لتحميل كامل الرواية , من هنا
مرحبا
جبت لكم قصه انشالله تعجبكم للكاتب (روبرت لويس ستيفنسون)
وبحطها لكم على اجزاء لان القصه طويله
وطبعا لازم تردون عشان اكمل اتفقنا
بسم الله نبداء
نادي الانتحار
تنكر الأمير ((فلوريزل)) وصديقه الكولونيل في ملابس فقيرة قديمة كما قاما بتغير بعض ملامح وجهيهما حتى لا يتعرف عليهما احد...وكان الأمير وصديقه يريدان أن يتسليا بالاستماع إلى ما يدور بين الناس من أحاديث ورؤية ما يدور بالقرب منهما من وقائع وتصرفات.
ولذالك فقد دخلا إلى إحدى الحانات التي كانت مزدحمة عن أخرها بالرجال والسيدات الذين كانوا يأكلون ويشربون.
وعلى حين فجأة دخل إلى الحانة شاب صغير يتبعه خادمان وشق الثلاثة طريقهم نحو رواد الحانة الجالسين إلى موائدهم...وكان كل واحد من هذين الخادمين يحمل طبقا كبيرا واسعا تراصت عليه مجموعة كبيرة من قطع الكعك المحشو بالكريمة...وكان الشاب يحاول أن يقوم بتوزيع هذا الكعك مجانا على رواد الحانة من الرجال والسيدات .وكان بعض الرواد يستغرقون في الضحك وهم يتناولون قطع الكعك التي يقدمها الشاب إليهم..كما أن بعض الرواد الآخرين كانوا يرفضون تناول الكعك بازدراء ويظنون أن هذا الشاب مصاب بالجنون ...وعندئذ كان الشاب يأكل الكعكة المرفوضة.
وتقدم الشاب إلى الأمير ((فلوريزل)) وحياه بانحناءة صغيرة وقال:
-سيدي..هل تقبل هذه الكعكة كهدية..أؤكد لك يا سيدي أنها حلوة المذاق ... أنا نفسي أكلت 27 كعكة منها منذ الساعة الخامسة وحتى ألان!
قال الأمير:
سنقبل أنا وصديقي إن نأكل كعكك ولكن بشرط إن تجلس معنا وتحكي لنا السبب الذي دفعك إلى توزيع الكعك بهذه الطريقة.
فكر الشاب لحظة ثم قال:
- إني على أتم الاستعداد أن احكي لكما كل شي ولكن بشرط أن تصحباني في جولتي بين الحانات الأخرى حتى انتهي من توزيع أخر كعكة.
وفي الحال أكل كل من الأمير وصديقه الكولونيل كعكته وقاما ليتبعا هذا الشاب الغريب في جولته الغريبة..وسارا معا خلف الشاب وخادميه اللذين يحملان طبقي الكعك المحشو بالكريمة.
دخلوا إلى حانتين . واحدة تلوا أخرى ... ولم يعد باقيا بالطبقين سوى تسع كعكات ...وعندئذ نظر الشاب إلى الأمير وصديقه وقال لهما بهدوء:
-أنا لا أريد إن أعطلكما أكثر من ذلك.
وتناول التسع وبدا في التهامها واحدة بعد أخرى...ثم قام بإعطاء الخادمين كل ما كان في محفظته من نقود ... ثم التفت إلى الأمير وصديقه وقال:
-وألان ..أرجو أن تتبعاني ...لقد أنفقت كل نقودي لإعداد هذا الكعك الذي وزعته ...فربما أن تكون هذه الليلة هي أخر ليلة أقضيها حيا فأنا عضو في ((نادي الانتحار )) وأنا ألان في طريقي إلى هذا النادي !
صاح الأمير مندهشا:
-نادي الانتحار ؟!..بحق السماء .. ما هو نادي الانتحار هذا؟!
أجاب الشاب بكل هدوء :
-انه باب يؤدي إلى طريق الموت ..فان كنتما قد سئمتما من الحياة مثلي ..فاني على الاستعداد لان أصطحبكما إلى هذا النادي لحضور الاجتماع الذي يعقده رجال يريدون الموت ..فما رأيكما ..؟!
نظر الأمير وصديقه كل منهما إلى الأخر ثم همس الأمير في أذن صديقه الكولونيل وقال :
-لا بد أن نذهب معه لكي ننقذه ...وعلينا أن نبقى متنكرين حتى لا يمكن لا حد أن يتعرف علينا ...لذلك فسوف أسمي نفسي ((مستر جودال))وسيكون اسمك ((الميجور الفريد همر سميث)) .. تذكر هذين الاسمين جيدا .
والتفت الأمير الى الشاب وقال:
-هيا يا سيدي ...اذهب بنا أينما شئت !
وبعد عدة دقائق أوصلتهم إحدى العربات إلى بيت مظلم يقع في شارع هادئ وقام الكولونيل بدفع أجر العربة ...وتوقف الشاب لحظة ثم قال لهما :
-مازالت أمامك فرصة للتراجع يا مستر جودال وأنت أيضا يا ميجور همر سميث ..فكرا جيدا قبل ان تخطو الخطوة التالية ..أما أنا فقد قلت للحياة :وداعا.. وأكرر لكما القول بأن تفكرا جيدا قبل أول خطوة في طريق الموت .
قال الأمير:
- هيا يا صديقي ..نحن لا نخاف شيئا !
وقال الشاب:
- إذن اتبعاني ..ستذهبان أولا لمقابلة رئيس النادي ...وعليكما أن تكونا صادقين معه حتى يقبلكما كأعضاء في النادي .
يتبع
المفضلات