من ترك شيئاً لله.... عوضة الله خيراً
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين،والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين المبعوث رحمة للعالمين محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم...... وبعد،
فان للشهوات سلطاناً على النفوس واستيلاء وتمكناً في القلوب فتركها عزيز، والخلاص منها عسير، ولكن من اتقى الله كفاه، ومن استعان به أعانه ،وعوضه خيراً...
من ترك مسألة الناس، ورجاءهم واراقة ماء الوجه امامهم، وعلق رجاءه بالله دون سواه عوضه الله خيراً مما ترك فرزقه حرية القلب وعزة النفس والاستغناء عن الخلق ومن يتصبر يصبره الله ومن يستعف يعفه الله.
ومن ترك الاعتراض على قدرة الله فيسلم لربه في جميع أمره رزقه الله الرضا واليقين واراه من حسن العاقبة مالايخطر له ببال.
ومن ترك الذهاب للعرافين والسحرة رزقه الله الصبر وصدق التوكل وتحقق التوحيد.
ومن ترك التكالب على الدنيا فييسر له امره وجعل غناه في قلبه واتته الدنيا وهي راغمة.
ومن ترك الخوف من غير الله وافراد الله وحده بالخوف سلم من الأوهام وامنه الله من كل شيءْ فصارت مخاوفه امناً وبرداً وسلاماً.
ومن ترك الكذب ولزم الصدق فيما يأتي ويذر هدي الى البر وكان عند الله صديقاً ورزق لسان صدق بين الناس فسوده واكرموه واصاخوا السمع لقوله.
ومن ترك المراء وان كان محقاً ضمن له بيت في ربض الجنة وسلم من شر اللجاجة والخصومة وحافظ على صفاء قلبه وأمن من كشف عيوبه.
ومن ترك الغش في البيع والشراء زادت ثقة الناس فيه وكثر اقبالهم على سلعته.
ومن ترك الربا وكسب الخبيث بارك الله في رزقه وفتح له ابواب الخيرات والبركات.
ومن ترك النظر الى المحرم عوضه الله فراسة صادقة ونوراً وجلاءً ولذة يجدها بقلبه.
ومن ترك البخل واثر التكرم والسخاء احبه الناس واقترب من الله ومن الجنة وسلم من الهم والغم وضيق الصدر وترقى في مدارج الكمال ومراتب الفضيلة.
ومن ترك الكبر ولزم التواضع كمل سؤدده وعلا قدره وتناهى فضله ... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم في صحيحه (ومن تواضع لله رفعه).
ومن ترك صحبة السوء التي يظن ان بها منتهى انسه وغاية سروره عوضه الله اصحاباً ابراراً يجد عندهم المتعة والفائدة وينال من جراء مصاحبتهم ومعاشرتهم خيري الدنيا والآخرة.
ومن ترك كثرة الطعام سلم من البطنة وسائر الأمراض لأن من اكل كثيراً شرب كثيراً فنام كثيراً فسخر كثيراً.
ومن ترك المماطلة في الدين اعانه الله وسدد عنه بل كان حقاً على الله عونه.
ومن ترك الغضب حفظ على نفسه عزتها وكرامتها ونأى بها عن ذل الاعتذار ومغبة الندم ودخل في زمرة المتقين.
ومن ترك الوقيعة في اعراض الناس والتعرض لعيوبهم ومغامزهم عوضه الله بالسلامة من شرهم ورزق التصبر في نفسه.
ومن ترك مجاراة السفهاء واعرض عن الجاهلين حمى عرضه واراح نفسه وسلم من سماع مايؤذيه.
ومن ترك الحسد سلم من اضراره المتنوعة فالحسد داء عضال وسم قتال ومسلك شائن وخلق لئيم ومن لؤم الحسد انه موكل بالأدنى فالأدنى من الأقارب والأكفاء والخلطاء والمعارف والأخوان.
ومن سلم من سوء الظن بالناس سلم من تشوش القلب واشتغال الفكر فاساءة الظن تفسد المودة وتجلب الهم والكدر ولهذا حذرنا الله عز وجل منها..
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اياكم والظن فان الظن اكذب الحديث)
وصلى الله على نبينا محمد ، وعلى اله وصحبه وسلم
__________________
المفضلات