مشاهدة النتائج 1 الى 9 من 9

المواضيع: معشوقتي الخرساء

  1. #1

    سؤال معشوقتي الخرساء

    على رمال الشاطئ .. وتحت ضوء القمر، والبحر يترنم على أنغام أمواجه ...في ذلك الوقت .. كان أحمد يحدق في صاحبه، الذي ما زال منكفئ على ذاته فخاطبه قائلاً :-
    - ما بك يا محسن، أراك مكفهر الوجه .. على غير عادتك ؟
    أخرج محسن سيجارته أشعلها برفق .. جذب منها نفساً ... أطلقه في الهواء .. ولم يحر جواباً ..!
    تابع أحمد إصراره على محسن :-
    - منذ ساعة أو أكثر وأنت على هذا الحال، لم تنطق بحرف واحد .. هل حدث مكروه..؟!
    تنفس الصعداء .. غمم قليلاً .. قال وهو ينفث دخان سيجارته :-
    - لا تشكو للناس جرحاً أنت صاحبه *** لا يؤلم الجرح إلا من به ألمُ فأجابه أحمد في الحال :-
    - والجرح يسكنه الذي هو أألم .
    - بصراحة .. إنه العشق يا أخي ..!
    - آه .. بل هو الجنون بأم عينه .. أما زلت تعشقها ؟!
    صمت أحمد برهة .. ثم تابع حديثه :-
    - أو تعلم أن مهرها غالٍ ؟
    كثيرٌ طلب يدها، لكن ما أسرع أن تخلّو عنها رغم عشقهم الجنوني لها ؟
    أو تعلم يا أخي لِمَ ؟!

    - لأنهم .. ربما يدفعون حياتهم كمهرٍ لها ..
    - يا محسن .. نصيحة مني إليك .. إذا لم يكن ما تريد، فأرد ما يكون !
    ساد الصمت فترة من الزمن، وعاد الوجوم على وجه محسن، وبطريقة لبقة كمن تعودأو تمرس عليها كسر أحمد جدار الصمت المبهم :-
    - سمعت أنك قد بعثت إلى جريدة (( هذا المساء )) خاطرة .. أهذا صحيح ؟
    - نعم ..
    - وهل نُشرت ؟
    - لا، ليس بعد ..
    - بالمناسبة، ما هي آخر نتاجاتك؟ .
    أدرك ما يرمي إليه صاحبه فعلّق محسن ببرود ..
    - هل تريد أن تسمع ؟
    - هيا أطربنا بكلماتك، فكلي آذان صاغية ..
    رمى أعقاب السيجارة .. أخذ نفساً عميقاً أخرجه .. ثم قال ..
    - كنت أمشي معكَ بين الضبابْ
    نتناقشْ ..
    نتباحثْ ..
    نسبق التاريخ في تفكيرنا ..
    نسبق التاريخ في أحلامنا ...
    إنها ليست مغالةْ
    لا، ولا أيضاً سراب ..
    يا صديقي ..
    ما الحقيقة ؟
    أو تدري ما الحقيقة ؟
    كل ما أذكره بعبارات قصارْ ..
    إننا التاريخ نفسهُ ..
    إننا التاريخ نفسهُ ..
    إننا التاريخ نفسهُ ..
    وهو ذا فصل الخطابْ
    وهو ذا فصل الخطابْ
    - أحسنت .. ثم أحسنت .. لقد أجدت ...

    ***** ::: **** ::: ******** ::: ******
    لكم كان يعشقها، وكيف لا يكون ذلك ؟! وهو منها وهي منه، لقد كانت تداعبه منذ نعومة أظافره، إنه يحبها، لدرجة قد تصل إلى حد الجنون، ولكم كان يؤرقه .. بل يحز في نفسه العبارات .. العبارات التي كان يسمعها من أقرب الناس إليه، بأن أتركها .. وإنك لا تجني من الشوك العنب .. و .. و .. يا لها من عبارات جارحة ..!!!
    ***** ::: **** ::: ******** ::: ******

    دق جرس الهاتف، رفع السماعة بكل برود ، وجرت هذه المحادثة:-
    - آلو ..
    - من؟ محسن؟
    - أهلاً وسهلاً ..
    - هل قرأت الجريدة لهذا اليوم ..؟
    - لا .. هل هناك أخبار عن ..؟
    - لقد نشرت خاطرتك ..!
    - ماذا؟؟؟ لا تسخر مني ..!
    - إني لا أسخر ، أليس عنوانها " الموعد المغترب "
    - بلى - وهو يشد السماعة إليه - أهي عندك؟؟
    - سآتيك بها حالاً ..
    ولم يصدق محسن كلام صاحبه حتى آتاه بها، فقال له ..
    - أرجوك . أقرأها لي ..
    فأخذ يقرأها له بصوت شبه مرتفع ..
    -
    1- تعثرت الكلماتُ على أعتابِ داركِ، وتناثرت أحلام المحبة في هواكِ، تاهت ..
    وهل بعد التِيهِ إلا الضياع ؟!
    2- يا حلم كل عاشق، إن القلبَ ليكتوي من هذه الهجرةِ مرقدهُ؟ يبحث هنا وهناك،علّه يجد الأملَ الغارق، فينتشله من بين طيات الدفاتر أو من بطون الكتب . فهل أنتِ يا حبيبتي في الآفاق أم تحت الثرى ؟؟؟!
    3- أوقدتِ نارَ الحب في لحدي .. أشعلت روح الحياة في جسدي الميت .. فإلى أين هربت وإلى أين ؟
    4- إلى متى أنتظركِ؟
    ها هي مرارة الصبر تحرقني من جديد .. تبدد حُلمي الجميل .. بدخانها المتطاير .. فيا نور الحقيقة .. ويا شمساً بغير غطاء .. إلى متى الانتظار؟ وإلى متى ؟؟
    فالصبر قد نفدا .. فالصبر قد نفدا ..
    ***** ::: **** ::: ******** ::: ******
    استمر محسن في مراسلته للجرائد .. والمجلات .. حتى أصبح نجماً لامعاً في سماء الصحافة .. فالكل يشير إليه بالبنان .. وكيف لا وهي اليراع .. وهي الفكرة التي يستقي منها ما يكتب ... ، ولكن دوام الحال من المحال !!
    لقد طردته .. بل نبذته مكاناً قصياً ، لكن من هي ؟
    إنها معشوقته الخرساء .. طردته بلا رحمة و دونما شفقة، وحرمته من النظر
    إليها، ومن العيش في أحضانها .. حينها تذكر كلمات صديقه .. أحمد .. لقد عرف أنه دفع الثمن .. ثمن حبه لها ..
    ولكن أي ثمن هو يا ترى ؟؟؟!
    إنها أحلى، وأغلى سني عمره،
    لكن ..
    هل حقاً هي التي طردته ؟؟!!!
    لا أعلم ..
    كل ما أعرفه أن حبيبته الخرساء لم تكن لتعلم أن تحت وسادتها .. بل تحت أرجلها مهرها الذي تطلبه ..؟؟؟!!!
    0


  2. ...

  3. #2

    هلا اخوي زد

    بصراحه

    فعلاً كلمات رائعه ....وقصه جميله جداً جدا ّاتمنى لك التوفيق في الكتابات القادمه


    لا تشكو للناس جرحاً أنت صاحبه *** لا يؤلم الجرح إلا من به ألمُ
    0

  4. #3
    صج والله الكلمات منسقه ومنتقاه بشكل رائع .....
    بالتوفيق

    تحياتي
    الورده البيضاء
    0

  5. #4
    0

  6. #5
    لا انا smile طبعا smile
    و الورده البيضاء عارفه منو انا وشلون اكتب وشنو سالفتي smile
    0

  7. #6
    0

  8. #7
    0

  9. #8
    0

  10. #9

    سلامن عليهم ورحمة الله وبركاته

    عجيب ما اقراء من كلمات سطرة عبر سنين ماضيات
    وغاب اصحابهـا وبقيت هنا ليسطر الجيل الموجود
    نبرة احساس واعجاب بها

    لكن استبيح صاحبها عذرا فـ القانون يقول :~

    [ يمنع الرد على موضوع قد مضى عليه عام ]

    مـ غ ـلق
    مع كامل الاحترام لصاحب الموضوع


    الاحترام لكـsmoker
    24-6-2011
    يااصبر [ قلب ] يحلم بالتخرج كـ كـ كـ ليله ~|
    وها نحن نوودع الجميع من اجل ذلك اليوم }~
    سوف ابقي احمل ذكريات جميله لك وعنكم}~
    اتمنى لي ولكم التوفيق
    لا تنسوونـــي من دعائكم }~
    0

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter