لمّا خلق الله الناس على هذه الأرض
بيّن لهم طريقين لا ثالث لهما: الخير والشّرّ
ومنذ ذلك الحين والناس على قسمين
فقسم مهتدٍ سلك طريق الخير والحق ولم يحد عنه
وقسم ابتغى الشر والعدوان واتخذه مسلكاً ومنهاجاً
غير أنه لا يوجد بشرٌ خالص الخير كامله.. ولا يوجد آخر خالص الشر غارق فيه
فنحن اليوم بجانبين ولا مجال للإنكار !
بإمكاننا - إذا شاء الله - أن نرفع مستوى الخير بداخلنا
ونثبط - ما أمكننا - مستوى الشّرّ
ينعكس كل ذلك على شخصيتنا.. فيرانا الناس وفق هذه المستويات
أحياناً تطغى علينا الأنانية وهي تلك الصفة التي لم تجلب الخير لأحد يوماً
أكون في السوق ومعي مال أكثر مما أحتاج فأرى الحقيبة التي أعجبت أختي
ولعلّها لم تستطع القدوم معي لشرائها، فالتصرف الصحيح أنما يكون بأن أهدي أختي تلك الحقيبة
إنها بلا شك لا تساوي ابتسامة أختي لكنها ستسعدها وهذا أمر طيب !
(( ماذا لو تضخّمت الأنا في هذا الوقت بالذات ))
سأشتري حقيبة لي ولا شيء لأختي فالأهم هو أن أكون سعيدة وإن هي أرادتها فلتشتريها بنفسها
أعود إلى المنزل ومعي الحقيبة لكن لا شيء لأختي !
الأنانية من الأثرة وعكسها الإيثار الذي يجلب الخير دوماً ^^
فكم كنتُ سأسعد أختي لو اشتريتُ الحقيبة وأخّرت نفسي إلى حين..
عندما نسعد الآخرين نكون قد أسعدنا أنفسنا
لكن ليس من الضروري أن يحدث العكس !
++++
كما يستدرجنا الشيطان بمكره إلى مهاوي الفساد فإنه يمكننا أن نصدّه
ونتنبّه أكثر لما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وآل بيته الأطهار وصحابته الأبرار
من صفات عظيمة وأخلاق نبيلة أهّلت صاحبها ليكون رمزاً إسلامياً لا يستهان به
وعلماً من أعلام الدين وخير مسؤول لتبليغ الدعوة إلى هذا الدين القويم
كونوا على يقين بأن كل منكم يحمل جانباً خيّراً يجب تنميته
وجانباً آخر يجب أن يصمت إلى الأبد،
فلنحرص جميعاً على تنمية الإيثار في قلوبنا وعلينا أن نعطي الآخرين أكثر مما يعطوننا
وأن نفكر بهم دائماً وأبداً بشكل سوي ومتّزن
ولو استقام الناس على ذلك لخلقوا توازناً نفسياً فيما بينهم وتخلصوا من نصف ما يعانون منه الآن على الأقل
من الآن علينا الانتباه لحديقة الخير التي تسكن قلوبنا
لعلّها لم تروى منذ زمن،، لا بأس..استخدموا سماد التوكل على الله والنية السليمة
لأجل إحياء التربة واسقوها دائماً بالعزيمة والإصرار، ويوماً ما - إن شاء الله - ستزهر قلوبكم
وتصير جنّةً خضراء
المفضلات