مشاهدة النتائج 1 الى 16 من 16
  1. #1

    الرواية ~ عندما تختلط المشاعر لتهوي بصاحبها إلى القاع

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
    هذا الموضوع سيكون فقط - للأجزاء -
    لذا الرجاء عدم الرد هنا إطلاقاً !!


    0


  2. ...

  3. #2


    جداً مُنهكة وليس بإمكاني وضع جميع الأجزاء هنا وتنسيقها ،
    لذا وفرتها لكم بصيغة pdf .. وعلى المفكرة بصيغة UTF-8 لتناسب هواتفكم ^^
    pdf
    UTF-8

    من لا يريد التحميل ويود أن يتوه بين الردود فليتفضّل الموضوع القديم للرواية ..


    0

  4. #3


    98r46927

    21/
    أصبحـَت هي الشـيء الوحـيد الذي يعنيـه .


    رفع رأسه على صوت انفتاح الباب حيث خرجت ماكي من الحمام وهي تمسح رأسها بمنشفتها متظاهرةً بالهدوء بينما عيناها الحمراوتان المتورمتان تنفيان ذلك تماماً ،
    سأل بهدوء : أين ذهبت ؟
    أجابت وهي تضع المنشفـة على الطاولة الخشبيـة وهي تتنهـد : ذهبتُ لأخـذ بعض الحبـوب من الصيدليـة ،
    فـأنا أشعر بالتوعـّك قليـلاً .. أو ربمـا بالتقزّز ، مالذي عليّ فعله ، سينو ؟

    رفع حاجبـه الأيمن قائـلاً : تسألنـي أنا ؟ اسأل معلمـكَ الحقيـر النائـم هذا !!

    - لماذا أنتَ غاضبٌ منه !

    أشـاح بوجهـه لينظـر للستـائر التي تصطبغ بلون التراب : لأنه نفاية ، يقولُ أنه أعطاني قوىً غبيةً كالتي لديـك ،
    لقد سمعتُ صـوته يقول أنكَ في خطر ويخبرنـي بمكانك حين كنتَ تقاتـل ذلك الطـويل في تلك المعركـة الـ ..

    لم يكمـل حديثه بل أغلق عينيه بسرعة تزامنـاً مع صوت إغلاق الباب القوي ،
    اقترب منه ليسمع سعالها المُوجـِع ، سأل بقـلق : أنتَ بخير ؟ أعتـذر على تذكيـرك .

    أجابت بعد أن صفّت حنجرتها بتعب : وكأننـي قد نسيت ، لأن دماغي فارغٌ الآن فأني أتذكّر المشـهد بكل تفاصيله ،
    سابقاً كنتُ منشغلاً بحفلة كونيجي لذا فلم أكن أعطي الموضوع اهتماماً كبيراً ..

    سعلت بقوة ليمُّـدَ سينـو شفتيـه بتـألّم .

    V5046927


    كانت المعلمـة تسير ببطءٍ وهي توزّع الأوراق على الطـاولات المتفرّقـة وهي تعبث بخصلات شعرها البنيّة قائلة :
    وكمـا قلت ، فالاختبار سيكون صعباً لأن هذا الجزء من المقرر معقّدٌ قليـلاً ،
    لكن لا تقلقـوا وابذلـوا ما بوسعكم ، لا أريد أن أستلم ورقتين فقط بعلامـاتٍ كاملـة ،
    ورقتيّ تـودو ومـاكي .

    لم يكن من الواضـح أنها معلّمـة ، فقد بدت أصغـر من ذلك بملامحهـا اللطيفة و الطفوليـة ،
    رغم شخصيتهـا القويـة وشرحهـا الواضـح ، فهـذه سنتها الأولـى ،
    عقدت حاجبيهـا حين وقفت أمام طاولة مـاكي التي كانت تدفن وجهها بذراعيها ،
    وقد بدا شعرها القصير المربوط مُضحكاً قليلاً ! فهو لا يستحقّ أن يُربط !
    هزّتها بخفةٍ وقالت باستنكـار : ماكي ، هل أنتَ مريض ؟

    رفعت ماكي رأسها ونظرت لمعلّمتها بعينين محمّرتين : كلا ، لم أنم جيداً البارحة وحسب .

    ربتت على كتفها مبتسمةً وهي تقول : جيّـد !
    ارسـُم الابتسـامة على شفتيّ كما تفعل دائمـاً حين أصحـحُّ ورقتك .

    امتُقـع لون مـاكي التي عرفت أنها ستخيّب رجاء معلمتها التي وضعت الورقة أمامها ثم أكملت مسيرها لتوزّع بقية الأوراق ،
    ضغطت ماكي القلـم وهي تسحب الورقـة ،
    عوّدت نفسها على ألا تسترق النظر للأسئلة بل تبدأ بكتابة اسمها ثم تجيب على
    الأسئلة تدريجياً كيلا توتّر نفسها إن كان هناك أي سؤالٍ صعب ،
    حلّت السؤال الأول ببعض الحيرة وعقدت حاجبيها ما إن وقعت عينيها العسليتين على السؤال الثاني ،
    كان سؤالاً لم تقرأه من قبل !! خمنّت إجابته وانتقلت إلى ما يليه بيأس ،
    حلّته غير متأكدةٍ من إجابته ، أجابت على كل شيء بطريقةٍ كانت واثقة أنها خاطئة وتجاهلت محاولات كونيجي لمساعدتها ،
    أما السؤال الأخير فقد اخترعت قانوناً خاصاً بها وأبدعت في ابتكار إجابةٍ فظيعة !!

    انتبهت لوقوف المعلمة بجانبها فشعرت أنها تغلي من الإحراج ، لم ترفع رأسها واستمرّت تنظر لتنورتها السوداء بصمت ،
    حتى قالت المعلمة باستنكارٍ واضح : ماكي ! إن السؤال الثاني هوَ أسهل سؤالٍ في مقررّكم بأكملـه .

    - آسف ؛ فيبـدو أنني كنتُ متغيّباً .

    ازدردت المعلمة لعابهـا بسخط ، قالت بغضب : أصغِ إليّ ، سأشـرحُ لكَ بطريقـةٍ مبهمة فقط لأنكَ طالبٌ متميّـز .

    ركّز معها جميع الطـلاب بشكلٍ رائع ، ولو أنها في حصةٍ عاديةٍ بالطبع لما أعارها أحدٌ أي اهتمـام .

    هزّت ماكي رأسها مرددّةً أنها فهمـت وعادت تصحّح إجابتها ، لولا أن كيمورا قد هتف : ما هذا الشرح معلّمة آيـاكا ؟
    لقد درستُ هذا وفهمتـه كما أني متأكدٌ من صحة حلي وحين بدأتِ بالشرح قلبتِ دماغي !

    - لأنني أشرح بشكلٍ مبهم يعتمـد على ذكـاء المتلقـي .

    صاح بغضب : أتعنين أنني غبــي ؟!

    ضحكت مجيبةً إياه : أنتَ من خمن ذلك ، الزمـوا الصمـت الآن .

    بعد أن انغمسـت ماكي في محاولات تصحيح أجوبتها فوجئت برأس كونيجي الغاطس في ورقتها ،
    همست له : كو ! لا تنقل مني فإجاباتـي هذه المرة كلها خاطئة ! أنقل من تـودو .. انتبـه للمعلـمة ! كُو ..

    همس بغيظ : أنهيـتُ الغش ! أنا أحـاول أن أعرف أخطـائكَ لأصححهـا لكَ ،
    سمعتُ من سينو أنكَ انشغلت بميـلادي عن الدراسـة ..

    ابتعـد بسرعة ما إن التفتت المعلمة ، تنهـدّت وسلَمت ورقتها للمعلمة التي رفضت وأمرتها أن تراجع بإصرار ،
    مما أكّد لها أن إجاباتهـا رهيبـة !!

    همسـت كيكـو البعيدة لكونيجـي قائلـة : سألهـي المعلـمة وأنتَ ساعـد ماكي .

    - حسنـاً . حرّك شفتيه موافقاً لتبدأ كيكو بطرح أسألتها البلهاء على المعلّمة التي بدأت تشعر أن عروقها ستنفجـر ،
    همس كونيجي لماكي : حسناً ، استمع .. السؤال الأول ..

    نظرت ماكي للمعلمة التي تهزّ رأسها وهي تستمع لأسئلة كيكو الغبيّة ،
    المعلمة آياكا تثق بها دائماً فهـل ستخُون ثقة معلّمتهـا المفضّلة .
    قالت بحدّة : لا أريد ! شكراً كُـو ..

    اتسعت حدقتيه بغضب ولكن كيمورا سحب الورقة بحركةٍ مفاجئة دوت أن يستشيرها ليبدأ بتصحيح إجاباتها ،
    عضّت على شفتها الورديّة بغضب واتجّهت إليه دون وعي لتسحب الورقة منه بقوّة ،
    التفتت المعلمة باستنكـار لتـجد ماكي واقفةً أمام طاولة كيمورا تحمـلُ ورقتها ،
    ابتسمت وهـي تزدرد لعـابها ومدّت الورقة لها وهـي تقول : أرجـوكِ خذيـها !!

    نظرت المعلّمـة للورقـة بغضب وصرخـت قائلة : ألا نية لكَ بتصحيـح أخطائـك هذه ؟!
    ألا تعـرفُ أننـي أثـورُ حين أرى هؤلاء الأغبيـاء يجيبـون أفضّـل منك !

    شعـرت ماكي برغبـةٍ عارمـة في البكـاء ، ألا يكفيها أن نفسيتها في الحـضيض !
    أحنت رأسها وهـي تقول بصوتٍ مختنق : آسف معلمتي !

    تقدمـت منها بغيظٍ ورفعت ذقنها لتحدّق في عينيها وقالت بين أسنانها : بدل أن تعتذر أحرز علاماتٍ جيدة في الامتحانات القادمـة .

    أغلقت ماكي عينها اليمنـى وابتسمت ببلاهـة لتقول : حسناً ، أتسمحيـن لي بالخروج قليـلاً ؟

    تنهـدت وهي تبتعـد عنها وترفع شعرها الذي يصـل إلى كتفيها وقالت : اغـرب .

    خرجت ماكي بخطىً سريعة مما جعل الجميع ينظرون إليها لتصرخ المعلمة : حلّوا أوراقكم !

    نظر سينو لهـيرو وأشار له بحاجبيه ، ليقـوم الاثنان بطيّ أوراقهما على شكل طائرتين بينما المعلمة تنظر لهما بعينين جاحظتيـن ،
    رمياها عليها وهما ينـظران لبعضهمـا بابتساماتٍ ساخرة ، رفعت الورقتين من على الأرض وهي تصـرخ : أنتــمـا !!

    فوجئت بتـودو الذي وقف أمامها وهو يضع سبابتـه على شفتيه ويقول كأنمـا يحادث طفلاً : اشش ..

    رمى بالورقة في وجهها ثم عـاد لمقعـده ، اتجـّه بصرها لا شعوريـاً نحـو كونيجي الذي كان قد وقف وفي كلّ مرةٍ يتوقف فيها عند طاولة طالب يخبره بإجاباته الخاطئة !!

    صرخت بغضـبٍ مجدداً فقال ساخـراً : حبالكِ الصوتيـّة يا امـرأة ! يآآخ كم أن صوت النسـاء مُزعج .

    رمى ورقته هو الآخـر وعاد يجلس على كرسيه وهو يسند ذقنه على راحتيـه قائـلاً :
    خُذي ورقتكِ الغبيـة و أسألتكِ البلهاء يا ذات الساقيـن القصيرتيـن .

    انفرجت شفتيها الكرزيتيـن لتقـول بـلا استيعـاب : كونيجي !!

    أكمـل حديثه غير مبالٍ بها والتفت لميزوكـي التي كانت تتـأمل شعرهـا المـلففّ بطريقـةٍ ناعمة وقال : أخـبري والدكِ أن يطـرد هذه المزعجـة .

    أطرقت ميـزوكي بنظرهـا فجأةً للورقـة متظاهـرةً بأنهـا لم تسمعـه ليضحـك الجميع .

    V5046927

    تنهـدت ماكي وهـي تتمشـى وتنـظر للمقهـى الصغيـر ،
    توقفـت أمام زجـاجه لتمتـّع ناظريهـا بأشكـال الكعـك و الدونـات المُختلفـة النكهـات المصفـوفة بطريقةٍ تزيدهـا جمالاً ،
    عبسـت وهي تنـظر لانعكاس صورتهـا على الزجـاج حين رأت أن رباط شعرها قد انحلّ قليـلاً ،
    فكّته ليصل إلى كتفيهـا ، همهمـت " المعلّم لا يريدنـي أن أقصّه ، لا أستبعـد أنه ينـوي فضحـي أمام الجميع ! " ،
    ربطتـه مجدداً و تكشيرةٌ كبيرة ترتسم على مُحيـاها ، شعـرت بوقوف شخصٍ إلى جانبها ،
    كان سيـنو الذي ناولهـا كأسـاً من عصيـر التـوت الطـازج ، أخذتـه وهي تبتسم مجاملةً وتقول : انتهت الدروس ؟

    أجاب وهـو يلـوي شفتيه : لا قـال ذلك المُسّـن أن آتي معكَ للتدريـب ، ولا زلتُ لا أفهمـه بصراحة .

    ارتشـفت من العصيـر وقالت ببـرود : لا أظنه محقاً فلا تصدّقه ،
    صحيحٌ أنني جاهلة لكنني أعرف أن القوى إما أن تولد معكَ أو تنقل بطرقٍ حقيرة وخذ كومادا مثلاً على هذا ،
    لا يمكن أن تحصل على القوى هكذا فجأة ومن المعلّم أيضاً ، على كلٍ .. تعال معي للتدريب لتتأكد .

    ابتسم براحةٍ وهو يقول : واه ، حقاً ! سآتي بالطبع .

    ugE46927

    اخر تعديل كان بواسطة » وَهْج في يوم » 07-08-2011 عند الساعة » 00:25
    0

  5. #4


    93A46927

    انعكس لون العصير على وجنتيها وهي تنظر لابتسامته ،
    أشاحت بوجهها عنه وعضّت شفتيها بغيظ ، سألت بصوتٍ خافت : ما رأي الرفاق بما حصل البارحة ؟

    رفع كتفيه بلا اكتراثٍ وقال : ولماذا تهتم ؟ عموماً لم يعلّقوا وهذا ما أستغربـه .

    ضحكت وهي تقـول : أظن ما حصل كان فظيعاً ، لكني لم أرَ أيّ ردة فعلٍ معارضة منهم ،
    بل إن هيرو قال لي [ عملٌ جيــد ، استمـرّ هكـذا ] ! هل أصيب بمِـسّ ؟!

    ردّ بملل : هيرو ؟ هذا المخلوق لا يتصرّف بلا سببٍ أبداً ، حتى أنه يزن كلماته ،
    لا يمكن أن يقول شيئاً دون أن يعني كارثةً خلفه .

    - كارثة ! أسألكَ عن هيرو وليس عن شبح ! آه ..
    " نظرت لساعتها البيضـاء ثم قالت " هيا فقد تأخرنا على المعلم ، لنـذهب .

    تأكّدت من تفريغ كأسها من آخر قطرات العصير القاني لترميه ،
    ابتسم سينو وهو يرى شفتيها الحمراوتين ، تبدو أكثر أنوثةً هكذا ولذا يشتريه ويقدّمه لها دائماً .

    V5046927

    كان الطلبة يصدرون جلبةً تسبب الصدّاع ، فهؤلاء يتضاحكـون والآخرون يتشـاجرون ،
    بينما مجموعة سينـو التي لم تكن تحوي سينو كانت في حالٍ آخر ، فقد كانت ماكي تنظر لهيرو بحذر ،
    لأنه كان يدفن وجهه في طاولة الكافتيريا وخصلات شعره الفضية تنساب حوله ،
    ولما كانت جالسةً مقابله فقد نغزته على كتفه وهي تهمس بتساؤل : هيرو ؟

    نظر لهما كيمورا وهو يقضم من بسكويت الشوكولا بهدوء ،
    أما هيرو فقد رفع وجهه ونظر لها بهدوءٍ وحزن قائلاً : نعم ؟

    وضعت يدها على فمها وهتفت باستنكـار : هيرو ! ما بك ؟ أنتَ بخير ؟!

    تنهد وهو يسند جبينه على بطن أنامل يده اليسرى التي كان يستند بها على الطاولة وسكت .

    التفتت لكيمورا وهي تسأل : أتعرفُ ما به ؟

    قال تودو ساخراً : ما إن علم أن سينو حصل على قوة حتى أصبح بهذه الحالة ،
    ذهب لمعلمكَ وطلب منه إلا أنه أخبره أنه لا يستطيع ، وذاك الأبله الآخر يكاد يموتُ رافضاً للقوة .

    قال هيرو بغضب : بالطبع فكيف سيفهم سينو الغبي شيئاً كهذا ؟!

    دافع كونيجي بحدّة : لا تقل عنه غبياً يا هيرو ،
    ولا تتصرف وكأنكَ تفهم كل شيء فأنت لا تفهم سوى محيطكَ ومشاعركَ ورغباتكَ وحسب ،
    أما سينو فهو شخصٌ آخر ولديه شخصيةٌ مختلفة لذا اخرس !

    صفّق تودو ببرودٍ وقال : انظـروا كيف يتحدّث كونيجي !

    التفتـوا على صوت جري ريـو الذي توقف أمامهم وقال بنبرةٍ مستعجلة :
    هيرو ، سينو أخبرني أن أسألك إن كنتَ رأيتَ الشريط الذي سجّل عليه تودو البارحة ،
    فهو يتحداني أنني سأضحك إن شاهدته !

    رفع تودو بصره له وقال بهدوء وبرود : آوه .. ذاك ؟ لقد حطّمـته !

    ضحك ريـو ساخراً : هذا أفضـل ، إنه يفشل دائماً في تحدياته . تشششش !

    عمّ صمتٌ رهيبٌ في المكان بخاصةٍ من الفتيات يدلّ على قدوم شخصٍ وسيم !
    هتف ريـو فجأة : واااااه ..! رينوووو ..

    التفت الجميع إليه وجاء سينو في نفسه اللحظة يسير بملل وهو يرتدي قميصاً أسوداً بلا أكمام مع بنطالٍ من الجينز :
    ريو لقد تأخرت أين الـ ..

    لكنه سكت ما إن رأى رينـو واقفاً أمامهم ،
    كان يرتدي بنطالاً أسوداً به بعض الكلمات الإنجليزية العنيفة باللون الأبيض ،
    كما كان قميصه باللون الأسود أيضاً ببقعةٍ واحدةٍ بيضاء ، خلع نظارته الشمسية وقال : مرحباً .

    شبك ريـو يديه وقال بحالمية : واه رينو ! جئتَ لزيارتي ، لم أتوقع هذا منكَ أبداً !

    كتم رينـو ضحكته على هذا الأبله وقال : أتظنـني جئتُ لأجلكَ يا أبله !

    ضربه بخفةٍ على كتفه وقال : لا تكن خجولاً ! وما بها إن جئتَ لزيارة ابن خالتكَ الرائع ؟!

    ردد الجمـيع : ابن خالتك ؟!

    قال رينو بسخرية : رائع ؟ متى تغيّر معنى هذه الكلمــة ؟!

    رفع ريـو شعره وقال بتهكم : اخرس ! فأنا في الحقيقة أعلم لماذا أتيت ، لأجل أميركَ ماكي ، صحيح ؟

    اتسعـت حدقتي ماكي العسليتـين بذهـول ؛ ريـو يعرف !

    قال رينو بلا مبالاة وهو يرفع كتفيه : أتيتُ لاصطحاب الجميع في نزهةٍ للتخفيف من ضغوط الدراسة .

    ولكن الحقيقة أنها كانت للتخفيف عن ماكي بسبب قتيلها الأول ، فمنذ متى كان رينو يأبه بأحدٍ سواها ؟!

    عانقه ريـو قائلاً : أنا أيضــاً ؟!

    دفعه متقززاً وهو يقول : بالطبع لا ! الجمـيعُ ما عداك .

    ضحك سينو ساخراً : هاهاها ! ريو كم أنتَ مثيرٌ للشفقة .

    قال رينـو بضحكـةٍ صغيرة : هذه هي النقطة الوحيدة التي أتفّق معكَ فيها ، هيا جميعاً ، لنذهب .

    قفز كونيجي بسعادة وفي طرفة عين كان بجانب رينو وهو يقول : يااي هياااا .

    وقف تودو وهو يدسّ يديه في جيبيه ويقول : حسناً ، سأذهب.

    قال ريـنو وهو يرفع حاجبيه : سنقوم بالشواء ..

    ثم تقدم وهو ينظر لهيرو ماداً شفتيه وقال : هل ستأتي أيضاً سيد هيرو الحزين ؟

    وقف هيرو وهو يقول مصححاً : لستُ حزيناً ، لكني متعبٌ قليلاً ، وبالطبع سنأتي أنا وكي .

    نظر ريـو بتقزز لملابس ابن خالتـه الكئيبة وقال : سينو سيبقى معي إذاً .

    رفع سينو شعره بأصابعه وهو يقول : منذ متى تعطيني الأوامر ؟
    أنا محبط لذا فقد جاءت هذه النزهة في وقتها وسأذهب لإبهاج نفسي ،
    ولا أنسى أن السبب الرئيسي في ذهابي هو ألا أبقى معك !

    قال رينـو وهو يهزّ رأسه بيأس : من يريد البقاء معكَ يا أبله ، أبلـغ والدتكَ أن تبقى بعيداً .

    رفع ريـو كتفيه وهو يقلب شفتيه قائلاً : لا شأن لي! لا تقحماني في أموركما الغبية .

    - لماذا ؟ ألا تنوي أن تصبح الوريث ؟

    ابتسم بخبثٍ قائـلاً : بلى سأصبح كذلك ؛ لأحطمكَ أنتَ وابتسامتكَ المغرورة البَلهاء هذه !
    لكن حالياً لن أتدخّل بعلكما مطلقـاً وحتى لو كموّظفِ صغير ، وحتى يحين الوقت سأكونُ أنا من سينهيك !

    رفع رينو حاجبه الأيسر بدونيّة وقال وكأنه لا يطيق الحديث :
    فلتحترم مكانتكَ يا ريو ، قبل أن أتهّور وأغرقكَ في دمائكَ الآن ، و لولا أن والدتانا شقيقتـان ...

    قاطعه ريو ليكمل بحقد : لكنتَ ميتاً الآن !

    دخل الجميع في حالة صمت وبدا أن هيرو قد فقد أعصابه فقال بغضب : ريو !
    توقّف عن إثارة الفوضى هنا ، وقد يسمعكَ الطلاب .

    صرخ ريو بغـضب : وهل أنا وحدي من يتحدث ؟! دائماً أحاولُ إصلاح الأمور ويرفضُ هذا الحقير !

    صرخت ماكي بحنق : صمتــاً !

    وقفـت وهي تضع راحتيها على الطاولة وتقول : أمتأكدان أنكما قريبـان !

    سحب رينـو ريو من ياقتـه ليقـول ببـطء : ثِـق بأنـكَ ستموتُ على يديّ .

    ابتسـم ريو مستهينـاً ليدفعه رينـو وهو يقـول : لنذهب .

    التفت ليتجّه للبـوابة البعيـدة ويلحـق به الجمـيع بصمـت وهم يشيّعون ريـو بنظرةٍ مستغربة .

    جلس ريـو على الطـاولة وهو يتمتـم بسخـط : لهـذا لا يحـب سوى مـاكي ،
    لأنـه رمى بعائلتـه وكلِّ ما يملـك وأصبحـَت هي الشـيء الوحـيد الذي يعنيـه .

    V5046927

    كان الجو صافيـاً ونسمـاتٌ من الهواء المُنعـش تمرّ لـتلطّف الأرجـاء ،
    مما أشعـر ماكي بالاستـرخاء فقد استلقـت على البسـاط القماشي بجانب رينو وهي تغطـي وجهها بقبعـة كيمورا ،
    رينـو كان يهتـمّ بالشـواء ويقلّبـه بحـذر ،
    أمـا البقيـّة فقد كـانوا يستمتعـون بلعـب الورق بينمـا رينو ينقـل بصره بينهـم وبين ماكـي
    مُتجاهلاً سينو الذي كان ينظر له بين الفينة والأخرى وهو يقلّب شفتيه .

    هتـف كيمـورا فجـأةً بغـضب : غشـاش !

    قال كونيجي ببراءة تنضح من عينـيه : أنـــا ؟

    نظـر له تـودو بطرف عينـه بنظرةٍ متهكّمة وقال : ومـن غيــرك ؟

    صاح كونيجي : دودة الكتب ! لم أطلب رأيك .

    قال سينـو بهـدوء : لا تقل عنه ذلك !

    سحب هيـرو الأوراق من يد كونيجي ليحّل بذلك المسألة وركله وهو يقول : خسرت ، هيا لنكمل ..

    لكمـه كونيجي بخفةٍ على ظهـره وهو يرفع حاجبيه ،
    ثم سحب كيساً مليئاً بالأطعمـة وابتـسم بنصـرٍ وهو يهمـس لنفسه
    " من يُـريد اللعـب مادام كلُّ هذا الطعـام هنا ؟ هه ! "

    V5046927

    كان الصراخ ينبعث من غرفة سينو وماكي بشكلٍ مزعج ، فقد كانت ماكي تقف أمام الزاوية موليةً إياها ظهرها
    وهي تفـرد يديهـا بحسمٍ لتحمـي إنـاء الزهـور الذي كان يتوسط الطاولـة وتقـول : كــلا !

    قال سينـو بهـدوءٍ وهو يضع يديـه على خصره : هذه ليست غرفة فتيات لتُزينّها بالزهـُور !

    صاحـت ماكـي باعتـراض : هذه ليست غرفتـكَ وحدك.

    رفع حاجبيـه وقال ليذكّرها : لقد كانت كذلك ، لولا أنكَ تطّفلت عليّ بها .

    قالت مـاكي مُـبررّة : ولكـن لن تضّرك الزهـور بشيء ، إنها جميـلة!

    رفع نـظره للسقف بملل وهو يعبـث بلسانه داخل فمه ، وبحركةٍ مراوغة مدّ يده فجأة ليخـترق دفاعاتهـا ويسحـب الإنـاء ،
    شهقت باعتراض ولم تستسلم فقد مدّت يديها لتسحبها منه ، قال بغيـظ : أفلتهـا وإلا كَسـرتُهـا .

    صرخت بغـضب : لن أفعـل فعـلى كل حال أنتَ سترميها .

    سحبها بقـوة ورماها لتتحطـّم وتتنـاثر بتـلات زهـور الليليوم البرتقـالية على الأرضيـة ،
    عضّت ماكي على شفتيهـا وهي تنـظر إليها ثم رفعـت وجهها إليه وشدّت قبضتيها لتصل عينيها لعينيه الخضراوتين الحادّتين ،
    رمته بنظرةٍ حادة ليَبتـسِم بِكُـلّ بـرود ، كبتـت دموعهـا بصعوبـة وهي تقـول : سأريكَ ! حقيـر ..

    سدّدت له لكمـةً بيمنـاها ليصدّها براحتـه اليمنـى ويرفـع حاجبيـه ساخـراً ،
    حاولت سحب يدها لولا أنه كان يمسكها بإحكـام ،
    لم تجد بداً من أن تركله بقدمها اليسـرى ولكنه أمسكها بيده اليسـرى أيضـاً لتتـسّع ابتـسامته السـاخرة.

    اتسعت حدقتي ماكي وقالت بهـلع : دعني ! سأسقط هكذا .

    رفع كتفيه قائلاً بلا اكتراث وهو يحكم إمساكها : سيكون هذا أفضل ، فمنذ البداية أنتَ من بدأ بالشجار ،
    ولأنني لا أريد أن أتشاجر مع شخصٍ ضعيفٍ مثلك بسبب أخلاقي التي لا تسمح لي فكل ما يجب علي فعله هو إمساكك ومنعكَ من التصرّف كالأطفال .

    قالت ماكي بفظاظة : وهل ستمسكني طيلة حياتك ! أفلتني الآن.

    - حسناً .

    قال كلمتـه بهـدوء وتـركهـا ليتفاقم غيظها !
    نظرت له بغضـب وقـالت : مالذي أصـاب دمـاغك ! أيعقـلُ أن انتـقال القـوى إليك قد مسح جزءاً مُهمـّاً من عقلـك ؟

    رفع كتفيه ساخراً وقال : غلطة من هذه برأيـك ؟

    خرج من الغرفة تاركاً إياها واقفةً في مكانه ترقب مغادرته بنظراتٍ مشدوهة ،
    اغرورقـت عينـا ماكي بالدمـوع وهي تهمـس : لماذا ؟! لم يتصرّف معي هكذا قطّ إلا في بداية تعارفنـا ،
    لماذا حين أحببته أكثر من ذي قبـل ينقلـب لمعاملتي بهذا الشكـل الفظ والمتنّمر ..
    أيعقل أنه يكره القوى إلى هذه الدرجة .. إن كان يكره كونه بشرياً غير طبيعي لهذه الدرجة فماذا أفعل أنا ؟!

    ugE46927

    اخر تعديل كان بواسطة » وَهْج في يوم » 07-08-2011 عند الساعة » 00:26
    0

  6. #5


    93A46927

    في غرفة تودو ذات الألوان الهادئة والمرتبة ، كان تودو جالساً على سريره مستنداً إلى الجدار وهوَ يمسك بروايةٍ بين يديه ويقرأها بانغماس ،
    بينما كان كونيجي بجانبه ملصقاً كتفيهما ببعض وهو يلعب بجهازه الـpsp ،
    أما ماكي فقد كانت تجلس إلى جانب تودو الآخر وهي تضم ركبتيها بتفكير ..

    دفع تودو يد كونيجي وهو يقول : كُـو .. يدك مزعجة ! دعني أقرأ قليلاً .

    دافع كونيجي بتبريرٍ قائلاً : عليّ أن أتحرّك بسرعة وإلا سأموت !

    - حرّك أصابعك يا أبله وليس ذراعكَ بأكملها ..!

    - وما أدراك أنت ها ؟ آلة القراءة لا تعرف شيئاً عن ألعاب الفيديو كما أظن .

    جزّ تودو على أسنانه وقال : بالمناسبة عزيزي أنتَ تجلس في غرفتي وتحديداً على سريري ، بدّقة تخنقني !

    عاد إلى لعبته قائلاً ببدهية : ماذا أفعل .. ؟ أحبك .

    تأفف تودو وحاول أن يعود إلى قراءته ، انتبه إلى ماكي التي لم بدا أنها لم تسمع حرفاً مما قيل رغم ارتفاع صوت كونيجي المُزعج ، قال بهدوء : ماكي ..؟

    نظرت له باستغراب متسائلة : ماذا ؟

    تنهد وهو يغلق كتابه ويوجّه نظره لها : أنتَ الذي يجب أن أسأله ، فيمَ تفكّر ؟

    زمّت شفتيها بتفكيرٍ لثوانٍ ، لكنها ما لبثت أن أجابت :
    سينـو .. إنه غاضبٌ عليّ بسبب القوى .. أنتَ تعلم أنه لا شأن لي في هذا ، فلمَ يصُبّ عليّ أنا جم غضبه ؟

    بدا الاستياء على وجه تودو وهوَ يتمتم : ذلك الأحمق ..

    سألت ماكي : ماذا ؟ في الحقيقة لستُ أشعر بالذنب ما دمتُ لستُ مخطئاً ، لكن كما تعلم ،
    امم .. نحنُ في غرفةٍ واحدة لذا ..

    عاد تودو يفتح كتابه وبدا عليه الضيق ، قال بهدوء : بإمكانكَ الانتقال إلى غرفة أيّ شخصٍ آخر ،
    لا تدعه يتنمّر عليك ، عاجلاً أو آجلاً سيعود ذاك الأبله إلى رشده .

    - معكَ حـ...

    قفز كونيجي مستلقياً على بطنه فوق ساقيّ تودو قائلاً : أتودّ مشاركتي غرفتي ؟
    أنتَ تعلم أنني شخصٌ اجتماعيٌ جداً ولا أحب البقاء وحدي ..

    وكزه تودو بركبتيه وهوَ يرفعهما قائلاً بابتسامة : أليسَ لأنكَ تخاف من العتمــة ؟!

    ترك كونيجي جهازه وقفز على تودو ليطرحه على السرير قائلاً بغضبٍ مصطنع : من هوَ الذي يخاف من العتمة ؟!

    ضحك تودو وهو يرفع كتابه قائلاً : أنت !

    - ماذاااا ..؟!

    صرخ بكلمته ثم أمسك بقميص صديقه ليتدحرج الاثنان ويسقطان على الأرض متأوهين ،
    نظرت لهما ماكي وهي تضحك بينما استمرّ الاثنان بالتدحرج حتى وصلا إلى باب الغرفة الذي فُتح بقوة ليصطدم في خاصرتي الاثنين ليتأوها بألم ،
    اتسعت حدقتي ماكس وهي تقف قائلة : سحقاً لكِ .! ألا تفهمين أن دخول مهاجع الفتيان محرمٌ على الفتيات !

    لوت تايجا شفتيها وهي تقول : أنظروا من يتحدث ! لقد جئتُ ألقي التحية ..

    نظرت لتودو وكونيجي اللذان كانا يتأوهان على حالهما الذي يثير الشفقة بذهول ، قالت بصعوبة : مالذي كانا يفعلانه ..

    هتف الاثنان معاً : نتشاجر !

    قال تودو بغضب : إياكِ أن تسيئي الفهم !

    بينما تذمّر كونيجي : أليس لديكِ عينان تريان أن ذوقي أرفع من هذا الفتى ؟

    ركله تودو على بطنه وهوَ يقول : نعم عزيزي ! سيكون لكَ الفخر إن فكرتُ أنا بك !

    قالت ماكي متجاهلةً إياهما : ومنذ متى وأنتِ تلقين التحية علينا عزيزتي ؟!

    رفعت حاجبيها قائلةً بخبث : ربما قررتُ أن أودعكما ، لديّ شعورٌ يقول أن هذا هوَ آخر يوم ستتنعمون به في هذه الحياة ،
    بعدها ربما تذهبون إلى الجحيم ..

    رفعت ماكي كتفيها بلا اهتمامٍ وهي تسير إليها وتسحبها من ذراعها قائلة :
    تعالي سأخرجكِ من هنا قبل أن ينتبه سينو ، إن انتبه سيبلّغ عنكِ الإدارة ..
    ولنحتسي كوباً من القهوة مع بعض الكعك أيضاً .

    قالت تايجا بحماس : حسناً لنفعل !! " استدركت قائلة " لا تظن أنني بدأت أتقبّل الفتيان البغيضون !

    ضحكت ماكي وهي تضربها على ظهرها قائلة : هيا يا فتاة انفضي هذه الأفكار الغبية !

    V5046927

    في كافتيريا مهجع الفتيان ، حين كانت عقارب الساعة تُشير إلى الثالثة والنصف ليلاً ،
    كان هناك صوت طقطقةٍ خافتة بدرت من ماكي التي كانت تضرب بأصابعها على الطاولة بتفكير :
    آه .. إن ميلادي قريب .. إن كان سينو غاضباً فهذا يعني أنه لن يحضر ليَ هدية ..
    كما أنني لا أعرف ما سيَحصل بعد هذه السنة .. ولا أريد أن أعرف ! آه .. سحقاً .. هل عليّ أن أصالحه ؟!

    دفنت وجهها في الطاولة وهيَ تردف : لا فهذا مستحيل ، ربما أجعل تودو يصالحنا ؟
    أرى أن كلمته مسموعة في المجموعة .. أجل .. سأطلب منه العون !

    دفعت الكرسي بجسدها ثم وقفت لِتَصعد الدرَج بِسُرعة وحماس ، فتَحت باب غرفة تودو لتراه يُدّرِس كونيجي بملامح منكمشة متذمرة ،
    هتفت بلطف : تودو ، كونيجي ، أودّ أن أطلب منكما معروفاً إن أمكن .

    قفز كونيجي مُتهرّباً من الدراسة : نعم أطلب ما شئت .

    دعكت شعرها بتوتر وهي تقول : أودّ من تودو مساعدتي على الصلح مع سينو دون أن يعرف الأبله أني فعلت ،
    فكما تعرفان جيداً أنا لستُ مخطئاً لأعتذر ولا أريده أن يظنني سأموت دونه .

    سأل تودو بشكّ : ولماذا أنا بالذات ؟

    اقتربت منهما لتجلس على الأرض أمامهما وقالت : أرى أن لكَ تأثيراً كبيراً على كونيجي و سينو .

    شعرت ماكي أنها ألقت بقنبلةٍ ما بسبب الوجوم الذي اكتسح وجهي الاثنين ، لكن تودو ابتسم بلطفٍ متصنع قائلاً :
    ألا تعرف أنني الأذكى ؟ إنهما يثقان بعقلي الراجح .

    ابتسمت ماكي مُتظاهرةً التصديق ،
    فرغم أنها في بعض الأحيان تود أن تعرف بالسر الذي يخبئونه عنها لكنها الآن لا تريد من صديقيها أن يشعرا بالضيق : أجل أنا أعرف ذلك .

    لم يبدو أن كونيجي استطاع السيطرة على انفعالاته ، فقد وَقف بعد أن أغلق الكتاب بقوة وخَرج من الغرفة بدون أي كلمة ،
    ابتسَم تودو ليخففّ من مشاعر الخوف التي تجلّت في وجه ماكي وقال :
    كيف يمكنكَ أن تحتمل كل هذا ؟ اذهب واسأله عن القصة كلها ، أخبره أنني أمنحه الإذن .

    أطرقت ماكي ونظرت إلى الأرضية بأسىً وقالت : إنه شيءٌ سيء ، صحيح ؟ ربما سَأجرح مشاعر كونيجي إن ذكّرته به !

    عبث تودو بشعرها بخفة وقال ضاحكاً : إنهم حمقى ، يظنون أن الأمر يحزنني ويضايقني لكنني في الحقيقة سعيدٌ لامتلاكي مجانين مثلهم !
    أنا لا أبالي بالماضي الآن حتى وإن كنتُ أبالي به سابقاً ، سأكون جحوداً جداً إن قلتُ غير هذا .

    قالت ماكي بنبرةٍ تشبه نبرة طفلةٍ خائفة : إذاً ألا بأس في أن أسأله ؟

    هزّ رأسه دون أن يُحرِّك شفتيه فقالت مُبتسمة : وهل ستحاول أن تكلّم سينو بشأني ؟

    ابتسم وهوَ يقول : أجل .

    شدّت ماكي كتفيها بحماس وقالت : شكراً لك ! الآن حللتَ لي مشكلتين فقد كنتُ أفكر كثيراً بشأنك ، شكراً تودو !

    قالت كلماتها وقفزت مُسِرعةً نحو الباب والحماس يتملّكها لمعرفـة ما سيخبرها به كونيجي ،
    طرقت باب غرفته ثم دخَلت دون أن تسمع رداً وقالت بابتسامةٍ عريضة : كونيجي ، لقد أرسلني تودو إليك !

    كان كونيجي يلعب بجهازه وهوً ملتحفٌ بالغطاء ليجيبها بملل : الساعة الرابعة الآن وأريدُ أن أحظى ببعض النوم .

    تقدّمت منه وهي تقول بتذمّر : تلعبُ وتقول أنكَ تريد النوم ؟! هيا بسرعة أريدكَ أن تخبرني بقصتكم مع تودو .

    تركَ الجهاز ونظَر إليها بعينين مُهتمّتين ليسأل : هل قال تودو ذلك ؟

    هزّت رأسها وهي تعض شفتها السفلى بتأكيد ، تنهّد كونيجي وكأنه لا يَرغب بذلك ،
    ضرب بيده على السرير بجانبه بِخفّة مُشيراً لها أن تجلس كي تسمع الحكاية ،
    قفزت بسعادة إلى جانبه وهي تقول باهتمامٍ بالغ : الآن .. أخبرني كل شيء !

    ابتسم كونيجي بألم وهوَ يغلق جهازه ويَضعه على الطاولة بجانبه ، مدّ شفتيه ثم قال : حسناً .. في البدايـة ...

    ugE46927

    اخر تعديل كان بواسطة » وَهْج في يوم » 07-08-2011 عند الساعة » 19:49

    b72c447097b243b1508db14188ea389b

    فَراشُ الخذلانْ.

    احتضنني واعتصرته، وعدني بالعودة.. ووعدته بالانتظار!
    0

  7. #6


    93A46927

    الأسئلـة :
    1/ مالذي يجعل العلاقة بين رينو وريو سيئة إلى هذا الحد ؟
    2/ انقلابة سينو الغريبة ، هل ستدوم طويلاً ؟
    3/ ما معنى كلمات تايجا ، إن كان لها معنى ؟
    4/ [ خمّن ] قصة تودو ؟


    للرد على الجزء هنا

    d1j46927

    اخر تعديل كان بواسطة » وَهْج في يوم » 07-08-2011 عند الساعة » 00:27
    0

  8. #7

    TR075910

    على تِلك المِنصّة البيضاوية الفاخرة رغم توسّط حجمها ، جلس تودو على كرسيٍ جلديٍ أسودٍ فاخر وهو يتأمل أنامله بملل ،
    بينمـا على الأريكة التي طابقت كرسيه لولا اتساعها كان يجلس سينو مع ماكي ،
    اعتدَل الثلاثة في جلساتهم ما إن سمعوا صوت لوفتي وهيّ تقول : واحد ، اثنان ، ثلاثة ، حركة !

    ابتسَم تودو بلطفِ وهوَ ينظر إلى الشاشة قائلاً :
    السلام عليكم أعزائي متابعيّ قناة عندما تختلط المشاعر المميزة ،
    يُسعدني أن أفتتح برنامجاً لطيفاً لأكون مذيع أولّ حلقاته بكِل فخر ..!
    هذا البرنامج [ اكتشفونا ]
    الذي سيَكشف لكم ما ترغبون بمعرفته حول شخصيّاتكم المفضلة
    في الرواية بفكرة حصريّة لقناة [ عندما تختلط المشاعر لتهوي بصاحبها إلى القاع ] ،
    فكرة وإعداد وإخراج وتنفيذ و .. كح كح .. إلخ : لوفتي !
    دعونا ننسى هذا الآن ونُرّحب بضيفينا الأخرقين
    .. احم .. عفواً أقصد الرائعين .. سينو وماكي ..

    ابتسمت ماكي بخجلٍ وهي تقول : شكراً لك !

    لوى سينو شفتيه وقال : كل هذه مقدمة ! ستنتهي المقابلة على هذه الحال دون أن نتحدث حتى !
    راعِ مشاعر معجبيّ المساكين يا دودة الكتب !

    ارتفع صوت سعلةٍ ناعمة بدا أنها خرجت من المخرجة لإيقاف هذا الحديث ،
    قال تودو وهوَ يحاول السيطرة على أعصابه : لقد فزتما بتصويت الضيوف بنتيجة ساحقة ،
    فقد نالت ماكي تسعة أصوات ويليها سينو بثمانية ،
    أما أنا فقد فزت بفارق واحد عن كلٍ من رينو و كونيجي و تايجا ،
    احم ، أول سؤال هنا .. ما علاقتكما بالكاتبة لوفتي
    .. كح كح .. ماهذا السؤال ؟ لا بد أن لوفتي من كتبته !!

    أجابت ماكي بسعادة :
    آه نحن طاقم الكتابة الخاص بها ..
    جميع الشخصيات يتواجدون في كل رواياتها بأسماء وأشكال وأعمار مختلفة ،
    فهيَ تحبنا كثيراً وتستخدمنا في جميع كتاباتها ،
    كالممثلين الكبار تقريباً !

    سعل سينو وهو يقول : وتستمر في القول بأننا جميعاً أزواجها ..!

    أبعد سينو رأسه لتصطدم جرةٌ كبيرة بالجدار خلفه فقهقه قائلاً :
    إنها طريقتها في التعبير عن خجلها ، لطيفة ، صحيح ؟

    أجاب تودو بسرعة حفاظاً على سلامة المكان :
    جداً جداً ، السؤال التالي من رانيا-ساما يقول ..
    متى ستقومان بتقبيل بعضكما embarrassed بصفتكما ذكراً وأنثى embarrassed ؟

    تناثر عصير التوت الذي كانت تشربه ماكي وأخذت تسعل
    ليضربها سينو بِخفّة على ظهرها ثم أجاب :
    حسناً لو كان هناك قبلة ، نحن لا نعرف فنحن نمثل النص فوراً ..
    الكاتبة بخيلةٌ جداً بإخبارنا بتفاصيل القصة !
    ولكن بالنسبة لمعجباتي فإذا ..

    سعل تودو وهو يقول : شكراً ! ننتقل للسؤال الآخر ..
    احم .. إنه يقول ما ڕأيكم بشخصية الأخرق كيزو ؟

    أجابت ماكي بحماس : كيزوو ! إنه شخصٌ رائعٌ جداً وهوَ صديقٌ وفي ،
    إنه صديق طفولتي أنا ورينو ! يمكننا القول أنه جذاب وفاتن !

    اعترض سينو وهوَ يضرب الطاولة قائلاً : لديه مواقف مشرفة وشهمة هذا صحيح ،
    لكن كيف أصبحَ ذاك الشخص الكئيب جذاباً وفاتناً ! أعارض هذا الكلام .

    التفتت ماكي إليه وقالت بحدة : انظروا من يتحدث ، الجميع يقولون أنكَ غبي في ردودهم !

    بررّ سينو قائلاً بغضب : إن التعبير يخونهم من فرط الإعجاب والعشق !

    شبكت ماكي ذراعيها قائلةً بسخرية :
    حتى الطفل ذو الثلاث سنوات لن يصدّق هذا ،
    لا أظن أن لكَ أي معجبين أصلاً .

    تراقص حاجبي سينو باستهزاء ليقول :
    وماذا عنكِ ؟ جميع القراء فتيات فهل تشكين بميولهن ليُعجبن بكِ أنت ؟
    أنا واثق أنه ليس لديكَ أي معجب سوى لوفتي ،
    فهي تعشق جميع الشخصيات ، هه !

    حلّق حذاءٌ طائر ليصطدم هذه المرة فعلاً في جبين سينو الذي دعكه بتأوه
    مما دفع تودو ليقول بسرعة : احم لدينا هذا السؤال من ماكي* ..
    شقيقة لوفتي والتي تسأل :
    ماكي وسينو هل تريان أنه من الأفضل لو أن تودو أخذ بطولة القصة
    فهوَ أفضل وأجمل شخص في العالم كله ..
    " ابتسم وهوَ يُعلّق " لا بدّ أن لدى هذه الفاتنة ذوقٌ عالٍ !!

    همهمت ماكي ثم أجابت :
    أظن أنه في قصة أخرى كان تودو البطل !
    ولكن الآنسة ماكي* كانت تكرهه في ذلك الدور
    وصُدمت جداً عندما علمت أنه هوَ نفسه تودو .

    أما سينو فقد عبث بشعره بغرور وقال :
    لا أحد يستحقّ دور البطولة مثلي بالطبع ،
    عزيزتي ماكي* أطلب منكِ بكل لطف تحويل مشاعركِ الرقيقة
    إليّ فسأتقبلها بكل حب وحنان ورحابة صدر !

    قلب تودو شفتيه بسخط وقال : لقد انتهى وقت البرنامج الآن ،
    متأكد أن القراء قد شعروا بالغثيان بسببك !
    احم الشكر موصول لرانيا ساما لتشجيعها للوفتي الخاملة ولمساعدتها اللطيفة ،
    كلمة أخيرة ..
    بإمكانكم إرسال الأسئلة التي ترغبون بها على العنوان
    الذي سيظهر في نهاية البرنامج وستصل إلى شخصياتكم المفضلة ،
    بإمكانكم التصويت للمذيع والضيوف الذين ترغبون بهم أيضاً ،
    كان معكم ناكامورا تودو ، شكراً !

    وقبل أن ينتهي التسجيل
    استطاع الجميع أن يروا ماكي وهيَ تقفز على سينو لتخنقه وهي تقول : قبلللللة ! هاااااه !!


    Lofty@mexat.com
    Ektshfona@Lofty.com
    Ektshfona@mexat.com

    اخر تعديل كان بواسطة » وَهْج في يوم » 07-08-2011 عند الساعة » 20:05
    0

  9. #8
    98r46927


    كتاب آلة الزمن ، دموع الأصدقاء :
    الفصل الأول : ذاكِرةٌ مُغيّبَة ، و صَداقةٌ مُخِيّبة
    {1}


    عندما تتقابل براءة الأطفال ، فإنّها لا تُخِلّف سوى صداقةٍ دائمة ..!!

    - آوه سيدة ناكامورا ! لطيفةٌ كعادتكَ ..

    ابتسمت السيدة ناكامورا التي كانت تجلس بلطف برفقة صديقتها السيدة آكيرا ،
    التفتت لتنظر للمسبـح الذي انعكست عليه خيوط الشمس ليُشكِّل منظراً مثيراً للاسترخاء
    رفع الطفلان صوتيهما ليثيرا بذلك اهتمام السيدتين .

    كان أحدهما –ذو الشعر البندقي- جالساً يحمل في يده دباً محشواً مغطىً بالفرو الأبيض الناعم ،
    بينما الآخر يرفع شعره الأشقر ويقول بتنّمر : إن هذه الألعاب للفتيات فقط !

    وقّف الآخر قائلاً : إذاً كو ، هل سنُصبِح أصدقاء ؟ حينها سأتركه ولن ألعب به إلا حين أكون وحدي .

    لوى كونيجي شفتيه وهوَ يقول بغرور : أنت ..! أنت تصبح صديقي ،
    لا بالطبع لكني كنتُ أحاول أن أعلمكَ كيف تكون الرجولة .

    سحبه تودو من يده مبتسماً بحماس وهوَ يقول : إذاً تعال لنلعب وبعدها ستريد أن نصبح أصدقاء !

    دفعه كونيجي بقوة ليسقط وهوَ يقول بطفولية : قلتُ لكَ أنني لا أحبك !

    أسرعت السيدتان إلى تودو الواقع على الأرض ،
    حملته أمه وهيَ تهدئه لتمنع بكاءه بينما وبّخت السيدة آكيرا طفلها وهيَ تقول :
    كم مرةً يجب عليّ إخبارك أن تكون لطيفاً مع ناكامورا الصغير ؟

    شبك كونيجي ذراعيه رافضاً : لا أحد يحبه في المدرسة لأنه يتصرف كالفتيات !

    تدخّلت والدة تودو مبتسمة بلطف : عزيزي كونيجي ،
    أنا أريد منكَ أن تصبح صديقاً لابني ، ليس لديه أصدقاء يا حبيبي ،
    اجعلني سعيدة وكن صديقاً له ، إذا لم يحدث هذا سأكون حزينةً جداً !

    ابتسمت والدة كونيجي وهي تربت على رأسه : حسناً ، كونيجي ؟

    بدا أن كونيجي كان يعاني في اختيار الإجابة ، لكنه قال : حسناً .

    وضعت السيدة ناكامورا طفلها على الأرض ثم رفعت شعرها لتعدله وهي تقول :
    جيد ، سأعتبره وعد رجل !

    شعر كونيجي بالفخر من كلمتها الأخيرة ، نفخ صدره وهوَ يقول :
    حسناً ، هل تريد أن أعطيكَ لعبة ؟

    هزّ تودو رأسه بحماس وهوَ يجيب : أجل .

    انتظر هنا ! قال هذا وانطلق مُسرعاً ليدخل القصر ، بينما توثب تودو في انتظاره .

    نزل كونيجي الدرج على وجهه ابتسامةٌ راضية بسرعة ،
    أوقفه شقيقه الصغير الذي عارضه متسائلاً : إلى أين تذهب بالدمية ؟

    قال كونيجي بحقدٍ واضح وهوَ يشدّ على الأرنب :
    سأعطيها لتودو لأن أمه تريد منا أن نكون أصدقاء ،
    وأنا لا أحب ألعاب الدمى المحشوة ، ابتعد !

    رفع كوراتا حاجبيه بخبثٍ طفوليٍ وقال : هذه اللعبة لعبتي !

    - كلا إنها لي !

    أوقفتهما الخادمة قائلة : سيديّ ، لا تتشاجرا لأجل هذه اللعبة ، هناك الكثير غيرها .

    صَرخ الاثنان معاً : أريدُ هذه .

    بما أن كوراتا هوَ مدلل العائلة فمن الأضمن إذاً إعطاؤه الدمية ،
    ابتسمت قائلة : سأحضر لكَ يا سيد آكيرا دميةً أفضل ،
    فلتتنازل عن هذه للسيد الصغير أرجوك .

    صرخ وهوَ ينزل الدرجات مسرعاً : لاااا ..!

    لحق به كوراتا وهوَ يقفز ويصرخ بتذمر : أخييييييييييي !

    وقف تودو بحماس وهوَ يرى كونيجي يجري مُسرعاً باتجاهه ،
    أما الأمّين فقد كانتا تتجولان حول الحديقة وقد غابتا عن الأنظار ،
    وقف كونيجي أمامه وهوَ يلهث ويمدّ اللعبة قائلاً : خُذ .

    ارتسمت ابتسامةٌ سعيدة زادت لطف تودو الذي أخذ الدمية قائلاً بامتنان : إنها جميلة .

    جلس كونيجي على الأرض بعد أن صفّ سياراته المتنوّعة،
    بينما جلَس تودو بجانب المسبح وهو يعبث بيد الأرنب مُحاولاً تحريك المياه،
    وصل كوراتا الذي نظر لتودو بحنقٍ وقال : أعِد إليّ دميتي .

    لم ينتبه له الأول فقد كان منسجماً وهوَ يُحدّث الأرنب عن برودة المياه ويمنعه من الدخول حيث أنه سيصاب بالبرد في هذا الجو !
    مما أثار غَضب كوراتا الذي خطى بكّل عنف حتى وصل لِتودو وانتزع الدمية من يده ،
    التفت له تودو قائلاً بانزعاج : أعِد كو [تشان] إليّ !

    رُغم أن تودو كان أكبر من كوراتا إلا أن تصرفاتهما عكست ذلك تماماً ،
    حيث رفع كوراتا الدمية وهوَ يقول بسخرية : كو؟ متى أطلقت عليه هذا الاسم المضحك ؟

    - إنه ليسَ مُضحكاً ! إن اسمه كونيجي لكني صنعتُ له هذا اللقب اللطيف .. " كررّ بإصرار " لطيف !!

    لم يأبه كوراتا المُدلّل بكلماته ، وبدلاً من ذلك رمى بالدمية في المسبح بابتسامة نصرٍ خبيثة !

    شَهق تودو بهلعٍ وهوَ يرى هدية صديقه تسبح في المياه ، نادى بصوتٍ خائف :
    لا تقلق كُو تشان ! لَن تُصاب بالبرد أو بالزكام ، سأساعدك ..

    وبِجنون الأطفال الاستهتاري قَفز إلى المسبح لتتسع عيون الشقيقين ،
    في البداية اعتقدا أن خلف القفزة الشجاعة سبّاحٌ ماهر ،
    ولكن تحركات ذراعيّ تودو المرعوبة أثبتت العكس .

    نظر الأخوين إلى بعضهما بعجز ،
    ارتعد جسد كوراتا الذي سُرعان ما استسلم وانهار على ركبتيه وهوَ يصرخ منادياً والدته غير قادرٍ على الحِراك ،
    أما كونيجي فقد كان يتمتّع بشجاعةً أكثر من أخيه ،
    فلم يستطع الوقوف مكتوف اليدين وهوَ يسمع سعلات تودو واستغاثاته !

    أسرع إلى العوّامة المُعلّقة بالقرب من المسبَح ثم قفز ،
    والد كونيجي كان سباحاً ماهِراً في السابق وقد أخبره أن طفلاً ضَعيفاً مثله ليس بمقدوره إنقاذ غريق ،
    لِذا فقد اقترب من تودو قليلاً ودفع له بالعوّامة .

    لأن والده قال
    " لا تقترب من غريق حتى لا يتشبث بكَ وتغرق معه !
    فأنا لا أريدُ لطفلي الجميل أن يموت ! " ،
    أمسك تودو بها ولكنه ظل يتحرّك وكأنه لم ينجو ، مما دفع كونيجي ليُصرخ :
    لا تكُن غبياً ، لن تغرقَ وأنتَ تمسكها فاهدأ ! ثِق بي .. تودو !

    كان سماع صوته صعباً بسبب صراخ كوراتا وتلاطم الموجات التي تخلّفها ذراعيّ تودو المضطربة ،
    وصلت الأمّـان تركضـان بهلع وخلفهمـا عددٌ من الخَدم .

    ما إن وصلت السيدة ناكامورا حتى رأت طفلها متعلقاً بتِلك العوّامة التي شعَرت بِفائدتها للمرة الأولى في حياتها ،
    بينما قفزَ أحد الخدم ليسرع بانتشال تودو وإخراجه ليسعل وهوَ يُخرج المياه التي ابتلعها،
    بينما كانت أمه تضربه بخفةٍ على ظهره وهي تحتضنه بقلق ،
    انتهت موجة السُعال ليقفز تودو لحضن والدته وعانقها وهي يثبت إحكام قبضتيه الصغيرتين على عنقها ويقول باكياً :
    كُو تشان ؟

    ابتسم كونيجي وهوَ يمسك بالدمية ، وضعها على الأرضية ثم ساعده الخادم على الخروج ، اتسعت ابتَسامته بحماسٍ وحمل الدمية مُسرعاً الخُطى باتجاه تودو ،
    وقف بجانبه وهو يمدُ الدمية مبتسماً ابتسامةً لطيفة وهوَ يشعر بشعورٍ رائع يداعب روحه كما تداعب قطرات المياه جسده الآن ، ابتسمت السيدة ناكامورا وربتت على رأس طفلها بلطف ليلتفت مُستفِهماً .

    فرَك كونيجي شعره بحرجٍ والابتسامة لا زالت تعلو وجهه ، بينما ترَك تودو حضن والدته والتفت ودموعه قد اختلطت مع المياه التي بللت وجهه .

    كان كونيجي ينتظرُ ردة الفعل بكِل شوق ، لكنها تأخّرت !
    هل يُعقل أن تودو منزعجٌ منه ومن شقيقه الذي أفسد كُلّ شيء ؟
    هذا ليس عدلاً فمنذ البداية تودو هوَ من أراده أن يصبح صديقاً له !

    ربما كان انتظاره لردة الفعل شيئاً سيئاً ،
    لكن قفزة تودو إليه واحتضانه بتِلك الطريقة التي لا يقوم بها سوى الأطفال هي الأكثر سوءاً ..
    على الإطلااق !


    top4top_b7f0b19a4c1

    مع السلامة ، ماما ، أخبري شييمي أنني آسفٌ جداً .

    التفتت السيدة ناكامورا وابتسمت قائلة :
    لا تقلق عزيزي فأختكَ ستكونُ سعيدةً جداً ، سآتي لاصطحابك في الغد ، كن لطيفاً صغيري .

    أغلقت النافذة لتسير السيارة ببطء بينما تودو يلوّح لوالدته بسعادة إلى أن قال كونيجي بملل :
    إلى متى ستلّوح لها ؟ لقد وصلت للمريخ .

    ضحك تودو ببلاهة وقال وهوَ ينظر لملابسه الصبيانية العسكرية : شكراً لإعارتي ملابسك !

    قال كونيجي بحرجٍ وهو يتجه لباب المنزل : إنها ليست لي ،
    إنها ملابس كوراتا أخي الصغير ، فأنا أقصر منك .. بقليلٍ فقط .

    لحق به تودو بمرحٍ وهوَ يقول : نحنُ الآن أصدقاء ، صحيح ؟

    فتح الخادم الباب ليدخُل كونيجي وهوَ يقول بِغرور : أجل ، افخر بذلك ولا تنساه !

    أمسكت خادمة بيد تودو بلطِف لتدلّه على غرفته ، لولا أنه رفض قائلاً : أريدُ النوم مع كوُ !

    صرخ كونيجي بغضب : لا تنادني هكذا !

    قال تودو بمرحٍ وبلا مبالاة بالصرخة التي انبعثت من حلق صديقه : بلى سأفعل .

    حملته الخادمة وعانقته وهي تقول : آوه كم أنتَ لطيف !

    قال تودو بعد أن ابتعدت عنه مُبتسـماً : أختي تقولُ هذا دائماً ،
    إن أختي جميلةٌ جداً ولطيفة ، أنا أحب أختي شييمي أكثر من أي شيءٍ في هذا العالم .

    وصل الثلاثة إلى غرفة كونيجي حيث وجدوا كوراتا واقفاً أمامها ليقولُ ساخراً :
    أهذا شيءُ جيّد لتفخر به ؟ ثمّ لماذا تُصبحَ صديقاً لأخي الأبله ؟
    أكثر من كونهِ قزماً فهوَ غبي ، ما رأيكَ أن تُصبحَ صديقاً لي عوضاً عن ذلك .

    أنزلت الخادمة تودو الذي قال بتفكير : أنا لا أمانع بأن أصبحُ صديقاً لكليكما ،
    لكني لا أسمحُ أبداً أن تتمّ إهانة أصدقائي .

    اتسعت ابتسامة كوراتا وهوَ يقترب منه قائلاً : إذاً ألا بأس أيضاً أن تنام في غرفتي ؟

    جزّ كونيجي على أسنانه وهوَ يرى شقيقه الأصغر الذي يحاول سرقة كل شيء منه دائماً ،
    ابتسم تودو قائلاً : حسناً ، لكن ربما المرة القادمة .

    أخفى كوراتا غضبه ودخل الثلاثة الغرفة ليجلسوا على السرير الواسِع ،
    بينما وقفت الخادمة أمام الباب تحسّباً لأيٍ حربٍ قد تقع بين الشقيقين .

    أخفت ضحكاتها من القصة الخرافية المُخيفة التي يحكيها كوراتا بحماسٍ شديد للاثنين ،
    كان تودوا مرعوباً جداً ويُغمض عينيه صارخاً في كل ثانيتين ،
    أما كونيجي فقد كان مستلقياً على بطنه وهوَ يعبث في دفتر رسوماتٍ للوحوش غير آبهٍ بهما .

    بقيت هكذا لفترة تذهب وتعود حتى أنبأت الساعة بقدوم منتُصف الليل ،
    طلبت من كوراتا الذهاب لِفراشه ؛ فقد سمحت لهم السيدة أن يتأخروا لهذا الوقت لوجود ضيف فقط ،
    وإلا فمن المفترض أن يناموا في التاسعة .

    لم يبدِ كوراتا أي اعتراض وخرجَ مُذعِناً وهو يلقي ببعض الكلمات التي لا مقصد منها سِوى إخافة تودو ،
    اتجه إلى غرفته بينما أقفلت الخادمة غرفة كونيجي بالمفتاح ،
    هذا ما يحدثُ دائماً كي لا يُفسد كوراتا نوم أخيه المسكين ،
    رغم أنه يقوم في بعض الأحيان بطرق الباب حين يكون مقفلاً ويوقظ شقيقه بلا سبب !

    ugE46927
    اخر تعديل كان بواسطة » وَهْج في يوم » 03-11-2011 عند الساعة » 20:19
    0

  10. #9


    93A46927

    استطاع كونيجي أن ينام بِسهولة ،
    بينما بقي تودو مستيقظاً محتضناً دميته اللطيفة وهوَ يحدّق بوجه كونيجي النائم بحماسٍ غريب علّه يخفف من خوفه ،
    حتى سمع صوت طقطقةٍ أفزعته ، هبّ جالساً وهو يخز كونيجي بهلع ،
    استيقظ كونيجي متململاً وهوَ يقول : ماذا الآن ؟

    - سمعتُ صوتاً ! إنه الوحش الشرير الذي تحدث عنه كورا !

    انقلب على جنبه الآخر وهوَ يقول : اخرس .. لا يوجد وحوشٌ في هذا العالم ، فقط مُت .. أقصد نم !

    شد تودو على دميته لدرجة أنها لو كانت مخلوقاً حياً لاختنقت ولفظت أنفاسها على الفور ،
    لامست قدماه الصغيرتان العاريتان أرضية الغرفة وأخذ يجولها باستطلاعٍ مغرقٍ بالخوف ،
    حتى عاود الصوت الانبعاث مجدداً ليرفع تودو ناظريه بِسرعة للسقف .

    ثم ركض مسرعاً لمفتاح الضوء المُرتفع ، سحب كرسياً وهوَ متشبثٌ بالدمية ثم اعتلاه وضغط المفتاح لينبعث النور في المكان .

    تنهد الصغير بارتياح ونظر مجدداً للسقف الذي اختفت منه قطعةٌ مربعةٌ كبيرةٌ بعض الشيء ،
    شهق مرعوباً ولم يستطع الحراك حين رأى سلماً من الحبال ينزل من خلالها ،
    لينزل بعده جسدٌ صغيرٌ مُتشحٌ بالسواد يتحرّك بسرعة ما لبث أن قفز على الأرضية بخفة ،
    التفت على تودو بذلك الوجه القبيح المُرعب – والذي كان بلا شك قناعاً – وأخذ يقترب منه مُحركاً ذراعيه كَالزومبيات ،
    حينها استنفذ تودو كل قوى حباله الصوتية ليطلق صرخةً شقت طريقها لسكان الأرض أجمع .

    استيقظ كونيجي مرعوباً ،
    فتح عينيه وأخذ يتأمل وسادته لثوانٍ بلا استيعاب ثم هب واقفاً ليسقط من السرير ويلحق به غطائه الذي أصرّ على مرافقته .

    في هذه اللحظات ،
    هرب – الوحش الصغير – بنفس الطريقة التي اقتحم المكان بها وسحب سلمه وأغلق الفُتحة بينما كونيجي يتفاهم بطريقةٍ عنيفة مع غطائه لإطلاق سراحه .

    فُتح باب الغُرفة ودخلت الأم مرعوبةً وما إن نظرت إلى الاثنان حتى وبّخت قائلة :
    مالذي يجري هنا أيها المشاكسان ! ظننتُ أن لصاً اقتحم المنزل ..

    قالت ذلك وهي تلهث مرعوبةً وخلفها عددٌ من الخدم الذين تعلو وجوههم المسكينة علامات النعاس .

    تخلّص كونيجي أخيراً من عدوه واستطاع إظهار وجهه الصغير الذي غطاه شعره الأشقر بعشوائية : مالذي جرى ؟
    لماذا تصُرخ هكذا !

    قال تودو بِصعوبةٍ وشفتيه بالكاد تتحرّكان : وحـ .. ـش .

    صرخ كونيجي وهوَ يقف : يا إلهي ! أخبرتُك ألا تصدق قصة كوراتا تلك ، لا يوجد وحوشٌ أبداً ،
    توقف عن التصرف كالأطفال الآن .

    قالت السيدة آكيرا بنبرةٍ تحوي شيئاً من العتاب : كونيجي ،
    هل كنتَ متخفياً في غطائك تحاول إخافة السيد ناكامورا الصغير ؟

    التفت تودو وهو يقول : كلا ، لم يفعل ! كان وحشاً بوجهٍ قبيح ..

    تدخّلت الخادمة قائلةً بحرج : لو لم أقفل الباب لقلتُ أن السيد كوراتا كان يشاكسه .

    - صغيري مهذبٌ و لا يفعلُ هذا ، كما يبدو أن خيال الصغير خصبٌ قليلاً لذا فلنعذره ،
    والآن عودا للنوم بأدبٍ وهدوء ، حسناً ، سيد ناكامورا ؟

    لم يُعجب تودو بكلماتها ، لكنه هزّ رأسه على مضض واتجه إلى السرير ،
    أسرعت الخادمة بتغطية الطفلين و التهديء من روعهما ثم خرجت وأقفلت الباب مُجدداً .

    قال كونيجي بعتبٍ وهو يلقي لتودو بظهره : أنتَ طفلٌ حقاً ، أظن أنني لن أكونُ صديقاً لكَ بعد الآن.

    اغرورقت عينا تودو بالدموع لكنه سكت ، فكونيجي لا يحبه طفلاً كثير البكاء ،
    وإن فتح فمه فسينطلق فيضٌ من الدموع بلا شك ، همس لدميته قائلاً بنبرةٍ مُرتجفة :
    لا تدع كو يغضب مني أرجوك !

    انقلبَ هوَ الآخر للجهة الأخرى بِصمت ، ليُعاود ذلك الصوت العابث في السقف انبعاثه ،
    أغمض عينيه بقوةٍ محاولاً بذلك تجاهله ،
    سمِع صوتَ هبُوطِ الوحش الصغير فاستمر يتجاهل ذلك وهوَ يردد في نفسه أغنيّةً لطيفة ينام عليها كل ليلةٍ بصوت أخته العذب .

    شعر بالغطاء يُرفع عن جسده ، وجسدُ صغيرٌ آخر يدُسُ نفسه ويعيدُ الغطاء ،
    ثم ضحكاتٍ خافتةٍ مُخيفة ، فتح عينيه لتصطدم بذاك الوجه القبيح فعضّ على شفته ليمنع نفسهُ من الصراخ ،
    عاد يغلق عينيه بقوة ودموعه تنهمر على وجنتيه حتى ترطّبت الوسادة .

    امتدت يديه لتمسك بوجنتي تودو وتنقلب الضحكات إلى صرخاتٍ هامسة ،
    شعَر كونيجي بارتعاد جسد صديقه ، وبتِلك الأصوات المُقززة المُزعِجة ،
    مدّ يده ليَسحب كشافاً كان يتمدد على الطاولة ،
    ثم هبَ جالساً وضغط عليه ليوجّهه إلى المُجرم الحقير ،
    قفزَ عليه بِسُرعة وسحب ذاك القناع ليَرى وجه أخيه الصغير كما توقّع .

    انفجَر كوراتا ضاحكاً وهوَ يجلسُ بِصعوبة ،
    حتى أنه لم يستطع كبت دموعه الساخرة ،
    قال بصعوبةٍ بين ضحكاته : تودو .. إنه ممتعٌ حقاً !

    لم يكن تودو قد قام بأيّ ردة فعل ، ولما انتبه لكون كونيجي يحدق به ،
    انتفضَ جالساً وهو يعطيه ظهره ليمسح دموعه بِسُرعة ،
    توقف عن الحركة حين سمع كونيجي يوبّخُ غاضباً بِطفولية :
    مرةً أخرى ؟ ألا تكتفي من ألاعيبكَ السخيفة ؟
    أبله ، لا تحاول إخافة تودو مجدداً وإلا ضربتك ! أنا أكرهك ..

    كلُ تلك الملامح الشقيّة انمحت من وجه الصغير لتتبدل صدمةً ودموعاً جارية ،
    التفت تودو ونظرَ إليه بدهشة ، ربتَ على كتفيه وهو يقول بغضب :
    لا يجدر بالأخ الأكبر أن يقولَ شيئاً كهذا أبداً .

    أبعد كوراتا يديّ تودو بهدوءٍ وهو يمسح وجنتيه ويقول ساخراً :
    وكأني سأهتمُّ إن كرهتني أو أحببتني ؟
    أنا أكرهكَ قبل أن تفعل ذلك لذا فأنا الفائز .. هيا تودو ، دعنا نلعب سوياً ..

    قال كونيجي بغضب : قبل ذلك ، كيف دخلت من السقف ؟

    قفز مُسرِعاً ليضغط مفتاح النور وأكمل سؤاله : هل كنتَ تفعل هذا كل ليلة ؟

    ضحك كوراتا بعفوية ثم أجاب : أجل ،
    كل ليلة أتأمل وجه أخي الأكبر وهوَ نائـ.. أقصد أطّل على الحديقة من نافذة غرفته ،
    المنظر جميلٌ جداً من هنا ، سمعتُ ماما وبابا يتحدّثان عن هذا الممر السري الخاص بالطوارئ ،
    في إحدى المرات التجأ أحد أصدقاء بابا إلى المنزل وقد كان هناك الكثير من الأشرار يقومون بمطاردته ،
    لذا فقد أعاد بابا بناء المنزِل ووضع هذه الممرات السرية الخاصة بالطوارئ وهي متصلةٌ بجميع أنحاء المنزل وتصل إلى تحت الأرض ، أنا ألعب هناك دائماً ! هل تلعبُ معي ، تودو ؟

    لوى تودو شفتيه واستلقى على الفراش وهوَ يقول بهدوء : سأنام ، أنت تظنني طِفلاً غبياً .

    top4top_b7f0b19a4c1

    - هل سمعتم بذلك ؟ لقد جاء كونيجي برفقة الفتاة تودو اليوم !
    - اخفض صوتكَ يا غبي ..
    التفت كونيجي ليرمقهم بنظرةٍ حادة لولا أن تودو ابتسم وهوَ يقول : عندما أكبر لن يقول لي أحدٌ أنني فتاة ، شييمي تقول ذلك .
    رمى كونيجي بحقيبته بغضبٍ وقال : أتمزحُ معي ؟ لن يقول لكَ أحدٌ ذلك منذ الآن فَصاعداً ، لأنكَ صديقي !

    التفت لهم وهو يجز على أسنانه وقال : أنتم الثلاثة ، قِفوا أمامي الآن !

    اصطف الثلاثةُ أمامه بانضباط وعلامات الخوف على وجوههم ، لوى شفتيه وقال بغرور :
    تودو صديقي من اليوم فَصاعداً ، وأي شخصٍ يهينه فليستعد للكمةٍ تدمّر وجهه !
    وفقط لأجعلكم تدركون أنني جاد ..

    ابتسم ابتسامةً خبيثة وهوَ يشد قبضته ثم يسددها لوجه أحدهم ليقع على الأرض ،
    هرب صديقاه بسرعة ليضحك كونيجي قائلاً : هذا ما يحصل لمن يعترض طريقي ، هاهاها !

    انتبه لسيارةٌ سوداء فاخرة يفتح بابها خادمُ بسرعة ، لينزل منها طفلٌ عابس ،
    التفت لوالده بملل ليهتف والده بمرح : صغيري الحبيب ، اقضِ وقتاً ممتعاً ، حسناً ؟

    ازدادت تكشيرة ذاك الطفل وركل الباب بقدمه ليتنهد والده بأسى ،
    كان يحمل حقيبته بيدٍ واحدة وما إن رآه تودو حتى ركض مسرعاً إليه :
    هييه ..! ألن تتحدث معي اليوم أيضاً ؟

    رمقه الطفل بحدّة وهو يُبعد خصلات شعره الكستنائية عن وجهه ،
    أشاح بوجهه ثم أكمل طريقه ليدخل المدرسة متجاهلاً الجميع .

    اخر تعديل كان بواسطة » وَهْج في يوم » 03-11-2011 عند الساعة » 20:34
    0

  11. #10


    93A46927

    الأسئلـة :
    1/ مارأيكم بشخصيات تودو وكونيجي في صغرهما، مساحة حرة للتعليق ؟
    2/ في الجزء القادم .. من تريد أن يقوم بدور المذيع ؟
    3/ اختر شخصيتين ليقوما بدور الضيفين في المقابلة القادمة ؟
    4/ اطرح سؤالاً لأي شخصية ترغبها.. وإن لم تظهر الشخصية في المقابلة القادمة فسيتم طرح السؤال في المرة التي تظهر فيها عاجلاً أم آجلاً..


    للرد على الجزء
    هنا

    تحميل الجزء على الميديافاير

    d1j46927
    اخر تعديل كان بواسطة » وَهْج في يوم » 03-11-2011 عند الساعة » 22:16
    0

  12. #11
    TR075910

    - أسمعتَ عزيزي؟ لا تتوتر فقط كن هادئاً الأمور بخير..

    كان ذلك صوت لوفتي التي تحاول جاهدة التخفيف من توتر كيمورا الذي يفرك كفيه بقلق وارتباك..

    وضع تودو ساقاً على ساق فتحركت خصلاته البندقية وقال بملل: كيمورا.. بُسِرعة فلدينا مشاغل شتّى..

    ارتفع صوت لوفتي مجدداً لتقول: حسناً سنبدأ الآن فلقد ضيعنا ما يكفي من الوقت! واحد .. اثنان .. ثلاثة ..

    قاطعها تودو قائلاً: إنها ليست حركة كما فعلتِ في الحلقة السابقة إنها "أكشن" !

    لوت لوفتي شفتيها قائلة: لم أطلب رأيك ثم أنني لن أتحدث بالإنجليزية .. هه!

    أعادت الأرقام مصرةً على كلمتها حركة فازدرد كيمورا لعابه وهو ينظر إلى آلة التصوير ببراءة،
    قال مبتسماً والتوتر بادٍ عليه: مَ.. مرحباً بكم جميعاً.. أنا إيجي كيمورا..
    نادوني بِـ"كي"، سأقدّم لكم اليوم هذه الحقلة.. الحلقة! ولدينا ..
    ضيفان رائعان.. لدينا صديقي ناكامورا تودو.. أهلاً وسهلاً بك.

    ابتسم تودو بلطف وهو يقول: شكراً لك.. يسرّني أن أظهر في حلقتين متتابعتين..
    لم أعلم أن شعبيتي كبيرة لهذه الدرجة شكراً جزيلاً لكم!

    أكمل كيمورا وهو يبعد غرته السوداء عن عينه وقد خفّ توتره: ولدينا أيضاً الآنسة الجميلة تسوجي ميكي.

    ابتسمت ميكي بدلال وهي تعبث بشعرها الأشقر الطويل وقالت بابتسامة: هذا لطفٌ منك.

    شبكَ كيمورا أصابعه مهمهماً ثم قال: سيكون السؤال الأول إذاً من نصيب تودو،
    امم إنه من ماكي*.. تسألكَ إن كان لديكَ رفيقة.. وما هيَ مواصفات فتاتك المفضلة؟

    ابتسم تودو مُجيباً: ليسَ لدي، وأنا أفضل الفتاة الطويلة ذات الشعر الأسود الفاحم الطويل أيضاً..
    لا أهتم بمواصفاتها كثيراً، وحتى إن حليمةً أو عصبية.. المهم أنها تحبني.

    ابتسمت ميكي وعلّقت: ذلك يُعجب الفتيات!

    سأل كيمورا موجهّاً ناظريه نحو ميكي: ما مدى علاقتكِ بماكي وكيف تقيّمينها؟
    هل تظنين أنها تحتاج المزيد من الاهتمام والتواصل أم أن كل شيءٍ جيد على هذه الحال.

    ارتفع حاجبيها لتقول: جيد؟! من المستحيل أن يكون كذلك!
    أنا لا أشعر أنني أخته البتة حتى حين كان يدرس ويسكن معي فكيف به الآن؟
    إنه لا يزورنا أبداً..
    يبررّ أنه لا يحب مقابلة والدي فأضطّر أنا لزيارة مدرسته وهذا هو الوقت الوحيد الذي نتقابل فيه!!
    بِصراحة .. أنا أود لكمه بقوةٍ شديدة حتى يتورم وجهه لكني لا أريد رؤية نسختي مشوهة.. هذا مُخيف!

    ابتسم كيمورا وهوَ يقول بفَرح: آوه! يبدو أن لدينا اتصالاً.. إنه من ..

    ارتفعت صرخةٌ عالية غطى الجميع أذانهم على إثرها وصوتٌ يقول:
    هييييييييييي! كيف تجرؤ أيها اللعين.. هااه؟ انتظر حتى أراك..
    أقسم أني سأمزّقك إرباً وأشويك وأدع السيدة تقدمك للطلاب على الإفطار..

    ازدردت ميكي ريقها وهي تنظر لتودو الذي استمرّ في هدوئه وأجاب: مرحباً كونيجي.

    انتبه كيمورا لعيني لوفتي التي تطلب منه تهدئة هذا الثائر فقال بتوتر:
    آه ههه.. مرحباً كونيجي.. ألديك سؤالٌ لـ..

    علت صرخات كونيجي مرةً أخرى في هجومٍ هذه المرة على كيمورا:
    وأنتَ أيضاً أيها الوغد! كان عليكما إخباري.. أريد أن أظهر أيضاً..
    ليس من العدل أن يظهر تودو مرتين متتاليتين.. هناك غشٌ في التصويت..
    أخت لوفتي تلك ماكي* قد زوّرت النتائج أنا متأكد.. كيمورا سأقتلك! أنـا لـ..

    انقطع الخط ليرتفع صوت الرنين الذي أراح الجميع فقال كيمورا بخوف: أ..أ..لـ..

    تدارك تودو الوضع وسحب الورقة ليقول: همم لننظر لبقية الأسئلة.. السؤال الموجه لي يقول:
    من صديقكَ المقرب.. كونيجي أم سينو؟ هممم..

    أكمل مُجيباً وهو يرفع عدستيه البندقيتين فوق مستوى نظارته:
    لا أستطيع الإجابة على هذا السؤال حرصاً على حياتي.

    ابتسمت ميكي بارتباك وهي تنظر لكيمورا الذي ينظر لحجره بصمت وقالت:
    آهاهاها.. لدينا اتصال أودّ ان أستقبله بنفسي.. مرحباً؟

    أجابهم صوتٌ هادئ ورصين: مرحباً.. كي؟

    رفع كيمورا ناظريه فجأة وقد لمعت فيهما لهفةٌ كبيرة ليقول:هيرو؟

    - آوه.. نعم هذا أنا.. تبلي حسناً.. استمرّ.

    ابتسم بسعادة وهو يسأل:حقاً؟ هل يشاهدني أبوانا على التلفاز؟

    -نعم إنهما فخوران جداً بك، تبدو رائعاً.. عليّ أن أغلق الخط الآن، وداعاً.

    اتسعت ابتسامته وقال: حسناً إذاً.. السؤال التالي موجهٌ لميكي! امم إنه يقول:
    لمَ لا تبتعدين عن ريو وتدعينه وشأنه؟ هههه هذا السائل خفيف الظل!

    فرقعت ميكي أناملها وهي تنظر إليه وقالت بين أسنانها: ربما ستتحمّل أنتَ خفة ظله!

    ضِحك كيمورا وهوَ يقول: كلا شكراً.. سنأخذ سؤالاً آخر، همم..
    هل تتمنين لو كان ماكي فتاةً مثلكِ؟ إنه سؤالٌ من لولا.

    سكتت قليلاً لتفكّر ثم أجابت: حقيقةً لم كل الأسئلة تتعلّق بأشخاص آخرين!
    كل ذلك لأن لوفتي لم تُظهر جزئي الأهم في القصة بعد! لو أنني أخرت المقابلة.. آوه يا إلهي..

    مدّ كيمورا شفتيه ثم تساءل قائلاً: ألا تنوين الإجابة؟

    رفعت كتفيها باستسلام وقالت: أنا أتمنى لو كان كذلك حقاً..
    ربما يجعل هذا علاقتنا أقوى فسنجد مواضيعاً أكثر لنتحدث عنها،
    وربما نكون في نفس مجموعة الأصدقاء..
    فطالما كان القفز عليه وسط أصدقائه الذكور مُحرِجاً.

    نظرت لكيمورا لتجده مُبتسماَ بغرابة فارتابت في أمره وسألت: مالذي يُسعدكَ لهذه الدرجة؟

    تلاعب بحاجبيه وهو يجيب: لدينا اتصالٌ مـا..

    - اححم.. مرحباً، كم أنا شخصٌ مهم!

    خفق قلب ميكي وهي تهتف بسعادة: ريو!

    بدا الاستياء على صوته حين قال: لم تخبروني أنها هنا! تباً.. لديّ الكثير من الأشغال وداعاً.

    منعه صوت ميكي المتوسّل: مهلاً مهلاً ريو! الأمور لا تُحلّ بالهرب.. فقط أخبرني ما لا يعجبكَ فيّ! أهوَ شكلي؟

    بدا الارتباك على صوت ريو وقال: آآ.. ليسَ تماماً.

    تدخّل تودو قائلاً: تريدكّ أن تخبرها بما لا يعجبكَ فيها كي تصحّحه! وهذا شيءٌ سيء بالنسبة لي؛
    علينا أن نصححّ أخطائنا لأجل أنفسنا وأنفسنا وحسب.

    قال ريو بتوّتر: هذا ليس ممكناً.. ميكي فتاةٌ جيدة ولكني لستُ متاحاً.. تشغلني فتاةٌ أخرى!

    وقفت ميكي وقد جحظت عيناها وهي تقول: كاذب! ريو.. ليسَ عليك أن تقول هذا فقط لتتخلص مني..

    اقتربت من إحدى آلات التصوير حتى ألصقت وجهها فيها وهزتها بقوةٍ وهي تقول جازّةً على أسنانها:
    أنا أنصحك ولا أحذرك.. إن رأيتكَ برفقة فتاةٍ أخرى فإنكَ لن تعيش يوماً بعدها صدقني!

    قفز كيمورا وهو يقول بارتياع: اهدئي لقد أفسدتِ البرنامج!!

    تدخّل تودو قائلاً: اشش أنتَ تفعل هذا الآن.

    قال كيمورا بخوف: لكن هيرو وأبويّ يشاهدوننا الآن.. لا يمكنني أن أدع شيئاً كهذا يحدث!

    علا صوت دوي رصاصةٍ فجأة لتتوقف آلة التصوير عن الاهتزاز ويسقط جسد ميكي أرضاً،
    ذُعر كيمورا الذي صرخ: لوفتي! لقد قتلتها..

    ارتشف تودو من عصيره وهو يقول: مستحيل فلم تنهي جميع مشاهدها بعد،
    إنها رصاصةٌ مخدّرة نستعيد بها عيون الجمهور التي أصبحت تدور بسبب هذه الخرقاء.

    سمعوا فجأةً صوت ضحكةٍ عالية كانت تعود لريو.. فقال كيمورا بغضب: ألم نقطع الاتصال حتى الآن!

    - كيف تفعل هذا لقـ..

    لم يكن الأمر عائداً لكيمورا بل لِمزاج لوفتي الذي تعفّن وجعلها تنهي البرنامج فجأة،
    الصورة الأخيرة كانت لكيمورا فاغراً فاه وكأنه ينوي قول شيء.. تودو وهو يرتشف عصير المانجو..
    أما ميكي فقد كانت ملقيةً على الأرض بإبرةٍ مغروزةٍ في كتفها!

    اخر تعديل كان بواسطة » وَهْج في يوم » 04-11-2011 عند الساعة » 18:23
    0

  13. #12


    98r46927

    + هذا الجزء وسابقه والجزء التالي جميعها خارجة عن القصة الأساسية..
    أي ليس بالضرورة قراءتها، لكن بها فقط معلومات عن ماضي الشخصيات.
    وسيكون هناك أجزاء بإذن الله عن ماضي كلٍ من
    " هيرو-كيمورا، ماكي-رينو، سينو "
    بين فترة وفترة 3>>



    كتاب آلة الزمن ، دموع الأصدقاء :
    الفصل الأول : ذاكِرةٌ مُغيّبَة ، و صَداقةٌ مُخِيّبة
    {2}

    بعَد عِدة سنوات ..

    في ذلك المِنـزل الكـبير ، رغم ضخامته لكنه لم يصل إلى المُسـتوى الذي يُسمّى به " قصـراً " ،
    كان كونيجي مُستلقياً على الأرضية على بطنه وهوَ يشاهد التلفاز بملل ،
    بينما كان سينو مُسترخيـاً على الأريكة التي خلفه وهوَ يـقرأ مجلـةً للقصص المُصوّرة بتململ ،
    أما هيرو وكيمورا فقد كانا على كنبةٍ بعيدةٍ قليلاً يتهامسـان بأمرٍ بدا مُهماً ،
    تنهد كونيجي وسينـو في نفس الوقت وصاحـا قائليـن : متى سيأتي تودو ؟

    قال سينو بملل : توقف عن تقليدي .

    - أنتَ من يقلدني ! كما أنه لا يحق لك أن تسأل عن تودو كما يحق لي ذلك ،
    فعلاقتي به أقوى من علاقتك أنت !

    ترك سينو المجلة سعيداً لإيجاده شيئاً ليُشغل نفسه به واعتدل قائلاً :
    ومتى قررتَ ذلك ؟ لقد أخبرني تودو بنفسه أنه يفضلني عليك ! لا أريدكَ أن تُصدم لاحقاً يا حبيبي.

    قاطع حديثهما دخول تودو الذي كان يحمل معه عدة أكياس وقال بغضب :
    لمَ لا يجيبُ أحدكم على هاتفه ؟ من الصعب جداً حمل كل هذه الأكياس الثقيلة .

    قفز الاثنان مُسرعان إليه ، اختطف كونيجي الأكياس بينما سحب سينو يد تودو وأجلسه بجانبه ليقول :
    مالذي حدث ؟ هل ذهبتما ؟

    تنهد تودو ثم ابتسـم قائلاً بسعادة : أنا لا أصدّق أنني سعيدٌ هكذا يا سينو ،
    من فرط سعادتي أشعر بخوفٍ من أن أفقد كل شيءٍ مرةً واحدة ! شكراً لك .

    ضحك سينو وهوَ يكزه بمرفقه قائلاً : يا لكَ من مُتشائم ، لن يحدث شيءٌ يا عزيزي ،
    أتظنُ أن السعادة شيءٌ مستحيل ؟ ثمّ ما دمتُ بجانبك فلا تقلق أبداً ؛
    فبمجّرد رؤيتك لي ستشعرُ بِسعادةٍ لا مثيل لها !

    ابتسم تودو ثم صرخ فجأةً وهو ينظر لكونيجي يُفرغ محتويات الأكياس :
    مالذي تفعله بالضبط كُو ؟ ليسَ كل شيءٍ لك هنا ، توجد طلبات هيرو وكي وسينو أيضاً ،
    توقف عن التهام كل شيء أيها الشره !

    انتبه هيرو وكيمورا للأكياس فأسرعا إليها ، سحب هيرو كونيجي بعيداً عنها ،
    بينما أخذ كيمورا الأوراق وبدأ يوزّع الأغراض بين الجميع وسط صرخات كونيجي المُتذمّرة وضحكات البقية .

    بعد أن وُزعت الأغراض عاد الجميع إلى انشغالاتهم ، بينما بقي كونيجي يتأملهم بملل ،
    ثم حاول التركيز في همسات هيرو وكيمورا بكل اهتمام .

    قال كيمورا عاقداً حاجبيه : أمتأكدٌ أنهما لن يكتشفانا ؟

    تأفف هيرو وقال : أصغِ كي ، من المستحيل أن يكتشفنا أيّ منهما ،
    بما أن شرطهما هوَ أن نذهب للمدرسة وننام في المنزل اليوم ،
    فكلُّ ما علينا فعله الذهاب للقصر ،
    وبعد أن ندخل إلى غرفنا نقفل الأبواب ونُشغّل أجهزة التكييف ونطفئ الأنوار ،
    من ثم نقفز من النوافذ إلى الحديقة ونلتقي هناك ،
    وسأدبّر طريقةً للخروج والعودة إلى منزل سينو الخاص .

    - وماذا عن المدرسة ؟

    - إنهما يستيقظان متأخرين ، سأرشو الخدم ليقولوا أننا غادرنا في الصباح ،
    وأنت تعرفُ أن والدينا مشغولين ، فلن تتاح لهما الفرصة للتأكد والاتصال على المدرسة ،
    وحينها سنحظى بالحفلة وسنذهب لبريطانيا ، حينها سأريكَ القبر والمنزل القديم ،
    هناكَ الكثيرُ من الأشياء الممتعة .

    عانقه كيمورا وهوَ يقول : أنتَ الأفضل حقاً ! هكذا لن يعرف أيّ من أمي وأبي بذلك ،
    أنتَ تعرف أنني لا أحب البقاء في المنزل أبداً ولو حتى وقت النوم ، إنه قصرُ مشؤوم .

    التفت كونيجي بضجرٍ وهو يهمس لنفسه
    " يستمتعان بخداع والديهما ، مُملان حقاً ! امم هل أتنصّت الآن على تودو وسينو ؟ ".

    سأل سينو باهتمام : حقاً ؟ إذاً فشييمي تخطط لإعلان موعد زفافهما قريباً ؟

    ابتسم تودو بحماس : أجل ، هي و هاياشي غارقان في الحب تماماً ،
    أنا واثق أن والدي سيوافق على زفافهما قريباً .

    ضحك سينو بسعادة : جيد ، أتوقُ لرؤية أختكَ الفاتنة في فستان الزفاف ،
    آوه ، لمَ لا يوجد فتياتٌ جميلاتٌ مثل شقيقتكَ في هذا العالم ؟

    دفعه تودو مازحاً وقال : ماذا ماذا ؟ لقد عثرتُ على حبي وكفى ،
    وبما أن مواصفات فتاتك هي نفس مواصفات فتاتي فاحذر أن تقع في حبها أيضاً !
    ولكن ثق بأنني سأبحث لكَ عن حبٍ يا عزيزي ..

    قال سينو بهيام : وااه ، شعرٌ فاحمٌ طويـل ، عينـان واسعتـان جميـلتان ،
    وفمٌ كرزيٌ صغيـر ، بشرةٌ صافيةٌ نضـرة ، لمَ لا توجد فتياتٌ هكذا ؟

    تدخل كونيجي بملل : هناك الكثير كذلك ولكنكَ أعمى ،
    لماذا تقولُ هذا وأنتَ ترفض جميع الاعترافات التي تقدّم لك ؟ أنتَ مملٌ حقاً ،
    فصحيحٌ أنني أرفضهن لكنني على الأقل لا أتمنى نفس مواصفاتهن .

    لوى سينو شفتيه وقال : لسن كذلك تماماً !
    كما أن هناكُ شيءٌ مهمٌ آخر ، يجبُ أن تكون روح تلك الفتاة نقيّةً وطاهرة ،
    وأن أكون حبها الأول كما ستكونُ هي !
    كل اللواتي اعترفن لي مجرد لعوباتٍ يحمن حول الفتيان الوسيمين ،
    لا يمكنني الثقة بفتاة من صنفهن ، أنا أريدُ قصة حب !

    نظَر تودو لِساعته وقال : آوه ، عليّ الذهاب الآن !

    قال كونيجي بضجر : وقت دواء شييمي ، آه أنتَ لستَ أمها يا تودو .

    ركله تودو بمرحٍ وهوّ يقول : أنا مستعدٌ للموت كي تتناول حبيبتي دواءها ، وداعاً جميعاً .

    هتف الجميع مودّعين بينما كان تودو مٌبتسماً ببهجة ، فتح له السائق الباب فدخل بسرعة ،
    بعد ثوان أخرج هاتفه وكتب رسالةً نصية لحبيبته يوكي ، حين وصلَ للمنزل وصله الرد ،
    كانت تقول : أنا أحبكَ أيضاً ، تودو أنتَ تتحدث عن شيمي العزيزة كثيراً .

    لوى تودو شفتيه مُستفِهماً عن قصدها في داخله ،
    لكنه ما لبث أن ابتسم وأسرع يجري نحو البوابة وسط قهقهات الخادم الذي اعتاد على تصرفاته الغريبة .

    دخل المنزل يركض بُسرعة وتوجه إلى السلالم وهو يهتف دون أن يلتفت: مرحباً أمي ، أبي .

    نظر إليه الوالدان وضحكا على تصرفاته التي تجعل حياتهما رائعة ومليئةً بالحيوية ،
    ثم ذهبت الأم للمطبخ للاهتمام بالكعكة التي صنعتها اليوم خصيصاً لأجله ، لقد كانت تحب الطبخ بِهوَس .

    فتح تودو باب الغرفة وهو يهتف قائلاً بمرح : الأخ المُدللّ هنا !

    التفتت الفتاة النحيلة ليتمايل معها شعرها البندقي الطويل
    حيث كانت جالسةً أمام نافذتها الكبيرة على كرسيٍ مريح بينما معها كتابٌ تقرأه بابتسامةٍ لطيفة تكّمل ملامحها الناعمة ،
    وبجانبها كرسيٌ متحرك دلّ على عجزها ، مدت ذراعيها ليُسرع تودو ويبادلها العناق بِحُب ،
    سألها بلطف وهو يشدّها : كيف حالكِ حلوتي ؟ لماذا لم تبقي في سريركِ ؟

    باغتها بحمله المفاجئ له فتشبثت به وهي تضحك قائلة : مالذي تفعله ؟ تودو ..

    ضحك تودو وهو يقبل أنفها وقال : أحمل أميرتي ، هل من مشكلة ؟
    أم أنكِ تخافين أن يكتشفنا هاياشي الأحمق ؟

    ازدادت ضحكاتها فوضعها على السرير مبُتسماً ،
    أخذ يتحدّث معها قليلاً حتى دخلت الخادمة تدفع عربةً بها طعامٌ خفيفٌ وبجانبه علبة الدواء .

    اهتمّ تودو بإطعام شقيقته ثم تأكد من تناولها لدوائها ، داعبها قائلاً : سمعتُ عن زفافكِ خائنتي .

    احمّرت خجلاً فضحك مستمتعاً بإحراجها : هاياشي وسيمٌ جداً ، هاه ..
    سمعتُ أنه يعمل في منظمةٍ سرية جداً ليس لها علاقةٌ بالحكومة رغم شرعيتها ،
    يا له من شخصٍ مميز .. زوجكِ المستقبلي .

    مطّت اسمه بخجلٍ ودلال لتوقفه فاستجاب ضاحكاً ، قالت بسعادة :
    سأجعلكَ تحملني في الزفاف وتوصلني إليه ، وحتى ..
    حين يأتي موعد القبـلـ.. حسناً أنتَ تعرف ما أعنيه .. فأني لن أفلتكَ .

    ضحك تودو وهو يقول : حسناً هذا وعد .. لكن ألا تخشين تشويه براءتي وأنا أرى من هذا القرب .

    عاد وجهها يحمر وهو يضحك على تلونه وقالت : توقف الآن أعلم أنكَ منحرفٌ كبير.

    أسند وجهه على كفيه وهو يتأملها بحنان ويقول:
    حسناً سأحملكِ أميرتي إلى حيث تقسمين ثم سأخرجكِ وسأرافقكِ للسيارة ..
    وستسمحين لي أن أتأكد أنه يعاملكِ جيداً .

    شبكت أصابعها وقالت ضاحكة: سيفعل بالتأكيد .. إنه اختياري بعد كل شيء .

    لوى شفتيه بطفوليةٍ زائفة وقال: كم أغار منه .. أنتِ تحبينه أكثر مني صحيح ؟

    أجابت باندفاع: كلا مستحيل !!

    نظرت لوجهه الخبيث الذي حصل على اعترافٍ أخيراً ورمت عليه بوسادةٍ صغيرةٍ وهي تقول: أيها الوغد .

    ثم غرق الاثنان في ضحكٍ عميق ، وبعدها فتح كونيجي الباب فجأة مُبتسماً وقال بمرح : تودو ، نسيتَ حقيبتكَ.

    قالت شييمي بشيءٍ من البهجة : كُو ، مرحباً ! لم تقم بزيارتي مؤخراً .

    دخل كونيجي وقال وهو يجلس بجانبها على السرير: آسف شييمي ،
    مُؤخراً كوراتا أصبح مزعجاً أكثر ، أظن أنكِ تعرفين هذا بما أن لديكِ أكثر أخٍ أصغر مزعجٍ على الإطلاق !

    رفع تودو حاجبيه وقال : لمَ لا تذهب إلى أمي ؟ إنها تُعدّ كعكةً لذيذة !

    هتف كونيجي بحماسٍ لا شعوري : حقاً ! لا أصدق ذلك ،
    أعرف أنها تعشق الطبخ لكني لم أتذوق طهوها ولو لمرة ! عليّ أن لا أفوّت الفرصة الآن .

    قالت شييمي وهي تمد يدها النحيلة : مهلاً كو ..

    لكن الحواس بأسرها كانت معطّلة بالنسبة له ، عدا حاسة التذوق التي لا تفارقه طبعاً كأنفاسه ،
    سأل تودو وعلامات الفضول تملأ وجهه الذي بدا له ألطف شيءٍ في عالمها :
    تريدين منه شيئاً ، أتريدين أن أخبره شيئاً ؟

    هزّت رأسها نافيةً وقالت : كنتُ أرغب في الحديث معه قليلاً ،
    إنه صديق صغيري المُقرّب لذا من المُهم أن أقوّي علاقتي به أيضاً .

    التفتت فجأةً بحرجٍ غريب نحو الساعة البيضاوية التي كانت على الطاولة الصغيرة بجانبها ،
    كانت حمراء اللون لطيفة النقوش وقد أشارت عقاربها الغريبة للساعة التاسعة والربع فابتسمت بسعادة،
    عقد حاجبيه مُخّمناً : تنتظرين هاياشي ؟

    لم يكن بحاجةٍ لسماع الإجابة فقد تناهى إلى مسامعه صوت والده مع صوت رجلٍ آخر ،
    فُتح الباب ليُدخل الاثنان ، كان الشاب الآخر في الرابعة والعشرون من عمره تقريباً،
    بشعرٍ أسود قصير وبشرةٍ بيضاء ، ابتسم قائلاً : مساء الخير ، حبيبتي .

    توردت وجنتي شييمي التي قالت: مرحباً هاياشي .

    ضحكَ والد تودو وقال بخبث: أسمعتَ يا تودو؟ هذان الاثنـان مُستعجِلان على زفافهمـا .

    ابتسم تودو قائلاً : هذا جميلٌ جداً، رغم أني سأفتقد شييمي بالطبع .

    قال هاياشي مُطلقاً ضحكةً صغيرة:
    أجل ولكن والدكَ يتحجج بكونه يحتاج وقتاً لتجهيز زفافٍ يليق بابنة الوزير،
    لذا يبدو أنني سأختطف أختكَ فجأة .

    ضحكت شييمي بخجل وقد اصطبغ وجهها تماماً بلون الدماء ،
    أكمل هاياشي ليزيد من خجلها: وسنُسمي طفلنا الأول تودو !

    ضحك تودو وقال مُداعباً: حتى أنكما تحدثتما عن أشياء كهذه !

    قالت شييمي بحُب: بالطبع سنتحدث عن شخصٍ يدعى تودو ولنأمل أن يعيده التاريخ ،
    فلو كان ابننا مثلك فستنثر السعادة عبقها علينا .

    ابتَسم تودو وهوَ يقول: جيدٌ إذاً ! أتمنى ذلكَ أيضاً ،
    والآن أنا أسمع صوت سريري يتوسلني لكي أذهب إليه ، تصبحون على خير .

    خرج بعدها من الغرفة ولحق به الأب على الفور ليتيح الفرصة للعاشقين للبقاء وحدهما .

    نزل السيد ناكامورا السلم ليُقابَل بوجه ابنه الشاحب الذي استلقى على الأريكة ويده تصدّ أنظار المتطّفلين على وجهه ،
    خطى حتى وصل إليه وجالس بجانبه ، داعب بيده خصلات صغيره وقال بحنانٍ أبوي :
    لا زالت تؤرقك ؟ اكسر قيود الماضي وكُن حرّ المُستقبل ،
    ما حدث هو مجرّد زلة طفلٍ كانت أخته البطلة الشجاعة فيها ، إنها سعيدةٌ بذلك .


    ugE46927
    اخر تعديل كان بواسطة » وَهْج في يوم » 08-12-2011 عند الساعة » 18:25
    0

  14. #13
    93A46927




    شعر أنها ستتجاوزه لتصل إلى أعضائه الداخلية بتلك النظرات المتحمسة والعينين المفتوحتين على وسعهما ،
    أخذ ملعقةً وتناولها من تلك الكعكة الباهرة الجمال ،
    كان الطعم فظيعاً بشكلٍ لا يُمكن وصفه ،
    لكن كونيجي كان طفرةً وراثيةً مستحيلة التِكرار
    مما يسمح له أن يأكل أي شيء دون أن تظهر على وجهه أي ملامح للتقزز أو أي شعورٍ آخر بسوء الطعام ،
    حتى أن والدته كانت تشكّ في مقدرته على أكل الورق والجلود والدماء ،
    باختصار كان كونيجي ملاذاً للطعام المكروه والمُتعفّن !

    قالت السيدة ناكامورا بحماس: ما رأيكَ يا كونيجي؟!

    رفع كونيجي كتفيه وهو يلوي شفتيه قائلاً: لا بأس به ،
    ولكن إن شئتِ فسأعلّمكِ طريقةً أفضل من هذه في خبز الكعك وتجميله!

    انفرجت أساريرها فهتفت قائلة :أحقاً ستفعل ، إذاً فلنبدأ الآن !

    التفت الخدم على كونيجي رأفةً وشفقةً عليه، فهوَ لا يعلم أنه أخذ على عاتقه أصعب مسؤوليةٍ في حياته.

    top4top_b7f0b19a4c1
    ××××

    بدا الاستياء على وجهها الطفولي وهي تسحب يد شقيقها الصغير لتقول:
    هيا يا تودو، فإن عَلِم والدانا بشأن خروجنا من المنزل إلى هذا المكان وفي هذا الوقت سيغضبان غضباً شديداً .

    أبعد تودو بصره عن تلك الورود الجميلة التي امتلأت بها هذه الحديقة الخلابة ونظر إلى وجه أخته الذي لم يكن أقلّ جمالاً منها واستجاب قائلاً:
    حسناً شييمي ، شكراً لأنكِ أقنعتِ الخدم بخروجنا ورافقتني على الرغم من مرضكِ المُستمِر .

    ابتسمت بحبورٍ وهي تسحبه إلى البوابة البعيدة وتقول: لا تقلق فمن واجبي أن أنفّذ مطالب أخي الصغير المُدلّل.

    ثم أخذا يتبادلان المُزاح والمداعبات حتى وصلا إلى البوابة التي مَحت هدوء الحديقة وسكينتها بسبب أصوات السيارات وأبواقها،
    أمرت شييمي وهي ترى الخدم يفتحون لهما باب السيارة البيضاء قائلة: هيا بنا .

    لولا أن فراشةً جميلة قد أسرت فؤاد الصغير منعته من الاستجابة،
    فقد كانت تتهادى أمام ناظريه لتبتعد عن موطنها المليء بالأزهار الزكية وتتجاوز الشارع المكتظ بغبار السيارات الكريه،
    مما جعل تودو يلحق بها بسرعةٍ ودون وعي كسمكةٍ تَطرُد طُعماً وعيون شقيقته وخدمه متشبثةٌ به بذهول .

    وما لم يره ذاك الطفل تلك السيارة الهائجة التي كانت تُسرع وكأنها تُسابق الضوء وتتشوق لنثر دماء غِرٍ لم يعرف معنى الحياة ،
    ألجمته الصدمة وهوَ يراها تقترب منه والتفت مشدوهاً حين دفعته أخته بقوةٍ ليسقط بعيداً عنها وتنقض عجلات السيارة التي زاد سوادها ثِقل الجريمة على ساقي تلك الطفلة البريئة .

    top4top_b7f0b19a4c1
    ××××

    فتح عينيه مَفجوعاً وهبَ جالساً لُيفاجئ بسقف قصره الهادئ ،
    التفت ليجد عيني والده التي لا تقل عدستيها رعباً من عينيه فقد كان ينظر لقطعة الكعك المتربعة على الطبق المُرصّع بالكريستال ،
    أشفق تودو على حال أبيه الذي التفت له بِسرعة وجازى إحسانه بالإساءة ليقول :
    عزيزتي لمَ لا تدعين تودو يأكله أولاً؟ فهوَ طفلنا الحبيب الذي نريد منه أن يتلذذ بكل شيءٍ قبلنا بينما نبقى في العذاب لأجل ابتسامته النيّرة.

    همس تودو لنفسه "بل إنكَ تزجّ بي في العذاب عينه أيها الأب الحنون!"
    سحب الطبق مبتسماً بزيفٍ وهو يقول: بِكل سرور أمي .

    نظرت له والدته بسعادة بينما كونيجي ينظر له بملل، دسها في فمه وابتلعها فوراً دون أن يتذوقها،
    لكنه فتح عينيه بدهشة لمّا لم يشعر بأي عفنٍ أو سوء، أخذ ملعقةً أخرى ووالدته تنظر له باستغراب،
    استطعمها ليبتسم وهوَ يقول: صدقاً! هل طبختِ هذا أمي؟ إنه غير معقول، لذيذٌ جداً!

    ساور الأب الشكّ في كلام طفله، فقد تكون خدعةً يذيقه بها نفس السم، لكن ملامحه لم تبدو كذلك أبداً،
    لذا فقد تجرأ وأخذ طبقاً آخر أطلق صيحةً ثاملةً بعد أن تذوق منه،
    حينها قالت الأم وهي تكاد تبكي من فرط السعادة وتأخذ طبقاً لتعطيه الخادمة لتضعه الأخرى في عربة الطعام:
    أنني سعيدةٌ جداً، كل الشكر لكونيجي، يجب أن آخذ بعضاً منه لتتذوقه شييمي.

    لحقت بالخادمة التي تدفع العربة حتى دخلتا المِصعد مبتسمتين،
    ضرب الأب تودو بخفةٍ ظهر ابنه قائلاً: تجاوزت أمكَ فشلها فتجاوز أنتَ ذنوبك.

    تظاهر تودو بأنه لم يسمعه فقال موجهاً حديثه لكونيجي بمرح مزيف: هل تنام معي الليلة ؟

    ابتسم كونيجي وقال بأسف: كنتُ أتمنى ذلك لولا أن والدتي طلبت مني العودة.

    top4top_b7f0b19a4c1
    ××××

    ياااااااا .. ستلقى حتفك اليييووووم !

    تنهدت الخادمة بملل وهي تتساءل متذمرة وتتجه إلى المطبخ مع زميلاتها :
    أتساءل عن العدد الذي سيكسرانه اليوم من آنية الطعام يا ترى؟!
    فالسيد كوراتا غاضبُ أكثر من المعتاد هذا الصباح.

    أخرج كونيجي رأسه من خلف الطاولة ثم عاد ينزله بسرعة حين حلّق طبقٌ فوق رأسه،
    ظهر سريعاً وأخذ كوباً ليرميه بكل ما تعنيه كلمة عمىً من معنى لتتحطم بعيداً،
    اصطدم طبقٌ بكتفه بقوة ليسقط ويتحطم بينما عاد يخبئ رأسه بتذمّر..
    تناهى إلى مسامعه صوت ضحكة أخيه الصغير الخبيثة وتفاجأ حين رفع رأسه بوقوفه على الطاولة وهوَ يحمل إبريق العصير ليسكبه باستمتاعٍ على رأسه ثم يرمي به عليه.

    اصطدم بركبته حيث كان يجلس متوثّباً بينما تبلل جسده بالكامل،
    ضحك كوراتا وهو يقول: النصر لي كالعادة، سأنتظركَ في السيارة بعد أن تستحم.

    ثم أطلق ضحكةً طويلةً شامتة وهو يركل بقدمه حطام الأطباق، لعنه كونيجي وهو يصعد درجات السلم ليغتسل بسرعة،
    لم يأخذ منه الأمر خمس دقائق ثم نزل مسرعاً ليتجاوز السيارة الواقفة بانتظاره بكل برود.

    أطل كوراتا قائلاً: ألن تركب كالعادة أيها الفقير ؟! لماذا تحب المشي ؟

    قال كونيجي دون أن يلتفت: لستُ أحبه لكني أعشق كل ما يُبعدني عنك .

    نزل كوراتا ليسحبه من يده بشدة إلى السيارة ويقول بطفولية:
    اركب الآن هل تريد أن تجعل مني أضحوكةً أمام الطلاب؟ هيا!

    ركب كونيجي بتأفف وأخذ يراقب الشوارع بينما اختلَس كوراتا نظرةً طفوليةً إليه وابتسم ببراءة سرعان ما تبدّلت ما إن التقت عينيهما إلى عبوسٍ وشر .

    وصلت السيارة مُرادها وفتح السائق الباب بسرعة لينزل الاثنان بنظرةٍ متوارثة كانت العلو والغرور،
    رمقا كل من في طريقهما بها إلى أن قابلا سينو الذي كان واقفاً يتحدث مع كيمورا وهيرو حاملين حقائبهم بحماس،
    اتجّه إليهم كونيجي عابساً بعد أن ركله كوراتا ركلةً قويةً على مؤخرته فرّ بعدها بسرعة البرق .

    بعد أن ألقى عليهم التحية سأل باستغراب: أين تودو؟

    أشار كيمورا ضاحكاً إلى يمينه : انظر جيداً هناك .

    التفت إلى حيث أشار ليجد تودو يتحدّث مع فتاةٍ جميلة ضاحكاً وتبدو عليه السعادة .

    قالت يوكي بدلال : هذا ليس عدلاً أبداً تودو فأنا أريد أن أحظى ببعض الوقت معكَ أيضاً .

    ابتسم تودو قائلاً وهو يشعر أن قلبه يتراقص فرحاً: حسناً سأحلّ المشكلة .

    سألت باستغرابٍ وهي تعبث بخصلة شعرها السوداء الطويلة: لم تعرفني على صديقكَ كونيجي بعد،
    أرغب بالتعرف عليه بِشدّة! إنه مشهورٌ جداً في المدرسة .

    التفتت لتراه يصرخُ على فتىً ويركله بقوة على خاصرته واستطاعت سماعه وهوَ يقول:
    لا تجرؤ على فعلها مجدداً أيها الحقير .

    لاحظ تودو شرودها الغريب فقال ضاحكاً: لا تخافي إنه ليس هكذا معنا ،
    يتصرف هكذا فقط مع الأشخاص الذين لا يعرفهم ، إنه يحتقر جميع من لا يندرجون تحت مسمى صديق .

    ابتسمت قائلة لتسلب عقله: أبداً لستُ خائفة ، لأني أعرف أن تودو يستطيع انتقاء أصدقائه بحكمة .

    top4top_b7f0b19a4c1
    ××××

    كان تودو وكونيجي يسيران حاملين حقائبهما بينما يتحدثان بجدل ،
    حيث قال كونيجي بإصرار : الفتاة تريدكَ أن توليها اهتماماً !
    يا رجل أنا أضجر من كثرة حديثكَ عن شييمي فكيف بها ؟ إنها تغار عليكَ يا أحمق .

    قال تودو وهو يلوي شفتيه ببراءة : لكن شييمي أختي وهي لطيفةٌ جداً ولا أجد ما أتحدث عنه غيرها .

    حكّ كونيجي شعره منغمساً في التفكير ثم قال : وجدتها ، ما اسم ذاك الجهاز الذي تلعبون به طيلة الوقت ؟

    رفع تودو أحد حاجبيه وقال متسائلاً : تعني لعبة الفيديو psp ؟

    صفّق كونيجي بكفّيه ثم أشار بإصبعه نحو تودو قائلاً :
    صحيح ، ألا تلعبُ الكثير من الألعاب عليها ، ودائماً تخبرني أنني جاهلٌ لأني لا أجيدها ؟
    لماذا لا تتحدث عنها ؟ لا بد أن هناك الكثير من الأشياء المثيرة للاهتمام والقابلة للثرثرة بها،
    أو لماذا لا تخبرها عن القصص العاطفية التي تقرأها ؟
    أو مجلات القصص المصورة ؟ هناك الكثير لتتحدث عنه كما أرى.

    ابتسم تودو بحرج وقال وهو يشدّ كتفيه مدركاً أنه سيقول شيئاً يثير غضب كونيجي:
    لكنكَ تعرف أن شييمي لطيفةٌ جداً ، إنها آسـر..

    لكمه كونيجي بقوةٍ على رأسه وهو يقول: اذهب للجحيم أيها الحقير!
    لا تسألني أبداً فعلى أي حال ليست لديّ خبرة ٌ مع الفتيات.

    تنهد تودو ومدّ شفتيه وهوَ يفكر
    " لماذا تغار الفتيات من بعضهنّ كثيراً هكذا ؟ ليسَ وكأنني سأتزوج شييمي فهي أختي ، آوه كم هي فاتنـة ! ".

    top4top_b7f0b19a4c1
    ××××

    كانت غرفة كونيجي مظلمةً جداً منسجمةً مع لفحات الهواء البارد لتكون وضعاً مغرياً للنوم والاسترخاء ،
    قلّب كونيجي جسده بانزعاج وهو يحرّك يده بلا هدى فصوت نغمة هاتفه قد أقضّت نومه ،
    سحبه من تحت الوسادة ليصرخ بغضبٍ ونعاسٍ واضح: ماذا !

    أجابه صوتٌ ناعمٌ متقطعٌ وخجول : مـ .. مرحباً ، هل أنت كونيجي ؟

    تثاءب كونيجي بمللٍ وهو ينقلب على الجهة الأخرى ويشدّ على غطائه قائلاً باستياء :
    أنا هو ، ماذا تريدين في هذا الوقت المتأخر من الليل ؟

    صاحت بأسفٍ قائلة : يا إلهي ! لا تقل أنني أيقظتك ، لقد حسبتكَ ساهراً ، أرجوكَ اعذرني .

    قال كونيجي بصوتٍ بدأ ينفذ منه الصبر لأنه لم يستطع الاستجابة لنداءات سريره الحبيب التي تدعوه للنوم :
    من تكونين وماذا تريدين وبسرعة !

    جاءه صوتها خافتاً وهي تقول : آسفة ، يبدو أنكَ تريدُ إكمال نومك ، تصبحُ على خير .

    أغلق الهاتف بملل وتثاءب دون أن يمنح الأمر ذرة اهتمام ليعود لنومه أخيراً .

    بعد أن استيقظ من النوم واستحم وارتدى الزي المدرسي تذكر المكالمة المزعجة بالأمس ،
    أخذ هاتفه وأعاد الاتصال بالرقم الوارد الأخير ليجيبه صوت الفتاة بعد ثالث رنةٍ بخجل : صباح الخير .

    جلس كونيجي على سريره وهوَ يقول : صباح الخير .

    - لم أعتقد أنكَ ستتصل بي ، ذلك لطفٌ منك ، اعتذر مما حصل البارحة فقد ظننت جميع الناس قياماً مثلي .

    لوى شفتيه بريبةٍ وهو يقول : لا يهم ، من أنتِ ؟

    قالت ببهجةٍ ومرح : أنا يوكي ، أظن أن تودو قد حدّثك بشأني .

    استلقى كونيجي على فراشه وهو يقول بعد أن عصر دماغه محاولاً التذكر : آآه ، نعم لقد أخبرني .

    ضحكت وسمع صوتاً بدا أنه قفزةً كبيرة لتقول : جيد إذاً ،
    مرحباً .. أجل ضعي الفطور حالاً ، لقد أردتُ محادثتكَ منذ مدة ،
    في الحقيقة .. انسَ الأمر ، هل يمكنني مقابلتكَ اليوم بعد المدرسة ، وأرجو ألا يعلم تودو بهذا ؟
    اخر تعديل كان بواسطة » وَهْج في يوم » 08-12-2011 عند الساعة » 18:30
    0

  15. #14



    الأسئلـة :


    1/ شعوركم تجاه الشخصيتان الجديدتان ، يوكي وشييمي ؟

    2/ في الجزء القادم .. من تريد أن يقوم بدور المذيع ؟

    3/ اختر شخصيتين ليقوما بدور الضيفين في المقابلة القادمة ؟

    4/ اطرح سؤالاً لأي شخصية ترغبها.. وإن لم تظهر الشخصية في المقابلة القادمة فسيتم طرح السؤال في المرة التي تظهر فيها عاجلاً أم آجلاً..


    للرد على الجزء هنا

    + لا يوجد مقابلة هذه المرة ، صوتّوا مرة أخرى وسأجمع الأصوات كلها
    + سأحاول توفير تحميل الجزء قريباً
    لكن حالياً في بيت خالتي وسيتم تفجيري إن لم أعد للفتيات الآن cry

    0

  16. #15
    سيتم اغلاق هذا الموضوع

    وهذه رسالة من صاحبته لكم:


    " إغلاق الموضوع مؤقت إلى أجل غير مُسمّى،
    إذا اكتملت الرواية على الجهاز ستُكمَل الرواية بإذن الله 3> "
    sigpic448022_2
    0

  17. #16
    سيتم اغلاق هذا الموضوع

    وهذه رسالة من صاحبته لكم:


    " إغلاق الموضوع مؤقت إلى أجل غير مُسمّى،
    إذا اكتملت الرواية على الجهاز ستُكمَل الرواية بإذن الله 3> "
    0

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter