ها قد عدتي ..
بجسدكِ ..
لا بكيانكِ!
إذهبي و استرجعي كيانكِ .. و عندها عودي!
لكنه يبدو إنكِ تركتي كيانكِ .. في نفسي .. في قلبي .. ثم رحلتي!
ظننت في بادئ الأمر إنكِ ستشاركينني كيانكِ!
فقد كنتِ بنظري الأفضل ..
فقد أهديتني بذرة من بذور كيانكِ لتنمو في قلبي
فظهر الغصن و ظهرت الأوراق و الزهور .. و أصبح لي كيانكِ!
ففرحت بذلك .. لأنني كنت أرغب في أن أرتقي للأفضل
و لكن لم يخيل لي يوماً ..
أن أكتشف أن كيانكِ كله أصبح لي!
لما فعلتي ذلك؟!
هيا .. تعالي و خذيه! .. فلم أعد أريده!
هيا .. تعالي و انتشليه! .. فلم أعد بحاجة إليه!
هيا .. تعالي و انزعيه! .. فلم يعد بمقدوري أن أتحمله!
***
يا من قد عادت بكيان آخر ..
هيا خذي كيانكِ و انتشليه و انتزعيه ..
إن لم تفعلي ذلك ..
فإني سأجعل رياح الكراهية العاتية ..
تحطم أغصان كيانكِ في قلبي!
أو أحرم نبتة كيانكِ ..
بأن تسترفد ضوء نبراس عشقي السابق لكِ!
أو أن ترتوي من ينبوع حبي السابق لكِ!
أو بكل سهولة سأجعل النار و الجليد في قلبي ..
يتصارعان للقضاء على كيانكِ في قلبي!
***
ها قد عدتي ..
بعدما كنت أترقب إتصالكِ ..
أنتظر بفارغ الصبر رؤيتكِ ..
فعندما رأيتكِ حسبت أن هنالك مفاجئة ..
و لكنني لم أتمالك نفسي .. فإنطلقت مسرعة إليكِ ..
تاركةً كل ما يشغلني خلف ظهري ..
و قد اغروقت عينيّ بالدموع ..
و لكن .. أبداً ..
لم تكن هنالك مفاجئة!
كان هنالك شخص يحمل هيئتكِ ..
من غير كيانكِ!
***
أجيبيني عن تساؤلاتي ..
أهذه أنتِ؟!
أأنتِ التي لم تعد تذكرني؟! أو بالأحرى تتجاهلني؟!
أأنتِ التي كانت تملأ أرجاء المكان صدى ضحكاتي؟! بدلاً من صدى ليس هو بصدىً!
صدىً صامت لا روح فيه! .. صدى صمتكِ!!!
أأنتِ التي وعدتني بأننا سنظل صديقتان للأبد؟!
أأنتِ التي كان يوماً صديقتي و وعدتني بأن لا تنساني مهما يكن و لن تخونني؟!
أأنتِ التي أصبحت الآن تشيح وجهها عني؟!
أانتِ التي أصبحت تنظر إليّ بعيناها السوداوتان بإستغراب؟! و أقف أمامها بذهول!
أأنتِ التي لم تعد تكترث بي؟!
ما جرى لكِ؟!
أخبريني ..
أجيبني ..
***
كنت في السابق ..
أسعد لإبتسامتكِ
و أحزن لدموعكِ
و الآن غدوت أكره حتى ضحكاتكِ المنبعثة من شفتيكِ الرقيقتان!
نعم .. أكره ضحكاتكِ و أكرهكِ يا أيتها الخائنة!!!
و خاصة عندما تمرين أمامي و بجانبكِ مجموعة من صحبة جديدة ..
غيري و غير اللاتي أعرفهن!
فأسمع ضحكاتكِ ..
فأشتاق لسعادتي لضحكاتكِ ..
و يخيل لي أن أكون بجواركِ ..
و أن أضع يدي في يدكِ ..
و أن نغني أغنياتنا المفضلة!
أكرهكِ .. لأنكِ خائنة!
أكرهكِ .. لأن رحيلك كان يعني لكلانا أمراً صعباً ..
فحاولتي أن تؤجليه للحظات!
و لأن خيانتكِ لي كانت تعني لكِ أمراً سهلاً جداً ..
فلم تؤجليه و لا للحظة!
أعلم أن الرحيل كان لكِ بالأمرِ الأصعب
و أعلم أن العودة كانت بالأمر الأسهل
فكما عدتي إرحلي!
***
أكرهكِ أنتِ و هذه الحياة القاسية!
لما يا أيتها الحياة ..
تسلبين مني كل لحظة حلوة؟!
فتطوين الصفحات الحلوة في كتاب حياتي ..
أمهليني لحظة ..
و أعيدي لصديقتي رشدها ..
و ذكريها بوعودها ..
و أعيديها لي كما كانت ..
لتناديني ..
لتحدثني ..
لنعود من جديد صديقتين!
***
أعلم إنك لن تستجيبي لي!
لأنكِ قاسية!
نعم قاسية و ألف قاسية!
أسمعتِ ذلك أيتها القاسية؟!!!
هيا إذاً ..
إطوي جميع الصفحات الحلوة في حياتي ..
هيا .. إني أعني ذلك ..
هيا .. لا ترحميني!
و لا تتظاهري بوجود متسع للشفقة في قلبكِ الصخري!
هيا .. إطويها جميعها ..
قلتها بمفردي ..
قبل أن تقوليها أنتِ!
أو تجبريني على قولها!!!
إطوي جميع الصفحات الحلوة في حياتي ..
فلم أعد أكترث!
لأنكِ ستقومين بذلك عما قريب!
هيا .. قلت لكِ ..
اطوي جميع الصفحات الحلوة في حياتي!
و لن أبالي إن طويتي معها ..
صفحات حياتي بأكملها و مزقتها أمام عينيّ فيكون ذلك آخر ما أراه!!!
المفضلات