الرابع عشر من يونيو عام 1424هـ في العاصمة السعودية الرياض..
أفقت من نومي على صوت أذان الفجر,لم أتحرك من سريري ولم افتح حتى عيناي,بقيت اردد خلف الأذان وكأن المدينة استيقظت وسكنت في خشوع..,
بعد عدة دقائق فتحت عيناي بسرعة..وكأنني الآن فقط تذكرت أن اليوم هو السبت..وسوف اذهب للمدرسة..
قطبت حاجباي بوقت لم تكن فيه ملامحي استيقظت..فكانت حركة مفاجأة انتهت بنهوضي ..
علَ انزعاجي ينتهي بتأديتي الصلاة..
بعد ذلك عدت للنوم وأنا اردد
“وش يصير لو غبت اليوم يعني بتزعل الدنيا؟؟”
تزعل الدنيا؟؟هنا ضحكت لتلك الجملة الغريبة التي فاجأتني..
ولكن بالنهاية لم تكن الدنيا بل كانت امي..!
لكنني استطعت بعد مشهد كاذب ان أتغيَب عن المدرسة!
عند الساعة العاشرة صباحاً..
كنت قد استيقظت وتناولت فطوري وحدي وبيدي مجلة قديمة لم أجد فيها مايقرأ سوى مقالة عنوانها هل الحرية في مجتمعنا مطلوبة؟
وقفت لأصعد لغرفتي وذلك التساؤل يتردد في عقلي الصغير!!!
كحياة الجميع بدأت حياتي…طفولة بريئة..قد ينغص صفوها سؤال يكبرها بسنوات كما أتذكر الآن ذلك السؤال الذي أرهقني حينها..!
مرت عدة أشهر والهدوء الذي كنت امقته كان مسار لها.. فلم أكن
اعلم أن القدر سينزع ذلك الهدوء ليشتت السكون من حولي..!
تلك الأيام لم يكن شيئاً يشغل بالي سوى تلك المقالة التي تحدثت عن الحرية..
حتى أصبحت كل تفكيري… وهذا ماسترونه لاحقاً…
ليبدأ عداد الدقائق الغامضة لتبدأ القصة باستضافة قلمي!…
.-.
“مضت عدة أيام”…
( 1 )
::::خطوات الساعة:::::
تمضي خطوات الساعة بثقة كبيرة…وأنا عاجزة عن إيقاف دقيقة واحدة من عمري لأقف في مواجهة حاسمة مع ذلك الشخص الذي يسكنني!!
أقف بثقة أمام تلك الروح التي تقبع تحت ذلك الكم من العظام التي ترسمني!!
وأحكي ما لم يستطيع لساني نطقه!!
.ـ.
.ـ.
أغمضت عيني في محاولة فاشلة لاستقطاب ثانية واحدة من تلك الثواني السريعة الغير عابئة بمن خلفها!!
ولكن كما هو الحال في كل مرة..
لا تحدث أيّ مواجهة!!
ولكن… فوجئت هذه المرة بامتداد يدي نحو تلك الساعة الجالسة بهدوء على احد الرفوف
والأفكار تطوقني بجنون!!
فتعبث أطراف أصابعي بهدوء دفع برقية سريعة لذاته..متنبأ لعاصفة ما…!
ليتوقف الزمن على عقاربها!!
فتسقط محطمه….فتموت..!
تموت..
تموت..
ليموت العقرب المجتهد الذي ضلّ عمره في الدوران حولها..
العقرب الشقيّ الذي شقيَ منذ ولادته..
لاهثاً..
فقط ليصنع الوقت!!
فيمضي البشر لاهثين في استغلاله!!
حتى حدث ذلك الشيء العظيم في حياتهم!!
وهو ما يسمى بالنظام..!!
النظام…!
عندما تردد صدى تلك الكلمة في عقلي
اجتاحتني رغبة عظيمة في تحطيم جميع الساعات في العالم..لأخفي ملامح الوقت..!
لنعيش في حرية تامة…
فلا دقائق نسمع خطاها..!!
ولا ثواني تسبقها..غير آبهة بمن مضى عمره يتبعها!!
فيأتي الموعد الذي أراه يتحدد دون الرجوع إلى تلك السيدة التي طالما احترمها الناس دوماً .. ساعة..!
لنذهب…
المفضلات