في خفر وحياء ...تصدين وعلى كفيك نقشوا خضاب الزينة .....وعلى جدائلك لون الحناء........
وتحت سعف النخيل تتفيئين...ترسلين نظراتك من غير ان توحشك الدروب ..تطربك اصوات العصافير .....تنامين مع خيوط الليل الأولى ..وتوقظك تباشير الصباح الباكر ..تسرحين في حقل الزرع ..وتحملين على رأسك قربة الماء وتحت يديك يدور رحي الدقيق .....وتوقدين خشب السمر .وعلى صفيح القرص تخبزين ....وقبل الظهر تمدين سفرة الخوص...يلتف حولها أهلك ..يتلذذون طعم البلح ومرق اللحم ..ولبن البقرة..
أنت..أيتها الفتاة القروية ...تصدحين بمواويل زمن العمل...وتأنسين بحكايا الماضي وحكاوي الجدات......أنت ياصبية بيت الطين ...وحسو البئر وماء الساقية ....بعيشك البسيط تهنئين ...تنتشر على وجنتيك حبات من شحوب الشتاء ......لا تعرفين مراهم النعومة أو دهون المكياج .
أنت ...قروية الطباع ...تقبلين جبهة أبيك الشاقي طوال نهاره وأمك الكادحة بلا ملل..
أنت ياقروية الحسن .توقدين ضوء المصباح وتفرحين بفستانك الزاهي .....تصبعه اناملك ومن غير آلة تختصر عليك الساعات الطوال.......وتحمسين القهوة ليكون الفنجان دائما بلا انقطاع .
أنت أيتها القروية لم تبهرك انوار المدينة ....تستريحين في هدوء .......لا يقلقك صخب السيارات ....أو المطر ..فتفرحين بقدومه وهو عطرك الحلو...
أنت .أيتها القروية ......على صوت السواني تنشدين ..لا يشقيك حرث الأرض ...ولا يتعبك دوس الحصاد وجمع الحب.......أنت .....قمرية المحيا .......بلا أصياغ ....ناعمة الإطلالة من غير زيف ....تستحي الكلمات على شفتيك أمام غريب زائر.....
أنت أيتها القروية...لوحة من البيئة تشع مثل اللولؤ......لا تعرفين صوت الخادمة .....وديكور المنزل .....وموضات الأزياء.
أنت.......قروية الرداء ..هادئة الطباع .....بسيطة الكلمات......وفية المشاعر...لبيتك المتواضع .....لأهلك الطيبين .......لحقل زرعك الأخضر....
أنت ياقروية الحسن ....أصبحت فتاة مفقودة ........في صفوف بنات العصر المتمدن......لكن تظلين أيتها الفتاة إحساسا مرهفا....في عيون كل العاشقين.........
أسيرة الإنتظار........
المفضلات