نزهة في طرائف الحكمة.....
........................................أهلين..... ....................................
اليوم عندي قصص وطرائف اتمنى تنال الاعجاب وتستاثر ولو بالقليل من اهتمامكن.........
كان جحا ماشيا في البادية وكان جائعاًفرأى اعرابياً ومعه طعام فتقدم اليه وكان
طامعا في أن يدعوه للأكل . ولكن الاعرابي قال:
_من أين أقبلت يابن العم؟
_من الثنية.
_هل أتيتنا منها بخير؟
_سل عما بدا لك.
_كيف علمك بحيّيّ؟
_أحسن العلم.
_هل لك علم بكلبي (نقاع)؟
_حارس الحيّ...لا يستطيع أحد أن يقربه من قوته وشدته.
_فكيف علمك بأم عثمان؟
_بخ بخ..ومن مثل أم عثمان ؟ لا تدخل من الباب الا متبخترة بالثياب المعصفرات
مثل الطاووس.
_وكيف ابني عثمان.؟
_وأبيك !أنه شبل الاسد و يلعب بالكرة مع الصبيان..
_وكيف جملنا السقاء؟
_ان سنامه ليخرج من الغبيط.
_وكيف دارنا الان ؟
_وأبيك ! انها الخصيبة الجنان . عامرة الفناء. كأنها دار النعمان.
فقام عنده وجلس ناحيته يأكل مطمئناًبما سمعه . ولا يدعوه للأكل معه . فمر كلب
فصاح به الاعرابي وقال:
_يا ابن العم !أين هذا الكلب من نقاع.
_يا أسفي على نقاع!مات وقد كثر السارق في الحي بعد موته .(قول جحا)....
_الاعرابي : وما سبب موته؟!
_جحا :أكل من لحم الجمل السقاء فاغتص بعظم منه فمات.
_الاعرابي :إنا لله . أوقد مات الجمل ؟ فما أماته؟
_عثر بقبر أم عثمان فانكسرت رجله.
_الاعرابي:ويل أمك !أماتت أم عثمان ؟!
_جحا:أي والله !أماتها الاسف على عثمان.
_الاعرابي: ويللك!امات عثمان؟!
_جحا:أي وعهد الله! سقطت الدار عليه.
_وهل هدمت الدار ؟!
_نعم ونهبوا جميع ما فيها حتى الطوب والخشب .
فرمى الاعرابي بطعامه ونثره وأقبل ينتف لحيته ويقول :
_الى أين أذهب ؟
فرد جحا:الى النار.
ثم أقبل جحا يلتقط الطعام ويأكله ويهزاء به ويضحك ويقول:
_لا أرغم الله الا أنف الئام..
قصة اخرى:
خطر لجحا في شهر رمضان ان يشتري جرة وان يضع كل يوم يمضي من الشهر
حصاة في الجرة كي لا يغلط بحساب الايام ولا يتكل في ايام صومه على حساب الناس
فلم تمض بضعة ايام حتى لاحظت ابنته الصغيرة ما يفعله والدها فدفعها حب التقليد
ان تخفف عن والدها هذا العمل فاتت من الحصى بما يملاء يدها والقت بها في
الجرة فجاء يوم اختلف فيه بعض زائريه على عدد الايام الماضية من الشهر
المبارك فقال :
_ انتظروني اني اتيكم بالقول الفصل.
ثم قصد جحا داره وافرغ ما في الجرة فبلغت الحصى مائة وعشرين فاستعظم العدد
فقال:
_لو اخبرتهم عن العدد لحسبوني ابلهاً. ولكني اقسم العدد الى قسمين.
ثم خرج وقال لهم:
_هذا هو اليوم الستون من الشهر.
فضحكوا وقالو :
_ومتى كان الشهر يزيد على الثلاثين؟!
الغرض من وراء سردي لهذه الطرائف شيء واحد هو...
ان القلوب تمل كما تمل الابدان فابتغوا لها طرائف الحكم.....
وبعد كل ذلك طرائف الحكمة وسيلة رائعة للا نس والتدوق الفني والترفيه عن
النفس وفيها عبر ودروس ومواعظ وجدب وتاثير...
فالطرائف هي واحة ادبية رائعة احببت ان تتنزهوا فيها مثلما تستمتعوا بقرائة
النكت كذلك طرائف الحكمة....
اوراق الورد
اضافة رد مع اقتباس
المفضلات