسه : " لن أحاول أكثر "
لأن يدهُ كلما امتدّت للمارّين ضُرِبت .. وعضلات خديّه كلما تحرّكت للفظ عبارات الشكوى.. صُفِعَت ..
بقي هكذا، مطأطئًا رأسه، عدة أيام تبدو لثقلها سنينًا ..
حتى إذا استسلم لما يحدث ، وانتابته لامبالاة في تلقي جرعة حزنٍ إضافية - قد يكونُ ثمنُ تحمّلها حياته -
وقف رغبةً في المضيّ، وأخذ يتخبط في سيره ..
وقد ضاق به المكان حتى كاد يُطيح بهِ أرضًا.. إثْرَ اختناقْ ..
عبارةٌ واحدةٌ أضرمت نيران العزيمة فيه : " لم يبق لديّ شيء لأخسره .. "
بقي هكذا لساعات .. ثم انطفأ كل شيء .. بوقوعها ، تلكم القطرات
خلتُه حين سقوطه على الأرض محض أشلاء، لا وُجود لكيانٍ يجمعها ..
أغمضتُ عيني خوفاً من اقتراب نهايته ..
حتى إذا باعدتُ أجفاني مرة أخرى .. رأيته مبتهجًا !
أبصرتُ يدًا تمسحُ دمعه .. وتربّت على كتفيه .. وتسقيه كؤوساً من سرورْ
" ما الذي حدث ؟ " .. هكذا أخذتُ أتساءل..
فوجدتُ الإجابة عندما سمعتُ ذاك الغريب يقول له " كما محوت دمعتي عند حزني .. أتيتُ لأمحو دمعتك "
المفضلات