الصفحة رقم 1 من 8 123 ... الأخيرةالأخيرة
مشاهدة النتائج 1 الى 20 من 141
  1. #1

    ذات شتاء ! ~ روايتي



    استهلال


    tumblr_loqp31zypk1qmk6seo1_500

    لأن الذكريات، تهمس لي ..
    أن الوقت ليس متأخراً بعد
    فقد دفعت كل الذكريات المؤلمة بعيداً
    استطيع إيقافك، لأخبرك بصدق بكل ما أحمله من مشاعر نحوك ..

    لأن في الذكريات، كل الإجابات على الاسئلة التي لم نعرف لها جواباً ..
    دعني أشد على يدك، لأغني لكَ تهويدة المستقبل ..



    العنوان: ذات شتاء
    نوع الرواية: دراما، رومانسي، شريحة من الحياة.
    عدد الفصول: لم يحدد بعد لكنها لن تتجاوز الـ 15 بإذن الله
    اخر تعديل كان بواسطة » زهرةُ الثَلجْ في يوم » 23-07-2011 عند الساعة » 11:55


  2. ...

  3. #2
    الفصل [ 1 ]


    هناك في طرف المطبخ، وقفت لتسترق النظر مرة ثانية نحو الشابين الغريبين اللذين دخلا للتو إلى شقتها، الأول كان متوسط الطول، تميزه ابتسامة تضيق بها عينيه، وبشرة شبه سمراء، وشعر خفيف أسود مائل للشقرة، لاحظت ذلك عندما مر قرب بوابة الشرفة وتخللت أشعة الشمس أطراف شعره، أما الشاب الثاني كان مفعماً بالحيوية وقد كان يقصره بسنتيمترين على الأكثر – هذا ما شعرت به عندما دخلا معاً برفقة ريوجي – بشرته بيضاء لكنها لم تكن مائلة للشحوب كما هي بشرتها، لن تنكر أنها شعرت ببعض الراحة عندما شاهدت شخصاً بمثل بياض بشرته، فلطالما سخر منها الأطفال عندما كانت صغيرة بمناداتهم لها باسم "الشبح".
    انتبه ريوجي على مراقبتها للشابين فابتسم لها وحرك حاجبيه بإعجاب، فتحت فمها لتعترض لكنها سرعان ما أطبقته لتبادله الابتسامة، وسكبت القهوة في أربعة أكواب لها ولضيوفها الموجودين. رفعت نظرها ثانية إلى ريوجي الذي بدا منهمكاً في نقاش مع زميليه الاثنين، وفكرت كم تغير كثيراً عن آخر مرة قابلته فيه، كان ذلك قبل عشر سنوات تقريباً، عندما غادر مدينتهم للدراسة في طوكيو، غادرها كما تغادر أوراق الشجرة أفرعها في فصل الخريف دون أسى، لا تزال ذكرى وداعه مطبوعة في مخيلتها كصورة ضبابية، يبتسم لها ويربت على رأسها، ثم وبكل طيبة يمسح عنها دموعها، لقد كان يكبرها بست سنوات، وهو بالنسبة لها كالأخ الأكبر الذي تعده الفتاة مثلها الأعلى والصورة الكاملة لفارس أحلام المستقبل!
    طبعاً لم يكن فارس أحلامها، فبعد أربع سنوات من مغادرته ناجويا، تعرفت على نيشيكادو في مرحلتها الثانوية، وبدأت مواعدته لبضعة أسابيع فقط، لم تكن علاقتهما معاً حميمية جداً، لكنها كانت تستمع برفقته عندما يمضيان الوقت في السينما، كأي ثنائي يعشقان الجلوس بصمت أمام تلك الشاشة العريضة، أو أحياناً الوقوف على أحد الجسور لعد السيارات البيضاء أو الحمراء، كانا دائماً مايتنافسان لاختيار اللون الأبيض، لأنه اللون الطاغي على أغلب السيارات هناك، وما إن يصل أحدهما إلى عد 20 سيارة بيضاء أو حمراء، يدعو الخاسر منهما الآخر إلى وجبة على حسابه، لكن علاقتهما لم تطل كثيراً، فلم تلبث أن اكتشفت أن نيشيكادو لم يكن يحاول التقرب إليها لذاتها فقط، أو لإعجابه بمهاراتها في دروس الرقص حيث كان يأتي قبل نهاية الدروس بنصف ساعة لاصطحاب شقيقته ريكا، وإنما فقط رغبة في إثبات قدرته على التقرب من فتاة مثلها، وتمضية وقت للتسلية لا أكثر.
    ردة فعلها كانت طبيعية كبقية الفتيات، بضعة أيام من الحزن لم تطل، لكن تأثيرها لايزال حياً للحظة، فلم تعد تتقرب من الرجال كثيراً، وتحاول قدر الإمكان أن لاتقحم نفسها في علاقة سريعة، بمعنى أنها صارت "متحفظة" نوعاً ما، كما يحلو لصديقتها يوكا أن تسميها، لكنها شعرت ببعض الارتياح قليلاً بعد أن انفصلا لأنها لم تغرق في حبه كثيراً! بل كان حبهما كلحظة من الإزهار التي مالبثت أن ذبلت لأنها لم ترتوي بالحب الكافي.
    وضعت كيكو الصينية وقدمت القهوة للجميع، بينما نهضت بكوبها قائلة: حسناً، اترككم إذن لمناقشة موضوعكم بكل هدوء.
    استوقفها الشاب ذو الابتسامة المميزة والذي كان اسمه كازوما: لستِ بحاجة لذلك! لمَ لاتنضمين إلينا قد نستفيد منكِ! أ لن يكون جيداً أن نأخذ رأي فتاة؟
    حولت نظرها لريوجي الذي رفع كتفيه: لا أرى مانعاً من ذلك! قد تتسم وظيفتهما بالسرية نوعاً ما، لكني أعرف أنكِ لن تحدثي مخلوقاً حولها إن أعطيت وعداً بذلك!
    قال الآخر – ميورا - : ريوجي!! تتحدث عن السرية وكأننا مخبرين سريين! لسنا سوى مغنيين!!
    أحنت كيكو رأسها وقالت: هذا أكثر مايدفعني للابتعاد عنكما!!
    رفع ميورا كوبه ليرتشف منه وفتح عينيه على اتساعهما: ها؟ هل تكرهيننا؟
    شرح لهما ريوجي وجهة نظر كيكو عندما طلب منها استضافتهما في شقتها، فهي لم تكن ميالة كثيراً للغناء بقدر ما كانت تميل للرقص.
    رفع كل من كازوما وميورا حاجباً فقالت متداركة: لكن هذه هي النقطة رقم واحد!! ريوجي!؟ - نظرت إليه بحدة فابتسم وتابع –
     تقول أنهم مصابون بداء الغرور لظنهم أن من السهولة الحصول على فتاة إن كنتَ مشهوراً، وهي تكره هذا النوع الثقة في الرجال!
    أشاح الاثنين بنظرهما وفكرا بعمق وهما يحتسيان القهوة، .... وصمتا مطولاً.
    ابتسمت كيكو: كنت محقة إذن!
    فرك ميورا رأسه قائلاً: لست كذلك على الدوام! فلم أفكر بنيل استحسانك بسبب التهديد الذي وجهه ريوجي إن حاولنا فعل ذلك، أ لاتوافقني على ذلك؟ ها كازوما؟
    اومأ الآخر برأسه.
    توردت وجنتا كيكو وتلعثمت عندما تذكرت أن ريوجي خرج من شقتها لإجراء مكالمة معهما بدلاً من استخدام هاتفها الأرضي: ر... ريوجي!
    اكتفى ريوجي بابتسامة اطفئت نار إحراجها فتنهدت واتجهت نحو مكتبتها لتسحب منها كتاباً، وقالت بتذمر: لستَ بحاجة للتمادي في العناية بي، أصبحت ناضجة الآن!!
    ريوجي: عذراً عزيزتي، لم استطع تغيير طباعي!
    أمسكت بكتابها جيداً ووضعت كوبها على طرف الطاولة ثم جلست على الكرسي الطويل خلفهم. بينما كان الثلاثة يجلسون على الأرض بالقرب من الطاولة وسط غرفة المعيشة.
    فتحت كتابها وهمت بالقراءة في حين انخرط الشبان في مناقشة موضوع الكلمات والمواضيع المناسبة لأغاني ألبومهم القادم، وبعد دقائق فقط، اختلست النظر من كتابها لمراقبة تلك التقطيبة المثيرة على جبين ريوجي، عندما شاهدته أول مرة شعرت بذلك الإحساس الفارق بين ريوجي الماضي وريوجي الحاضر، لكنه في واقع الأمر لايزال كما هو، وتلك التقطيبة كانت أول شاهد، ابتسامته الواسعة وعينيه المتقدتين بحماسة دوماً، وتعديله المستمر لوضعية جلوسه إن أطال البقاء في مكان واحد، تشعرك بأنه سيقفز للحظة كالأرنب ليركض في شوارع المدينة بأكملها.
    اخر تعديل كان بواسطة » زهرةُ الثَلجْ في يوم » 23-07-2011 عند الساعة » 11:55

  4. #3
    قبل ساعتين


    أحنت كيكو رأسها للأمام لتحدق بمسؤولة المكتبة السيدة موراساكي، ونظرت إليها بعيني رجاء علًّها تستعطف مشاعر تلك المرأة المتقدمة في العمر، كانت السيدة موراساكي امرأة وقورة جداً، في الأربعينيات من عمرها، ذات شعر بني خالطه الشيب في مقدمة رأسها، قصيرة وذات جسم شبه ممتلئ، وهي السبب الأول في توظيف كيكو لديها في المكتبة العامة منذ أشهر، تقول السيدة أن الجيل الحالي لايبالي كثيراً بالمكتبات والطلاب لم يعودوا يهتمون للبيانات المكتبة بقدر ماعكفوا على المراجع الالكترونية، لذلك شجعت كيكو لتنال وظيفة محترمة معها، خاصة وأن مساعدها السابق قد ترك العمل لأنه وجد راتباً أفضل لدى إحدى الشركات المعروفة!
    كثيراً ما كانت تتذمر بسبب مغادرته المفاجأة: من يصدق أنه كان يحمل شهادة في الهندسة المعمارية؟ ذلك الرجل الهزيل! أ كان يحاول التقليل من شأن مكتبتي عندما عمل هنا؟
    هذا ماكانت تكرره دائماً، فقد كانت فخورة جداً بمكتبتها التي عملت هي وزوجها على تكوينها، قالت كيكو: سيدة موراساكي، عفواً !
    حركت موراساكي ذراعيها: أجل أجل! لم يأتِ أحد للمكتبة حتى الآن، تستطيعين مطالعة ما تشائين من كتب!
    ابتسمت كيكو وتسللت بهدوء إلى قسم التاريخ دون ملاحظة السيدة موراساكي، فقد شعرت بالخجل من نفسها عندما اكتشفت أنها كيابانية لاتعرف الكثير من تفاصيل كارثة هيروشيما وناجازاكي إبان الحرب العالمية الثانية، طبعاً بأسلوبها المرواغ مكنها من إيهام السيدة موراساكي – التي لاتمل الحديث عن صديقة والدتها التي فقدت عائلتها كلها هناك وهي لاتزال في العاشرة من عمرها – أنها كانت على إلمام بالكارثة!
    سحبت الكتاب وعكفت على قراءته بهدوء إلى أن جاءت موراساكاي تهرول على أطراف أصابعها بخفة، "آه شخص ما جاء للمكتبة" هذا ماتبادر إلى ذهن كيكو عندما اقتربت منها موراساكي التي تحاول قدر الإمكان أن لا تزعج المتواجدين في مكتبتها، فلقد كان شعارها "هدوء القلب، يحاكي هدوء الجسد"، "كيكو، ممنوع الإزعاج! لاهمس! اخفضي صوتك!"
    حاولت كيكو أكثر من مرة الربط بين اللاهمس وخفض الصوت لكنها لم تكتشف حلاً لهذه المعضلة حتى بعد مضي 7 أشهر على عملها هنا!
    أمسكت كيكو من كتفها وهمست: كيكو! هناك زبون، لقد اتجه إلى قسم كتب الأدب، اذهبي فوراً وتفقدي ما إذا كان بحاجة لمساعدة ما!
    أغلقت كيكو الكتاب ونهضت من مكانها، في حين أمسكت موراساكي بالكتاب قائلة: هيا بسرعة سأعيده إلى مكانه، اذهبي هيا!
    اومأت للسيدة موراساكي وتخطت الرفوف المكتظة بالكتب إلى أن وصلت إلى قسم الأدب، مشت بخطوات مترددة وأطلت برأسها لترى أمامها شاباً طويلاً لم تتفقد ملامحه كما تفعل دوماً عند مقابلة أي شخص، لأنه كان يدير ظهره لها. شعرت فجأة بانقباض في قلبها لم تعرف له سبباً فتقدمت نحوه بهدوء قائلة: عفواً، سيدي، هل تحتاج ... لـ ... – اختفى صوتها عندما التفت الشاب نحوها –
    أطبق الصمت على الاثنين وهما يدرسان ملامح بعضهما، ولم يأبها لتلك اللحظة التي شعرا بها أن العالم قد توقف عن الدوران، جال ألف سؤال وسؤال في رأس كيكو في أقل من ثانيتين كانت تراهما دهراً، ثم ابتسمت متداركة: آ ... آسفة – أحنت رأسها ثم رفعته لتعلق عينيها عليه بارتباك – فقط .. كـ .. كنت ...
    قال الشاب: كـ ... كيكو؟!
    شعرت كيكو بضربات قلبها قوية جداً عند رنين ذلك الصوت المألوف في أذنيها، ترددت في الكلام قليلاً وكأنها تخشى مواجهة الواقع أو كأنها في حلم قد تستيقظ منه في أي لحظة: أنتَ .... ريوجي!؟
    ابتسم ريوجي ابتسامته المعهودة وقال صائحاً: يا إلهي كم كبرتِ عن آخر مرة رأيتك فيها!! كيكو!
    فردَ ذراعيه بحميمية فصاحت كيكو بدورها: ريوجي! أنت ريوجي حقاً!! آآآه – تقدمت نحوه بسرعة وعانقا بعضهما بحرارة –
    جاء صوت السيدة موراساكي من خلف الرفوف: كيكو!؟ ماهذه الضجة؟ مالذي يحدث بحق الـ - شهقت على الفور عندما شاهدت كيكو بين ذراعي ريوجي – يا إلهي!!! كيكو ماهذا الـ ... !!
    أفلتت كيكو ريوجي بسرعة ومسحت وجهها بسرعة لتخفي ملامح الانفعال: سيدة موراساكي!! – علا صوتها أكثر – سيدة موراساكي!! لن تصدقي ! هذا الـ ..
    قاطعتها موراساكي بعنف: هدوءاً!! نحن في مكتبة! لا مكان للصوت هنا! ماذا لو جاءنا زبائن الآن! كنا سنقع في مشكلة يا آنسة كيكو! – قطبت جبينها – وستذهب سمعتي في مهب الريح!
    بعد دقائق الإنفعال التي اشتعلت فجأة، شرحت كيكو للسيدة موراساكي معرفتها الماضية بريوجي وأنهما لم يتقابلا مما يقارب العشر سنوات! حدقت السيدة موراساكي بريوجي متشككة من حقيقة مايقوله هذين الشابين فابتسمت كيكو لا إرادياً وحاولت اقناعها بشتى الوسائل، إلى أن رضخت للأمر الواقع.
    لم يتبقى سوى ساعة عن نهاية الدوام النهاري للمكتبة، لكن السيدة موراساكي لم تسمح لكيكو بالمغادرة برفقة ريوجي حتى انتهاء موعد العمل، وطبعاً لم تسمح لها بالانشغال به لذلك ذهب ريوجي للجلوس إلى إحدى الطاولات بعد أن اختار بعض كتب الشعر والأدب لمطالعتها، مرت الساعة كسنة بالنسبة لكيكو، ففي رأسها الكثير من الأحاديث التي تود إخبار ريوجي بها، كانت تدور بين الرفوف بانفعال وترتب ماكان مائلاً أو غير مرئي من الكتب، والسيدة موراساكي تراقبها طوال الوقت، في تلك الساعة لم يأتي سوى زبون واحد ليعيد كتاباً كان قد استعاره منذ اسبوع.
    وأخيراً مرت ساعة من الجحيم كما سمتها كيكو عندما خرجت برفقة ريوجي، رفعت رأسها لتحدق بريوجي الذي بادلها النظرة وقال مبتسماً: معجزة! أ ليست كذلك؟
    ابتسمت كيكو قائلة: لاتقل هذا!! كنت على يقين من أنني سألقاك إن أتيت إلى طوكيو أنا الأخرى!
     حقاً مالذي دفعك للقدوم إلى هنا!!؟
    رفعت كيكو عينيها إلى الأعلى بابتسامة ذات مغزى وقالت: لاشيء معين! – التفتت نحوه – ماذا عنك أنت؟ ماذا تعمل الآن؟
    وقفا ينتظران إشارة عبور المشاة فمد ذراعه نحوها لتطوقه بذراعيها وقال: امممم، تستطيعين القول أني أعمل كاتباً؟
     كاتباً؟
    عبرا الشارع فتابع: حسناً، أكتب كلمات لأغاني، واختار المواضيع التي يغنيها صديقاي!
    اتسعت عينا كيكو في محاولة استيعاب: آآآ ..... أ تعني أنك انخرطت للعمل في الفن؟
    التفت نحو لائحة إعلانية: أجل، نوعاً ما.... لأني لا اتعامل كثيراً معهم، فقط احضر بعض الاجتماعات المهمة وأشرف على بعض الأحداث.
     وقدومك للمكتبة كان .... ؟
    ضحك ريوجي قائلاً: أجل، كنت اتصفح بعض الكتب علني إجد منها إلهاماً لمواضيع الألبوم القادم! لكن لم أعثر على نتيجة ما، الحظ لم يحالفني!
    قالت كيكو متداركة: لمَ لاتأتي معي إلى شقتي؟ لدي مجموعة من الكتب، أ تذكر الكاتب ميزوشيما هيروشي؟ لا أزال اذكر أنه المفضل لديك، ولأنك لم تأخذ معك جميع كتبك عندما غادرت أهدتني إياها والدتك فاحتفظت بها وأحضرتها معي إلى طوكيو! ولم اكتفِ بذلك بل اشتريت مجموعات كبيرة له ولكتاب آخرين، ماذا قلت؟ هل تجرب؟
    استسلم ريوجي لرجاء كيكو وذهب برفقتها إلى شقتها، والغريب أنها لم تكن تسكن بعيداً جداً عن صديقيه بل في الواقع مرا بجانب مجمع الشقق الذي كانا يقطنانه، أما هو فقد كان أبعد منهما عنها بشارع واحد فقط.
    كانت الساعة تقارب الواحدة والنصف ظهراً، فدوام المكتبة ينتهي في الساعة الواحدة، ثم عليها العودة إلى هناك عند الخامسة مساءً، رفعت سماعة الهاتف وقالت: هل تناولت الغداء؟ سأطلب لك من مطعم سوبا القريب من هنا...
    وضع ريوجي حقيبته على الأرض وقال: أوه كلا، لستُ جائعاً الآن، تناولي غدائك إن أردت الآن، فأنا لا اتناوله في هذا الوقت.
    أغلقت سماعة الهاتف واتجهت إلى المطبخ قائلة: لست جائعة أنا الأخرى، سأتناول غدائي لاحقاً، قهوة؟
     لا بأس – نهض ليحدق برفوف مكتبتها وظل صامتاً هناك لفترة – أ ليس مذهلاً؟ - سحب أحد كتبه القديمة – لم أكن أمل قراءة هذا الكتاب، لكني تركته هناك في ناجويا وكأنني أود التخلص منه، وهاهو الآن يلحق بي مرة أخرى !!
    تحدث الاثنين في أمور عديدة، وشربا القهوة معاً ولم يشعرا بمرور الوقت ليجدا أن الساعة قد وصلت إلى الثالثة، حينها صاحت كيكو: ياإلهي، سرقنا الوقت ونحن في حديث حول الماضي، ونسينا تماماً ما أتيت هنا لفعله، آسفة ريوجي! لم أقصد أن ..
    ابتسم ريوجي: لاعليك، لا بأس .... لكن بالمقابل، قد يكون طلبي وقحاً نوعاً ما، لكن هل تمانعين لو طلبت من ميورا وكازوما المجيء إلى هنا؟
     ميورا وكازوما؟
     صديقاي، إنهما المغنيان اللذان أعمل معهما الآن، شقتك قريبة من موقع سكنهما، بالإضافة إلى أنه المكان الأمثل لدعوتهما، فلن نضطر للاجتماع في مكان عام، ومكتبتك جاهزة بالقرب منا!
    أطالت كيكو التفكير وقالت: لابأس، إذا كان صديقين مقربين لك ... ولكن – ضاقت عينيها – أ تدري؟ أشعر أني أميل للرقص أكثر من الغناء، فمالذي يجعل الأمر مسلياً جداً؟
    رفع كتفيه: لا أدري، أعتقد أن الجمع بين الموسيقى والكلمات المناسبة تعجب الناس كثيراً، لأنها تصف فيها حياتهم الملموسة، وهذا مانهدف إليه في أغانينا، نتحدث عن المشاعر الإنسانية، وبعض القضايا التي يتعرض لها الشباب، ماذا عن الرقص؟
    قالت كيكو باعتداد: أجل، تستطيع القول أني صرت محترفة عندما غادرتنا، لكني توقفت الآن عن ذلك، كنت اشعر أن ذهني يصبج صافياً جداً، لأني أركز كثيراً على حركات جسدي، وتناغمه مع الموسيقى، أحياناً أفقد السيطرة على نفسي – ضربت الطاولة بكفيها بحماسة – لن تصدق!! ذات مرة حضرت حفلة راقصة مع صديقتي يوكا، وكانت الموسيقى فائقة الروعة – حركت يديها بطريقة رومنسية – لقد نسيت نفسي حينها وغادرت إلى عالم آخر، ووجدت نفسي أرقص كالمجنونة!! حاولت يوكا إيقافي لكنها لم تكترث لي بعدها لأننا جلسنا في المقاعد الخلفية ولم ينتبه أحد لنا، لكن المفاجأة كانت أن مدربة الرقص المشهورة ماريا هاماساكي كانت هناك، وأعطتني بطاقتها كي انضم إلى صف المتميزين في معهدها!!! استمتع بممارستها أكثر من مشاهدتها – قطبت جبينها – هل للغناء متعة كهذه أيضاً؟
    ابتسم ريوجي: مدهش فعلاً !! ماذا لو سألتيهما؟!!!
    نظرت كيكو إليه بتشكك: أوه كلا!!! قد لاتعرف نظرتي للمغنين، أشعر أنهم كتلة من الجسد المصابة بداء الغرور، لأن بمقدورهم نيل استحسان أي فتاة ما، فقط لأنهم مغنين مشهورين!
    حاول ريوجي كتم ضحكته لانطباق جزء كبير من كلام كيكو على صديقيه فنهض قائلاً: حسناً سأتصل بهما لنتشاور معاً في مواضيع الألبوم، عن إذنك...
    خرج من الشقة وعاد بعد أن أنهى اتصاله قائلاً بابتسامة: سيأتيان قريباً!
    نهضت كيكو: سأجهز قهوة أخرى!

    اخر تعديل كان بواسطة » زهرةُ الثَلجْ في يوم » 23-07-2011 عند الساعة » 11:56

  5. #4
    تضارب

    - كيكو؟ هي ... كيكو؟
    - احححم
    - هل تسمعيننا؟
    رفعت كيكو نظرها من كتابها سريعاً، ونسيت لوهلة أنها كانت تجلس في غرفة المعيشة بصحبة ريوجي وصديقيه، قال ريوجي قلقاً: هل أنتِ بخير؟ مابالك ...... تبكين؟
    مسحت كيكو عينيها سريعاً، وتنهدت بعمق محاولة التغلب على حالة البكاء التي ألمت بها، لقد نسيت نفسها وحلقت بعيداً مع الكتاب، لقد عادت بالتاريخ لأكثر من 60 سنة للوراء، عندما حلت كارثة هيروشيما، والآن فقط عرفت مقدار الكارثة، فهي لم تكن في خسارة الأرواح وحسب، بل تشكلت فيها كل المشاعر الإنسانية المتضاربة، من طغيان وحقد وعطف وتعاون ورحمة!
    أغلقت كتابها وأبعدت عينيها عن الثلاثة الذين ظلوا يراقبونها بقلق: آسفة – نشقت – لم أقصد ذلك فقط، انفعلت .... – مسحت دمعة سالت على خدها وقالت بصوت باكٍ – لماذا؟ لماذا تعرضت هيروشيما وناجازاكي لضربة كهذه؟
    استرق كازوما النظر إلى عنوان الكتاب، ثم حدق بكيكو المضطربة، لم يتفوه أحد بكلمة فنهضت كيكو من مكانها قائلة: لا، ... لا عليكم، لا تأبهوا لقد تفاعلت كثيراً لاغير، كوباً آخر من القهوة؟
    قال ريوجي مرتبكاً: آه .... رجاء .... ! ميورا ؟ كازوما؟
    اومأ الاثنين برأسيهما فأخذت الأكواب الموجودة على الطاولة، وعندما همت بتناول كوب كازوما مد كفه نحوها وأمسك بذراعها لينظر إليها بهدوء، حولت كيكو نظرها نحو كازوما الذي قال بصوته الهادئ: ربما، ربما كان السبب هو أن الآلهة رأت أننا الشعب الأقدر على تخطي أزمة كبيرة كهذه – حدقت به كيكو بصمت – لم تكن العظمة والنصر لأولئك الذين ألقوها على هيروشيما وناجازاكي، بل كان النصر حليف اليابانيين عندما نهضوا ببلادهم من جديد وتخطوها كما لو أنها لم تكن!
    اغرورقت عينا كيكو بالدموع فجأة فوكزها ميورا بمرفقه: أنتٍ حساسة جداً آنسة كيكو! لاتفكري في الأمر كثيراً!!
    مسحت كيكو دموعها واومأت برأسها قائلة: آسفة، ..... شكراً !
    ابتسم ريوجي وتابع الثلاثة مناقشتهم في حين أحضرت كيكو لهم المزيد من القهوة وشاركتهم النقاش واختيار المواضيع المناسبة، وعندما قاربت الساعة من الرابعة والنصف اعتذرت كيكو منهم لأنها مغادرة إلى عملها في الساعة الخامسة، نهض الجميع حينها وهموا بالمغادرة إلا أن ريوجي سألها: كيكو؟ لم اسألك عن عنوان بريدك، هلا أعطيتني إياه؟
    وافقت كيكو وأعطت ريوجي العنوان فابتسم لها: شكراً سأرسل لكِ رسالة الآن!
    التفت ليجد ميورا وكازوما يغلقان هاتفهما المحمول: شكراً لكِ آنسة كيكو سنتواصل عما قريب!
    تصلب ريوجي في مكانه لأنه نسي وجود هذين الاثنين وقال: من سمح لكما؟!
    رن هاتف كيكو المحمول لوصول رسالة جديدة ففتحتها: عيشي حاضرك ومستقبلك – كازوما
    والأخرى: أنتِ أجمل بابتسامة، البكاء لايناسبك – ميورا
    رفعت رأسها وابتسمت لهما بخجل.

    اخر تعديل كان بواسطة » زهرةُ الثَلجْ في يوم » 23-07-2011 عند الساعة » 11:56

  6. #5


    تعقيب نهاية الفصل الأول



    يسرني تقديم روايتي من جديد، واعتذر من قرائي السابقين لأنني فتحت موضوعاً جديداً دون إذنهم.
    نعم، قمت بفتح موضوع آخر لنفس روايتي، لأنني رغبت بإعادة تعديل بعض الأمور المتعلقة ببداية الموضوع.

    أتمنى رؤية ردود مشجعة هذه المرة، وشكراً لكم على المتابعة
    اخر تعديل كان بواسطة » زهرةُ الثَلجْ في يوم » 23-07-2011 عند الساعة » 11:59

  7. #6
    الفصل [ 2 ]

    فركت كيكو كفيها لتمنحهما الدفء اللازم، ثم نفخت فيهما بعمق، رفعت نظرها نحو النافذة المطلة على الشارع وعيناها تلاحق المارة بترقب، كأنها تنتظر من أي شخص أن يحدثها أو يطمئنها.
    كانت في تلك اللحظة تجلس وحيدة في مكتبة السيدة موراساكي التي غادرت المكان لزيارة زوجها في المشفى، لقد اتصلوا بها منذ نصف ساعة تقريباً ليبلغوها أنه تعرض لنوبة قلبية أخرى، فهرعت مسرعة دون أن تجد وقتاً لتوصي كيكو باللازم فعله أثناء غيابها، تلك النظرة القلقة على وجه السيدة موراساكي أقلقتها كثيراً لكنها حاولت أن تكون رابطة الجأش أمامها قدر استطاعتها، غادرت وخلفت كيكو وحيدة بين رفوف الكتب، لقد مضى على مكوث السيد موراساكي في المستشىفى حوالي الشهرين، لكن مؤخراً بدأت حالته تسوء أكثر، لم يكن يتعرض للنوبات القلبية بهذا القدر فيما مضى، فطوال فترة وجود كيكو للعمل لم تره يصاب بها إلا مرة واحدة، لكن قبل شهرين اضطر للبقاء في المشفى لأن حالته الصحية بدأت تسوء، لقد كان رجلاً حلو المعشر، يكبر السيدة موراساكي ببضع سنوات فقط، يدخن بشراهة، وربما كان ذلك سبب النوبات التي تلم به، لم يكن يمل الحديث عندما تكون المكتبة فارغة من الزبائن، وكيكو بدورها كانت تستمتع باللحظات التي تقضيها برفقته هو والسيدة موراساكي، خاصة إن خرجوا معاً لتناول العشاء بعد يوم طويل من الإرهاق.
    شعرت كيكو بقلبها يعتصر من الوِحدة، وفكرت مع نفسها: كيف لم أدرك مكانتهما الحقيقية في قلبي عندما كنت بصحبتهما؟ لماذا لانقدر قيمة أحبائنا إلا عندما لا يكونون بجانبنا؟
    انتفضت شفتاها وأحكمت قبضتها على ردائها، ثم رفعت رأسها في حزم وارتدت معطفها، خرجت من المكتبة وأقفلت الباب، وقلبت لائحة "مفتوح" إلى "مغلق".
    لفت الوشاح بإحكام على رقبتها وتنفست بعمق لتتشكل ضبابة أمام شفتيها، مضت في طريقها متجهة إلى المشفى لكنها توقفت فجأة في منتصف الطريق على رنين هاتفها فرفعته مندهشة عندما عرفت المتصل.
     مرحباً...
     آه آنسة كيكو! هذا أنا!
     سيد ميورا – تابعت سيرها وهي تجول ببصرها – أهلاً .... .. ..
     كيف حالك؟ بخير؟ لقد مضى أسبوع تقريباً على لقائنا، ولم تتصلي بي أو تبعثي برسالة
     آه، .... آسفة ... لم أعرف أنه يتوجب علي فعل ذلك ....
     اممممم، قد تكونين على حق ..... ماذا تقولين إذن .. ؟ ما رأيك لو ... – وصلت كيكو إلى تقاطع وهمت بالانعطاف يميناً لكنها فوجئت بشخص يعترض طريقها – تقابلنا قـ ... ـليلا !! – اتسعت عينا ميورا من شدة الدهشة –
    صاحت كيكو مصدومة: سيد ميورا!! أنتَ هنا!!
    تصلب ميورا في مكانه وهو يمسك بهاتفه، أشاح بعينه إلى اليمين قليلاً ثم أبعد هاتفه وأغلقه مبتسماً: ياللمفاجأة!!!!!
    ضحكت كيكو وانقطعت ضحكتها من هول المفاجأة، ثم ضحكت مرة أخرى: لم اتوقع أن أراك بهذه الطريقة! – أغلقت هاتفها – لقد فاجأتني فعلاً!
     تبدين بصحة جيدة! هل أنهيت دوامك اليوم؟ مارأيك؟ هل تمانعين لو قضينا الوقت معاً قليلاً؟!
    أشاحت كيكو بنظرها لليمين وقالت: آ ... آسفة، أنا في طريقي لزيارة أحدهم في المشفى!
    علق ميورا بقلق: مشفى؟ هل هو أحد أقاربك؟
     إنه السيد موراساكي، وهو المسؤول عن المكتبة التي أعمل فيها حالياً، لقد ..... ساءت حالته وأنا ذاهبة للاطمئنان عليه.... .. اتصلوا بزوجته – السيدة موراساكي – وغادرت مخلفة إياي في المكتبة ولكن – عقدت ذراعيها وحدقت في الفراغ – لم اتحمل البقاء وحيدة هناك ...
    اومأ ميورا برأسه صامتاً ثم قال بعد برهة: حسناً إذن .... لن أعطلكِ أكثر ...
    أحنت كيكو رأسها معتذرة: آسفة جداً – ابتسمت له – سنتقابل في أقرب وقت، أعدك – تخطته وتابعت سيرها – إلى اللقاء .... – التفتت نحوه وهي تسير – شكراً لاتصالك ...
    ظل ميورا صامتاً في مكانه للحظة، ثم أسرع الخطى ليلحق بكيكو: اسمحي لي بمرافقتك فقط!
    لم تتمكن كيكو من معارضته فمضى الاثنين في طريقهما إلى المشفى، عبرا البوابة الزجاجية ليدخلا إلى ساحة الاستقبال، اللون الأبيض يطغى على المكان، ورائحة الأرض المعقمة بالمطهرات، ورداء الممرضات الأبيض ذو السترة الزرقاء، كل شيء منظم ومرتب، وقبل كل شيء هادئ وصامت كالقبور، ابتلعت كيكو ريقها في قلق، وخشيت أن موعد الزيارة قد انتهى، لكن بعد أن تأكدت من إحدى ممرضات الاستقبال، وجدت أنه لاتزال ساعة كاملة عن نهاية مواعيد الزيارة.
    اتجهت كيكو بصحبة ميورا الذي كان يمشي خلفها بخطوات مناسقة لقدميها، فعندما كانت تقدم قدمها اليمنى قدم ميورا قدمه اليمنى هو الآخر، وهكذا، حتى تتناغم خطواتهما معاً، لم يدرك ميورا السبب الذي دفعه لفعل ذلك، لكنها كانت الطريقة المثلى للبقاء خلف كيكو، فنظرة القلق التي سرت في تعابير وجهها الرقيق عندما أخبرتها الممرضة بتردد أنهم غيروا غرفة السيد موراساكي إلى جناح خاص، أثنت ميورا عن السير إلى جانبها.
    وما إن وصلا إلى الغرفة، حتى ترددت كيكو بفتح بابها قليلاً ثم مدت يدها بحزم وفتحته بعد أن طرقته، توقفت قليلاً وهي تشاهد الصورة تتشكل أمامها، السيدة موراساكي تعلق نظرها على الباب بدهشة، وهي جالسة على كرسي مقابل لسرير السيد موراساكي الذي كان مستلقياً، تنفست كيكو بعمق وهي تراقب السيد موراساكي يلتفت نحوها ويبتسم: آه!! كيكو!! – صمتت كيكو وأطالت النظر إلى وجه السيد موراساكي الحنون - آسف جعلتك تقلقين!
    في تلك اللحظة لم تدرك كيكو حقيقة ما عصف بها من مشاعر متفاوتة، فالقلق والخوف والاضطراب والاحتمالات التي جالت في رأسها قبل الوصول إلى المشفى ووجه الممرضة التي أخبرتها بشأن غرفة السيد موراساكي الجديدة، وخطوات أقدام ميورا الهادئة خلفها وهي تسير في الممر الأبيض الطويل الكاتم، وخوفها من فقدان السيد موراساكي، اجتمعت في جزء من الثانية، عبثاً حاولت كبح دموعها التي تساقطت رغماً عنها، فتقدمت بخطوات سريعة نحو السرير لتمسك بكفي السيد موراساكي، وقالت بصوت اختلط به البكاء: سيد موراساكي ..... حمداً لله ... ! حمداً لله!
    ظل ميورا واقفاً عند الباب وهو يراقب تعابير وجه كيكو التي ركضت أمامه بسرعة، ثم علق نظره بشرود على السيد موراساكي الذي أمسك بكفيها بحنان.

    اخر تعديل كان بواسطة » زهرةُ الثَلجْ في يوم » 23-07-2011 عند الساعة » 11:59

  8. #7
    حنين

    - ريوجي؟! مرحباً ..... أجل بخير، ماذا عنك؟! بالمناسبة هل السيد ميورا برفقتك؟ ......... ليس موجوداً؟ ........ كلا، .... حاولت الاتصال به لكنه لم يرد علي ....... لقد اصطحبني إلى المشفى لزيارة السيد موراساكي لكنه اختفى فور وصولي إلى هناك ........ ... أوه لا، لا، تقابلنا في الطريق فقط ......... حسناً، ظننت أنكَ على علم بمكانه وحسب، بلغه تحياتي إن رأيته واعتذر له بالنيابة عني ........ سأرسل له رسالة أنا بدوري أيضاً ........ – ضحكت – لاتكن قاسياً! لا استطيع فعل ذلك.... سأرسل له، هذه هي أصول اللباقة ..... أ لم أتعلمها منك؟ - اومأت برأسها – أجل .... لابأس ..... إلى اللقاء ... – صاحت متداركة – ريوجي! ريوجي! – ابتسمت – أراكَ قريباً ...
    أغلقت كيكو الخط، وفي الجهة المقابلة أغلق ريوجي هاتفه بدوره والتفت بنظره نحو ميورا الذي كان يجلس بجانب كازوما: ميورا!!؟ مالذي فعلته بالضبط؟!!
    رفع ميورا كتفيه ووضع علبة العصير التي كان يشربها على الطاولة: لاشيء يذكر، فقط تركتها للقدر، .... أوصلتها للمشفى ولم أشأ مقاطعة زيارتها للسيد موراساكي! – تغيرت تعابير وجهه إلى الصدمة – هل ... هل قلقت بشأني؟ ..... لم أقصد فعل ذلك!
    حدق به ريوجي بنظرات مملة: لم تقلق أبداً فقط كانت تتسائل ما إذا كنتَ بخير!
    ضحك كازوما من إجابة ريوجي وأشار إليه بيده التي تحمل علبة العصير: الأمر سيان! الأمر سيان!! لقد كانت قلقة اعترف بهذا ريوجي!
    قطب ريوجي جبينه ورمى كازوما بعلبة عصيره الفارغة: اخرس يا هذا!! – التفت إلى ميورا – لمَ لا تود محادثتها إذن!!؟ أنا متأكد من أن هنالك أمر آخر، وإلا لما كنتَ مصراً على تحاشيها!؟
    عقد ميورا حاجبيه وقال: لاسبب معين، فقط لم أرغب بمحادثتها الآن، لاتقلق سأحدثها لاحقاً!
    تذمر ريوجي من تصرف ميورا اللامسؤول: ميورا!! هل علي أن أذكرك بما قلته سابقاً؟ رجاءً لا تعبث بمشاعرها! أنتَ تعرف أن ...
    قاطعه كازوما: ريوجي! لا تفرط في حماية الفتاة – وضع علبة العصير على الطاولة ونظر إلى ريوجي – تعرف أننا لن نحاول التقرب منها بطرق غير لائقة، ولن نرتبط معها بعلاقة ما، فمهما كانت الفتاة جذابة لن نفعل ذلك، والسبب أنها قريبتك وشخص عزيز عليك .... هل تفهم هذا الوضع؟
    اومأ ميورا برأسه: لم أقصد الإساءة ريوجي، ثق بي!! – نهض من مكانه – سأتصل بها فوراً واعتذر لها، سأخبرها بكل شيء ..
    تململ ريوجي في حين سخر منه كازوما مرة ثانية، مما دفع الأول إلى رمي الثاني بوسادة الكرسي.
    نهض كازوما بخطوات رشيقة للحاق بميورا كي يتجسس عليه، بينما ظل ريوجي في مكانه، يفكر مع نفسه "كازوما محق، فكيكو لم تعد تلك الفتاة الصغيرة التي عرفتها في حيينا ذات يوم" تذكر مظهر كيكو الطفلة وهي تقفز سعيدة وسط مياه النهر الضحلة، لقد كان مكانها المفضل، فلم تكن تمل مداعبة قدميها في مياه النهر "ريوجي! ريوجي! هنا هنا! انظر للمياه!" هكذا صاحت فرحة عندما شاهدها وهو يقود دراجته الزرقاء أثناء طريق عودته من المدرسة "عندما اقفز هكذا، أو ارش المياه، استطيع رؤية قوس قزح، أ ليس مثيراً!!؟" يبتسم ريوجي لها وينضم إليها في غضون ثوانٍ، ثم لا يلبث القفز البريء أن يتحول إلى لعبة تراشق بالمياه لانضمام كل من كازوكي وموريتا، زميلي ريوجي في النادي، لينتهي الجميع بملابس مبللة لأقصى حد، فيعطي ريوجي معطف زييه الرياضي لكيكو كي ترتديه اتقاء للبرد "ريوجي!!! مالذي تظن أنكَ فاعل!!؟ أ تسمي نفسكَ ناضجاً؟" تصيح والدة كيكو متذمرة من مظهر كيكو المبتل من رأسها حتى أخمص قدميها "وأنتِ يا كيكو أ لم أنبهك على عدم اللعب في مياه النهر؟ ماذا لو أصبتِ بالبرد!؟" ابتسم ريوجي لنفسه وهو يتذكر وجه والدة كيكو – السيدة ساتوشي – لقد كانت امرأة حنونة لأقصى حد، فلو وبخت كيكو ستنسى ذلك بعد ثانتين وتبتسم على الفور وتقول "لا تكرريها ثانية"، تشكلت بتلة صغيرة من الحنين في قلب ريوجي، فقد اشتاق لتلك الأيام الجميلة "نعم، جمال الماضي يكون في أنه من الماضي، ليس إلا!"
    حدق ريوجي بهاتفه المرمي على الطاولة أمامه مطولاً.

    اخر تعديل كان بواسطة » زهرةُ الثَلجْ في يوم » 23-07-2011 عند الساعة » 12:01

  9. #8
    فراشة

    عندما رأيتها لأول مرة لم يستوعب عقلي مدى جمالها، فلم تكن صورتها في الكتب جذابة كما هي على أرض الواقع، اقتربت رويداً رويداً من ألوانها الزاهية وبكل هدوء وخفة أطبقت يدي عليها، علني احتفظ بشيء من جمالها الأخاذ.
    لكن، اتخذ الأمر مجرىً آخر، لقد تفتت أجنحة تلك الفراشة الجميلة بين يدي كأنها لم تكن شيئاً، ولشدة صدمتي بالأمر بت أخاف الاقتراب من الفراشات.
    وبعدها لم أحب يوماً أن أمسك واحدة بيدي، لأن مصيرها هو تفتت أجنحتها، وفقدان رونقها، فكلما طارت إحداها بالقرب مني اكتفي بالابتعاد ومراقبة ألوانها الزاهية، الفراشات الجذابة كثيرة، لكن يندر أن أعثر على تلك الفراشة التي قد تطبق أنفاسي لتميز لونها عن الأخريات، وتلك الأخيرة، تخيفني أكثر من أي فراشة أخرى، فالاقتراب منها يعني نهاية مظهرها الأخاذ!
    هناك أيضاً أناسٌ كالفراشات، لا تجرؤ أبداً على الاقتراب منهم بالرغم من جاذبيتهم، كل ذلك خوفاً من أن تفسد أنانيتك جمالهم.
    علق ميورا نظره على هاتفه مطولاً وهو يقرأ رسالة كيكو، ومن خلفه ظهر كازوما خلسة محاولاً تصيد اللحظة الحاسمة في نظره، أطل برأسه بهدوء ثم اتسعت عيناه وهو يراقب رأس ميورا المنحني، أطبق على فمه وعاد أدراجه إلى الشقة حيث كان ريوجي هناك فقال له عند دخوله: حسناً؟
    هز كازوما رأسه وقال: كل شيء على ما يرام – لمعت في ذاكرته صورة ميورا الذي بدت أذناه محمرتان بسبب الخجل – أعتقد ذلك – اتجه نحو حقيبته وحملها – علي المغادرة الآن .... ريسا تنتظرني ....
    عبر كازوما الممر الخارجي وقال عندما مر بالقرب من ميورا الذي كان يجلس على الأرض: سأحدثك لاحقاً!
    لم يرفع ميورا نظره واكتفى بتنهيدة طويلة.
    "سيد ميورا، لا أعرف ما يفترض علي قوله، أود الاعتذار إن كنت سببت لكَ الازعاج، سأكون متواجدة في مقهى ريتسي حتى الساعة العاشرة، في الواقع أنا موجودة هناك الآن، واستمع إلى اسطوانة اشتريتها للتو من المتجر لفرقتكم، لم أتوقع بأنك ماهر جداً! لست أجامل!"
    حدث نفسه "إنها رسالة عادية أيها الأحمق، لم هذا الانفعال!!؟" تذكر وجه كيكو القلق على السيد موراساكي.

    اخر تعديل كان بواسطة » زهرةُ الثَلجْ في يوم » 23-07-2011 عند الساعة » 12:02

  10. #9
    اسطوانة

    في مقهى ريتسي، جلست كيكو وهي تحتسي كوباً من الشوكولاته الساخنة، وعلى أذنيها وضعت سماعة موصولة بمشغل اسطوانات اشترته للتو من المتجر المجاور للمقهى، أغمضت عينيها وهي تستمع إلى كلمات الأغنية اللطيفة "هذه الكلمات من تأليف ريوجي، لم أكن أتصور أن يكون بهذه الموهبة" تستمع إلى مقطع يغنيه ميورا "وميورا – ارتشفت من كوبها – يغني بكل مشاعره كما لو كانت الكلمات خارجة من قلبه" ثم يليه مقطع لكازوما فتتغير ملامحها إلى التأمل "صوت كازوما مميز جداً، يشبه الهمس كثيراً، كما أن كلماته تتدفق بمشاعر رائعة، هو وميورا ثنائيان متكاملان" تذكرت عيني كازوما التي نفذت إلى داخلها، وكلامه الذي وجهه لها عند أول لقاء " ربما، ربما كان السبب هو أن الآلهة رأت أننا الشعب الأقدر على تخطي أزمة كبيرة كهذه" فتحت عينيها ببطء وشردت بذهنها بعيداً "لا يزال رنين تلك العبارة حاضراً في أذني، لكأني اسمعه الآن" توردت أمارات الحب في خديها.
    ظلت كيكو في مكانها حتى العاشرة والنصف دون أثرٍ لميورا، فنهضت من مكانها، واتخذت له عذر العمل أو أن الوقت ربما لم يكن مناسباً.

    اخر تعديل كان بواسطة » زهرةُ الثَلجْ في يوم » 23-07-2011 عند الساعة » 12:02

  11. #10
    مكالمة


    "إنها الواحدة والنصف صباحاً" نظر كازوما إلى الساعة المعلقة في قاعة استقبال الفندق، أحكم إغلاق معطفه وخرج ليمشي في شوارع طوكيو، رفع هاتفه المحمول واتصل بميورا بالرغم من تأخر الوقت، لقد كان يعرف في قرارة نفسه أن ميورا سيرد على الهاتف مهما كان غارقاً في النوم، فوجهه الذي شاهده قبل موعده مع ريسا انبأه بأن ميورا لن يهنأ بنوم الليلة، أجاب ميورا على الخط فوراً: كازوما؟
    - آه ميورا! مرحباً !
    - لماذا تتصل في هذا الوقت؟
    - ماذا عنك؟ صوتك يدل على أنك لم تكن نائماً حتى! لم تجيب علي في مثل هذا الوقت؟ - صمت ميورا ولم يجب – حسناً أ لديك رغبة في الشراب قليلاً؟
    أجاب ميورا بحدة: كلا! لن تنطلي علي ألاعيبك!
    ابتسم كازوما ورفع رأسه ليحدق بالإشارة التي كانت تضيء وتنطفئ: هدفي نبيل صدقني!
    - أين أنتَ الآن؟
    - في الشارع – مشى وهز رأسه بطريقة درامية – اتسكع كيائس فقد وظيفته اليوم!
    - هل قابلت ريسا؟
    - أجل، .... وأهديتها هدية وداعنا ..... – صمت ميورا فضحك كازوما – ماذا؟
    - ظننتها مناسبة لك ....
    - ريسا؟! لستَ جاداً !!! ثق بي! إنها من النوع الذي يحبك اليوم وينساك غداً عندما يرى شخصاً آخر! على كلٍ مادمت غير مهتم بالحديث عن نفسك، ورفضت دعوتي للشراب أو بالأحرى كشفت خطتي للاستماع لسيل اعترافاتك بعد الإفراط في شربك، لن ازعج نفسي أكثر!
    - لاتقلق كازوما، فلا شيء يستحق الذكر!
    أومأ كازوما برأسه ساخراً: أعرف هذا، فقط تذكرتَ شيئاً ما، أو لنقل تخيلتَ وجه شخصٍ ما؟
    - أنتَ واهم!
    - الأيام بيننا!
    - لن تحصل على نتيجة، تصبح على خير سيد يائس!
    - تصبح على خير!
    - كازوما ....
    - ماذا هناك؟
    - .............. .. أين كنا طوال ذلك الوقت؟ ... أو آآه .... انسى الأمر ... إلى اللقاء ... غداً في الاستديو الساعة العاشرة! لاتتأخر!
    أغلق ميورا هاتفه ورمى به على السرير، ثم استند على النافذة وأرخى جسده تدريجياً ليجلس على الأرض وهو يراقب البدر المكتمل في السماء، تلاشت التعابير من وجهه، وهو يراجع شريط ذكرياته اليوم، وجه كيكو التي بكت لأجل السيد موراساكي بقلق أمامه، لايزال يتكرر ويتكرر كاسطوانة قديمة لاتستطيع الإتمام حتى المقطع التالي.
    أ هكذا يكون الحب؟ أن تقلق على شخص لدرجة تجعلك مضطرباً أمامه، متردداً – يتذكر ترددها قبل فتح باب غرفة موراساكي – لستَ تحبه لشيء يميزه..... لا القوة، ولا الوسامة .... بل ... تحبه فقط لذاته هو، كازوما ... أين كنا طوال ذلك الوقت؟


    نهابة الفصل الثاني
    اخر تعديل كان بواسطة » زهرةُ الثَلجْ في يوم » 23-07-2011 عند الساعة » 12:04

  12. #11

  13. #12
    حجز الأولى ... لي عودة قريبا !!

    ( لأكون صادقة .. ظننت أنك نور الجندلي فقد كتبت رواية تسمى : ذات الشتاء .. biggrin لنك ذلك لن يمنعني من قراءة روايتك أيتها المبدعة ) ..
    sigpic668650_3

  14. #13
    حجز ~ 2

    ....
    مرحباً ..
    أتمنى أن أكون متابعاً لقصتكِ التي جذبني عنوانها ..
    فأنا من محبّي فصل الشتآء biggrin

    بسمِ الله .. الفصل الأول

    [وتخللت أشعة الشمس أطراف شعره]
    كان وصفكِ رائعاً في هذه اللحظة !

    [انتبه ريوجي على مراقبتها للشابين فابتسم]
    يبدو أنني أحببتُ هذا الشاب المدعو ريوجي .. smile

    [غادرها كما تغادر أوراق الشجرة أفرعها في فصل الخريف دون أسى]
    لقد أثرَ فيّ اختيارك للكلمات فلقد كان تشبيهاً لطيفاً

    [وإنما فقط رغبة في إثبات قدرته على التقرب من فتاة مثلها]
    مؤلم ~

    [ بل كان حبهما كلحظة من الإزهار التي مالبثت أن ذبلت لأنها لم ترتوي بالحب الكافي.]
    إني أحبّ التشبيه كثيراً .. ويبدو أنني وجدتُ غايتي داخل روايتكِ

    [ .... وصمتا مطولاً]
    هناك شيءٌ ما قد جذبني بهذه الجملة ! حتى أطلتُ النظرَ بها

    [تشعرك بأنه سيقفز للحظة كالأرنب ليركض في شوارع المدينة بأكملها]
    ها أنتِ مجدداً تستخدمين الأسلوب المفضل لدي .. [ التشبيه ] |

    [ لمَ لاتأتي معي إلى شقتي؟]
    ابتدأت المشاكل ~

    [ سأتناول غدائي لاحقاً، قهوة؟]
    أشعرُ أنها مرتبكة ..

    [ أشعر أنهم كتلة من الجسد المصابة بداء الغرور]
    انا أشاركه الشعور ذاته !

    [ هو أن الآلهة]
    لا تعليق !

    بنهاية الفصل الأول .. كان انطباعي عنها هوَ أنّكِ أختي تعشقينَ اليابانيين بشكلٍ كبير
    لنْ أقوم بالتعليق على ذلك فلكِ أحقيةَ الكتابة كما تشائين ~

    الفصل الثاني ~

    [فركت كيكو كفيها لتمنحهما الدفء اللازم]
    يبدو أنه الشتآء ~ >> أحبّه !

    [شعرت كيكو بقلبها يعتصر من الوِحدة]
    أحدُ جملكِ التي نالت إعجابي ..

    [اتسعت عينا ميورا من شدة الدهشة]
    صدفةٌ خيرٌ من ألفِ ميعاد

    [ورائحة الأرض المعقمة بالمطهرات]
    لا أطيقُ هذه الرائحة !

    [لم يدرك ميورا السبب الذي دفعه لفعل ذلك]
    لكنني أعتقد أنني أعرفُ السبب وراء ذلك

    [هناك أيضاً أناسٌ كالفراشات، لا تجرؤ أبداً على الاقتراب منهم بالرغم من جاذبيتهم، كل ذلك خوفاً من أن تفسد أنانيتك جمالهم]
    لن أعلّق لشدّة إعجابي لطريقة تشبيهك ~

    حسناً لأكون صادقاً قرأتُ فقط لـ فراشة !
    وذلكَ لأنه طرأ أمرٌ ما لدي فلم أستطع إكمال القراءة
    سأحاول القراءة حينما أنهي ما طرأ ~
    انطباعي العام عن قصتكِ ..
    لديكِ أسلوب رائع في الكتابة وقد أعجبني لأنني أفضله !
    سأكون من المتابعين بإذن الله |
    شكراً
    اخر تعديل كان بواسطة » الروائي الصغير في يوم » 24-07-2011 عند الساعة » 21:25

  15. #14
    إقتباس الرسالة الأصلية كتبت بواسطة لغة الاشارة مشاهدة المشاركة
    حجز الأولى ... لي عودة قريبا !!

    ( لأكون صادقة .. ظننت أنك نور الجندلي فقد كتبت رواية تسمى : ذات الشتاء .. biggrin لنك ذلك لن يمنعني من قراءة روايتك أيتها المبدعة ) ..
    في انتظارك، ولا أخفيك أنني أصبت بشيء من خيبة الأمل عندما لم أجد ردوداً !
    لن تتصوري أنني حاولت التأكد أكثر من مرة عندما قرأت "المشاركة الأخيرة بواسطة لغة الإشارة".

    سبحان الله، لم اتوقع أن اختار عنواناً مشابهاً لكاتبة مثلها ^^"
    في انتظار تعقيبك.






    زهرة الثلج

  16. #15
    الروائي الصغير

    مرحباً ..
    أتمنى أن أكون متابعاً لقصتكِ التي جذبني عنوانها ..
    فأنا من محبّي فصل الشتآء biggrin
    مرحباً بك، اختيارك لاسمك موفق!
    أنا أيضاً من محبي فصل الشتاء، ففيه تكثر الرغبة للدف.

    [وتخللت أشعة الشمس أطراف شعره]
    كان وصفكِ رائعاً في هذه اللحظة !
    ^^
    [غادرها كما تغادر أوراق الشجرة أفرعها في فصل الخريف دون أسى]
    لقد أثرَ فيّ اختيارك للكلمات فلقد كان تشبيهاً لطيفاً
    شكراًللطفك، ..
    [ بل كان حبهما كلحظة من الإزهار التي مالبثت أن ذبلت لأنها لم ترتوي بالحب الكافي.]
    إني أحبّ التشبيه كثيراً .. ويبدو أنني وجدتُ غايتي داخل روايتكِ

    [تشعرك بأنه سيقفز للحظة كالأرنب ليركض في شوارع المدينة بأكملها]
    ها أنتِ مجدداً تستخدمين الأسلوب المفضل لدي .. [ التشبيه ] |
    شكراً جزيلاً لك، آمل أن أبقى عند حسن ظنك ^^
    [ أشعر أنهم كتلة من الجسد المصابة بداء الغرور]
    انا أشاركه الشعور ذاته !
    وأنا أيضاً .. .. حسناً .... اممم نوعاً ما tongue
    بنهاية الفصل الأول .. كان انطباعي عنها هوَ أنّكِ أختي تعشقينَ اليابانيين بشكلٍ كبير
    لنْ أقوم بالتعليق على ذلك فلكِ أحقيةَ الكتابة كما تشائين ~
    ميولي لليابانيين بدأت منذ الصغر، للحد الذي أطلقوا فيه علي لقب يابانيية عندما كنت في الثانية من عمري!
    كل ذلك بسبب اللغة التي ابتكرتها للتفاهم مع غيري !
    بالإضافة إلى تأثير قناة NHK مؤخراً nervous

    الفصل الثاني ~

    [فركت كيكو كفيها لتمنحهما الدفء اللازم]
    يبدو أنه الشتآء ~ >> أحبّه !
    ^_^
    [ورائحة الأرض المعقمة بالمطهرات]
    لا أطيقُ هذه الرائحة !
    إنها تروقني، تشعرني بأن المكان مطهر ونظيف
    [لم يدرك ميورا السبب الذي دفعه لفعل ذلك]
    لكنني أعتقد أنني أعرفُ السبب وراء ذلك
    حسناً لا تفسد متعة المجهول على ميورا biggrin
    [هناك أيضاً أناسٌ كالفراشات، لا تجرؤ أبداً على الاقتراب منهم بالرغم من جاذبيتهم، كل ذلك خوفاً من أن تفسد أنانيتك جمالهم]
    لن أعلّق لشدّة إعجابي لطريقة تشبيهك ~
    مرة أخرى أقف عاجزة عن التعبير. شكراً لك.

    حسناً لأكون صادقاً قرأتُ فقط لـ فراشة !
    وذلكَ لأنه طرأ أمرٌ ما لدي فلم أستطع إكمال القراءة
    سأحاول القراءة حينما أنهي ما طرأ ~
    في الانتظار، ^^
    انطباعي العام عن قصتكِ ..
    لديكِ أسلوب رائع في الكتابة وقد أعجبني لأنني أفضله !
    سأكون من المتابعين بإذن الله |
    أهلاً وسهلاً بكَ دوماً، سررتُ بردك المحفز، فشكراً جزيلاً لك من صميم قلبي.



  17. #16
    ها قد عدتُ لأكمل ما بدأتُ بهِ هنآ .. القرآءة ~
    سرّني أن اسمي قد أعجبكِ ||


    [وهي تحتسي كوباً من الشوكولاته الساخنة]
    smile

    [ توردت أمارات الحب في خديها]
    أعجبتني هذه الجملة ~

    [لايزال يتكرر ويتكرر كاسطوانة قديمة لاتستطيع الإتمام حتى المقطع التالي]
    biggrin .. التشبيه يعجبني بشدّة ..

    أحببتُ شخصيّة ميورا كثيراً
    لا أعلمُ لمَ ؟!
    لكني وجدتُ بهِ شيئاً ما مختلفاً عن كازوما وريوجي

    وبالطبع كيكو هيَ الحاصلة على المرتبة الأولى في محبّتي لها
    لها شخيّصة لافتة للانتباه ..

    أنتظر الفصل القادم على أحرّ من الجمر ~

  18. #17
    الروائي الصغير


    عوداً حميداً،
    أحببتُ شخصيّة ميورا كثيراً
    لا أعلمُ لمَ ؟!
    لكني وجدتُ بهِ شيئاً ما مختلفاً عن كازوما وريوجي
    ربما يعود السبب إلى أنني كشفت جزءاً من شخصيته قبلهما
    وبالطبع كيكو هيَ الحاصلة على المرتبة الأولى في محبّتي لها
    لها شخيّصة لافتة للانتباه ..
    لكنها لا تزال مخبأة .. قليلاً biggrin
    أنتظر الفصل القادم على أحرّ من الجمر ~
    بعد هذا الرد إن شاء الله


  19. #18
    الفصل [ 3 ]


    نهضت كيكو مبكراً على غير عادتها، فتحت ستارة غرفتها وحدقت بالسماء الملبدة بالغيوم، فركت رأسها متثائبة وتمطت حتى الاكتفاء "الجو غائم! وأمطار طوال ليلة البارحة" اقتربت من نافذتها وتحسست برودتها بيدها، قربت فمهما ونفخت لتتكثف ضبابة على زجاج النافذة، خربشت عليها سريعاً وتركتها مبتسمة.
    تلاشت صورة القلب الذي رسمته شيئاً فشيئاً.
    اغتسلت وبدلت ملابسها، استرقت النظر إلى ساعة يدها وهي تهم بالخروج من شقتها "لا يزال الوقت مبكراً، سأصل في الموعد"، وضعت كفيها في جيبي معطفها ومشت بحذائها الجلدي على الأرض التي بللها المطر، استنشقت عبق الهواء المختلط برذاذ المطر وملأت رئتيها بسعادة، وصلت إلى وجهتها المنشودة "محطة القطار" ومشت جيئة وذهاباً بترقب، ترفع نظرها لحظات إلى الشاشة لرؤية اسم القطار القادم وساعة وصوله، ثم تحول نظرها نحو المنتظرين على الكراسي وتشغل نفسها بالمشي مرة ثانية، ذاك محنٍ رأسه ليرتاح، وآخر يتفقد ساعة يده وهو يحمل حقيبة العمل في يده الأخرى، وامرأة متوسطة العمر تلف نفسها بشال دثير، والقائمة تطول، تسللت أمارات البهجة إلى وجهها عندما سمعت النداء بوصول القطار المنتظر، ثم تدريجياً تردد صوته مقترباً أكثر فأكثر.
    تسارعت دقات قلبها وهي ترى القطار يقف أمامها ويفتح أبوابه.


  20. #19
    أسى ..



    تغلق كيكو دفتر قائمة الطلبات وتوجه كلامها إلى النادلة: قهوة لكلينا إذا سمحتِ ..
    حدقت كيكو بصديقتها يوكا التي بدت يائسة للغاية، وقالت بتردد: يـ ... يوكا ... لم تطلعيني بالأمر كاملاً ... لماذا ؟ - أرخت كتفيها بعد أن شعرت بارتياح لاستجماع قواها وسؤال صديقتها –
    لم تجب يوكا فالتزمت كيكو الصمت، وصلت قهوة الفتاتين وظلت يوكا صامتة تحدق بانعكاس صورتها على الشراب البني أمامها: ماذا كنتِ لتفعلي؟
    رفعت كيكو نظرها سريعاً باهتمام فتابعت يوكا: انتهى الأمر – أخذت نفساً عميقاً – كل شيء – أشاحت برأسها واغرورقت عيناها بالدموع – صار من الماضي – اجهشت في البكاء –
    نهضت كيكو من مكانها وربتت على ظهر صديقتها برفق محاولة تهدئتها: يوكا، اهدئي .. اهدئي يا عزيزتي! – التفتت نحو موظفي المقهى وانحنت لهم معتذرة فلم يكن هنالك زبائن غيرهما – آسفة ... آسفة جداً .... – همست – تمالكي نفسكِ واشربي قليلاً من القهوة، ستشعرك بالدفء ...
    مسحت يوكا عينيها وشهقت وهي توميء برأسها.
    "هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها يوكا على هذه الحال!" فكرت كيكو مع نفسها وهي تراقب يوكا التي تحاول كبح دموعها "يوكا" علقت نظرها وهي تقرب كرسيها من كرسي صديقتها وتحثها على شرب القهوة: هيا يا عزيزتي.
    صديقتها يوكا فتاة ذات شخصية واثقة بنفسها كثيراً، تعرفت عليها في السنة الأخيرة من المرحلة الثانوية، وكتبَ لهما القدر أن يجتمعا في الكلية ايضاً لتدرسا التخصص ذاته، وبعد ثلاث سنوات من الجهد في دراسة الأدب تخرجتا معاً، كانت يوكا من النوع الذي ترسخ في رأسه المعلومة فوراً، ولاتحتاج لوقتِ طويل للدراسة للامتحانات كما كان الحال مع كيكو، فكانت تملك الوقت للخروج والتنزه مع صديقاتها الأخريات.
    "كيكو! أعرفكِ على تيتسويا! – ابتسمت يوكا بخجل وأمسكت بذراع الشاب – نحن نتواعد الآن" تذكرت كيكو كلمات يوكا السعيدة ووجها الساحر عندما اعترفت لها بأنها تحب تيتسويا "يقال أن المرأة تزداد جمالاً عندما تقع في الحب، وهكذا كانت يوكا جذابة، كل يوم تزداد جمالاً عن سابقه!" علقت نظرها على يوكا التي تحتسي القهوة ببطء "أما اليوم! فما أشد ألمها، شتان مابين حالتها اليوم وحالتها بالأمس".
    البارحة، اتصلت يوكا لتبلغ كيكو أنها قادمة إلى طوكيو مع قطار الصباح مبكراً، ولم تطلعها على سبب قدومها المفاجىء، لكنها عرفت ذلك عندما استقبلتها منذ لحظات في المحطة، وهو أنها انفصلت عن تيتسويا نهائياً، لم تتمكن كيكو من معرفة تفاصيل أخرى بعد اعترافها بما حدث، مخلفة كيكو حائرة لأنها لاتذكر أن يوكا قد شكت لها من أي شيء بينها وبين تيتسويا طوال فترة اتصالها بها!
    أمسكت كيكو بكوب قهوتها وارتشفت منه رشفة "كنت اتوقع أن يتقدم لخطبتها عما قريب، فهما يتواعدان لما يقارب العامين ونصف! كانا مناسبين تماماً لبعضهما البعض! مالذي حدث معهما ياترى!؟"
    انهت يوكا قهوتها دون كلام وقالت: كيكو، هلا أمهلتني بعض الوقت؟ - تسرب الألم إلى تعابير وجهها – لا أزال غير مصدقة لما حدث! لا استطيع ... أن ....
    لم تتابع يوكا كلامها فأومأت كيكو برأسها: لابأس عليكِ، نستطيع تأجيل الحديث للوقت الذي ترينه مناسباً، أ ترافقيني إلى شقتي؟ تستطيعين البقاء معي بالقدر الذي تريدين.
    نهضت الفتاتين وذهبتا إلى الشقة بهدوء، كانت يوكا تمشي وكأنها هيكل عظمي قد يهوي في أي لحظة، لذلك أمسكتها كيكو من ذراعها وقادتها برفقتها بصمت، أما كيكو ففي قرارة نفسها كانت تدرك مقدار الألم الذي حل يصديقتها العزيزة، لكنها عاجزة عن التعبير أو التخفيف عنها، كان كل مافعلته هو البقاء بقربها هادئة دون كلام.
    علقت كيكو معطفها، وأخذت معطف يوكا لتعلقه بجانبه: اجلسي على الكرسي وارتاحي، هل تريدين شيئاً آخر؟ فقط لاتشغلي بالكِ كثيراً ... اتفقنا؟
    كانت كيكو تحدث نفسها، وباءت كل محاولاتها لإخراج الكلمات من فم يوكا بالفشل، مر الوقت سريعاً دون نتائج، فقالت كيكو وهي تهم بالخروج: يوكا! لدي عملٌ الآن، هل ترغبين في مرافقتي للمكتبة؟ قد ترتاحين هناك أكثر، لمَ لاتأتين معي؟ اقرأي بعض الكتب كي تسليك.
    ترددت يوكا في الإجابة وهي تحدق بكيكو ثم قالت: التسجيل!
    لم تستوعب كيكو قول يوكا: ها؟
    - تسجيل الحفلات التي شاركتي فيها ... أنتِ – عدلت من وضعية جلستها – لا تزالين تحتفظين بها .... أ ليس كذلك؟ أرجوك ... أريد مشاهدتها ...
    دهشت كيكو من طلب صديقتها واومأت برأسها، اتجهت نحو الدرج ثم داهمتها فكرة بسرعة: مارأيك لو أخذتِ حاسبي المحمول والاسطوانات معكِ؟ - حملت اسطوانة– هل اختار لكِ واحدة؟ أم أنكِ تريدين حفلة معينة؟ تستطيعين الجلوس هناك ومتابعتها بهدوء، ولن تعارض السيدة موراساكي أبداً ....
    تمتمت يوكا: أريدها كلها....
    حملت كيكو الاسطوانات الثلاثة ووضعتها في حقيبة حاسبها المحمول وتأكدت من وضع سماعات الأذن أيضاً ثم انطلقت برفقة يوكا وذراعهما متشابكتان.

  21. #20
    استشارة

    في المكتبة، تعمدت كيكو أن تبقي يوكا جالسة في مكانٍ بعيد عن أنظار الزبائن، كي تشعر بالراحة أكثر، كانت تسترق النظر بين الحين والآخر لتجدها إما منكبة تشاهد الحفلات باهتمام، أو محنية رأسها لتمسح دموعها التي تغلبها.
    كلما أطلت عليها كيكو تتنهد بارتياح عندما تراها بخير، فشدة قلقها على صديقتها كانت توسوس لها بإقدام يوكا على الانتحار في أي لحظة، حاولت طرد هذا الفكر أكثر من مرة من رأسها لكنها لاتفتىء إلا أن تقلق عليها أكثر فأكثر "كلما رأيتها أشعر أن روحها فارقت جسدها! وكأن روحها قد نفذت الانتحار وانتهت! ولم يتبقى سوى جسدها الخالي من تعابير الحياة"
    "تيتسويا! مالذي حدث بينكَ وبين يوكا بالضبط؟" أمسكت بهاتفها المحمول، واستأذنت السيدة موراساكي بالخروج لاستعمال الهاتف قليلاً، عبثت بهاتفها وهي تبحث عن اسم بين القائمة ثم توقفت وهي تحدق بالاسم "تيتسويا"، "هل سيجيب على اتصالي؟" همت بالضغط على زر الاتصال "لكن لحظة، ماذا لو أجاب؟ مالذي سأقوله له؟" عدلت عن رأيها متنهدة ثم أمسكت بهاتفها بإحكام "لا اطيق الصبر، سأرسل له رسالة! إن أجاب كان بها وإلا فليكن ما يكون" ضغطت سريعاً على مفاتيح هاتفها ثم ضغطت على زر "إرسال".
    تنهدت واستندت على الحائط وهي تراقب زوجين يمشيان في الشارع المقابل، شردت بذهنها وهي تفكر "لماذا يقع الناس في الحب؟ لماذا يميل أحدنا إلى الجنس الآخر؟ نشعر بالسعادة عندما يكونون بجانبنا ونحب اهتمامهم بنا، وبعدها نتحطم عندما نفترق!"
    اتسعت عيناها عندما تذكرت ريوجي فأسرعت بالاتصال به، رن الهاتف مطولاً وكيكو تهز قدمها بارتباك.
    - كيكو؟ مرحباً !!
    - آآه! ريوجي! آسفة على الازعاج!! هل أنتَ مشغول؟
    - كلا! خرجت منذ فترة من الاستديو، وأنا الآن في محل للالكترونيات... ميورا وكازوما يسجلان أول أغاني ألبومنا القادم، محمس أ ليس كذلك؟
    - أجل، .......... ريوجي؟
    - ماذا هناك؟
    - آ – فركت جبينها مترددة - ... كيف تداوي قلباً محطماً؟!
    تلعثم ريوجي: قـ ... قلباً .... ماذا ؟!
    اعتذرت كيكو سريعاً: أعرف أن سؤالي غريب جداً لكن أرجوك احتاج لمساعدتك!!!
    احمر وجه ريوجي وقال: كيكو؟ هل ..... – همس - هل هي أنتِ؟
    صاحت كيكو معترضة: لاااااااااااا!!! إنها صديقتي – انخفض صوتها – ...... أعز صديقاتي ...
    فرك ريوجي رأسه باضطراب وتقلصت تعابير وجهه وهو يفكر: امممممممم .. آ ... بصراحة لا أعرف!
    استندت كيكو على الحائط: لماذا؟ أ لم يحصل معكَ هذا قبلاً ؟!
    - لااا !! أعني ..... – صمت قليلاً – حسناً ..... حصل عندما كنت مراهقا؟ - تنهد – لكن ...
    - اها ...
    - لن تجدي المحاولات الأخرى نفعاً، ... – صمت للحظة – الأمر يعتمد على الشخص ذاته، أعني صاحب القلب المحطم .. ييييه ! كيكو! لا أعرف لسؤالك إجابة !!
    أحنت كيكو رأسها ثم رفعته متنهدة: قـ .. قمتُ باصطحابها معي إلى المكتبة، لتغير المكان فقط فلربما تحسنت حالتها إن خرجت ... اممم ... لكن لا أدري ..
    - كل شيء سيكون على ما يرام، ابقي بجانبها فقط ومؤكد ستتعافى ! آسف.. علي أن أغلق الخط، هناك اتصال آخر ... حسناً ؟
    - إلى اللقاء إذن .....
    - أراكِ قريباً ....
    أقفلت الخط وعادت إلى الداخل حتى انتهى موعد الدوام.


الصفحة رقم 1 من 8 123 ... الأخيرةالأخيرة

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter