طابت أوقاتكم بكل خير
هذا هو الموضوع الثالث من سلسلة المواضيع التي تتحدث عن شركات الدبلجة العربية
وكنت في الموضوعين السابقين قد أستعرضت مجموعة من شركات الدبلجة العربية الرائدة في لبنان وخارج الوطن العربي وفي الخليج والأردن
ولكن مازال هناك بعض شركات الدبلجة التي ظهرت في فترة لاحقة وقد رأيت أن أخصص لها موضوعاً مستقلاً
فهذه الشركات ظهرت جميعها في فترة واحدة هي فترة التسعينيات
ويمكن اعتبار أوائل التسعينيات فترة فاصلة في عالم الإنتاج التلفزيوني في العالم العربي
فقد شهدت تلك الفترة مجموعة من العوامل والظروف التي ساهمت في تغيير الخارطة التي كان معمولاً بها حتى أواخر الثمانينيات
وأول تلك الظروف كما تعرفون الغزو العراقي لدولة الكويت
كان لذلك الحدث انعكاساته الهامة التي أثرت على حركة الإنتاج العربي وخاصة فيما يتعلق بدبلجة الإنمي
أولاً: أنتهت مرحلة الدبلجة الخليجية التي كانت تعتمد على خبرات كويتية وعراقية وعربية مشتركة وأنتهت بذلك أصوات فلاح هشام أو سعاد جواد أو مسافر عبد الكريم وغيرهم
ثانياً: أثرت المقاطعة الخليجية للإنتاج الأردني على حركة الإنتاج الفني في الأردن مما جعل بعض الشركات الأردنية تحاول في الإنتاج دون الإعتماد على المحطات الخليجية
ومن ناحية أخرى شهدت أوائل التسعينات ظهور القنوات الفضائية وكانت قناتا الأم بي سي والفضائية المصرية من أوائل تلك القنوات تلتها بقية القنوات العربية
حاولت شركات الإنتاج العربية إعادة حساباتها وفق الظروف الجديدة
ونتيجة للمقاطعة التلفزيونية الخليجية للانتاج الأردني أتجهت الشركات الأردنية لدبلجة المسلسلات المكسيكية وكان قد سبقهم بذلك نقولا أبو سمح ويمكن تفسير هذه الخطوة بالتالي:
الشركات الأردنية تريد الإستغناء عن التلفزيونات الخليجية الرسمية وفي الوقت نفسه لاحظت أن المحطات الجديدة تشكو من نقص واضح في البرامج الجديدة خاصة مع توقف الإنتاج الأردني وفي نفس الوقت كان نقولا أبو سمح قد بدأ بدبلجة الاعمال المكسيكية وقد وجدت تلك الأعمال لنفسها مكاناً ثابتاً على خريطة الكثير من القنوات مثل الأم بي سي والقنوات اللبنانية وقنوات المغرب العربي لذلك كانت هذه الأعمال هي الحل الأمثل لكي تستمر هذه الشركات
في سوريا كانت المقاطعة الخليجية للإنتاج الأردني سبباً في انتعاش الحركة الفنية خاصة مع ظهور قوانين جديدة في سوريا تشجع الإنتاج الخاص بعد أن كان الإنتاج الفني محصوراً إلا ماندر في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون
انتعشت الحركة الدرامية في سوريا وانتعشت معها كثير من القطاعات المساندة والدبلجة احدها
في لبنان عاد الإستقرار بعد انتهاء الحرب أوائل التسعينيات أيضاً ومعها عادت بعض الشركات للدبلجة من جديد
خلاصة القول أن التسعينات عهد جديد لشركات الدبلجة
المفضلات