طال انتظارك ايها الدفء
تحت سماء صافية زرقاء وطيور أعلنت العودة إلى وطنها وقد أوصلت أصوات زقزقتها إلى نافذة صغيرة تخترقها رائحة الأزهار وضوء الشمس لتصل لفتاة نثرت شعرها الذهبي على سرير بالي فتحت عينيها اللتان ملكا لونا ملك لون موج البحر على شطآن قريتها الجميلة أخذت تمسك أوراقا صغيرة قد ثنتها بأصابعها الصغيرة الرقيقة بشكل أشبه بمراوح تخيلتها لتجمعها وتتخيل نفسها أميرة قريتها التي ليس لها أميرة.
وقفت الفتاة على قدميها النحيلتين واتجهت إلى صنبور المياه وغسلت وجهها الصغير ووضعت منديلا صغيرا على رأسها وقد انساب شعرها ليصل إلى ظهرها لتعلن بدأ نهار جديد نظرت الفتاة إلى باب الغرفة الخشبي لتجد صورة عائلية قد علقت بمسمار قصير بشكل اعوج فيها امرأة ابتسمت ابتسامة عريضة ورجلا أغمض عينيه من شدة الضحك وفتاة قد تربعت والسيدة قد جلست خلفها نصف جلسة وقد ملست على شعرها وولدا صغيرا قد ركز نظره على شطائر لذيذة وقبل أن تقبل الصورة سمعت أصوات انفجارات جعلتها تلقي الصورة من يديها وتتجه إلى النافذة لترى سماءها الزرقاء حمراء وصراخ أطفال ونساء أما هي فلم تستطع الصراخ لأنها فقدت صوتها خوفا عند أخر اجتياح لبيتها حين قرر الجيش قتل جميع أفراد الأسرة و كانت إرادة الله أن تنجو وأن تفقد صوتها فهي صحيح لا تستطيع الصراخ لكنها استطاعت البكاء وسرعان ما انهالت دمعتها مسحتها بقوة دون تردد جالت الفتاة نظرها في القرية لم يعد احد في الشارع والرصاص قد اخترق جدران المنزل المقابل للمنزل المهجور الذي هو أشبه بسجن صاحب نافذة واحدة صغيرة والنيران قد أكلت كل شيء في القرية والكل هرب ومن مات مات وهي تنتظر تريد أن تعرف ماذا سيحصل بعد ذلك حتى وفجأة سمعت صوتا يقترب منها ورأت نيرانا تتجه إلى عينيها وهي ابتسمت حتى اصطدمت فيها تلك النيران وغطى ركام غرفتها الصغيرة جثتها الرقيقة لتدفئها من برد الزمان التي عاشت سنينا لانتظار هذا الدفء ……
ارجو ان تحصل قصتي على اعجابكم و شكرا
المفضلات