مشاهدة النتائج 1 الى 16 من 16
  1. #1

    Time without mercy << زمن بلا رحمهـ

    attachment



    9-121


    السلامُ عليكم ورحمه الله وبركاته ~
    كيفكم أخباركم =)
    قصتي الثانية القصيرة في هذا المنتدى
    أتمنى تنال إعجابكم وأشوف ردودكم
    عنوانها : [ زمن بلا رحمـه ]
    والآن مع القصة ~

    1327873076831


    اخر تعديل كان بواسطة » Aisha-Mizuhara في يوم » 08-03-2012 عند الساعة » 11:13 السبب: إدراج وسام التميز^^


  2. ...

  3. #2

    1327873076831

    أخذ يمسحُ الأرضية بيده الصغيرتين بواسطة قطعة قماش قد تغير لونها الأصلي ,
    رفعَ يده اليمنى وأخذَ يمسحُ العرقَ عن جبينه وهو جالسٌ على ركبتيه على الأرضية الخشبية
    ثواني قليلة ثمّ عادَ يتابع عمله .طفلٌ في الثامنة من العمر , يمتلكُ شعراً أشقر كثيف
    يصلُ إلى نهايةِ رقبته , نحيل الجسم , ضعيف البنية .
    كانَ التعبُ والإرهاق بادياً على وجهه البريء , فجأة رفعَ رأسه ما إن سمعَ حركة خفيفة على الباب
    تغيرَتْ ملامحُ وجهه إلى الفزع , وبدأ جسده يرتجفُ من الداخل خوفاً ما إن رأى مقبضَ الباب يتحركْ ,
    أغمضَ عينيه الصغيرتين , ثمّ تابع مسحَ الأرضية ويداه ترتجفان ,
    فُتحُ الباب , لتدخلَ فتاة في العشرين من عمرها , تمتلكُ شعراً كستنائي
    , وعيوناً سوداء , وتلبسُ لباس الجامعة ,
    بزة زرقاء وتنورة إلى تحتِ الركبة تحملُ اللون ذاته , وربطة عنقٍ حمراء اللون
    أغلقت الباب , وأخذت مريلةً بنفسجيةَ كانت معلقة بالقربِ من الباب , لبستها بسرعة ثمّ رفعت شعرها بواسطةٍ مشبكٍ أسود .
    ارتاحَ قلبُ الصبي ما إن رأى أنها هي من دخلت , فتابعَ عمله بصمت .
    نظرت إلى الصالةْ حيثُ كان البيتُ مكوناً من صالةِ متوسطة , ومطبخ صغير , وكذلكَ مستودع توضع فيه
    الملابس التي تحتاج إلى الغسيل .
    وكذلكَ غرفتان , واحدٌ للنوم والأخرى توجدُ بها مدفئةٌ كبيرة وحمامان .
    ـ سيد بيث سيد بيث .
    أخذت تنادي وتبحثُ عنه .
    ـ إنه ليسَ هنا .
    التفت الفتاة بذعر لترى ذلكَ الصبي لا يزالُ يعمل , اقتربت منه وعلى وجهها ابتسامةٌ مشفقة
    فهي بالكاد سمعت صوته المرهق وترى وجهه المتعب من كثرةِ الإعمال التي يكلفه بها بيث .
    ـ صباح الخير توم .
    رفعَ رأسه ورسمَ على وجهه ابتسامة بريئة .
    ـ أهلاً بكِ آنسة سالي .
    وضعت يدها على شعره وأخذت تعبثُ فيه وعلى وجهها ابتسامةٌ مرحة .
    ـ يبدوا أنني جئتُ مبكرة اليوم .
    ـ هذا أفضلُ من أن يقوم بتوبيخكِ في كلّ مرة .
    ابتسمت سالي بحنان بعدَ إجابه توم, ربطت المريلةَ جيداً وهي تتجه إلى المستودع
    لتقوم بعملية الغسيل وتحدثُ نفسها وهي تنظرُ إلى الصغير .
    ـ بل أنتَ من يأخذُ النصيبَ الأكبر من التوبيخ في كل مرة .
    حملت سلةَ الغسيل وبدأت بوضعها في الغسالة , واتجهت نحوَ المطبخ لتقوم بغسلِ الصحون المتسخة
    فهذا هو عملها تأتي إلى هذا المنزلْ لتعمل فيه لمدة ثلاث أيام متواصلة لكي تؤمن المال لأسرتها .

    خرجَ من سيارته وأغلقَ بابها بغضب , كانَ يبدوا على وجهه الإنزعاج والغضب , رجلٌ في الأربعين
    يمتلكُ شعراً أسود طويل يصلُ إلى مقدمةِ كتفه , كانَ يلبسُ بنطالٌ جينز رصاصي مقطع من الأطراف وبذلة
    سكرية وعليها سترةٌ بنية اللون , تقدمَ نحو منزله وفتحه .

    أخذت سالي تتابع عملها باجتهاد , فقد انتهت من غسلِ الملابس فعملها يقتصرُ من
    الساعة الثانية عشرَ مساءاً إلى السابعة مساءاً .
    فجأة سمعت صوتَ صرخة الصبي ,وضعت ما تحمله على عجل وركضت باتجاه الصالة لترى ما يحصل .
    وضعت يدها على صدرها وهي ترى السيد بيث يركل الصبي بقدمه .
    أخذَ الصبي يتألم ويضعُ يده على بطنه مكانَ الضربه وبيث لا يزالُ يقوم بركله وهو يصرخُ غاضباً .
    ـ هل أنتَ أعمى ! ألا ترى أنني كنتُ قادم .
    ركضت سالي باتجاه الصبي بعدما عرفت ما حصل فيبدوا أنّ توم كان يمسحُ الأرضية بالقربِ من الكنبة
    ولم ينتبه إلى بيث الذي دخل , فاصطدم به .
    ـ أرجوك سيد بيث سامحه هذة المرة .
    هذا ما قالته سالي وعيناه ترجوان أن يتوقف عن ضربِ الصبي الذي يتأوه من الألم .
    أمسكت بكتفه وهي ترجوه أن يتوقف .
    ـ أرجوك لم يكن يقصد .
    توقفَ بيث عن ركله , وهو ينظرُ إليه بغضب وعصبية , فقد كانَ كلتا يديه حولَ بطنه ويتنفسُ باضطراب
    أدنى رأسه وأمسكه من مقدمة ملابسه ليرتفعَ عن الأرض , شدّ ضغطَ يده على ملابسه وصرخَ في وجهه .
    ـ إن كررتها مرةً أخرى فلن أرحمك .
    أخذَ الصبي يضعُ يده على يدي السيد بيث ليخلصَ نفسه فهو يشعرُ بالإختناق . وما إن رأى بيث توم
    يفتحُ عينيه البنيتين حتى عضّ على شفتيه ورماه على الأرض بالقربِ من سالي .
    جلست سالي على الأرض وأخذت تهزّ توم بخوف .
    ـ توم توم هل أنتَ بخير !.
    تأوه توم قليلاً ثمّ نهضَ بصعوبة وهو يضعُ يده على بطنه , نظرَ إلى سالي ورسمَ على وجهه ابتسامة .
    ـ أشكركِ آنسة سالي .
    أخذَ يمشي ببطئ ليصلَ إلى قطعة القماش , حملها بيده وأخذَ يكملُ عمله وهو يجلسُ على الأرض ويمشي بركبتيه .
    عضت سالي على شفتيها بحزن , فهذا المشهد دائماً ما يتكرر حتى وإن كانَ توم ليسَ مخطئاً .
    وقفت على قدميها واتجهت إلى المطبخ لتكملُ عملها , بينما السيد بيث أخذَ يشتمُ ويسبُ حتى نام .


    1327873077932

    انتهى توم من عمله , في الساعةِ الخامسةِ عصراً بعدما قامَ بتنظيفِ البيتِ, اتجه نحوَ المطبخ
    إلى سالي التي لا زلت ترتبُ الصحون.
    تقدمَ نحوها وأمسكَ بكتفها بلطف , في البداية فزعتْ سالي فقد ظنته
    السيد بيث , ولكنْ ما إن التفت ورأت توم حتى ابتسمت .
    وضعت يدها على خده الأيسر وقالت بحنان .
    ـ توم عزيزي لا بأس سأقومُ أنا بالعملْ اذهبْ أنتَ لترتاح , أنظر إلى وجهك تبدوا مرهقاً .
    بادلها توم الإبتسامةَ ببراءة ولكنه قالَ بخوف .
    ـ آنسه سالي أرجوا أن توقظيني قبلَ أن يستيقظ .
    ابتسمت سالي وهي تربتُ على شعره بحنان .
    ـ لا تقلق توم اذهب وخذ قسطاً من الراحة .
    ذهبَ توم نحو غرفته لينامَ فيها على فراشِ بسيط على الأرض فـ بيث لا يسمحُ له بإن ينامَ على السرير .
    أغمَضَ الصبي عيناه ليغطَ بنومِ عميق , فقد كانَ اليوم حقاً متعب .
    نفضت سالي الغبار عن ملابسها وأخذت تصففُ الصحون على الطاولة بترتيب .
    ثمّ انطلقت لتقومُ بترتيبِ بقيةِ الغرف .
    بقيت فقط الغرفة التي ينامُ فيها توم أما التي ينامُ فيها بيث تركتها حتى يستيقظ .
    فتحت الباب بهدوء لكِ لا تزعج توم , وشرعت بترتيبِ السرير والطاولة الصغيرة الموجودة في زاوية الغرفة .
    ما إن انتهت من ترتيبها حتى أحست بحركةِ توم النائم , اقتربت منه وجلست على ركبتيها بجانبه .
    وضعت يدها على جبينه بعدَ أن أدخلتها تحتَ خصلاتِ شعره همست بخفوت .
    ـ إنه لم ينم منذُ البارحة , بيث شخصٌ بلا رحمه يجعله يواصل لمدة يوم أو حتى يومين بدونِ أن ينام .
    رفعت كم قميصه , لترى آثارَ ضربِ على ذراعيه , تألمت عندما رأتها فهي حديثة والذي قامَ بضربه
    هو بيث , نظرت أيضاً إلى ساقيه لترى ندباتِ زرقاء تنتشرُ في ساقيه , احتشدت الدموعُ في عيناها
    ونهضت وهي تضعُ يدها على عيناها لتمسحَ دموعها وهي تحدثُ نفسها .
    ـ لقد أخبرته أن لا يضربه ولكنه لا يستمعُ لي حتى هددني بعائلتي إن نطقتُ بذلك .
    أقفلت الباب بهدوء وعادت إلى غرفةِ الغسيل حملت السلة التي توجدُ بها الملابس النظيفة
    وخرجت بها إلى باحة المنزل لتنشرها على الحبال .


    1327873077932

    تقلبَ على سريره عدّة مرات وقطبَ حاجبيه ما إن فتحَ عيناه , رفعَ جسده عن السرير ,
    وعندما تذكرَ الشجارَ الذي حصلَ له في المقهى الذي ذهبَ له , حتى قطبَ حاجبيه
    والتقطَ الجرة القريبة منه ورماها على الجدار بقوة لتتهشم وتتحولَ إلى قطعٍ صغيرة ,
    .تذكرَ أيضاً توم الذي اصطدمَ به عندما دخل المنزلرأى عصا بجانبِ سريره أخذها بيده اليسرى
    ووقف بترنح وعلى وجهه علامات الغضب ,أخذَ يبحثُ في المنزل وهو يصرخ .
    ـ توم , تـــوم .
    وقفَ قليلاً وبصقَ على الأرض بطريقةِ مقززة, رأى بابِ الغرفة التي دائماً ما يرتاحُ فيها توم , ليتقدمَ نحوها وعلى وجهه ابتسامةٌ خبيثة .

    .
    .

    انتهت سالي من نشرَ الغسيل , رفعت رأسها للسماء لترى أن الشمسَ قد بدأت بالغروب , فجأة .
    تذكرت توم فشهقت بخوف وانطلقت راكضة لتوقظه فقد نسيت ذلك .
    ما إن دخلت المنزل حتى سمعت صراخ توم المؤلم , اتجهت نحو الغرفة لترى أنّ بابها قد فتح
    سمعت صوتَ بيث , فوضعت يدها على وجهها وأخذت تبكي .
    ـ أنا السبب , أنا السبب .

    .
    .
    ـ أرجوك عمي توقف , هذا مؤلم , عمي توقف مؤلم مؤلــــــــم .
    هذا ما كانَ يصرخُ به توم وهو يتلقى الضربات على جسده الهزيل , فقد استيقظَ على ضرباتِ موجعة من بيث .
    أخذَ يتلوى على الأرض من الألم , بينما بيث يبتسمُ بكلِ خبث وهو يرفعُ العصا ليهوي بها على جسدِه.
    ومع كلِّ كلمة ينطقُ بها توم يرجوه أن يتوقفَ زادَ من ضربه بكلِّ قسوة .
    أخذَ توم ينفسُ بسرعة وهو يتصببُ عرقاً فتحَ نصفَ عينه ما إن شعرَ أنّ بيث قد توقف .
    رمى بيث العصا واقتربَ منه بغضب بعدما سمعَ آخر كلمةِ قالها .
    وضعَ قدمه على جسدِ توم وأخذَ يضغطُ عليها بكلِّ قسوة وهو يصرخ بغضب .
    ـ أقسمُ إن ناديتي بعمي فسوفَ أسلخٌ جلدك , تباَ لك ولـ كايل , أنتما حقاَ لا تستحقان إلا الموت
    جثى على ركبيته وأمسكَ بمقدمة ملابسه وأخذَ يصكُ على أسنانه وهو يتابعُ كلامه وهو
    يغمضُ عينيه متألماً وهو يستمعُ لـ بيث الذي يسبُ أباه .
    ـ لقد توفي والدك وأيضاً أمكَ الخرقاء الفقيرة جميعهم حمقى وأغبياء لا يستحقونَ العيش !.

    .
    .

    كانت سالي تجلسُ على الأرض منهارة ودموعها تسيل على وجهها فهي تشعرُ أنها السبب في ذلك
    فهي لا تجرأ على التدخل بينهم فبيث في هذه الحالة وخاصة عندما يذكرُ والدا توم يغدوا
    كالوحشِ تماماً بلا قلب بلا مشاعر بلا رحمة .
    فجأة اخترقَ صراخ توم أذنيها لتتوقفَ عن البكاء بعدما سمعت جملته .
    ـ إنــــه أبــــــــي كف عن التحدث عنه بسوء .
    ولأولِ مرة تسمعُ سالي رد توم على بيث فيبدوا أنّ الصبي لم يتحمل أن يسمعَ إهاناتٍ عن والديه .
    ازدادَ بكائها فهي تعلمُ ما سيحصلُ له .

    .
    .

    توقفَ بيث بصدمه ما إن سمعَ جملةَ توم التي نطقَ بها بينَ شهقاته وبكائه ,
    ولم يعد يسمعُ إلا صوتَ أنفاسه المتألمة .
    تملكَ بيث الغضبُ الشديد وأخذَ ينظرُ لتوم المنهار على الأرض تقدمَ نحوه والشرر يتطايرُ من
    عينيه أمسكه من ذراعه اليمنى ورفعه بها لترتفعَ قدمه عن الأرض ويد بيث القوية ترفعه فقط من ذراعه .
    غطت خصلاتُ توم الشقراء عينيه وشعرُ بألمِ شديد في ذراعه بسببِ رفع بيث له .
    حدّقّ بيث به وصرخَ في وجهه : أوتجرأ أيها الأحمق ! .



    يتبع ~


  4. #3


    فجأة ارتطم جسدُ توم بالجدار , رفعت سالي عيناها بسرعة لترى أنّ بيث قد رماه خارجَ الغرفة وهاهوَ
    الآن يتقدمُ نحوه , داسَ بيث على يديه حيثُ أنه كانَ مسنداً ظهره للجدار ويطأطأ رأسه للأسفل .
    قطبَ توم حاجبيه وهو يشعرُ أن أصابعه تتكسرُ .
    بيث وهو يزجُ على أسنانه : سأعفوا عنك , ولكن أقسمُ إن تجرأت و نطقتها في وجهي فلن أرحمك .
    بعدها ابتعدَ بيث عنه بخطواتٍ مسموعة ماراً بجانبِ سالي التي تبكي .
    حملَ معطفه وصفقَ الباب خلفه خارجاً من المنزل .
    ما إن رأت سالي خروجه حتى ركضت باتجاهه توم وحضنته بقوة وهي تبكي .
    ـ أنا آسفه توم أنا آسفه , لقد كانَ خطأي .
    ارتاحَ توم وهو يشعرُ بيدي سالي تحيطُ به .
    كانتْ سالي تبكي وتكررُ أسفها وهي تحضنه بقوة إلى صدرها .
    توم بتعبِ : إنــ...ـه لـيسَ خطؤك آنسه سالي .
    توقفت سالي عن البكاء وابتسمت ما إن سمعت جملة توم .
    ولكن ما فاجأها هو توم الذي انفجرَ باكياً في حضنها وهو يشدُ على قميصها بألم .
    ويقولُ بينَ بكائه .
    ـ أنا لا أحبه , إنه ليسَ عمـي ! .
    صمتت سالي وأخذت تربتُ على ظهره لكي يخرجُ ما يشعرٌ به , فهو لا يزالُ طفل يتألم ويبكي .
    أغمضت سالي عيناها , حتى جاء الليل وهي لا تزالُ على هذه الحالة تحضنُ توم وتحاولُ التخفيفَ عنه ,
    فهذه ليست المرة الأولى التي يقومُ بيث بضربه بهذه القسوة ولكنها شعرت بالذنب
    عندما علمت أنها المتسببة فيما جرى له .
    ابتعدت سالي بعدما شعرت بإنه بدأ يهدأُ تدريجاً , نظرت إليه فوجدته نائماً وقفت وحلمته بينَ ذراعيها .
    ولكن ما إن أرادت أن تقومُ بإدخاله الغرفة حتى سمعت الباب يفتح وصوتُ بيث يأمرها بالتوقف بطريقةٍ مرعبة .

    ـ توقفى .
    هكذا نطقَ بيث وهو يتقدمُ نحوها بينما شعرت هي بالخوف وبدأت ترتجف وهي ترى توم فهي خائفةٌ عليه منه .
    ابتسمَ بيث بخبث وهو يحدّقُ بها وتارة بـ توم النائم بينَ ذراعيها .
    ابتلعت ريقها وهي تراه قد توقفْ أمامها.
    ـ ضعيه على الكنبة , وتعالي خلفي أريدِكِ بأمر .
    اتسعت عينا سالي بعدَ أن سمع ما قاله بيث فهي لم تتوقع أن يأمرها بفعلِ ذلك فقد ظنت منه
    أن يوبخها ويقومُ بإيقاظِ توم بالقوة ولكنه أمرها بإن تضعه على الكنبة ليكملَ نومه .
    ابتسمت وهي تضعُ توم , رأت قطعة قماش طولية فترددت بأخذها فهي تريدُ أن تغطي بها توم .
    ولكنّ ما فاجأها هو بيث الذي قامَ بإحضارِ بطانية وأعطاها لكِ تقومَ بتغطيةِ توم .
    انتهت سالي ونظرت لـ بيث الذي أمرها بأن تتبعه .
    كانت سالي سعيدة لإنه لم يؤذي توم وأيضاً لم يوبخها , بينما بيث ينظرُ لها بطرفِ عينه
    اليسرى وهو يبتسمُ بخبث

    1327873077932

    توقفَ بيث أمامَ غرفته وفتحها , ابتسمَ لها بغموض .
    ـ قومي بتنظيفِ غرفتي ثمّ اذهبي لمنزلك .
    تعجبت سالي من طريقته المختلفة فهي أول مرة تراه يطلبُ بلطف , ولكنها فرحت بذلك وظنّته تغير
    فدخلت وعلى وجهها ابتسامة وبدأت بعملها بينما اتجهه بيث نحو الصالة وتقدمَ باتجاه توم ونظرَ له
    اطمّأنَ ما إن رآه نائم , فعادت ابتسامته وسارَ باتجاه غرفته بخطواتٍ هادئة .
    دخلها بدونِ أن تشعرَ سالي التي كانت تقومُ بترتيبِ السرير .
    أغلقَ الباب خلفه بهدوء وتقدمَ نحوها .
    شعرت سالي بأن أحداً خلفها فأحست بالخوف , التفت بسرعة لترى بيث يقفُ خلفها .
    ابتسمت بارتباك وهي تضعُ يدها على قلبها فعادت لتكملَ عملها ولكنّها شعرت بأنه يقتربُ منها
    حتى أنه يكادُ يلاصقها , شعرت بالخوف فابتعدت عنه بسرعة وقالت بارتباك .
    ـ يمكنكَ الجلوس سيد بيث حتى أنتهي .
    لم تتغيرَ ملامحُ بيث وهذا ما أفزعها , فابتعدت وقررت أن ترتب شيئاً بعيداً عنه .
    ولكنها أحست به مرة أخرى فالتفت للخلف لترى وجهه مقابل وجهها وهذا ما أربكها .
    دفعته بيدها بلطف وهي تشعرُ بالخوف .
    ـ أرجوك ابتعد فأنا لا أستطيعُ أن أعمل .
    ابتعدت سالي للمرة الثانية , وأخذت تشعرُ بالخوف فهي تشعرُ به يراقبها ويقتربُ منها .
    تركت ما بيدها , واتجهت نحو الباب فهي تشعرُ بالقلق والخوف من تصرفات بيث الغريبة .
    وما إن حركت مقبض الباب حتى وجدته مغلقاً , زادت نبضات قلبها فالتفت نحوه .
    ـ سيدي أين يوجد مفتاحُ الباب ! .
    تقدم بيث بهدوء وعلى وجهه تلكَ الإبتسامةُ الخبيثة وهو يرفعُ المفتاح بيده اليسرى .
    اطمأنّ قلبُ سالي ما إن رأته يحملُ المفتاح ولكنّ ما إن طلبت منه أن تعطيه .
    حتى وضعه في جيبه واقترب من وجهها .
    ـ لن أعطيكِ أبداُ ولن تخرجي من هنا .
    خافت سالي كثيراً فقد عرفت مقصده , فالتفت نحو الباب وأخذت تحاولُ فتحته وتطرقه بقوة .
    ـ تــوم تـــوم , افتح الباب .
    أخذت سالي تبكي وهي تراه يقتربُ منها فأخذت تطرقُ البابَ بشدة .
    ـ تووووم أرجـــوك استيقظ , تــــــــــــــــوم أنقذني .
    هربت إلى وسطِ الغرفة وأخذت تبكي بشدة وهي ترجوه أن تخرج .
    ـ أرجوك دعني أخرج من هنا , لا أريد أجراً , فقط أخرجني من هنا ولن أخذَ أيّ مال .

    1327873077932

    تحركت عينا توم ببطء وشعر بأصوات منخفضة , فتحَ عيناه ليرى أنه في الصالة وأكثر ما حيرة هو الدفء الذي
    يشعرُ به نظرَ إلى الذي يغطيه , ورفعَ جسده أحسَّ بالألم فتذكرَ آخر ما حصل له عندما كانت سالي معه .
    وضعَ قدمه على الأرض وأخذَ يمشي بترنح بسبب الألم ليبحث عن سالي .
    سمع صوت بكاء يصدرُ من غرفة بيث تقدمَ نحوها ببطء , ووضعَ أذنيه على الباب , ليسمعَ صراخ سالي وصوتها المبحوح .
    ـ ابتعد عنــــــي ابتعد .
    حركَ مقبضَ الباب ببطء واستطاع فتحه من الخارج .
    تفاجأ عندما رأى سالي تضرب بيث بيدها وهي محبوسة في زاويةِ الغرفة وأمامها بيث .
    شعرت سالي بصوت الباب وما إن رأته مفتوح , حتى دفعت بيث بكلِّ قوتها على الأرض وانطلقت راكضة
    باتجاه الباب وهي تبكي , رأت توم يقفُ أمامه ولكنها تجاوزته وخرجت بسرعة من
    المنزل فأهمُّ شيء هو أن تنجوا بنفسها .
    وصلت إلى منزلها بعدما ركضت بقدميها بأقوى سرعتها سقطت على ركبتيها أمام بابِ منزلها .
    التقطت أنفاسها وأخذت تشكرُ الله أنه نجاها من بيث , تذكرت توم الذي تجاوزته من دونِ أن تعبره
    ابتسمت وهي تمسحُ دموعها
    ـ شكراً , شكراً لكَ توم لن أنسى صنعيكَ هذا أبداً .
    فتحت أمها الباب بعدما شعرت بأحد خلفه , أنزلت رأسها لترى أنها ابنتها سالي وهي تبكي ,
    فرحت سالي ما إن رأت أمها وقفت واحتضنتها .
    ـ أمي لا أريدُ أن أعمل بعدَ هذا اليوم .
    خافت أمها كثيراُ فأدخلتها المنزل لتهدأها .

    .
    .
    .

    وبعد أن تناولت سالي العشاء واستلقت على سريرها أخبرت أمها بما حصل , فاحتضنتها أمها بحنان
    وهي ترتبتُ على شعرها .
    ـ الحمدُ لله , عليكِ أن تشكري توم .
    ظهرت على ملامحِ وجهه سالي الحزن , وضعت يدها على وجهها بعدما تذكرت أنها لم توقظه .
    ـ أمي إنه يتعذب كثيراً أنتي لم تري علاماتُ الضربِ التي على جسده والندبات الزرقاء
    وكذلك هو ينامُ بلا غطاء في هذا الجو البارد .
    تألمت أمها عندما علمت أنّ بيث لا يزالُ يضربُ ابن أخيه , غطت ابنتها بالبطانية وقبلتها على جبينها .
    ـ نامي الآن واشكريه غداً ولا تنسي أن تدعي له .


    ,

    جلسَ على زاوية الغرفة , أخذَ يبكي بألم فبعدما خرجت سالي من المنزل حتى طرحه بيث أرضاً
    وانهال عليه بالضرب والصراخ .
    رفعَ رأسه لينظرُ إلى الساعةِ المعلقة على الجدار فإذ بها تشير إلى الساعة 12 ليلاً .
    وقفَ على قدميه بصعوبة , ووضع يده على خدِّ الأيسر التي توجد عليه أثرُ كدمةِ زرقاء .
    اتجه إلى المطبخ وبدأ يخرجُ كؤوساً زجاجية فهو يعلم أنه في هذا الوقت
    يأتي بيث مع أصدقائه للعبِ الورق وتناول بعضِ الشراب .

    يتبع ~



  5. #4


    بدأت أصوات الضحك تتعالى في الصالة فقد حضر بيث وأصدقائه , صرخَ بيث بغضب .
    ـ تــــــــووم .
    ارتجفَ توم وحمل صينيه الكؤوس الفارغة باتجاههم , سكت الجميع ما إن رأوه يدخل , ثمّ
    ما لبثَ أن عادوا للضحك واللعب .
    بدأ توم يوزع على كلِّ شخصِ منهم كأساً زجاجية فارغة .
    وما إن توقف عندَ آخر واحدِ منهم , حتى رمقه ذلك الشخص وأخذَ يحدقُ به
    وما إن رأى توم نظراته حتى ابتعدُ عنه, ولكن يد ذلكَ الشخص كان أسبق منه فقد أمسكه بيده
    اليسرى بقوة ليمنعه من الإبتعاد عنهم والخروج .
    نظرَ الجميع حتى بيث إلى ذلكَ الشخص الذي أوقف توم .
    ارتجف توم من الداخل وبدأ يتألم بسبب ضغطه القوي على يده .
    لاحظ ذلك الشخص نظرات الألم فرفعَ كمّ قميصه بسرعة ليكشفَ عن آثار الضرب .
    انفجرَ ذلكَ الشخص ضاحكاً وهو يحدقُ بها .
    قالَ أحدُ الأشخاص الموجودين
    ـ ألا زلتَ تضربه يا بيث ! ارحم ابن أخيك .
    اغتاظَ بيث من ذكر كلمه ابن أخيك ولكن ما طمأن قلبه هو قول الشخص الذي يمسكُ توم .
    ـ مهلاً مهلاً ليست بهذه القسوة .
    مرر أصابعه على ذراعه بقسوة مما جعلت توم يتأوه ألماً .
    دفعه الشخص للخلف ليقعَ على الأرض , حاولَ توم الوقوف فهو يشعرُ بالخوف .
    ولم يشعر إلا بأحدهم يرفعُ بذلته من الوراء ليكشف عن ظهره وتتضح المزيد من آثار الضرب .
    مررَ ذلك الشخص يده بلطف على ظهره وعلى وجهه علامات حزن مصطنعة , اطمأن توم قليلاً ولكن ما فاجأه
    هو أن ضغطَ على ظهره بقوه ليصرخ توم بألم كبير.
    ضحكَ ذلك الشخص خلفه وقال موجهاً الخطاب لـ توم .
    ـ يا للمسكين , لن تذهب آثار الضرب لدي طريقة لتبعدها بسرعة ,التفت بسرعة نحو بيث ليقولَ له ضاحكاً .
    ـ اكوي جسده وسوفَ تختفي صدقني .
    بعد هذه الجملة انفجرَ ضاحكاً وابتعدَ عنه وجلسَ بجانب بيث وأخذوا يكملون لعبهم وضحكهم .
    انسحب توم بألم , وما إن وصلَ إلى الغرفة حتى سقط على الأرض وبدأت عيناه
    بالبكاء لتمر الدموع التي من خلال أنفه بطريقة عريضة إلى عينه الأخرى وتبلل الأرض .

    1327873077932

    وفي الساعة الثالثة صباحاً .
    سقط الكأس من يدِ بيث الذي كانَ ثملاً , فقد خرجَ أصدقائه وهاهو الآن يشعرُ بالخمول فنامَ وسط تلكَ الفوضى
    لينعمَ توم بالنوم على حالته .

    مر اليومُ التالي .

    حيثُ كانَ لا يخلوا من الغضب والصراخ على توم الذي كانَ ينتظرُ سالي بصمت وهو يتحملُ بيث .
    جاء وقت غروب الشمس وتوم لا يزال ينتظرُ سالي , خرجَ إلى باحة المنزل وأمسكَ الباب الرئيسي بيده
    وأخذَ ينظرُ للأطفالِ الصغار الذين بمثل سنه يلعبون ويمرحون ويضحكون كانَ ينظرُ لهم بعينه اليمنى
    بينما عينه اليسرى لا يرى منها سوى القليل بسببِ كدمةِ زرقاء كانَ سببها لكمة قوية تلقاها من بيث .
    بينما الأخرى التي على خدّه لازلت ترى .
    شعرَ بشيء يقف تحت قدمه أنزلَ رأسه للأسفل ليرى كرة صغيرة استقرت بالقرب منه .
    توقفَ الصغار عن اللعب وأخذوا يتهامسون بينما توم أخذَ ينظرُ لهم ابتسمَ لهم وطأطأ رأسه
    ليلتقطَ الكرة ولكم ما إن لامست أنامله سطحها حتى التقطها أحدُ الأطفال بسرعة وهو يرمقه بنظرات حادة
    ركض الطفل إلى زملائه ثمّ غادروا تاركين توم يشعرُ بالألم .
    وضعَ يده على عينه اليسرى ليتحسس مكان الألم ثمّ دخل المنزل يكملُ بقية العمل فـ سالي لم تأتي لتساعده .

    ,

    وفي الليل وبعدَ خروج أصدقاء بيث .
    دخلَ بيث الغرفة التي يوجدُ بها توم , فزع توم لمظهره فقد كانت عيناه تحيطان بها
    الاحمرار بينما,أمسكَه من ذراعه بقسوة وجره خلفه , تفاجأ توم من تصرفه وأخذ قلبه يرتجف بقوة .

    رماه بيث على الأرض بعدما أدخله غرفته , نظرَ بيث إلى المدفأة التي كانت تشتعل ,
    ثمّ عاودَ النظرَ إلى توم , تقدم نحو المدفأة وحمل عصا حديده متوسطه وأخذَ يقلبها وهو يضحكُ بخبث
    وضعَ جزء من العصا الحديدة على النار , ثمّ التفت نحو توم الذي كان جسده يرتجف ما إن رأى ما يفعله .

    تقدم بيث نحوه وصرخَ فيه .
    ـ اخلع سترتك ! .
    اتسعت عينا توم حتى عينه اليسرى فتحت قليلاً , وهو يسمعَ ما قاله .
    كرر بيث جملته وهو يلتفت ليرى الحديدة التي بدأ لونها يتدرج للون الأحمر .
    ـ قلت لك اخلع سترتك ! .
    ضمَ توم نفسه بذراعيه وأومأ برأسه نافياً وهو يراه يتقدمُ نحوه بينما هو يتراجعُ للخلف وهو جالس على الأرض .
    اصطدم بالجدار وأخذَ بيث ينتزعُ ملابسه منه بالقوة .

    تكورَ توم على نفسه وهو يضمُ صدره العاري حيثُ أنه لم يتبقى من ملابسه سوى سروالٌ قصير يصلُ إلى أعلى ركبته .
    أخذَ ينظرُ بفزع نحوَ بيث الذي يقلبُ الحديدة على النار فهو يشعرُ بأنها ستكونُ مؤلمة بل وأكثر .
    أخذها بيث بقطعةِ قماش من الأسفل واقترب من توم الذي يضم نفسه في زاوية الغرفة .
    أخذَ يبكي ويرجوه أن يبتعدَ وهو يراه يتقدمُ نحوه .
    جثى بيث على ركبتيه أمامه بينما توم أخذَ يحاول الهرب منه وهو يتكأ على يده ليحاول الوقوف .
    التفت للجهة اليسرى ليهرب ولكن بيث أمسكه من ذراعه ولفها للخلف , مما جعله يسقطُ على صدره وذراعه
    للخلف .
    أخذَ توم يبكي ويصرخ .
    ـ أرجوك عمي , أرجوك . توقـــف
    ولكن بيث كانَ يحكمُ قبضته عليه وجعله لا يتحرك , أصابه الغضب ما إن سمعَ كلمة عمي .
    فقرب الحديدة من ظهره .
    ليصرخ توم صرخة قويـه ما إن شعر بشيء يسلخُ جسده .
    بينما بيث يقهقه ضاحكاً وهو يستمتعُ بفعل ذلك وسماع توسلات توم وبكائه .

    ,

    أخذَ يتلوى على الأرض وهو يكرر ببكاء .
    ـ مؤلم , مؤلم ,.
    كانَ توم يشعرُ بألم قوي يجتاحُ ظهره .
    وهو يصرخ ويبكي .
    ـ مؤلــــــــــــم .
    هذا ما كانَ يقوله توم داخلَ الغرفة التي ينامُ فيها بعدما رماه بيث داخلها حتى نامَ وهو يكررها .

    1327873077932


    استيقظَ توم وعيناه لا زالت مبتلة من دموعه , نهضَ بترنح وهو ينظرُ فقط بعينه اليمنى فقد أغلقت عينه
    اليسرى بسبب لكمةِ الأمس , لبسَ ملابس خفيفة بالرغمِ من البرد الذي يشعرُ به
    فبعدما كوى له بيث ظهره لم يعد يستطيع حتى وضعَ يده .
    رأى بيث أمامه ما إن خرج فقد كانَ يلبسُ معطفه ليخرج من المنزل .
    ـ توووم .
    هذا ما قاله بيث وهو يرى توم يمسكُ الباب ليستطيعَ الوقوف .
    ـ أنا ذاهب الآن ولن آتي إلا في الساعة الرابعة صباحاً وأريــ... .
    وما إن رأى عين توم اليسرى حتى سأله بتعجب .
    ـ ما لذي حصل لعينك !؟.
    هذا ما كانَ توم يتوقعه عنه فهو لا يتذكرُ شيئاً فعله به بالأمس ولكنه أجاب عن سؤاله .
    ـ أنت من فعلَ ذلك بي .
    قطبَ بيث حاجبيه وأخذَ يفكر كيفَ فعلَ ذلك ولكنه ابتسمَ ليخفي تعجبه .
    ـ تستحقُ ذلك لأنك لم تقم بعملك .
    وما إن وصل بيث إلى مقبض الباب حتى استوقفه سؤال توم .
    ـ ألن تأتي الآنسة سالي اليوم ! .
    ابتسمَ بيث بسخرية وأجابه وهو يفتح الباب .
    ـ لن تعود أبداً .
    بعدها صفق الباب خلفه .
    ارتاحَ توم بعدما عرف أنه سيغيبُ نصفَ هذا اليوم , وأخذَ يباشر
    عمله وذلك بتنظيف الصالة التي تركها أصدقاء بيث في حالةٍ سيئة .

    ,

    كانت سالي تنظفُ الصحون في المطبخ في منزلها , ولكن استوقفها صوتُ أمها التي تناديها
    غسلت يدها بسرعة والتفت نحو الصوت .
    ـ عزيزتي سالي , لديكِ صديق يقفُ عند الباب إنه يريدك , أنا ذاهبة للعمل
    سمعت ضحكها وكأنها تحادث أحداً .
    ـ أنا آسفة لدي عمل الآن انتظر قليلاً وسوفَ تحضر سالي .
    أكلمت سيرها نحو الدرج الذي يوصلها للدور الأول , وما إن وضعت قدمها على الدرج ورأت الواقف
    أمامها حتى اتسعت عيناها.
    ـ ليورناردو ! .
    ابتسمَ ذلكَ الشاب ما إن رأى سالي تتجه نحوه كانَ شاباً في الثالثة والعشرين من عمره
    يمتلكُ شعراً أسود كثيف وجسد ممشوق , ويحملُ بينَ يديه كتباً .
    وصلت سالي ووقفت أمامه وأخذت تنظرُ له غير مصدقة .
    ـ أنــت ليورناردو !
    ابتسمَ ليورناردو ومط شفتيه وهو ينظرُ لها .
    ـ بشحمه ولحمه .
    ضحكت سالي وقالت :
    ـ عذراً لم أصدق أنكَ هنا .
    أغمَض ليورناردو عينها ولوى شفتيه وهو يتظاهر بالتعب .
    ـ ألن يَستقبلَ أحدٌ هذا الضيف في منزل !
    ارتبكت سالي وأفسحت له الطريق .
    ـ تفضل أنا آسفة يا لي من فتاة غبية .
    ضحكَ ليورناردو ودخل المنزل .
    جلسَ على كنبة تحملُ اللون البني كانَ منزلُ سالي بسيطاً جداً .
    رتبت سالي الصالةَ التي يجلسُ فيها لتجعلها نظيفة .
    ـ متى عدتَ من السفر !؟ .
    جاءَ ردّه الذي فاجأها .
    ـ لقد جئتُ يوم أمس , فقد أنهيتُ دراستي .
    فرحت سالي جداً لأجله فألقت ما كانَ بيدها واتجهت نحوه .
    ـ وما هوَ التخصص الذي تخرجت منه!
    ليورناردو بفخر وهو يشعرُ بالسعادة لرؤيتهِ سالي تهنئه .
    ـ المحاماة .
    تغيرت ملامح وجهه سالي ووضعت يدها على شعرها بطريقةِ طفولية .
    ـ ولكـن ! أليسَ هذا التخصص صعب ! .
    ابتسمَ ليورناردو .
    ـ لقد درست واجتهدت .
    فجأة أسندَ رأسه للكنبة وقال بصوتٍ عالِ وهو يغمضُ عينه اليسرى .
    ـ يا إلهي إنني عطش .
    ضحكت سالي بارتباك وظهرت على وجهها حمرةٌ خفيفة .
    ـ أنا آسفة سوفَ أجلبُ العصير الآن .
    انطلقت راكضة نحو المطبخ وهي تشعرُ بالخجل بسببِ أنها نسيت تقديم العصير .
    دخلت وبيدها صينيه العصير , قربته منه .
    اعتدلَ ليورناردو في جلسته بطريقةِ أضحكت سالي .
    فجأة سعلُ بعدما ارتشفَ من العصير , لتقفَ إليه فزعة وتقتربَ منه وتسأله عن السبب .
    ليورناردو بعدما هدأ أخذَ يشيرُ إلى كأس العصير
    ـ إنّه حـــامض .
    تعجبت سالي فهي من صنعته بيدها , حملت الكأس بيدها وارتشفت منه قليلاً لترى إن كانَ حقاً سيءَ الطعم .
    تعجبت ما إن ذاقته فمذاقه ليسَ سيئاً بل هو جيد فجأة التقط الكأس من بينَ يدها
    وهو يضحك , سوفَ أشربه
    ـ يبدوا أنني أخطأت الحكم .
    احمّرت وجنتا سالي خجلاً ولم تلتفت إليه فقد كانت غاضبة من مزحته , ضحكَ ليورناردو بعدما علمَ
    أنها قد عرفت أنها مزحة , مما دعاه أن يلتفتَ نحوها ليفاجأ بوجناتها المحمرتان وملامحها الغاضبة
    اقترتب منه وصرخت : كانت مزحةً سخيفة .
    ابتسمَ وتظاهرَ بعدم المبالة وأمسكُ بالكأس أوخذَ ويحركه يميناً وشمالاً بعدما فرغَ ما فيه .
    نظرَ لها بطرفةِ عين وسألها
    ـ ألن تقدمي لي هدية بمناسبةْ تخرجي .
    كتفت ذراعيها بغضب وجلست على الكنبة بالقربِ منه وهي تميلُ بوجهه عنه بطريقةٍ طفولية .
    ـ لا لن أقدم لكَ أيُّ هدية .
    لم تشعر إلا بـ ليورناردو يقفُ أمامها رفعت بصرها للأعلى لتتقابلَ مع وجهه , توردت وجنتيها
    وأبعدت نظرها عنه وهي تتابعُ كلامها .
    ـ قلتُ لك لن أقدم لكَ هدية .
    وضعَ ذراعيه على جانبي الكنبة ليجعلَها غيرَ قادرة على التحرك .
    خجلت سالي ولم تتغير ملامحها الغاضبة سوى وجهها الذي يحمّرُ خجلاً .
    قربَ ليورناردو فمه من أذنها ليهمسَ لها .
    ـ أتعلمين ما هي هدية أمي ! لقد وافقت على أن أطلبَ يدك ما إن أنهي دراستي .
    اتسعت عينا سالي ودفعته بذراعيها لتبعده عنه .
    ـ قلت لك هذا مستحيل ! .
    ليورناردو بإصرار وقد ظهرت على وجهه ملامحُ الحزن . ولماذا ألا أعجبك ! .
    طأطأ سالي رأسها وتناثرت خصلات شعرها على عينها لتقولَ وهي تضمُ يدها
    ـ لأنني فقيرة ! يمكنك أن تعيشَ حياة هنيئة مع فتاة أخرى غيري , أنتَ من طبقة راقية ولايـصـ .
    ليورناردو وهو يقاطعُ حديثها : ولكني أريدكِ.
    اتسعت عينا سالي فهي لا تصدق أنه يقولها فهي دائماً ما تكونُ خجلةً منه بسببِ فقرها .
    فجأة سمعا صوتَ طرقٍ , لينظرَ ليورناردو اتجاه الباب بينما استطاعت سالي أن تبعتد عنه
    فقد قررت أن تفتح الباب هي بنفسها , فقد أنقذها هذا الطارق من موقفٍ محرجٍ كانت فيه .
    خرجت من الصالة بينما جلسَ ليورناردو على الكنبة يفكرُ فيما قالته وهو يعضُ على شفتيه .

    1327873077932

    فتحت سالي الباب لتتفاجأ ممن تراه أمامها , فقد كان الواقفُ توم بوجهه المبتسمُ ببراءة التي لم
    تخفيه آثار الكدمات , كان توم ينظرُ لها بعينه اليمنى بينما الأخرى مغلقة .
    شعرت بالبكاء ما إن رأت وجهه توم التي تظهر فيه كدمات زرقاء اللون .
    توم ببراءة : آنسه سالي جئتُ لكِ أطمأنّ عليك .
    سكت قليلاً ثمّ تابع بنبرةٍ مبتسمة بريئة .
    ـ لقد اشتقت إليك .
    جثت على ركبتيها وعلى وجهها علامات الصدمة مما قاله فقد قطعَ تلكَ المسافة ليراها .




  6. #5


    سمعَ ليورناردو صوت بكاء سالي وهي تقول : تـــوم عزيزي أنا آسفه لأني تركتك .
    شعرَ بالغضب ما إن سمعَ اسمَ ذلك الشخص فقد ظنّ أنه صديقها , قرر أن يخرجَ ليراه
    ولكنه تفاجأ ما إن رأها تضمُ طفلاً صغيراً على وجهه آثارُ كدمات وهو يغمضُ عيناه بقوة فقد شعرَ
    بإلمٍ في ظهره بسبب ذراعيّ سالي .
    اقترب منه ليراه , وما إن أحست سالي بـ ليورناردو حتى ابتعدت عنه ومسحت دموعها , ووقفت لتعرفَه بـ توم .

    ,

    ابتسمَ توم ومدّ يده ليصافح ليورناردو
    ـ تشرفت بمعرفتك سيدي .
    مدّ ليورناردو يده وأحسَ برعشة ما إن أمسكَ يده , بقي ممكساً بها وهو يحدقُ بجزءِ من ذراعيه الذي ظهر .
    لاحظت سالي علامات وجهه ليورناردو الذي لم يبتسم أو حتى يتكلم .
    قادته إلى الصالة وجعلته يجلسُ على إحدى الكنبات وانطلقت راكضة إلى المطبخ لتقدمَ له بعضَ العصير .
    كانَ توم يحركُ قدميه , وينظرُ لـ للمنزل بعينه اليمنى , بينما كانَ ليورناردو واقفاً يحدقُ به
    بنظراتٍ مريبة , التقت نظراتُ توم بـ ليورناردو ولكن توم ابتسمَ له ببراءة وهو يغمضُ عينه الأخرى .
    ابتعدَ ليورناردو من الصالة وهو يضعُ يده في جيبِ بنطاله .
    رأى سالي تسكبُ العصير فاقتربَ منها وسألها .
    ـ من هذا الطفل ؟!.
    ابتسمت سالي وأجابته وهي تضعُ العصير.
    ـ إنه توم ابنُ أخي الشخص الذي كنتُ أعمل عنده لقد تركتُ العمل قبلَ يومين .
    ليورناردو بنظراتٍ جادة .
    ـ ولكن ألا تلاحظين الكدمات التي تملأ وجهه ! .
    ظهرَ على ملامح وجهها الحزن فحملت الصينية في يدها وأجابته بطريقةِ سريعة وموجزة .
    ـ إنّ عمه هوَ من يضربه .
    سارت متجاوزة ليورناردو لتخرج ولكنّ استوقفها يده التي أمسكت بذراعها بقوة .
    التفتت سالي بتعجب لتتفاجأ من ملامح وجهه الغاضبة ونظراته الجادة .
    ـ وتقولينها بكلِّ بساطة .
    آلمتها هذه الجملة فصرخت في وجهه .
    ـ وما دخلي أنا , عمه هو من يضربه .

    ,

    فجأة سمعَ توم صوت تحطم زجاج في المطبخ , وضعَ قدميه على الأرض وتقدمَ باتجاهه صوتِ ليورناردو الذي يصرخ .
    وقفَ أمام الباب فسمعَ حديثَ سالي التي تجلسُ على الأرض أمام الزجاج المكسر وهي تضعُ يدها على وجهها وتبكي .
    ـ صدقني لقد أخبرته أن يكفَّ عن ذلك .
    ليورناردو بغضبِ وهو يمسكُ بيدها اليمنى ويبعدها عن وجهها
    ـ وتتركينه يُضربُ أمام عينيك , لماذا لم تخبري الشرطة ! .
    صدمت من كلامه وأخذت تنظرُ له ببكاء غير مصدقة ما يقوله .
    فجأة لاحظت توم الذي كان يقفُ أمام الباب يستمعُ لحديثهم .
    لا حظ ليورناردو عينِ سالي التي اتجهت ناحية الباب التفت ليرى ما تنظرُ إليه فوجدَ أنه توم .
    تقدمَ نحوه وعلى وجهه علاماتُ الغضب , بينما توم تشبثَ بالباب بيده خوفاً منه .
    سحبَ يده وأمسكه من ذراعه بقسوة وأخذَ يجره خلفه بينما توم يتأوه من الألم .
    توقفت سالي عن البكاء ووقفت على قدميها بسرعة وهي تمدُّ يدها وتركضُ خلفه.
    ـ توقف ليورناردو لا تؤذيه .
    كانَ ليورناردو لا يسمعُ صوت سالي التي ترجوه أن يدعه .
    و توم لا يعلم ما لذي فعله ليمسكه ليورناردو بهذه الطريقة .
    ولكنه تذكرَ عمه الذي سحبه بنفسِ الطريقة ليكوي جسده فصرخَ قائلاً وهو يضعُ يده على ذراعه التي يمسكُه بها
    ـ دعني دعــني .
    لم يستمعُ ليورناردو له بل رفعه وجعله يستلقي على الكنبة , توقفت سالي ما إن رأت ليورناردو يقوم
    برفعِ كمِ يده لتظهر تلكَ الضربات .
    تألم ليورناردو كثيراً ما إن رأها , وضعَ يده عليها ليغمضَ الصبي عيناه من الألم
    مسحَ عليها بلطف ثم وضعَ يده على خده مكان الكدمة .
    جلست سالي على الأرض بالقرب منهما وأخذت تنظرُ لهما
    لا حظ ليورناردو أن الصبي يرفعُ ظهره قليلاً ويبدوا عليه التألم الشديد تذكرَ عندما ضمته سالي .
    فرفعَ قميصه لينزعه ولكن ما إن عرفَ توم حتى صرخ وهو يتذكرُ ما حصل له بالأمس .
    ـ أرجوك لا تفعلها مجدداً.
    كانَ ينظرُ له بعين باكية ولكن ليورناردو عرفَ أن الصبي ليسَ بوعيه فزاده ذلك ليعلم ما فعله عمه به .
    تشبث توم بسالي القريبة منه وأخذ يرجوها أن توقفه.
    ولكن ليورناردو صرخَ فيها ,
    ـ ثبتيه أريدُ أن أرى ظهره فقط .
    كانَ توم يصرخُ بهسترية وهو يبكي . ويستنجدُ بـ سالي فكل ما يراه في عينيه هو بيث وليس ليورناردو .
    استطاع ليورناردو نزعَ قميصه فرفعه بلطف بذراعيه وقَلَبْهُ للخلف بعدما استسلمَ توم .
    شهقت سالي وأشاحت بوجهها بعيداً وهي تغمضُ عيناها بقوة من شدةِ ما رأته .
    تألمّ ليورناردو وهو يرى علامات كيّ على ظهره , أمرَ سالي بإحضارِ قطعة قماشِ مبللة بماء بارد
    وقفت سالي وأحضرت ما طلبه , أخذَ ليورناردو يمسحُ بها ظهره وهو يشعرُ بشهقاتِه حتى نام .

    1327873077932


    وفي الساعة التاسعة ليلاً ]

    جلست سالي وبجانبها ليورناردو خارجَ المنزل وتركوا توم ينامُ بهدوء .
    ليورناردو وقد تذكرَ ماقاله لسالي في المطبخ
    ـ سالي .
    التفت نحوه ولازلت علامات الحزن تظهرُ على وجهها .
    ـ أنا آسف بشأنِ ما حدث في المطبخ فقد تملكني الغضب وقتها .
    ابتسمت سالي وأخذت تنظرُ للنجوم : لا عليك .
    ـ لقد قررتْ .
    التفت سالي لصوتِ ليورناردو .
    ليورناردو وهو يتابع كلامه : سوفَ أقوم برفعِ دعوى قضائية وسأكون محامياً لـ توم .
    فرحت سالي جداً لكلامه , فقفزت إليه وهي تقول : أنت رائع , ليورناردو أنت رائع .
    ابتسمَ ليورناردو وربا على شعرها بلطف .
    سالي بخجل : ليورناردو .
    ليورناردو وهو ينظرُ لها وإلى وجنتيها المتوردتان .
    ـ أنا آسفه على ما قلته لكَ اليوم .
    ابتسمَ ليورناردو ولكنه مطّ شفتيه ليمازحها .
    ـ أتعنينَ بذلك أنكِ موافقة .
    احمّرَ وجهها وابتعدت عنه , ضحكَ ليورناردو , ولكنه توقف ما إن رأى عينا سالي تنظرُ للخلف .
    التفت ليرى , فإذا به توم قد استيقظ من نومه وهو واقف وعلى عينه اليسرى ضمادة بيضاء تغطيها
    وكذلك هناكَ لصق جروحِ تملأ ذارعيه .
    اقتربَ منهما ببطء .
    ابتسمت سالي وأفسحت له مكان ليجلس معهما ولكن صوت توم أوقفها .
    ـ أنا آسف لأني أثقلتُ عليك , أنا ذاهب .
    حزنت سالي ووقف بسرعة .
    ـ انتظر سوفَ آتي معك فسوفَ يوبخكَ بيث على تأخرك .
    ابتسمَ وهو يقول لها : لن يأتي اليوم إلا بعد الثالثة .
    التفت نحو ليورناردو . وشكره على ما فعله ثمّ انطلقَ خارجاً وسالي قلبها يتعصرُ ألما عليه وحزناً .

    أمسكَ ليورناردو بيدها وقالَ بخفوت وهو ينظرُ لتوم .
    ـ لا تقلقي غداً سوفَ أقومُ بعملي وبعدها سوف يرتاح .
    نظرَ إلى ساعته فتذكرَ عندما أشارت إلى التاسعة مساءاً .
    نظرَ إلى سالي وابتسمَ بخبث وهو يلوح بيده .
    ـ إن عائلتي قادمة بعدَ قليل .
    اكتسحَ وجهه سالي الخجل , واتسعت عيناها سمعت صوت الباب يتحرك ,
    فركضت إلى الداخل خوفاً من أن يكونوا همّ .

    ضحكَ على شكلها المضحك , فدخلت أمها , وقفَ على قدميه وسلمّ على أمها ,
    أخبرها بأن عائلته سوفَ تأتي بعدَ الغد لمناقشةِ أمر .
    ابتسمت أمها ووافقت على ذلك .
    بينما سالي تنظرُ لهما وتستمعُ حديث ليورناردو فغضبت وألقت بنفسها على سريرها
    وقد احمّرَ وجهها بعد أن قامت بتوديعه.

    .
    .
    .


    بقي توم خارجاً يمشي ببطء ويتأمل ما حوله , تذكرَ أباه وكيفَ كانَ يعامله بلطف .
    نزلت من عينه دمعة رافقتها ابتسامة بعدمَا عزم على أن يفعل ما يفكرُ به .

    1327873077932


    جاء بيث في ساعةٍ متأخرة , وكعادته ثملاً , فعندما رأى الضمادات على جسد توم حتى تفجرَ غاضباً وانهال عليه ضرباُ .
    لم يصرخ , لم يبكي , فقط كل ما أخرجه هي تأوهات تدلُ على ألمه .

    ,

    ومع ساعات الصباح الأولى , انتهى توم من كتابة رسالةٍ بخطِ يده ووضعها في جيبه .
    تقدمَ نحو الصالة وسلم على عمه الذي استيقظَ مكروهاً من تلقاءِ نفسه فقد كانت هناكَ صفقة تنتظره .

    تفاجأ بيث ما إن رأى دماً جافاً حول عينه فسأله عن السبب , ولكن لم يكن رد توم ما كان يقوله دائماً
    بل أجاب .
    ـ أنا من فعلَ ذلك .
    طأطأ توم رأسه للأسفل وسطَ تعجب بيث
    ـ أشكركَ سيدي على استضافتكَ لي .
    ثمّ أطلقَ وابلاً من الشكر والتقدير لعمه .
    وقف بيث والتقط معطفه وهو يقطبُ حاجبيه فهذه هي أول مرة يسمعُ فيها هذا الكلام , لم يرد عليه
    بل تقدمَ نحو الباب واكتفى بقول .
    ـ رتب المكان جيداً سوفَ آتي قبل الظهر , أغلق الباب خلفه بينما بدأ توم بالعمل .

    ,

    انتهى من عمله بسرعة فقد بذلَ جهداً مضاعفاً , خرجَ من المنزل ونظرَ له نظرةً أخيرة
    بعدها أغلقه واتجه نحو محلٍ لبيع الورد .
    خرجَ منه حاملاً وردةً حمراء وأخرى بيضاء .
    كانَ جميع من في الشارع ينظرُ له بتعجب , ويحدقون بوجهه ,
    لم يتأثر لذلك ولم يتألم بل تابع سيره نحو منزل سالي .
    طرقَ الباب عد مرات ففتحت لها أمها .
    سأل توم ببراءة : أينَ الآنسة سالي !
    تعجبت أمها من منظرِ الصبي جثت على ركبتيها وأمسكت بوجهه بلطف .
    ـ إنها ليست هنا لقد ذهبت مع ليورناردو منذُ الصباح الباكر .
    أخرجَ توم الورقة من جيبه ووضعها على يدها ثمّ أعطاها الوردتين وأخبرها أن تعطيها لسالي إذا عادت .
    وما إن همّ بالذهاب حتى سألته أمها .
    ـ أأنت توم ! .
    توم ببتسامه بريئة : أجل .
    حضنته أم سالي بلطف , وشكرته على إنقاذ سالي بالغرم من أنه لم يفهم ما تقوله إلا أنه ابتسمَ في وجهها.
    وقف توم للحظة ولوحَ بيده نحو أمها التي لم تتمالك نفسها من البكاء بسبب ما رأته في جسده من عنف وقسوة .

    بقي يمشي وحيداُ مسافات طويلة توقفَ قليلاً ,
    ثمّ بدأت الدموع تنسكبُ من عينه بغزارة حتى الأخرى , شدّ قبضة يده , ثمّ انطلقَ راكضاً وهو يصرخ .
    ـ شكراً لكِ آنسة سالي .



    1327873077932


    مطت سالي ذراعيها بأريحية بعدَ خروجها من المحكمة هي و ليورناردو , ابتسم وهو يحملُ الاوراق
    فقد نجح بذلك وهو ينتظر فقط القبض عليه لمحاكمته .
    بقيا يمشيان على الطريق يتخلل حديثهما الضحك والكلام فقط كانت سالي سعيدة جداً فهي أخيراً
    سوفَ تطمأنُ لحالِ توم .
    ما إن وصلت للمنزل ودخلته مع ليورناردو حتى رأت أمها تستعدُ للذهابِ لعملها .
    نادت أمها سالي بعدما رأتها فدخلت وأخرجت ما أعطاه إياه توم .
    تعجبت سالي مما تحمله أمها .
    ـ هذه من توم لقد جاء هذا الصباح وسأل عنك فأخبرته أنّكِ لستِ هنا فأخبرني أن أعطيكِ هذه .
    سلمت الوردتان والرسالة في يدها ثمّ انطلقت راكضة لتلحقَ بعملها .
    تبسمتْ سالي ما إن رأتها فجلست على كرسي في حديقةِ المنزل الصغيرة وبقربها ليورناردو .

    ,

    ضحكت سالي ما إن قرأت ما فيها , طوتها ثمّ قدمت الوردة البيضاء لـ ليورناردو .
    ليورناردو متعجباً وهو يحدقُ بالوردة : أهي لي !؟.
    ابتسمت سالي وأومأت برأسها إيجاباً : نعم إنها لك هذا ما كتب والأخرى لي .
    ابتسمَ وحملها بينَ يديه , ودع سالي ثمّ خرجَ من المنزل ليستعد للغد .
    نامت سالي تلكَ الليلة وقد وضعت الوردة في كأسِ ماء .


    1327873077932


    في الصباح استيقظت على أشعة الشمس الذي أصابَ عيناها , نهضت من السرير ورأت رسالة توم بالقربِ منها
    شعرت برغبةٍ في قراءتها في لم تقرأها إلا مرة واحدة .
    وما إن قرأتها حتى أعادت قراءتها مرة أخرى , بدأت عيناها تتسعُ تدريجاً , وقفت على قدميها
    وقلبها يرتجفُ خوفاً من أن يحصل ما تخشاه .
    أخذت حماماً سريعاً , وسرحت شعرها ثمّ اتصلت بـ ليورناردو تطلبُ منه المجيء بسرعة .

    ,

    أمسكت بيده وأخذت تركضُ بسرعة , بينما ليورناردو لم يستوعب ما تفكر فيه فكل ما يفعله هو أنّه يركض خلفها .
    وصلت إلى منزل بيث طرقته بقوة ففتحَ بيث الباب بكسل , في البداية خافت سالي من رؤيته
    ولكنها استجمعت قواها وسألته : أينَ توم !
    دخلَ بيث المنزل ورمى بشيء كانَ يحمله بينَ يده على الأرض ليتحطم فـ على ما يبدوا
    أنه بقي ساهراً حتى هذا الوقت .
    كان المكان يملأه الفوضى وبيث يصرخ وهو يدور حول نفسه .
    ـ أين تــوم أينَ ذلكَ الغبي ! .
    اتسعت عينا سالي ودخلت المنزل وبدأت بالبحث عنه , لم تجده في الداخل ولكنها توقفت
    ما إن سمعت صوت بيث الجالس على إحدى الكنبات ويبدوا أنه يهذي ولكنه سمعت بعضَ الكلمات .
    ـ إنه لم يأتي منذُ البارحة انتظرته و انتظرته , أينَ هو؟! .
    نهضَ بيث وأمسكَ عصا بقربه وأخذَ يضربُ بها الهواء .
    ـ أريدُ أن أسلخَ جسده , لا أريد أن أرى تلكَ العينان البغيضتين اللتان تشبهان أباه .
    كانَ ليورناردو يراقب المكان بصمت , خرجت سالي وهي تبكي .
    ـ لقد اختفى , اختفـــــــــى تـــــوم .
    هدأها ليورناردو ووعدها أن يبحث عنه .

    ,

    مرت تلكَ الليلة وهما يبحثان في المدينة , لم يعد ليورناردو يتحمل كل ذلك الغياب فجلسته سوفَ تفوته .
    أخبر رجال الشرطة الذينَ بدأو بالبحث عنه داخل وخارج المدينة , انتشرت صورته في جميعِ أنحاء المدينة .



    مرت ثلاثةُ أشهر .

    وسالي في حالةٍ منهارة , دخلَ ليورناردو عليها فقد كانت حبيسة غرفتها .
    جلسَ بجانبها وتألم لرؤيتها .
    أخذَ نفساً عميقاً .
    ـ سالي لا بدّ انه الآن بخير وإن كانَ قد مات فهـو... لن يـ يتعذبَ في زمنٍ كهذا .
    بكت سالي بمرارة فاحتضنها ليورناردو بلطف , فقد فقدوا الأمل في أنه حي .

    1327873077932


    تزوجت سالي من ليورناردو , وتوقفَ البحثُ عن توم الصبي الصغير بعدَ سبعةِ أشهر من البحث المكثف والمتواصل .
    جلست في الحديقة الخلفية للمنزل , فقد كان القمر بدراً في تلكَ الليلة ونوره أضاء المكان .
    حملت بينَ يدها رسالته الأولى والأخيرة , مرت على مخيلتها صورته فدمعت عيناها لتسقط على ورقها .
    فتحتها لتقرأها مرةً أخرى .


    [ آنسة سالي شكراً لك لن أنساكِ أبداً الوردة الحمراء لكِ والأخرى لسيد ليورناردو ( توم )]

    بدأت بالبكاء فشعرت بأحدٍ خلفها , احتضنها ليورناردو من الخلف ,
    وهمسَ في أذنها .
    ـ عزيزتي لقد رحل , ثقي أنه لن يعيش بعدً الآن بألم.
    مرت على مخيلتها صورة توم وهو يبتسم ببراءة , يبكي , يتألم , يصرخ , وجهه البريء
    مسحت دموعها ودخلت المنزل برفقة زوجها ليورناردو .
    بينما بيث أصبح لا يهنأ بنومه , ودائماً ما ينادي توم ويضربُ الجدار .
    حتى قبضت عليه الشرطة وهو ثمل .


    .
    .
    .

    تمزقت الأوراق التي تحملُ صوره , وتطايرت في الهواء
    وبقي مصير تــــوم مجهولاً .


    1328045121131



    جميع الحقوق محفوظة .

    ζ ـبر وردي ღ «






    اخر تعديل كان بواسطة » إحسآس ♪ في يوم » 31-01-2012 عند الساعة » 21:27

  7. #6

    نقاش

    السلام عليكم و رحمة الله وبركاته

    مرحب بكِ حبر وردي إن شاء الله بخير

    صدمتني قصتكِ صراحة فكرتها قوية

    اتعلمين أشفق على الزمن فهو يتحمل إن يوصف بصفات ليست فيهم لأن من عاشوا فيه تخلوا عن صفاتهم البشرية

    لا اعرف ماذا أقول بصدق لا اجد كلمات اوصف بها ما شعرت به sleeping

    اسلوبك رائع جدا و الفكرة رائعة و مؤلمة و واقعية باكثر من شكل

    في البداية كنتِ تكررين الأسماء كثيرا و لكن مع الوصل لنهاية القصة شعرت انه قل

    لكي كنت تكتبينها لكِ إن لم تخني الذاكرة لكي تكتب بالياء ولا يعوض عنها بالكسرة هذه اكثر لم لفت نظري ربما

    الوصف عن نفسي افضل ان توصف الشخصيات بعين الشخصيات و بهدوء و ليس دفعة واحدة بعد ظهورها

    لا تحرمينا من قصصكِ

    ربي يوفقك و يسعدكِ
    بحفظ الرحمن ^^
    attachment

    أندلسي :سعاة2: 3>

  8. #7
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته يا حبر وردي

    شكرا جزيلا لك على القصة الجميلة و المتقنة

    لديك أسلوب رائع في الكتابة

    اسمحي لي أن أقول أنها كأي قصة لا تخلو من الأخطاء

    و لكن بشكل عام انها قصة رائعة و مؤثرة و متقنة الأحداث و تسلسلها و النهاية

    جزاك الله خيرا و ان شاء الله ما ننحرم من ابداعاتك

    و شكرا adoration

  9. #8
    حبر وردي ..
    لا أعلم حقاً ماذا أكتب لك ..
    فجميع العبارات مهما حملت من معاني
    لا ولن توفيك حقك ..
    ابدعتي في كل حرفٍ وكلمة وجملة وموقف سطرته لنا ..
    أثرتي داخلي ألماً على حال توم ..
    لكني أعلم بأنه ليس بألمه ذاك الصغير ..

    قد ترين ما اسطره مبالغ فيه وكأنني اتحدثُ عن قصة حقيقية ..
    لكن أعلمي بأنني تأثرتُ بها إلى حدٍ كبيرٍ جداً .. إلى حدٍ جعلني أبكي .. لا أبالغ في هذا حقاً ..

    أعجبتني تبسمات توم البريئة ..
    أحزنني صمته وصبره على ما يلاقيه ..
    وأبكتني هذه العبارة

    " تمزقت الأوراق التي تحملُ صوره , وتطايرت في الهواء
    وبقي مصير تــــوم مجهولاً ."


    كنتُ أظن بأن النهاية ستكون سعيدة ..
    لكنك فاجئتني وبقوة بتلك الجملة التي ختمتِ بها قصتك ..
    كما أن نهاياتٍ كهذه تؤلمني بشدة ..
    لأني أشعر بضياع الأبطال في هذه الحياة التي لا يعلم فيها
    أحد ما يخبئه له قدره ..

    هناك الكثير مما اود قوله .. لكني لا اعلم كيف أعبر عنه بطريقة
    توصل لك مشاعري ..

    حقاً أنتِ كائنة مبدعة .. لا تتوقفي عند هذا الحد .. أريد القراءة
    من كتاباتك حتى الملل والإعياء .. وربما الثمالة أيضاً ..

    كوني بخيرٍ دائماً
    ووفقتِ لكل خيرٍ أخيتي ...
    اخر تعديل كان بواسطة » كبريائي في يوم » 02-02-2012 عند الساعة » 17:39

  10. #9
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة كوب شآي ! مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم و رحمة الله وبركاته

    مرحب بكِ حبر وردي إن شاء الله بخير

    وعليكم السلام ~
    أهلاُ بكِ كوب شاي embarrassed أسسعدتيني بتواجدك


    صدمتني قصتكِ صراحة فكرتها قوية

    اتعلمين أشفق على الزمن فهو يتحمل إن يوصف بصفات ليست فيهم لأن من عاشوا فيه تخلوا عن صفاتهم البشرية

    لا اعرف ماذا أقول بصدق لا اجد كلمات اوصف بها ما شعرت به sleeping
    أحبُ أن أعبر عن هذا الشعور بكتابة قصص من هذا النوع hurt
    اسلوبك رائع جدا و الفكرة رائعة و مؤلمة و واقعية باكثر من شكل

    في البداية كنتِ تكررين الأسماء كثيرا و لكن مع الوصل لنهاية القصة شعرت انه قل
    شكراً لك لم أدقق في ذلك أشكرك =)

    لكي كنت تكتبينها لكِ إن لم تخني الذاكرة لكي تكتب بالياء ولا يعوض عنها بالكسرة هذه اكثر لم لفت نظري ربما
    أليست تكتب با الكسرة !؟ =)
    الوصف عن نفسي افضل ان توصف الشخصيات بعين الشخصيات و بهدوء و ليس دفعة واحدة بعد ظهورها

    لا تحرمينا من قصصكِ

    ربي يوفقك و يسعدكِ
    بحفظ الرحمن ^^
    وإياكِ يآرب ~
    أسعدتُ بكِ , embarrassed

  11. #10
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة Rikedou sannin مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته يا حبر وردي
    وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته ~
    أهلاً بكِ عزيزتي^ ^


    شكرا جزيلا لك على القصة الجميلة و المتقنة

    لديك أسلوب رائع في الكتابة
    ربي يجزيك الججنه =)

    اسمحي لي أن أقول أنها كأي قصة لا تخلو من الأخطاء

    و لكن بشكل عام انها قصة رائعة و مؤثرة و متقنة الأحداث و تسلسلها و النهاية

    جزاك الله خيرا و ان شاء الله ما ننحرم من ابداعاتك

    و شكرا adoration
    وإياك يارب =)

  12. #11
    آلسـلامــ عليـكمـــ

    .. شكـــرا على القــــــصه آلرآئعـه

    صـراحة هآآذيـــ احـلى وآروع قـصه قـريتها .. في منتدى القصص وآلروايآت ..

    بـس السؤآل الـي يدور فـي رآآآآسي ايـش صآر للــ توم .. !! laugh

    وآتمنى تتقبلي مـروري ..

  13. #12
    و عليكم السلام والرحمة

    الحمدلله بخيرات وعافية .. و انت ..؟

    أولاً : اعتذر منك شديد الاعتذار لأنني دخلت إلى هنا [ 3 ] مرات دون أن اترك لك رداً

    الحقيقة أن كمية التعذيب الذي تعرض له ( توم ) ..

    لم يمكنني من تكملة القراءة .. و لم أحب أبداً أن أَع لك كلمة [ حجز ]

  14. #13

  15. #14
    ~Bloody
    شكراً لجمال حضورك ولقرائتك
    سعدتُ جداً بكِ ^^
    بمناسبة سؤالك لقد كانت نهاية مفتوحة فقط **

  16. #15
    ~Bloody
    شكراً لجمال حضورك ولقرائتك
    سعدتُ جداً بكِ ^^
    بمناسبة سؤالك لقد كانت نهاية مفتوحة فقط **

  17. #16
    أشكرك على القصة لديك موهبة وأتمنى منك الإستمرار

    بالكتابة وثقي بأن القراء سيكونون متواجدين للتمتع بما تخطه يداكِtickled_pink

    لكن يوجد لدي عدة ملاحظات أتمنى أخذها بعين الإعتبار

    مثل الخطأ عند كتابة لكِ = لكي

    وكلمة أنتي تكتب أنتِ

    وأيضا لديك أخطاء في الضمائر مثلاً عندما وصفت ليوناردو قلت أغلق عينها!!

    ظننتك تعنين أنه أغلق عيني سالي!!

    هذا من ناحية نحوية أما بالنسبة للقصة نفسها أزعجني موقف سالي
    السلبـــــي كثيراً تجاه توم فأنتِ لم توضحي ولو بجملة واحدة محاولة

    سالي لمساعدته فقط وجودها لمواساته والتخفيف عنه وددت لو

    لو لها موقف إيجابي فقط توسلات نحو بيث للتوقف عن تعذيب توم


    لو أنها قالت لوالدتها أو أحداً من الشرطة لمساعدة توم المسكين


    بصراحة أحقد عليها هههه أشعر أنها مشاركة بالجريمة نوعاً ما

    وأيضا موقفها بعد أن هربت من قبضة بيث قلتِ أنها تناولت العشاء!!!

    كيف تستطيع إبتلاع الطعام بعد ما حصل لها الأمر غير منطقي البتةhypnotysed

    بالنسبة للنهايــــة أكــــــــــــــــره النهايات المفتوحة

    أحيانا تناسب القصة وتسلسلها النهاية المفتوحة لكن في قصتك تمنيت لو عرفت

    ما حصل لتـــــوم

    عذرا ع الاطالة وإبداء الملاحظات لكن بالنهاية هي لمصلحك

    أتمنى ألا تكوني انزعجتِ من ردي

    سلمتِ وسلمت أناملكredface
    تشربت الملل حتى الثمالة ويكأني مللت من الملل ...

    إن الملل يقتلني ...tired

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter