في سبيلي للتطهير ، كان التالي :
البعض منا يبحث عن وطن بعد أن جُرحت انتماءاته و صُكّت التُهم في قائمة خياناته ، و ينبش الآخر منّا في زمرة أحلامه بحثاً عن رؤيا حق لكي يحيى عليها دون أن تحاصره أضغاث أحلامه ، فريقٌ منّا يريد و الآخر لا يريد و مع تصارع الأمنيات المتضاربة تستمر سينفونية الحياة بسخريتها منا ، دعوني أبشركم و أخبركم فاصغوا إليّ لأن حرفي ابنٌ عاق لا يضيء لي إلا بمقابل أنتم تملكون فرصة واحدة فقط ، هذه الفرصة تترنح أمامكم كل يوم و تستجديكم أن تأخذوا بيديها ، تحاول أن تجعلكم أكثر صلابة ، عناداً ، و قدرة .
لأنها إن ذهبت ذهبتم فلكي لا ترحلوا دون أن تأخذوا بفرصتكم أخذ الكِرام عليكم أن تتحملوا ذلك الإلحاح الذي يأتيكم من تلك الفرصة الوحيدة العقيمة التي لن تنجب لكم فرصة أخرى مهما زاوجتوها بأوهامكم فاتركوا أوهامكم جانباً و اركبوا عليها و اصغوا فإن أول العلم الإستماع .حياتكم فرصة ذهبية تتجلّى أمام كل نبض يصدر منكم ، دعوني اقرأ لكم نبوئتي إني أرى أكواماً مرمية وسط غرابيب همومهم و أكواماً تتسلق أكوام حتى الذئب يأبى أن يأكلها ! لكنكم تأكلوها لا تتسلقوا غيركم حتى لا تنهاروا على جثثهم التي ستبلى و تتعفن ، يمكنكم أن تنتظروا كما تشاؤوا ، و تخططوا حتى تشيب روؤسكم لكن إياكم أن تتخلوا عن نَفَسٍ واحد تملكوه ، سأقولها لكم و افعلوا بنبوئتي ما شئتم
أنتم تعيشون مرة واحد فقط ، تريدون أن تشقوا فاشقوا تريدون أن تبكوا
فاغرقوا أنفسكم بالدموع حتى تكتفوا ، تريدون أن تلهو فـ الهو حتى يفجعكم المصير و القوا بفرحكم في غياهب الجب يأخذه همّ لك و عدو لّكم ساخراً منكم فاراً بغنيمته يمكنكم أن تفعلوا ما تشاؤوا ، إن أردتم حفر قبركم بأيديكم ، إن رميتم وجوهكم في الجحيم عمداً فمن ذا الذي سينقذ أحمق تحامق مع زمنه فعاش أحمقاً موارياً للحمقى ناصراً لهم ممحوقاً للسعادة قائداً لركب الحمقى ماسكاً دفة القيادة ؟ لا تلعقوا الواقع مهما كان تغييره مستحيل فقط قولوا لا ، لكل همّ قريب و حزن مديد و ضيق سحيق و جرحٍ عميق ، قولوا لا لتضييع فرصتكم الوحيدة !
تمرّدوا على كل التوافه حتى لا تصغر في عينكم عظيم ما ترجوه تركه ،
لأجلكم فقط ، لأجل سعادتكم كوّنوا عالماً سُكانه أنتم و أنتم فقط
إلى اللا لقاء
المفضلات