عزيزي المكساتي ّ , عزيزتي المكساتيّة , .. سأرتجلُ قليلاً .
.
تذكّروا دائمـًا أنكم لن تعيشوا سوى حياةً واحدة ,
ثم ستموتون , لتنتقلوا إلى الحيوات الباقية .. ثم للحياة الأبديّة , التي ستقضونها إما في النعيم وإما بالجحيم ..
وما هذه الحياة الأبديّة سوى نتيجة لحياتكم الوحيدة , حياتكم الحالية , التي لن تكرّروها .. بل ستعيشونها مرَةً واحدة .
.. انظر إلى الوقت كيف يطير , هذا اليوم مرّ بسرعة , ثم هذا الأسبوع قد مرّ أيضًا بسرعة , فمر شهرٌ بسرعة ومرّت سنة , ولا يبقى من حياتك إلّا سنوات قليلة , لما ستحتضر في فراش الموت ستجد أنها قد مرّت بسرعة , وسؤالك سيكون :- ماذا فعلت ُ في حياتي ?
هل تخطط , يا عزيزي , لفعل أيّ شيء مهم في حياتك ..؟ أي شيء يمكنه تغيير حياة الناس .. إلى الأفضل ..؟ هل تخطط لفعل أي شيء يوصل هذه الأمّة التي أصبحت بئيسة إلى الأمام ومن صحرا لصحرا ..؟
اذهب الآن وانظر لوجهك في المرآة , وفكّر مع نفسك , انظر من أنت .. لا تكن أي شخص .. لا تكن أي مراهق يتسكع بالزقاق .. لا يدري ما جدوى حياته .. لا تكن أي شخص لا يستخدم عقله .. لا تكن عاديًا ... كُن مميّزًا ,
انظر للمرآة , وحاول أن تبني شخصيّتك .. وتجعل شخصيّتك متناسقة مع بنيَتِك .. اِبْنِ نفسك , فلتكنُ نفس الشخص المميّز كل يوم , فلتكن شخصيّتَكَ أنت كلّ يوم .. انظر للمرآة وتذكّر مبادءك , وتذكّر نظرتك الأبديّة للحياة .. وتعرّف على أهدافك .. ادرِك ذاتك ..
انظر إلى ذلك الشخص بالمرآة , وقل له :- أنت الشخص الذي ستحقق تلك الأهداف , نعم أنت هو! أنت هو الوسيم الذي سيترك بصماته وآثاره على صفحات التّاريخ .. وأنتَ , هُو أنا .. ,
حياتك عزيزي .. حياتُك .. حياتك ثمينة جدًا , .. إن أوّل نعمة أنعمها الله عليك .. هي وجودك .. حياتُك أمانة من خالقك , لترعاها جيدًا .. فيرى ربُّك في الختام كيف رعيتَها .. ارع حياتك بإحسان .. ابنِ حياتك بإتقان .. كن ذاتك .. كن ذاتك .. إنها حياتك .
المفضلات