... و كان رجل من الأشراف اسمه المركيز دي جيجي جالسا على مقربة منهم يسمع حديثهم و ينصت لحوارهم، فوضع يده على كتف راجنو فالتفت راجنو إليه فقال له : أتستطيع أن تخبرني من هو سيرانو هذا الذي تتحدثون عنه؟ فهز راجنو رأسه كالمستغرب و قال له : إني لأعجب لأمرك يا سيدي، فهي أول مرة أسمع فيها أن إنسانا في العالم لا يعرف السيد سيرانو ! قال : إني أعرف عنه شيئا قليلا، و أريد أن أعلم أهو نبيل أم صعلوك؟ قال :إن كنت تريد من النبل شيئا غير الشرائط و الأوسمة و الذهب و الفضة و الحرير و الديباج فهو أنبل النبلاء و أشرفهم، لأنه جندي شجاع، جريء في موقفه و مشاهده، صادق في قوله و فعله، لا يحابي و لا يجامل، و لا يتذلل و لا يتزلف، و لا يخضع في شأن من شؤون حياته إلا للحق الذي يعبده و يدين له، و لو عرفته يا سيدي، لعرفت أفضل الناس خلقا، و أشرفهم نفسا، و أطيبهم قلبا، وأشدهم عطفا على البؤساء و المنكوبين.
أحب إهداء أغلى ما أملك و أوثر... للمبدعين ذوي المكانة الخاصة عندي،
فكان أن اخترت همستي لضيوفي من راويتي المفضلة لكاتبي المفضل: رواية الشاعر لمصطفى لطفي المنفلوطي.
المفضلات