آرثر كونان دويل:
ذات يوم من عام 1907,طلبت إحدى السيدات من السير آرثر كونان دويل نصيحة تحرية,قائلة إن نسيبها المفضل اختفى قبل أسابيع في لندن,و قد حير لغزه الشرطة من غير أن تعرف ماذا حل به!
قرر دويل أن يستلم القضية كما اعتاد أن يفعل بين الحين و الآخر,فنجح في غضون ساعة في حل اللغز من دون أن يبرح مكانه.استطاع دويل فك اللغز بهذه السرعة بمجرد"بحث المسألة من منظار السيد هولمز".
لقد أثبتت هذه الطرفة أن ثمة نفحة من روح شيرلوك هولمز في آرثر كونان دويل.فهو شأنه شأن شخصية بارزة, متنبه لأدنى التفاصيل, و يتمتع بمخيلة واسعة و خبرة اجتماعية و فكرية غنية و ميل إلى الدراما.و الأهم من ذلك قدراته اللاذعة و التحليلية.و هو لم يكتسب قدراته التحليلية عن طريق الصدفة,بل ساعدته في ذلك دراسته و خبرته المهنية,في سنوات الدراسة المدرسية الثمان أولا و سنوات دراسة الطب الخمس في جامعة أدنبرة ثانيا.و قد مارس بعد تخرجه من الجامعة الطب لمدة عشر سنوات,قبل أن يتفرغ للكتابة و يبدو أن تدريبه الطبي كان وراء تصوره الخاص لشيرلوك هولمز كرجل تحريات علمي يحل القضايا بناء على قدراته الخاصة,و كمفتش يتقن المبادئ التحليلية و أهمية التفاصيل.و يتطلب التشخيص الطبي الدقيق (التحري) القدرة على التحليل المنطقي و عين الطبيب الخبرية لملاحظة العوارض الكامنة وراء المرض.و كما كتب أحد أساتذة كونان دويل في أدنبرة"أن رؤية الاختلاف البسيطة و تقديرها بدقة و حكمه هي العامل الحاسم في إجراء تشخيص طبي ناجح.
شيرلوك هولمز:
ظهر شيرلوك هولمز,أول رجل تحري إستشاري غير رسمي في العالم الأدبي الإنجليزي قبل نحو قرن تقريبا,و سرعان ما فرض نفسه في الثقافة الإنجليزية عامة و أصبح أحد أشهر الشخصيات الأدبية,و ما زال يحتفظ بهذه المكانة حتى اليوم.
و الصورة المتداولة عنه هي صورة رجل طويل القامة,نحيل الوجه,بهي الطلعة,يعتمر قبعة خاتل الأيائل,و في فمه غليون و على كتفه كاب.
قصص شيرلوك هولمز:
كانت قصص شيرلوك هولمز الأولى دراسة في اللون القرمزي" قد نشرت في "نشرة بيتون الميلادية السنوية" beeton's Christmas annual عام 1887 مقابل بدل أتعاب قليل,لكن أحد قرائها,و هو ناشر مجلة شهرية,حضر إلى لندن لإبرام عقد مع كونان دويل و أوسكار وايلد حول كتب جديدة.فألف دويل قصة ثانية "علامة الأربعة" 1890.
في السنة التالية,أقفل دويل عيادته في ساوثسي و إنتقل إلى لندن حيث أمضى معظم أوقاته في كتابة القصص لمجلة ستراند الشهرية.و سرعان مت تخلى عن مهنته ليتفرغ للكتابة.و هكذا عرض على المجلة قصتين جديدتين "فضيحة في بوهيميا" و "عصبة الرؤوس الحمراء".و قد طالب الناشر بأربع قصص إضافية كانت باكورة السلسلة "مغامرات شيرلوك هولمز" 1892.و لاقت القصص رواجا كبيرا فطالبت المجلة بالمزيد منها.
حتى أن المجلة وافقت على دفع بدل مرتفع للحصول على 12 قصة إضافية بين 1892-1983 لكن دويل قرر في قصة "المشكلة الأخيرة" أن يضع حدا لوجود بطله.
الواقع أن هولمز احتجب عن الظهور مدة ثمان سنوات حتى قرر دويل إعادة إحيائه عام 1901 كبطل للغز جديد بدأ يحيكه منذ مدة و قد لاقى نجاحا واسعا.
ظل هولمز يظهر بعد عودته في مغامرات جديدة لعقدين إضافيين.فألف دويل رواية رابعة و أخيرة "وادي الخوف" 1915 إضافة إلى نشر قصص شيرلوك هولمز في مجلة ستراند حتى عام 1927.
من المضحك أنه عندما درس الدكتور واتسون حدود إمكانيات شيرلوك هولمز وجد الآتي:
1-معرفته في الأدب-صفر.
2-معرفته في الفلسفة-صفر.
3-معرفته في علم الفلك-صفر.
4-معرفته في العلوم السياسية-ضعيفة.
5-معرفته في علم النبات-متقلبة.
6-معرفته في الجيولوجيا-عملية لكن محدودة.
7-معرفته في الكيمياء-عميقة.
8-معرفته في علم التشريح-دقيقة لكن مجتزئة.
9-معرفته في أدب التشويق-هائلة.يبدو أنه يعرف أدنى التفاصيل في أي فظاعة ارتكبت في عصره.
ملاحظة:-
من يود مني أن أكتب قصص لشيرلوك هولمز بطريقة أسبوعية فأنا حاضر و لكن لن أبدأ بكتابة القصص حتى يصل عدد الراغبين في ذلك إلى 20 فما فوق.
مع خالص تحياتي
و اعذروني على الإطالة
اضافة رد مع اقتباس
المفضلات