[Glow]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..[/Glow]
من المؤكّد لن تكون هي الأولى.. ولن تكون الأخيرة..
ولكنْ لنجعلها الأولى التي تعيش المأساة.. تعيش الألم..
لنجعلها استماعاً لا سَمَاعا.. لتكنْ آذاننا قلوبنا..
وليكنْ في كل نبضة حسٌّ واحساس..
يا تُرى هل كانت ”جميلة قصفة“ مجرّد أنشودة؟
هل كانت كلماتً فقط؟ أم لها امتداد؟
هل هي حقيقة أم خيال؟ وإنْ كانت حقيقة فهل نصدّقها؟
تعالوا لنعرف.. تعالوا لنعرف القصّة..
« الأسير جواد علي حسين قصفة.. من مواليد السلطانية 1962م - لبنان.. أُسرَ في عملية كومندوس
في خراج بيت ياحون عام 1988م.. حُكم عليه بالمؤبّد وظلَّ معتقلاً في سجون نفحة داخل فلسطين المحتلّة..
مَنْ هو جواد؟.. إنه والدُها.. إنه مَنْ حُرمَ رؤية جميلته..»
« جميلة قصفة.. جميلة جواد علي حسين قصفة.. إنّها ريحانته التي ولدتْ دون أنْ يراها.. فَتاتُه.. فلذَة كبده..
فتحت عيناها على الحياة دون أب.. حُرِمَ ضَمَّها.. وحُرمتْ حَنَانه.. نالتْ شرَف كونها ابنة الأسير ”جواد“..
يا ترى ماذا عَرَفتْ من والدها؟.. وكيف عَرَفت؟؟..»
«..نَعم.. من دون أنْ تَراه.. ومن دون أنْ تَسْمَع صوتَه.. عَرَفتْ أنّ أباها ”بطل“.. أبَى العيش الذليل.. فأُسر..
لم يكنْ بينهما سوى جرّة القلم.. خطّ القلم.. مُسطّر المشاعر باعثها.. فقط.. فقط.. اشتاقت للمسةٍ من كفيه..
فاختارت العيد لترسل الشوق.. وعاشت دوماً تنتظر قبلاته عند الصباح.. تنتظر عودته وبيده دمية.. هدية..
ولكنْ.. هل لأحلام العاصفير موعد؟.. هل كان للقيا لقاء؟.. لا.. لا.. لا.. ماذا حدث؟؟.. فجأةً..»
«أذّنَ المؤذن.. إنّ الموتَ حقَّ.. إنَّ الموتَ حقَّ.. فاستجابت.. ولبّت النداء.. عَرَجَتْ إلى السماء.. إلى البارئ..
خذني يا إلهي فما عدّتْ أطيق العيش.. خذني بجنبك كي أعيش الخلود.. أرتنيَ الدنيا ألوان الخطوب.. اسقني شربة..
بعدها لا أضمأ أبدا.. يا تُرى مَنْ كانَ في وداعها؟.. الأبٌ أسير!.. والحالُ مرير.. مَنْ؟..»
« ..الأم.. الأم!.. كيف لها أنْ تَحْمل العبئ لوحدها؟.. كيف لها أنْ تدفُن بنتها في التراب؟.. كانت تتمنّى أن ترى بريق
دمعة الجواد فرحةً بمولودتها.. وهاهي تُفجع برؤية الدموع حزناً وجزعاً بفقدها.. ياله من هوان.. سافرت.. هيّا لنرثيها..»
(( الإنشـــودة موجودة بالمرفقــات ))
من خلف قضباني وأهاتي وأحزاني
من صرخة الأوجاع في أعماق إنساني
ياحلميَ الموعود قد عُدت فلا تَرْحل
ولا تجرح بحدٍّ الوجدِ وجداني
يا زهرة العمري .. بفيض الدمع أرثيك
وقلب يرشح الحبَّ .. يا بنتاه أهديكِ
فليت الروحَ تهجُرني وتسكنكِ
وليت الأسرَ يرحمني فأتيكِ
ياحلميَ الموعود قد عُدت فلا تَرْحل
ولا تجرح بحدٍّ الوجدِ وجداني
لإنْ طالتْ بنا الغربة .. وحالت دون لقيانا
وعاد الطير للغصن يغنّي النصر جذلانا
أعود اليك في شغف أبثُّ القبر تحنانا
أنثر فوق مثواك دموع الشوق ريحانا
ياحلميَ الموعود قد عُدت فلا تَرْحل
ولا تجرح بحدٍّ الوجدِ وجداني
«.. أطلق سَرَاح الأسير جواد علي حسين قصفة في 29 كانون الثاني 2004م.. عيد الحرية للبنانيين..
وحقّت كلمة ربّك.. رأته في الصورة.. ورآها في الصورة..»
« أم الأسير وزوجته.. على قناة المنار.. لتصبح ذكرَى جميلة.. يُحكَى أنَّ..»
××× الفــــــــــــــــــــــــــــــــاتحة ×××
اضافة رد مع اقتباس
المفضلات