الصفحة رقم 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
مشاهدة النتائج 1 الى 20 من 34
  1. #1

    من روايه اجاثا كرستي : جريمه في بيت الطالبات

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    كيف الحال يا من تعشقون الرويات

    اليوم حبيت اجيبلكم روايه على شكل ملخص صغير ارجو ان تعجبكم

    معلومات عامه عن الكاتب :
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    أجاثا كريستي (
    بالإنجليزية: Agatha Christie‏) أو أجاثا ميري كلاريسا (بالإنجليزية: Agatha Mary Clarissa‏) وتعرف أيضا السيدة مالوان (بالإنجليزية: Lady Mallowan‏)، (من 15 سبتمبر (أيلول) 1890 إلى 12 يناير (كانون الثاني) 1976)، هي كاتبة إنجليزية اشتهرت بكتابة الروايات البوليسية لكنها أيضا كتبت روايات رومانسية باسم مستعار هو ماري ويستماكوت (بالإنجليزية: Mary Westmacott‏) تعد أعظم مؤلفة روايات بوليسية في التاريخ حيث بيعت أكثر من مليار نسخة من رواياتها التي ترجمت لأكثر من 103 لغات.


    ************************


    نشأتها:
    ـــــــــــــــ


    ولدت أجاثا كريستي Agatha Christie في (Torquay, Devon) عام 1890 من أب أمريكي وأم انجليزيه، عاشت في بلدة (ساوباولو) معظم طفولتها، تقول عن نفسها: إنني قضيت طفولة مشردةإلى أقصى درجات السعادة، تكاد تكون خلواً من أعباء الدروس الخصوصية، فانفسح لي الوقت لكي أتجول في حديقة الازهرالواسعة وأسيح مع الاسماك ماشاء لي الهوى.!! وإلى والدتي يرجع الفضل في اتجاهي إلى التأليف، فقد كانت سيدة ساحرة الشخصية، قوية التأثير، وكانت تعتقد اعتقاداً راسخاً أن أطفالها قادرين على فعلِ كلِ شيء وذات يوم وقد أصبت ببرد شديد ألزمني الفراش قالت لي:‏ ـ خير لكِ أن تقطعي الوقت بكتابة قصة قصيرة وأنت في فراشك.‏ ـ ولكني لا أعرف.‏ ـ لا تقولي لا أعرف، ‏ وحاولت ووجدت متعة في المحاولة، فقضيت السنوات القليلة التالية أكتب قصصاً قابضة للصدر.!! يموت معظم أبطالها.!! كما كتبت مقطوعات من الشعر ورواية طويلة احتشد فيها، عدد هائل من الشخصيات بحيث كانوا يختلطون ويختفون لشدة الزحام، ثمَّ خطر لي أن أكتب رواية بوليسية، ففعلت واشتد بي الفرح حينما قبلت الرواية ونشرت، وكنت حين كتبتها متطوعة في مستشفى تابع للصليب الأحمر إبان الحرب العالمية الأولى.‏.

    *****************************


    أعمالها


    ـــــــــــــــــــــ
    أول رواياتها هي رواية ثلوج على الصحراء التي لم يقبلها أي من الناشرين. ألفت بعدها رواية أخرى وهي قضية ستايلز الغامضة الذي ظهر فيها هركول(هرقل) بوارو (المحقق) للمرة الأولى وقد أدخلتها هذه القصة عالم الكتابة عندما قبلها أحد الناشرين بعد أن رفض ستة من الناشرين طباعة وتوزيع روايتها. وقد ألفت أجاثا كريستي العديد من الروايات البوليسية منها:


    attachment


  2. ...

  3. #2
    90340

    الفصل الاول
    هتف بوارو وهو مقطب الجبين :
    ـ مس ليمون !
    ـ نعم يا مسيو بوارو
    ـ يوجد في هذه الرسالة ثلاثة اخطاء
    كان صوته صوت انسان لا يصدق ما يرى ، إذ لم يحدث قط لمس ليمون -
    المرأة الدميمة العظيمة الكاتبه - انها توعكت او تعبت او انزعجت او تنكبت
    الدقة التامة في كل ما تقول او تفعل ..
    لم تكن مرأة ، وانما كانت آلة دقيقة .. كانت السكرتيرة الكفء المبرأة من كل عيب،
    فهي تعرف كل شيء ، وتحسن التصرف في كل موقف ، وتنوب عن بوارو في تنظيم حياته .. حتى جعلتها كالساعة الدقيقة.
    وبفضل جورج الخادم الخاص ، ومس ليمون السكرتيرة أصبحت الدقة والنظام هما الطابع البارز في حياة البوليس
    السري البلجيكي القصير القامة .
    ومع ذلك فإن مس ليمون قد أخطأت ثلاث مرات في تلك الرسالة البسيطة .. وادهى من ذلك انها لم تفطن الى الاخطاء .
    وبسط بوارو يده بالرسالة
    لم يكن منزعجاً .. وانما كان مشدوها لأن شيئاً غير ممكن الحدوث قد حدث فعلاً.
    وتناولت مس ليمون الرساله ونظرت فيها, ولأول مره في حياته رأى بوارو حمرة الخجل تعلو وجهها الدميم .
    قالت : يا إلهي .. ! لا أعلم كيف حدث هذا ولكن لا .. انني اعلم .. لقد حدث هذا بسبب اختي .
    ـ اختك ؟
    وكانت مفاجأة جديدة ، فإن بوارو لم يتصور قط أن لمس ليمون أختاً ،
    بل ولم يتصور ان لها اباً و اماً او جداً .. فهي آلة من تلك الآلات الدقيقة
    التي ليس لها انتماء ولا يمكن أن تكون لها عواطف او متاعب عائلية ،
    وكان يعلم أن ليس هناك ما يشغلها بعد العمل سوى الاهتمام بتطوير نظام جديد
    لحفظ الاوراق وكان في نيتها ان تسجله وتطلق عليه اسمها
    ردد بوارو في دهشة :
    ـ اختك ؟
    ـ نعم . وأعتقد انني لم أحدثك عنها ، انها قضت كل حياتها في سنغافورة .
    وكان زوجها يعمل في تجارة المطاط
    فهز بوارو رأسه مؤمناً . خيل اليه أن من المعقول والطبيعي أن تقضي أخت مس ليمون جل حياتها في سنغافورة فما وجدت سنغافورة
    ومثيلاتها الا لذلك .
    واستطردت مس ليمون قائلة :
    ـ انها ترملت منذ اربعة أعوام ولم تنجب ن وقد استطعت أن اجد لها
    شقة صغيرة جميلة بإيجار معقول .. وكان بوسعها مع شيء من حسن التصرف أن
    تعيش بإيرادها المحدود حياة سهلة ميسرة .
    وصمتت مس ليمون قليلاً ثم قالت :
    ـ كان ذلك أول عهدها بالاقامة في انجلترا ولم يكن لها اصدقاء أو معارف ، فأحست بالوحدة ، والسأم و صارحتني منذ نحو شهور برغبتها في
    شغل هذه الوظيفة .
    ـ أية وظيفة ؟
    ـ وظيفة مشرفة في بيت الطالبات تملكه سيدة نصف يونانية كانت بحاجة
    الى من ينوب عنها في ادارة البيت والاشراف على وجبات الطعام وتهيئة الجو
    الناسب للنزيلات والنزلاء ، ومقر هذا البيت في قصر قديم بشارع هيكوري
    في حي كان في وقت ما من ارقى أحياء النطقة . وكان المفهوم أن تقيم اختي في
    جناح خاص يتألف من غرفة للنوم وأخرى للاستقبال وحمام ومطبخ
    وصمتت مس ليمون مرة أخرى ، ونظر اليها بوارو مشجعاً فالستطردت
    قائلة :
    ـ أنا شخصياً لم أكن راضية عن هذه الوظيفة ولكني اقتنعت بوجهة نظر اختي ،
    فهي امرأة لم تتعود الجلوس طوال اليوم مكتوفة اليدين ، ثم انها عميلة وبارعة في الادارة والتنظيم .
    ولم يكن في نيتها بطبيعة الحال أن تستثمر في هذا لعمل شيئاً من مالها ، كانت فكرتها أن تقبل الوظيفة
    وتتناول مرتبها . وهو مرتب ضئيل ولكنها لم تكن بحاجة الى المال . يضاف الى ذلك أن العمل
    لم يكن يتطلب مجهوداً كبيراً . ثم انها كانت تحب الشباب وتعاملهم برفق .. وقد عاشت في الشرق مدة طويلة ..
    فأصبحت تعرف الكثير عن الخلافات العنصرية . ذلك ان نزلاء البيت خليط من جنسيات مختلفة .. واكثرهم من الانجليز .. ولكن بينهم ـ كما فهمت ـ عدداً من الزنوج واللمونين
    ـ هذا أمر طبيعي ..
    ـ ان نصف الممرضات في مستشفياتنا في هذه الايام زنجيات وقد قيل لي
    انهم أظرف وأكثر رعاية للمرضى من الممرضات الانجليزيات .. ولكن هذا
    موضوع آخر .. المهم اننا بحثنا الامر ملياً وقبلت اختي الوظيفة .. ولم نعبأ
    كثيراً بمسز نيكولتس صاحبة البيت .. وهي امرأة متقلبة المزاج تبدو لطيفة
    حيناً ومزعجة في أكثر الاحيان ومن المحقق انها لم تكن على شيء من القدرة
    والكفاية وإلا ما شعرت بالحاجة الى من يعاونها في ادارة البيت .
    ـ إذن فقد قبلت اختك الوظيفة .
    ـ نعم ، وقد انتقلت الى ذلك البيت منذ ستة شهور ووجدت العمل فيه مسلياً.
    والى هنا لم يجد بوارو في مغامرة اخت سكرتيرته ما يثير .
    واستطردت مس ليمون قائلة :
    ـ ولكنها في الفترة الاخيرة بدأت تشعر بقلق بالغ .
    ـ لماذا ..؟
    ـ حدثت امور لم تعجبها ..
    ـ هل نزلاء الفندق من الجنسين ..
    ـ لا أعني ذلك يا مسيو بوارو .. المتاعب التي من هذا القبيل يمكن توقعها
    ومواجهتها ولكن ماحدث هو أن اشياء كثيرة اختفت ..
    ـ اختفت ..؟
    ـ نعم . أشياء مختلفة اختفت بطريقة غير طبيعية .
    ـ تعنين انها سرقت ؟
    ـ نعم ..
    ـ هل أخطر رجال البوليس ؟
    ـ كلا .. أختي ترى انه ربما لا يكون هنا ما يدعو الى ذلك ، انها تحب اولئك الفتيان ،
    أو بعضهم على الاقل وتفضل أن تعالج الامر بنفسها .
    ـ انني أفهم وجهة نظرها . ولكنني لا افهم معنى قلقك الذي اعتقد انه انعكاس لقلق اختك .
    ـ انا لست راضية عن الموقف يا مسيو بوارو ، ولا أتمالك من الاحساس بأن
    هناك أموراً تحدث ولا أستطيع أن أفهمها او اجد لها ايضاً معقولاً .
    ـ الا يمكن أن يكون الامر مجرد سرقات بسيطة ؟ او ان يكون أحد
    النزلاء مصاباً بمرض السرقة ؟ >>>>> هذا عاد انا اول مره اسمع فيه
    ـ لا اظن ذلك لقد قرأت عن مرض السرقة في دائرة المعارف البريطانية
    وفي بعض المراجع الطبية ، ولكني لم أقتنع .
    فأطرق بوارو برأسه مفكراً . ثم قال :
    ـ ما قولك في أن توجهي الدعوة لأختك لكي تتناول الشاي في أحد
    الايام يا مس ليمون ؟. ربما استطعت أن اعاونها ..
    ـ هذا كرم منك يا مسيو بوارو .
    ـ اذن فليكن ذلك غداً اذا استطعت تدبير الامر .


    يتبع أرجو عدم الرد..



  4. #3
    في النهايه ارجو ان تنال الروايه اعجابكم و اعتذر للأطاله
    تقبلو خالصه ودي و كل عاو و انتم بألف خير
    .


    c2050a04ba

  5. #4
    تسلم شكرا ع الموصوع الروعه asiangooood
    واصل ابداك في انتضار كل جديد ^.^,,
    تقبل مروري ..,
    تحياتي rambo
    BUSY .,,,.

  6. #5
    [QUOTE=MeDia Lღ SpiRiT;28822304]تسلم شكرا ع الموصوع الروعه asiangooood
    واصل ابداك في انتضار كل جديد ^.^,,
    تقبل مروري ..,
    تحياتي rambo
    [/QU

    شكرا على المرور

  7. #6
    يعطيك العافية ، شكل القصة حلووة
    تسلم ولا عدمنا جديدك

  8. #7
    يعطييك الف عآفيه اخوي ع الروايه انا من مدمنين اجاثا واخيرا لقيتها بدون رابط

    لا عدمنا جديدك
    سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم

  9. #8
    انا كنت قد قرات هذه الرواية رائعة
    شكرا على الجهود الرائعة
    انصح بقراءتها في تزيد الذكاء وقوة الملاحظة
    يسلمو
    b328e8e4c6b3a417fad10bca1fb04ffd

    188ce0d5e6f78ed6cb463c061b2828ea

    ادعوا لي بالتوفيق

  10. #9
    ف إنتظار التكملة ^^
    b45dd5f3aefef69fd4db46e35aa78b10

    لن يسود السلام حتى تستأصل الوطنية من الجنس البشري sleeping

  11. #10

  12. #11

  13. #12

  14. #13
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    بعد أن أخذت الاذن من الأخ العزيز unlucky boy سأقوم بتنزيل بقية الرواية لكم ^.^

    إن شاء الله سأكتب لكم جزئية بسيطة يومياً, حتى أنتهي من القصة cheeky
    sigpic448022_2

  15. #14
    الفصل الثاني


    كان الشبه واضحاً بين مسز هبارد و شقيقتها مس ليمون..
    كانت بشرتها أكثر شحوباً.. و جسمها أكثر ضخامة وحركاتها أكثر بطئاً.. ولكن العينين الذكيتين اللتين تطلان من وجهها السمح كانتا نفس العينين اللتين يتآلفان مع نظارة مس ليمون.
    قالت مسز هبارد وهي تتناول قدح الشاي:
    -هل تعلم يا مسيو بوارو أنك لا تختلف قيد أنملة عن الصورة التي تخيلتها من وصف فليسيتي لك..؟
    فاستولت الحيرة على بوارو لحظة قبل أن يدرك أن " فليسيتي " هو اسم مس ليمون.. و أجاب:
    -لا عجب في ذلك متى وضعنا في الاعتبار ما نعرفه عن دقة مس ليمون.
    فقالت مسز هبارد وهي تتناول إحدى الشطائر:
    -إن فليسيتي لا تهتم بأمور الناس ولكني على العكس منها, وذلك هو سبب انزعاجي..
    -هل تستطيعين أن توضحي لي ماذا يزعجك يا مس هبارد..؟
    -نعم أستطيع.. أن من الطبيعي و المفهوم أن تختفي بعض النقود أو بعض المجوهرات. حين يكون هناك انسان غير أمين. أو انسان مصاب بمرض السرقة. ولكن الاشياء التي اختفت.. أظن أنه يحسن بي أن أتلو عليك القائمة التي تتضمنها.
    و أخرجت من حقيبتها دفتراً أسود صغير وراحت تقرأ:
    " فردة حذاء سهرة.
    أسورة عديمة القيمة.
    خاتم ماسي ( وجد فيما بعد في طبق حساء ).
    علبة مساحيق
    اصبح صباغ للشفاه.
    سماعة طبيب
    قرط
    ولاعة
    سروال قديم
    لمبات كهربية
    علبة شوكولاته
    شلة ( كوفية ) حريرية ( وجدت ممزقة )
    حقيبة من القماش ( وجدت ممزقة )
    مسحوق البوريك
    أملاح معطرة للاستحمام
    كتاب طهو "
    فتنهد بوارو وقال:
    -يا للطرافة..!! دعيني أهنئك يا مسز هبارد.
    -لماذا يا مسيو بوارو..؟
    -أهنئك لأن الأقدار وضعت بين يديك مثل هذه المعضلة الفريدة البديعة.

  16. #15
    -لعلها كذلك بالنسبة إليك يا مسيو بوارو.. أما بالنسبة إليْ..
    -ان وجه الطرافة في الموضوع.. هو انعدام الصلة بين هذه الأشياء. ولعل أول ما يجب عمله, هو التوفر على دراسة هذه القائمة بعناية فائقة.
    وتناول الدفتر الأسود الصغير.. و نظر إلى القائمة, و استغرق في التفكير.. بينما راحت مسز هبارد تحملق نحوه بمثل اهتمام الطفل حين ينظر إلى المشعوذ, ويتوقع في أية لحظة أن يخرج المشعوذ من قبعته أرنباً.. أو مجموعة من الخيوط الملونة.
    وأخيراً تكلم بوارو.. قال:
    -ان أول ما يلفت نظري في هذه القائمة.. هو أن جميع الأشياء التي اختفت -باستثناء سماعة الطبيب و الخاتم الماسي-أشياء تافهة.. فلنترك السماعة الآن جانباً و لنفكر في الخاتم.. هل هو خاتم ثمين..؟ كم يبلغ ثمنه..؟
    -لا أعلم يا مسيو بوارو.. انه خاتم ذو ماسة (سولتير) يحيط بها عدد من الماسات الصغيرة.. وقد فهمت من صاحبته مس باتريشيا لين أنه خاتم خطوبة أمها. وقد أزعجها اختفاؤه.. ولكننا تنفسنا الصعداء حين وجد الخاتم في نفس المساء في طبق حساء مس هوبهاوس.. واعتقدنا أنها كانت مجرد دعابة سمجة.
    -ربما كانت كذلك.. ولكني شخصياً أعتقد أن سرقة الخاتم و إعادته لا تخلوان من مغزى.. ان اختفاء علبة بودرة أو اصبع صباغ أو كتاب هو أمر لا يستوجب ابلاغ البوليس.. أما اختفاء خاتم ثمين فيختلف عن ذلك.. انه كان يمكن أن يؤدي إلى تدخل رجال البوليس.. ولذلك أعيد.
    فقالت مس ليمون:
    -ولكن لماذا سرق. ما دام في نية السارق أن يعيده.؟
    فقال بوارو:
    -نعم.. لماذا؟ .. ؟ ولكن يحسن بنا في هذه المرحلة أن نترك الاسئلة.. ان ما يهمني في الوقت الحاضر هو تصنيف الأشياء المسروقة.. وقد بدأت بالخاتم.. ماذا تعرفين عن مس باتريشيا لين.. صاحبة الخاتم..؟
    -باتريشيا لين.. ؟ إنها فتاة ظريفة جداً.. تواصل دراستها للحصول على دبلوم في التاريخ.. أو الآثار القديمة.. أو شيئاً من هذا القبيل.
    -هل هي غنية..؟
    -كلا.. ان لها إيرادا صغيراً ولكنها حريصة في انفاقها.. ولديها فيما عدا الخاتم قطعة أو قطعتان من الحلي. ولكن ليس لديها ثياب جديدة.. وقد أقلعت عن التدخين مؤخراً.
    -هل يمكنك أن تصفيها لي..؟
    -انها متوسطة القامة.. ليست شقراء ولا سمراء, ولكن بين بين. وهي رصينة هادئة الطباع.
    -قلت أن الخاتم وجد في صفحة حساء مس هوبهاوس.. من هي مس هوبهاوس..؟
    -فاليري هوبهاوس..؟ انها فتاة سمراء بارعة تميل في حديثها إلى السخرية.. وهي تعمل في صالونللتجميل يسمى صالون سابرينا.. أعتقد أنك سمعت عنه.
    -وهل بين الفتاتين صلة صداقة..؟
    ففكرت مسز هبارد قليلاً ثم قالت:
    -أظن ذلك.. ان لباتريشيا صلات طيبة مع الجميع. أما فاليري هوبهاوس فلها بعض الاعداء بسبب سلاطة لسانها, ولكن لها كذلك بعض الاصدقاء.. أظن أنك فهمت ما أعني..
    -نعم.. فهمت.


    ***


    اذن فباتريشا لين فتاة طريفة و لكنها عادية.. أما فاليري هوبهاوس ففتاة لها شخصيتها..
    قال بوارو مستطرداً دراسته لقائمة المسروقات:
    -أن ما يحيرني هو اختلاف نوعية هذه المسروقات.. ان بينها أشياء تافهة قد تغري بسرقتها فتاة فقيرة تحب الطهور, كالحلي الزائفة, و علبة البودرة, وصباغ الشفاه, و الاملاح المعطرة و علبة الشوكولاتة.. ولكن توجد كذلك سماعة الطبيب.. وهذه لا يقدم على سرقتها سوى رجل يعرف أين يبيعها أو يرهنها.. من كان صاحب هذه السماعة..؟
    -مستر بيتسون.. وهو شاب ضخم الجسم, دمث الخلق.
    -هل هو طالب طب..؟
    -نعم.
    -وهل أغضبه فقد سماعته..؟
    -انه سريع الغضب بطبيعته.. ولكنه سرعان ما يهدأ و يصفو.. بيد أنه ليس من الطراز الذي لا يكترث لسرقته أشيائه.
    -ومن الذي لا يكترث..؟
    -هناك مثلا الطالب الهندي جوبال رام.. انه يبتسم في كل المواقف و يلوح بيده بقلة اكتراث قائلاً أن كل الممتلكات المادية لا تهم.
    -هل سرق منه شيء..؟
    -كلا.
    -آه.. ومن هو صاحب السروال..؟
    -مستر ماكتاب.. وكان السروال من القدم بحيث لا يعبأ أي انسان آخر بفقده.. ولكن مستر ماكتاب شديد الحرص على ثيابه القديمة ولا يفرط في شيء منها.

  17. #16



    -لنستعرض الآن جميع الأشياء التافهة التي لا تستحق السرقة.. كالسروال القديم و المصابيح الكهربية ومسحوق البوريك والأملاح المعطرة, وكتاب الطهو.. قد يكون لهذه الأشياء بعض الأهمية, يمكن أن يكون الظن أنها عديمة القيمة.. فمسحوق البوريك يمكن أن يكون قد نقل من مكانه بطريق الخطأ.. و المصابيح الكهربية ربما كانت تالفة.. فأخذها بعضهم لاستبدالها بغيرها قم نسي أن يفعل ذلك. وكتاب الطهو يحتمل أن أحدهم استعاره ولم يرده.. و السروال القديم ربما أخذته احدى الخادمات.
    -اننا نستخدم في أعمال النظافة امرأتين مشهود لهما بالأمانة.. ويستحيل أن تأخذ احداهما شيئاً دون استئذان.
    -ربما كنت على حق.. لننتقل الآن إلى موضوع فردة حذاء السهرة.. من هي صاحبة الحذاء..؟
    -سالي فينش.. وهي فتاة أمريكية تتلقى علومها هنا في بعثة فولبرايت.
    -هل أنت واثقة من أن هذه الفردة لم توضع في مكان ما...؟ أن فردة واحدة لا يمكن أن تفيد أحداً.
    -لقد بحثنا عنها في كل مكان يا مسيو بوارو.. و الواقع أن مس فينش كانت مدعوة إلى حفلة و كان ثوبها يتطلب حذاء للسهرة ولم يكن لديها حذاء سواه.
    -لابد أنها احست بالضيق.
    وصمت قليلاً ثم قال:
    -بقي موضوع حقيبة القماش و الشملة الحريرية اللتين وجدتا ممزقتين.. أن الدافع هنا ليس الغرور أو الطمع, ولكنه الحقد.. من هو صاحب الحقيبة؟
    -جميع الطلبة تقريباً يملكون حقائب من قماش الرحلات.. وكل الحقائب متشابهة.. ومصدرها محل واحد.. ومن المتعذر التفريق بينهما, ولكن يكاد يكون من المحقق أن الحقيبة الممزقة هي حقيبة ليونارد بيتسون, أو كولين ماكتاب.
    -و الشملة الحريرية..؟
    -انها شملة فاليري هوبهاوس, جاءتها هدية بمناسبة عيد الميلاد, شملة خضراء اللون ومن نوع جيد.
    فتمتم بوارو قائلاُ كمن يحدث نفسه:
    -فاليري هوبهاوس..!!
    و أغمض عينيه.. وراح يستعرض في ذهنه أشياء لا رابط بينها ولا صلة.. حقائب من قماش و صباغاً للشفاة, و أملاحاً معطرة, و كتاب طهو.. و سراويل و شملات.. إلخ.
    وفكر.. لابد أن تكون هناك صلة ما بين هذه الأشياء... أو بعضها. بل ربما كانت هناك صلات عديدة.. ولكن المسألة هي: من أين يبدأ..؟
    و أخيراً فتح عينيه وقال:
    -أن الأمر يتطلب تفكيراً.. وتفكيراً عميقاً..
    فقالت مسز هبارد بحدة:
    -نعم.. أنا واثقة من ذلك يا مسيو بوارو.. و الواقع أنه لم يكن بودي أن أزعجك..
    -ليس ثمة أي ازعاج.. أن الأمر يثير فضولي.. و الرأي عندي أن نبدأ بالناحية العملية.. لنبدأ مثلاً بالحذاء.. أعني حذاء السهرة.. نعم.. أننا سنبدأ بالحذاء يا مس ليمون.
    فاعتدلت مس ليمون في جلستها و تناولت قلماً, و استطرد بوارو قائلاً:
    -ربما كان في استطاعة مسز هبارد أن تأتيك بفردة الحذاء التي بقيت.. اذهبي بها إلى مكتب الأشياء المفقودة بمحطة شارع بيكر.. متى فقدت فردة الحذاء يا مسز هبارد..؟
    ففكرت هذه الأخيرة طويلاً و أجابت:
    -لا أستطيع الآن أن أذكر ذلك على وجه التحديد يا مسيو بوارو.. ولكن في استطاعتي أن أسأل سالي فينش عن موعد الحفلة.

  18. #17
    -حسناً..
    ثم تحول إلى مس ليمون وقال:
    -في مقدورك أن تدلي ببيانات مبهمة.. قولي انك نسيت فردة الحذاء في القطار الدائري - أو في الأتوبيس.. كم عدد خطوط الأتوبيس التي تم بشارع هيكوري..؟
    -اثنان فقط يا مسيو بوارو..
    -حسناً.. و إذا لم تظفري بنتيجة في محطة شارع بيكر, فاذهبي إلى اسكتلديارد. و ازعمي انك تركت الحذاء في احدى سيارات الأجرة.
    فقالت مسز هبارد:
    -ولكن ماذا يحملك على الظن بأن..
    فلم يدعها بوارو تتم عبارتها و قاطعها بقوله:
    -لننتظر النتيجة أولاً.. و سواء كانت بالايجاب أو السلب, فاننا يجب أن نلتقي مرة أخرى للتشاور يا مسز هبارد. و عندئذ يجب أن تذكري لي جميع الحقائق الصغيرة الهامة التي ينبغي لي أن أعرفها.
    -أظن أنني ذكرت لك كل ما أعرفه.
    -كلا.. كلا.. ان في ذلك البيت خليطاً من الشباب المختلفي الجنس و الأمزجة.. هناك مثلا فلان الذي يحب فلانة, و فلانة التي تغار من زميلتها أو تحقد عليها.. أريد أن أعرف حقيقة العلاقات الانسانية بين نزلاء البيت.. أنواع الصداقة و العداوة و الأحقاد و مالنافسات و الشرور و الخلافات التي يزخر بها هذا المجتمع الصغير.
    -ولكني لا أعرف شيئاً عن ذلك يا مسيو بوارو.. انني لا أختلط بهم.. و عملي قاصر على ادارة البيت و تنظيم وجبات الطعام..
    -ذكرت لي بنفسك أنك تحبين الشباب و تهتمين لأمورهم. وقد قيل لي انك لم تقبلي هذه الوظيفة من أجل المال و إنما للاتصال بالمشكلات الانسانية في بيئة الشباب.. ومن المحقق أن بين نزلاء البيت من تميلين إليه.. كما أن بينهم من يثير نفورك.. نعم.. انك ستحدثينني عن كل ذلك.. لأنك منزعجة, لا بسبب ما حدت.. فقد كان بمقدورك أن تبلغي الشرطة, و إنما..
    -لم أبلغ رجال الشرطة لأن مسز نيكوليتس, صاحبة البيت, لم تشأ أن يتدخل البوليس في الموضوع.
    لوح بوارو بيده كمن يستبعد هذا الرأي وقال:
    -كلا.. أنك منزعجة من أجل شخص بعينه.. شخص تظنين أنه ربما كان المسئول عما حدث.. أو أن له مكسباً فيما حدث.. شخص تحبينه.
    -هذا صحيح يا مسيو بوارو.
    -نعم.. هذا صحيح.. و أعتقد أن لك كل الحق في أن تنزعجي..


    نهاية الفصل الثاني

  19. #18
    الفصل الثالث


    فتحت مسز هبارد باب بيت الطالبات بمفتاح معها, وما كادت ترقى السلم حتى لحق بها شاب طويل القامة أحمر شعر الرأس.
    صاح الشاب:
    -هالو ماما.. هل كنت في نزهة..؟
    كان المتكلم هو ليونارد بيتسون, وهو شاب لطيف مبرأ من جميع العقد و مركبات النقص.
    و أجابته مسز هبارد:
    -بل كنت مدعوة لتناول الشاي يا مستر بيتسون. أرجوك ألا تعوقني.. فقد تأخرت فعلاً.
    -انني شرحت اليوم جثة رائعة.. رائعة حقاً.. لقد جعلت بدني يقشعر.
    -لا تكن مزعجاً أيها الشاب الخبيث.. جثة.
    فاطلق بيتسون ضحكة تردد صداها في أنحاء البهو.. و قال:
    -ان ذلك ما أصاب سيليا.. لقد ذهبت إليها في الصيديلة وقلت لها " انني جئت لأحدثك عن جثة ".. ففر لونها و كادت تسقط مغمى عليها.. فما رأيك في ذلك يا مسز هبارد..؟
    -لا عجب.. فربما ظنت المسكينة أنك تتحدث عن جثة حقيقية..
    -ماذا تعنين..؟ طبعاً كنت أتحدث عن جثة حقيقية..؟ هل تظنين أننا نمارس التشريح في جثة مصنوعة..؟
    وفي هذه اللحظة فتح باب إلى اليمين و أطل منه رأس مشعث الشعر قال صاحبه محدثاً بيتسون:
    -أهذا أنت..؟ ظننت أن هناك ستة رجال.. أن صوتك صوت رجل واحد.. و لكنه يدوي كأصوات عشرة رجال.
    فقالت مسز هبارد:
    -أرجو ألا يكون قد أزعجك يا نيجل.
    فأجاب نيجل شايمان:
    -ليس أكثر من المعتاد.
    و أختفى داخل غرفته.. فقال بيتسون:
    -يا له من شاب رقيق..!!
    فقالت مسز هبارد:
    -تجمل بسعة الصدر يا فتى.. فلست أحب أن تتشاحنا.
    وظهرت على درج السلم في هذه اللحظة فتاة ما أن وقع بصرها على مسز هبارد حتى هتفت:
    -أهذه أنت يا مسز هبارد..؟ أن مسز نيكوليتس في غرفتها وقد قالت أنها تريد أن تراك حالما تعودين.
    فتنهدت مسز هبارد و شرعت في ارتقاء درج السلم إلى الطابق الثاني, و افسحت لها الفتاة الطريق لكي تمر.
    كانت الفتاة طويلة القامة سمراء البشرة فقال لها بيتسون وهو يخلع معطفه:
    -ماذا حدث يا فاليري..؟ هل تلقت مسز نيكوليتس رسالة لمسز هبارد..؟
    فهزت الفتاة كتفيها الجميلتين و واصلت هبوط السلم وقالت و هي تجتاز البهو:
    -لقد أصبح هذا البيت أشبه بمستشفى المجانين.
    و واصلت سيرها بتلك الرشاقة الجريئة التي تميز المحترفات من عارضات الأزياء, و دخلت غحدى الغرف الملطة على البهو.


    ***


    كان رقم 26 بشارع هيكوري يتألف في الواقع من بيتين شبه منفصلين. وقد أزيلت الفواصل بين طابقيها الأرضيين لكي يتألف منهما قاعة فسيحة للجلوس و أخرى للطعام.. و ظل درج السلم في كل من البيتين منفصلاً عن الآخر.. لكي يؤدي أحدهما إلى غرفة نوم الفتيات, و يؤدي الآخر إلى عنبر نوم الفتيان.


    ***


    و ارتقت مسز هبارد درج السلم, و فصدت إلى غرفة مسز نيكوبيتس و طرقت بابها و دخلت وهي تقول لنفسها:
    -لا شك أنني سأجدها في احدى نوبات غضبها.!!


    ***


    كان جو الغرفة خانقاً فالنوافذ مغلقة, و المدفأة الكهربية تعمل بكل طاقتها وقد جلست مسز نيكوليتس على احدى الأرائك وسط عدد من الوسائد الحريرية و راحت تدخن.
    كانت امرأة ضخمة سمراء واسعة العنين على وجهها مسحة من جمال أذبلته السنون..
    هتفت حالما وقع بصرها على مسز هبارد:
    0إذن فقد عدت أخيراً..؟
    فأجابت مسز هبارد بالهدوء المأثور عن آل ليمون:
    -نعم.. لقد عدت و قيل لي أنك تريدين مقابلتي.
    -نعم... أردت مقابلتك.. فهذا أمر مخيف لا يحتمل..
    -أي أمر تعنين..؟
    -هذه الفواتير..!!
    و أخرجت من تحت احدى الوسائد رزمة من الفواتير و استطردت قائلة:
    -ماذا تطعمين هؤلاء الطلبة و الطالبات..؟ زبدا و دجاجاً و شواء..؟! أهذا فندق ريتز..؟ من يظنون أنفسهم..؟
    -أنهم شباب يتمتعون بشهية جيدة.. يتناولون وجبة افطار كاملة و وجبة عشاء عادية.. طعام بسيط و لكنه مغذ.. و معقول اقتصادياً.
    -معقول اقتصاديا..؟ اتجسرين على أن تقولي ذلك لي..؟ انه سيؤدي بي إلى الافلاس.
    -هذا المكان يدر عليك ربحا و فيرا يا مسز نيكوليتس. و الأجور مرتفعة بالنسبة للطلاب..
    -ولماذا لا تكون الأجور مرتفعة؟ أليست الغرف كلها مشغولة بصفة دائمة؟
    -أليست طلبات الالتحاق ثلاثة أضعاف الأماكن الحالية؟
    -ألا يتنافس المجلس البريطاني و جامعة لندن و الليسيه الفرنسية للحصول على أماكن الطلاب عندنا..؟
    -ذلك يرجع غالباً إلى جودة الطعام و وفرته.

  20. #19

  21. #20
    إنني من محبي رويات أجاثا كرستي
    فشكرًا ع المجهوود لفتح الموضوع
    53f8ac1cbda3f0979e97f89a25da4dc5

    عِنْدَمَا أَغْمٍضْ عَيْنِي لِلَحْضَهـ أَجِدْ طِبَاعْ كُلْ مَنْ حَوْلِي تَغَيَرَتْ فَكَيْفْ إِذَا كَانَتْ لِسَنِهـ

الصفحة رقم 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter