نافذة مفتوحة وستارة بيضاء ترفرف في الغرفة و أنا اجلس على كرسي خشبي وقد وضعت يدي على خدي ونظرت إلى الستارة وتخيلتها جناحي لحمامة السلام المخطوفة لم تطل فترة نظري لتلك الستارة البيضاء الحرة و اتجهت بنظري الصامت إلى مزهرية كنت قد حصلت عليها من احد الأعراس في غزة حيث اعتاد الناس هناك على توزيع مثل هذه المزهرية في الأعراس ولكنها تختلف عن جميع تلك المزهريات فهذه المزهرية احتضنت مجموعة من الأزهار المختلفة في ألوانها وأشكالها، أخذت أحدق في الواحدة بعد الواحدة الحمراء والزهرية والصفراء والبنفسجية و الخ من ألوان الأزهار وكل زهرة تذكرني بشيء ما أو بذكرى في حياتي أو توحي لي بشعور ما مثلا هذه أشعرتني بالحزن وغيرها أشعرتني برغبة بالابتسامة وأخرى بالكآبة حتى لفتت نظري وردة بيضاء شعرت أنها مغرورة وقفت واقتربت منها ومسكتها وأخرجتها من المزهرية كنت خائفة من الأشواك التي تحيط بها ولكنها ضمت إبهام يدي بأوراقها اليانعة الخضراء كأنها تطمئنني شعرت بالحنان والدفء يغمرني فربما طمعت بالمزيد من هذا الشعور فقبضت بقوة على هيكلها الأخضر و شعرت بأشواكها تخترق كف يدي ولكني لم اهتم لتلك الآلام و السبب شعوري بشيء انتزع من تلك الوردة وقد انحنت لتلامس أوراقها الناعمة أطراف أصابعي وبعد لحظات بدأت أوراقها بالدبلان (التشقق و الاصفرار) وكأني قد فهمت أنه ماتت شعرت بأني قاتلة وأني أنا من قتلها وضعتها على الطاولة وقد امتلأ كفي بالدماء كنت اعرف أنها دمائي شعرت بقوة تلك الوردة التي جرحتني كل هذي الجروح قبل أن اقتلها ولست قادرة على التصديق إلا أن هذه الدماء دماء تلك الوردة وليست دمائي نظرت بمقلة غطى عليها من الدمع الظليل إلى بقية الأزهار فوجدتها جميعها قد ماتت انتثرت دموعي على خدي ودمائي قد لوثت ثوبي أخرجت الأزهار من المزهرية ونظرت إلى داخلها فوجدت أن لا ماء فيها وكأني هكذا أجد سببا مقنعا يجعلني ابرر نفسي بأني لست القاتلة ضمدت جروح يدي بسرعة وخرجت للحديقة اجمع الزهور من جديـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــد
اتمنى ان تعجبكم
المفضلات