كان فنجاني
كان فنجاني صافيا.. مضيئا..
لا غبار فيه .. لا حكايات تروى ولا حتى غيوم
لا أمطار غزيرة او قليلة
ابيض لا تشوبه اي انفعالات
كان كصاحبته .. ناعم رقيق..
اختنقت قارئة فنجاني
خنقتها بعض العبارات
فلا تعبير يروي فنجاني
ولا بعض الكلمات..
سافرت بي طافت بلدان احلامي
شوقتني لخيالاتي القديمة التي قد نسيتها..
مررنا بانهار وبحور وتلال..
عبرنا اليابس والاخضر.. عبرنا الجبال
بنت لي قصورا خرافية مسحورة..
ومملكة من جمــــال
عاندت وأصرت على أنني
سأتوج ملكة على قلب اميري..
قريبا جدا..
وسأكون حبه الأول والأخير..
وسيبحث لي عن جزيرة بعيدة مهجورة..
يعمرها ويكتبها لي وحدي..
هدية في عيد ميلادي..
قالت بأني محظوظة جدا..
وقدري سيحملني على كتفيه وسيطير..
سأتمنى .. وكل ما اتمناه يصير..
وإني إن لم يخب ظنها.. نجمة سأكون
وساعوم في بحر كل العيون..
وإن لم التقي بمن احب
سيعجب بي كل الحاضرون
وأضحك من كل ذاك الهراء
واعرف أن كل ما قالته لن يكون
كل العرافات هكذا يؤلفون ويؤلفون
كما قال سبحانه:... كذبوا ولو صدق المنجمون..
وواصلت في الحديث عن عالم الجنون
وأخرجت من معطفها زمردة
براقة ملونة
تعكس الوان الطيف والانجم الاربعة
سبقتها القول..
لا تقولي انها حجرة تظهر لنا عالم الغيوب
ولاتكذبي علي مرة ثانية..
فانا امراة لست بجاهلة..
فردت: لا تستعجلي.. انه لونك المفضـــل..
وأميرك له عيناوان بنفس اللون
لا تستهزئي فعندما ترينه ستقولين
أمرك يا ملكي المبجـــــــل..
لا تعاندي قلت ان الحظ سيحالفك
وإن قدرك حمام أبيض مزجـــل..
واضحك عليها مرة ثانية..
واهمس في اذني صديقتي
هل سمعتي ما قالت يا حلوتي..
انها تحاول ان تنسيني همومي
ولا تمل المحاولة..
فأميري رحل منذ زمن طويل
ولا شيء يحرضه على الرجوع
وحنين نسي معنى الحنين
وانا متمالكة نفسي..
ومن شدة الصدمة أخاف الوقوع..
فقد اغراه زمان اخر ونسي كلماته لي
نسي كم كنت احبه..
نسي معنى الرجوع
فلا تحاولي يا حبيبتي اقناعي
باشياء قد نسيتها
لا تحاولي ان تغيري الموضوع
ساعطيك ثمن اتعابك
ساعطيك كل ما تطلبين
لكن لا تقنعيني ابدا
ان حظي حمام أبيض يرفض للغزاة الخشوع..
المفضلات