إن الحمد لله تعالى نحمده,نستعينه ونستغفره ونستهديه,ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا,
من يهد الله تعالى فلا مضل له,ومن يضلل فلا هادي له ,وأشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له,وأشهد أن محمدا عبده ورسوله,
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كلام الله،وخير الهدى هدى محمدٍ صلى الله عليه وسلم،وشر الامور محدثاتها،وكل محدثة بدعة،
وكل بدعة ضلالة،ووكل ضلالة في النار-أعاذنا الله وإياكم من النار ..آمين-,,اللهم صل على محمد وعلى آل محمد في العالمين
إنك حميد مجيد،وبارك على محمد وعلى آل محمد في العالمين إنك حميد مجيد، وبعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
أما بعد،فما زلنا احبتي معا نتدارس هذه السلسلة الطيبة المباركة من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم،شرحا لكتاب
الأربعين النووية لصاحبها النووي عليه سحائب الرحمة،وكنا قد توقفنا مع الحديث الثالث عشر،،
حــديثنا اليوم،،،كان حلم الأمس ،كان عبارة عن سؤال في أحد دروسنا السابقة،ولقد منينا النفس آنذاك بشرحه ،،ولقـد من الله علينـا بذلك،
وهـا نحن اليوم فعلا نقوم بذلك،ونتدارسه اليوم،في هذا اليوم المبارك الطيب،،في هذه الليلة المباركة،أول ليالي الشهر المبارك،شهر رمضان
الحبيب،،اهله الله علينا وعليكم بالامن والإيمان ،والسلامة والإسلام،فهنيئا للأمة الإسلامية جمعاء بهذا الشهر المبارك،،وها قد تضاعفت الحسنات،
في سوق العبادة،فهل من مشتر لأسهمها،،بادروا،وسارعوا ،وسابقوا،،ولا تُغلبوا،،وفقني الله وإياكم،
نعود لحديثنا اليوم بإذن الله تعالى ،،آآه،على فكرة،،هل منكم من يذمرني في أي درس طرحنا السؤال المتعلق بحديث اليوم؟؟؟فذاكرتي ضعفت،ولقد شختُ .
دروسنا السابقة لمن اراد الفائدة,والإستزادة،،
ولمن لم يسعفه الحظ في متابعتها قبلا ،
الدرس الحادي عشر
الدرس الثاني عشر
الدرس الثالث عشر
ودرسنا اليوم بإذن الله هو:
الحديث الرابع عشر: حرمة دم المسلم
عن ابْنِ مَسْعُودٍ رضي اللهُ عنه قالَ: قالَ رسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: "لاَ يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ
يَشْهَدُ أنْ لاَ إله إلاّ الله وأَنِّي رَسُولُ الله إلاّ بإحْدَى ثَلاَثٍ: الثَّيِّبُ الزَّاني، وَالنَّفْسُ بالنّفْسِ، وَالتَّارِكُ لِدِيِنِهِ
الْمُفَارِقُ لِلْجَماعَةِ". رَوَاهُ البخاري ومسلم.
هو عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمس بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارس بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر، الإمام الحبر،
فقيه الأمة، أمه: أم عبد بنت عبد ود بن سوي من بني زهرة فكان يعرف بابن أم عبد..كان من السابقين الاولين حيث شهد بدرا،وهاجر الهجرتين وصلى على القبلتين،
وأول من جهر بقراءة القرآن. جاء في قصة إسلامه عنه قال:" كنت أرعى غنما لعقبة بن أبي معيط فمر بي رسول الله – وأبو بكر فقال يا غلام هل من لبن ؟ قلت نعم
ولكن مؤتمن قال فهل من شاه لم ينز عليها الفحل؟ أي لا تدر لبنا فأتيته بشاه فمسح درعها فنزل لبن فحلب في إناء فشرب وسقاه أبو بكر قال للضرع أقلص – أي إنضم
وأمسك عن إنزال اللبن – فقلص قال ثم أتيته بعد هذا ثم اتفقا فقلت يا رسول الله علمني من هذا القول فمسح رأسي وقال يرحمك الله إنك عليم معلم فأخذت من فيه سبعين
سورة لا ينازعني فيها أحد".
كان شديد الملازمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم مذ اعلن إسلامه،قال عنه أبو موسى الأشعري لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أرى ابن مسعود إلا من أهله
– وقال القاسم بن عبد الرحمن: كان ابن مسعود يُلبس رسول الله – نعليه ثم يمشي أمامه بالعصا حتي إذا أتي مجلسه نزع نعليه فأدخلها في ذراعيه وأعطاه العصا – فإذا أراد
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقوم قدم إليه نعليه ثم مشي بالعصا أمامه حتي يدخل الحجرة قبل رسول الله – وكان يوقظ رسول الله إذا نام ويستره إذا اغتسل وكان صاحب
سواكه ووسادته ونعليه..وأدت ملازمته لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى كثرة علمه،فكان يلقب بالحبر،،حبر الامة،،وكان شديد الشغف بالقرءان
الكريم، قال عنه صلى الله عليه وسلم : "من أحب أن يسمع القرآن غضا كما أنزل فليسمعه من ابن أم عبد".ولقد قال فيه علي رضي الله عنه:
"لقد قرأ القرآن فأحل حلاله وحرم حرامه فقيه في الدين عالم بالسنة". وقد روى الشيخان في صحيحيهما من حديث عبد الله بن عمرو إنه قال
لما ذكر عنده ابن مسعود فقال ذاك رجل لا أزال أحبه بعدما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :"استقرئوا القرآن من أربعة – ابن مسعود
وسالم مولى أبي حذيفة وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل " ولم يكن حبر الأمة عالما فحسب بل كان مع العلم عابدا فهو القائل:" القلوب أوعية فاشغلوها
بالقرآن" وهو القائل:" ليس العلم بكثرة الرواية ولكن العلم الخشية".رضي الله تعالى عنه وأرضاه،
تولي قضاء الكوفة وبيت المال في خلافة عمر وصدر من خلافة عثمان .توفي بالمدينة سنة 32 هـ، وأوصي الي الزبير ودفن بالبقيع وصلي عليه عثمان وقيل
صلي عليه الزبير ودفنه ليلا وكان قد أوصى بذلك وقيل لم يعلم عثمان- رضي الله عنه- عنه بدفنه فعاتب الزبير علي ذلك وكان عمر عبد الله بن مسعود
يوم توفي بضعا وستين سنة، رحمه الله تعالى،ورضي عنه،وسائر صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،،وجمعنا بهم ونبينا في جنات الفردوس ...آميــن.
...يتبع~
المفضلات