مشاهدة النتائج 1 الى 18 من 18
  1. #1

    رواية سيدة الحرية الفصل الاول

    الرابع عشر من يونيو عام 1424هـ في العاصمة السعودية الرياض..
    أفقت من نومي على صوت أذان الفجر,لم أتحرك من سريري ولم افتح حتى عيناي,بقيت اردد خلف الأذان وكأن المدينة استيقظت وسكنت في خشوع..,
    بعد عدة دقائق فتحت عيناي بسرعة..وكأنني الآن فقط تذكرت أن اليوم هو السبت..وسوف اذهب للمدرسة..
    قطبت حاجباي بوقت لم تكن فيه ملامحي استيقظت..فكانت حركة مفاجأة انتهت بنهوضي ..
    علَ انزعاجي ينتهي بتأديتي الصلاة..
    بعد ذلك عدت للنوم وأنا اردد
    “وش يصير لو غبت اليوم يعني بتزعل الدنيا؟؟”
    تزعل الدنيا؟؟هنا ضحكت لتلك الجملة الغريبة التي فاجأتني..
    ولكن بالنهاية لم تكن الدنيا بل كانت امي..!
    لكنني استطعت بعد مشهد كاذب ان أتغيَب عن المدرسة!

    عند الساعة العاشرة صباحاً..
    كنت قد استيقظت وتناولت فطوري وحدي وبيدي مجلة قديمة لم أجد فيها مايقرأ سوى مقالة عنوانها هل الحرية في مجتمعنا مطلوبة؟
    وقفت لأصعد لغرفتي وذلك التساؤل يتردد في عقلي الصغير!!!
    كحياة الجميع بدأت حياتي…طفولة بريئة..قد ينغص صفوها سؤال يكبرها بسنوات كما أتذكر الآن ذلك السؤال الذي أرهقني حينها..!
    مرت عدة أشهر والهدوء الذي كنت امقته كان مسار لها.. فلم أكن
    اعلم أن القدر سينزع ذلك الهدوء ليشتت السكون من حولي..!

    تلك الأيام لم يكن شيئاً يشغل بالي سوى تلك المقالة التي تحدثت عن الحرية..
    حتى أصبحت كل تفكيري… وهذا ماسترونه لاحقاً…
    ليبدأ عداد الدقائق الغامضة لتبدأ القصة باستضافة قلمي!…
    .-.

    “مضت عدة أيام”…
    ( 1 )
    ::::خطوات الساعة:::::
    تمضي خطوات الساعة بثقة كبيرة…وأنا عاجزة عن إيقاف دقيقة واحدة من عمري لأقف في مواجهة حاسمة مع ذلك الشخص الذي يسكنني!!

    أقف بثقة أمام تلك الروح التي تقبع تحت ذلك الكم من العظام التي ترسمني!!

    وأحكي ما لم يستطيع لساني نطقه!!

    .ـ.
    .ـ.

    أغمضت عيني في محاولة فاشلة لاستقطاب ثانية واحدة من تلك الثواني السريعة الغير عابئة بمن خلفها!!
    ولكن كما هو الحال في كل مرة..

    لا تحدث أيّ مواجهة!!
    ولكن… فوجئت هذه المرة بامتداد يدي نحو تلك الساعة الجالسة بهدوء على احد الرفوف
    والأفكار تطوقني بجنون!!

    فتعبث أطراف أصابعي بهدوء دفع برقية سريعة لذاته..متنبأ لعاصفة ما…!

    ليتوقف الزمن على عقاربها!!

    فتسقط محطمه….فتموت..!

    تموت..

    تموت..

    ليموت العقرب المجتهد الذي ضلّ عمره في الدوران حولها..

    العقرب الشقيّ الذي شقيَ منذ ولادته..
    لاهثاً..
    فقط ليصنع الوقت!!
    فيمضي البشر لاهثين في استغلاله!!

    حتى حدث ذلك الشيء العظيم في حياتهم!!
    وهو ما يسمى بالنظام..!!
    النظام…!

    عندما تردد صدى تلك الكلمة في عقلي
    اجتاحتني رغبة عظيمة في تحطيم جميع الساعات في العالم..لأخفي ملامح الوقت..!

    لنعيش في حرية تامة…

    فلا دقائق نسمع خطاها..!!

    ولا ثواني تسبقها..غير آبهة بمن مضى عمره يتبعها!!
    فيأتي الموعد الذي أراه يتحدد دون الرجوع إلى تلك السيدة التي طالما احترمها الناس دوماً .. ساعة..!
    لنذهب…
    cbfb0477ade214e5b79458e69c79ecf7


  2. ...

  3. #2
    بكرة ان شاء الله انزل الفصل الثاني اذا عجبتك من خلال ردكم


    شكرا لكم

  4. #3
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    حبيت اسأل : هل القصة من تأليفك؟ وإذا لا, هل يمكن ذكر الكاتب أو الكاتبة , وهل يمكن وضع ملخص بسيط للقصة حتى تصبح مفهومة اكثر؟

    أنا لازلت في منتصف القراءة .. لكن منتظرة الفصل القادم منك عزيزتي gooood
    sigpic448022_2

  5. #4
    شكرا بس القصة مو من تأليفي بس الراوي مجهولة ولقبهااا سيدو الحرية

  6. #5
    ::::غيَر من حياتي !:::::

    كمعزوفة موسيقية مرت بي الأيام…ترتفع أحياناً…حتى أكاد ألمس النجوم…وتبقى على مسارها المعتاد أحياناً اخرى…!
    ثلاث سنوات مضت…
    “عاماً”… يجر من خلفه..عام…
    كل “يوم” يمضي يضع لمساته قبل ذهابه..وكل “ساعة” تحاول ابتداع أمر..
    وكل “دقيقة” تحاول تغيير ما تستطيع من الأحداث..!
    “أسبوع” يمضي ليستقبل أسبوع آخر..
    و”ساعة تجر جيش الثواني خلفها”…
    إذن …
    لا يزال نظام الساعة يعمل..!!
    ولا يزال نظام الأيام يدور..!
    يالغبائي…!
    أتذكرون…
    كنت أظن الزمن توقف بعد أن حطمت ساعاتي..!
    كنت أظن أن الحياة ستفقد النظام فقط لأني أريد ذلك..!
    ظننت أن الدنيا توقفت على أرضي فقط لأن امي رحلت..!
    وأبي تخلا عني…..
    وبدر فقدته…!
    سبحان الله.. لا تزال الكرة الأرضية تدور…
    ولا زالت أسس الحياة موجودة..!
    حتى هذا اليوم…تراودني صورة ساعتي المحطمة قبل سنوات في منزلنا…فيخيَل لي أنها كل عالمي الذي توقف!
    أكنت حقاً أظن أنني بمجرد إتلاف ساعاتي سيتغير كل شيء..!
    أم أن حلمي بسيادة الحرية هو ما دفعني لذلك..!
    .-.
    .-.
    ثلاث سنوات مرت وأنا أجلس في أول كرسي من مدرسة الحياة…
    تعلمت الكثير..
    الكثير..مما يفوق أحلامي..طموحاتي وحتى أحزاني…
    تعلمت فنون الضحك….عندما تطوقني الأحزان…
    تعلمت أن اغلق فمي عند حاجتي للكلام…
    تعلمت كيف ابتسم عندما يخرس لساني!
    تعلمت أن أتحدث عن كل شيء وأي شيء.. إلا أن أتحدث عن حياتي..!
    عن تلك المسماة…
    مأساتي..!
    لم أبث شكواي يوماً إلا للقلم..
    ومجتمعي الذي أخالطه لم يكن سوى صديقات مدرستي…
    تعلمت أن اضحك لأجلهم…وابكي لأجلهم.. ادرايهم كما اداري الدمع في عيني…
    الجميع ضحكوا لضحكي…..لكن أحداً لم يبكِ لأجلي…
    لم ابالي بشيء…فلم ارد أن أكون بائعة للحزن بينهم….
    كما هو عنوان قصتي التي اكتبها عندما يغمرني الحزن….
    وتخنقني الوحدة…!

    أتعلمون أي وحدة أُعاني منها..!
    منذ عام مضى لم أرى بدر….
    فقدته بلا سابق إنذار…!
    تماماً كأمي…!
    لكن الفرق بينهم أن امي رحلت بلا عودة…
    وبدر سيعود…!

    فقدته عندما أتى والدي في صحوة متأخرة وبلا سبب..
    ليأخذنا إلى بيتنا القديم…
    بكل بساطة..أمَرَ ونفذنا…

    اذكر أن شعوري كان مميزاً حينها..
    كان شعور امتزج بكل شعور اجتاح ملامحي طوال سنوات عمري…
    شعور غلب عليه الفرح والحزن..في آن واحد…
    الدهشة وعدم الاهتمام…في مزج واحد..!
    شعور يبث الأمل في داخلي بأن الحياة ستعود كما كانت..! وآخر يناقضه يشعرني بالإحباط..!
    شعور الغضب من والدي..والرضا عنه…!
    لن أتعجب يوماً ما عندما افقد السيطرة على وصف إحساسي…!
    اخبرني بدر حينها.. أن مكوثنا في بيتنا لن يدوم طويلاً…فلم نحضر إلا بعضاً من حاجياتنا…
    زوار في بيتنا..!
    في أول خطوة كانت لي فيه..كمن يطأ نار..وثلج…!!
    صوت صرير الباب كان يشبه صرخات طفل استبشر بقدوم امه..!
    كنت انظر لبدر وهو يدفع ذلك الباب الذي طالما توقفنا عنده في عراك من يسبق للداخل…
    ذات يوم!


  7. #6
    كانت خطوتي أثقل من حزني….
    شعرت بأنفاس والدتي تخنقني…تستقبلني مودعة..!
    تعاتبني تسألني عن أخباري…عن السنوات التي غبنا فيها..!
    بكل مقعد كنت أراها..وكل زاوية كنت المحها..حتى بتلك الأواني المصطفة على الرفوف رأيتها..!
    أطلت النظر للتلفاز الذي طالما تشاجرنا على جهاز التحكم التابع له… فبدت لي شاشته المغلقة تعرض شريط أيامنا السابقة….
    وفي كل قناة أرى امي..!

    كانت الصالة لم تتغير كثيراً وكذلك المطبخ…. أما غرفة الجلوس وبقية المنزل…مروراً بغرفتي قد تغيَر..فبدت لي غرفتي…
    تشبه غرفتي..!

    كان والدي قد جدد الأثاث وأبدى التغييرات المناسبة ليبعث الراحة لأنفسنا مرة اخرى…
    كما اعتقدت حينها….!

    لم أحاول حتى إمساك مقبض الباب لغرفة والدتي,,,أخذت أجوب المنزل..واستعيد الذكرى فيسعد قلبي تارة..,ويبكي تارة اخرى…
    مهما كان الحزن مخيِّم على المنزل إلا أنني في منزلي الذي قضيت فيه سنوات طفولتي…واسعد لحظات حياتي..
    ويكفيني فقط,, أنني أتصرّف فيه بحرية..!
    “حرية”!
    في وقت لم يكن مناسب لمرورها بين ازدحام الأفكار في رأسي إلا أنها مرتني…!
    فعادت هواجسها بشكل يختلف عمَا كانت..
    فقد كَبٌرَت…
    بكل بساطة ..
    كَبٌرَت..!!
    الم تعلموا أن الأحلام تكبر كما نكبر نحن..وتموت كما نموت نحن…!!

    عندها بقينا في المنزل عدة أيام…اقترح فيها والدي على بدر أن يذهب معه….ليدرس بالقرب منه…
    كما قال يريد أن يشهد تفوقه..ويفخر به عن أقربائه هناك…..
    أو أقرباء زوجته..!
    بدر خاض صراع جديد مع والدي….حتى خضع له مجبراً…..وسافر معه بعد أيام قلائل..
    حينها كان حوار في ذاتي يتساءل..
    - وأنا…!
    - ماذا سيحل بي..!
    - أيأخذون آخر عائلتي مني!
    -بين إحساس وآخر.. شعرت بأنني نقطة أضاعها القلم على صفحات الورق..!
    -أصبحت مجرد خربشات لجدران الزمن..!
    لا احد يفكر فيني..!
    - أين سأذهب…..وهل سأعود لخالتي مرة اخرى..!

    سألني بدر قبل أن يفكر بالرحيل…وقف أمامي وكأنه قد استعد لخوض الحوار مرات عدة.. قبل أن يقول:
    “اذا ماتبغين اسافر ماراح اسافر..واللي يصير يصير”
    كنت سأقول نعم..لاتذهب…لاتتركني..
    …لكنني قلت:
    “خلاص…لازم تسمع كلامه و….(بترت جملتي لأنني لم أجد ما أُضيف..بدا لي كل شيء ناقص!”
    ثم أضفت ابتسامة ميتة…
    لأجل ألا يقع في صراعات مع والدي,,ويضيع مستقبله بيده..ويدي…,
    لأجل سعادة آخر وأول من افكر فيه في دنياي…
    نعم لا أحد..غيره..

    طلبت منه ان يذهب,,
    في وقت كنت في أمسّ الحاجة إلى وجوده…,
    قلت الوداع,,في وقت صرخ كياني فيه لاتذهب..!
    قلت نعم,,في وقت افترض علي أن أقول لا..,
    قلت لا بأس وأنا اعني كلاَ..كلاَ…كلاَ…,
    لكنـ…..رحل…,
    هكذا بكل بساطة…
    ذبلت أول وردة حاولت سقايتها فيني….
    لم اصرخ..لم ابكي..لم أترجَى أحداً…
    فقط أذعنت لما يحدث..وتقبلت ماقد يحدث!..

    وها أنا الآن ..يكتمل بي العام الذي احتوى حزني ويتمي ووحدتي..
    في منزل خالتي…مرغمة بإرادتي..!
    استيقظ وأنام…
    - بلا أمل في الحياة….
    - بقلب محطم..يائس..رافضاً ذاك المسمى أبي..!
    سؤال يغتصب وحدتي كلما اذكر ماحدث…..
    - “هل كان يجب علي أن احبه…فقط لأنه أبي…!”
    بت اشك أن قلبي معطوب…..
    لولا حبي لأخي…وخالتي….واحترامي لابن خالتي الذي بدى كوالدته..سعيداً بعودتي…
    لتيقنت ان قلبي معطوب…!
    بالمناسبة…
    لا اعني الجملة الأخيرة…!
    بل سابقتها…فـ قبل سنتين غيَر مازن غرفته إلى غرفة قرب المجلس بالأسفل..
    وذلك ليتسنى لي الخروج بحرية في ذلك الدور…
    حرية لم اعرها اهتمام طالما لمى تشاركني المكان..!
    لا ادري لما تذكرت الآن نظرة مازن ذلك اليوم قبل سنوات….
    ياترى هل لازال يذكر ماقالته!
    ليتني لا أعود هنا….
    ذلك اليوم لم انم…كان بودي حينها … وبرغبة ملحّة ..
    الكتابة..عن شعور…
    المشردون..!!!
    .
    .
    دخلت آخر مراحل الثانوية…
    عُمْرِي اقترب جداً من الثامنة عشر….أظن ذلك…
    فلم تعد هناك حفلات ميلاد..!
    ربما الثامنة عشر..والذي كنت أتمناه حقاً هو عمري كله!
    في لحظة يأس!
    بدر سينهي عشرون عام من عمره ومازن لا ادري لكن أظن انه يكبرني بخمس سنوات.. أما لمى فهي لم تغادر المرحلة المتوسطة..ولا أظن أنها ستغادرها حالياً!
    مرتني أيام خلال سنوات وحدتي..
    كانت من أقسى أيام حياتي…فمن تلك الأيام تعلمت…
    أن الكلمة لاتحتمل أكثر من معنى…
    بعكس ماكنت اعتقده عندما ظننت أن للحرية معنى واحد!
    وفهمت معنى اليتم بصورته المنفردة…!
    يتيمة الأب والأم..!
    ما أقسى قاموس الكلمات الذي قرأته مرغمة!
    برغم صغر سني..إلا أن الحياة علمتني الكثير…عدا أنني اجهل أمراً واحداً يعنيني…
    فـ كيف أصبح
    سيَدة الحرية..!!
    .ـ.
    .ـ.

    إذن…
    كل ما افعله الآن..
    هو لجوئي لمن لا ملجأ ولا منجى منه إلا إليه..
    والحمدلله على كل حال…
    ربما حتى الآن قصتي حزينة….,
    وربما حتى الآن لا أحد يلحظ حزني..!
    وألف ربما تتبع ربما…
    جميعها دونت في رٌوزنامة تقوقعت في أحشائي..
    .-.
    ما”حدث” في منزل خالتي..
    عذراً..
    تمنيت أن اسرد هكذا..لكنه لم “يحدث” شيء..!
    فالهوامش لاتعطي الكثير..!
    عشرون شهراً أو تزيد…تتشابه أيامها…فلا تحدث تغيراً لجدولي اليومي..!
    من القسوة أن أرى اليوم حلقة معادة من حلقات الأمس..!
    .-.
    زارني بدر مرة خلال هذا العام…ورحل من جديد..
    لم ابكي منذ غيابه…لا لشيء لكنني كرهت الدموع…!
    ما يشغلني هو دراستي لأهمية مرحلتي الأخيرة…ورواية كنت اختلس الفراغ من فراغي لأملأ سطر منها…لتحييني..!
    أتخلص من بعضي فيها..فتملأني..!
    أرثيها….فتبكيني..!
    “بائعة الحزن”
    ترتلني سطورها…وأتلوها بإتقان..!
    يشبهني كثيراً…حرفها
    إذ كنت أُشبهها كعنوان…!
    .-.
    كعادتي..
    كل امتحان بالنسبة لي فاتح شهية للحروف…!
    غداً لدي امتحان وسنتي الأخيرة تحتم علي مايجب علي..
    لكن رغبتي المفاجأة بأن اعرض قصتي لعيون اخرى غير العيون الأربع الساخرة
    خلقت فيني حماساً آخر…
    أتممت إنزالها بمنتدى صديقة لي…

    .-.
    .-.
    من قال أن للحزن نهاية..قد اخطأ…
    ومن قال أن هنالك أصعب من الفراق قد أخطأ أيضاً…!
    “بائعة الحزن”
    بقلم: (انكسار الظل)
    كانت أوَل مشاركاتي و خطوة اولى لجميع تلك الخطى التي تلتها..
    بعد دقائق طويلة…
    عدت لألقي نظرة…رأيت من يقرأ دون تعقيب…
    شعرت باضطرابات في داخلي…كنت أتخيل صخب من عيون تلتف ردهات الورق..أكان طرب أم نشاز!
    تحولت الصفحة في رأسي معركة جدال…لم يعد هناك حلفاء..!
    أفكاري أبت الاستسلام وحروفي لاتزال في اشتباك!
    محاولات التحاف ورقة صيَرها الوغى فيني فجأة ..
    حلم استيطان محبرة..!!
    انتشى حزني الغابر..فكرت في القادم…
    آخ..منذ زمن لم افكر بالقادم… كنت أعود للوراء أعيش بين انثناءات انكساراتي!!
    لم أجد أي تعقيب للقصة…
    تسللت إحدى الخيبات إلى ذاتي
    لتوقظ البقية!
    فأنام….!
    /
    عند عودتي لها بعد مضي أيام…
    “قصة مميزة”
    “ننتظر القادم”
    “رائع..استمري”
    “اين البقية”
    عندها…
    دهشت…!
    نعم ربما الدهشة سبقت البهجة..
    ركضت لهاتفي لأتصل ببدر
    سألت عن حاله على عجل…أنفاسي تتسابق كتنافس لحضور الخبر
    “قوول مبروووك”
    “تخرجتي؟”
    “ههههه يازينك ساكت…يااربي ماتدري شلون مبسووطه قوول مبرووك”
    “دووم ان شاءالله قوولي حمستيني”
    “قصتي اللي قلتلك نزلتها بالمنتدى..تخيل كلهم مدحوني..شفت يعني قصتي ماتضحك…مو مثلكم”
    “هههههههههه لو نزلتيها بقسم النكت وسمعتي الكلام بينبسطوون هههههه”
    (تلاشت الفرحة قطبت حاجباي..بتصنع ربما!)
    -”هاهاها بايخ…واصلاً انت مين عشان اخذ برايك”
    -”افاا اجل ماراح اقراها؟”
    “ااف (تذكرت فجاة ولأخرج من الموضوع) … بدر متى بتجي؟”
    “ممم ان شاءالله بأول اجازة”
    ” ليت قبل”
    “ماقدر وكذا تكون مناسبه للجميع حتى عمر”
    (سكت ثم اضاف ضحكة طويلة)
    -”هه شفيك؟”
    -”ههههه تدرين عاد مقاطعني له يومين “
    -”عمر؟”
    -”ايه ههههههههههه”
    -”احسن بس ليش؟”
    -”هههه شوف هذي…هههه اوكي الذكي متصل علي قبل امتحان اشغلهم عشان يعيده يهدد وحالته صعبه..يقول لاتتصل علي…يازعم بيذاكر”
    -”ههههه اوكي”
    -”تعرفين نشبت له ويقطعها بوجهي ومن بكرة اتصل معصب اشوى اني ماني عنده وقتها تخيلي اثر اتصالاتي فضت بطاريته وهو مايدري ومارن المنبه وراح عليه الامتحان هههههه”
    -”اف هههههه كله منك ليتك عنده وقتها عشان تتأدب”
    واستمتعت كثيراً بهذه المكالمة..وأكثر ما أبهجني أن عمر هو عمر..تصرفاته ربما لم تتغير..
    ربما اليوم منذ بدايته جميل..
    /
    /
    /

  8. #7
    رررروووعة
    بس كيف يعني لقبها و اسمها مجهوول
    قصدك وحدة كاتبتها بمنتدى

  9. #8

  10. #9
    وحتى أتى بدر…
    رباه كم أنا سعيدة سأرى البدر اسبوعين….
    كنت في انجراف عظيم في الكلام معه..ولم انتبه لذلك الشخص الواقف بالخلف بانتظار سد يقطع حديثي..!
    حقاً غريب..
    كان والدي..!!
    .-.
    “رسيل ابوي بيبيع البيت”
    قالها لتموت علامات التعجب في نظراتي…لتخلق علامات استفهام كبيرة لاتتسعها ورقة..!!
    “يبيع بيتنا؟”
    “ايه ولا تناقشينه مافي فايده.. خلاص ابوي مدري كيف يفكر”
    كانت ثاني صدمة تعكر صفو حياتي…
    كدت أوقن أن الحياة لن تضحك مرة اخرى..
    بدوت أوقن أن المنزل قد مات مع امي..!
    عندها اتضحت لي حقيقة تغييره للمنزل وتجديد أثاثه سابقاً..ليس كما ظننت لأجل راحتنا…!
    كان سؤال يعتصرني ألف مرة في كل ثانية..,,ولا استطيع النطق به..
    لمَ تجبرني على كرهك هكذا…؟!
    الست أبي..!!
    كعادتي… آثرت الصمت على الكلام…لمعرفتي بخطوة والدي تلك..فهو لايتراجع عن خطواته..!
    لا أدري أين سأعيش وبدر أيضاً بعد أن ينهي دراسته..!
    لا ادري ولا أريد أن ادري بشيء….
    عكر مزاجي قبل صفاءه..!
    /
    /
    كنا في منزلنا بعد أن غادر والدي وسنقضي هذه الأيام فيه.. حتى يسافر بدري…
    كنت أتساءل…,
    هل تقام للمنازل أيام عزاء..!
    لمَ لا , هانحن نقيم له العزاء وحدنا…لندفن ذكرياتنا فيه….ونرحل..!
    الأفضل أن تأخذ والدتي حاجياتها معها..!
    .
    .
    في أول يوم في منزلي.. استيقظت مرعوبة عند الساعة الواحدة..
    خرجت من غرفتي ابحث عن بدر..لم يكن بغرفته…ازداد رعبي..
    نزلت الدرجات فرأيته ينام على احد المقاعد.. وهززته بقوة
    “بدر قوم البيت يخوف أحس فيه أشباح”
    كان ينظر بنصف عين وهو يكرر
    -”وشو؟؟شفيك؟”
    “فيه أشباح…والله كأن الكبت انفتح وتسكر”
    -” أشباح؟؟؟ (دقيقة مرت..ظننت فيها أن بدري مرعوب أيضاً…لكن اتضح انه يستوعب ماحدث)
    “ههههههههههه (بدى لي كأنه الآن فقط استيقظ) كم مره أقولك لاتشوفين أفلام بالليل”
    “افف مو أفلام قلت لك…طيب ليش نايم هنا؟”
    -”مدري شلون نمت..ايه تذكرت كنت نايم بغرفتي لكن الأشباح شالتني ونزلتني”
    اعلم انه يريد إخافتي عمداً..لكنني رغم ذلك زاد رعبي…
    -”هههههههه من جد خوافه ههههه “
    -”طيب مردودة….يالله اطلع نام فوق..”

    استطعت العودة لغرفتي بعد أن تأكدت من وجوده في غرفته….فيطمئن قلبي…
    - المنزل لم يسكنه احد منذ اكثر من ثلاث سنوات… كيف لي ان اطمئن!
    -
    لن أقول أنني تذكرت آخر مرة استيقظت بهلع…لتغمرني أحضان والدتي فأشعر بالأمان..!
    حسناً لا أريد بكاءً فالخوف استحوذ على كل الحواس.!!

    .-.
    .-.
    بالغد سمعت جرس الباب قرب السادسة مساءً….
    قبل أن أُجيب جاءني صوت بدر..
    “هذا عمر..”
    وخرج ليضيّفه…
    أحسست برغبة عارمة بأن اخرج والقي التحية عليه..كما في السابق..!
    لا ادري لمَ..ربما أجواء المنزل كانت تعيدني لتلك الأيام..ويدفعني الحنين…,
    “رسووله..بليز الشااهي”
    قال لي بدر تلك الكلمات قاطعاً شريط الذكريات الذي لم يبدأ بعد ..!
    اتجهت للخادمة التي كانت عند خالتي وطلبت منها ذلك لأعود لأفكاري..
    .-.
    بعد ربع ساعة..
    أخذت الشاي واتجهت لباب المجلس…
    وضعته وقبل أن اطرق الباب ليأخذه بدر… سمعت صوت بدا لي غريباً
    “بأي منتدى؟”
    ضحك بدر فقال:
    ” ناوي عليها بعد..هههه حرام عليك!”
    أجاب ضاحكاً:
    “اذا للحين تبي الحريّه..هههه اختك بصراحه شي هههه..لكن تأكد من المنتدى وقللي..اخاف اضيع وقتي بساخافات غيرها..”
    “هههههه اوكي”
    وكأن كلماتهم ترميني في هوَة الماضي…فتزداد ناري اشتعالاً بصوت ضحكاتهم التي بدت لي رغم تغير الصوت..
    إلا أنها تلك الضحكات الساخرة…التي تراودني سنوات بمجرد إمساكي بقلم..!

    “بدر الشاهي”
    لا أدري بأي صوت خرجت..لكني ابتعدت عن الباب وفي عيني سحب سوداء…منبأة بكارثة بيولوجية..!
    ألا يكفي أن الوحدة فكَت عقدة صغيرة منذ طفولتي…لأكتب!
    ليس سيئاً أن نكتب ما يختلج صدورنا…ولكن السيئ ما نكبت في صدورنا…! حتى لو كان مانكتبه سيئاً!
    احاول إقناع نفسي مراراً وتكراراً…لمَ حتى الآن أبقى مُضحكة..!
    لو كنت إحدى الطرائف لملوني مسبقاً..!

    قال لي بدر قبل ان ابتعد
    ” مشكوره”
    كان يريد أن يعلم من ردي هل سمعت ذلك أم لا.. لكني لم أجبه فصعدت إلى غرفتي
    -إنني اعرف بدر جيداً عندما يخاف من أمر ما..
    -وأعلم انه الآن يحاول معرفة أسمعت أم لا..!
    -وأعلم أيضاً..أنني سأبكي الآن..!
    .ـ.
    .ـ.

    منذ ذهب بدر لاخته..
    وانا أنظر للشاي، كمن يبحث عن أثر يديها…!
    مجرد تصوري انها سمعت ماحدث يجعلني اريد شرب الشاي ابريقاً بآخر..!! لأتساوى بتخمة أفكاري..!
    تأخر بدر..
    ونظراتي تستلقي فوق خطواتها قرب الباب..!
    وأنا وحدي هنا أضرب أخماساً بأسداس..
    كل الحماقات منذ ظهور الغباء تجسدت في حماقتي هذا اليوم..!
    أتراها سمعت..!
    لم تعد هناك دماء في رأسي..اشعر به تحجر وكأنه يستوعب تدريجياً تلك الصفعة التي تلقاها بلحظة غباء
    لحظة لم يتوقعها في جميع مشاهد اللقاء منذ أن عاش الوهم..!
    “شصار؟”
    قلتها متحاشياً النظر لبدر..
    بابتسامة أجابني-”مدري اظاهر رسيل سمعت اللي قلناه…”
    لم تعد هناك أي كلمة استطيع النطق بها…
    تمنيت ان اخرج وأرى..أسمعتني أم لا.. أغضبت أم لا…
    أركضت كما في السابق في غرور مصطنع..!
    أكان يجب ان تبتلعنا السنون لتكون حاجز لايزول…
    جدار واحد يفصلني عن تلك الطفلة الباكية…جدار واحد فقط…
    لكنه سياج ينشرني بعشوائية فوق رؤوس الحواجز .. كمن صعد منارة وجرب الصراخ فكان بلا صوت… والراحلين بلا نظرة للوراء..!

    -”ماعليك راح افهمها..وماني متأكد انها سمعت”

    لا ادري مالذي رآه في وجهي ليقول ذلك….
    مرت ساعة…وأنا أبدو متجهما مهما حاولت أن أعود لطبيعتي مع بدر..
    الحوار الذي اخوضه في داخلي اطول من حواري مع بدر…
    -”جميل حظي هذا”
    ….لا أزورهم وعندما سمعت صوتي منذ السنوات الثلاث..
    سمعته يسخر منها..!
    -”لمَ قلت ذلك؟..لاانكر حتى يخبرني بدر فأرى ماكتبته هناك!”
    -”لمَ زرتهم هذا اليوم..لمَ لا أشرب الشاي ايضاً..!”
    -”بل لمَ كل هذا الاهتمام…”
    حتماً لا ادري..!
    أو ربما…….
    ادري..!
    وأدري…
    وأدري..!!

    .-.
    .-.
    منذ أن صعدت بغرفتي…
    ابتلع غصة رمتني بالرميم…وجدت نفسي ادخل المنتدى باحثة عن مواساة قصتي..!
    لن ابكي…
    أشبعت ناظري بمن أثنى بحروف…أقنعت ذاتي..إلا أن أذناي أبت أن تقتنع…فهي لاتثق إلا بما تسمع!
    لمن اشتكي..!
    أين امي..أين أبي..أين من يدعون صديقاتي!
    في كل مرة اصنع انجاز…أقف على المسرح انتظر التصفيق…!
    ولا أجد حضور…وصدى الضحكات يملأ المكان..!

    ربما أصبحت الحروف عزائي الوحيد… هل اقترب موعد فقد القلم..!
    لينضم لسلسة المفقودات في حياتي..!

    سؤال يلَح على الإجابة بالظهور…
    -متى سيصل لقلمي كلمة صدق تدفع حبره لرسم إبداع الصفحات…!
    متى يكون للصراحة لون يختلف عن ألوان المجاملة..؟!
    طرق الباب قبل إتمام الأسئلة في عقلي….
    “رسيـــــل….رسيـــــل..”
    لم اجب نداءه…
    أعاد الطرق بقوة
    ” رسيل ممكن ادخل..؟”
    “تفضل”

    دخلت, كانت الغرفة هادئة كما هي رسيل..
    شعور جميل..اذاً لم تسمع ماقلناه..
    -”رسوووله..شفيك قاعده لحالك؟”
    نظرت إليَ نظرة لا حياة فيها فقالت:
    “وش تبيني أسوي تحت بلحالي..؟”
    “اللي تسوينه هنا…”
    ” أنا أفكر”
    “اوكي فكري تحت..”
    “ليش؟”
    حاولت أن اكذِب ظنوني لكن يبدو أنها سمعت..وهدوء ماقبل العاصفة لاينبئ بخير!
    “رسووله شفيك؟ ليش تردين علي كذا ؟”
    “مافيني شي..يمكن فيني نوم”
    أحسست باليأس..ليتها تخبرني بغضبها…حتى ابرر… لكن هكذا لن يجدي الكلام…
    ” قولي شفيك؟”
    “مافيني شي”
    بعد لحظة عناد..!
    “سمعتي شي؟”
    قلتها اختصاراً للوقت.. فكانت كالقشة التي قصمت ظهر البعير…!! عن أي بعير أتكلم..!
    صدقوني لا ادري حتى كيف ابرر؟ لا ادري ماذا أقول..!
    “ماسمعت شي ولا أبي اسمع شي”
    “رسيل اوكي انا بوضح لك “
    .
    .

  11. #10
    لا اريد أن اسمع شيئاً منك..
    ماذا بعد تود ان تقوله..هل ستخبرني ان قصتي رائعة…لا احد يضحك عندما يقرأها..!
    الم تكتفي كذباً..
    رفعت رأسي عندما سمعته يقول
    “انتي اكبر من كذا ولا يهمك كلمة مني او من غيري صح؟”
    لم اجبه ليضيف:
    “يعني ماهمك مو.؟”
    قالها في محاولة لاقناع ذاته.. لكنني قلت حينها
    ” اكيد مايهمني الكلام…اذا ماكان من وراي..اذا ماكان من اقرب الناس لي..”
    كنت انظر بحدة…
    وفي عيناي معركة ومظاهرات….وسيل عارم اكره انطلاقه..!
    أضفت:
    “انت ماهزيت ثقتي بنفسي وبس..انت هزيت ثقتي فيك؟..قدامي تقول اوكي كملي..ومن وراي اطلع نكته بايخه تتسلى عليها”
    “رسيل ارجوك الموضوع مايتساهل حرام عليك..طيب ايش بالضبط ضايقك”
    كان سؤال مؤلم..لا ادري بالضبط مالذي ضايقني..
    انا لم اكتب لبدر وهو لم يقرأ القصة..
    وعمر لايعني شيئاً لي فهو دائماً ساخر ولم يعجبه شيئاً أقدمه قط..
    اذاً لم أنا مهتمة بهذا الموقف..
    ماللذي ضايقني..!
    لا.. كان يهمني رأيهم.. حسناً أنا متضايقة..وكفى..
    “ولا شي.. بدر ..أنا بنام”
    أحسست باني أتصرف بذاك الهدوء العاصف..الذي أزعج بدر..!
    “رسيل”
    “ياليت تسكر الباب وراك”
    خرج بدر دون أن يلفظ بأي كلمة مما زاد من حيرتي…
    لا أريد أن أخبركم بأنني لم استطع مقاومة ذالك السيل الجارف!
    عندها بكيت بمرارة…
    بعدان تعبت من البكاء…ومن شهقاتي التي أتعبت صدري….
    أرخيت بجسدي على السرير…مع أول دمعة حاولت عدم الظهور…استسلمت للنوم…
    ….
    احياناً نبكي لسبب لايستحق دموعنا…واحياناً اخرى لانبكي ولو استحق دموعنا…
    مسألة معقدة..ناتجها دوماً الوقت…
    /
    مرت أكثر من ساعتين… أفقت على صوت مقبض الباب يتحرك في محاولة فاشلة لفتحه…
    -ربما هذا بدر..!
    جلست على سريري .. وعاد الموقف كاملاً إلى ذهني..
    استرسلت بالتفكير أحسست بأن لاشيء يستحق كل هذه الدموع..!
    رغم أنني اكتشفت ذلك قبل غفوتي..!
    عندما انحصرت أفكاري بنقاط ثلاثة…تضايقت بشدة..
    -سخروا مني…..
    -عمر لم يتغير..!
    -عمر يسأل عن المنتدى ليضحك أيضاً..!
    قطعت طوق أفكاري الذي أذهلني التفافه حول هذا المسمى..عمر..!!

    هل حقاً هو ما أغضبني..!

    - اذن…لا شيء يستحق العناء…
    .
    .
    خرجت من غرفتي قاصدة بدر..ربما كنت قاسية كما كان هو..!
    عندما وجدته كان يقرأ ملامحي….يبحث عن أي كلمة قد تخرج مني!
    قلت-”تعشيت؟”
    ابتسم…
    بل..ضحك…
    “لا…”
    ابتسمت فخرجت قاصدة الصالة..وسمعته يقول:
    “لا أنا ولا عمر قرينا القصة”

    التفت فأومأت بالإيجاب فقال:
    “لاتخلين أشكالنا تحطمك”
    بعدما استوعبت الجملة
    ضحكت”أشكالكم…..رحم الله امرئ عرف قدر نفسه “

    “هههه…لاتصدقين عاد ترانا مو شويه… بس بغيتك تضحكين “

    ابتسمت ممتنة..فخرج مني سؤال لا ادري من أين أتى..!!! أو لمَ؟
    “عمر بيسجل بأي اسم؟”
    “بالمنتدى؟”
    قلت في محاولة لتغيير الموضوع حتى لا يأخذ أكثر مما يستحق
    “يؤ بدر نسيت اطلب…تذكرت إني جوعانة”
    “ههه تعالي خلاص أنا طالع وبجيب معاي.. الا رسيل متى تبغين نطلع البر؟”
    وعدني بدر بهذه الرحلة قبل ان تنتهي هذه الإجازة..وأظنه الآن مراعاة لمشاعري يسأل مبكراً…
    قلت مسرعة
    “اليوم”
    “هههههه ياشين الرجة اوكي اشوف بكرة”
    انتهى اليوم وعقلي لايفكر بالانتهاء من فكرة دخليه على أفكاري….
    كانت لاتصل مشوار الغد بصلة

    بأي اسم سجل دخوله للمنتدى ياترى!!!!

    ..×..///..×..///..×..///..×..///..×..
    ربما من يقرأ هنا..
    يقرأ رسيل…يتصفح حياتها… يستطيع كل من يمر هنا قاصداً حياتها أن يتذوق مرارة يتمها…
    كان فصل حزين…خريف تساقطت أوراقه..
    أكان يجب ان نلتقي بها بعد تلك المدة في الشهر ذاته…!
    أيكون الخريف محطة التقاء جديدة… ترى لمَ تتساقط أوراق الشجر..!

    حتى يحين الشتاء سيكون عليها أن تتذوق نكهة اخرى من نكهات الحياة…

    ×..///..×..///..×..///..×..




    ( 9 )
    سعيدة جداً..سنخرج لمكاني المفضل على سطح الحياة..!
    كنت اجلس على أسفل درجات السلَم..منتظرة عودة بدر من الصلاة….
    عندما أتى وقفت متلهفة:
    -”تأخرت؟”
    -”ايه عمر كان معي”
    “طيب نطلع الحين؟”
    -”رسيل شرايك نأجلها لبكرة”
    اتسعت حدقت عيناي بتعجب!..
    “ليش؟”
    “عمر برا…وماقدر أقوله إحنا بنطلع لأني عارف أهله اليوم مو بالبيت و….”
    قاطعته وقد ضاقت ملامحي
    -”وانا وش علي…مامداك تفرحني وهونت…! خلاص كيفك”
    أدرت ظهري لأصعد فقال
    -”رسيل خلاص بقوله يجي معنا واشوف”
    “نــ.عــ..مـ.”
    ماذا قلت؟؟ كرر ماقلته الآن..بالأمس يسخر مني واليوم يكون في نزهة معي..!
    -”عمر مو غريب”
    ثم أضاف ايضاً :
    ” بعدين أنا عند وعدي ..ولو تبين ننزل ونتركه بالسيارة عادي ترى”
    وابتسم ابتسامة خبيثة لأرد له ابتسامة بسيطة وأنا أقول”
    -”يعني؟”
    “يعني البسي عبايتك الحين نطلع”
    وقفت برهة أفكر.. شي عنيد يصرخ فيني طالباً أن لا أذهب…
    عندها تذكرت..
    “بدر وش رايك تقوله ناخذ اخته رنيم او مدري ايش اسمها معانا”
    كنت اقصد اخت عمر..اذكر أن له ثلاث أخوات..اثنتين منهن توأم.. وإحداهما تحمل ذلك الاسم…
    رأيتهما لثلاث مرات في حياتي…الأولى لا اذكر متى….والثانية لا اذكر أين..!!
    والثالثة في عزاء امي.!!!
    بدر-”اهله كلهم طالعين..مره ثانية..يالله أنا طلعت”
    أخذت حقيبتي واضطراب الأفكار …..! وخرجت…
    .ـ.
    .
    .ـ.
    “السلام”
    نطقتها بصوت اقرب للهمس…
    عمر-”وعليكم السلام”

    ركبت خلف مقعد بدري بهدوء..أخذت أرتب (لثامي وأنا أضيق المساحة التي تظهر عيني)
    فأنا لم اعتد عليه…!

    بدر-”يعني نكلمه بالموضوع؟”
    -”بصراحة مدري”
    من يقصدون؟.. من كانوا يتحدثون عنه قبل ركوبي؟…ولمَ هذا الفضول …
    وقد شعرت بفضولي كله يتمركز عند صاحب الصوت الغريب..!
    -لن ارفع عيني الآن…ماذا لو رآني.!
    -ترى ماذا تغيَر فيه… باستثناء صوته.!
    -ترى هل هو سعيد باجتماعنا كما قبل سنوات!..ام انه متضايق من وجودي..!
    -أعلم انه لا يعنيني في شيء لكنه الفضول…ما أقبح أن يكون في دمي هذا الكم الهائل من الفضول…!
    -غريب لم أكن أُبالي بشيء سابقاً….ربما لأنني اريد معرفة ماتغيَر فيه..متناسية آخر موقف!
    افٍ من سلسلة الأفكار هذه…

    بدر موجهاً حديثه لعمر:
    -”وين رحت؟..؟”
    -”معاك…”
    -”طيب ايش نسوي؟”
    -”تأكد قبل”
    قالها وهو يمد يده ليلامس كفه مقعد بدري باسترخاء
    بدر واصل حديثه مع عمر وأنا قد ذهبت بأفكاري العابثة لتلك اليد التي أمامي…
    رفعت عيناي بسرعة وألقيت بنظراتي عبر النافذة..هاربة من لاشيء..!
    لا أدري لم أزعجتني يده..وكأنها شيء تعدى على أملاكي..!
    بدر بنبرة عالية
    ” هههه وين سرحت؟؟”
    عمر بابتسامة-” اقوول وش رايك ترجعني البيت”
    بدر-”اقوول وش رايك تسكت”
    عمر بابتسامة-”لا والله جد”
    بدر-”خلك ساكت أحسن..(ثم أضاف) مسوي يستحي”
    عمر اكتفى بضحكة اقرب لابتسامة…فقط سمعتها!
    .-.
    عدتُ مرة اخرى لتلك اليد القابعة في هدوء أمام ناظري…
    أخذت عيناي تتأمل في أصابعه التي لاتقارن بأصابعي.. بالطبع…!!
    لكنها مقارنة فرضتها في وقت فراغ!
    بعد أن حرك أصابعه اصبت بالرعب!!…
    رعب تلته رعشة بسيطة في جسدي خيل لي أن الجميع أحس بها !
    لذلك ابعد يده ليربط حزام الأمان!
    ثم عادت تقبع أمام ناظري…بكل ثقة مزعجة!
    .ـ.
    .ـ.
    ..إنني دوما هكذا .. حتى أنني أخاف مشاعري بمجرد رؤيتي فقط
    لكف غريب كان..أو قريب..!
    أتصور أحياناً أن لليد رؤية..!
    رؤية ابعد من رؤية الأعين والتقاء النظرات…
    رؤية غامضة…
    لا تفسرها سوى أعين حالمة..!
    أخاف هذه الرؤية…!
    لأنني أخاف الحب…!
    يقال أن الحب أشبه بالعذاب….لكن..
    كنت أحب هذه وذاك..فلم اشعر بالعذاب..كما سألت دانه مرات عدة ولم يغنيني جواب..
    إذا كان الحب عذاب..فأنا أخاف الحب..!
    أخاف الإعجاب..!
    أخاف أن أسير إلى جوف الأحلام من خلال عروق يدِ أياً كان!
    أخاف أن يصلني شريان ما إلى قلبٍ لم استعد لاحتوائه..!!
    سمعت كثيراً بالحب….وأرعبوني منه…سمعت انه يبتدي بابتسامة وينتهي بدمعة..!
    عندها… ابتسمت…لأفكاري.!!
    وأدتها قبل أن أُصاب بالرعب منها
    عدت أتساءل…
    مابالي أتكلم عن الحب الآن..!
    اهو بسبب تلك اليد الكبيرة التي تحاصر أفكاري!!
    فعلاً اشعر بأنها تزعجني.. ترعبني…رؤيتها أشبه بكتاب غامض…!
    هل أتمنى الآن قراءة الكفوف!!!
    سؤال مضحك فاجأني عندما أطلت النظر إلى يديه..
    -ترى كيف يقلم أظافره..!

    ختمت بهذا لسؤال نظراتي…
    ولا ادري لم انسقت للماضي….هل يعقل انه عمر… هل يشبه طفولته..!
    لمَ لم ينمو كما أنمو أنا..ببطء!!
    لم يفوق بدر عرضاً وطولاً….لم صوته أضخم…لمَ ترك طفولته واختبأ خلف هذا الرجل الكبير… المزعجة يده!
    لا ادري لم كنت ابتسم وأنا أتذكر كل موقف عبث فيه عمر..
    وبَخته امي ذات يوم…تعاركنا عدة مرات… و…
    قُطعت سلسلة أفكاري من طوق الماضي لـ صوت هاتف ما..
    -”هلا..”
    كان هاتف عمر…
    لا ادري لما عملت حاسة السمع عندي بشكل يفوق معدلها الطبيعي..!
    هنئوني…اعتقد أنني اكتسبت اليوم صفة الفضول…!
    بعد أن أغلق هاتفه وجه حديثه لبدر
    “الا كم رقم مازن ؟”
    بدر:”مازن؟”
    عمر-”ايه ولد خالتك واحد من اخوياي يبي رقمه”
    بدر-”تلقاه بجوالي عندك”
    لازلت استفسر في رأسي..إذن هو على علاقة بان خالتي…غريب اشعر أنهم لا يتفقان..لماذا لا أدري…
    الم اقل لكم عن جديد صفاتي!!
    أعاد عمر يده مرة اخرى..شعرت بأنني سأصرخ فيه…
    لا تُعد كفيك هنا…
    لأجل مشاعري…
    وذكريات الطفولة..
    أبعدها وراعي عقدي النفسية..!
    توقفت هنا ولا أثر للابتسامة على ملامحي..!
    هل هي عقدة نفسية..؟
    أم أنني قلت ذلك لعدم وجود تسمية اخرى في قاموسي..!؟
    اعلم..!
    قد تستغربون نظرتي تلك..وقد تستلطفونها..وقد تعيشونها..!
    ولكنني اكتب فقط.. ومن وجهة نظري…
    فاتركوني مع اللغة التي لا تحتاج لترجمة….!
    بدر بضحكة مفاجئة بعد أن عم السكون السيارة
    “والله لو اني داري انك تستحي ماجبتك؟ ياخي ولا بالقطارة تكلم”
    عمر-”ههههههههه جب يالله وشو استحي ، انا كائن بشري لايحب الحديث مع صغار السن؟”
    -”هههههه صغار السن ها..ان ماقفلت عليك السيارة ونفذت وعدي لرسيل”
    -”متآمرين علي يعني! انا اعلمكم شلون تربيية صغار السن”
    وبدءا في جدال آخر..
    بما أنني كنت في حديثهم…فالحياء كان يلفني كما عباءتي..!
    وأنا كنت ابتسم…وفضولي قد ازداد لرؤية ماتغيَر من ملامحه..لكن لا استطيع…سوى الاستماع.. لايمكنني مجادلة كلمة صغار السن….فعند رؤيته أؤمن بها!!
    سألت بدر:
    “بدر كم باقي؟”
    بدر-”حوالي ربع ساعة”
    عمر-”نص ساعة ماخذ مقلب بسيارته”
    بدر-”ربع ساعه “
    عمر”هههه اتحداك”
    بدر-”اذا طلع كلامك غلط وهذا شي اكيد عقابك انت اللي تسوق اذا رجعنا”
    عمر-”ياحبك للتحديات..طيب”
    بدر-”رسيل شاهدة”
    رسيل-”هههه طيب”
    بعد أن قلت ذلك استوعبت مانطقت به..شعرت بالخجل مرة اخرى..!!

    بعد 25 دقيقة وصلنا
    عمر بثقة المنتصر-”هههه شفت “
    بدر بمكر-”غلط انا قلت ربع و25 اقرب للربع “
    عمر-”ياكذبك الحين نص الا خمس..لاتصرف “
    بدر-”بس ماجت نص..اقرب للربع صح رسيل”
    احمـ جمعت الجرأة الموجودة لدي
    فقلت بتحدي
    “ايه صح عليك”
    اعلم أن بدر يكذب لكنه بدر…حتى وان أردت أن أقول خطأ!…
    سمعت عمر يقول
    “شف هذي هههههههه شهادة زور”
    رسيل-”لا بدر مايكذب”
    بدر بمكر-” اكيد هههه…”
    عمر-”لا بهذي صدقت ماتكذب ها…”
    بدر-”المهم كسبت الرهان”
    عمر-”ياشين الظلم”

    .-.

  12. #11
    تركت السيارة قبل بدر لأسمح لرسيل التحدث مع أخيها…كنت أسير في اتجاه واحد..واشعر بقدماي تكاد تترك ملامسة الأرض…لم اشعر بنفسي إلا عندما ابتعدت كثيراً…
    ونسيت هاتفي في السيارة….
    جلست على صخرة يتيمة وبدأت انظر لذلك الاتجاه الذي عبرته.. وكأنني انظر إلى رسيل…
    قد يكون هذا اليوم في عمري يوماً احتاج إلى تذكره فيما بعد..وتذكر كل تفاصيله…لربما لن يتكرر..!
    كنت مستيقظ بملل هذا الصباح وقررت بعد علمي بقضاء اسرتي بقية يومهم عند احد الأقارب أن نخرج أنا وبدر لنقضي يومنا…فهو منذ عودته من المنطقة الشرقية لم نمضي يوماً بأكمله معاً…
    لكنه اخبرني..
    بل فاجأني..
    بأنه سيخرج مع اخته وسيصطحبني معه…
    رفضت..أصررت على الفرار من المكان..فأنا لم استعد بعد رؤية رسيل..او أن تراني…
    فأنا لم استطيع وضع تعقيب على قصتها فيكتب أن أراها هنا..!
    لاأستطيع…..
    فقد كانت صورتها وهي تبكي في فناء منزل خالتها لاتغادر محفظة أفكاري…
    وفي كل ليلة احاول عبثاً مسح احد دمعاتها…!
    لا احد يسيء فهمي…
    فأنا احب تلك الطفلة….احب اللعب معها…احب مضايقتها لتبكي..فأرضيها..!
    في سيارة بدر كنت انتظرها تقفز الدرجات وتطل في وجهي قائلة
    “قل لبدر يلعب معي”
    كنت متشوقاً حقاً للطفلة الغالية على قلبي….
    الطفلة التي استشف المواضيع عنها من أحاديث بدر…
    سنوات مرت وأنا في صراع مع ذاتي بأن لا أسأل بدر عن حالها….
    حتى أعادني صوتها على ارض الواقع بعد أن سمعتها تهمس التحية عند ركوبها…
    أردت أن التفت بجسدي كله واراها..
    أردت أن اوقف دوران الكرة الأرضية لتبقى أمام عيني ثابتة..!!
    أردت أن اصفع الزمن الذي سلب منها تلك الطفلة…
    كنت صامت وفيني دولة تحترق…وأناس تستصرخ جوعا..ومصابة…
    حتى شعرت بأنفاسها تطفئ اشتعالي بهدوء يشبه سكونها…
    تكلمت بضع كلمات…ضحكت عدة مرات….
    وبت اقسم في داخلي أنني لو التفت لإراها لوجدتها تلك الطفلة..!
    ربما لم يتغير فيها شيء…وتلك الطفلة تختبئ خلف عباءة..!
    لم يشعر أحد بالمدينة في داخلي..وبدوت على المقعد كتمثال اسطوري…لا يرغب به أي متحف..!!
    اللوم عليك يابدر…فقد أيقظت فيني الأشواق التي لم تنم..!
    فهل نعود دقيقة لما كنا عليه سابقاً….
    أيوجد من يستطيع هدَ حاجز بناه الزمن بيننا..!
    ربما يجب علي أن أعود الآن فحديثي عن الماضي قد لايكفيني المستقبل بأكلمة لروايته..!
    إذ كنت أنشئ قارب الوهم بعمر يتمها..!
    .-.
    .-.
    عندما وصلت كان بدر متعجباً مما يحدث لي..! تكلمنا قليلاً وعيناي تبحث عن تلك الطفلة…
    حتى رأيتها ترسم على التراب بشيء لا ادري ماهو…
    كانت قد رسمتني ذات مرة ولم ترسم لي فم..! كنت سألتها أين شفتاي؟
    اذكر أنها قالت: تكون أجمل بلا فم مزعج ولسان طويل.!
    رأيتها…نعم رأيتها الآن..!
    كانت تكتفي بالحجاب وكنت اكتفي بذالك الحد من الجنون..!
    إنها هي..! كنت سأصرخ حقاً..
    أنتِ رسيل…..
    وكأن ما سأنطق به جديداً..!
    قاصداً أن تستيقظ جميع المشاعر راقصة بيوم احتفالي برؤيتها…وكأن السنوات بيننا لم تكن سوى عدة أيام..!
    أبعدت عيناي لأركز بنبضات قلبي التي تسارعت بلا انتظام…
    أرجوكم… كما قلت:
    لا تسيئوا فهمي فربما هي فرحة اللقاء التي احتفل بها وحدي..!
    فأنا لست أحبها كما تصورون.. لكنني مشتاق لها…
    مشتاق لها كما لم اشتاق لأحدٍ قبل…
    مشتاق لها كما لم اشتاق لها سابقاً…!
    بدر يراني كأخ لها..واحب ذلك لأنني لا أجد أسمى وأقوى من رابط الاخوَة….الذي لا يفصله موقف أو كلمة أو حتى زمن..!
    رغم ذلك فأنا…..لا يربطني بها شيء..!
    فليست اختي!
    ولا أحبــها..
    لكن احب أن اعطف عليها..
    احب أن امسح دموعها… أن ابعد الأحزان عنها…
    احب أن أراها ….
    وأن اسمع صوتها….
    احب أن أعانق الطفلة فيها بشوق الغياب…وأسأل كيف قضت تلك الأيام من عمرها..!
    احب أن اعرف أدق تفاصيل حياتها.. وماتغيَر فيها ومابقي على حاله..!
    احب أن اسمع بدر يتحدث عنها ولو لم يكن بموضوع يخصها….!
    احب المكان الذي تجلس فيه..
    والذي كان فيه وجودها..!
    والمكان الذي تعبره..!
    احب مرورها في كل اسم اقرأه لغيرها..!
    احب يأس التفكير فيها..!
    احب أن أراها بين القصائد والأبيات.. وفي كل عنوان يحمل الحريَة..!!
    احب أن اقرأ كل ما تكتبه..ومالا تكتبه…!
    كحبي امتلاك صفات فتى الأحلام في سطورها..!
    غيـر ذلك أنـا لا أحبها…!
    فما تفسير ماكان..! …. أيمكن أن يكون غير الحب..؟!
    حب طفولي فقط….
    لكنه نمى معي…ونمى معي…
    ونمى معي!
    مدينتي عاصفة بها…لو خرج جزءً مما اشعر به الآن..
    ….لعمرت الكرة الأرضية…وتغير لون سمائها..!
    ولو مات في قلبي ذات يوم….
    ستموت مدينة في داخلي..وسأدفن فيها…!
    “والله انك منت طبيعي اليوم”
    ضحكت لملامح بدر المفزوع….وحاولت العودة لما أنا عليه….وبدأنا في سباق لشجرة ما… طبعاً برهان…إذ أن بدر في الموضوع..!!
    .-.
    .-.
    رفعت رأسي على صوت ضحكات بدر وعمر مستعدين للركض..لا أدري الى أين..
    كانا يولياني ظهريهما… ابتسمت وأنا اعبث بحبات الرمل….
    كنت اكتفي بالحجاب…كما اعتدت عند خالتي لوجود مازن… اعتدت ذلك لكن لي ضمير يؤنبني أحياناً…فوالدتي لم تكن لترضى بشيء لايرضي ربي…
    لذا بدأت أضع غطاء أو لثام..
    بينما أراهم قد ابتعدوا سمعت هاتف يرن…
    وقد سمعته عندما كنت في السيارة لذا علمت انه هاتف عمر…!
    لم أتحرك..
    فلا دخل لي…
    تكرر رنينه فأصبح لي دخل..!
    فتحت باب السيارة..وألقيت نظرة على هاتفه…وقرأت اسم المتصل”لا تـرد “
    ضحكت رغماً عني..وازداد فضولي لأعرف من المتصل…لذا اتصلت ببدر وأعلمته بأن هاتف عمر لايتوقف عن الرنين…

    عدت اجلس بالقرب منتظرة مجيئهم..لكن من أتى هو عمر…
    اخذ هاتفه وهو لا يزال يرن..وألقى علي نظرة خاطفة…وكأنه يتأكد هل قرأت المتصل أم لا.
    فأقفلت على ضحكاتي ولذت بالصمت…
    “هلا رنيم”
    إذن كان المتحدث رنيم…أجلت ضحكاتي وانشغلت برؤية ملامحه…نعم أخيراً أتيح لي رؤيته دون أن يدري..
    نعم تغيرت ملامحه قليلاً…ربما أصبح أجمل..وربما ذاك الطفل الذي كان هو أجمل..!
    اشعر أن شيء ماتغيَر بوضوح في ملامحه..ترى ماهو..! أكان …..
    اصطدمت نظراتي به وانساقت عيناي لرسمتي على التراب..فأخذ إصبعي يتحرك بحرية لتختفي معالمها من شدة إحراجي..!
    -ترى ماذا سيقول عني…أحسست بأنني سأقول..
    “سامحني يابدر!!”
    .-.
    .-.
    عدت لبدر وأنا أود الضحك بأعلى صوتي من شدة سعادتي…
    هل رسيل أيضاً اشتاقت إلي..!
    اشعر الدنيا كلها تصفق لي…نظرة واحدة جعلت مني أحمقاً يضحك بجنون..!
    ماذا لو بقيت تنظر إلي ساعة..!
    ربما سأفقد عقلي…, ويصاب قلبي بالتشنج..!!!

    .-.
    .-.
    ذهبت وحدي امارس نشاطاتي التي اعتدت عليها هنا…وتركت لبدر حرية الانطلاق مع عمر..
    بدري أعطاني وعداً أن يبقى معي لكني أخبرته بأنني سأبقى وحدي
    فلا أريد ل عمر أن يقول أنني لم ارحب بوجوده معنا..!
    مرت ساعات في استضافة الليل..
    وقد استمتعت كثيراً…ولا تسألوني مالسبب..لأنكم لا تعشقون هذا المكان مثلي..
    ولو جلست وحيده..!
    …مر الوقت سريعاً..جميلاً.. .

    .ـ.
    .ـ.
    أنا..!!!
    لا تسألوني كيف قضيت هذا اليوم…لأنني احس به خارج نطاق الزمن..
    كنت اضحك كثيراً على كل حرف حتى وصفني بدر بالجنون هذا اليوم..!
    أُمور كثيرة حصلت…
    بالطبع لي وحدي.. أنا وبقية مشاعري..!!
    البقعة التي تحوي أبراج رسيل لا أصلها…بل إنني بمجرد إحساسي بالذبذبات اهرب..!!
    ألا يكفي ما أصابني هذا المساء لأن الطفلة الكبيرة هنا…؟!
    أكثر شيء كنت انظر إليه هو ساعتي..انتظر سيّدة قلبي تأمرنا بالرحيل…
    ليجمعنا مرة اخرى مكان…!
    في لحظة جنون تبعاً للحظات الجنون التي شعرت بها هذا اليوم…تمنيت ان نبقى مدى العمر في تلك السيَارة…يجمعنا حديث!
    حتى نبقى كما في السابق….فكم يأخذني الحنين لتلك الأيام..!
    .ـ.
    .ـ.
    .ـ.
    بعد أن ركبنا السيَارة عائدين…كنت اشعر بتعطش للحديث..فقد مر اليوم وأنا صامته…
    “احم..احم..”
    قلت ذلك محاولة تمرين حبالي الصوتية للانطلاق بالحديث…!

    “احمم.. بدر بقولك .. تذكر يوم لمى سرقت جزمتي عشان تحضر فيها مناسبة؟؟”
    بدر بابتسامة-”إيه…للحين تذكرين..وش..ذكرك فيها”
    “اكتشفت أمس إنها أخذتها مره ثانيه قبل ما نطلع من بيتهم..وبعد أخذت الثانية هذيك تذكر البنيه اللي “
    توقفت على أصوات ضحك طالما كرهتها…!
    لماذا يضحكون.. هل لأنني بالغت في انفعالي أم ماذا..؟
    بدر-”إيه كملي؟”
    “أول ليش تضحكون؟”
    بدر-”لابس كملي شفيها”
    “خلاص ماراح أكمل “
    بدر-” رسيلووه أقول كملي”
    وهو لازال يضحك…
    “والله ماكمل..”
    ليعودوا للضحك…أخرجت هاتفي من حقيبتي بغضب وبدأت اكتب لا أدري ماذا!! ولكن أذكر أنني كنت قد كتبت مقطع قصيدة قبل ساعة وأريد أن اكمله…
    ليست قصيدة عاطفيه..!!
    عدت أقرأ ما كتبت من القصيدة حتى أكملها..
    رفعت عيناي لأفكر لتدور عيناي في أماكن عديدة ..
    توزعت نظراتي..
    مرت من نافذتي لتعبر من الأعلى إلى الأسفل..
    مرت بعلبة العصير الفارغة إلى علب المناديل الفارغ بعضها.. !
    حتى وصلت لمرآة السيارة الأمامي..
    لتقف مذهولة..!
    تلك المرآة عكست لي صورة عمر ينظر لشيء بعيد…
    وعلى شفتيه ابتسامة..
    يبدو انه نسيها على شفتيه بعدما ضحكا هو وبدري علي..!
    اشتعلت نيران الغضب بداخلي..
    تركت هاتفي وأنا اذكر تلك الضحكة وهو يسأل عن قصتي بأي منتدى..!
    ازداد غضبي فجأة!
    قلت وعيناي تنظر للظلام من تلك النافذة بجواري:
    “مدري شيضحك..”
    رفعت عيناي لتلك المرآة لأتأكد من أنني قد نطقت بشيء..!!
    لأرى عمر ينظر إلي ولكن ..
    تلك الابتسامة قد تلاشت..!
    بدأ قلبي يخفق رعباً من تلك النظرة الغريبة!
    بدا كل شيء يخيفني..!.. لا أدري لمَ..!
    “احب بدري…احب بدري..”
    لا تتعجبوا سأرددها دوماً….
    انه الآن أعطى لقلبي الأمان عندما قال بفخر:
    ” من يقدر يضحك على رسوولتي واخوها البدر”
    مهما يكن ما قاله..المهم أنني أحسست بوجوده هنا..
    ليتني لم انطق بشيء..
    عمر..
    ما باله هكذا..؟!
    .ـ.
    .ـ.
    .-.
    نعم كنت ابتسم..!
    لستم مسئولين عني..!!
    كنت من فرحتي هذا المساء ابتسم..
    قد لا يكون لسبب ولكن لأن تلك الابتسامة انطبعت على شفتاي منذ رؤيتي لرسيل..
    طالما كنت اسيطر على مشاعري..إلا أن نظرة من عينيها تفقدني السيطرة..
    ولكن ما بالها أفزعت قلبي..وهزت كياني..؟
    لتحرك صمت المشاعر في داخلي..!
    إنني اجن.. لم اعتد على عدة مشاعر في آن واحد..!ولا احتمل ذلك..!

    أنا لا أرى سوى عينيها.. أو البراءة التي تسكن تلك العينين..
    لكنها..
    فقط تكفي لقتلي..!
    .ـ.
    .ـ.
    شعرت بأن التوتر بدأ يجتاحني بعنف….
    عندما سكن الصمت المكان أخذت اكتب في هاتفي ولا اعلم ماذا اكتب..ولكنني اضغط على تلك الأرقام والحروف لتصدر صوتاً يزيد من توتر الجو في هذا الضغط…
    دقائق مرت..
    اقسم أن القصيدة التي كنت اكتبها بلا وزن وقافية…اقرب لخاطرة أضاعت الفكرة..!!
    لكنني لا أزال اكتب…والصوت يزداد علواً…

    بدر-” فيك نوم؟ ولا وش فيك ؟”
    عمر-” لا مافيني شي ..(ثم أضاف ) يمكن اختك فيها شي!..”
    واضاف ابتسامة غريبة…
    بدر نظر إلي عبر تلك المرآة وهو يقول لعمر:
    -”مدري شجاها….”
    ليقول متعجباً:
    “رسيــل…”
    رفعت نظري لتلك المرآة لأرى نظرة تعجب من بدري لأزيد من دهشته وأنا أقول:
    “وشو؟”
    ضحك بدري: “فيك شي..؟”
    لأجيب بابتسامة تتضح من رسمت عيني :
    “لا..مافيني”
    ضحك بدري بخفة”اجل ارجعي لجوالك..وانتبهي لايتكسّر من الضغط”
    عدت اكتب بصمت…
    .-.

  13. #12
    .-.
    مرت دقائق طويلة وهما لا يكفان عن الكلام ..وانا لا اكف عن الكتابة..
    والطريق قد انتصف..
    عندها قلت بسرعة:
    “بــدر”
    اتجهت انظارهم الي بسرعة فقلت بمكر لم اعهده في نفسي….لكن يستحق دوماً يسخر مني..
    “نسيت الرهان؟”
    بدر-”هههههههه الله يذكرك بالشهادة ….وانت ساكت ها”
    عمر-”هههه احس هذا الظلم”
    بدر اوقف السيارة على جانب الطريق
    “يالله عقابك”
    عمر-”لوتحب النجوم قلت لك انا مظلوم”
    بدر-”بشهادة رسيل انت معاقب”
    قلت وانا في اوج سعادتي لانتصاري
    -”يالله خير الامور الوسط انتصف الطريق”
    عمر-”ههههههه توبه اسمع كلامك مره ثانية”
    قالها لبدر وهما يبدلان مقاعدهما
    عمر-”بمزاجي ترى”
    ورفع إحدى حاجبيه وابتسم…

    شعرت بذاتي ابتسم ..
    ابتسامة حتى أنا جهلت معناها..!!
    .ـ.
    .ـ.
    أخذت أقود ببطء ممل…
    -تحملوا ماعاقبتموني به…فأنا في اوج سعادتي لاستطاعتي صنع عدد اكبر من الدقائق لنبقى معاً..
    بدر-”تصدق كذا احسن من السرعة…في العجلة الندامة”
    عمر-”اكيد احسن..وهذي إمكانيات سيارتك هههه”
    وعادا في جدالهما الذي لاينتهي…
    فتحت هاتفي مرة اخرى اريد وضع التعديلات النهائية….
    استغرق الأمر دقيقتين..سمعت فيها عمر يقول:
    “لقيتي اللي يستاهل انك تكتبين عشانه”
    عفواً….أيتحدث إلي..!!
    أهذا السؤال موجه إلي..!!!
    أخذت ثواني لأستوعب ماقاله…
    .-.
    .-.
    “لقيتي اللي يستاهل انك تكتبين عشانه”
    رميت بتلك الكلمات والتزمت الصمت..!
    لكني عدت انظر للمرآة..
    أذهلتني تلك النظرة التي رمقتني بها…!
    كما لمحت نظرة غريبة من بدر…
    حاولت أن أضيف أي كلمة أوضح بها الموضوع..

    ولكن لساني شلّ مع تلك النظرة…
    قال ما شاء وهرب ليختبئ في بطن ذلك البلعوم..!
    “نعم..؟!!”
    قالت رسيل ذلك..
    فقط…لتعجزني…!
    هي تعلم بأنني قتلت بذلك السهم الذي رمتني به ببطء من عينيها
    بدر التزم الصمت..أرعبني ذلك أكثر..
    ترى بماذا يفكر..!
    ضغطت أكثر على البنزين وأنا أقول
    “لا بس..أشوفك تكتبين قصيده..”
    قلت لكم أنني لا أستطيع التحكم بمشاعري بعد أن عاد الأمل وضخ فيني طاقاته..!!
    ربما لن يكون وجودي شغل مقعد فحسب..!
    ربما ستكشف أوراقي ورقة ورقة…
    ورقة..!

    //يتبع
    للموقف بقية,,,,حتى يبرد غضب رسيل )


    مازال اليوم ينسجني بدهشته!
    هطول الأحداث قد لايسقي مواقف…!
    طر يحيي مدينة..ويغرق مدينة اخرى…!
    لاتبدو القواعد التي تعلمناها منذ الطفولة تنطبق بعد أن قطعنا شوطاً آخر مع العمر..!
    ذلك الطريق يحولني دقيقة بعد اخرى لقطعة بالية..أرتشف ذاتي بصمت..
    قطعة غارقة حتى التبخر..تستغل مقعد جاف..، تتقن فن التبخر دون إحداث أي ضباب للنوافذ المطلة عليها في وقت كان يجب هي أن تطل منها..!
    أصابع الدهشة أتمت نسجي هذه اللحظات… ذُهلت بنسيج يتقن ارتدائي!!
    لاقَ بمظهري.. كصدفة مرتبة…!
    - لايبدو لي غيرك يغري الإبر لوخز نسيج جديد..!
    “لن اجيبك”…
    لن تحيك فستان طفولتي ليعود لجسدي مرة اخرى..!
    فلن ارتدي شيئاً من الماضي….ليس الآن حسب اعتقادي..!
    لأني ببساطة..سلفاً أجبت على سؤالك!..فلا زلت أصر أنه لا احد يستحق الكتابة لأجله..

    فـ عفواً…
    لا أجيد السير على الطرق الملتوية، وأُشبعت مللاً من الانتظار قرب المحطات..!
    ولم اعد أضع إصبعاي في جوف أُذني لتستر أصوات ناقوس ساعة تلك السيدة التي حلمت بها.. لأنها الوحيدة التي سأكتب عنها، وسأستحقها يوماً..!
    -ربما كتبت عنها أكثر مما كتبت عن نفسي…ألا يبدو لك أنها نصفي الآخر..!
    ها أنا أخيراً اخبر أحداً بذلك….وإن كان لا أحد!
    فـ عذراً…سؤالك
    مني ماذا يريد..!

    حوار طويل صامت في داخلي…حتى وصلت لمنزلي دون أن أجد النقطة خلف استدراك عمر المغلف بالإستفهامات القديمة!
    .-.
    .-.
    .-.

    أوقفت السيارة…
    غادرتها رسيل قبل أن اخرج المفتاح لبدر…
    تبادلنا حديث مقتضب يخص الغد رغم أن اهتمامي في زاوية ماحدث!..
    ولادهشة في ذلك..
    فكيراً مايطول اعتكافي في زاوية ماحدث..ربما لأشهر من أي حدث يمس ذلك الشيء المساوي لقبضة يدي..
    هو وقبضتي…”الاثنين” لديهما رغبة شديدة في القبض على مايريدان…!
    ركبت سيارتي المركونة في منزلهم واتجهت لمنزلي…
    أحكمت حزام الأمان كمن يحكم أفكاره….وانطلقت منها هرباً من نفسي..!
    من يسمع النقاش الحاد في رأسي يصر على أن السيارة كانت مكتظة بالركاب، وكل منهم لايريد الوصول لمكان معين!!
    ليس فقط عقل امتلأ برسيل!!
    إنها تتفشى فيني, حتى عقلي استطاعت الوصول إليه…
    ليست مرض معدي…ولاوجود للطبيب…ولن تقضي علي أيضاً!
    تحدي تلاه عدة انكسارات…!!
    -اخبروني…لمَ لم تجبني…لمَ لم تنطق بحرف واحد ليسهر مطبطباً مهوناً انزلاق لساني!!
    ما أكثر تلك الإنزلاقات التي لو أصابت جسدي لكنت أعمى،اخرس، بشلل رباعي أو أكثر!!!
    منذ أول دمعاتها…أو منذ أول “إنزلاقاتي”…
    كلها تصف الوقت ذاته..!
    ….
    لم أكن اريد الذهاب للمنزل…لكن بحكم الوقت المتأخر والهم الثقيل الذي يكاد يبكيني..والفرحة التي لاتجرؤ على الظهور في مثل هذا الوقت من الضيق… وصلت للمنزل!
    قبل أن افتح باب غرفتي صادفت أبي…
    بحثت خلال ثواني عن ابتسامة لأظهرها فلم أجد…
    -”عمر..عسى ماشر ؟”
    -”الشر مايجيك يبه..(ثم أضفت بعد أن رأيت التحديق يتقافز بينا أعيننا بفضول!)
    خير صاير شي؟”
    -”لا بس كنت نازل وشفتك..وجهك متغير؟”
    هنا أخيرا تم إيجاد واحده..!
    (ابتسمت)
    -”ايه مانمت زين”
    -”وين كنت؟”
    لم أكن في مزاج للحديث…
    -”ويا بدر”
    -”إيه هم في بيتهم؟”
    -”إيه”
    -”ماقالك متى بيطلعون؟”
    -”إذا سافر خلال اسبوعين يمكن”
    اتجهت للداخل لأن أبي يبدو أنه يريد التحدث هذا اليوم!
    لكن ماباله يسأل عن بدر؟
    -”عمر.. بقولك شي يمكن يضايقك لكن هو صار وانتهى الموضوع ولاكان ودي انه صار”
    وقفت أمامه لأجمع من تعابير وجهه جملة مفيدة!
    - “خير؟”
    - “بدر خويك ويمكن يعصب ولايصير شي لادرا فأبغاك تقوله انه مهو بيدنا”
    - “وش صار؟”
    - “أبو بدر الله يهديه لي عنده فلوس من سنين هالمرة قضى دينه.. جاب لي سيارته وكتب البيت باسمي رغم إني رفضت لكنه أصر و “
    قاطعته على عجلة
    -”بيت بدر؟؟…كتبه باسمك؟؟يعني انت اللي شريته؟؟”
    -”إيه هذا اللي صار وأنا أفكر أبيعه لاطلعو عشان لاتصير بينكم حساسية لاصرت أأجره لأني على كلام ابوهم انهم متعلقين فيه “
    بدأت أعزل كل ماحدث هذا اليوم علني استوعب جيداً مايحدث الآن..
    قلت بانفعال حينها
    -”يبه حرام عليك؟..وحرام عليه مالقى غيرك؟؟ ظالم والله ظالم”
    -”عمر قلت لك لاتلومني انا قلت لك الله يهديه ابوهم تصرف على كيفه”
    -”و بدر..طيب تدري هو شرالهم غيره؟”
    -”لاطبعاً ويوم قلت له قال الله يفرجها من عنده وسلم الأوراق وطلع”
    لذت بالصمت لحظات ثم قلت
    -”يبه انت منت بحاجته رجعه لهم بدون لايدرون”
    -”أنا مافكر اطلعهم لكن إن كتبته باسمهم أكيد بيرجع ياخذه أبوهم وساعتها مابيدي شي! واصير ظلمتهم”
    خرج ابي بعد أن أخبرني بأن الصفحة الناقصة من دفتر تعجباتي تستضيفه هو كـ زيارة غير متوقعه! في زمن غير متوقع!
    كنت اريد البكاء…
    لكنني… لا ابكي ، بحكم رجولتي!!!
    وتربيتي…
    فتصانيف البكاء من اختصاصات الأنثى في كل معاجمي!!
    كيف لي أن اخبر بدر!!
    فهو حسب علمي…يستطيع البكاء !
    .-.
    .-.

  14. #13
    بعد أن نام بدر
    اتجهت لغرفتي القريبة منه لأحاول النوم أيضاً…إلا إنني كنت أُوجه نظراتي لظفر إبهامي كمن يصبغه بحديث ما…
    ماحدث اليوم يختزنني بغرابته….
    -لمَ سألني عن كتابتي…لمَ كان يشبهه سابقاً ويختلف عنه!
    لمَ كل الدلائل تشير أنه هو..بطاقة تحمل الاسم ذاته، باختلاف الصورة..!
    ولمَ لم استطع تركيب صورة ذلك الرجل بالطفل الذي يخرج بين عبارات حديثه كبخار أراه ولن استطيع إمساكه!
    رن هاتفي فجأة واهتز طلائي لأتوقف!!
    كانت دانه!
    اووه منذ أيام لم أحادثكِ
    “دنوو اخيراً تذكرتيني”
    “جب ولاكلمه يالقاطعه أجل أنا ام الخرابيط تنسيني”
    “ههههههه أنا ماقلت شي…أي خرابيط دااانوووه”
    “ها..من قال لاتتهميني”
    “هههه أخبارك حبيبتي والله وحشتيني”
    احب بساطة أحاديثنا، أحب خلعها لباب روتيني وصفعه من خلفها…
    كنت مثلها، فأصبحت مثلي..!
    عندما كانت تتطرق للحب في حياتها، أشعر أنني أحب معها..اشاركها الشجون دون أن افكر بأنني سأكون مثلها!
    إذن نحن في دورة منذ زمن طفولتي..
    تارة أكون مثلها، وتارة تكون مثلي،..دون أن نعي ذلك يوماً..!
    كما هو موضوعها المفضل..”الحب” تحدثت كعادتها عنه
    لكن في هذه المكالمة أخبرتني أنها تريدني ان أقيم شخصاً تحبه…
    هالني هذا التطور العجيب…
    فكل ما تفعله دوماً تحب عن بعد مسافات…ولا تفكر بالاقتراب، لأنني أنا أخافه!!
    وكنت أستمع دوماً لها عن حياتها، ومعاناتها التي أشعر بها تحملها ليلاً على أكتافها لتزيحها فيني نهاراً…
    وعندما تخبرني عمن أحبت…
    أنشغل في الضحك، حتى تغضب فأعود للسؤال وأستمتع..!
    إلا أنها هذا اليوم تريدني أن لااكتفي بالاستمتاع، أو الاستماع..بل تريديني تقييمه..
    سعدت بذلك فلم أسأل عن السبب…فربما لايكون هنالك سبب..
    لذا وافقت فما أجمل أن أراها محرجة،
    يقولون أن الجلوس مع الحبيب يبعث الخجل حتى بعد أن يرحل!
    يضحكني الآن لعلمي بأن الغد سيضحكني كثيراً….ويسعدني ذلك!
    -سنلتقي بعد غد في موعد مع الخجل الجديد..!
    .-.

    /
    /
    في إحدى ليالي الشتاء الباردة…وتحت زخّات المطر.. وقفت تحت المدفأة شاردة…..
    يأخذني صوت اسمعه ولا اسمعه…
    صوت يأتي من تلك النافذة … صوتُ غريب..
    ُخيَل لي حينها انه صوت الشتاء..!
    “صوت الشتاء”..
    كبرودته..صوته جارح..
    من بين الجليد يصرخ في أُذني، لأرتعش أكثر، وأعانق يدي التي لم أعد اشعر بها..!
    يتجمد سؤال قبل خروجه: من ذا يذيب الجليد..!
    شتاء لم يعد يطيق تقبل النار…
    احتطب كل صباح.. وكل مايشتعل كبريت واحد، وشيء في داخلي!
    ..* الفصل الأول..*
    أجلس على الكرسي الخشبي المعد مسبقاً كي لا أجلس عليه!
    وأستعد لمشوار الصباح البارد..
    أعزي جسدي الذي لايريد أن يعتاد على نقص الحرارة فيه… لايدفأ إلا عندما اذكر كل مامضى..!
    ذلك الحنين يمنحني الدفء..
    كثيراً ماتكون عواطفي أشبه بالشتاء…
    لست هنا سوى معاناة،آن الأوان لانتهائها…
    لكننا سنرحل معاً..!
    في قلبي مدينة تخلت عنها فصول السنة…فكان للشتاء حق تعميرها وحده…وتدميرها وحده..!
    الشتاء وجه آخر للحزن..!
    وهو الشعور الذي ولد معي.. أخطأ بامتلاكي..! وأخطأت بمحاولات قتله..!
    كنت أتمناه توأماً سيامياً لأعيش أمل أن يكون هنالك من يفصلنا..!
    أجمل ما املك هو الحنين…وهو شعور آخر للشوق…والشوق حب آخر..!
    كانوا هنا على ذلك الكرسي الصغير، يحكموني في كل شيء…عدا حنيني ذاك..!
    فـ مشاعري هي الشيء الوحيد الذي املكه وحدي…!
    لا أحد يستطيع السيطرة عليه..ولو يتآمرون علي جميعهم..سيفشلون!
    -الحزن شعور آخر يخصني..لكنه الوحيد الذي لم استطع امتلاكه وحدي..
    حزن فاض عن قوت يومي….ولن ينتهي لو ابتاعه اكبر متجر في قريتنا..!
    فأنا لا أذكر أن لي اسم آخر سيليق بي.. غير “بائعة الحزن”…!
    أتذكرهم…
    يطلون علي بحنيني إليهم…قرب الفجر، وقبله…وعند الشروق وقبله،…
    على استحياء أشبه ببدايات الشتاء..!
    -رغم جمال الشتاء..ما أقسي برودته…وما أقسى أن أملك..
    عواطف شتوية..!
    ..* الفصل الثاني..*
    صباح بارد جديد….
    استيقظت مسرعة وقد تأخر الوقت..لبست حذائي بهلع وأمسكت بالسلَة التي كسر مقبضها بالأمس وركضت للخباز وأنا أحمدالله انه لم يغلق بعد…
    لن يرحم أحد طفولتي إن حدث مالا ارجوا حدوثه..
    بعد التحايا اشتريت عدد يكفي لملئ السلة.. واتجهت في الطرقات الباردة ابحث عن مشتري…
    غابت الشمس ولم أبع سوى الحزن..!!
    الكل ينظر إلي بضع دقائق ويشتري..عدا انه لا يدفع ثمن الحزن الذي ابتاعه..!
    .
    .
    .
    - توقف عمر عن القراء وتفكيره قد وصل لأبعد من ذالك الخيال…
    لم يعد يشعر بفصل الشتاء بتلك الحروف… بل كانت جميع فصول السنة تعصف بذاته..!
    أهذه معاناتك بائعة للحزن…أم سيدة الحرية…!
    بين شروق وغروب..أضعتك..!
    كيف هي الحياة!!
    رغم كونك مجرد فتاة….إنسانة تكتب قصة بين ألف كاتب..وتخطئ بين ألف مصيب…
    إلا أنني لا أرى غيرك يكتبني…ولا غير صفاتك التي تسلبني ألف يوم ويوم…
    وابدي استعدادي مع فاصلة لأترك المستقبل لأجل أن نعود للماضي…وأجدك كما لم أجدك الآن….
    أختلف عن الجميع هنا…لأنني أعرفك..!
    وأشعر بك تشكين لي الزمن،ولا أبكي لكِ..!
    كأنكِ اخترت لنفسكِ زمن غير هذا لتعيشي فيه،لأن حزنكِ لايشبه أحزان الزمن!
    واخترتك شتاءً لم يعترف ببقية الفصول،كي تركضي فيه دون توقف، بين من “هم” لايعرفونك!
    أرأيتِ..ربما وحدي هنا قارئ يبدأ بما بين السطور..!
    والمشتري الأول لحزنك..!
    والوحيد الذي لم يتعلم التعقيب الأجمل لقصتك..!
    أنا لا أجيد انتقاء الحروف…سـ أحاول دون شذوذ واضح بين قصتك وتعقيبي..!
    -منذ ايام وأنا كشريط طويل يعمل بخاصية الإعادة عند الانتهاء…
    حتى قصتك سجلت تواً…رغم أنني لم احب يوماً قراءة قصة…كما كنت احب شغل فراغي بالسخرية التي كنت اعتقد أنها مسمى آخر للنقد..!
    .-.
    .-.
    .-.
    عندما استيقظت صباح اليوم التالي…كنت أتفاءل بتلك الظهيرة….
    ونادراً ما أتفاءل عند استيقاظي..!
    قرب أذان العصر تناولت غدائي ، تناولت بعضاً من الأمس أيضاً.! ثم ذهبت للمجلس توقعت أن أرى بدر..
    وفعلاً رأيته…
    سألته أن نخرج لأي مكان فأجابني بالإيجاب وهو يقرأ شيئاً ما في الصحيفة تلك…
    يبدو انه منسجم…
    ألقيت بعيني لتلتصق بعمود لايقرأه بدر، كانت صفحتي المفضلة في تلك الصحيفة
    لأنها الأخيرة ، وأنا لااحب التصفح …فحتم ذلك علي ان تكون صفحتي المفضلة..^
    أخذت أتجول بعيني لمقالته هذا اليوم
    “حرية المرأة السعودية في قيادة السيارة”
    كان ذلك العنوان..
    لم يشدني محتواه بقدر جانب الحرية الذي ينقصني أيضاً…
    “النساء العظيمات لايقدن السيارات…حرية المرأة تلك منبوذة فمنذ أنـ…..”
    أغلق بدر الصحيفة بسرعة وهو يضحك:
    -”هههههه عسى ماشر الحين بخلص واعطيك”
    -”هههههههه تحمست مع مقالته بغى يطيح من عيني”
    أغلق الصحيفة وبدأ يقرأ بدوره ذلك العمود الذي أشرت إليه..للكاتب الذي اقرأ له أحياناً”رامي عبدالعزيز”
    والذي فاجأني بدر حينها عندما قال:
    “تدرين انه مايمشي…يعني مُقعد؟”
    قالها بلا اهتمام ليشد جل اهتمامي
    “وش دراك؟”
    كان لايزال يتجول في مقالته دون أي اهتمام يقول:
    -”شفته قبل كم شهر في عزيمة لابوي”
    ثم أضاف:
    -”شكله من اقارب زوجته الخايسه”
    -”والله غريبة..ماتوقعت..اقصد من زمان يكتب بالجريدة وانا اتابعه..غريبة من جد”
    -”لاغريبة ولاشي من زين كتاباته عاد”
    بدر لم يكن يقرأ له ، ولم يكن أيضاً يتلفظ على زوجة ابي.. والآن يفعل ذلك…أما رامي كنت انبهر في كتاباته لأنني لا أقرأ غيرها…ولازلت كذلك..
    لايعنيني انه قريب لها… لكن عنى لي أنه عوض نقصه بعقله، في زمن كملت فيه الأجساد ونقصت العقول..!
    مشيت للباب لأخرج فطلبني بدر كأس ماء..
    سمعته واتجهت للمطبخ وأنا أفكر كيف سأقضي اليوم..فدوماً ما ارسم في رأسي جداولاً لا أنفذ منها حرفاً…بعض العادات يصعب التخلص منها..!
    سمعت رنين الهاتف..
    لم اجب فمن يريدني سيطلبني على هاتفي النقال..
    أحضرت الماء وأنا اسمع الهاتف لا يتوقف عن الرنين…
    اتجهت إليه ببطء علَه يتوقف!
    قلت فوراً بعد رفعت السماعة
    “الو..”

  15. #14
    لكن أحداً لم يجبني..كررتها بصوت أعلى لأسمع صوت يتأرجح في الصدى:
    “السلام عليكم”
    بسرعة اتجهت اهتزازات الصدى تلك لعقلي البطيء كخطواتي قبل قليل لأستنتج أنه عمر..
    قلت-”وعليكم السلام”
    “بدر موجود؟”
    “إيه.. بالمجلس..”
    لحظة صمت…أردت فيها أن اضحك بشدة…ماذا يصيبني أحياناً…أقلت قبل قليل (بالمجلس)..!!!
    أحسست انه سيضحك لكنه ظل صامتاً فقلت:
    “اتصل على جواله”
    أجابني بسرعة
    ويبدو انه يبتسم.!!
    “جواله مقفول”
    لم اعلم ماذا سأقول..سأضحك..ماذا يصيبني…!!
    سبحان الله…الزمن وضع بيننا هذا الحاجز الملكي! فنوقر أنفسنا ولايجرؤ أحد بتقليل الاحترام!..
    أتكون الدعابة أحياناً تقليل احترام!
    لو كان الموقف هذا من الماضي لسمعته يسخر مني ويضحك… أو يقول بأقل تقدير..”احلفي..لو جواله مو مقفول بتصل عالبيت يالذكية”
    اشتقت لذلك الشخص..!!
    -الرجل على الهاتف وأنا اشتاق لطفولته….!!
    لاأخفي عليكم كان هناك هدوء مزعج يحبس أنفاسنا…وكأنه جالس يستمع لحديث صمتي..!!
    “تبغاني أناديه؟”
    قلتها لأنهي المكالمة:
    فـ رد:
    “لا خلاص بس ياليت تقولين له اذا شفتيه يتصل علي..ضروري”
    قلت:
    “اوكي”
    وقبل ان اغلق السماعة سمعته يقول:
    “قولي له عمر”
    عدت اضغط بسماعة الهاتف على اذني لأتأكد..لكنه قال:
    “مع السلامة”
    وكأن عبارته الأخيرة تزعج عقلي…
    هل يعتقد أنني لا اعرفه حقاً..!
    وهل يغضبني أنا ذلك!!
    لكن لن اتعب شعوري عرفته أو لم اعرفه..مالفرق!
    أخبرت بدر بذلك وبدأ يناقش معي ماقرأه بالصحيفة… نقاش مما لايحق لنا مناقشته…!
    حتى خرج لأبقى وحدي!

    لأقطع الوقت زرت ذالك المنتدى…
    اتجهت لقسم القصص…رأيت قصتي..
    أطلت النظر بالعنوان وكأنها المرة الأولى التي أرى فيها قصتي…
    “بائعة الحزن”….الكاتب:انكسار الظل…
    بت اسخر من نفسي!!
    وللمرة الأولى أشعر بأنني عذرت أخي وصديقه!
    أهي قصتي التي لم تكتمل بعد،وبدايتي التي لاتسبقها حتى خاطرة…
    أذلك يسمح بان يكون بجوار عنوانها كلمة”كاتب”..!
    إنه حق وجب أن لايمكله الجميع، رغم أن الجميع يملكه!
    يبدو أنني سأدخل بساق إحباطي قصة جديدة غير تلك!!
    خرجت مسرعة من تلك الدوامة المثيرة بالشفقة لأقرأ تعقيب آخر يبدو انه قرب فجر الأمس،
    :
    “السلام عليكم….قريت القصة وفيها تحسن كبير ماشاءالله..والله اندمجت وعجبتني.. بالتوفيق…”
    أخوكــ…” ماني لاحد”
    يبدو حديث في هذا المنتدى…!
    اسمه دفعني لأدقق بتفاصيل ملفه الشخصي…فقد بدأت أتساءل أي تحسن يقصده..هل يعرفني مسبقاً..لقد كانت أول قصة لي..!
    أم يحسبني شخصاً آخر..
    -المهم أنها أعجبته…!
    .-.
    عندما أغلقت رسيل سماعة الهاتف
    احتفظت بها فترة في يدي.. رغم أنه لاتوجد حرارة حسب ما اعتقد سوى في جسدي!!
    نعم أشعر أنني في وعكة أخرى! ولازالت تتفشى فيني ببطء!
    كنت اوشك على إغلاق السماعة بعد أن سمعت صوتها.. حفاظاً على السد المانع لانزلاقات لساني..
    وعندما قالت أول حرف..فقط كدت اعترف لها كمذنب:
    -”انا من كتبت تعقيباً على قصتك؟”!
    ربما لأنه لم يفصلني الكثير عن كتابتها وتعقيبي…ورؤيتي لها بالأمس..!
    وربما تلك الأمور الثلاثة جعلتني لا أتصل ب بدر…ولا أخبره برابع الامور..!
    .-.
    .-.
    مساء الغد..
    وفي إحدى المجمعات في الرياض…حيث اتفقنا أنا ودانه على اللقاء…
    كنت أبحث عنها حيث أشارت إلي في قهوة لاتشبه هدوء المجمع..! مع أن المفروض في رأيي العكس..!
    “المفروض”…
    كثيراً من الأشياء تتوقف عند كلمة المفروض….ولم أعتقد حينها انه من المفروض أن أعود قبل لقاءها…!
    بضع كلمات قالتها على عجل،كان يتضح أنها مشتاقة لي رغم غلبة توترها على بقية الإحساس..
    وكنت في شوق آخر لها، كدت أطير لأحكي لها عما جد في حياتي، وعن أفكاري،وعن ذلك الذي…
    توقفت..إذا بدانه صديقتي المفضلة تشير لمفاجأتي بشاب يولينا دبره على مقعد ليس بقريب وهي تقول لي:
    -”تعالي”
    سحبت يدي من بين يديها وأنا أتلقى الموقف بتشنج تلك اللحظات لتقول:
    -”رسيل…اشرح لك بعدين انتي لازم تجين وياي شوي”
    كانت الصفعة تترسخ بكل حرف تنطق به..
    ألف ظن وظن يتعاركون في مخيلتي…
    كانت تضيف كلمات انشغلت عن سماعها..منها
    -”مو قصدي شين والله بخبرك بكل شي بس انتي لازم تقابلينه ابغى ا..”
    قاطعتها وأنا أضم يداي حتى لاتستغفلني وتصفعها
    -”قلتي مشتاقة لي تبين تشوفيني.وهذا اللي طلع معك..موعد….”
    قالت:
    -” صدقيني مو كذا شوفي ابغى منك”
    بدأت أحتقر كل شيء وأنا أقول:
    “شتبغين؟ اغطي على الموضوع ولا اولع لك الشموع.. والله وطلعت غبية.. ومن زمان بعد.. حبايبك اللي تقوليلي عنهم طلعوا محسوسين..!!!”
    -”رسيل انتي تعالي وانا بقولك..”
    -”ياحسافة”
    حركت رأسي ليس كمن يطرد الموقف لان الموقف قد وصل إلى قلبي من دقائق…
    حركته لأن رأسي الوحيد الذي استطاع أن يعبر عن وجهة نظر اخرى..!!
    رغم نداءها الذي لفت أنظار البعض كنت امشي دون التفات وكأن الأرض تنشق من خلفي لا أمامي..
    اتصلت ببدر ولم أدري ماقلته بالضبط…
    .-.
    افقد حبيب…أجمل بكثير من أن افقد صديق…
    كانت لي صديقة أقطع معها شوارع الحياة، كنت أخبرها بكل سطر اكتبه،بكل ذكرى بكل حلم،
    ظناً مني أنها تخبرني بالمقابل
    استمعت لهمها منذ معرفتي بها،ولم اشكي همي لها كيلا أزيدها همها…
    وعندما كانت تحدثني عن الحب،كانت تخبرني قصصا خياليه لأنها تحب ذلك الدور..وتنهي الموضوع بأنه مجرد حلم…!
    أكانت أحلامها تتحقق!!…أكانت …أكانت….وسلسة من التساؤلات التي تصدمني، تؤذيني..
    ألم تستحق معطف صداقتي؟ أكانت تريده فقط غطاءً لها…
    لتستغل كل شيء إلا مشاعري، ومشاركتها ثمنها..!
    .-.
    كانت لي خيبة أمل…
    وخيبة ثقة…
    “لم تستحق صداقتي”..!
    قلت تلك الجملة الأخيرة لأغلق الموضوع المزعج في رأسي،لكنه لن يغلق حيث ارتحل..!
    وليس لي نية حالياً خلق حديث آخر معها…

    -”وش فيك رجعتي بدري؟”
    لم التفت لبدر واستمريت بالنظر للأمام كأني أسابق الطريق…وهو يقترب للمنزل
    -”ماجت .. عندها ظرف”
    -”ايه طيب وش فيك معصبة..الواحد لازم يعذر الناس”
    -”أعذرها..على ايش بالضبط ا..”
    خرجت الأمور عن السيطرة لوهلة حتى تداركت الأمر..فصمت
    بدر يعرف أن في الموضوع سراً لكنه ليس فضولي
    تذكرت اختلافه مع عمر قبل أيام لموضوع الفضول…ونادراً مايختلفون..
    -”عمر يقول”
    قال بدر ذلك فهلعت.وكأنه عرف بمروره بين أفكاري…
    -”وشو”



    ان شاء الله بكرة نكمل الجزء الثاني

  16. #15
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    ما شاء الله نزلت كمية كبيرة من قصة ^^

    سأبدأ بالقراءة بإذن الله

    ومنتظرينك عزيزتي ^.^

  17. #16
    اشكرك عزيزي جين اوستين على اهتمامك بي الرواية وان شاء الله اكملهاا وتعجب الجميع

    شكراا

  18. #17
    شكرا على الروااية

    الرواااية مرررة تجنن

    تقبلي مروري

    شكرا
    [SIGPIC][/SIGPIC]

  19. #18
    وأنا وأنا سأقرأ الرواية أووووووووووه تبدو راااائعة ومختلفة أيضاااااااااا وأرجو أن تقبليني من النحلات التي ترغب بارتشاف الرحيق من موضوعك ^_^ ^_^ ^_^

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter