إن لم تُحرز العلامة الكاملة (10 من 10) فسوف أجعلك ترسب !
كان ذلك تحذيراً موجهاً إليّ من مُدرس مادة اللغة العربية يومَ كنتُ طالباً في الصف الثالث الإبتدائي خلال العام الدراسي 84/85.
وقد صدر عنه ذلك التحذير من باب المُزاج، ذلك لأنني أحد الطلاب المتميزين في الإملاء، فقد حزّ في نفسه أن لا يراني
أُحرز العلامة الكاملة منذ بدء العام الدراسي، إذ دائماً ما حال دون بلوغها درجتان أو درجة أو نصف درجة !
فـي ذلك العهد كانت الفـروض المنزلية لمـادة اللغة العربيـة تتمثل بكتابة الدرس الجديد خمس مرات فـي الدفتـر. وذات يـوم وصلنا
إلى درس جديد بعنوان: "جبل حفيت"، وهو جبل في مدينة العين. حلّ اليوم التالي وإكتشف المعلم أنني لم أقم بكتابة الفرض المنزلي
(الواجب)، فعاقبني بأن أكتب الدرس عشر مرات. رجعت إليه في اليوم التالي بخُفّي حُنين، فازدادت صرامة العقاب؛ إذ توجّبَ عليّ
أن أكتب الدرس خمسَ عشرة مرة.
عدت إلى المنزل ولم أجد مفرّاً من تأدية الواجبات المتراكمة. وبعد غروب الشمس إنتهيت من كل شيء، وبدأ جناحاي يستعدّان للتحليق
والتحرّر من قفص الفروض المنزلية.
لم تمضِ أيام قليله حتى تفاجَأتُ باختيار المعلم درس "جبل حفيت" قطعةً للإملاء! فشعرت بثقة كبيرة بالنفس لم أشعر بمثلها من قبل.
لا أنسى أنني أحزرت يومها العلامة الكاملة للمرة الأولى، ولا أنسى أن الطلاب كانوا يكتبون إعتماداً على ما يمليه المعلم عليهم، أما أنا
فكنت أسبقهم بسطر أو سطرين لأنني أحفظ القطعة غيباً، أو أكاد.
بقلم: فتى الأنديز
المفضلات