((النــــــداهــــــــة))
أنها قصة شابة حسناء تسير في الحقول ليلا تنادي الشباب الذكور كي يلحقوا بها.. ويهرع الشباب وهنا تتحول إلى حقيقتها غول مرعب شرس يفترس الفتى فلا يسمع عنه احد بعدها.
وكانت الأمهات اللواتي فقدن أولادهن الشباب يرددن بحزن ذالك الموال:
فين الولد يامــــه؟ ***قالت نسي أهـــله
فات البلد لمــــا *** الغـــولة نـادت لــه
**********
فين الولد يا اولاد *** قالوا الولد مسحور
سافر وراها بلاد ***وادي السنين بتدور
مــــــــــاهي النداهة؟
النداهة هي إحدى الشخصيات المرعبة في الأدب الشعبي المصري وهي كما يجمع من وصفوها غولة تتنكر في شكل انثى حسناء... تتجول ليلا في الحقول المظلمة وتنادى شابا بعينه باسمه مرارا وما أن يسمع الفتى حتى يهرع للحاق بها على الرغم من أهله فإذا ما لاقى الفتاة وارتمى في أحضانها تحولت لغول ضخم يلتهمه حتى العظام.
توجد شواهد عدة على وجود كائن له هذه المواصفات..
السيد الشرقاوي- بقال القرية في إثناء عودته ليلا لبيته جوار الترعة شاهد فتاة حسناء تمشي فوق مياه الترعة ولا تغرق
احمد عباس- فلاح – سمع صوت نداء امرأة يردد : إبراهيم..إبراهيم
فهرع ليرى ما هناك وجد امرأة واقفة في الحقل لوحدها ..اتجه ليسألها عما تريده من إبراهيم . استدارت ببطء
يقول احمد : لم أر اجمل وجه منه رأيته في حياتي ولكن حدقتيها كانتا حمراوين بلون الدم وقد أغشى عليه.
الطفل صبحى محمود 9 سنوات- شاهد امرأة تعبر حقل أبيه ليلا في ضوء القمر دون أن تترك ظلا.
أما الدكتور عاصم الذي لم يكن يصدق هذا الترهات فيقول :
- لمحت شيئا ما .. أجرت وجهي في بطء تجاه هذا الشئ فلمحت مايشبه فتاة طويلة مسربلة بثوب طويل اسود تسير فى تؤده على بعد 5 أمتار منى في خفة كأنها تسري ولا تمشي لا يوجد أي نوع من الانبعاج تحت ثوبها يوحى بحركة القدمين.لم تدر وجهها لي كأنها لا تراني أساسا وفي هذا الظلام لم أكن لأراها حتى لو نظرت لي أحسست بعمودي الفقري يتجمد وقلبي يكاد يثب في حلقي ..انها تنظر الى دار رضا
هالة الضوء الأخضر تحيط بها كأنها تشع هذا اللون من الداخل من تحت ثوبها توقفت الفتاة وقامتها منتصبة وصدرها يعلو ويهبط ثم رفعت عقيرتها بالنداء وهي تنظر للأعلى كذئب يعوى أمام قرص القمر : رضاااااااه رضااااااه
ولما أحست بي استدارت نحوي .. لم أتخيل قط وجها مريعا كهذا الوجه وجه شاحب كالموت عينان عميقتان حدقتهما حمراوان بلون الدم شفتان مشققتان خصلات شعرها سوداء فاحمة مصففة بعناية وعنقها طويل شامخ شامة كبيرة زرقاء على الخد الأيسر.
وهكذا سيطر خيال النداهة تلك الأسطورة على عقول الناس فأخذوا يتصورونها حقيقة واقعة ومع هذا فقد بقيت أساسا من الأساطير الشعبية العالقة في الأذهان والمرسومة في الأدب ما زالت.
المفضلات