بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
عن رجاء بن عمر النخعي قال : كان في الكوفه فتى جميل الوجه , شديد التعبد والاجتهاد وكان أحد الزهاد العباد , فنزل في جوار قوم من" النخع", فنظر ـ بدون قصد منه ـ الى فتاه منهم جميلة ,فهويها وهام بها عقله من أول نظره !! ونزل بها مثل الذي نزل به , فأرسل يخطبها من ابيها , فأخبره أبوها أنها مخطوبه لابن عمها , واشتد عليهما ما يقاسيان من ألم الهوى ولوعة الفراق !! , فأرسلت إليه الفتاة تقول :
قد بلغني شدة محبتك لي , وقد اشتد بلائي لذلك , مع وجدي بك وحبي لك , فإن شئت زرتك !! , وإن شئت سهلت لك أن تأتيني إلى منزلي !! فقال الفتى للرسول بينهما : لا واحدة من هاتين الخصلتين !! ( إنّي أخافُ إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم ) (الزمر:13)
,إني أخاف ناراً لايخبو سعيرها ولا يخمد ولا يطفأُ لهبها !!.. فلما رجع إليها الرسول
وأبلغها بكلامه !! قالت : وأرهُ مع هذا !! , زاهداً يخاف الله تعالى ؟!! والله ما أحد أحق بهذا ( أي الطاعة والعفه عن الحرام) من أحد !! , وإن العباد فيه لمشركون ؟!!
, ثم انخلعت من الدنيا , وألقت علائقها خلف ظهرها ,وتابت إلى مولاها وأنابت ,وجعلت تتعبد لله تعالى , وهي مع ذلك تذوب وينحل جسمها يوماً بعد يوم , حبا لذلك الفتى , وشــوقا إ
إليه , وأسفاعلى الفراق بينهما , حتى ماتت وهي على هذه الحال!! فكان الفتى يأتي قبرها , فيدعو لها ويستغفر , فرآها ذات يوم في منامه , وكأنها في أحسن منظر , فقال : كيف أنت ؟؟!! وما لقيت بعدي ؟!!!
فقالت :
نِعمَ الـحِبَّـةُ يــاحبيبُ حـبـكـما حــبُ يـقود إلى خيرٍ وإحسانِ
فقال لــها : إلام صــرت ؟!! فقالت له:
إلى نـعيمٍ وعيـشٍ لا زوال لـه في جنّة الخـلد مُلك ليس بالفاني
فقال لها :اذكريني هناكَ (أي وأنت في الجنة) !! فإني لـست أنساكـ !! فقالت :ولا أنا والله أنساكـ !! ولقد سألتكـ ربي فأعانني على ذلك بالاجتهاد !! , ثم ولــت مدبـرةً , فقلتُ لها : متى أراكـ؟!! قـالت :ستـأتينا عن قريب !! , فلم يعش الفتى تلك الرؤيا إلا سبعَ ليال حتى مات , رحمهما الله تعالى !!!".
فهل لنا وقفه في هذه القصه المؤثره؟؟؟ سبحان الله
المفضلات