مشاهدة النتائج 1 الى 6 من 6

المواضيع: الرحيل الأخير

  1. #1

    تحقيق أو نبذه او قصه الرحيل الأخير

    بسم الله الرحمن الرحيم

    071602stainlessbucket-lavender

    mmmmaaaa

    باتت أختي شاحبة الوجه نحيلة الجسم .. ولكنها كعادتها تقرأ القرآن الكريم .. تبحث عنها تجدها في مصلاها .. راكعة ساجدة رافعة يديها إلى السماء .. هكذا في الصباح وفي المساء وفي جوف الليل لا تفتر ولا تمل ..

    كنت أحرص على قراءة المجلات الفنية والكتب ذات الطابع القصصي .. أشاهد الفيديو بكثرة لدرجة أنني عرفت به .. ومن أكثر من شئ عرف به .. لا أؤدي واجباتي تجاه الله كاملة

    بعد أن أغلقت جهاز الفيديو وقد شاهدت أفلاماً متنوعة لمدة ثلاث ساعات متواصلة .. هاهو الأذان يرتفع في المسجد المجاور ..

    عدت إلى فراشي ..

    تناديني من مصلاها .. نعم ما ذا تريدين يا هناء ؟ .

    قالت لي بنبرة حادة لا تنامي قبل أن
    تصلي الفجر ..


    أوه .. بقى ساعة على صلاة الفجر وما سمعتيه كان الأذان الأول ..
    سأنام قليلاً ثم استيقض قبل شروق الشمس
    لأصلي الفجر

    بنبرتها الحنونة – هكذا هي حتى قبل أن يصيبها المرض الخبيث وتسقط طريحة الفراش .. نادتني .. تعالي يا شروق بجانبي .. لا أستطيع إطلاقاً رد طلبها .. تشعر بصفائها وصدقتها لا شك طائعاً ستلبي ..

    ماذا تريدين ؟..

    اجلسي

    ها قد جلست ماذا
    لديك ..

    بصوت عذب رخيم :

    " كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة "

    سكتت برهة .. ثم سألتني ..

    ألم تؤمني بالموت ؟

    بلى
    مؤمنة ..

    ألم تؤمني بأنك ستحاسبين على كل صغيرة وكبيرة ؟.

    بلى ولكن الله غفور رحيم .. والعمر طويل

    يا أختي .. ألا تخافين من الموت
    وبغتته ؟.

    انظري هند أصغر منك وتوفيت في حادث سيارة .. وفلانة .. وفلانة .. الموت لا يعرف العمر .. وليس مقاساً له ..

    أجبتها بصوت الخائف حيث مصلاها
    المظلم ..

    إنني أخاف من الظلام وأخفتيني من الموت .. كيف أنام الآن ؟.

    كنت أظن أنك وافقت للسفر معنا
    هذه الإجازة ..

    فجأة .. تحشرج صوتها واهتز قلبي ... قالت لي

    لعلي هذه السنة أسافر سفراً بعيداً .. إلى مكان آخر .. ربما يا شروق
    .. الأعمار بيد الله .. وانفجرت بالبكاء .. تفكرت في مرضها الخبيث وأن الأطباء أخبروا أبي سراً أن المرض لن يمهلها طويلاً .. ولكن من أخبرها بذلك ؟ .. أم أنها تتوقع ..

    قالت لي
    مالك تفكرين ؟

    جاءني صوتها القوي هذه
    المرة ..

    هل تعتقدين أني أقول هذا لأنني مريضة ؟..

    كلا .. ربما أكون أطول عمراً من
    الأصحاء ..

    وأنت إلى متى ستعيشين .. ربما عشرين سنة .. ربما أربعون سنة ثم ماذا ؟ .. لمعت يدها في الظلام وهزتها بقوة ..

    لا فرق بيننا كلنا سنرحل وسنغادر هذه الدنيا إما إلى جنة
    وإما إلى نار ..

    ألم تسمعي قول الله : " فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز " .

    قلت لها ..
    تصبحين على
    خير ..

    هرولت مسرعة وصوتها يطرق أذني .. هداك الله .. لا تنسي الصلاة ..

    الأن الثامنة صباحاً ..

    أسمع طرقاً على الباب .. هذا ليس موعد
    استيقاظي ..

    بكاء .. وأصوات .. ماذا جرى ..

    لقد تردت حالة هناء .. وذهب بها أبي إلى
    المستشفى ..

    إنا لله وإنا إليه راجعون ..


    عند الساعة الواحدة ظهراً .. هاتفنا أبي في المستشفى .. تستطيعون زيارتها هيا بسرعة

    أخبرتني أمي أن حديث أبي غير مطمئن وأن صوته متغير ..

    عباءتي في
    يدي ..

    أين السائق .. ركبنا على عجل .. أين الطريق الذي كنت أذهب مع السائق لأتمشى مع السائق فيه ؟ يبدوا قصيراً .. ماله اليوم طويل .. وطويل جداُ ..

    أين ذلك الزحام المحبب إلى نفسي كي ألتفت يمنة ويسرة .. زحام أصبح قاتلاً مملاً ..
    أمي بجواري تدعوا لها .. إنها بنت صالحة ومطيعة .. لم أرها تضيع وقتها أبداً ..

    دلفنا من الباب الخارجي
    للمستشفى ..

    هذا مريض يتأوه .. وهذا مصاب بحادث سيارة , وثالث عيناه غائرتان .. لاتدري هل هم من أهل الدنيا أم من أهل الآخرة !!

    منظر عجيب لم أره من قبل ..

    صعدنا درجات السلم
    بسرعة ..

    إنها في غرفة العناية المركزة .. وسآخذكم إليها .. ثم واصلت الممرضة إنها بنت طيبة وطمأنت أمي أنها في تحسن بعد الغيبوبة التي حصلت لها ..

    ممنوع الدخول لأكثر من شخص واحد ..

    هذه هي غرفة العناية
    المركزة ..

    وسط زحام الأطباء وعبر النافذة الصغيرة التي في باب الغرفة أرى عيني أختي هناء تنظر إلى وأمي واقفة بجوارها .. بعد دقيقتين خرجت أمي التي لم تستطيع إخفاء دموعها ..

    سمحوا لي بالدخول والسلام عليها بشرط أن لا أتحدث معها كثيراً ..

    دقيقتين كافية لك ..

    كيف حالك ياهناء..

    لقد كُنت بخير مساء البارحة .. ما ذا جرى لك ؟

    أجابتني بعد أن ضغطت على يدي .. وأنا الآن والله الحمد بخير .. الحمد لله ولكن
    يدك باردة ..

    كنت جالسة على حافة السرير ولا مست ساقها .. أبعدته عني .. آسفة إذا ضيقتك .. كلا ولكني تفكرت في قوله تعالى :

    "والتفت الساق بالساق * إلى ربك يومئذٍ المساق " ، عليك يا شروق بالدعاء لي فربما أستقبل عن قريب أول
    أيام الآخرة ..

    سفري بعيد وزادي قليل ..

    سقطت دمعة من عيني بعد أن سمعت ما قالت وبكيت .. لم
    أعي أين أنا ..

    استمرت عيناي في البكاء .. أصبح أبي خائفاً علي أكثر من هناء..

    لم يتعودوا هذا البكاء والانطواء في غرفتي ..

    مع غروب شمس ذلك اليوم الحزين ..

    ساد صمت طويل في بيتنا ..

    دخلت علي ابنة خالتي .. ابنة عمتي

    أحداث
    سريعة

    كثر القادمون .. اختلطت الأصوات .. شيء واحد عرفته .. هناء ماتت .. لم أعد أميز من جاء .. ولا أعرف ماذا قالوا ..

    يا الله .. أين أنا وماذا يجري ؟ عجزت عن البكاء ..
    صراخ ... ونواح ... ونحيب .... ويوم
    كان مخيف ..

    فيما بعد أخبروني أن أبي أخذ بيدي لوداع أختي الوداع الأخير .. وأني قبلتها .. لم أعد أتذكر إلا شيئاً واحداً .. حين نظرت إليها مسجاة على فراش الموت .. تذكر قولها " والتفت الساق بالساق " عرفت الحقيقة " إلى ربك يومئذٍ المساق " .

    لم أعرف أنني عدت إلى مصلاها
    إلا تلك الليلة ..

    وحينها تذكرت من قاسمتني رحم أمي فنحن توأمين .. تذكرت من شاركتني همومي .. تذكرت من نفست عن كربتي .. من دعت لي بالهداية .. من ذرفت دموعها ليالي طويلة وهي تحدثني عن الموت والحساب .. تذكرت اختي الراحله الخالده ...

    والله المستعان ..

    هذه أول ليلة لها في قبرها .. اللهم ارحمها ونور لها قبرها ..

    هذا هو مصحفها .. وهذه سجادتها ..
    وهذا ..وهذا ..

    بل هذا هو الفستان الوردي الذي قالت لي سأخبئه لزواجي .. تذكرتها وبكيت على أيامي الضائعة .. بكيت بكاء متواصلاً .. ودعوت الله أن يرحمني ويتوب عليّ ويعفوا عني .. دعوت الله أن يثبتها في قبرها كما كانت تحب أن تدعو ..
    دعوت الله ان يجمعني بها في ساحات
    جنات الفردوس

    فجأة سألت نفسي ماذا لو كانت الميتة أنا ؟ ما مصيري ؟ ..

    لم أبحث عن الإجابة من الخوف الذي أصابني
    .. بميت بحرقة ..

    الله أكبر ... الله أكبر .. ها هو أذان الفجر قد ارتفع .. لكن ما أعذبه هذه المرة ..

    أحسست بطمأنينة وراحة وأنا أردد ما يقوله المؤذن .. لففت ردائي وقمت واقفة أصلي صلاة الفجر .. صليت صلاة مودع .. كما صلتها أختي من قبل وكانت
    آخر صلاة
    لها ....


    إذا أصبحت لا أنتظر المساء ..

    وإذا أمسيت لا أنتظر الصباح ...


    *
    *
    *

    لولــي
    اخر تعديل كان بواسطة » لولــي في يوم » 09-09-2005 عند الساعة » 18:53
    cqqqz8uc2

    المذهله ... في القلب أنتِ خالدة
    الرجل الصامت شكراً الك عزيزي على التوقيع الروعة


  2. ...

  3. #2
    أبدعت

    أبدعت

    أبدعت

    و ابكيت القلب

    يظل الحبيب في القلب باقيا

    و تظل ذكراه في الوجدان سارية

    المذهلة الغالية

    اللهم ادخلها فسيح جنانك العظيمة

    و نقها مثلما تنقي الثوب الأبيض من الدنس

    اللهم آمين

    نعم كل نفس ذائقة الموووووووووووووووووووووت

    المووووووووووووووووووووت

    المووووووووووووووووووووووووووووووووووووت

    كلنا له

    و طريقنا إليه عاجلا أم آجلا

    لعل الشيطان تلاعب بأفكاره و شكل لك العالم بحلاوتها متناسيا قذارتها

    و لكن بفضل عذب الكلام

    عادت الفظرة لمجراها

    و عدت تلك الفتاة التقية الراكعة الساجده

    جميل أن نذكر أفعال الخيرين فالخير في العالم الفاسد هذا قله

    شكرا من القلب على البوح الصادق

    أبكيتني

    أبكيتني

    أبكيتني

    و لكن سأحاول حبس الدموووووووووووع

    و سأرفع يدي للسما معلنة الأمل

    نعم

    سأعيش بذكرى تلك النسمة الحانية

    و سنمجد لها أفعالها الراقية

    يا عبد

    يا عبده

    كلنا لله عز وجل عائدووووووووووووووون

    فمن غفلت نفسه عن التوبة فليعد

    إن الله يقبل التوبة ولو عاودته فوق المئة مرة

    عد

    عد

    و ألتمس الحياة الرائعة من هذه اللوحة البراقة

    شكرا من القلب أخيتي على همسك

    و على حروفك النيرة

    أختك الباكية في الله النفس التواقة

  4. #3

  5. #4
    جزاكي الله خيرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااا اختي

    الموت حق
    انا لله وانا اليه راجعون

    بارك الله فيك اخي وجعله في موازين حسناتك

    اللهم اني اعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه

    ثبتنا الله واياك اختي
    attachment

    [SHADOW]أختي لون التوت ...جزائكِ من الله على التوقيع الرائع....أشكرك[/SHADOW]


    [GLOW]سنبقا سويا مهما فصلت بيننا المسافات[/GLOW]

  6. #5

  7. #6
    السلام علـــــــــــــــــــيكم


    المذهــــــــــــــــــــــــــــــــــله


    النفس التـــــــــــــــــــــــــــــــواقه



    ان لله و ان اليــــــــــــــيه راجعون



    اعذريني لولـــــــــــي

    على عزائي المتأخر


    لكني عندما عرفت عن وفاتها

    شعرت باني اريد اعرف اكثر عن احتضارها

    و نعم المثل الذي يقتدى

    و شكرا انك شاركتينا بهذه اللحظات الاخيره

    فنحن بحاجه لان نصحو




    و هذه الاخت التواقــــــــــــه قد لحقت بالاخت المذهله


    يا الله ارحمهما و ثبتهما في القبر


    و عفو و غفر لجميع المسلمين و المسلمات الاحياء منهم و الاموات

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter