( جيفارا ) زعيم حرب العصابات في كوبا
احضرت اليكم هذا الرجل الذي قتلة الحلم ( جيفارا )
نبداء القصة
"الثورة قوية كالفولاذ، حمراء كالجمر، باقية كالسنديان، عميقة كحبنا الوحشي للوطن.. إنني أحس على وجهي بألم كل صفعة تُوجّه إلى مظلوم في هذه الدنيا، فأينما وجد الظلم فذاك هو وطني"...تشي جيفارا
لم يشهد العالم مثيلا أو شبيها طيلة الأربعين سنة الماضية للثوري الذي ألهم قلوب وعقول الملايين من المناضلين ضد النظام الإمبريالي القذر, والذي تحول في أيامنا هذه إلى حلقة وصل بين الحركات الجديدة المناهضة للحرب في العراق وما سبقها من حركات مناهضة للحرب في فيتنام. مثال العفة والتواضع, الثائر الذي أدار ظهره لمكاتب الوزارة في كوبا ليموت ويده على الزاد في الحرب ضد الإمبريالية الأمريكية, هذا الثائر لم يزل بيننا, حيا في قلوب الملايين وملهما لها في النضال العالمي ضد الإمبريالية العالمية.
خرج تشي من رحم عائلة أرجنتينية يسارية, وما أن دخل معترك الحياة للتعرف على العالم من حوله , حتى وجد نفسه وجها لوجه أمام المعاناة الرهيبة والظلم الاجتماعي والاضطهاد والتعاسة التي أتى بها النظام الإمبريالي للبشرية, وليجد نفسه في الوقت نفسه في الخطوط الأمامية لحركة المقاومة الملتهبة ضد هذا النظام , وكان أمام خيارين, خيار المهادنة مع هذا النظام بأمل إصلاحه, أو خيار الثورة عليه ومجابهته, فلم يتردد في أن يختار الطريق الثاني, طريق الثورة والمجابهة مع هذا النظام اللاإنساني.
كان تشي جيفارا مؤمنا بان المعركة من اجل التحرر قضية مصيرية لابد من كسبها بأسرع وقت ودون أي تأخير. لذا تحول إلى ملهم للحركة المناهضة للإمبريالية في وقتنا الحاضر, ليس بدافع الحنين إلى عقد الستينات وما شهده من تحولات سياسية عاصفة , بل لان هذا الجيل عازم كما الجيل الذي سبقه على كسب معركة الحرية دون حلول وسطية أو وعود مغرية وكاذبة من قادة الإمبريالية المعاصرين.
فجيل المعاصرين من مناضلي الحركة المناهضة للحرب والإمبريالية, سواء في سياتل أو جنيف أوغيرها, يقف اليوم وجها لوحه أمام نفس التحديات التي واجهها في ذلك الوقت مناضلو الحركة من جيل الستينات (جيل تشي ). فلو سلمنا جدلا بان المجتمع, في جميع الأحوال, في طريقه نحو التغيير والتحول, فلزاما علينا أولا أن نحدد طبيعة وشكل القوة القادرة على إحداث مثل هذا التغيير؟ لقد أعطى تشي سواء في حياته أو موته أجوبة شافية على هذا التساؤل.
ولد تشي في الأرجنتين لوالدين كانا من أنصار الحزب الشيوعي الأرجنتيني, وكانت الأرجنتين في سنوات شباب تشي الأولى ترزح تحت حكم الجنرال بيرون الذي شهدت البلاد في عهده تحولات وصراعات سياسية مريرة. كان بيرون وحكومته يحظيان بدعم قوي وغير محدود من الشعب الأرجنتيني وتأييد واسع في صفوف العمال والنقابات الأرجنتينية. ورغم أن بيرون لم يكن رئيسا يساريا, لكنه كان قائدا شعبيا و سياسيا معتدلا, وممثلا لرعيل جديد من الطبقة البرجوازية الأرجنتينية السائدة التي ضاقت ذرعا بالسيطرة التقليدية للدول الإمبريالية وخاصة بريطانيا على الاقتصاد الأرجنتيني. كان بيرون يتطلع لاقتصاد وطني مستقل كانت الطبقة العاملة الأرجنتينية تناضل من اجله بضراوة وقد حصلت عليه بالفعل نتيجة للإصلاحات الجذرية التي قام بها بيرون نفسه. في حين وقع الحزب الشيوعي الأرجنتيني في أخطاء سياسية قاتلة. فرغم انه كان يناضل بلا هوادة من اجل اقتصاد أرجنتيني مستقل عن نفوذ الدول الرأسمالية, إلا انه فضل التحالف مع أعداء الطبقة العاملة من اليمينيين التقليدين لغرض الإطاحة ببيرون وإزاحته عن السلطة.
ابرز الأسباب التي قادت تشي لولوج المعترك السياسي هو تأثير والديه اللذان كانا من أنصار الحزب الشيوعي الأرجنتيني, وهو ما قاد تشي لمعارضة البيرونية من جهة, و فقدان الثقة بالطبقة العاملة التي كانت في رأيه " تنقاد بسهولة " وراء مواقف بعض القادة الشعبيين" من جهة اخرى.
وحين امتطى تشي دراجته النارية مغادرا الأرجنتين ليجوب أرجاء أمريكا اللاتينية برفقة صديق له, كانت أمريكا اللاتينية في ذلك الوقت - بداية الخمسينات - مكانا مخيفا للاضطهاد, واللاعدالة الاجتماعية, والأنظمة الفاسدة التي أنشأها الأمريكيون, لقد كانت القارة أشبه بمرجل يغلي.
وصل جيفارا إلى بوليفيا في نهاية عام 1953, وكانت بوليفيا في أقصى حالات التدهور الاقتصادي والاجتماعي ومثالا للحالة السيئة في عموم أمريكا اللاتينية. فقد حاز هذا البلد على رقم قياسي في عدد الانقلابات العسكرية. ولم تكن حكومته سوى دمية في أيادي الأمريكان وأداة طيعة بيد الطبقة البرجوازية البوليفية السائدة, وكان كاستيرو ومعه ثلاثة من رجال الأعمال يسيطرون على جميع مناجم المعادن في البلاد ويتقاسمون أرباحها مع البنوك الأمريكية. بينما كانت غالبية السكان تعيش في ظروف فقر مزرية لا يمكن وصفها.
في أوائل أبريل عام 1952 اندلعت ثورة في بوليفيا ضد الديكتاتورية قادها عمال لاباز ثم ما لبث أن انظم إليهم عمال المناجم انتهت بسقوط الديكتاتورية. وآلت مقاليد البلاد إلى أيدي قادة الطبقة العاملة السياسيين, فكان اتحاد العمال ولشهور عدة هو الحكومة الحقيقية للبلاد.
يتبع
المفضلات