يا هَوَايَا
وَعَلى بَابِ المَدِينه
عَلَّقوا سِفرَ الرِّوَايَه
أعُذُرِيني ... أعذُريني يا صَغِيرَه
أعذُريني ، فالهَدِيَّه
صَادَرُوُهَا ، مِن جرابي ، وَالحَقِيبه
وَثِيَابي ، وَحُرُفي ، والمَتَاعَا
إفهَمِيني ، كيفَ لَم أُعطِ القَضِيَّه
غَيرَ صَمتِ الجَمر ِ ، في صَخرِ زِنادِه
وانتِظَارِ الحاقِدِ المَهزُومِ ، في لَيلِ الهَزِيمَه
---
قالَ لي الحُرّاسُ ... أكتُب
أنَّ مِن أحفَادِ نيرونَ مَلائِك
صِحتُ – كالمَطعُونِ – في الحُرَّاسِ : أَرفُض !
.. فَهَوَى الصَّخرُ عَلى صَدري ثقِيلاً وَ ثَقِيلاً
هَمجيّاً هَمجيّاً .. بَربريَّاً
وأحتَوَى القَيدُ يَدَيَّا
آهِ يَا حَلاّجَ هذا العَصرِ .. أصمُد
وَإذا ألقَاكَ ، في السِجنِ ، الخَليِفَه
وَإذَا في الجُبِّ لاقَيتَ " حنيفَه "
قُل لَه .. " وَصفَاءُ " مَا عَادَت وصيفَه
قَتَلوُهَا .. وَهيَ تَتلوُ سُورَة " النُّورِ " صَبَاحَا
قَتَلوُهَا وَهيَ تُعلِنُ :
يُولَدُ الإنسَانُ مِن أعماقِ مَوتِه .!
---
عَائِدٌ شِعرِي إلى لَيلِ المَدِينَه
يشعل النِيرانَ .. قِندِيلَ مَحَبَّه
يَزرَعُ الخِصبَ ببستانِ اليَتَامى
يُلبسُ الأطفَالَ ، في العِيدِ ، رِدَاءَه
---
مُبحر في زَورَقِ الرَّفضِ ، فَعُودِي يَا صَبيَّه
شَامَةُ الحِقدِ ، عَلَى زِندِى ، حُروُفٌ عَرَبيَّه
كُلَّمَا – في الحَيِّ – لاحَت
كُلَّمَا لاحَت تَهَاوِيلُ الجَريمَه ..!
كُلَّمَا مَرَّت جَنَازَاتُ النَدَامَه
وَرَأى الجَلاّدُ وَعدِي ، في تَبَاشِيرِ القِيَامَه
وَرَآني عاَبراً جسرَ المَنِيَّه
كُلَّمَا ناحَت عَلَى بُرجٍ حَمَامَه
فَاسمَعِينِي ...
إسمَعِينِي عَازِفاً لَحنَ التَنَادِي
وَاعلَمِي أنَّ عِنادِي
فَوقَ جِسرِ الدَّمِ ــ
آت كالغمامَه !.
المفضلات