في مساء يومٍ ملبدٍ بالغيوم ..
حجبت تلك الغيوم ضوءَ القمر ..
و كُبل جسدي ..
بأغلال الأدمعِ الصارمة!
و ألقيتُ كقطعة زجاج ..
حطت عليها الأتربة و الغبار ..
في زنزانة الأحزان!
رمتني الحياة في تلك الزنزانة ..
و من دون رحمة أو شفقة ..
أوصدت كل أبواب الفرح في وجهي!
فأدمت فؤادي الصغير ..
و لم تلتفت للوراء!
و غدوتُ أستغيث برب الأكوان ..
صحتُ ..
إلهي ..
إلهي ..
هكذا كنتُ أقولها ..
بصوتي الأنثوي الشجيّ!
فسالت أدمعي ..
و لم سالت؟!
ألوحشة الظلام أم لوحشة الحياة؟!
ألوحشة الأحزان أم لوحشة الهموم؟!
و رحتُ أكتب ..
بدماء فؤادي ..
وصيتي من بعد الممات!
و صرختُ بأعلى صوتي ..
أما من مغيث؟!
أما من مغيثٍ يخرجني من هذه النكبة؟!
و لم أسمع ..
سوى صدى صوتي!
فحاولت الحراك ..
فلعلني أنجد نفسي ..
و لكنني لم أستطع!
فظللت في مكاني ..
موجمةً بلا حراك!
ثم بعد برهةٍ رحتُ أنوح ..
متى ستذهب روحي إلى خالق الروح؟!
لتزول من قلبي كل الجروح ..
أيا حبيبتي هلمي إليّ لأشاطركِ همومي ..
فإني لستُ لغيركِ سأبوح!
هلمي إليّ ..
بشاشكِ الأبيض ..
ناصع البياض!
و أزيلي عتمة ليلٍ ..
حالك السواد!
إلهي ..
إلهي ..
ألغيركَ أناجي؟!
ماذا أصنع برميم ما صنعت؟!
فقد جنيت ما جنيت بنفسي ..
و لم يجنهِ غيري!
إلهي ..
هب لي بريح تحملُ وصيتي على وجنتيها!
هب لي بريح تداوي أندابي!
هب لي بريح تأخذ روحي إليك!!!
المفضلات