- لما امي .. ما السبب ..؟
رددت هذي الكلمات وهي تحاول الرؤية من خلال دموعها اللتي بللت وجهها بالكامل ..
لم تعد تتحمل ما يحدث .. كان هناك ضوضاء .. تريد الهروب لمكان بعيد لترتب أحزانها.. لترى ما
حدث لها اليوم .. استدارت وهربت من القاعه .. صرخت امها خلفها بينما سمعت هي اقدامهم خلفها دخلت احدى الغرف اللتي وجدتها في طريقها .. لم ترد ان ترى احد .. سوف يبدءون بإقناعها بأسباب سخيفة ..
ان كانت امها تريد الزواج فلتذهب الى حيث تريد .. فليذهب الجميع الى الجحيم لن يهمها بعد الان .
.. جلست في زواية الغرفه اللتي دخلتها .. كانت دموعها تجعل من الرؤية سيئه للغاية ..
اخفضت صوتها وهي تبكي .. لم تكن تريد منهم ان يسمعوها .. حاولت ان تأخذ نفسا عميقا كي
تكف عن البكاء ولكن دموعها كانت لا تكاد ان تتوقف حتى تهطر من جديد .. كلما
فكرت انها ستبقى وحيده .. تبكي بحرقه اكثر .. سمعت شيئا يتحرك فخافت في البدايه ..
حاولت مسح دموعها لترى من يقف امامها .. بدى المنظر مشوشا .. الغرفه تغط في الضلام ..
ولكن هناك شخص صغير يقف امامها .. كانت تشهق من البكاء وهي تحاول
ان تهدء .. - ما بكِ ..؟
بدى الصوت قلقا بعض الشيء .. عرفت انه جون .. يبدو انها دخلت غرفته وايقضته ..
تكلمت من بين شهقاتها .. - انا .. اسـ..ـفه ... لم اكن اعرف انها غرفتك ..
كانت تبدو مسكينه جدا .. و محطمه كليا .. اشفق جون عليها فتقدم منها وهو مستغرب..
_ لا عليكِ ..
رفعت عيناها له وهي تكاد تنفجر .. اغلقت وجهها بيديها وبدأت بالبكاء مجددا ..
_ انتي كبيره .. اليس من المفروض الا تبكي ..؟
لم تجب عليه .. انزعج جون لانها تبكي وهو لا يعرف السبب .. - كفاكي بكاء ..
نظرت له بسرعه وهي تمسح دموعها .. يبدو انها خجلت منه الان ..
_ هيا قولي ماذا حدث ..؟
عندما سألها تذكرت اخر مره تحدثا فيها .. حدقت في عينيه وهي تتذكر جملته ..
( أمك سوف تتركك ).. هذا ما قاله في تلك المره ..
_ انت تعرف .. اليس كذلك ..
قالتها بتأنيب وكأنها تعاتبه .. - اعرف ماذا ..؟
بدى مستغربا منها ..
_ لقد قلت لي ان امي سوف تتركني .. اذن انت تعرف ..
_ اااه ..
استدار ليجلس بقربها واسند ضهره للحائط .. - هل قالو لك ..؟
_ لا لم يقولو .. انا عرفت
وقفت وهي تقترب من النافذه .. ضلت تنظر للقمر اللذي كان ملبد بين الغيوم ..
كان الليل يبدو مخيفا .. توقفت عن البكاء الان وهي تشعر بالانهيار ..
_ لم انتي حزينه جدا .. ماذا ان تزوجت امك ..؟
استدارت لتنظر له .. كان يشعر انها لا تراه .. نظرتها بدت فارغه جدا ..
اكمل وهو يتكلم وكأنه شخص بالغ - الاهل دائما هكذا .. عندما يريدون فعل شيء
لا يفكرون سوى بسعادتهم ..
_ ولكن امي تحبني .. امي لا تفعل شيء يجعلني حزينه ..
_ ومن اجل من انتي حزينه الان .. من اللذي جعلك تبكين ..اليست امك؟
_ تتكلم وكأنك كبير ..
_ انا كبير ..
عادت النبره الطفوليه لصوته عندما بدى منزعج من كلامها ..
ابتسمت له بحزن - نعم انت كبير ..
_ هل انتهيتي من البكاء ..؟
كان سؤاله بريئ ومضحك في نفس الوقت .. لقد سأل بخجل وكأنه لا يريد ان يذكرها بشيء ..
نظرت له قليلا وقالت وهي تستدير لتخرج من الغرفه - نعم .. اعتقد ان البكاء لا يفعل شيء
لقد تعبت .. بكيت اليوم كثيرا .. سأذهب لارتاح ..
_ سوف يكونون في الخارج ..
قالها بهدوء قبل ان تفتح باب غرفته لتخرج فعادت لتنظر له وقالت ..
_ لن اهتم .. ليكونوا في اي مكان .. لم اعد اتحمل ان اكون الحمقاء في هذا المنزل ..
ابتسمت له وفتحت الباب وخرجت ..
كانت تنظر للأرظ وهي تقفل الباب خلفها .. رفعت رأسها لتستند على الباب و تأخذ نفس عميق
فتعثرت من ما رأت امامها .. نظرت بصدمه له وهو يستند امام باب جون على الحائط ..
يبدو ادوارد منزعج .. كان يريد ان يقول شيء قبل ان يسمعا صوت اقدام ويلتفتان ..
كانت كلارا من اتت .. انزعجت كلوديا منها ومن نفسها اكثر .. بدت الفتاة قلقه على كلوديا ..
اقتربت منها وهي تتكلم بهدوء ولطف شديد - امك حزينه جدا من اجلك .. انها تبكي ..
يجب عليك ان تذهبي لتهدئيها .. هي خائفه جدا عليك .
مع ان كلماتها كانت لطيفه و تضهر مدا قلقها على ام كلوديا لم يأثر هذا في كلوديا ..
انها لا تحب هذي الفتاة .. لا تستطيع سوى ان تنزعج منها ..
نظرت كلوديا لها بعيون لم تحمل اي معنى و قالت بهدوء - سأذهب لغرفتي ..
لم تستدر لتنظر لأدوارد .. خافت ان تضعف وتبكي .. سارت بسرعه وهي تحاول
الابتعاد عن مكان وجودهم معاً .. لا تريد ان ترا هذا الثنائي بعد الان .. لما بدى الان يهتم لأمرها
و يضهر لها في كل مكان .. الان بعد ان بدأت تجبر نفسها على نسيانه .. هل يحب ان يجعل
كل شيء صعب بالنسبه لها .. عندما كانت تريد رؤيته كان يتغيب عن البيت بأستمرار ..
بينما الان بدأ يتواجد في كل مكان .. هو وتلك الفتاة .. خطيبته ..
وصلت للباب الخلفي .. لم تلتقي بأحد في الطريق .. اين يمكن ان يكونو ..
اراحها هذا كثيرا فهي لم ترد الشجار مجددا ولا البكاء ..
عندما خرجت لتذهب لغرفتها كانوا جميعا هناك .. يجلسون في الخارج ..
ضلت واقفه وهي تمسك بمقبض الباب وتنظر لهم .. لم ينتبه احد لها ..
كان الجميع مشغول بتهدأت روزا .. ذاك الرجل ايضا .. المدعو دانيال
المفضلات