الصفحة رقم 3 من 13 البدايةالبداية 12345 ... الأخيرةالأخيرة
مشاهدة النتائج 41 الى 60 من 250
  1. #41
    - لما امي .. ما السبب ..؟
    رددت هذي الكلمات وهي تحاول الرؤية من خلال دموعها اللتي بللت وجهها بالكامل ..

    لم تعد تتحمل ما يحدث .. كان هناك ضوضاء .. تريد الهروب لمكان بعيد لترتب أحزانها.. لترى ما
    حدث لها اليوم .. استدارت وهربت من القاعه .. صرخت امها خلفها بينما سمعت هي اقدامهم خلفها دخلت احدى الغرف اللتي وجدتها في طريقها .. لم ترد ان ترى احد .. سوف يبدءون بإقناعها بأسباب سخيفة ..
    ان كانت امها تريد الزواج فلتذهب الى حيث تريد .. فليذهب الجميع الى الجحيم لن يهمها بعد الان .
    .. جلست في زواية الغرفه اللتي دخلتها .. كانت دموعها تجعل من الرؤية سيئه للغاية ..
    اخفضت صوتها وهي تبكي .. لم تكن تريد منهم ان يسمعوها .. حاولت ان تأخذ نفسا عميقا كي
    تكف عن البكاء ولكن دموعها كانت لا تكاد ان تتوقف حتى تهطر من جديد .. كلما
    فكرت انها ستبقى وحيده .. تبكي بحرقه اكثر .. سمعت شيئا يتحرك فخافت في البدايه ..
    حاولت مسح دموعها لترى من يقف امامها .. بدى المنظر مشوشا .. الغرفه تغط في الضلام ..
    ولكن هناك شخص صغير يقف امامها .. كانت تشهق من البكاء وهي تحاول
    ان تهدء .. - ما بكِ ..؟
    بدى الصوت قلقا بعض الشيء .. عرفت انه جون .. يبدو انها دخلت غرفته وايقضته ..
    تكلمت من بين شهقاتها .. - انا .. اسـ..ـفه ... لم اكن اعرف انها غرفتك ..
    كانت تبدو مسكينه جدا .. و محطمه كليا .. اشفق جون عليها فتقدم منها وهو مستغرب..
    _ لا عليكِ ..
    رفعت عيناها له وهي تكاد تنفجر .. اغلقت وجهها بيديها وبدأت بالبكاء مجددا ..
    _ انتي كبيره .. اليس من المفروض الا تبكي ..؟
    لم تجب عليه .. انزعج جون لانها تبكي وهو لا يعرف السبب .. - كفاكي بكاء ..
    نظرت له بسرعه وهي تمسح دموعها .. يبدو انها خجلت منه الان ..
    _ هيا قولي ماذا حدث ..؟
    عندما سألها تذكرت اخر مره تحدثا فيها .. حدقت في عينيه وهي تتذكر جملته ..
    ( أمك سوف تتركك ).. هذا ما قاله في تلك المره ..
    _ انت تعرف .. اليس كذلك ..
    قالتها بتأنيب وكأنها تعاتبه .. - اعرف ماذا ..؟
    بدى مستغربا منها ..
    _ لقد قلت لي ان امي سوف تتركني .. اذن انت تعرف ..
    _ اااه ..
    استدار ليجلس بقربها واسند ضهره للحائط .. - هل قالو لك ..؟
    _ لا لم يقولو .. انا عرفت
    وقفت وهي تقترب من النافذه .. ضلت تنظر للقمر اللذي كان ملبد بين الغيوم ..
    كان الليل يبدو مخيفا .. توقفت عن البكاء الان وهي تشعر بالانهيار ..
    _ لم انتي حزينه جدا .. ماذا ان تزوجت امك ..؟
    استدارت لتنظر له .. كان يشعر انها لا تراه .. نظرتها بدت فارغه جدا ..
    اكمل وهو يتكلم وكأنه شخص بالغ - الاهل دائما هكذا .. عندما يريدون فعل شيء
    لا يفكرون سوى بسعادتهم ..
    _ ولكن امي تحبني .. امي لا تفعل شيء يجعلني حزينه ..
    _ ومن اجل من انتي حزينه الان .. من اللذي جعلك تبكين ..اليست امك؟
    _ تتكلم وكأنك كبير ..
    _ انا كبير ..
    عادت النبره الطفوليه لصوته عندما بدى منزعج من كلامها ..
    ابتسمت له بحزن - نعم انت كبير ..
    _ هل انتهيتي من البكاء ..؟
    كان سؤاله بريئ ومضحك في نفس الوقت .. لقد سأل بخجل وكأنه لا يريد ان يذكرها بشيء ..
    نظرت له قليلا وقالت وهي تستدير لتخرج من الغرفه - نعم .. اعتقد ان البكاء لا يفعل شيء
    لقد تعبت .. بكيت اليوم كثيرا .. سأذهب لارتاح ..
    _ سوف يكونون في الخارج ..
    قالها بهدوء قبل ان تفتح باب غرفته لتخرج فعادت لتنظر له وقالت ..
    _ لن اهتم .. ليكونوا في اي مكان .. لم اعد اتحمل ان اكون الحمقاء في هذا المنزل ..
    ابتسمت له وفتحت الباب وخرجت ..
    كانت تنظر للأرظ وهي تقفل الباب خلفها .. رفعت رأسها لتستند على الباب و تأخذ نفس عميق
    فتعثرت من ما رأت امامها .. نظرت بصدمه له وهو يستند امام باب جون على الحائط ..
    يبدو ادوارد منزعج .. كان يريد ان يقول شيء قبل ان يسمعا صوت اقدام ويلتفتان ..
    كانت كلارا من اتت .. انزعجت كلوديا منها ومن نفسها اكثر .. بدت الفتاة قلقه على كلوديا ..
    اقتربت منها وهي تتكلم بهدوء ولطف شديد - امك حزينه جدا من اجلك .. انها تبكي ..
    يجب عليك ان تذهبي لتهدئيها .. هي خائفه جدا عليك .
    مع ان كلماتها كانت لطيفه و تضهر مدا قلقها على ام كلوديا لم يأثر هذا في كلوديا ..
    انها لا تحب هذي الفتاة .. لا تستطيع سوى ان تنزعج منها ..
    نظرت كلوديا لها بعيون لم تحمل اي معنى و قالت بهدوء - سأذهب لغرفتي ..
    لم تستدر لتنظر لأدوارد .. خافت ان تضعف وتبكي .. سارت بسرعه وهي تحاول
    الابتعاد عن مكان وجودهم معاً .. لا تريد ان ترا هذا الثنائي بعد الان .. لما بدى الان يهتم لأمرها
    و يضهر لها في كل مكان .. الان بعد ان بدأت تجبر نفسها على نسيانه .. هل يحب ان يجعل
    كل شيء صعب بالنسبه لها .. عندما كانت تريد رؤيته كان يتغيب عن البيت بأستمرار ..
    بينما الان بدأ يتواجد في كل مكان .. هو وتلك الفتاة .. خطيبته ..
    وصلت للباب الخلفي .. لم تلتقي بأحد في الطريق .. اين يمكن ان يكونو ..
    اراحها هذا كثيرا فهي لم ترد الشجار مجددا ولا البكاء ..
    عندما خرجت لتذهب لغرفتها كانوا جميعا هناك .. يجلسون في الخارج ..
    ضلت واقفه وهي تمسك بمقبض الباب وتنظر لهم .. لم ينتبه احد لها ..
    كان الجميع مشغول بتهدأت روزا .. ذاك الرجل ايضا .. المدعو دانيال

    بينـي وبيـن ذلـك المكـــآن ( حكــآيــة love_heart )


  2. ...

  3. #42
    كان يقف بقرب امها وهو يمسك يدها .. آمون كان موجود ايضا ولكنه لم يفعل شيء .. كان ينظر
    لامي بحزن .. السيده كاميليا كانت تجلس بجوار امي وهي تحتضنها ..كان يبدو حال امي سيء جدا ..

    اردت ان اذهب لأحتضنها ولكن وجود السيد دانيال وهو يمسك بيدها اعاد براكين الغضب الى قلبي .. لم استطع تحمل ان هذا الرجل سوف يأخذ امي ...
    كانت كلوديا تقف عند الباب دون حراك .. تنظر لهم بحزن .. تفكر ان كانت هي سبب ما يحدث
    ام هم من سبب هذا لها .. تفكر هل زواج امها شيء طبيعي .. كيف يستطيعون تخيل هذا ..
    هي لن تستطيع ان تفهم الامر هكذا .. ان تزوجت امها هذا يعني انها تريد التخلي عنها ..
    او على الاقل انها لم تعد تهتم لها كما كان في الماضي .. كان الوضع مشوش جدا هي تريد الان الذهاب للغرفه ..
    ولكن ان تحركت سوف ينتبهون عليها .. وهي لا تريد التحدث معهم ..
    لم تهتم .. سارت متوجهه للمنزل فأنتبه لها الجميع .. لم تنظر لهم حاولت السير بدون توقف وهي تنظر للارض ..
    ناداها آمون ولكنها لم تجب واستعجلت حركتها .. لكنه لم يتركها بل وقف وناداهها بصوت اعلى ..
    كان من المخجل ان تتجاهله الأن فأستادرت لتنظر له بدون ان تضهر اي مشاعر حزينه على وجهها ..
    _ ماذا هناك ..؟
    كان صوتها فاتراً .. لا مبالي الى درجه استغربته هي ايضا ..
    امها كانت قد وقفت وهي تمسح دموعها .. بدت مسكينه جدا وحزينه ..
    _ الا تخجلين من تصرفك ..؟
    لم تكن تنتظر ان يقول هذا .. كانت تنتظر شيء يهدئها .. كانت تنتظر اعذار .. اعتذارات منهم ..
    ولكن ان يلوموها بهذي الطريقه .. صدمها جدا ..
    بدت تتنفس بعصبيه وهي تنظر لأمها اللتي بدت تقترب منها ..
    _ الا يجب عليكم انتم ان تخجلو من تصرفكم ..؟
    صرخت بوجهه امها فصعق الوضع روزا .. بدت مستغربه جدا .. انها المره الاأولى اللتي تتحدث بها كلوديا هكذا ..
    بهذي الوقاحه .. خجلت من ابنتها امام الجميع .. كانت ستعذرها لو كانتا وحدهما وفي الحاله اللتي كانت كلوديا بها
    اما ان تصرخ عليها امام الجميع وبهذي الوقاحه لم يعجب روزا ابدا ..
    _ لم نقم بأي تصرف خاطء .. ولا تكوني وقحه اكثر من هذا .. لقد تماديتي كثيرا كلوديا ..
    بدت امها غاضبه جدا .. صدمها هذا .. مابالهم يتحدثون معها هكذا .. كانت تنتضر ان يقنعوها .. ان يبررو لها ما فعلو ..
    ان تقول امها لها اي شيء غير ما قالته الأن .. بدت الصدمه قويه عليها .. قويه جدا ..
    كانت تتنفس بعصبيه .. الان هي تكرهه جميع من هنا .. لما يكون اللوم عليها .. لما هي المخطئ هنا مع ان الجميع
    كان يخبئ عنها زواج امها .. لو لم يكن خطأ لما اخفوه عنها ..
    هدأت ونظرت لأمها بحزن وابتسامه ساخره – هل تحاولون السخريه مني ..؟ لم تخفين امر زواجك ان لم يكن امر خاطأ ..؟
    _ لانني اعرف تفكيرك واعرف انكِ لم تكوني لتتقبلي الوضع بسهوله ..
    _ فقررتي ان تضعيني امام الامر الواقع .. حسنا امي .. افعلي ما تريدين لم اعد اهتم ..
    ان كنتي تريدين الزواج فلتتزوجي .. لقد مللت من هذا كله ..
    قالت الكلمات بدون تفكير .. لم تعرف ما ستقول بعده .. عن ما ستفعله هي الان ..
    لم يكن هناك شيء ببالها ..
    قررت ان افضل حل هو الهروب .. ركظت نحو المنزل بسرعه ولم تعر صراخ امها اي اهتمام ..
    لم يعد هناك شيء لتقوله .. لقد وضحت امها ان رأي كلوديا ليس مهم .. وان انزعاج كلوديا من الوضع ليس مهم ابداً ..
    دخلت للغرفه واغلقت الباب خلفها .. انهارت امام الباب باكيه وهي تصرخ ..
    _ مخادعيــن ..

    سقطت روزا على الارض وهي تبكي بحرقه .. كان الوضع سيء ويبدو انهم زادوه سوؤ .. كلوديا ما تزل طفله
    وخصوصا امام امر كهذا .. كان يجب ان يتفهمو انها اعتادت على ان تكون امها لها .. وهذا شيء طبيعي بالنسبه لاي طفل عاش
    وحيدا كل هذي المده .. دانيال لم يتقدم منها .. ضل جالسا على الكرسي وهو يشعر بأستياء كبير على الحال
    اللذي وصلتا اليه كلوديا وروزا .. بينما تحركت كاميليا بسرعه كي تحتضن روزا وتخفف عنها ..
    _ اهدئي روزا .. يجب ان تتفاهمي مع كلوديا .. الصراخ والبكاء ليسا حل ..



  4. #43
    _ هل سمعتي ما قلت لها .. لقد حطمتها الأن كليا ..
    قالت روزا هذا واكملت بكائها وهي تفكر بكلوديا .. ماذا ستفعل الان ..

    لقد كنت قاسيه عليها جداً ..
    _ اهدئي الان .. ودعي كلوديا ايضا تهدء .. يجب ان تفكر مليا بما حدث ..
    كان كلام كاميليا يبدو جيدا بالنسبه لروزا .. ولكن عندما تفكر بكلوديا لا يعود وجود للمنطق ..
    _ سيدة روزا .. لندخل للقصر .. سيكون ترك كلوديا بمفردها لبعض الوقت امر جيد ..
    وهذا ما فعلوه .. دخلو جميعا للقصر بينما بقي ايفان واقفا وهو يتابع كل ما يحدث .. لم يكن يعرف شيء ..
    سوى ما حدث امامه طبعا .. كان وجهه كلوديا الباكي لا يفارقه .. لم تكن المره الأولى اللتي يرى فيها فتاة
    تبكي امامه .. ولكنها اثرت به جدا .. لقد كانت تبدو محطمه .. ضل ينظر نحو المنزل اللذي دخلته وهو يفكر
    بالقرار اللذي يمكن ان تتخذه الان ..

    في غرفت كلوديا كانت تجلس وهي تستند على الباب .. لقد بكت كثيرا حتى
    غطت في نوم عميق لم تصحو منه الا على هاتفها .. وقفت بصعوبه المكان سيء جدا للنوم ..
    تشعر الان وكأن جسدها محطم كليا .. اخذت الهاتف ورمت نفسها على السرير ..
    كانت المتصله ساره .. لم تتكلم فقالت سارة بمرح – مرحبـــــــا ..
    _ اهلا ساره ..
    بدى صوتها سيء جدا .. اقلق سارة جدا فقالت بسرعه – ماذا الان ..؟
    _ لا شيء .. لا تهتمي كثيرا
    _ كلوديا تكلمي .. صوتك يبدو مخنوق ماذا حدث ..؟
    _ ليس بالشيء الكبير .. امي سوف تتزوج ..
    قالتها وهي تحاول منع دموعها من النزول .. بدى صوتها يرتجف ..
    _ ماذا ...
    لم تعرف ساره ماذا تقول .. بدت كلوديا في حاله سيء جداً .. يبدو ان الخبر جديد عليها ..
    _ اهدئي الأن .. لا تبدئي بالبكاء
    قالت ساره هذا بسرعه وهي تسمع شهقات كلوديا في الجانب الاخر من الهاتف ..
    _ ساره تعالي وخذيني من هنا
    قالت كلوديا جملتها وبدأت بالبكاء ..
    _ كلوديا اهتدئي هيا .. اردوك لا تبكي .. سآتي حالا .. فقط توقفي عن البكاء ..
    _ هل ستأتين حقا .. سوف اخرج لأنتضارك في الخارج .. لا تتاخري
    _ وامـك ..؟
    _ ساره .. هل ستأتين ام اذهب لمكان اخر ..؟
    قالت هذا بعناد وهي تصرخ في وجهه ساره – حسنا .. حسنا .. سأذهب لأيقاض ماثيو
    ماثيو هو اخ سارة الكبير .. اللذي تعيش هي معه ..
    انه رجل في الثلاثين من عمره متزوج ولديه فتاة صغيره بعمر الخمس سنوات ..
    هي تعيش معه لان والداها ماتا منذ ان كانت صغيره .. في حادث سير بينما تول ماثيو رعايتها
    وتأمين لها كل ما تحتاجه وكأنه ابوها .. انه اخ رائع .. كلوديا تحبه كثيرا لانه يشعرها دائما انه اخوها ,..
    نهضت بسرعه من على السرير ودخلت لتغتسل بسرعه .. لقد كان وجهها مخيف بعد البكاء اللذي بكته . . عيناها
    حمراوان بينما كانت بشرتها شاحبه .. ارتاحت قليلا بعد ان اخذت حماما ساخنا .. ارتدت ملابس دافئه و لفت شالا حول عنقها ..
    وضعت لها بعض الغيارات في حقيبه صغيره واخذت هاتفها و خرجت من الغرفه .. لم تكن روزا هناك .. لقد ضنت انها ستجدها تنتظرها ..
    _ يبدو انها لم تعد تستطيع الابتعاد عن حبيبها ولو برهه ..
    قالت هذا بصوت منخفض وهي تشعر بالحزن على التغيرات اللتي حدثت بحياتها بعد انتقالهم لهذا
    القصر الفخم .. أطلت من النافذة قبل ان تخرج .. ارادت ان تتأكد ان ما من احد هناك ..
    كان ايفان فقط بالخارج لذا لم تهتم كثيرا .. كان يبدو نائما وعندما فتحت الباب استيقض بسرعه .. استدار لينظر لها
    ثم وقف واقترب منها وهو ينظر بأستغراب للحقيبه في يدها .. توترة هي قليلا .. كانت تريد ان لا يعرف احد بخروجها ..
    ارادت ان تقلق امها عليها .. ابتسم هو لها بلطف وعلى وجهه علامات استفهام – إلى اين انتِ ذاهبه ..؟
    تعرفت عليه اليوم فقط .. استغربت سؤاله .. بدى مهتما وهو ينتظر الاجابه – سوف اذهب لبيت صديقتي
    _ بدون ان تعرف والدتك ؟
    _ لا اعتقد ان الامر يهمها ..
    _ بعد كل ما حدث لها أمامك ..؟
    _ وماذا حدث لها امامي .. لقد تشاجرت معي لأني قلت لها لما كنت اخر من يعلم ..
    _ هل هذا حقا ما قلتيه ..؟
    بدى وكأنه يحاول استفزازها .. – سيد ايفان .. هل تستطيع ان لا تقول لامي انك تعرف مكان وجودي
    _ لا .. لا استطيع .. بينما انا في الحقيقة لا اعرف مكان وجودك غير انك ستذهبين لصديقتك
    لم تعرف ما تقول له .. بدى وكأنه ينتظر ان تقول شيء .. ولكن لم يكن لها مزاج في الحديث لذا قال هو ..
    _ امك لم تقصد حدوث ما حدث .. لم تكن تريد ان يحدث الامر هكذا ..
    _ لم اعد اهتم ..
    _ حقا ..؟
    _ انا متعيه .. اسفه ولكن لا اريد الحديث ..
    _ الهروب جيد احياناً ..
    قال هذا وهو يبتعد عنها ليتجه نحو القصر فصرخت خلفه – انا لا اهرب
    استدار وشبه ابتسامه مرسومه على فمه .. – اذن ما اللذي تقومين به ؟
    لم تقل له شيء .. فقال وهو يبتعد عنها – فكري بوضع امك جيداً ..
    لم تأبه لكلامه .. لن تفكر بأمها بعد الان ابدا .. سوف تفعل ما تراه يناسبها فقط .. اليس هذا
    ما تفعله امها .. فتحت البوابه الخلفيه بعد هذا وخرجت .. احست بشعور غريب عند خروجها .. كأنها تعود لحياتها الطبيعيه
    عندما تكون خلف هذا القصر .. خارج ابوابه وبعديه عن الناس الساكنين فيه .. احست بالحريه لأول مره منذ مده طويله ..
    سيكون من الجيد ان تبتعد عن هذا المكان .. هل ستستطيع الابتعاد عن امها .. بدى الامر صعب الأن .
    بعد ان خرجت ... فكرة مليا بكلام ايفان .. امها ومهما فعلت لن تتحمل ابتعاد كلوديا .. على الاقل هي واثقه من هذي النقطه ..
    حتى ان ادارت الزواج وادخال شخص جديد في حياتها هذا لا يعني انها تستطيع ابعاد كاوديا عنها ..
    بدت الكئابه والحزن يتسربان الى قلبها وهي تفكر بحالها الان .. تذكرت حياتها في ما مضى .. كانت سعيده جدا عندما
    كانت تعيش مع امها بمفردهما .. كان العالم كله رائع بالنسبه لها .. حتى حبها لأدوارد كان يشعرها بالسعاده في ذلك الوقت ..
    كان شغف مراهقه .. حب يجعلها تحلم بمستقبل جميل .. بدون ان يعرف ادوارد ..
    عرفت الان ان اسؤ شيء قامت به هو الاعتراف لأدوارد بحبها له .. لقد اصبح الان حب معروف لدى الكثيرين ..
    لو انه ضل حب في داخلها فقط لما حدث كل هذا .. ربما كانت ستكون صدمات ادوارد اقل وطأ عليها ..
    بدت الدموع تملا عينيها .. تشعر الان انها خسرت اغلى شخصين في حياتها .. الشخصين اللذين احبتهم اكثر من أي شيء اخر ..
    مسحت دموعها بسرعه وهي ترا سيارة ماثيو تقترب منها .. وقفت السياره امامها ونزلت سارة منها بسرعه ..
    _ ماذا بك عزيزتي ..؟
    احتضنتها بسرعه وهي قلقله جدا عليها .. ابعدتها كلوديا بهدوء وهي تبتسم بحزن – لا شيء .. لنبتعد عن هذا المكان الان .
    _ حسنا عزيزتي ..
    تحركتا بسرعه لتدخلان السيارة .. القى عليها ماثيو التحيه بهدوء وردت هي عليه بنفس الهدوء اللذي كان يسود المكان كله ..
    اسندت رأسها على المقعد وهي تنظر للخارج .. لقد بدى الجو يبدو كئيب .. الليل بدى يأخفاء جميع المناظر ..
    امتلأت عيناها بالدموع وهي تتذكر ما حدث اليوم .. لقد كانت هناك صدمات كثيره .. ولكن ماذا ستفعل الان ..
    لن تستطيع المكوث طويلا في منزل سارة .. هذا سيكون محرج .. لم تعد تطيق التفكير بالأمر ..
    اغمضت عينيها وغطت في نوم حتى احست بساره تحركها .. – كلوديا لقد وصلنا .. استيقضي هيا
    _ ااه ..
    بدت تستعيد وعيها ثم خرجت من السياره ووقفت امام المنزل ..كان يبدو جميلا جدا .. دافئ وصغير ..
    تذكرت عندما كانت تأتي لزيارت سارة في السابق كم كانت تستمتع بذلك .. بدت تشعر بان حياتها تنهار شيء فشيء ..
    انا صغيره على مثل هذي الامور .. لم تعتد من قبل ان تقرر شيء لوحدها لذا كان اتخاذ قرار صعب جدا الان ..
    امسكت سارة بيدها وادخلتها معها للمنزل .. ابتسم ماثيو لهن والقى تحية المساء وذهب لينام ..


  5. #44
    اتجهت الفتاتان لغرفة ساره .. رمت كلوديا نفسها على السرير عندما دخلتا للغرفه بينما توجهت ساره للحمام واخذت معها
    ملابس كي ترتدي شيء مريح ..
    اخمضت كلوديا عينيها وبدأت تفكر مليا بما حدث .. لقد ارتبطت امها .. ارتبطت بشخص اخر
    امها اللتي ضنت انها لن تبتعد عنها يوما لاي سبب .. لماذا فعلت هذا .. هي تعرف ان ما فعلته خطا
    لو كانت لا تعرف لما اخفت الموضوع عن كلوديا .. هذا الشيء كان راسخا في رأسها ولن تتقبل اي عذر من جانب امها
    مهما كان .. خرجت ساره ففتحت عينيها وبدأت تنظر لصديقتها بحزن ..
    _ ماذا .. ؟
    سألتها ساره بقلق ..
    _ لا شيء ..
    وتنهدت بعد هذا و فتحت خزانة صديقتها – سأخذ هذي البيجامه كي انام بها ..
    لم تقل ساره شيء واتجهت كلوديا للحمام .. استحمت فأشعرها هذا ببعض الانتعاش ..
    خرجت بعدها فوجدت ساره تتصفح بعض من كتبها المدرسيه وهي تضعهم في الحقيبه ..
    تركتهم بعد هذا على الارض وتقدمت من كلوديا لتجلسا على السرير متقابلتان ..
    _ هيا اذن .. تكلمي الان
    _ عن ماذا ..؟
    _ عن ما انتي فيه .. ماذا حدث لكِ ..؟ هل يعقل ان كل ما تفعلينه لان امك سوف تتزوج ..؟
    _ هل يبدو الامر سهل الى هذي الدرجه ..؟
    _ حسنا .. ليس سهل
    ارتبكن ساره من سؤال كلوديا المؤنب لها واكملت – انه صعب .. اعرف هذا ولكن لا يجب عليك ان تخرجي من المنزل هكذا
    يجب ان تتحدثي معها وتسمعيها ..
    _ لا اريد
    صرخت ونهضت بسرعه من على السرير متجهه نحو النافذه ..
    نظرت مطولا من النافذه و قالت بعد هذا بدون شعور – لقد كنت في المطار اليوم ..
    لم تعرف لما تقول لساره عن الموضوع ..
    _ ماذا كنتي تفعلين هناك ..؟ لا تقولي لي انك كنتي تريدين السفر
    استدارت لها وهي تضحك على جنون صديقتها – هل انتي حمقاء ..؟
    _ حسنا بجنونك هذا سوف اتوقع منك كل شيء .. المهم ماذا فعلتي هناك ..؟
    _ كنت في استقبال خطيبة ادوارد ..
    _ خطيبة ادوارد ..؟ ماذا تقصدين ..؟ من اين تعرفينها ولما كنتِ في استقبالها ..؟
    كانت الصدمه تبدو على سارة .. كلوديا انتظرت منها ان تستغرب ولكن ليس الى هذي الدرجه ..
    فقالت لها بهدوء وهي تحاول تثبيت صوتها من الارتعاش – لقد اخذني ادوارد الى هناك ..
    _ ادوارد ..؟ واين رأيته ..؟
    الأن بدت الامور تتوضح لكلوديا .. هي لم تخبر سارة باي شيء عن انتقالهم للسكن في منزل ادوارد
    لم يكن لدى صديقاتها اي معلومه عن هذا الامر .. لقد نسيت الامر كليا ..
    تنهدت وبدأت بعد هذا بسرد كل ما حدث لها منذ ان اعطت الرساله لأدوارد .. شعرت ببعض الراحه
    لان الموضوع تغير .. لم تكن تريد التفكير بموضوع امها وبما سوف تؤول اليه احوالها هي ..
    بعد انتهائها من سرد القصه بدت انها لم تدخل في رأس سارة لوهله .. وبعد لحضات من الصمت
    انهالت عليها بالكلام – ايتها اللئيمه .. هذا كله يحدث معك ونحن لا نعلم بشيء .. كم انتي قاسيه هل هذي هي الصداقه اللتي
    كانت بيننا .. حتى عندما كنا نسألك عن شيء تقولين انه لم يحدث شيء . لماذا لم تخبرينا ما مشكلتك بالضبط ..؟
    _ اهدئي اهدئي .. ساره توقفي هيا .. سوف توقضينهم ..
    التزمت سارة الهدوء ونظرت لكلوديا بعصبيه .. بينما عادت كلوديا للجلوس على السرير ..
    _ لم اكن اريد ان اقول شيء لان الموضوع كله لم يكن يعجبني ..
    _ لم يكن يعجبك ..؟ هل هذا سبب ام ماذا ..
    _ لم اخبركم وحسب .. لا اعرف لما ولكني لم اكن اريد ان يعرف احد
    _ حسنا .. اذن انتي تعيشين مع ادوارد الان ..
    _ في ملحق تابع لمنزلهم وليس معه ..
    _ نفس الشيء
    _ لا .. مختلف تماما ..
    _ هل سبب حزنك هذا هو ادوارد ..؟
    كان السؤال مفاجأ – لما تسألني هكذا فجأ ..
    _ فقط .. بدون سبب
    _ لا ليس هو سبب حزني
    _ كاذبه ..
    قالت سارة بابتسامه خبيثه – لا تستطيعين اخفاء لمعان الدموع وارتعاش صوتك وانتي تلفضين اسمه
    _ ما هذي الحماقه ساره .. لم اعد افكر فيه بعد موضوع الرساله اصلا
    _ لماذا تقولين لي عن موضوع خطبته هكذا وانتي حزينه بهذي الطريقه ..
    نظرت لها كلوديا وقالت بعدها وهي تتنهد – حسنا .. انا حزينه نعم .. بل اكاد اموت حزنا بعد ان رايت خطيبته ..
    ولكن هذا فقط اليوم .. غدا لن يكون هناك اي اثر له .. سوف أنساه كليا .. ولن اعود لذلك المنزل مجددا .. ابدا
    _ وامك ..؟
    _ لتفعل ما يحلو لها ..
    _ انت يحمقاء .. لن تستطيعي اتخاذ أي قرار وانتي بهذي الحاله .. يجب ان تنامي وترتاحي الان وسوف نتحدث غدا
    _ هل ستذهبين غدا للمدرسه ..؟
    سألت مع ان الموضوع لم يكن يشغلها اصلا .. فقالت ساره – نعم سوف اذهب .. وانتي ايضا سوف تذهبين
    _ لن اذهب
    _ كلوديا .. كيف ستعيشين ان ان لم تذهبي للمدرسه ..؟ الا تريدين ان تستقلي بنفسك
    _ لا تسخري مني
    _ لم اكن اسخر
    _ ساره لن اذهب وحسب .. حتى ان ذهب لن يدخل في مخي شيء لذا لن اتعب نفسي
    _ كما تشائين .. انتي عنيده حقا ..
    _ كم بقى قبل اجازة نصف السنه ..؟
    _ نعم هذا ما تفكرين فيه .. الاجازات فقط
    _ وهل هناك اجمل من الاجازات ..؟
    _ هههههههه لا اعتقد .. سوف تكون الاجازه بعد ثلاث اسابيع بالضبط من اليوم ..


  6. #45
    _ اااه .. حسنا هذا جيد
    _ سوف يكون من الضروري وجودك في هذي الايام .. لدينا اختبارات كثيره
    _ اعرف .. سوف اذهب ولكن ليس غدا
    _ كما تشائين .. هيا للنوم لقد تأخر الوقت
    كانت كلوديا متعبه جدا .. عندما وضعت رأسها على الوساده لم تفكر بشيء ونامت فوراً ..
    لم تذهب في اليوم التالي للمدرسه كما قالت .. ولكن ذلك كان اليوم الوحيد اللذي تغيبت فيه عندما كانت في منزل ساره ..
    مضى اسبوع منذ ان تركت المنزل .. لم يتصل احد بها من القصر .. بدت تنتظر حقا ان تأتي امها او تتصل ..
    لقد اشتاقت لها كثيرا .. لجميع من هناك .. كانت تبكي كل يوم يمر بدون ان تحاول امها الاتصال بها .. هل نسيتها ام تناست ..
    هل يعقل ان تتركها هكذا ..؟ بدون ان تسأل عليها ..؟ هل تنتظر ان تعود هي من تلقاء نفسها .. ؟
    هذا لن يحدث ابدا .. كلوديا كانت تحاول فعل أي شيء لتشغل نفسها حتى لا تفكر بأمها وبما يحدث معها ..
    بدت تهتم بدورسها وتقرأ على الدوام .. قررت ان لا شيء سيفيدها سوى المدرسه والشهاده اللتي ستحصلها ..
    وان كانت امها لم تعد تحتاجها فهي ايضا لن تحتاج احد من الان وصاعداً ..
    هذا ما قررته في الاسبوع هذا ..
    امضت وقتا جميلا برفقة سارة وعائلتها .. ماثيو وزوجته وابنته .. انها صغيره جدا وجميله ..
    مشاغبه بعض الشيء ولكن هذا يضفي عليها برائه جميله .. كانت حياتهم سعيده جدا .. وهي مرتاحه معهم كثيرا
    ولكنها تريد الان العوده لأمها .. تود ان يعود الزمن للوراء .. الي بيتهم القديم .. قبل ان ينتقلو للقصر
    وقبل ان تحصل كل هذي الاشياء ..
    في المدرسه كانو يجهزون لحفلة نهاية نصف السنه .. لقد كانت التجهيزات كثيره لان هناك طلاب سوف يتخرجون في هذي الحفله
    وبالطبع ادوارد هو اول المتخرجين .. كان تأخذ معها في هذي الايام طعام الغداء دائما لانها لم تكن تريد الذهاب للجامعه .. لم
    تكن تريد ان تلتقي بأدوارد ..
    في ذلك اليوم كانت تجلس في حديقة المدرسه هي وفيفيان وسارة .. الجو كان بارد .. لقد اتى فصل الشتاء ..
    كانت ترتدي معطف ساره لأنها لم تجلب معطفها من القصر .. اصواتهم كانت عاليه بالضحك .. لم يتحدثن معها عن ما حدث ابدا ..
    لقد كان مزاجها ينقلب عندما يسألنها عن ما ستفعل لذا لم يردن تعكير مزاجها الجيد اليوم ..
    ولكن ادوارد كان على ما يبدو يريد تعكير مزاجها .. اذ انه ضهر فجأ امامها وبدت نظراته غاضبه جدا .. تجاهلته ولم تنظر له
    بينما كانت ساره وفيفيان يتابعان الموقف بدقه .. وقفت بسرعه وهي تستدير لتذهب للداخل فناداها بحده – كلوديا ..!
    لم تكن تريد ان تتحدث معه ولكنها توقف واستدارت وهي تنظر له بدون مبالاة .
    _ ماذا هناك ؟
    نظر هو بدوره لصديقتيها علامة ان يتركوهم لوحدهم .. وفعلا هذا ما حدث توقفت سارة وفيفيان بسرعه واتجهتا نحو المدرسه ..
    لم تكن تريد ان يذهبن ولكن بما انهن ذهبن سوف تتصرف معه بتجاهل تام ولن تهتم ابدا بما سيقوله ..
    _ تعالي معي ..
    نظرت له وهي مستغربه منه .. لما طلب من صديقتيها الانصراف ان كان يريد اخذها الى مكان ما ؟؟
    _ الى اين ؟؟
    _ تحركي
    قال هذا يحده وهو يبدو منزعج جدا ..
    تحركت هي خلفه عندما اتجه هو نحو بوابة المدرسه .. لقد كانت تنظر للارض وهي تفكر بما قدد يكون في رأسه ..
    اعترفت لنفسها انها اشتاقت له كثيرا .. لقد فرحت جدا عندما رأته .. ولكن عندما تتذكر كلارا خطيبته تشعر بالألم جدا ..
    _ ااخ
    يبدو انه توقف وهي كانت تنظر للارض لذا لم تنتبه له فأسطدمت به و صرخت فأمسك بها كي لا تقع ..
    رفعت عينيها له وهي تنظر له بعصبيه .. – لما توقفت هكذا ..؟
    _ لا تصرخي .. هيا اركبي
    يبدو انهم وصلو لمرأب السيارات .. لقد كانو يقفون امام سيارت ادوارد .. لكمها لم تكن تريد الركوب معه
    لذا استدارت عنه وهي تحاول جعل صوتها حاد - قل ما تريد هنا .. داعي للذهاب لاي مكان ..
    _ من الافضل ان تتركي مساله تحديد المكان لي .. هيا اركبي لقد ازعجتني حقا
    صرخت بوجهه – ان كنت ازعجك لما تأتي لرؤيتي اذن ..؟
    _ كلوديا ..
    قال هذا علامه على انزعاجه وبانه لم يعد يريد الاستمرار ..
    ركب السياره وانتظر ان تركب بدون ان يقول لها شيء .. ركبت هي بدورها وظلت تنظر من خلال النافذه ولم تلتفت له ابدا ..
    _ لقد وصلنا ..
    قال هذا ونزل من السياره .. ضلت هي تنظر له وبعدها التفتت لترى اين هم .. لقد كان مكان تراه لأول مره ..
    يبدو منزل صغير ولكنه جميل جدا .. نزلت من السياره وسارت خلفه نحو الباب ..
    لقد كان الباب مفتوح لذا دخل ودخلت هي خلفه .. – ادوارد ..
    _ ادوارد ماذا هناك ..
    صرخت عندما لم يجبها ولكنها صمتت عندما دخلو الى غرفه فيها شخص .. رجل ..
    وقف الرجل بسرعه وهو يبدو مرتبك جدا .. ضلت هي تنظر له وهي واقفه خلف ادوارد .. لقد عرفته
    انه ذلك الرجل اللذي اوقفهم عندما كانو ذاهبين للمطار لأحضار كلارا منذ اسبوع تقريبا .. كان مختلف بعض الشيء ..
    ملابسه اصبحت انيقه .. ويبدو انه قد حلق ذقتنه منذ فتره قصيره .. كان يبتسم لها بلطف ويبدو خائف من ردت فعلها .. هي كانت مستغربه من وضعيتها . . لم تفهم لما اتى بها ادوارد الى هنا ..
    _ كلوديا ..
    نطق الرجل باسمها وهو يركز على كل حرف .. بدت تشعر بالانزعاج .. ليقول لها احد ماذا يحصل ..
    رفعت نضرها لادوارد متسائله ولكنه لم يقل شيء .. – من انت ..؟
    سألت الرجل بخوف وهي ما تزل تقف خلف ادوارد اللذي لم يقل ولم يفعل شيء ..
    نظر لها بابتسامه لطيفه وقالت بخوف – انا والدك .. الم تعرفيني ..؟
    بدا حزين وهو يسأل ان كانت قد عرفته .. ولكن هذا لم يكن يهمها .. لم تكن تستطيع التركيز على مايشعر به
    حتى ... بعد نطقه للكلمه .. امسكت بقميص ادوارد بقوه وهي تشعر بان نبضات قلبها تتسارع .. ماذا يقول هذا الرجل
    لم اعد استطيع التفكير بأي شيء .. ماذا يحدث هنا وماللذي يتفوهه به هذا الاحمق .. ابي ..؟
    كيف يقول انه ابي .. لقد مات ابي من سنوات طوال فكيف يأتي الان شخص ويقول انه ابي .. ماذا كان يقصد ادوارد بأحضاره لي
    الى هنا ..؟ هل يعرف بالأمر ..؟ بالطبع يعرف .. نظرت له وهي تشعر بعدم التركيز على شيء .. اشعر اني سوف اقع ..
    ولكن لا .. ماذا افعل ..
    كانت تفكر بسرعه وبكل شيء بدون ان تفهم شيء .. افلتت قميص ادوارد بينما ضل هو ينظر لها .. كما يبدو هو ينتظر
    منها ردت فعل ملموسه .. بينما بقيت هي صامته لا تعرف ما تقول وما تفعل .. تراجعت للخلف قليلا وبعد هذا تركت العنان لقدميها
    كي تركضا .. ركضت خارج المنزل بسرعه كبيره .. سمعت ذلك الرجل يناديها باسمها اكثر من مره ولكنها لم تتوقف ..
    عندما خرجت من المنزل توقفت لتلقط انفاسها ونظرت للخلف فلم تجد ان احد منهم تبعها .. كانت تريد ان تستمر بالجري والخروج من هذي المنطقه .. لاكنها كانت متبعه لذا بدأت تسير وهي تتنفس بقوه .. جائها صوته من بعيد حيث انها قطعت مسافه ليست قليله ..
    لقد كان ادوارد قد ركب السياره ولحق بها .. – كلوديا .. !
    اوقف السياره بالقرب منها بينما بقيت هي صامته تنظر له .. اشار لها برأسه ان تركب وهو يضع السيجاره في فمه ..
    لم تطل الوقوف ولم تقل شيء .. ركبت بقربه واسندت رأسها وهي تنظر للخارج ..
    كان يقود السياره بهدوء .. لم يكن هناك سيارات لكي يخفف السرعه .. لقد كان الشارع خاليا تقريبا ولكنه لم يسرع ..
    هي كانت ما تزال تفكر بما حدث .. استطاعت ان تستوعب الان ماذا حدث ..
    لقد ضهر رجل من العدم وقال لها انه والدها .. ماهذا التخريف .. ؟ استدارت وضلت تحدق بادوارد مطولا بدون ان تلفض اي كلمه ..
    انتبه هو لها فأستدار لها – ماذا ؟
    _ من كان ذلك الرجل ..؟
    سألت بهدوء و خوف .. لم تكن تعرف ماذا تريد .. هل كانت تريد ان يقول لها انه ابوها ام لا ..؟ ماذا سيحدث ان كان والدها
    او ان لم يكن ...؟ بدى هو مهتم بسؤالها واوقف السياره في زوايه من الطريق .. – لقد قال انه ابيك ..
    _ اعرف .. اعرف ما قال لقد سمعت .. انا اسأل من هو ..؟
    _ كلوديا توقفي عن طرح هذي الحماقات .. لقد قال لك انه والدك
    _ حماقات ..؟
    صرخت بوجهه بصوت عالي – كيف تقول انها حماقات ..؟ تحضر لي رجل لا اعرف من اين ويقول انه ابي اللذي مات منذ ثمانية عشر سنه وتقول اني اتفوهه بالحماقات ..؟



  7. #46
    _ اهدئي الان ..
    سألته بعد ان ضلت صامته لفتره وهي تحدق به .. - هل هو ابي حقا ..؟
    كان هو ايضا ينظر لها .. اخذ نفسا عميقا وقال بصوت هادئ – ما رأيك انت
    _ هل يعودون الاموات ..؟
    _ هل انتي واثقه ان ابيك ميت ..؟
    _ هذا ما قالته امي .. هذا ما اعرفه منذ ولادتي ..
    لم يقل هو شيء .. ضل ينظر لها ولم يكن لديه شيء ليرد به عليها – ادوارد ..
    لم يجبها لذا صرخت – قل شيء .. لما انت صامت ..؟
    _ لا تصرخي ..
    لقد شعرت انه لا يهتم بالامر ابدا .. جرحها هذا جدا فلم تعد تستطيع ان تقول له شيء .. بدت دموعها تملئ عينيها
    عندما طلب منها عدم الصراخ .. هل تزعجه الى هذي الدرجه .. لا يستطيع ان يتحملها حتى في وضع كهذا ..
    اخذت هي نفسا عميقا وقالت له – اعدني الى المدرسه ..
    _ لقد انتهى الدوام .. الساعه الان الخامسه
    الخامسه .. ردتت هذا في رأسها .. لقد كان الطريق طويل بعض الشيء ولكنها لم تتوقع ان يأخذ كل هذا الوقت ..
    لقد تأخر الوقت وساره الان قلقه عليها جدا .. اخرجت هاتفها من الحقيبه . لقد كان وضعه صامت .. كان هناك خمس اتصالات من ساره .. لم تكن بمزاج لتجيبها .. سوف تعود للمنزل وتشرح لها كل شيء .. على الاقل ما استوعبته هي من ما حدث ..
    _ اعدني لمبنى المدرسه وانا سأذهب لبيت صديقتي ..
    لم يقل شيء .. يبدو انه لن يطلب منها العوده للمنزل .. لم يقل شيء عن امها وهي لم تتجرأ على السؤال ..
    عندما وصلو كانت كلوديا قد نامت .. لقد اوصلها الى بيت ساره .. كان يعرف انها تقيم فيه .. لم يوقضها عندما وصلو
    بل ضل صامتا وهو يدخن وينظر للأمام .. لقد حدثت اشياء كثيره لها .. كان تفكيره بها وبما يحدث معها يزعجه جدا ..
    لم يعتد على الاهتمام بمشاكل الاخرين ولكن هذي الفتاة تجبره على الاهتمام بعالمها .. لم يعد يريد التفكير لذا ايقضها ..
    _ كلوديا .. استيقضي لقد وصلنا ..
    فتحت عينيها بهدوء وهي تشعر بالنعاس .. لقد كانت تعبه جدا .. رفعت عينيها له وضلت تنظر له بينما ضل هو يحدق بعينيها
    حتى شعرت بالاحراج ونهضت بسرعه – ااه .. هل كنت نائمه ..؟
    لم يقل شيء فنزلت هي بسرعه من السياره .. – كلوديا ..
    ناداها عندما تحركت للبيت .. فبقيت واقفه ولكنها لم تستدر له ولم تجب .. ضل هو ايضا صامتا قليلا قبل ان ينطق
    بتلك الكلمه اللتي جعلتها تضن نفسها مجنونه .. – هل نتعشى اليوم معا ..؟
    لم يعرف لما قال هذا .. لم يكن هذا ما يريد ان يقوله .. ضل هو ايضا مصدوم من جملته ومن حماقته ..
    لما طلب منها هذا .. هو بالطبع لا يريد ان يقضي الامسيه معها اليوم .. ماذا حدث له .. بدى منزعج جدا ولكن
    كلوديا لم تلحض شيء من تعابيره لانها كانت تعطيه ضهرها ..
    لم تعرف ما تجيب .. لم تكن متأكده من ما قاله . هل بدأت تتخيل ام ماذا .. استدارت بعد هذا له
    وهي مستغربه ومتوتره – اه ..؟
    نطقت متسائله وهي تتصنع انها لم تسمع شيء .. ركزت نضرها على شفتيه كي تلتقط كل شيء سوف يقوله
    _ لدي ما اريد قوله لكِ .. لذا سأتي لأخذك في الثامنه
    _ حاضر
    خرجت منها بسرعه وكأنه امرها بشيء وهي تطيع ..
    لم تتحرك .. كانت تريد منه ان يذهب اولا .. لانها ان سارت وهو ينظر لها سوف تكون مرتبكه جدا ..
    _ هيا ادخلي ..
    امرها بهذا وهو ينظر لها بضجر .. يبدو انه كان ينتظر ان تدخل قبل ان يذهب هو
    _ الى اللقاء ..
    قالت هذا وهرولت نحو الباب .. رنت الجرس ففتحت ساره لها الباب وهي تبدو قلقه
    _ اين كنتي ..؟




    يتبــع


  8. #47
    الجزء الثامنـــ..




    – كلوديا ..
    ناداها عندما تحركت للبيت .. فبقيت واقفه ولكنها لم تستدر له ولم تجب .. ضل هو ايضا صامتا قليلا قبل ان ينطق
    بتلك الكلمه اللتي جعلتها تضن نفسها مجنونه .. – هل نتعشى اليوم معا ..؟
    لم يعرف لما قال هذا .. لم يكن هذا ما يريد ان يقوله .. ضل هو ايضا مصدوم من جملته ومن حماقته ..
    لما طلب منها هذا .. هو بالطبع لا يريد ان يقضي الامسيه معها اليوم .. ماذا حدث له .. بدى منزعج جدا ولكن
    كلوديا لم تلحض شيء من تعابيره لانها كانت تعطيه ضهرها ..
    لم تعرف ما تجيب .. لم تكن متأكده من ما قاله . هل بدأت تتخيل ام ماذا .. استدارت بعد هذا له
    وهي مستغربه ومتوتره – اه ..؟
    نطقت متسائله وهي تتصنع انها لم تسمع شيء .. ركزت نضرها على شفتيه كي تلتقط كل شيء سوف يقوله
    _ لدي ما اريد قوله لكِ .. لذا سأتي لأخذك في الثامنه
    _ حاضر
    خرجت منها بسرعه وكأنه امرها بشيء وهي تطيع ..
    لم تتحرك .. كانت تريد منه ان يذهب اولا .. لانها ان سارت وهو ينظر لها سوف تكون مرتبكه جدا ..
    _ هيا ادخلي ..
    امرها بهذا وهو ينظر لها بضجر .. يبدو انه كان ينتظر ان تدخل قبل ان يذهب هو
    _ الى اللقاء ..
    قالت هذا وهرولت نحو الباب .. رنت الجرس ففتحت ساره لها الباب وهي تبدو قلقه
    _ اين كنتي ..؟
    عندما فتحت سارة الباب لي كنت ما ازال افكر بما قاله ادوارد قبل قليل .. كنت مشدوهه جدا حتى اني لم
    انتبه لأي من تساؤلات سارة لي .. ولم اجبها على اي شيء حتى صرخت بوجهي – كلوديا ..!
    _ اه ..؟
    عدت الى ما انا فيه ونظرت لها بحرج قبل ان اخلع حذائي وادخل الى غرفة الضيوف .. كانت زوجة ماثيو
    هناك مع صديقه لها .. القيت عليهم التحيه واستأذنتهم بالذهاب لتغير ملابسي .. لحقت ساره بي ..
    عندما دخلتا الغرفه رمت كلوديا بنفسها على السرير وهي تتنهد بعمق بينما اغلقن ساره الباب واقتربت من صديقتها ..
    _ استبدلي ملابسك على الاقل ..
    قالت ساره بأنزعاج فنظرت كلوديا لها بأستغراب .. – ما بك سارة ..؟
    قالت بلا مبالاة – لا شيء ..
    رمت كلوديا الوساده عليها – تحدثي ماذا هناك ..؟ لما انتي منزعجه ..؟
    نظرت لها قليلا قبل ان تصرخ غاضبه – الا تخجلين من نفسك..؟ كنت قلقه جدا عليك بينما انتي لا تجيبين على مكالماتي
    ولم تأبهي حتى بارسال رساله لتطمئنيني .. مابك كلوديا ..؟
    _ انا اسفه ..
    قالت كلوديا بخجل .. لقد كان لدى ساره الحق في كل ما قالته .. كان يجب ان ترد على الهاتف على الاقل بعد ان رأت مكالماتها ..
    _ انا اسفه حقا .. لقد نسيت هاتفي على الوضع الصامت ..
    كانت تحني رأسها وهي تتكلم فصدمها رد ساره – بالطبع سوف تنسين كل شيء ما دمتي مع ذلك الادوارد ..!
    _ لما تتحدثين بهذي الطريقه ساره ..؟
    سألتها وهي مستغربه فأنتبهت ساره لنفسها وصمتت بسرعه .. جلست بعد هذا بقربها .. – لقد كنت قلقه حقا ..
    _ ولكن لماذا ..؟
    _ اعرف انك لا تفكرين عندما تكونين معه . لا اعرف ولكني لم ارتح لمجيئه لأخذك ..
    _ لقد دعاني للخروج معه هذا المساء .. للعشاء ..
    قالت هذا بهمس .. لم تعرف ان كان الامر جيد ام سيء .. ولكن ماا تعرفه انها لن تستطيع رفض طلبه مهما حدث ..
    _ ماذا ..؟ هل انتي حمقاء كليا ..؟ ماذا تفعلين بحق السماء ..؟ هل نسيتي خطيبته
    _ اسمعي اسمعي .. الامر هو انه يريد ان يحدثني بشيء اخر .. ليس كما تضنين
    _ شيء اخر ..؟ ماذا تقصدين ..؟
    _ لم تسأليني الى اين اخذني ..
    _ هذا صحيح ..
    نظرت لها قليلا فوجدت ان ملامحها تغيرت عند هذي النقطه – ماذا الان كلوديا ..؟
    _ نعم ماذا الان .. جمله جيدا .. يبدو ان هذي السنه بالنسبه لي سنة المفاجئات
    _ ماذا تقصدين ..؟
    _ لقد ذهبنا لشقة احدهم .. احد الرجال .. واللذي قال ..
    _ نعم ..؟
    كانت ساره تنصت بتمعن وكأنها تنتظر كارثه ..
    _ قال انه ... أبــ .. ـي
    _ ماذا .؟
    بدت ساره غير مصدقه تماما .. – ماذا تقولين ..؟
    _ لا اعرف .. هذا ما فهمته
    _ كلوديا تحدثي بجديه .. اليس ابوك .. ميت ..؟
    نطقت ساره الكلمه بخوف وتردد .. لم تعرف ماذا تفعل ولكن اليست هذي الحقيقه اللتي يعرفها الجميع ..
    _ هذا ما اعرفه .. ولم اعد افهم شيء ..
    _ هل انتي متأكده انه قال لك .. انه والدك ..؟
    _ الوضع لا يسمح بسماع شيء اخر ..
    _ اعتقد ان الامر معقد .. الا يجب ان تتصلي بأمك كي تفهمي منها ..
    لم تكمل ساره جملتها حتى صرخت كلوديا بوجهها – لن اكلمها ابدا ... ان لم تسأل هي عني هذي المده كلها لن افعل انا ايضا ..
    _ كلوديا في الاخير انتي المخطئه في المسأله .. يجب ان تعترفي ..
    _ اليس على الامهات ان يسألو عن ابنائهم مهما حدث ..؟ اليس هذا هو الشيئ الطبيعي في الحياة ..؟
    _ كلوديا .. لا تكوني حمقاء .. يجب عليك ان تتحدثي مع امك ..
    _ هل بدأ مكوثي يزعجك ..؟ انـا اسفـه ولكن ..
    وقفت ساره بسرعه وهي غاضبه جدا .. – ان كان هذا ما فهمته من حديثي اعتقد انك لم تستعيدي عقلك بعد
    فكري مليا بما تقومين بفعله .. وان كان على اقامتك هنا .. تعرفين انها تجعلني سعيده جدا ..
    خرجت بسرعه من الغرفه وصفقت الباب خلفها بقوه .. احست كلوديا بالحزن لما قامت به
    لقد كانت هذي المره غبيه جدا لقولها مثل هذا الكلام لساره .. ولكن مع هذا لا يمكنها ان تبدأ الحديث
    مع امها ما دامت لم تسأل عنها حتى .. هي لا تعرف حتى ان كانت لدى امها اي فكره اين تكون الان ..

  9. #48
    رمت بنفسها على السرير واغمضت عينيها وهي تبكي .. ماذا الان .. او بالاحرى ماذا بعد ..؟
    من يمكن ان يكون ذاك الرجل اللذي قال انه ابوها ..؟ كيف تقول لها امها ان ابوها مات منذ ان كانت طفله ..
    من الكاذب بينهم .. هل يعقل ان يكون ابوها حقا ..؟ اين كان اذن كل هذي المده ..؟ لما لم يسأل عنهم ابداً ..؟
    تكاد تجن من شدت التفكير بالامر .. والان فوق كل ما يحدث لها ادوارد يطلب منها الخروج معه للعشاء ..
    لماذا ..؟ ماذا يريد ..؟ وعن ماذا يريد ان يحدثها ..؟ هل ستكون كلارا هناك ..؟هل يمكن ان يحدث هذا ويجلبها معه ..؟
    سوف تكون الضربه القاضيه بالنسبه لكلوديا .
    هي لن تهتم هذا ما فكرت به .. قررت انها لن تهتم له ابدا .. سوف ترى ماذا سيقول فقط . يجب ان تضغ حدا لحماقتها
    يجب ان تفكر بنفسها اكثر .. لا يجب ان تعود لحب ادوارد بعد الان .. ماهذا الجحيم يا ألهي .. كل هذا حدث
    بعد تركهم لمنزلهم وانتقالهم للقصر ذاك .. كم تتمنى ان تستيقض فتجد ان كل شيء يعود الى حاله .. تتمنى ان تعود
    امها كما كانت .. ولكن لحضه .. كما كانت .. امها كانت على علاقه بذاك الدانيال بالطبع قبل انتقالهم للعيش في القصر ..
    هذا شيء اكيد . هل تفعل الصواب برفضها لزواج امها .. هل يعقل ان تتسبب هي بتعاست امها ..؟
    ولكن هل يعقل ان تحب امها احد في هذي الدنيا اكثر منها .. لماذا ...؟
    كانت هناك مئات الاسأله والمواضيع اللتي لا تفهمها .. بدت تشعر بالحيره والعجز .. لم تعد تستطيع التفكير بشيء ..
    تنهدت و غطت بعد هذا في نوم عميق لم تستيقض منه سوى على رنين هاتفها .. نهضت وهي تتثائب وتشعر بالتعب ..
    اجابت على الهاتف دون ان تنظر للرقم حتى .. – الو ..
    كان صوتها متعب وكان واضح انها لم تستيقض كليا بعد ..
    _ هل انتي نائمه ..؟
    سأل الصوت ببرود .. فجمدت بمكانها .. – ااه .. لا .. اقصد نعم .... لا لا قليلا فقط ..
    _ ماهو القليل فقط ..؟
    نظرت للساعه فوجدتها الثامنه .. يبدو انه دقيق جدا بمواعيده .. – انا اسفه ادوارد .. سوف انزل حالا ..
    لم يقل شيء .. بل اغلق الهاتف .. كم هو كريهه .. لم يقل حتى وداعا ..
    ماهذا الرجل .. يا الهي .. اعطني القوه كي لا افعل شيء احمق اندم عليه لاحقا ..
    خرجت وهي مسرعه .. حتى انها لم تبدل ملابسها .. التقت بساره عند الردهه فلم تقل ساره شيء ..
    _ سوف اخرج الان .. لن اتأخر ..
    قالت كلوديا وهي تتقدم منها بخجل ..
    _ افعلي ما تشائين ..
    _ سنتحدث عندما اعود .. ارجوك لا تغضبي ..
    _ لا تقومي باي شيء احمق ..
    _ حاضر ماما ..
    قالت هذا وهي تضحك على ساره اللتي تتصنع الغضب من كلوديا .. اخذت معطفها معها وخرجت بسرعه ..
    كانت سيارة ادوارد تنتظرها في الخارج .. وكان الجو بارد جدا .. نظرت للمقعد بجانب ادوارد فوجدت انه فارغ ..
    احست بالراحه فهو على الاقل لم يجلب كلارا معه .. عندما تقدمت لتدخل السياره رأت انه هناك احد يجلس في المقعد الخلفي ..
    تقدمت لترى من وتفاجأت برؤيتها رالف يجلس هناك .. شعرت بالفرح لرؤيته ففتحدت الباب بسرعه ودخلت لتجلس بقربه ..
    _ سيد رالف .. كيف حالك ..؟
    قالتها بفرح وهي تبتسم له بسعاده غامره .. امسك هو بيديها و قال لها مؤنبا – لقد اتيت لاني ايقنت انك لن تأتي لزيارتي مهما انتظرت ..
    احست بالحرج الشديد منه .. لقد كان على حق .. هو خرج من المستشفى في اليوم اللذي تركت المنزل .. ولكن لم يكن لديها الوقت لتزوره .. وهي نسيت امره كليا في كل هذي المشاكل اللتي تعيشها .. – انا اسفه .. اسفــــه حقا سيد رالف .. ولكني ..
    _ هلا توقفتي عن مناداتي بسيد .. قولي رالف فقط ..
    ابتسمت له – اعتقد انها افضل .. كيف اصبحت ..؟
    _ بعد رؤيت ابتسامتك الرائعه افضل بكثير ..
    نظرت له بفرح وهي سعيده برؤيته على خير ما يرام .. – اني سعيده جدا انك لم تصب بأذى ..
    _ كيف حالك انتي صغيرتي ..؟
    لقد كان ادوارد قد سار بالسياره منذ ان ركبت هي بها .. هذا جيد .. جيد ان رالف اتى معه .. لن يكون عليها ان تكون معه لوحدهما
    وهذا سوف يجعل الجلسه مريحه اكثر ..
    عادت لرالف بعد ان افلت يدها .. وقال لها بقلق – ما بكِ صغيرتي .. هل هناك شيء ..
    _ اه .. لا لا شيء ابدا ..
    _ لستي بخير .. هل هذا لانكِ عرفتي ان امك سوف تتزوج ..؟
    ظلت تنظر له مطولا قبل ان تبتسم بحزن – حسنا .. نوعا ما ..
    _ ولكن عزيزتي .. الامر هو ان ..
    لم يكمل جملته حتى ارتمت في حضنه وهي تبكي بشده .. لم تكن تريد ان تفعل هذا .. ليس امام ادوارد على الاقل .
    ولكن عندما سألها رالف عن حالها تذكرت كل شيء حدث لها .. كانت تريد بشده ان تبكي في حضن احد .. شخص تشعر انه
    يهتم لأمرها حقا .. شخص يستطيع ان يتفهم ما تشعر به .. لم يقل شيء .. لف يديه حولها و بدى يمسح على شعرها – هل انتي طفله ..
    الم تقولي انك كبرتي .. الكبار لا يبكون كلوديا .. يجب ان تواجههي مشاكلك وليس الهرب منها ..
    رفعت رأسها ومسحت دموعها بخجل – انا اسفه ..
    قالت بهمس وهي تشعر بالخجل .. وقعت عينيها على المرأة امام ادوارد فلاحضت انه ينظر لها .. احرجها هذا اكثر ..
    _ صغيرتي لا يجب ان تفعلي هذا .. يجب ان تكوني اكثر تعقلا ولا تتصرفي كالاطفال ..
    _ لم اتصرف كالاطفال .. لم افعل شيء ..
    _ اليس تركك للمنزل تصرف طفولي ..؟
    _ هل كان يجب ان اقبل بتركها لي هكذا فقط .. هي لم تعد تريد ان اكون معها لهذا ..
    _ كلوديا توقفي عن قول هذي الحماقات عزيزتي .. الامور ليست هكذا وانتي تعرفين هذا ..
    انزلت رأسها .. لم تعرف ما تقول له .. بينما اكمل هو
    _ امك واجهت الكثير من المشاكل والمآسي وهي تحاول تأمين لك حياة رائعا .. حياة لا تحتاجين لاي احد فيها ..
    لقد تعبت جدا .. انتي كنتي ترينها فقط عندما تكون معك .. تحاول جعلك لا تشعرين باي نقص .. عندما جاء الوقت لترتاح وتشعر
    انها انجبت فتاة ستريحها .. عندما وجدت الرجل اللذي احست معه انها سترتاح اكثر .. جأتي انتي وقلبتي كل شيء ..
    هل تعتقدين ان روزا تريد تركك حقا ..؟ بعد كل ما فعلت من اجلك هذا يكون جوابك ..؟
    _ انا ابنتها .. ما فعلته ليس دين يجب علي ارجاعه لها ..
    صدمت هذي الكلمات رالف كما صدمتها هي .. لم تشعر عندما خرجت منها .. ماهذا اللذي تقوله بحق الجحيم
    نظرت لأدوارد فوجدته ينظر لها بطريقه غريبه .. كان ينظر لها وكأنه يراها للمره الاولى .. انزلت رأسها
    وهي تحاول السيطره على ارتعاشها .. – ليس هذا .. لم يكن هذا ما اردت قوله
    _ اذن ماذا ..؟
    سألها رالف وهو ينظر لها بتدقيق .. – ماللذي تريدين قوله اكثر مما قلتيه .. ماذا حدث لكِ .. تغيرتي كثيرا في هذا الاسبوع
    _ انا اسفه .. لم اعد اعرف ما اقول .. اسفه حقا
    بدأت تتأسف وهي تحاول كبت دموعها .. كانت تشعر بالكراهيه لنفسها بعد ما قالته .. هل يعقل ان تكون بهذا الجحود ..؟

  10. #49
    بعد كل ما فعلته امها لها .. احست انها حقيره .. بدأت تمسح دموعها وهي تشهق ..
    _ لقد وصلنا ..
    رفعت رأسها بعد ان قال رالف ذلك .. لقد وصلو لمطعم .. مطعم فخم جداً .. فتحو الابواب ونزل رالف وادوارد قبلها .. بينما ضلت هي تنظر للمطعم .. كان جميل جدا ويبدو من المطاعم الغاليه .. نزلت ولحقت بهم بسرعه .. لقد تغير مزاجها الان بقوه .. بدت تشعر بالانزعاج من الوضع .. لقد كان الجو مشحون جدا .. حتى انهم لم يتحدثو بمسأله والدها اللتي ذهبت مع ذكر مشكلة زواج روزا ..
    عندما دخلت للمطعم كان شيء رائع من الداخل .. يبدو راقيا جدا .. الناس اللذين كانو فيه كلهم من الطبقات الراقيه
    والناس الاغنياء .. احست بنضراتهم المستغربه لها .. لقد كانت تبدو في المكان الغلط تماما مع ملابسها الغريبه .. لا تنتمي لهذا الجو
    ابدا .. كانت ترتدي بنطالا اسود ومعطف اسود .. ترفع شعرها للأعلى بأهمال .. وبعد الحوار والبكاء اللذي حدث في السياره يجب ان يكون وجهها قد اصبح شاحب جدا .. لم تأبه لنظراتهم وسارت خلف ادوارد ورالف بهدوء .. عبرو كل الطاولات ولم يجلسو على احداها .. اشتغربت الى اين هم ذاهبين .. وصلو لمكان فيه طاولات معزوله .. يبدو انه للعائلات او شيء كذا .. فتحو احد الابواب ودخلو ..
    دخلت هي بعدهم وهي تشعر بالراحه لانهم سيكونون معزولين عن الناس .. ولكن كل شيء اختفى عندما دخلت .. كانت امها تجلس بأنتضارهم في الداخل .. بدت صدمتها كبيره .. لم ترا امها منذ وقت طويل .. لم تعتد على ان تبتعد عنها كل هذي المده .. كانت مشتاقه لها جدا .. ولكن وبدون شعود تحركت للخلف بسرعه عندما وقفت روزا وتقدمت منها .. صدم هذا روزا فوقت ولم تتقدم اكثر ..
    لم تعرف ما تقول وما تفعل .. انزلت رأسها للأسفل لانها شعرت بالحزن لما قامت به .. لقد كانت امها تبدو متعبه جدا ..
    خرج رالف واقترب ادوارد منها ليهمس بأذنها .. – لا تقولي لها عن جورج ..
    كان قلبها يدق بسرعه عندما اقترب منها ولكن بعد ان قال جورج رفعت رأسها له باستغراب .. – ماذا ..؟
    لم تعرف ماذا كان يقصد بجورج .. لقد كان عقلها قد توقف عن التفكير في هذي اللحضه ..
    نظر لها ادوارد بحده وقال – والدك .. لا تقولي لها اي شيء عنه ..
    وخرج بعد هذا .. استغربت ما قاله .. لما لا تقول لأمها شيء .. اليس من المفروض ان تسألها عن هذا الموضوع ..
    رفعت رأسها لترى ان امها لم تتحرك بعد .. كانت تنتظر منها اي حركه .. – لما لم تسألي عني كل هذي المده ..
    سألت كلوديا بحزن وهي لا تجرؤ على النظر لوالدتها ..
    _ كنت انتظر ان تعودي لصوابك ..
    _ هل تضننيني مجنونه ..؟
    سألت وهي تتقدم لتجلس على اخر مقعد .. ابعد مقعد عن امها ..
    _ هل ستعوديـن للصراخ ..
    _ لا ..
    قالت هذا وهي تحاول ان تفكر باي شيء تقوله ..
    _ لقد وجدت شقه صغيره .. سوف ننتقل لها بعد اسبوع .. هل يناسبك هذا ..؟
    رفعت كلوديا رأسها بسرعه .. لم تفهم .. هل تقصد امها انها لن تتزوج .. _ ماذا ..؟
    سألت بهمس .. – الن تتزوجي ..؟
    _ لن افعل شيء يجعلني اخسرك .. انتي اهم شيء بالنسبه لي في الحياة ..
    لم تعرف ما تقول .. كل شيء كانت تريد ان تقوله ذهب .. كل العصبيه وكل ما كانت تشعر به ..
    هي ايضا شعرت في هذا الاسبوع ان اهم شيء لديها هو امها .. ان كانو سينتقلون من هذا العالم اللذي اٌقحمو فيه
    ويعودون الى حياتهم الطبيعيه .. هذا هو الشيء اللذي تريده حقا .. ولكن هل هذا ما تريده روزا حقا .. هل هذا ما يجعل والدتها
    سعيده ..؟ هل ستعود مجددا للعمل والتعب .. لم تعرف ما تقول .. لن تطلب منها ان تتزوج دانيال ابدا .. هي تعرف ان هذا لا يمكن
    ان يحدث .. لا تريد لأمها ان تتزوج .. ولكن .. ماذا سيحدث ان عرفت ان زوجها مازال على قيد الحياة .. هل تعرف هذا
    ام انها هي ايضا تضنه ميت ..؟ لن تستطيع ان تفعل ما طلبه ادوارد منها .. الموضوع كبير جدا حتى تخبأه .
    بدأت بتوتر وهي تتكلم بهدوء .. وكأنها لا تريد التفكير باللذي ستتحمله امها من اجلها عندما يعودون لحياتهم السابقه ..
    _ متى مات ابي ..؟
    كان السؤال مفاجأ جدا .. رفعت عينيها لتنظر لأمها اللتي بدت مصدومه جدا من السؤال ..
    ضلت تنظر لكلوديا وهي لا تعرف ما تقول .. .. هل جاء الوقت اللذي يجب ان تعرف كلوديا
    فيه كل شيء .. لماذا تسأل الان عن جورج .. ماذا حدث ..؟
    _ لما تسألين .. الأن ..؟
    سألت روزا بخوف .. لم تعد تستطيع التفكير بعد ان جاء اسم جورج .. بدت تشعر بالاشتياق له .. لو كان هو الان هنا
    لما حدث لها كل هذا .. هزت رأسها وهي تحاول ازالت هذي الافكار .. جورج ليس بالرجل اللذي تستطيع ان تعتمد عليه ..
    _ فقط .. للأ شيء ..
    لم تعرف ما تقول .. هل تعترف انها التقت رجل قال انه والدها .. ولكن يجب ان تعرف اولا هل ابوها ميت حقا
    ام انها ايضا كذبه عاشت فيها كل هذي المده ..
    _ لقد مات عندما ... عندما كنتي ..
    لم يكن في رأسها شيء لتقوله .. او انها لم تتذكر ما كانت قد قالته في الماضي عن جورج .. لذى قالت بغموض
    _ عندما كنتي صغيره ..
    _ هل مات ابي حقا امي ..؟
    سألت كلوديا السؤال عندما احست ان امها كانت متوتره .. يجب ان يكون هناك شيء .. لماذا عساها ترتبك ان كان
    لا يوجد شيء مخفي ..
    _ لماذا هذي الاساله الان كلوديا .. ماللذي ذكرك بأبوك ..؟
    _ هو .
    خرجت الكلمه بسرعه قبل ان تفكر بها .. مهما حاولت ان تتفهم صدمت امها ولكنها لم تضن ان تكون بهذي القوه ..
    وقفت بسرعه وهي تنظر لكلوديا بخوف – ماذا تقصدين ..
    صرخت عندما لم تتحدث كلوديا – تكلمي كلوديا ماللذي تقصدينه بهذا ..؟
    _ امي مابك ..؟ انه فقط .. انـنـي ...
    _ ماذا .. قولي ماذا هناك ..؟
    _ لقد التقيت رجل يقول انه ابي .
    قالت هذا بسرعه وهي تحاول ان تبعد كل شي .. لم تعرف سبب غضب امها عليها هكذا ..
    ولكن هذا كله زال عندما سمعت روزا هذا .. سقطت على الكرسي وهي تبدو محطمه .. ماذا حدث لها ..
    صرخت كلوديا وهي تنتقل بسرعه لتجلس بجوار امها – ماذا هناك امي .. مابك ارجوك ..؟
    رفعت روزا عينيها لأبنتها .. كانت مصدومه للغايه .. لم تعد تستطيع التفكير بشيء .. – اين التقيتي به ..؟
    _ امي اهدئي ارجوك .. لنخرج من هنا ..
    لم تعرف مايجب عليها فعله .. ولكن روزا لم تكن تسمع شيء .. كانت تتكلم وتسأل بأرتعاش ..
    _ اين التقيتي بهذا الرجل .. متى وكيف قال لك هذا .. تكلمي هيا ..
    _ لقد اخذني ادوارد لأراه ..
    عندما اعترفت بهذا وقفت امها بسرعه وسحبتها معها خارج المطعم .. كان ادوارد ورالف ينتظرونهم بالسياره
    تغير الجو واصبح بارد جدا .. بدأت تمطر بغزاره .. افلتت روزا يد ابنتها في الخارج وركضت نحو السياره .. لم تركب بل
    ضربت على باب ادوارد كي يفتحه .. خرجو كليهم من السياره وهم مستغربين من موقف امي .. انا لم اتحرك بعد هذا .. كنت اشاهد
    ما يحدث من بعيد .. كانت امي تبدو كالمجنونه لم اعرف مابها ولما تتصرف هكذا .. لم اسمعهم عندما تحدثت مع ادوارد
    ولاكني عرفت انها قالت له ما قلته انا .. لانه نظر لي بعصبيه اخافتني جدا ..
    اقتربت منهم بهدوء وانا احاول تهدئت نفسي ..
    كانت كلوديا تنظر لأمها بخوف .. هل سيحدث شيء لروزا الان .. تبدو في حاله سيئه جدا ..
    امسكت بأدوارد من كتفيه وكانت تهزه بقوه وهي تصرخ .. كلوديا لم ترى من قبل امها هكذا ابدا ..كانت تبدو كالمجنونه ..
    اقتربت منها واحتضنتها بقوه – امي ارجوك كفى .. اهدئي ارجوك ..
    بدت كلوديا بالبكاء وهي تشعر بارتعاش امها .. هدأت روزا في احضان ابنتها .. لقد تبللو كليا .. امسكت رالف بروزا وادخلها
    للسياره .. بينما ضلت كلوديا واقفه تنظر لما فعلت .. ماذا كان سيحدث ان ضلت صامته كما طلب منها ادوارد ..
    _ هل انتي راضــيه الان .. هل حصلتي على الاجابه اللتي تريدينها ..؟
    سأل ادوارد هذا بغضب شديد .. لقد القى اللوم كله عليها .. لماذا ..؟
    ولكن ان فكرت ههي قليلا فهي سبب كل هذا .. كان يجب ان تعرف متى تتحث ومتى لا .. كان يجب على الاقل ان
    تفكر لما طلب منها ادوارد عدم الكلام .. ركبت السياره بقرب امها وعادت لأحتضانها .. كانت امها تنظر من زجاج السياره وهي
    نصف نائمه .. تبدو شاردت الذهن تماما .. همست كلوديا بأذنها ..
    _ ما بك امي ..؟
    رفعت عينيها لها واغمضتهم بعد هذا .. يبدو انها لم تعد تريد الحديث .. سارو في طريق طويل عرفت انه متجه نحو
    القصر .. لم تكن تريد العوده للقصر الان .. ولكنها لن تستطيع ترك امها هكذا ..
    وصلو للقصر فنزلت كلوديا وهي تمسك بأمها اللتي توجهت الى الملحق بسرعه .. ماذا حدث .. الن تفهم الموضوع على الاقل .؟
    كانت كلوديا تنظر لهم بأستغراب .. الا تريد روزا ان تسأل شيء عن جورج ..؟ لم تلحق بأمها بل ضلت واقفه تحت المطر وهي تنظر
    للأمام بدون تصوب نضرها لشيء .. – الن تدخلي ..؟
    جائها صوت ادوارد فأستدارت ببطئ لتجد انه يقف في باب القصر يمسك الباب في انتضار دخولها ..
    ضلت تنظر له قليلا قبل ان تتقدم لتدخل القصر .. فكرت عندما وصلت بقربه – اريد الذهاب لأرى امي ..
    _ دعيها الان .. يجب ان تبقى قليلا وحدها ..
    نظرت له بتعب شديد .. ان كان هذا رأي ادوارد فهو الصح .. دخلت امامه وتوقفت امام غرفة الضيوف .. لم تعرف هل تدخل ام
    ماذا تفعل .. امسك ادوارد بذراعها وقادها معه لتجلس على احدى الارائك .. لم يكن في الغرفه احد رفعت نظرها له وهي تحاول
    منع دموعها من النزول .. – ماذا حدث ..؟
    _ انا من يجب عليه ان يسأل .. ماللذي قمتي بفعله ..؟
    _ لم افعل شيء .. لقد قلت لها فقط ...
    لم تستمر .. كان يجلس بقربها وهو يتحدث معها .. كان يبدو منزعج من تصرفها ولكنه لم يصرخ عليها ..
    قطع عليهم حديثهم دخول كلارا اللتي بدت مستغربه من وجود كلوديا في بادء الامر .. وبعدها ركضت نحوها لتركع امامها
    وهي تمسك بيديها .. كانت تنظر لي بلطف شديد وهي تحاول ان تفهم ما بي .. اعتقد ان حالتي بدت سيئه جدا ..
    مع كل ما تفعله ومع كل طيبة هذي الفتاة الى انني لم استطع ان احبها .. – كيف انتي الان كلوديا ..؟
    كان سؤالها يضهر مدى اهتمامها .. نظرت لها بابتسامه متكلفه جدا – الى حدا ما .. بخير ..
    دخلت بعد هذا السيده كاميليا فوقفت لألقي عليها التحيه .. ولاكنها احتضنتني بسرعه وهي تبدو سعيده جدا بعودتي
    _ لقد كان البيت مضلم مذ ان تركتينا .. كيف اصبحتي الان صغيرتي ..
    _ انا بخير .. شكرا ..
    قلت ذلك وانا اشعر بالتعب .. جلست بقربي بينما وقفت ادوارد .. تكلم بهدوء وهو يعطينها ضهره ..
    _ اعتقد ان الرجل اللذي التقيتيه هو ابوك ..
    رفعت نظري له بسرعه .. لم استوعب جيدا ما قاله ..- ها ..؟
    نظرت للسيده كاميليا ويبدو انها هي الاخرى لم تصدم جدا بالخبر .. هل تعرف شيء ..؟
    _ اسمعي كلوديا .. لا اعرف هل من الجيد ان اخبرك انا بالموضوع ام روزا ولكن ما استطيع ان اقوله لك الان
    ان الرجل اللذي التقينا هو جورج .. وهو والدك ..
    ابتلعت ريقها بصعوبه .. لم تعرف ماذا تسأل الان .. لماذا ابوها ليس ميت .. او لماذا قالو لها انه مات ..
    نظرت للسيده كاميليا وسألتها – اليس ابي ميت .؟ الا تعرفون هذا ..؟
    استدار ادوارد لينظر لها .. لقد بدت كالاطفال وهي تسأل .. لم تعرف كاميليا ما يجب عليها ان تقول
    ففضلت ترك الموضوع لأبنها اللذي قال – هذي قصه طويله .. اعتقد ان الافضل ان نتركها لروزا كي تقولها لكِ ..
    _ ان كنت تعرفها قلها انت .. افهموني ماذا يحدث ..؟
    نظرت كلوديا لكلارا وهي تحاول ان تجعل الفتاة تقول اي شيء ان كانت تعرف .. هزت كلارا رأسها
    بأسف وهي تعلن عدم معرفتها بشيئ ..
    _ انتي متعبه جدا عزيزتي .. اذهبي للنوم وغدا سوف نتحدث بكل شيء ..
    قالت السيده كاميليا بهدوء وقلق هذا .. لقد كانت كلوديا تشعر بالتعب الشديد .. والنعاس كان يدغدغ عيناها بقوه ..
    لذا لم تصر على معرفت المزيد .. النوم سوف يريحها اكثر .. لم تعد لديها الطاقه الكافيه لمعرفت مفاجأت اكثر اليوم ..
    القت عليهم التحيه وخرجت .. عندما وصلت للباب الخارجي للقصر كان آمون يقف هناك .. نظر لها بأبتسامه مشرقه
    .. – لقد عدتي اخيرا .. كان المنزل هادئ جدا في غيابك ..

  11. #50
    ابتسمت له – الم يكن مريح ..
    قالت هذا وهي تقف امامه .. لقد اشتاقت حقا لهذا القصر وللناس اللذين فيه ..
    لم تعرف هذا الا عندما عادت له ..
    _ لا لم يكن مريح ابدا .. لم يكن هناك من يصرخ ويتسبب بالمشاكل .. هذا مزعج
    اضحكها ما قاله فأبتسم هو بدوره لها - تكونين اجمل بكثير عندما تضحكين .. لا تتجهمي بعد الان
    _ حــاضر سيــدي ..
    القت عليه التحيه العسكريه وهي تضحك .. بعدها قالت له – سوف اذهب للنوم الان ..
    _ اراكي غدا اذن .. لا اعتقد انك ستذهبين للمدرسه ..؟
    _ نعم .. لا اعتقد انا ايضا
    قالت هذا بهدوؤ وخرجت من الباب .. كان الجو ما زال يمطر بغزاره .. امسكها واخرج المضله الموضوعه على الباب .. فتحها واوصلها لباب الملحق .. _ شكراً ..
    _ احلام سعيده .. نامي جيدا ..
    _ شكرا لك ...
    قالت هذا ودخلت للمنزل .. خلعت معطفها المبلل كليا .. ذهبت للغرفه .. لقد كانت كما تركتها .. اخذت منشفه ودخلت
    لتأخذ حماما سريعا قبل ان تتجهه نحو سريرها .. لم تسمع صوتا لأمها لذا عرفت انها نائمه ..
    لم تستطع كلوديا في ذلك اليوم النوم في سريرها فنهضت ليلا واتجهت نحو غرفت امها ..
    كانت روزا تغط في النوم في ذلك الوقت .. تحركت ودخلت في السرير لتنام مع والدتها .. اندست في حضنها
    ونامت نوما عميقا جدا .. احست في ذالك الوقت بالراحه والامان التام في حضن امها ..
    في صباح ذلك اليوم عندما استيقضت كلوديا كانت روزا قد استيقضت قبلها .. ولكنها لم تنهض من على السرير بل ضلت
    عليه تحتضن كلوديا .. _ صباح الخير ماما ..
    هذا ما قالته كلوديا لأمها عندما انتظرت منها اي شيء ولكن روزا كانت في عالم اخر ..
    نظرة لأبنتها وبدت تتحدث وكأنها تتحدث مع نفسها – لقد بدأ كل شيء عندما جاء لحينا .. كان رائعا أنذاك ..
    كانت كلوديا تنظر لأمها بأستغراب وهي لا تفهم شيء مما تقوله .. ولكن مع اكمال روزا لحديثها بدأت كلوديا تفهم ..
    لقد كانت امها تتحدث عن جورج .. واللذي هو والد كلوديا .. استمعت لوالدتا بدقه وهي تروي قصتها ..
    بدت الام وكأنها لا تشعر بوجود كلوديا ..
    _ احبتته منذ البدايه .. كان مختلف عن كل من في المدرسه .. وكل الفتيات كن مهتمات به .. ولكنه
    ابدى اهتمامه بي منذ اللحضه الاولى .. ربما هذا ما جعلني اسير معه كيفما يشاء .. كنا صغار انذاك ..
    لم اكن قد تجاوزت السابعه عشر بينما هو كان في الرابعه والعشرين تقريبا .. بعد تعارفنا بأسبوعين فقط
    طلب مني الزواج ..
    توقفت روزا قليلا عن الحديث عند هذا الحد بينما كانت كلوديا تستمع وهي لا تكاد تصدق ما تقوله امها ..
    بدت القصه لها وكأنها فيلم سنمائي .. ولكن ليس هناك وقت لشرودها فقد عادت روزا للحديث الان ..
    _ بالطبع لم يوافق اهلي على هذا .. ولكن لانني كنت حمقاء الى حد لا يتخيله احد.. وافقت على ان نتزوج
    بدون موافقت اهلي .. لا اعرف كيف استطاع هو ان يقنع من قام بتزويجنا أنذاك وكيف استطاع ان يقنعني
    ان اهلي سوافقون يما ما على زواجنا ..لقد حدث كل شيء بسرعه .. جورج .. لقد كان غامضا جدا ..
    لم اشعر يوما انني افهمه .. كانت تصرفاته كلها غريبه .. عشت معه بعد ان تركت اهلي مده لا تتجاوز الست
    اشهر .. وبعدها اختفى .. تركت المدرسه في ذلك الوقت .. كان جورج صديق دانيال المقرب .. لذا عندما غاب
    واختفى ذهبت لأسأله عن جورج .. هو بالطبع لم يعرف بزواجي منه الى في ذلك الوقت .. اعتقد انه كان حزين جدا
    .. لقد كان دانيال واقعا بحبي منذ ان عرفته .. ولم اشعر يوم انه كف عن شعوره تجاهي .. بينما انا لم اشعر في يوم
    من الايام بأي احساس تجاه احد غير جورج .. لم يعرفه هو ايضا اين اختفى زوجي .. انتقلت للعيش في منزل كاميليا ودانيال في ذلك الوقت .. لقد رفض اهلي عودتي لهم بعد ان عرفو بزواجي .. وفي ذلك الوقت اكتشفت انني حامل ..
    حامل بأجمل طفله في هذي الدنيا .. بأروع هديه حملتها لي الاقدار .. عاد جورج بعد غياب دام اسبوعان ..
    ولكنه لم يعد لي .. لم يعد ليفسر لي سبب غيابه .. ولا لنعود لمنزلنا الصغير ونتتظر حضور مولودنا .. بل عاد ليعتذر
    عن ماذا .. لم اعرف في ذلك الوقت .. قال لي فقط انه اسف .. وان كل ما حدث لم يكن بيديه .. قال هذا واستدار ليذهب ..
    ناديته .. صرخت ووقعت ارضا وانا لا استوعب شيئ مما يقوله .. في ذلك اليوم كانت السماء تمطر بشده ..
    وكأنها تريد ان تخفي دموعي عنه .. عندما صرخت خلفه وقلت له انني حامل توقف قليلا
    ولكنه لمم يفعل شيء اكثر من هذا .. توقف قليلا فقط .. ربما كانتت لحضات لا تتعدى الثواني .. قبل ان يواصل سيره
    ويبتعد كليا .. يخرج من عالمي .. العالم اللذي اقحمني فيه ..
    امسكت كلوديا بيد امها عندما شعرت بها ترتعش .. كانت دموعها تهطل ولكن كان بكائها من دون صوت ..
    _ والدك لم يمت .. جورج لم يمت .. كنت اعرف هذا منذ البدايه .. ولكنه مات في قلبي .. لهذا لم يكن هناك داع لذكر وجوده ..
    _ اين كان اذن ..؟
    سألت كلوديا بتوتر .. كانت مرتبكه جدا بعد ما قالته امها .. لك تعرف بما تفكر الان .. هل يعقل ان يكون
    والدها بهذي الحقاره .. هل يعقل انه هو سبب كل المآسي اللتي تعاني منها روزا الان .. المآسي اللتي عانت منها سابقا ايضا ..
    _ لقد كان في السجن ..
    بدت الان تنظر لكلوديا .. يبدو انها الان فقط استوعبت انها تتحدث مع ابنتها ..
    _ لم اكن اريد ان اخبرك بهذا الشيء .. لقد كان يأذيني جدا لذا لم ارد ان تشعري بالألم بسبب شخص لم
    يهتم حتى بأن يسأل عنكِ ..
    لقد بدى الامر سيء جدا بالنسبه لكلوديا ..
    _ لماذا هو في السجن ..؟

  12. #51
    ابتسمت له – الم يكن مريح ..
    قالت هذا وهي تقف امامه .. لقد اشتاقت حقا لهذا القصر وللناس اللذين فيه ..
    لم تعرف هذا الا عندما عادت له ..
    _ لا لم يكن مريح ابدا .. لم يكن هناك من يصرخ ويتسبب بالمشاكل .. هذا مزعج
    اضحكها ما قاله فأبتسم هو بدوره لها - تكونين اجمل بكثير عندما تضحكين .. لا تتجهمي بعد الان
    _ حــاضر سيــدي ..
    القت عليه التحيه العسكريه وهي تضحك .. بعدها قالت له – سوف اذهب للنوم الان ..
    _ اراكي غدا اذن .. لا اعتقد انك ستذهبين للمدرسه ..؟
    _ نعم .. لا اعتقد انا ايضا
    قالت هذا بهدوؤ وخرجت من الباب .. كان الجو ما زال يمطر بغزاره .. امسكها واخرج المضله الموضوعه على الباب .. فتحها واوصلها لباب الملحق .. _ شكراً ..
    _ احلام سعيده .. نامي جيدا ..
    _ شكرا لك ...
    قالت هذا ودخلت للمنزل .. خلعت معطفها المبلل كليا .. ذهبت للغرفه .. لقد كانت كما تركتها .. اخذت منشفه ودخلت
    لتأخذ حماما سريعا قبل ان تتجهه نحو سريرها .. لم تسمع صوتا لأمها لذا عرفت انها نائمه ..
    لم تستطع كلوديا في ذلك اليوم النوم في سريرها فنهضت ليلا واتجهت نحو غرفت امها ..
    كانت روزا تغط في النوم في ذلك الوقت .. تحركت ودخلت في السرير لتنام مع والدتها .. اندست في حضنها
    ونامت نوما عميقا جدا .. احست في ذالك الوقت بالراحه والامان التام في حضن امها ..
    في صباح ذلك اليوم عندما استيقضت كلوديا كانت روزا قد استيقضت قبلها .. ولكنها لم تنهض من على السرير بل ضلت
    عليه تحتضن كلوديا .. _ صباح الخير ماما ..
    هذا ما قالته كلوديا لأمها عندما انتظرت منها اي شيء ولكن روزا كانت في عالم اخر ..
    نظرة لأبنتها وبدت تتحدث وكأنها تتحدث مع نفسها – لقد بدأ كل شيء عندما جاء لحينا .. كان رائعا أنذاك ..
    كانت كلوديا تنظر لأمها بأستغراب وهي لا تفهم شيء مما تقوله .. ولكن مع اكمال روزا لحديثها بدأت كلوديا تفهم ..
    لقد كانت امها تتحدث عن جورج .. واللذي هو والد كلوديا .. استمعت لوالدتا بدقه وهي تروي قصتها ..
    بدت الام وكأنها لا تشعر بوجود كلوديا ..
    _ احبتته منذ البدايه .. كان مختلف عن كل من في المدرسه .. وكل الفتيات كن مهتمات به .. ولكنه
    ابدى اهتمامه بي منذ اللحضه الاولى .. ربما هذا ما جعلني اسير معه كيفما يشاء .. كنا صغار انذاك ..
    لم اكن قد تجاوزت السابعه عشر بينما هو كان في الرابعه والعشرين تقريبا .. بعد تعارفنا بأسبوعين فقط
    طلب مني الزواج ..
    توقفت روزا قليلا عن الحديث عند هذا الحد بينما كانت كلوديا تستمع وهي لا تكاد تصدق ما تقوله امها ..
    بدت القصه لها وكأنها فيلم سنمائي .. ولكن ليس هناك وقت لشرودها فقد عادت روزا للحديث الان ..
    _ بالطبع لم يوافق اهلي على هذا .. ولكن لانني كنت حمقاء الى حد لا يتخيله احد.. وافقت على ان نتزوج
    بدون موافقت اهلي .. لا اعرف كيف استطاع هو ان يقنع من قام بتزويجنا أنذاك وكيف استطاع ان يقنعني
    ان اهلي سوافقون يما ما على زواجنا ..لقد حدث كل شيء بسرعه .. جورج .. لقد كان غامضا جدا ..
    لم اشعر يوما انني افهمه .. كانت تصرفاته كلها غريبه .. عشت معه بعد ان تركت اهلي مده لا تتجاوز الست
    اشهر .. وبعدها اختفى .. تركت المدرسه في ذلك الوقت .. كان جورج صديق دانيال المقرب .. لذا عندما غاب
    واختفى ذهبت لأسأله عن جورج .. هو بالطبع لم يعرف بزواجي منه الى في ذلك الوقت .. اعتقد انه كان حزين جدا
    .. لقد كان دانيال واقعا بحبي منذ ان عرفته .. ولم اشعر يوم انه كف عن شعوره تجاهي .. بينما انا لم اشعر في يوم
    من الايام بأي احساس تجاه احد غير جورج .. لم يعرفه هو ايضا اين اختفى زوجي .. انتقلت للعيش في منزل كاميليا ودانيال في ذلك الوقت .. لقد رفض اهلي عودتي لهم بعد ان عرفو بزواجي .. وفي ذلك الوقت اكتشفت انني حامل ..
    حامل بأجمل طفله في هذي الدنيا .. بأروع هديه حملتها لي الاقدار .. عاد جورج بعد غياب دام اسبوعان ..
    ولكنه لم يعد لي .. لم يعد ليفسر لي سبب غيابه .. ولا لنعود لمنزلنا الصغير ونتتظر حضور مولودنا .. بل عاد ليعتذر
    عن ماذا .. لم اعرف في ذلك الوقت .. قال لي فقط انه اسف .. وان كل ما حدث لم يكن بيديه .. قال هذا واستدار ليذهب ..
    ناديته .. صرخت ووقعت ارضا وانا لا استوعب شيئ مما يقوله .. في ذلك اليوم كانت السماء تمطر بشده ..
    وكأنها تريد ان تخفي دموعي عنه .. عندما صرخت خلفه وقلت له انني حامل توقف قليلا
    ولكنه لمم يفعل شيء اكثر من هذا .. توقف قليلا فقط .. ربما كانتت لحضات لا تتعدى الثواني .. قبل ان يواصل سيره
    ويبتعد كليا .. يخرج من عالمي .. العالم اللذي اقحمني فيه ..
    امسكت كلوديا بيد امها عندما شعرت بها ترتعش .. كانت دموعها تهطل ولكن كان بكائها من دون صوت ..
    _ والدك لم يمت .. جورج لم يمت .. كنت اعرف هذا منذ البدايه .. ولكنه مات في قلبي .. لهذا لم يكن هناك داع لذكر وجوده ..
    _ اين كان اذن ..؟
    سألت كلوديا بتوتر .. كانت مرتبكه جدا بعد ما قالته امها .. لك تعرف بما تفكر الان .. هل يعقل ان يكون
    والدها بهذي الحقاره .. هل يعقل انه هو سبب كل المآسي اللتي تعاني منها روزا الان .. المآسي اللتي عانت منها سابقا ايضا ..
    _ لقد كان في السجن ..
    بدت الان تنظر لكلوديا .. يبدو انها الان فقط استوعبت انها تتحدث مع ابنتها ..
    _ لم اكن اريد ان اخبرك بهذا الشيء .. لقد كان يأذيني جدا لذا لم ارد ان تشعري بالألم بسبب شخص لم
    يهتم حتى بأن يسأل عنكِ ..
    لقد بدى الامر سيء جدا بالنسبه لكلوديا ..
    _ لماذا هو في السجن ..؟

  13. #52
    تكملة الجزء الثـــامنـ..



    سألت كلوديا بهمس .. كانت مرتبكه جدا بعد ما قالته امها .. لك تعرف بما تفكر الان .. هل يعقل ان يكون
    والدها بهذي الحقاره .. هل يعقل انه هو سبب كل المآسي اللتي تعاني منها روزا الان .. المآسي اللتي عانت منها سابقا ايضا ..
    _ لقد كان في السجن ..
    بدت الان تنظر لكلوديا .. يبدو انها الان فقط استوعبت انها تتحدث مع ابنتها ..
    _ لم اكن اريد ان اخبرك بهذا الشيء .. لقد كان يأذيني جدا لذا لم ارد ان تشعري بالألم بسبب شخص لم
    يهتم حتى بأن يسأل عنكِ ..
    لقد بدى الامر سيء جدا بالنسبه لكلوديا ..
    _ لماذا كان في السجن ..؟
    _ لقد سمعتي بما فيه الكفايه لليوم .. هيا لننهض
    _ امي .. لم اعد صغيره بعد الان .. اخبريني بكل شيء .. لم عد اتحمل هذا الغموض اللذي دخل حياتي فجأ ..
    ابتسمت روزا لابنتها بحب وهي تلف ذراعيها حولها – اعتقد انك على حق عزيزتي .. ولكن هلا اعطيتني انا الفرصه
    لأفكر قليلا بما حدث وبما يجب ان تعرفيه ..
    _ كل شيء .. امي اريد ان اعرف كل شيء ..
    _ حاضر ايتها الفتاة الكبيره .. كل شيء .. اعدك . .
    قبلت ابنتها على جبينها ونهضت من السرير .. لقد تغير مزاجها قليلا بعد ان تحدثت مع كلوديا ..
    احست ان شيء من الهدوء عاد لحياتها .. احست فقط الان ان الحياة مع كلوديا فقط هي الافضل .. وانها في الحقيقه
    تريد هذي الحياة وتفضلها على كونها مع دانيال ..
    ولكن ماذا عن جورج ..؟ هل ستكون حياتها بخير بعودته ..؟ ما اللذي ينوي عليه ..؟ ماللذي اعادته
    الان ..؟ هل يعقل انه قد خرج من السجن للتو ..؟ هذا لا يمكن .. لان ما حكم القاضي به كان اقل من
    ثمانية عشر سنه ..
    _ امي .. هل حضرتي الافطار ؟
    ابعدت طيف جورج عنها عندما دخلت كلوديا المطبخ .. تضاهرة بأبتسامه مشرقه وهي تجيب ابنتها – نعم .. بالطبع عزيزتي
    جهزي اكواب الشاي ..
    _ حاااضر ..
    كانت كلوديا تشعر بسعاده لعودت العلاقه بينها وبين امها كما في السابق .. ومع انها لم تكن تريد ان تفكر بالموضوع
    كي لا تشعر بالحزن لأجل والدتها فهي كانت تشعر بسعاده اكبر لأن روزا قررت عدم الزواج من دانيال ..
    انتهت من تحضير اكواب الشاي كما انتهت روزا من تحضير الفطور .. لم يتحدثا
    كثيرا على الافطار .. على ما يبدو ياولان كليهما الابتعاد عن ما حدث البارحه .. روزا لم تكن تريد
    ان تفتح الموضوع بينما كلوديا لم تعرف كيف تفتحه .. وهكذا انتهى الصباح في تنضيف المنزل
    و احاديث يوميه بين كلوديا وروزا ..
    بينما كانتا تجلسان على التلفاز قفزت كلوديا وهي تصرخ .. – يا ألهي .. ساره سوف تقتلني الان ..
    _ ماذا هناك كلوديا ..؟ ما بك .؟
    _ لم اخبرها باني سوف ابيت هنا .. الان هي قلقه بالتأكيد علي ..
    هرولت نحو هاتفها وعندما وصلت له استغربت انه لم يكن على الصامت .. وايضا لم يكن هناك اي اتصال من ساره
    او حتى رساله ...
    اصابها هذا بالاستغراب .. هل يعقل ان تكون غاضبه الى هذي الدرجه .. لم تكن تريد الاتصال حتى ..
    _ اتصلي اذن بها ..
    _ نعم ..
    استدارت لتقف امام النافذه وهي تبحث عن رقم ساره .. ضل الهاتف يرن
    فتره من الزمن قبل ان تجيب – نعم ..؟
    _ مرحبا ..
    قالتها وهي تتصنع الخوف من صديقتها ..
    _ ماذا هناك كلوديا ..؟
    _ مابك انتي ..؟ اتصلت .. امم .. كي اعتذر لاني .. لاني لم اخبــ .. ـرك اني .. انـي .. ســ..ـ وف ..
    _ سوف تبيتين في القصر .. اليس هذا ما تريدين قوله ..؟
    _ نعم .. كيف عرفتِ ..؟
    _ ليس الموضوع صعب التخمين حين تكون الدعوه من قبل ادوارد ..
    _ ماذا تقصدين ..؟
    _ لا شيء ..
    _ ساره .. لما تتكلمين معي هكذا .. لقد عدت من اجل امي وانتي تعرفين هذا ..
    احست ساره انها بدت لئيمه مع صديقتها .. لقد تحدثت بطريقه غير مناسبه من دون قصد .. كانت فقط
    غاضبه لان كلوديا تجعلها دائما تقلق ولا تتذكر ابدا الاتصال بها لتخبرها بما يحدث ..
    _ اتا اسفه .. لقد كنت غاضبه لانك لم تتصلي بي .. جيد انك اخيرا عدتي لأمك ..
    _ شكرا .. لقد كنتي قاسيه معي ..
    _ حسنا انتي اصبحتي كبيره وتتحملين ..
    _ هذا صحيح .. سوف أتي غدا كي احضر اغراضي من منزلك .. لا اعتقد انني سألحق اليوم ..
    _ حسنا .. كما تشائين .. اه صحيح .. لقد اخذت لك اجازه للغد ان كنتي ترغبين ..
    _ ان كنتي ترغبين .. هل هذا سؤال .. بالطبع ارغب .. ان كنتي تستطيعين اخذ اجازه دائميه لي سيكون افضل ..
    _ هههههههههه انتي حمقاء حقا .. عرفت انك لن تاتي غدا .. فأخذت اجازه .. ولاكن غدا سوف يكون اخر يوم تتغيبين فيه
    هل سمعتي .. هذا الاسبوع والاسبوع القادم لدينا الكثير من الاختبارات .. يجب ان تكوني موجوده .. هل فهمتي
    _ يا الهي .. كم سأتحمل منك .. نعم نعم فهمت .. أراكي غدا اذن
    _ هههههههه حسنا .. وداعا ..
    _ وداعا ..
    اغلقت الهاتف وهي تضحك على صديقتها .. عندما استدارت لم تكن روزا جالسه على المقعد امام التلفاز
    كما كانت قبل قليل .. سمعت صوت امها تتحدث في الغرفه فلحقت بها لترى مع من تتحدث ..
    لم تلحق على الكثير .. لقد اغلفت روزا الهاتف عندما وقفت امام الغرفه .. سمعت من والدتها جمله واحده
    _ انا اسفه دانيال .. وداعـ ـا ...
    قالتها بسرعه واغلقت الهاتف .. شعرت كلوديا بالحزن لما حدث .. هل تشعر والدتها الان بالحزن .. هل تخفي
    ذلك عنها كي لا تحزن ..؟ لم تعرف ما تفعل ولم تكن تستطيع ان تتقبل زواج والدتها ..
    _ بماذا انتي مشغوله .. كنت اناديك الا تسمعين ..؟
    خرجت روزا لتقطع حبل افكار كلوديا .. اشعرها بالراحه بعض الشيء ..
    _ سوف نخرج اليوم للتسوق .. ما رأيك ..؟
    _ التسوق ..؟ لماذا ..؟
    _ سنغادر هذا القصر بعد اسبوع .. تقريبا في نصف الاسبوع المقبل و بعد ثلاث ايام سوف يكون موعد الحفل اللذي
    اعدته كاميليا .. لنخرج لنشتري شيء كي نحضر الحفل .. سوف يكون وداع جميل .. اليس كذلك ..
    كانت روزا تبتسم بينما كلوديا تحاول عدم اظهار مافي داخلها لأمها .. تذكرت ان خطوبت ادوارد سوف تعلن في
    هذي الحفله .. احست بالمرار ولاكنها عرفت انها يجب ان تواجه هذا الشيء .. لا يمكنها التهرب دوما ..
    لن يكون الامر سيء جدا بما انه سيكون قبل انتقالهم ببضعت ايام ..
    ابتسمت لأمها بصعوبه – حسنا .. كما تشائين ..
    _ اذن .. سوف اذهب لأرى كاميليا قليلا .. جهزي نفسك انت ايضا .. لنخرج لتمضيه النهار كله في الخارج اليوم ..
    _ حــــاااضر ماما ..
    خرجت روزا من المنزل بعد ان ارتدت ملابس دافئه .. بينما صنعت كلوديا لنفسها كوبا من القهوه و جلست امام التلفاز ..
    لم يكن لها مزاج كبير للخروج اليوم .. ولكنها لم تكن تريد ان تزعج والدتها برفضها ولا اشغالها بشيء ..
    سيكون افضل شيء هو ان يخرجن سويتا وتكف هي عن الافكار اللتي تأتيها ..
    منذ ان اخبرتها روزا عن قصة ابيها لم تستطع سوى التفكير به .. وبأمها ..
    كانت تشعر ان امها مازالت تكن مشاعر تجاه جورج .. ماذا يحدث في حياتها .. لقد بدأت تشعر
    ان الهدوء اللذي كان يزعجها والملل اصبحا الأن من المستحيلات .. تغير كبير جدا في مده قصيره ..
    الامر صعب عليها .. اب .. فجأ هكذا .. يضهر من العدم .. ماللذي يجب عليها فعله الان ..؟
    وهي تفكر سمعت صوت احدهم يطرق الباب .. وضعت الكوب على الطاوله ونهضت لترى من على الباب ..
    عندما فتحته ورأت كلارا تقف لم تعرف ماذا تقول .. بينما ابتسمت الفتاة بمرح ودخلت بدون ان تدعوها كلوديا للدخول ..
    _ لقد جائت والدتك للقصر .. كنت اضن انك انتي ايضا ستأتين .. عندما قالت امك انك لن تاتي قررت المجيئ للأنضمام اليك
    ان لم يكن لديك مانع ..
    كانت تتحدث بلطف شديد و تهذيب .. قالت كلوديا في نفسها .. ( هذا ما كان ينقصني الأن ) ولكنها ابتسمت للفتاة
    وقالت بلطف – بالطبع ليس لدي اي مانع .. هذا يسرني ..
    جلستا الفتاتان بصمت .. لم يكن لدى كلوديا اي شيء تقوله
    بينما كانت كلارا تشعر ببعض الحرج .. هذي هي المره الأولى اللتي يجلسن فيها لوحدهم ..
    _ سوف تحضرين الحفل .. اليس كذلك ..
    سألت كلارا بخجل وهي تبتسم لكلوديا بينما امسكت كلوديا بهاتفها بتوتر واجابتها – همم .. نعم بالطبع
    _ اتمنى ان يسير كل شيء على ما يرام .. اشعر بالتوتر
    _ لماذا ..؟
    استغربة كلوديا سبب كلامها .. من ماذا هذي الفتاة متوتره ..؟
    _ الحفل بمناسبو افتتاح ادوارد لشركته الخاصه وايضا لأنه سوف يتخرج .. ولكني متوتره لان في هذي الحفله
    سوف تعلن خطوبتي على ادوارد رسميا .. اي اننا سوف نصبح ثنائي امام الجميع .. اشعر بالفرح الشديد ولكني متوتره ايضا
    كثيرا .. لا اعرف كيف سأتصرف في الحفل .. سوف يأتي ابي وامي ايضا .. اشعر بالحرج
    لم تقل كلارا اي شيء سيء ولكن كلوديا لم تعد تتحمل سماع ما تتفوه به هذي الفتاة ..
    لم تعرف ماذا كان يجب ان تقول .. نهضت بسرعه وهي تحاول كبت اعصابها .. – سوف احضر لك كوبا من القهوة كي تهدئي
    قالت هذا وهي تتجه نحو المطبخ .. اي شيء المهم ان تنشغل عن سماع هذي الفتاة و موضوع خبطتها بأدوارد ..
    عندما دخلت كلوديا المطبخ دخلت كلارا خلفها .. ضلت صامته برهه من الزمن حتى نطقت بجمله اربكة كلوديا جداً ..
    _ ما رأيك بأدوارد كلوديا ..؟
    _ همم ..؟


  14. #53
    لم تعرف ما تقول .. سكبت القهوه في الاكواب واعطته احداهم لكلارا .. سارت امامها وجلست على المقعد المقابل للتلفاز
    كانت تعرف ان كلارا تنتظر منها اجابه .. اخذت نفسا عميقا وقالت – انه شخص يصعب فهمه .. لا اعرف الكثير عنه فهو لا يختلط كثيرا مع الناس ..
    _ نعم هو منعزل بعض الشيء .. ولكنك عشتي معه مده ليست قصيره جدا .. الا تستطيعين ان تحكمي عليه بشيء ؟
    _ لماذا تريدين ان احكم عليه ..؟
    _ امي تقول لي دائما ان افكر قبل ان اتخذ هذا القرار .. هي ترا ان ادوارد ..
    صمتت قليلا وهي تبحث عن كلمه مناسبه وعندما لم تجد قالت بهمس – ترا ان ادوارد لا يهتم لاحد .. او بالاحرى لا يهتم لشيء ..
    _ اليس هو كذلك حقاً ..؟
    قالت كلوديا هذا بدون تفكير .. حيث ان كلارا نضرت لها باستغراب وقالت – هل ترين هذا ايضا ..؟
    _ حسنا .. هو غير مبالي بعض الشيء .. لا اعرف ولكن هذا ما يبدو عليه الامر ..
    _ هو ليس كذلك .. انه لا يحب ان يظهر مشاعره امام احد .. ولكنه رائع .. لا استطيع تصور حياتي بدونه
    بدت كأنها تتحدث مع نفسها .. كانت تبتسم وهي ترفع رأسها للأعلى .. تبدو اسعد شخص رأت كلوديا في حياتها ..
    بينما كانت تشعر انها هي اتعس شخص .. الأن ..
    لم تعرف بماذا تجيب هذي الفتاة .. ليس من العدل ان تكرهها .. هي لم تفعل شيء لها ..
    ربما لو كان ادوارد احبها لكانت هي اللتي سوف تكون قد اخذته من كلارا .. لانه وكما يبدو يعرفها منذ زمن ..
    ابتسمت كلوديا لها وهي تعتصر قلبها كي لا ينبض عند ذكر ادوارد بسرعه – ان كنتي تحبينه الى هذي الدرجه .. لا يجب ان يهمك
    كلام او رأي اي احد .. اليس كذلك ..
    ابتسمت كلارا لكلوديا وقالت – بالطبع احبه .. اكثر من اي شيء في هذا العالم .. ولكن انتي يجب ان تتعرفي عليه اكثر
    سوف تحبينه ان عرفتيه هو ليس كما يبدو .. انه حقا شخص رائع ..
    بدت كلوديا تنظر لكوب القهوة في يدها .. كانت تريد ان تضحك الان .. ان عرفته سوف تحبه ..
    هذا ما قالته كلارا لها .. لم تعرف انها ممثله بارعه الى هذي الدرجه .. ماللذي قالته حتى باتت في نضر كلارا
    غير معجبه بأدوارد .. ما هذا .. ابتسمت لنفسها واستدارت بعد هذا لكلارا – انتي تحبينه .. اذن لا داعي لأن يحبه شخص اخر
    انتي فتاة رائعه كلارا .. سوف تسعدينه .. واتمنى ان تكوني سعيده ايضا ..
    لم تعرف كلوديا ان كانت تكذب الان ام ان هذا الكلام خرج من قلبها .. ولكن ما تعرفه انها لن تكرهه هذي الفتاة
    فهي طيبه جدا .. و بريئه للغايه ..
    _ بصراحه اشعر بالحزن .. هو لم يقل لي من قبل اي كلمه لطيفه .. او حتى ابتسامه
    لا اشعر انه يشعر بوجودي معه .. ولكني ببساطه لا استطيع تركه .. اشعر انه يحبني ولكنه لا يظهر شيء ..
    _ الم تقولي انها طبيعته .. اذن يجب ان تثقي بما تشعرين به .. لا حاجه لك بسماع شيء منه ..
    ابتسمت له كلارا _ انتي رائعه كلوديا .. عندما تتكلمين اشعر انكي تريحيني حقا .. شكرا
    _ لا داعي .. السنا صديقتان
    _ بلا ..
    كانت تشعر بتضارب مشاعرها الان .. ولكنها سوف تستسلم .. ستتحدث مع هذي الفتاة عن ادوارد
    حتى تستطيع ان تكون في حضوره طبيعيه .. لن تكون مجددا تلك الحمقاء اللتي كانت في السابق .. ادوارد سوف يذهب
    هذي الحقيقه يجب ان تستوعبها كي تستطيع المواصله ..
    عندما تغير الحديث عن ادوارد شعرت بالراحه .. لقد استهلكت كثيرا من طاقتها وهي تتحدث عنه وعن حب كلارا له ..
    الامر صعب عليها ولكنها عرفت انها تستطيع ان تتضاهر على الاقل بالعكس ..
    لم تكن تعرف انها تستطيع فعل هذا الشيء .. سوف تنهي هذا الاسبوع المتبقي لها في التضاهر هنا ..
    _ سوف نخرج للتسوق انا وامي .. هل تودين الخروج معنا ..؟
    قالت كلوديا هذا وهي تحاول انهاء الحديث .. لقد تأخر الوقت ويجب ان تتجهز كي يذهبو ..
    _ شكرا عزيزتي .. ولكني سوف اذهب مع ادوارد لسوق المجوهرات كي نشتري الخواتم ..
    اتمنى ان اجد شيء جميل جدا .. ما رأيك في الحضور معنا .؟
    سألت كلارا هذا السؤال و ضلت تنظر لكلوديا اللتي انزلت رأسها وهي تحاول كبت دموعها .. لقد كان هذا قاسيه جدا ..
    _ اه .. لا شكرا لك عزيزتي .. اتمنى ايضا ان تجدي شيء لطيف ..
    ابتسمت لها بصعوبه وهي تنهض لتحمل الاكواب للمطبخ .. كانت تريد الان ان تخرج كلارا كي يتسنى لها الحزن براحه ..
    وهذا ما حدث فعلا .. جاء كلارا اتصال وبعدها قالت لكلوديا انها يجب ان تعود .. ودعتها كلوديا واغلقت الباب عندما خرجت ..
    ذهبت لغرفتها واغلقت الباب عليها .. احست بالتعب الان .. لقد احتاج الحوار مع كلارا منها كثير من الجهد ..
    فكرت – سوف يذهبون الان كي يشترو الخواتم .. وما شأني انا اذن ..
    يا ألهي لما افكر الان هكذا ..
    فتحت الدرج واخرجت منه دفترها الصغير .. لم تكن تريد ان تقرأ ما كتبت به سابقا ..
    اخرجت من الدرج قلم وكتبت جمله واحده .. – سوف انسى ادوارد .. ساعدنــي يارب ..
    اغلقته بعد هذا واعادته للدرج .. دخلت الحمام كي تتجهز للخروج ..
    سوف تحاول على الاقل نسيان ما يحدث هنا ..



    ^^


  15. #54

  16. #55
    آنتظري غلاتي الحين
    بَ كملها بسس انا قاعده اقرا فيها معكم الحين
    الحين في السطور الاخيره
    اذ خلصتها راااح احطه البارت لكم ^^


    منوره والله

  17. #56
    اوكي حبيبتي
    انا في الانتظار على ناررررررررررررررررررررررررر
    لك مني اكبر بووووووووووووسة

  18. #57

  19. #58
    آسفه والله عَ تـآخري في حط البارت
    بس توي خلصت قريتها ,

    الحين بَ آحطها لكم
    قراءة ممتعه للجميع

    ,

  20. #59
    "الجزء التاسع"





    يا ألهي لما افكر الان هكذا ..
    فتحت الدرج واخرجت منه دفترها الصغير .. لم تكن تريد ان تقرأ ما كتبت به سابقا ..
    اخرجت من الدرج قلم وكتبت جمله واحده .. – سوف انسى ادوارد .. ساعدنــي يارب ..
    اغلقته بعد هذا واعادته للدرج .. دخلت الحمام كي تتجهز للخروج ..
    سوف تحاول على الاقل نسيان ما يحدث هنا ..
    اخذت بعد هذا نفسا عميقا ونفضت كل الافكار من رأسها .. اتجهت نحو دولاب ملابسها وبدأت تختار ماذا سترتدي
    للخروج مع والدتها .. اختارت قميصاَ ابيضا ذو اكمام طويله .. ومعه بنطال اسود .. سرحت شعرها وتركته بدون ان
    ترفعه ووضعت بعض احمر الشفاه على شفاهها .. بدت جميله ببساطتها و هدوء ملامحها .. ابتسمت لنفسها بالمرأه ..
    لقد احست بالراحه بعد حوارها مع كلارا .. لم تكن تتصور ان هذا ممكن ان يحدث .. ان تشعر بالراحه عندما تتحدث
    مع غريمتها .. ولكن هذا ما حدث .. وضعت هاتفها في حقيبتها وحملتها .. عندما خرجت ارتدت حذائها ومعطفها
    ولفت شالا ابيض حول رقبتها وخرجت لتنتظر والدتها في الخارج ..
    كان الجو لطيف .. لقد بدأ فصل الشتاء .. والاشجار كانت عاريه تماما من الاوراق .. الارض ملونه من اوراق الشجر المتساقطه
    ولم يحن بعد وقت هطول الثلج .. نظرت لحديقة القصر .. فكرت انها سوف تبدو رائعه عندما تثلج ..
    ولاكنها لن تراها في ذلك الوقت .. عندما ينتقلون من هنا لا تريد العوده ابدا .. حتى للزياره لن تأتي ..
    سارت قليلا في ارجاء الحديقه وهي تتمتع بمنظرها الخلاب .. كانت الارض رطبه بعض الشيء والجو دافئ ..
    اخذت نفسا عميقا وهي تنظر للسماء .. تتذكر اول يوم دخلت فيه هذا القصر ..
    لقد كان يوما مشؤما للغايه .. ولاكن عندما تتذكر الايام اللتي قضتها هنا تشعر بانها لم تكن بذلك السوء ..
    لقد حدثت لها اشياء جميله ايضا هنا .. وكانت هناك لحضات جميله مرت عليها ..
    حتى مع ادوارد و ذكرياتها معه هنا .. سوف تتذكرها دائما وابداً ..
    _ هل ما أراه حقيقه .. لابد اني احلم ..
    جائها صوته من الخلف ففزعت واستدارت لترى من هناك .. ابتسمت حالا عندما رأت آمون يسير نحوها ..
    _ كلوديا هنا .. ما هذي المفاجأ ..
    _ انا هنا منذ البارحه .. اين كنت انت ..؟
    _ اااه .. منذ البارحه .. لم يخبرني احد .. لقد كان لدي بعض الاعمال ..
    اخذ نفسا بعد هذا وقال – كيف حالك .. لقد كان الجو كئيبا جدا هنا عندما كنتي غائبه ..
    _ حقا ..
    بدت سعيده بكلامه فأكملت متصنعه الغرور – ولكن هل تعرف ..؟ هذ امر متوقع .. لانه لا يوجد احد يبعث السرور في النفس في هذا القصر
    تعالت ضحكة آمون .. – ان هذا تجريح لا اقبل به
    _ هههههههههههههه .. ارجو عفوك سيدي ..
    _ لماذا انتي في الخارج اذن ..؟ الجو بارد ..
    _ الجو ليس باردا بتاتا .. وانا هنا لأني انتظر امي .. سوف نخرج للسوق وهي الان تتحدث مع السيده كاميليا .. تأخرت جدا ..
    _ لما لا تدخلين اذن .. تعالي لنرى اين هي الان ..
    _ لا ..
    ارتبكت قليلا .. لم تكن تريد الدخول .. لا تعرف بعد ان كان ادوارد وكلارا قد ذهبا ام لا ..
    _ سأنتظرها هنا .. هذا افضل .. فالجو جميل جدا اليوم ..
    _ ماذا هناك ..؟ ما بك لما انتي مرتبكه ..؟
    _ لست كذلك .. ولكن حقا الجو جميل ..
    _ حسنا تعالي لنجلس هنا ..
    اشار على الكراسي حول الطاوله الموجودات في الحديقه فأتجهوا نحوها ..
    _ كيف هي الامور الان ..؟
    _ ايتِ امور .؟
    _ انتي .. والدتك ..؟
    _حسنا .. بخير .. سوف ننتقل من هنا بعد اسبوع .. اشعر بالراحه لهذا .. اعتقد ان كل شيء سوف يعود كما كان ..
    بدت مرتاحه جدا وهي تقول هذا .. .. لقد نسيت كليا انه آمون ..
    بدى الوضع محرج .. يبدو وكأنها تقصد ان العيش في هذا المكان يزعجها حقا ..
    حاولت تصحيح الوضع – اقصد ان العيش مع عائله اخرى مربك بعض الشيء ..
    قال آمون بأبتسامه – افهم .. اعتقد ان هذا صحيح .. خصوصا انك كما يبدو لي لست معتاده على هذي الاجواء
    ابتسمت له .. مما فهمته انه يقصد اجواء الاغنياء والطبقه الراقيه ..
    _ حسنا .. هذا صحيح ..
    _ تستعملين كلمة (حسنا) كثيرا .. هل انتي متوتره ..؟
    _ اه .. لا ابدا ..
    _ لقد سمعت انك التقيتي بوالدك ..
    _ اه .. نعم .. هذا صحيح
    _ حسنا .. اكملي
    لم تعرف ما تقول .. لقد كان ينظر مباشره الى عينيها .. انزلت رأسها للاسفل
    وبدت تتحدث بهمس – لا اعرف .. لا اشعر بشيء .. بالاحرى لم اصدق المسأله بعد .. يبدو الامر غريب
    اليس كذلك ..
    _ بالطبع . اعتقد انه مضى وقت طويل على غيابه .. لم تعتادي على وجوده وهذا امر طبيعي .. ولكن يجب ان تقتنعي بفكرة وجوده الان
    _ ولكن امي لا تريد ان تلتقي به حتى .. هي لا تريد ان تتحدث عنه اصلا فلما افعل انا
    _ لانه والدك .. هناك مشاكل بينه وبين امك ولكن انتي مختلفه
    _ لست مختلفه .. انا وامي لدينا معه نفس المشاكل
    _ هل يجب ان تعترضي على كل شيء كلوديا ..
    قال هذا بنفاد صبر .. – اسمعي .. يجب ان تفكري قليلا في مسألة ابيك .. يجب على الاقل ان تلتقي به مجددا
    _ آمون هو لم يحاول ان يراني او ان يسأل عني مذ ولدت لما افعل انا هذا ..؟
    _ لهذا السبب يجب عليك مقابلته .. على الاقل لمعرفت اسبابه ..
    _ حسنا ..
    قالت هذا دون اقتناع فرمقها بتعب وهو يتنهد – انتي صعبه جدا
    ضحكت عليه ووقفت – سوف ادخل لأرى امي .. اعتقد انها نسيت موعدنا تماما
    _ احاديث النساء .. عندما تبدء لا تنتهي
    _ اوافقك الرأي تماما
    ضحكا كليهما ودخلا للقصر .. كان آمون يشعر بشعور غريب تجاه كلوديا .. يشعر
    بالمسؤليه .. يشعر بشعور دافئ عندما يراها تبتسم .. تذكره بطفولته ..
    بالبرائه اللتي كان يعرفها قبل ان تتغير حياته كلها بعد دخوله عالم الشهره ..
    انها تبدو غريبه على كل ما يحدث هنا .. ابتسم واستدار لها ليقول فجأ – كلوديا .. انا سعيد بلقائي اياك ..
    _ اه ..؟
    ابتسم لها بينما تفاجأت هي بكلامه .. ولكنها ابتسمت بعد هذا له وهي تستدير لتصافحه – انا ايضا سعيده جدا بلقائي بك .
    _ هذا جيد .. لو انك لم تقولي هذا لكنت سأجن
    _ ههههههههه
    عندما دخلنا للقصر سمعت صوت امي والسيده كاميليا يتحدثان عند اقترابنا من غرفة الضيوف .. استأذن آمون
    ليذهب لغرفته بينما طرقت انا الباب عليهم .. سمعت صوت السيده كاميليا تطلب مني الدخول فدخلت وانا اضع على
    وجهي ابتسامه مشرقه .. عندما رأتني ابتسمت و رحبت بي – ااه عزيزتي .. لقد اشتفت الى هذي الابتسامه ..
    اخجلني كلامهما ولكني القيت عليها التحيه و جلست معهم قليلا .. لم استطع ان اقول لأمي عن انها تأخرت ..
    اعتقد ان الوضع كان سيبدو وقحا جدا .. ولكن حمدا لله ان كاميليا قامت بهذي المهمه عوضا عني ..
    فلقد قالت لأمي بخجل – لقد اخرتك عن موعدك مع كلوديا .. سوف تتأخرين روزا ..
    _ لا عليك .. لم نتأخر .. حسنا سوف نكمل عندما اعود ولكن انتي اطمئني سوف تكون الحفله على خير ما يرام ..
    لا تقلقي نفسك بها كثيرا ..
    ابتسمت كاميليا لامي وتنهدت .. يبدو انهم كانو يتحدثون عن تجهيزات الحفل ..
    وقفت امي لتخرج فوقفت معها .. ودعنا السيده كاميليا وخرجنا لتبدأ كلوديا تأنيبها لأمها – امي هل هذي هي الدقائق اللتي
    سوف تجلسينها مع كاميليا .. كنتي تستطيعين ان تخبريني انك سوف تقضين النهار معها ..
    ضحكت روزا على ابنتها – اهدئي .. لقد اخذنا الحديث وكانت قلقه بشأن الحفله و اخذت رأي ببعض الاشياء ما مشكلتك
    ايتها الصغيره ..


  21. #60
    _ حسنا .. سوف اذهب لأرى ميا .. عندما تنتهين من ارتداء ملابسك وتجهزين اتصلي بي ..
    _ حسنا .. كما تشائين .. اخبري ميا تحياتي ايضا

    هزت كلوديا رأسها لوالدتها وذهبت للمطبخ لترى ان كانت ميا هناك ...
    في طريقها للمطبخ مرت بمكتب ادوارد في المنزل .. سمعت صوت كلارا وهي تتحدث بطفوليه معه
    _ ادوارد ارجوك هيا .. لقد تعبت وانا انتظر .. الا يمكنك ان تكمل اعمالك عندما نعود ..
    سمعت تنهيدته ويبدو انه رمى بالورق على المكتب .. – الم تعودي تستطيعي الصبر قليلا .. لقد قلت لكِ لدي عمل مستعجل ..
    _ ولكنك قلت لي اننا سوف نذهب اليوم .. لقد وعدتني اننا سنذهب في الاسبوع الماضي و كل يوم كان يأتي لك عمل جديد ..
    وبالبطع انت لا تستطيع ان تبديني على عملك ..
    انتفضت كلوديا من صوته وابتعدت عن الباب بسرعه عندما سمعته يقول بحده – لا تصرخي .. انتظريني في الخارج سوف آتي بعد قليل ..
    ابتعدت بسرعه عن الردهه كي لا تراها كلارا عندما تخرج .. كانت تشعر بالأسى على كلارا من تصرفات ادوارد معها ..
    لقد بدى صوته مرعب جدا .. لو كانت هي بمكان كلاارا لما بقيت واقفه هناك لدقيقه ..
    اتجهت بدون توقف نحو المطبخ وهي تخاف ان يشعرو بوجودها .. عندما دخلت بسرعه واغلقت الباب خلفها سمعت صوت الخادمه العجوز .. – لما صفقتي الباب بهذي القوه .. هل تريدين ان تذهبي بسمعي للجحيم
    فزعت عندما رأتها في البدايه ولكنها انحنت بسرعه بعد هذا لتعتذر – انا اسفه .. حقا اسفه لم اكن اقصد
    كانت كلوديا تبدو خائفا منها بينما ميا كانت تقف خلف العجوز تضحك بصوت مكتوب على صديقتها ..
    خرجت العجوز بعد هذا من المطبخ وهي تثرثر على كلوديا وكيف ان الشباب هذي الايام لا يحترمون ابد
    احد ..
    _ يبدو انك اغضبتها .. لقد بدوتي مضحكه جدا وانتي تعتذرين ..
    كانت تكتم ضحكتها حتى لم تستطع الكتمان اكثر فأنهارت ضاحكه على صديقتها ..
    _ هذا ذنبي انني اشتقت لك وجأت لأراكِ ايتها المعتوهه ..
    _ ههههههه . حسنا حسنا .. ا نا ايضا اشتقت لك ..
    بدأت ميا تأخذ نفسا عميقا لكي تنتهي من الضحك .. اقتربت بعد هذا من كلوديا واحتضنتها ..
    _ لقد كان البيت كئيب بغيابك .. كيف حالك ..؟
    _ اعتقد انني سوف اصبح مغروره .. الكل يقول لي ان المنزل كئيب بغيابي
    _ صدقيني مجاملات .. الا تعرفين المجامله ..
    ضحكتا مع بعض و اتجهتا نحو المقاعد لكي يجلسا ..
    بدأت ميا بالحديث – حسنا .. اخبريني ماذا فعلتي عندما هربتي من المنزل ..هل تعرفين .. لم اتخيل انك سوف تقومين بهذا في يوم من الايام .. تهربين ..؟
    بدت ميا مستغربه وهي تتحدث فقالت كلوديا لها بانفعال – اسمعي .. ايتها الحمقاء انا لم اهرب ذهبة فقط لبيت صديقتي
    _ حسنا .. حسنا .. اعرف هذا ولكن مع هذا .. الامهم الان كيف هي الاحوال بينك وبين امك ..؟
    قالت كلوديا ببعض من الحزن .. – لقد عادت كما كانت .. هي قررت عدم الزواج ..
    _ قررت .؟ ام من اجلك ..؟
    _ هل هناك خطأ ان كانت قد غيرت رأيها من اجلي .؟
    وقفت كلوديا بسرعه وهي تصرخ .. فنظرت لها ميا مستغربه .. – كلوديا ما بك ..؟
    _ الكل ينظر لي وكأنني فعلت شيئا بشعا برفضي لزواج امي .. لماذا .. هل يجب علي ان اتركها تتزوج
    وتنساني .. حتى ان لم تنساني لن تكون امي كما هي الان .. سوف تهتم بزوجها وتتركني ..
    سوف ابدو وكأنني اعيش عائق بينهم .. هل تفهمين ماذا يعني ان يتخلى عنك اخر شخص لك في الحياة
    الشخص الوحيد اللذي تملكينه ..
    وقفت ميا بسرعه وامسكت بكلوديا وهي تهدئها – كلوديا توقفي .. ارجوكِ كفى ..
    بدت كلوديا بالتوقف تدريجيا وبدأت تتنفس بعمق وهي تحاول استرداد انفاسها بصعوبه ..
    _ اسفه .. لقد ذهبتي بعيدا جدا .. لم يكن هذا ما اردت قوله .. اسفه حقا ..
    نظرت لها كلوديا بخجل .. عرفت انها افرغت شحنت الغضب كلها على ميا ..
    ابتسمت لها بعد هذا وقالت – انا اسفه .. لقد فجرتني بسؤالك
    _ لم اعرف كيف اطفأك .
    استغربت كلوديا من جملة ميا اولا ولاكنها انفجرت ضاحكه بعد هذا عندما فهمتها ...
    _ كان يجب ان تضربيني كي انطفئ ..
    _ لم اجرؤ .. اخاف ان تقتليني وانتي في أوج حماسك
    ضحكتا كلاهما وحينها رن هاتف كلوديا وانطفئ فعرفت ان والدتها قد انتهت من تحضير نفسها للخروج ..
    _ حسنا ميا .. يجب علي ان اذهب امي تنتظرني
    بدت ميا مستائه – لقد كنت اريد ان امضي معك وقت اطول .. حسنا اراكِ فيما بعد
    ابتسمت كلوديا لها واستدارت لتخرج .. ولكنها توقفت فجأ و نادت – ميا ..
    _ ماذا هناك ..؟
    _ لما لا تأتين معنا للسوق ..؟ سوف نتسلى كثيرا
    ابتسمت ميا لها بتعاسه – ااه لو ان الامر سهل كما هو لك .. لدي اعمال كثيره يجب ان انجزها ..
    وخصوصا ان الحفله سوف تكون بعد ثلاث ايام .. سيكون هناك الكثير والكثير من الاعمال ..
    _ توقفي عن هذي الحماقات .. لن تتغيبي سوى ثلاث او اربع ساعات .. لن يكون هذا طويلا ..
    كفاكي عملا و اخرجي قليلا لترفهي عن نفسك
    _ حسنا .. سوف اتذكر هذا
    قالت هذا وهي تبتسم لكلوديا فأقتربت كلوديا منها وسحبتها من يدها .. – هيا ميا لا تكوني تعيسه ..
    ارجوك.
    _ كلوديا ليس الامر وكأني لا اريد .. انه فقط انني اعمل هنا وليس لي الحق في الخروج متى شأت .. انه العمل .. الـ..ـعـ.ـمل ..
    _ افهم انه العمل .. ولكني لم ارك يوما تأخذين اجازه او تخرجين من هذا المكان . الا تحبين الخروج . الا تحبين رؤية مافي الحياة ..
    _ احب ولكني لست...
    اوقفتها وهي تسحبها خلفها – حسنا حسنا .. انسي محاضرتك عن الاجتهاج في العمل الان ودعينا نستأذن السيده كاميليا لكي ..
    طلبت كلوديا من السيده كاميليا ان تسمح لميا بالخروج .. كانت تضن انها سوف تجد اعتراض او اي شيء من هذا القبيل
    من كاميليا ولكن ما حدث ان كاميليا فرحت جدا بطلب كلوديا ووافقت على الفور ..
    فوق هذا كله قالت لميا ان تأخذ راحتها ولا داعي للعجله في العوده .. شعرت كلوديا
    ان هذا اسعد ميا ففرحت هي ايضا وارتاحت لخروج ميا معهم .. اخيرا سوف تقضي وقتا ممتعا ..
    عندما انتهت ميا من تجهيز نفسها كانت روزا تنتظرهم في الخارج في السياره .. لقد استعارت سيارة كاميليا للخروج بها ..
    انها حقا سيارة رائعه .. شعرت كلوديا انهم من الطبقه الراقيه وهم يقودونها للسوق .. خصوصا انها كانت مع والدتها
    وميا لوحدهم .. لم يكن هناك احد يخص عائلة ادوارد ..
    _ جميل انك سوف تاتين معنا ..
    هذا ما قالته روزا لميا عندما اخبرتها كلوديا انها سوف تذهب معهم للسوق ..
    ابتسمت ميا واعتذرت عن مضايقتها لهم فقالت لها كلوديا – توقفي عن قول الحماقات .. سوف نقضي وقتا ممتعا ..
    وفعلا هذا ما حدث .. امضو وقتا طويلا جدا في الاسواق .. قامو بشراء اشياء عديده ..
    كانت روزا تنظر للملابس بينما كانتا كلوديا وميا يجربن جميع انواع المكياجات والعطورات ..
    يقومان بالتعليق على كل شيء .. ويضحكان على اتفه شيء يقولنه .. وكأنهما يريدان ان يضحكا فقط ..
    اتجها بعد هذا بطلب من روزا الى محل لبيع ملابس حفلات .. كانت الاثواب فيه رائعه وتبدو راقيه جدا ..
    كما ان اسعارها مرتفعه بعض الشيء ..
    علقت كلوديا فور دخولهم – امي .. اليس الوضع هنا مربك بعض الشيء . الا تشعرين ان هذي الاشياء غاليه جدا علينا ..؟
    _ اخترن ثوبان من هنا ولا داعي للثرثره .. لدي ما يكفي من المال لفتاتان صغيرتان ..
    ابتسمت لميا وهي تحاول ان تبعد عنها الخجل فقالت ميا مسرعه – اشكرك جدا سيدتي ولكن لا يمكنني ان اقبل ب...
    قاطعتها روزا قبل ان تكمل .. – ميا عزيزتي .. سوف اهدي كلوديا ثوبا بمناسبة قدوم العام الجديد وسوف تكون هديتك ايضا من هنا .. ارجو ان لا تحرجيني بأرجاعها او رفضها فأنا اعتبرك كـ كلوديا تماما ..
    امسكت كلوديا بيد ميا وتوجهت نحو مجموعه من الملابس – كفي عن التصرف بخجل .. هيا لنرى ما يوجد هنا ..
    اسمعي .. لنختر اجمل ثوبين .. لنكون الاروع في الحفل ..
    _ انا لا ارتي ملابس كهذي في الحفل .. يجب ان ارتدي شيأ رسميا .
    _ لماذا ..؟ الكل سوف يرتدون ملابس كهذي .. لك الحق انتي ايضا في ارتدائها ..
    _ انتي رائعه كلوديا ولكن عملي يتطلب هذا .. انه فقط القانون في عمل الخادمه ..
    _ توقفي عن الثرثره اللتي لا تجدي شيء .. سوف نجد حلا لهذا .. هل ستحل كارثه ان ارتديتي شيئا جميلا في الحفل ..؟
    _ دعيكي الان من هذا وتعالي لنرى هذا الثوب ..
    جربت كل من كلوديا وميا اثواب كثيره .. كانتا تضحكان وتعلقا كل واحده على الاخرى عندما يرتديان شيء ..
    بينما روزا اكتفت بمراقبتهما والابتسام لتسليتهما لنفسيهما .. في اخر المطاف اختارت كل واحده منهما ثوبا اعجبها ..
    ذهبا بعد هذا لأحدى المطاعم ..
    كان يوما جميلا بالنسبه للثلاثه .. ابتعدو عن اجواء الهم والكئابه اللتي كانت موجوده في القصر ..
    بينما ارتاحت ميا وكانت سعيده جدا بهذا اليوم اللذي قضته بصحبة كلوديا ووالدتها ..
    لقد شعرت انها فعلا مع عائلتها ..
    _ هل استمتعتي ..؟
    سألت كلوديا هذا وهما في طريق عودتهما فرمقتها ميا بنظره خبيثه وقالت – استمتعت .. معك ..؟ هل يعقل هذا ..؟
    _ اه ..؟ ماذا ..؟ ايتهما الحمقاء .. امي هيا انزليها هنا .. فل تجد لها حافله في وسط هذا الزحام الان ..
    _ ههههههههههههههه .. لا لا .. استسلم .. بالطبع استمتعت .. اعتقد انه اجمل يوم مر علي منذ مده طويله
    شكرا لكما ..
    انحنت لتشكرهما فأحست كلوديا بالخجل منها وضربتها بخفه على رأسها – لا داعي لأن تشكرينا ايتها الغبيه .. لم نقم باي شيء ..
    بينما تحدثت روزا بلطف – لقد كان يوما جميلا لنا جميعا ..
    عندما وصلو للبيت نزلت كلوديا بسرعه وهي تحمل اكياس المشتريات الكبيره
    وتتحدث مع ميا وتضحك بصوت مرتفع .. بدت سعيده جدا .. ولكن ابتسامتها اختفت كليا عندما رأت ادوارد و كلارا امامها ..
    كأنهم عادو للتو من السوق .. لقد جمدت بمكانها فجأ فأقتربت منها ميا وهزتها .. – هي .. كلوديا ..؟ ما بك .؟
    _ اه .. لا .. لا شيء
    ابتسمت واستدارت لتسير نحو المنزل ولكن صوت كلارا اوقفها ..
    نادتها ولكنها لم تقترب .. اقتربت روزا من كلوديا وحملت الاكياس عنها ..
    _ اذهبي وانظري ماذا تريد كلارا .. سوف ادخل قبلك ..
    لم تكن كلوديا تريد هذا ولكن لم يكن هناك سبب تستطيع التعلل به .. لذا سارت هي وميا نحو القصر
    وتوقفت هي عند مكان وقوف كلارا وادوارد بينما اكملت ميا طريقها للقصر ..
    بجهد كبير استطاعت رسم ابتسامه فرحه على وجهها ولم تنظر لادوارد بتاتا ..
    _ اهلا كلارا ..
    نطقت بهذا بصعوبه وهي تقترب منهم فسارت كلارا نحوها بسرعه واخرجت العلبه الصغيره من حقيبتها ..
    العلبه اللتي عرفت كلوديا فور رؤيتها لها انها للخواتم الخاصه بخطوبتهم .. لم تكن تريد ان تراهم ابدا ..
    ليس الان .. شعرت بانها ان رأتهم لن تستطيع مجاملة كلارا باي طريقه .. سوف تنظر لأدوارد وستدمع عينيها ..




    ^^

الصفحة رقم 3 من 13 البدايةالبداية 12345 ... الأخيرةالأخيرة

بيانات عن الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

عدد زوار الموضوع الآن 1 . (0 عضو و 1 ضيف)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

collapse_40b قوانين المشاركة

  • غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
  • غير مصرّح بالرد على المواضيع
  • غير مصرّح لك بإرفاق ملفات
  • غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك
  •  

مكسات على ايفون  مكسات على اندرويد  Rss  Facebook  Twitter