,,,
,,
,
احبتي
رواد منتدى قصص الاعضاء
تخطو خطى قلمي اليكم .. والقلب يعلم مدى ذلكـ التقصير في حق كلماتكم .. وبوح اقلامكم .. ولكن يعلم الله .. ان حرقة القلب تشتعل .. وعقارب الزمن بداخلي تسابق مجىء قلبي اليكم .. ولكن ابعث هذه القصه .. بين يديكم .. آمل ان ترتقي لمستوى روعة تواجدكم ..
,,,
,,
,
تستفيق شمس السكون من جديد ..
وتصارع البقاء في فضاء الامل
تهزمني تاره .. وانتصر تارة اخرى
وتبقى هناكـ .. خوافي من قصاصة الزمن الباقيه
حيث كانت الشمس امام جموح الظلام صامده
وحـشود الغمام من خلف جبال الايام غاويه
تصـدح بداخلها رعود وبروق
وتهيم القطرات في سلهمة الجنون الساكـن ..!!
في اعلى ضفة الذكريات
وعلى مقربة من ديمومة الامنيات
,
,
,
فتاة العشرين تكتب مذكراتها وتروي قصتها على صمت الصفحات .. تختال الاحرف بين اسطر صفحاتها فـ على ضوء شمعة يتراقص شعاعها على اوتار نفسها الطاهر .. وخصلات ليل راسها تتهادى على بؤرة الصدق في عينها وتغازلها رمش الاهداب ومن ثم تقطع يدها حكاية الهمس بين ليل الســواد وجمال الصـدق ..!!
تسترجع بقايا الذكرى في ذلكـ الزمن .. وتروي لصمتها حكاية الشقاء في اعماق طفولتها الشارده .. تسكن حيث تسكن الطيور في اعشاشها .. وتنمو مثلما الازهار في شتلاتها .. وتامل مثلما الاميرة بعرش الملكة ...!!
تشرق الشمس من بين اكوام ذلكـ الكوخ المتهالكـ اخشابه وتسبقها زقزقـة عصافير الاشراق .. وتراتيل اوراق الشجـر في شموخ اغصانها ..
طفل يتيم يحتضن اولى ابتساماتها .. وماء من ذلكـ الغدير يقبل خدها .. ورشفة من اعماق المـاعز تستقر في جدران اعماقها .. تلكـ البساطة كما رسمها لها الزمن .. وتلكـ الابتسامة كما صورتها لها الاحداث ..
تستفيق ذات يوم .. لتجد غيوم السمـاء قد حشدت الجيوش في اعماقها .. وتنادي النجوم التي كانت تسامرها .. واذ بها تصرخ من خلف ركام السحاب .. بـ انه حجاب الليل قد استوطن مابين الجموح والهمسات .. فارس من ذلكـ الزمن البعيد .. قد تهادى طيفه كما البدر حينما تصفو له السمـاء .. ويسكن كما الملكـ في عرشــه ..
تشير له الابهام .. انت ..!! انت من جديد ..!!
من اين جئت .. ولمَ كنت هنا .. وانا لم اكتبكـ الا في مذكراتي .. ولم اجدكـ الا جارحا .. ساكنا في واقعي .. كنت عاشقا بالامس شهما ابيا .. صادقا .. كنت الحلم .. والامنيات .. كنت اللحن لكلمات الاغنيات .. كنت .. وكنت .. وكنت ..!!
لمَ انت هنا من جديد ..!! الم يرضى الغرور في قلبكـ .. وهل هناكـ باقي لذلكـ الجنون الذي كان في صوتكـ ..!!
يغيب ذلكـ الطيف من على ظلمة السمـاء .. وتبدا معه رحلة العودة الى صور بقيت في ذاكرة جدران ذلكـ الكوخ .. تعود معه ايام اللقاء الذي خيم عليه الصمت .. وتعود معه اولى كلمات الحب .. وتنتهي الى اللانهايـــة في كوابيس الذكريات ..!!
تمسكـ بريش الطاؤوس .. لتخط في صفحات قد مزقتها الرياح .. وتعريــة الايام .. لتكتب اولى الكلمات .. واولى الاحرف ...!!
الحب نظره في بحر الصمت .. ومن ثمَ بركان في جبال الخــوف ..!!
كانت تلكـ الكلمة الوحيــدة التي نطق بها القلم متفوها .. كانت تزهو احرف الجمل بين اهداب اسطر صفحتها .. تعود بها الايام .. لارض خضراء .. وكوخ متهالكـ .. وهفوات نبض .. ولهفة معرفه .. لغموض جامح .. كما حجاب الغمام بين نظرة الحب .. ونجوم الصــفاء ..
لم تعد تستذكر .. ســوى ثلاثة مشاهــد من جنون ذلكـ الحب .. ومعها .. خطاب من صميم القلب تنطقه النبضات .. وتنادي به الهمسات .. من اجل الرضى حتى صمت الغضب .. ومن اجل ان يكون لكل شي .. طابع خاص .. كما الرسومات وكما الغموض .. تكتب الكلمات .. وتمحو الدموع حرفا .. وتعود النبضات تكتبها جملة تعتصرها ايام البقاء الذي كان ...!!
,
,
,
المشــهـد الاول
كانت هنا اعلى سفح التل .. بيدها مزمار من بقايا الاشياء التي كانت مركونة من عصر الاجداد .. تعبث مع اعشاب الارض .. وتقطف زهرة .. لترتديها خصلات شعرها الذهبي اللون .. من اجل ان يخيل لها انه التاج الذي ترتديه شموخ الملكه ..
خطوات من الخلف .. وكانها تنادي .. انني هنا ..
فتى يرتدي قمع الجبروت .. قد بلغ العشرين منذ ثلاثة اعوام .. تفننت عوامل بلاده بان رسمت له حكاية في هيئة جسـده .. قبعة قد كحلها السـواد .. بخيوط القماش السرمدي اللون .. سترة قد تداخلت بها قطع الحديد .. وسيف على خاصرة الكبرياء .. وبنطال اسـود اللون قد امتزج بزرقة داكنة اللون ..وحتى ان يكون الحذاء الذي قد لامس ركبتيه ..
نظرة وكانها ليست الاول .. وكانها قد سبقتها نظرات منذ ازمان ..
تهمس الفتاة بداخلها .. انني اعرفه .. وانني اجهل الذات في عينيه ..!!
يلقي التحيه .. من على بعــد ثلاثة اطوال كل طول يمثل طول سيفه ..
تنظر اليه الفتاة لكل تحديق .. وكانها ترد التحية بعينها ..
تقف الفتاة .. وتتعثر برداء البساطة في قدمها .. ومن ثم يقترب طولا واحدا .. لتبقى المسافة .. طولين من جموح سيفه ..
هل لي ان اساعدكـ بشيء ..!!
ايماء راس الفتاة .. كما الرفض بكل ادب واحترام ..
هل لي ان اعرف منبع المـاء في هذه الارض ..
اشارة من الابهام الى جهة المشرق .. بانه هناكـ خلف شجرة التفاح ..!!
عفوا .. لا اعرف صوتا يناديني بـ اسمي هنا .. فـ انا غريب عن هذه الديار ..
هنا .. وكان الشاب .. اجبر الفتاة على نطق الكلمات ..
ولكن حيــاء الجمال قد استقر في قدميها حتى هربت من لقاء الصمت الذي كان ..!!
,
,
,
المــشـهد الثاني ..
على بعد ثلاثة ايام من ذلكـ اللقاء .. وعلى بعد مئات الاميال من لحظات التفكير .. وجنون الارق الاول .. وعذاب اللهفة التي كانت .. كان للقدر ان يجمع الفارس بفتاة الكوخ .. هناكـ على بعد خطوات من مكان لقاء الصمت ..
حيث كان الشاب قد استلقى بين الاعشاب .. وحجبت قبعته عيناه عن شعاع الشمس .. ترقبه الفتاة .. وترصــد كل حركة من اصابعه .. وجسده .. ويداه ..
تقترب خطوه .. وتبتعد خطوات .. تقترب بكل خوف .. وكان قدمها قد تصلبت بالارض كما مسمار قد استقر في قاع الارض ..
وحتى ان انزاحت سحابة الخوف من على قلبها ... تقترب لتكون هناكـ بين شعاع الشمس .. وغطاء قبعته .. حيث خُـيل له ان الغروب قـد حان .. وانه قد غط في سبات عميق ..
يزيل حجاب القبعه .. ليجد امامه انه الشروق قد حان .. وانها صورة لم تفارق مخيلته .. حتى خُـيل له ان حلم من احلام يقظته قد استقر في سباته ..
ليدعج الشاب عينه بغية الافاقة من سباته الذي كان .. فلم يكن يتصور .. انها ستعود من جديد .. وتاتي بخطواتها اليه ..!!
تقاطع الفتاة عراكـ يده مع عيناه .. بهمسة يكاد الصمت يكون لها اقرب ..!!
تابع
المفضلات