وذات ليله...رأى فيما كان يتجول في أرجاء السجن- ترابا ينثال من حفرة تحت احد الأرفف التي ينام السجناء عليها فتوقف لاستكشاف كنه ما يحدث وفجأة لمح (ماكار) أسفل الرف وهو يتطلع إليه بوجه شل الخوف قسماته...وكاد(اكزيونوف)يمضي في طريقه متجاهلا ما رأى لولا إن ماكار أمسك بيده فجأة وأخبره بأنه قد حفر نفقا تحت الحائط ... وبأنه يضع التراب في حذائه الطويل فيتخلص منه عندما يسمح للسجناء بالخروج لأداء الإشغال الشاقة.
- ابق هادئا أيها العجوز ولا تنبس بحرف... وإلا جلدوني حتى الموت على أني سأقتلك قبل ذلك!
وظل(اكزيونوف) يرتجف غضبا وهو يحملق في وجه عدوه – ثم سحب يده وهو يقول له :
- ليس لي رغبة في الهرب ولا حاجة بك لقتلي...فقد فعلت ذلك منذ زمن بعيد أما فيما يختص بالإبلاغ عنك فاني قد أفعل أو لا أفعل هي مشيئة المولى عز وجل!
عندما اقتيد السجناء لأداء الإشغال الشاقة في اليوم التالي لاحظ أحد أفراد الحرس المرافق كومة من التراب وقد أفراغها أحد السجناء من حذائه الطويل وعلى الفور أعلنت حاله استنفار جرى خلالها تفتيش السجن ... وعثر على النفق أخيرا ... وجاء كبير الضباط إلى (اكزيونوف) لما عرف عنه من عدل وحسن سيرة:
- أنت كهل صادق أمين....خبرني بالله عليك من حفر النفق؟وبدا (ماكار) وكأن الأمر لا يعنيه مركزا نظره على الضابط ... حائدا به عن (اكزيونوف) .
وارتعشت شفتاه (اكزيونوف) ويداه ... وظل صامتا فترة من الزمن وهو يصارع شتى الأفكار ..((إن وشيت به فسيجلد حتى يموت وأكون بذلك قد أرحته ... دعه يكابد ما كابدته...ثم....ثم أني لست متأكدا من هوية الفاعل وقد أظلمه إن إنا اتهمته علنا ثم .... أي فائدة ستعود على من كل ذلك و ....))
وقاطعه الضابط الذي أعاد صوته إلى أرض الواقع ثانية:
- حسن أيها الكهل الطيب...ألا تخبرنا عمن فعلها؟
ورد(اكزيونوف) في هدوء اليائس:
لن أخبرك إلا إن شاء الله. أنا أمامك فافعل بي ما يحلو لك.
وألح الضابط كثيرا ولما لم يظفر منه بشي علقت القضية!
تلك الليلة...حينما تمدد (اكزيونوف) على سريره طلبا للكرى تسلل أحدهم بهدوء وجلس على حافة فراشه ... وحدق في الظلام في وجه القادم فعرف فيه (ماكار).
- ماذا تريد مني أكثر من ذلك أتى بك!؟؟
وكان (ماكار) صامتا لا ينبس ببنت شفة فهب (اكزيونوف) جالسا وقال:
- ان لم تتركني وشأني ناديت الحرس!
وانحنى عليه (ماكار) قبل أن يهمس في ألم.
- سامحني واغفر لي كل مابدر مني !
- وعلام أسامحك؟
- أ،ا من قتل التاجر وأخفى السكين في متاعك- لقد كنت على وشك قتلك يومها الا أني سمعت صوتا فاضطررت الى دس السكين في حقيبتك قبل أن أهرب عبر النافذة
وظل (اكزيونوف) صامتا لا يحير جوابا فيما انزلق (ماكار) وجثا على الأرض قائلا:
- سامحني يا (ايفان ديمتريتش) واغفر لي ما أذنبت في حقك لسوف اعترف بأني القاتل وسيكون بإمكانك أن ستنشق نسيم الحرية ثانية فيجتمع شملك بعائلتك.
- ما أسهل قول ذلك. قال(اكزيونوف) :
- أما أنا فقد أمضيت بسببك ستة وعشرين عاما في منفاي هذا... فإلى أين أذهب أن أنا خرجت من هنا؟...لقد ماتت زوجتي ونسيني أبنائي ... ليس لدي مكان آخر ألجأ إليه.
ولم ينهض (ماكار سيميوينتش) وشرع يدق الأرض برأسه.
- سامحني يا (ايفان ديمتريتش) ردد في ألم أن وقع السياط على جسدي قبل أن يحضروني الى هنا لهو أهون بمراحل مما أحس ألان به ... لقد أشفقت على ولم تش بي.
سامحني بالله عليك... أرحم ذليلا أدرك فداحة جرمه!
وعندما سمع (اكزيونوف ديمتريتش) نحيبه بكى بدوره.
- فليسامحك الله –قال-قد تكون ذنوبي أعظم من ذنوبك مائة مرة اذهب فقد عفوت عنك .
قال (اكزيونوف) ذلك وما أن أتم كلماته حتى استشعر راحة جمة وغادره ذلك الحنين الجارف للعودة إلى وطنه و أهله – لم يعد يتمنى مغادرة السجن بل استشعر للموت حنينا.
ورغم كل ذلك ... اتجه (ماكار) إلى الضابط فاعترف بأنه من قتل التاجر إلا أنه إبان وصول الأمر بالإفراج عن (اكزيونوف) كان قد فارق الحياة لتوه!
ها وش رايكم بالقصه انا ادري انها ماهي قويه مثل الى قبل
بس تظل حلوه صح
(سكوال لا يكون زعلت من الكلام الى كتبته بس انا كنت من جد مشتاقه لكم ولردودكم وانا اسفه اذا ضايقتكم )
المفضلات